
حسابات الحقل مرهونة لحسابات البيدر
البطل عليه أن يبتلع وجبة من المظاهر الاستعراضية، التي تعمّق شعوره بالإحباط وبأنه يتعرّض إلى التلاعب من قبل ترامب.
كان هذا الشعور بالإحباط لدى نتنياهو قد وقع أكثر من مرّة، وآخرها حين اضطرّ لإصدار أوامره بعودة الطائرات الحربية الإسرائيلية التي كانت تحلّق فوق إيران لتوجيه المزيد من الضربات القاسية؛ ردّاً على الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت آخرها بئر السبع.
لا مجال للمزاح مع ترامب، فهو الذي يحتفظ لنفسه بقول كلمة الفصل الأخيرة، باعتباره سيّد القرار وصانع الأدوار والسيناريوهات التي تخدم بلاده، حتى لو تعارضت مع مصالح حلفائه الأقربين.
أميركا، لا تعرف الشراكة في المكاسب، وتخضع الحلفاء لسياسة الاستخدام، ثم حين يأتي موسم الحصاد فإنها تدير ظهرها لمن يدفعون معها الثمن في مغامراتها.
لقد حصل ذلك مرّات عديدة، والكلّ لا يزال يتذكّر الحشد الدولي الذي جنّدته أميركا في «حرب الخليج» ثم تركت الحلفاء يلوكون العلقم، لا يملكون سوى الشكوى، فكيف حين يكون رئيس كالملك ترامب، الذي تتسم سياساته بالأنانية، وإعلاء مصلحة بلاده على حساب حلفائه؟
حين يقول ترامب: كفى، ولديه ما يكفي من الأسباب، فإن نتنياهو لا يجد أمامه سوى خيار الموافقة، ومحاولة تكييف أوضاع حكومته التي تدرك هي، أيضاً، أنها لا تملك خيارات لأنها تدرك ويدرك كل إسرائيلي أن بقاء الدولة مرهون تماماً بالرعاية والدعم والحماية الأميركية.
لذلك، أجرى نتنياهو مشاورات مكثّفة على مختلف المستويات الأمنية والسياسية، مع محاولات استخدام ما يملك من حقن التخدير، لمن يعارضونه، لضمان بقاء التحالف الحكومي الفاشي صامداً إلى أن يجد لنفسه مخرجاً.
دولة الاحتلال وافقت على الاقتراح الذي قدّمته قطر، تحت مسمّى «خطّة ويتكوف»، وبما ينطوي عليه من مرونة في بعض النقاط، وغموض في نقاط أخرى.
بقي الأمر والقرار بيد حركة «حماس»، التي تذرّعت بأنها بحاجة إلى إجراء مشاورات مع الفصائل الفلسطينية لتقديم ردّها، غير أنها لعبت في الوقت المتاح للإعلان عن أنّها تتعاطى إيجابياً مع الصيغة التي قبلتها الإدارة الأميركية والدولة العبرية مسبقاً.
الردّ الإيجابي من قبل «حماس» حظي بترحيب ترامب فيما يبدو منه أنه ينطوي على ضغط على دولة الاحتلال.
ردّ «حماس» المبدئي الإيجابي تضمّن جملة من الملاحظات، التي لا تنسف مبدأ الموافقة، ولكنها ترغب في توضيح تلك النقاط التي تتّسم بالغموض في محاولة لتحسين شروط الاتفاق.
بالتأكيد تدرك «حماس» أن قرار وقف القتال قد صدر عن ترامب، في سياق فهمها لرغبته في تحقيق أهداف سياسية تتوّج ما يراه انتصاراً على إيران. نتنياهو أرسل وفده للمفاوضات غير المباشرة مع «حماس» لإزالة ما يمكن من العقبات قبل وصوله إلى واشنطن، حيث يفكّر ترامب في الإعلان عن الاتفاق بينما يكون نتنياهو إلى جانبه، وكأنّه انتصار، أيضاً، لدولة الاحتلال فضلاً عن أنّه انتصار لترامب أساساً.
سيكون على الوفد الإسرائيلي المفاوض أن يتمتّع بالمرونة الكافية لتحقيق الاتفاق، حتى لا يفسد على ترامب وضيفه ترتيبات إعلان الانتصار.
في الواقع، فإن أميركا بحاجة إلى هذا الاتفاق للدخول في مرحلة ترتيب هندسة الشرق الأوسط، وكذلك الحال بالنسبة لفصائل المقاومة للتخفيف من عبء الضغط الشديد على سكّان قطاع غزّة، الذين بلغ بهم الحدّ ما يفوق قدرة البشر على الاحتمال.
دولة الاحتلال هي الطرف الوحيد الذي لا مصلحة له في وقف الحرب، التي لم تحقق أهدافها حتى الآن.
معلوم أن نتنياهو لا يهتمّ وليس من أولوياته موضوع الرهائن، فهو قد خسر خلال الشهر الأخير عدداً من الجنود والضبّاط قتلى وجرحى بما يفوق عدد الرهائن، فضلاً عن أنّه فشل رغم مرور 21 شهراً في استعادتهم بالقوة العسكرية.
إن من يركّزون تحليلاتهم على الخلافات الداخلية في إسرائيل وعلى ما يعاني منه جيشها، والصراخ الذي جرى في «المجلس الأمني» بين رئيس هيئة الأركان إيال زامير، وبعض الوزراء، أن هؤلاء عليهم أن يتذكّروا أن نتنياهو تمكّن كل الوقت السابق من إخضاع أو إبعاد الجميع.
نتنياهو لا يزال يتحدث عن مواصلة الحرب الإبادية لتحقيق أهدافها، لكن الأمر منوط برؤية ترامب. أجندة اللقاء بين ترامب ونتنياهو طويلة، من إيران إلى سورية ولبنان، إلى «التطبيع»، وغزّة والضفة، ومستقبل المنطقة عموماً.
أما عن احتمال وقف الحرب، أو مجرّد وقف القتال لاحقاً، فإن الأمر يتصل بالنتائج التي يعمل ترامب على تحقيقها في الإقليم خلال الـ 60 يوماً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين الآن
منذ 3 ساعات
- فلسطين الآن
دعم أمريكي محتمل لضربات جديدة للاحتلال الإسرائيلي لـ"تجميد النووي الإيراني"
غزة-فلسطين الآن كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بالتحضير لاحتمال تنفيذ ضربات عسكرية جديدة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال أقدمت طهران على إعادة تفعيل أنشطة تخصيب اليورانيوم، وسط إشارات إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يوافق على هذه الهجمات إذا توفرت "ظروف معينة". ويأتي هذا التطور في أعقاب مأدبة عشاء جمعت ترامب برئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء أمس الاثنين، حيث أشاد الطرفان بـ"النجاحات المشتركة" خلال الحرب الأخيرة مع إيران، فيما عبّر ترامب عن أمله في أن تكون المواجهة قد انتهت، معلنًا عن "موعد جديد" لاستئناف المفاوضات مع الإيرانيين، وفق ما أعلنه مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي قال إن الاجتماع المرتقب "قد يُعقد الأسبوع المقبل أو ما شابه". غير أن نتنياهو لم يشارك ترامب تفاؤله، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي "سيواصل مراقبة أي تهديد قد يطال أمنها"، في إشارة ضمنية إلى استمرار الاستعدادات العسكرية رغم الأجواء الدبلوماسية المستجدة. وفي هذا السياق، أفاد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، خلال اجتماعات مغلقة أجراها الأسبوع الماضي في واشنطن، أنه خرج بانطباع يفيد بأن إدارة ترامب "لن تمانع توجيه ضربات إسرائيلية إضافية لإيران، إذا ما توفرت مبررات عملياتية"، بحسب ما نقله "أكسيوس" عن مصدرين حضرا اللقاءات. وأشار ديرمر، الذي التقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ستيف ويتكوف، إلى أن السيناريوهات المحتملة التي قد تدفع باتجاه تصعيد جديد تشمل نقل إيران لليورانيوم عالي التخصيب من منشآت متضررة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، أو شروعها في إعادة بناء مرافق التخصيب النووي المدمرة. وتشير تقديرات استخباراتية أمريكية وإسرائيلية إلى أن إيران تملك حاليًا نحو 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة اللازمة لتصنيع سلاح نووي (90%)، إلا أن هذا المخزون لا يزال محتجزًا داخل ثلاث منشآت نووية مغلقة تعرّضت لضربات أمريكية وإسرائيلية، ما أدّى إلى تعطيل بنيتها التحتية، دون تدميرها بالكامل. وقالت مصادر أمنية لـ"أكسيوس" إن أجهزة الاستخبارات في تل أبيب وواشنطن تراقب عن كثب أي مؤشرات على نقل هذه المواد أو استئناف نشاطات التخصيب، معتبرة أن أي تحرك من هذا النوع سيكون بمنزلة "تجاوز للخطوط الحمراء". وتتقاطع هذه المعطيات مع تصريحات الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، الذي أقرّ خلال مقابلة بثّها الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون الاثنين، بأن بعض المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار جسيمة جراء الهجمات الأخيرة، مضيفًا أن إيران "لا تملك حاليًا القدرة على تقييم حجم الضرر بدقة، بسبب عدم الوصول الكامل إلى المرافق المستهدفة". من جهته، أعاد الوزير الإسرائيلي ديرمر تأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بمبدأ "صفر تخصيب" داخل الأراضي الإيرانية، معتبرًا أنه يشكّل أحد الشروط الحاسمة في أي جولة مقبلة من المحادثات النووية. ويأتي هذا الحراك العسكري-الدبلوماسي في ظل محاولات واشنطن إنعاش مسار المفاوضات مع طهران، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا الشهر الماضي، وأدّت إلى قصف أمريكي-إسرائيلي مشترك استهدف البنية التحتية النووية لإيران، ما اعتبرته طهران "عدوانًا مباشرًا على سيادتها". وفيما يسعى ترامب إلى تحقيق اختراق تفاوضي قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، تشير مواقف نتنياهو وحكومته إلى أن الاحتلال لن ينتظر نتائج المسار الدبلوماسي، وأنه يحتفظ بحق "التحرك الأحادي" في حال شعرت أن إيران تعيد بناء برنامجها النووي العسكري تحت غطاء التفاوض.


فلسطين الآن
منذ 3 ساعات
- فلسطين الآن
قناة عبرية تكشف كواليس من لقاء نتنياهو وترامب
غزة-فلسطين الآن يعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس في الدوحة قد تستمر إلى ما بعد الأسبوع الحالي، لكنهم يأملون بأن تفضي المحادثات الجارية حالياً إلى اختراق. ولا يستبعد المسؤولون، وفق ما نشرته هيئة البث الإسرائيلي (كان)، عقد لقاء إضافي بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب "إذا دعت الحاجة إلى ذلك"، بعد لقائهما أمس الاثنين. وقال مسؤول سياسي كبير، تحدث مع صحافيين إسرائيليين يرافقون نتنياهو في زيارته إلى الولايات المتحدة، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين. وتابع المسؤول أن حماس تريد انسحاب إسرائيل من جميع المحاور داخل القطاع، في حين تُصر إسرائيل على البقاء في محور موراغ ومنطقة رفح، معتبرة إياه محوراً مهماً. وحول اليوم التالي للحرب، قال وفق ما يراه بشأن غزة: "لا وجود لحماس في القطاع، وقوة أخرى تسيطر على الأرض، فيما يُنفى القادة ويلقي التنظيم سلاحه". ولم يستبعد المسؤول أن جزءا من القوة التي ستسيطر على القطاع بعد انتهاء القتال سيضم مؤيدين للسلطة الفلسطينية، لكن دون مشاركة مباشرة منها. وأضاف: "أريد غزة منزوعة السلاح، وأعني ما أقول. يجب أن تكون هناك منظومة حكم تدير الحياة، ولا يُستبعد أن يكون ذلك بإدارة إسرائيلية، ربما مؤقتاً". مسؤول سياسي آخر تحدث مع الصحافيين، ولم تسمه وسائل الإعلام العبرية، أضاف أن المقترح المطروح حالياً على طاولة المفاوضات يشكّل "80-90%" مما أرادته إسرائيل. وخلال لقاء ترامب بنتنياهو، ناقش الاثنان الاتصالات لإطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين، وكذلك خطة تهجير سكان غزة. ووفقاً للمسؤول السياسي الكبير، ترك اللقاء انطباعاً لديه بأن ترامب معني فعلياً بدفع الخطة إلى الأمام. وفي ما يتعلق بإمكانية إقامة دولة فلسطينية خلال المفاوضات لتوسيع اتفاقيات التطبيع، أكد المسؤول أنه لن تُقام دولة فلسطينية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو قال خلال لقائه مع ترامب في واشنطن إنه يرى رد حماس على مقترح الصفقة جواباً سلبياً، لكن "الفجوات صغيرة بما يكفي للسماح لنا بالدخول في مفاوضات معهم. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول". وبحسب المسؤول، فإن نتنياهو لا ينوي الانسحاب من محور فيلادلفيا في حال تم التوصل إلى اتفاق، ويرى أن "خطة الهجرة الطوعية (التهجير القسري) من غزة ما زالت قائمة". وتابع المسؤول قائلًا: "القوة التي ستدير القطاع ستكون فلسطينية بالتأكيد، لكن ليس السلطة الفلسطينية، فهي جهة مرفوضة ولا يمكن الوثوق بها بأي شيء. ربما ستكون إسرائيل مسؤولة عن المنظومة الأمنية في غزة لفترة. وربما، في مرحلة ما، ستكون مسؤولة أيضاً عن منظومة الحكم هناك". وفي حديثه مع الصحافيين، تطرق المسؤول السياسي الكبير إلى التوترات بين المستوى السياسي ورئيس الأركان إيال زامير، قائلاً: "رئيس الوزراء يثق برئيس الأركان زامير، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجه له انتقادات. لقد قام بعمل استثنائي، وهناك انتقادات يجب التعبير عنها، وآمل أن يكون ذلك بنبرة أكثر هدوءاً. هناك احترام متبادل بين المستويين السياسي والعسكري". نتنياهو يوصي بترشيح ترامب لجائزة نوبل: "عزّز السلام" في سياق متصل، نشر مكتب نتنياهو رسالة التوصية لجائزة نوبل التي كتبها رئيس حكومة الاحتلال للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن بين ما كتبه نتنياهو في رسالته: "أظهر ترامب التزاماً استثنائياً وحازماً في تعزيز السلام. لقد خلق في الشرق الأوسط فرصاً لتوسيع دائرة السلام والتطبيع". وأضاف: "من أبرز هذه الإنجازات كان دوره في تعزيز اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع). وفي هذه الفترة من التغيير التاريخي غير المسبوق، لا يمكنني التفكير في مرشح أكثر جدارة بالجائزة".


وكالة خبر
منذ 4 ساعات
- وكالة خبر
لقاء ثانٍ مرتقب بين ترامب ونتنياهو في واشنطن فجرا
من المنتظر أن يعقد، في وقت لاحق الثلاثاء، لقاء آخر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الوفد الإسرائيلي في واشنطن يستعد لقمة أخرى بين نتنياهو وترامب، بعد القمة الأولى التي عقدت مساء الإثنين في البيت الأبيض. وكان مسؤول سياسي رفيع المستوى في واشنطن ألمح إلى أنه "سيكون هناك اجتماع آخر إذا لزم الأمر". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن اللقاء المنتظر يأتي في ضوء "التقدم المحرز" في المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.