
عندما تفقد السياسة روح الخدمة تتحوّل إلى صراع المصالح
وحضر القداس النائب السابق جوزيف اسحق، رئيس الرابطة المارونية في أستراليا جون شديد ونائبه دجو يونان، مختار الديمان ريمون البزعوني، مسؤول مكتب 'القوات اللبنانية' في الديمان المحامي ماريو صعب، رئيس نادي الديمان الكاتب والصحافي أنطوان فرنسيس، مسؤول كاريتاس الجبة الدكتور ايليا ايليا، وحشد من أهالي الديمان مقيمين مغتربين.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان'دعا يسوع رسله الإثني عشر، وأرسلهم، وأعطاهم سلطانًا' (متى 10: 1). قال فيها : 'بدأ الربّ يسوع حياته العلنيّة بعمر ثلاثين سنة. فاختار رسله الإثني عشر بأسمائهم للدلالة على محبّته لكلّ واحد منهم، ومن هذه المحبّة ولدت المحبّة فيما بينهم. وأرسلهم ليعلنوا اقتراب ملكوت الله، وليشهدوا لمحبّة المسيح، ويبنوا حضارة المحبّة. وأعطاهم سلطانًا لطرد الأرواح النجسة، ولشفاء الشعب من كلّ مرض وعلّة. إنّ دعوة الرسل وخلفائهم الأساقفة، ومعاونيهم الكهنة، هي من المسيح الذي يختار ويرسل ويعطي سلطانًا'.
وأردف: 'يطيب لي أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وبنوع خاص بأهالي بلدة الديمان الأعزّاء، الذين نكنّ لهم كلّ محبّة وتقدير، كما نرحبّ بالآتين من مختلف المناطق. فنقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة على نيّتكم، ولشفاء مرضاكم، وراحة نفوس موتاكم، ولحفظ الإيمان في قلوبكم ونموّه. الرسل وخلفاؤهم الأساقفة ومعاونوهم الكهنة، مرسلون من المسيح لمتابعة رسالته، على ما قال: 'كما أرسلني أبي، أرسلكم أنا أيضًا' (يو 20: 21). فباسم يسوع يقومون برسالته الخلاصيّة. وأكّد لهم: 'من يقبلكم يقبلني' (متى 10: 40). كما أنّ يسوع قبل رسالته من الآب لا من تلقاء نفسه (راجع يو 5: 19 و 30)، هكذا المرسل لا يستطيع شيئًا من دون المسيح مرسله الذي يأخذ منه مهمّة رسالته والسلطان لإتمامها. هؤلاء الرسل يسمّيهم بولس الرسول: 'خدّام العهد الجديد' (2 كور 3: 6)، 'وسفراء المسيح للمصالحة' (2 كور 5: 20)، و 'خدّام الله' (2 كور 3: 6)، وخدّام المسيح ووكلاء أسرار الله' ( 1 كور 4: 1).
وقال: 'بعد قيامة الربّ يسوع من الموت، وحلول الروح القدس على الرسل يوم العنصرة، أصبح جوهر رسالتهم أن يكونوا شهودًا لقيامة الربّ يسوع، لأنّها مصدر قيامتنا من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، ولأنّها غاية تبشيرنا بالمسيح، إذ لولا القيامة لكان تبشيرنا باطلًا. لقد أرسلهم الربّ ليكرزوا 'باقتراب ملكوت السماوات'، وهو ملكوت المحبّة والرحمة، الظاهر في 'طرد الأرواح النجسة، والشفاء من كلّ مرض وعلّة'. هذا هو إنجيل الملكوت أي دخول الله في حياة البشر، والعيش معهم في شركة الرحمة والحبّ. هذا الإنجيل هو إيّاه يسوع المسيح الإله الذي صار إنسانًا وسكن بيننا. 'ملكوت السماء' هو الكنيسة، سرّ الشركة، المؤلّفة من العنصر الإلهيّ والعنصر البشريّ. إنّ رسالة الكنيسة 'إعلان ملكوت المسيح'، وتجسيده في أفعال المحبّة والرحمة والعدالة والسلام'.
وتابع: 'ما أحوجنا اليوم في وطننا لبنان إلى العودة إلى روح هذا الإنجيل. أرسل الربّ تلاميذه لا ليبسطوا نفوذًا بل ليقدّموا خدمة، لا ليجمعوا حولهم الجموع بل ليذهبوا نحو المهمّشين والجرحى والمتألّمين. الوطن رسالة، واللبنانيّ مرسل في وطنه، لا ليعتزل بل ليشارك، لا ليحتمي في خصوصيّته، بل ليبني مع الآخرين مستقبلًا مشتركًا. ولكن كم من المسؤولين نسوا أنّ المسؤوليّة رسالة خدمة وتضحية لا صفقةٌ. إنّ ما يضعف وطننا اليوم ليس الفقر فقط، ولا الأزمة الإقتصاديّة، بل انعدام الإحساس بالرسالة. عندما تفقد السياسة روح الخدمة تتحوّل إلى صراع المصالح. وعندما ينكمش المواطن في قلقه، وييأس من قدرة التغيير، تتوقّف الرسالة. جميعنا مدعوّون اليوم إلى استعادة معنى 'الإرسال' الوطنيّ: أن نخرج من منطق الراحة إلى مجال المبادرة. أن نلتقي الآخر، لا أن نحاربه. أن نخدم بعضنا بعضًا، لا أن نستغلّ بعضنا بعضًا. أن نعود إلى القيم التي بُني عليها لبنان أي المحبّة، الكرامة، العيش المشترك، الإنفتاح، الإبداع. لبنان لا يقوم إلّا إذا حمل أبناؤه مسؤوليّاتهم بروح رساليّة. لبنان يتطلّب أن نكون رسلًا في السياسة، في الإقتصاد، في التربية، في القضاء، في كلّ مجال يخدم الخير العام. أن يحمل كلّ صاحب سلطة رسالته كأمانة لا كإمتياز. أن يرى كلّ مواطن في وطنه رسالة يجب أن تصان، لا غنيمة تقتسم'.
وختم الراعي: 'فلنصلِّ، ملتمسين من الله، بشفاعة سيّدة قنّوبين، أن يبعث فينا روح الرسالة، ويفتح عيوننا على حاجات إخوتنا، ويفتح آذاننا لسماع أنين الناس، ويفتح أيدينا للعطاء، وقلوبنا للمصالحة والبذل والمحبّة. له المجد والتسبيح والشكر الآن وإلى الأبد، آمين'.
وبعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الإلهية يتقدمهم النائب إسحق ورئيس الرابطة شديد ونائبه يونان اللذين وضعا غبطته في اجواء الزيارة التي يقومون بها لدعم الجيش اللبناني وابناء الشهداء وأكدا للبطريرك ضرورة انتخاب المغتربين في الدوائر اللبنانية الخمسة عشر ليكونوا ضمن المكون الأساسي السياسي في لبنان
ثم ألقى الخوري عرب كلمة باسم رعية الديمان طالبا بركة غبطته لابناء الرعية معربا عن عمق الروابط الروحية بين الأهالي وسيد الصرح سائلا الرب أن يعود غبطته بالصحة والسلامة، وقال: 'يطيب لنا يا أبانا وراعينا صاحب الغبطة والنيافة أن تلتقي بكم في هذا الصرح الكبير، نحن أبناءك رعية مار يوحنا مارون – الديمان – علية قنوبين – كهنة ومؤمنين، محافظين على هذه العادة التي تحمل في طياتها دلالات كبيرة، وقد باتت تقليدا سنويًا نفتخر ولنسر به ، متمنين لغبطتكم اقامة سعيدة، وللجميع صيفا واعدا وهاننا في ربوع الوادي المقدس، يحمل معه كل الخير والسلام . فباسمي وباسم أخي العزيز وشريكي في الخدمة الرعوية الخوري نافذ صعيب، ولجنة الوقف، والمختار والنادي وسائر الفعاليات والعائلات الديمانية، ولا سيما القادمين منهم من بلدان الانتشار في اوستراليا، وكندا، والحاملين الديمان والوطن في قلوبهم على الدوام أعبر لكم، وغبطتكم الأب والرأس، وهذا ما تعنيه كلمة بطريرك، عن محبتنا لكنيستنا المارونية الأم، ولائتمائنا اليها، ولبطريركها وراعيها السابع والسبعين الذي أعطي له مجد لبنان. ورب قائل، والتاريخ يعلمنا، وهو خير شاهد، إنه عندما تكون البطريركية المارونية بخير، يكون وطنا وجميعنا بخير ؛ واليوم يفيض الخير وتفيض النعم بلقاء أبناء الرعية براعيهم ورأس كنيستهم، وهذا هو لسان حال أبناء الديمان الذين، وان تهللوا بقدومكم ورحبوا ، فإنَّما يُرحبون بسيد الدار، صاحب القلب الكبير الذي يضم الجميع ويتسع لكل أبنائه، وهم عازمون أن يؤكدوا مجددًا على عمق الروابط والعلاقات التاريخية والروحية التي تجمع الديمان بمقام السيد البطريرك، والبطريركية المارونية، وقد توطدت هذه العلاقة أكثر فأكثر تحت عنوان الشركة والمحبة، شعار خدمتكم البطريركية . اننا نلتمس في هذه المناسبة بركتكم الأبوية، مصغين الى توجيهاتكم الحكيمة من ينابيع الإنجيل المقدس، ونسأل الرب يسوع أن يعضدكم بيمينه القديرة، بشفاعة السيدة العذراء ، سيدة قلوبين التي آليتكم على – أنفسكم أن تصلوا مسبحتها مع الآلاف يوميًا، دون توقف، ومار مارون، ومار يوحنا مارون، لتبقوا العين الأبوية الساهرة على القطيع الصغير بمصابيح مضاءة، وعلى رعية الديمان رعيتكم، التي لها خصوصيتها التاريخية والجغرافية والروحية، والمنتمية إلى أبرشيتكم، أعني الأبرشية البطريركية. وهي رعية متجذرة في هذه الأرض المقدسة، تحافظ على إيمانها، وإيمان أجدادها، وتمتد بأغصانها الى بلدان الإنتشار، وتفتخر بأبنائها هناك يحققون نجاحات باهرة في شتى الميادين، ويشهدون لإيمانهم شهادة حية. ولسنين عديدة يا سيدنا ، نلتقي فيها بغبطتكم في هذا الصرح الكبير ، وان الرب لسميع مجيب'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 27 دقائق
- صدى البلد
الأشهر الحرم.. أفضل 5 أعمال فيها فرصة للتقرب إلى الله
تعد الأشهر الحرم – وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب – من أعظم أوقات السنة التي عظّمها الإسلام، كما جاء في حديث النبي ﷺ الذي رواه أبو بكرة في الصحيحين، أن الزمان قد استدار على هيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وأن من بين شهور السنة اثني عشر شهرًا، أربعة منها حُرُم: ثلاث متتابعات، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي يقع بين جمادى وشعبان. وقد ورد ذكر هذه الأشهر في القرآن الكريم، ونهى الله فيها عن الابتداء بالقتال، وجاء الإسلام ليؤكد على حرمتها وتعظيم شأنها، كما كان معهودًا عند العرب قبل الإسلام، بل زاد الإسلام في تكريمها وتثبيت حرمتها، وفيها موسم الحج الذي يعد من أعظم الشعائر. وقد اختلف العلماء في أي هذه الأشهر أفضل، فرجح كثيرون أن شهر الله المحرم هو الأرجى في الفضل بعد رمضان، لما ورد عن الحسن وغيره من السلف، حيث قالوا إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهر حرام، وليس هناك من شهر بعد رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكان يُلقب بـ"شهر الله الأصم" لعظيم حرمته. وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه، الذي رواه النسائي، قال: سألت رسول الله ﷺ عن خير الليل وأفضل الأشهر، فقال: "خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم". كما أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". وقد بيّن ابن رجب أن إضافة المحرم إلى الله تعالى في النصوص دليل على شرفه وعلو منزلته، لأن الله لا يضيف إليه إلا ما عَظُمَ قدره. ويمتاز هذا الشهر أيضًا بوقوع حدث عظيم فيه، وهو نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه، وهلاك فرعون وجنوده، وقد صامه النبي ﷺ وأمر بصيامه، كما في حديث ابن عباس، حيث قال اليهود: "هذا يوم نجّى الله فيه موسى وأغرق فرعون"، فقال ﷺ: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه. وفي رواية أحمد عن أبي هريرة أُضيف أن فيه أيضًا استقرت سفينة نوح على جبل الجودي، فصامه نوح شكرًا لله. أفضل 5 أعمال في الأشهر الحرم


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
كيفية تحديد أول الليل ونهايته ودليل ذلك؟ دار الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، عن كيفية تحديد أول الليل ونهايته إنه قد اتفق الفقهاء على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، والراجح مِن أقوال الفقهاء في تحديد آخره: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق. كيفية تحديد أول الليل واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر. وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (رجلٌ يُكرِمُه اللهُ تعالى بقيام الليل والصلاة فيه، فكيف يَعرف وقتَ نصف الليل، والثلث الأول والأخير، وكذلك الأَسْدَاس الرابع والخامس والسادس منه؟ تقدير نصف الليل وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تقدير نصف الليل لقيامه يكون بقسمة ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر على اثنين وإضافة الناتج إلى وقت الغروب. وأوضحت دار الإفتاء أن تقدير ثلث الليل يكون بالقسمة على ثلاثةٍ وإضافة الناتج إلى وقت الغروب لمعرفة حدِّ الثلث الأول، أو إضافة ضِعف الناتج لمعرفة بداية الثلث الأخير. وأما تقدير سُدُسِهِ فيكون بالقسمة على ستةٍ وإضافة ثلاثة أضعاف الناتج إلى وقت الغروب لمعرفة بداية السُّدُس الرابع، أو إضافة أربعة أضعاف الناتج لمعرفة بداية السُّدُس الخامس، أو إضافة خمسة أضعاف الناتج لمعرفة بداية السُّدُس السادس، وهكذا. فضل صلاة قيام الليل وصلاة الليل مِن أجَلِّ العباداتِ وأعظَمِهَا، وأفضلِ القرباتِ وأحسَنِها، وهي دأبُ الصالحين، وسبيل الفالحين، امتدَحَها وامتَدَح أهلَها ربُّ العالمين؛ فقال في مُحكم آياته وهو أصْدقُ القائلين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16-17]. واتفق الفقهاء على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، واختلفوا في تحديد آخره: هل ينتهي بطلوع الفجر، أو بطلوع الشمس؟ والراجح مِن أقوال الفقهاء: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر؛ كما نقل الإمام الطبري في "جامع البيان" (12/ 603، ط. هجر) بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم رجَّح ذلك بقوله (12/ 605): [وأَوْلَى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب قولُ مَن قال: هي صلاة المغرب، كما ذكرنا عن ابن عباس رضي الله عنهما.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
النار عدو لكم.. أمينة الإفتاء تحذر من ترك وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم
حذرت وسام الخولي، أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، من ترك النار مشتعلة أثناء النوم، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى حرائق خطيرة قد تلحق الضرر بالناس وأرواحهم. وقالت أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية "في ناس كتير بتولع نار تدفي بيها بالليل من البرد وتسيبها وتنام من غير ما تتأكد إنها طفتها، فتسبب حرائق لا قدر الله أو أضرار لنا أو لغيرنا". وأوضحت أمينة الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على حياتنا، وبيّن في حديث شريف أن "هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فاطفئوها عنكم". وأضافت أمينة الفتوى في دار الإفتاء: "يبقى ما ينفعش تسيب البوتاجاز أو الدفاية أو أي آلة ممكن تسبب ضررا وتنام أو تروح مكان وتسيبها شغالة". وشددت أمينة الفتوى في دار الإفتاء على أهمية اتخاذ الحيطة والحذر، وعدم ترك وسائل التدفئة أو أي أدوات نار مشتعلة دون مراقبة حفاظًا على الأرواح والممتلكات. لماذا أمرنا الرسول بإطفاء الأنوار ليلا ؟ أمَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإطفاءِ المصابيحِ ليلا مع ذِكرِ اللهِ عند إطفائِها، لثلاثة أسباب هي: 1- لأنَّ المصابيحَ كانت تُضاءُ بالنَّارِ، وكانت الفأرةُ تَنزِعُ الفتيلَ وتجُرُّه فتَتسبَّبُ في إضرامِ النِّيرانِ. 2- أن ذِكر اسمِ اللهِ تعالى عند إطفاء الأنوار ، المقصود منه أن يصاحب ذكر الله تعالى كُلّ فِعلٍ؛ فذكر الله هو الحصن الحصين من الشياطين، فالشَّيطان إنَّما يَتسلَّطُ على المُفرِّطِ لا على المُتحرِّزِ. 3- صيانة عن الشَّيطانِ والوَباءِ والحَشَراتِ والهوامِّ، ففي الحديث أخْذُ الحَيطةِ والحذَرُ مِن كلِّ ما يضُرُّ. حديث عن إطفاء الأنوار في الليل حديث عن إطفاء الأنوار في الليل والحث على غلق الأبواب والنوافذ وقت المغرب وخاصة عند النوم، فعند أحمد (14747) : « خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ الْبَيْتَ ، وَأَكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً »، وعنده أيضا (14597) ورد حديث عن إطفاء الأنوار في الليل وغلق الابواب وقت المغرب أو الحث على غلق الأبواب والنوافذ في الليل وخاصة عند النوم: « أَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهِ بِعُودٍ».