
شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب.. واجهة مدينة تحتاج إلى إنقاذ عاجل
في قلب ولاية الجبل الأخضر حيث تُزهو الطبيعة بجمالها الأخّاذ وتُعانق السماء قمم الجبال الشامخة، يقع شارع سيح قطنة الذي يربط بين المذبحة ووادي بني حبيب.. هذا الشارع ليس مجرد مسار للنقل، بل هو شريان حيوي وواجهة سياحية تليق بجمال المنطقة، إلا أنه يعاني من إهمال واضح يتناقض مع المكانة التي تستحقها هذه البقعة الساحرة من سلطنة عُمان.
شارع متكسر وحفر تهدد السلامة
لا يخفى على أي زائر أو مواطن يمر عبر شارع سيح قطنة ما يعانيه من تدهور كبير: حفر عميقة، وأرصفة متكسرة، وضيق في المسارات التي بالكاد تتسع لمركبتين. هذه المعاناة اليومية لا تقتصر على الإزعاج فحسب، بل أصبحت خطرًا يهدد سلامة الأهالي والسياح على حد سواء. فكم من حادث وقع بسبب هذه الحفر؟ وكم من سائح فضّل عدم العودة بعدما رأى الطرقات في مثل هذا الحال؟
السياحة في خطر والفرص تضيع
ولاية الجبل الأخضر تُعدّ من أهم الوجهات السياحية في عُمان، بفضل طقسها المعتدل وطبيعتها الخلابة وتراثها العريق. لكن كيف لنا أن ننمي السياحة ونحن نهمل البنية الأساسية؟ شارع سيح قطنة هو بوابة رئيسية للسياح الذين يتجهون إلى قرى العين والشريحة وسيق وروابي سيق ومرتفعات سيق ووادي بني حبيب، وإذا كانت هذه البوابة مُهترئة، فكيف سننقل لهم صورة مشرقة عن عُمان؟
نداء إلى الجهات المعنية: التحرك فورًا
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحق أساسي من حقوق المواطن والزائر: طرق آمنة وممهدة، لذا، نوجه هذا الاقتراح إلى الجهات المسؤولة في الحكومة بأسلوب حضاري يليق بمكانتها، ونرجو النظر في هذا الملف للأسباب التالية:
سلامة المواطنين والمقيمين: الحفر والانكسارات في الشارع تسبب حوادث مرورية، خاصة في الليل أو أثناء الطقس الضبابي الذي يشتهر به الجبل الأخضر.
تعزيز السياحة: تحسين الشارع سيسهم في جذب المزيد من الزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي.
. الحفاظ على صورة عُمان الحضارية: البنية الأساسية المتطورة هي عنوان التقدم، ولا ينبغي أن تظل مثل هذه الشوارع في وضع مزرٍ.
الحلول المقترحة
التوسعة الفورية للشارع لتجنب الازدحام والحوادث.
إعادة رصف الطريق، وإصلاحه بشكل دائم، وليس مجرد ترقيع مؤقت، وتوفير إنارة كافية لتعزيز السلامة ليلًا.
تنسيق الجهود بين البلدية ووزارة النقل لوضع خطة سريعة للإصلاح.
إلى متى الانتظار
شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب ليس مجرد طريق، بل هو عنوان للجبل الأخضر، ومن المؤسف أن تظل مثل هذه المناطق الحيوية تعاني من الإهمال، نتمنى أن تصل أصوات الأهالي إلى المسؤولين، وأن نرى تحركًا سريعًا ينقذ هذه الواجهة قبل أن يتكرر السيناريو المؤلم لحوادث قد تكون ضحيتها أرواح بريئة.
الوقت ليس في صالحنا… فلتكن
يسعدني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ومن يمثله في الولاية سعادة المحافظ ووالي الجبل الأخضر وجميع الإداريين فيها على الجهود الكبيرة والملموسة التي يبذلونها لتنمية ولاية الجبل الأخضر، والتي جعلت منها نموذجًا للتنمية المستدامة والازدهار في مختلف المجالات.
إن هذه الجهود الجبارة تُبرز حرص حكومتنا على تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع محافظات وولايات السلطنة، وتؤكد سعيها الدائم لتحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تعلي من مصلحة المواطنين، ونحن على ثقة بأن مسيرة العطاء والتقدم ستستمر بقيادتنا الحكيمة. دمتم ذخرًا لهذا الوطن الغالي، وكل عام وعُماننا الحبيبة في تقدم وازدهار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 7 ساعات
- جريدة الرؤية
شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب.. واجهة مدينة تحتاج إلى إنقاذ عاجل
زهران الفهدي في قلب ولاية الجبل الأخضر حيث تُزهو الطبيعة بجمالها الأخّاذ وتُعانق السماء قمم الجبال الشامخة، يقع شارع سيح قطنة الذي يربط بين المذبحة ووادي بني حبيب.. هذا الشارع ليس مجرد مسار للنقل، بل هو شريان حيوي وواجهة سياحية تليق بجمال المنطقة، إلا أنه يعاني من إهمال واضح يتناقض مع المكانة التي تستحقها هذه البقعة الساحرة من سلطنة عُمان. شارع متكسر وحفر تهدد السلامة لا يخفى على أي زائر أو مواطن يمر عبر شارع سيح قطنة ما يعانيه من تدهور كبير: حفر عميقة، وأرصفة متكسرة، وضيق في المسارات التي بالكاد تتسع لمركبتين. هذه المعاناة اليومية لا تقتصر على الإزعاج فحسب، بل أصبحت خطرًا يهدد سلامة الأهالي والسياح على حد سواء. فكم من حادث وقع بسبب هذه الحفر؟ وكم من سائح فضّل عدم العودة بعدما رأى الطرقات في مثل هذا الحال؟ السياحة في خطر والفرص تضيع ولاية الجبل الأخضر تُعدّ من أهم الوجهات السياحية في عُمان، بفضل طقسها المعتدل وطبيعتها الخلابة وتراثها العريق. لكن كيف لنا أن ننمي السياحة ونحن نهمل البنية الأساسية؟ شارع سيح قطنة هو بوابة رئيسية للسياح الذين يتجهون إلى قرى العين والشريحة وسيق وروابي سيق ومرتفعات سيق ووادي بني حبيب، وإذا كانت هذه البوابة مُهترئة، فكيف سننقل لهم صورة مشرقة عن عُمان؟ نداء إلى الجهات المعنية: التحرك فورًا نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بحق أساسي من حقوق المواطن والزائر: طرق آمنة وممهدة، لذا، نوجه هذا الاقتراح إلى الجهات المسؤولة في الحكومة بأسلوب حضاري يليق بمكانتها، ونرجو النظر في هذا الملف للأسباب التالية: سلامة المواطنين والمقيمين: الحفر والانكسارات في الشارع تسبب حوادث مرورية، خاصة في الليل أو أثناء الطقس الضبابي الذي يشتهر به الجبل الأخضر. تعزيز السياحة: تحسين الشارع سيسهم في جذب المزيد من الزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي. . الحفاظ على صورة عُمان الحضارية: البنية الأساسية المتطورة هي عنوان التقدم، ولا ينبغي أن تظل مثل هذه الشوارع في وضع مزرٍ. الحلول المقترحة التوسعة الفورية للشارع لتجنب الازدحام والحوادث. إعادة رصف الطريق، وإصلاحه بشكل دائم، وليس مجرد ترقيع مؤقت، وتوفير إنارة كافية لتعزيز السلامة ليلًا. تنسيق الجهود بين البلدية ووزارة النقل لوضع خطة سريعة للإصلاح. إلى متى الانتظار شارع سيح قطنة إلى قرية وادي بني حبيب ليس مجرد طريق، بل هو عنوان للجبل الأخضر، ومن المؤسف أن تظل مثل هذه المناطق الحيوية تعاني من الإهمال، نتمنى أن تصل أصوات الأهالي إلى المسؤولين، وأن نرى تحركًا سريعًا ينقذ هذه الواجهة قبل أن يتكرر السيناريو المؤلم لحوادث قد تكون ضحيتها أرواح بريئة. الوقت ليس في صالحنا… فلتكن يسعدني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ومن يمثله في الولاية سعادة المحافظ ووالي الجبل الأخضر وجميع الإداريين فيها على الجهود الكبيرة والملموسة التي يبذلونها لتنمية ولاية الجبل الأخضر، والتي جعلت منها نموذجًا للتنمية المستدامة والازدهار في مختلف المجالات. إن هذه الجهود الجبارة تُبرز حرص حكومتنا على تحقيق التنمية المتوازنة بين جميع محافظات وولايات السلطنة، وتؤكد سعيها الدائم لتحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تعلي من مصلحة المواطنين، ونحن على ثقة بأن مسيرة العطاء والتقدم ستستمر بقيادتنا الحكيمة. دمتم ذخرًا لهذا الوطن الغالي، وكل عام وعُماننا الحبيبة في تقدم وازدهار.

الشبيبة
منذ 12 ساعات
- الشبيبة
الإسكان تستعرض مشاريعها المستقبلية في متحف عُمان عبر الزمان
في إطار الجهود لتعزيز الوعي المجتمعي، دشنت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مساء أمس جناح مشاريع المدن المستقبلية في متحف عُمان عبر الزمان، وذلك ضمن مشاركتها الممتدة خلال الفترة من شهر يوليو وحتى سبتمبر 2025م. وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا على حرص الوزارة على تعريف الزوّار برؤية سلطنة عُمان للمدن العصرية، وتسليط الضوء على أبرز مشاريعها العمرانية والتنموية التي تُجسّد ملامح المستقبل الحضري القائم على مفاهيم الاستدامة، والعيش العصري، والتكامل الحضري. ويأتي عرض المشاريع في المتحف بهدف إثراء تجربة الزوّار من خلال تعزيز الوعي العام بمفاهيم التخطيط الحضري المستدام، وتسليط الضوء على التحولات التي تقودها الوزارة في بناء مدن المستقبل، إلى جانب تقديم رؤية عمرانية متكاملة تعكس أهداف التنمية الوطنية، ودور هذه المشاريع في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، عبر توفير بيئات عمرانية ذكية وشاملة تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة. ويضم الجناح عددًا من المشاريع الاستراتيجية التي تمثل مخرجات مباشرة للاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية، أبرزها مشروع مدينة السلطان هيثم، والتي تُعد أول مدينة متكاملة مستدامة من الجيل الجديد، صُمّمت لتعكس مفاهيم جودة الحياة وتكامل البنية التحتية الذكية. كما يشمل المتحف عرضًا خاصًا للاعتمادات السامية للمشاريع التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – والتي شكّلت تحولاً محوريًا في مسيرة تطوير المدن والتنمية العمرانية في مختلف محافظات السلطنة. ويحظى مشروع الجبل العالي بحضور بارز في المتحف، حيث يمثل نموذجًا مبتكرًا للتنمية الجبلية المستدامة، ويجمع بين الاستفادة من الطبيعة والتضاريس، وتقديم أنماط سكنية وسياحية متقدمة، إلى جانب استعراض مدينة الثريا، باعتبارها أحد النماذج المتقدمة للمدن الذكية في قلب مسقط، بما تتميز به من رؤية عمرانية عالمية استثمارية طموحة، تُجسّد مفاهيم الاستدامة، والعيش العصري، والتكامل الحضري. كما يستعرض المتحف مخطط وسط الخوير، الذي يعكس رؤية جديدة لإعادة إحياء مركز حضري ديناميكي ومتعدد الاستخدامات في قلب العاصمة، إضافة إلى مدينة صلالة المستقبلية، التي تمثل خطوة استراتيجية لتوجيه التنمية العمرانية المستدامة في محافظة ظفار، وتعد كواجهة بحرية فريدة تعزز التناغم مع طابعها البيئي والثقافي. كما يضم الجناح مشاريع الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة "صروح" التي تهدف إلى توفير حلول إسكانية مستدامة ونماذج مبتكرة كبدائل نوعية في سياسة منح الأراضي، بما يواكب تطلعات واحتياجات المجتمع. وتعمل هذه المشاريع على احتضان خيارات متنوعة لتوفير مساكن ملائمة وميسرة لمختلف شرائح المجتمع، ضمن بيئات متكاملة الخدمات تحقق جودة الحياة وتعزز الاستقرار السكني. كما جرى على هامش التدشين السحب على جوائز الفائزين في مؤتمر ومعرض عمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء العشرون، وقد استهدفت الجوائز شريحة واسعة من الحضور والمشترين في مدينة السلطان هيثم والأحياء السكنية المتكاملة "صروح"، وتنوّعت بين شقق وأراضٍ سكنية وسيارات فاخرة، إلى جانب عروض تأثيث حصرية مقدّمة من شركات التصميم الداخلي المشاركة. وتأتي هذه الجوائز في إطار تحفيز السوق العقاري وتشجيع المواطنين على الاستفادة من المشاريع السكنية المتكاملة، وترسيخ مفهوم المجتمعات العمرانية المستدامة التي تجمع بين جودة السكن، وتكامل الخدمات، وبيئات سكنية عصرية تراعي تطلعات المواطنين واحتياجاتهم المستقبلية. وتسعى الوزارة من خلال هذه المشاركة إلى تقديم تجربة تعليمية وتفاعلية للزوار، تعزز من الوعي لأبعاد التخطيط العمراني، وتتيح لهم استكشاف الرؤية التي تقود مستقبل المدن في سلطنة عُمان، نحو مزيد من الازدهار والابتكار والاستدامة.


جريدة الرؤية
منذ يوم واحد
- جريدة الرؤية
القفير والقفة والزمبيل
خالد بن سعد الشنفري مسميات ثلاثة لسلل حمل الأمتعة من حبوب أو خضار وخلافه، ومنها لنقل الطين (الزنبيل)، وذلك في فترة الستينيات من القرن الماضي في عماننا الحبيبة، كانت هذه تُصنع يدويًا من الخوص أو لحاء القصب . كنا نستعملها لحمل كل شيء، وأي شيء يخطر لنا على البال، في عصر ما قبل النهضة. ومنها ما له آذان تُقبض عليها باليد أو تتدلّى على الكتف، ومنها ما يُوضع على الرأس (القفة)، مثلما تحمل المرأة جَحْلَة الماء. ولهذه السلل أحجام وسعات مختلفة لكافة المواد والأثقال، كلٌّ حسب عمره وطاقته على التحمل. استحضرت هذه السلل في مخيلتي مع ما انهالت به علينا مؤخرًا وسائل التواصل الاجتماعي من زوبعة حول تطبيق المرحلة الرابعة من منع استخدام الأكياس البلاستيكية، وما صاحبه من تعليقات ونُكَت استظراف، وحتى بعض التهكم مثل: "هل مطلوب منا الآن في عُمان أن يحمل كل منا مشترياته من المحلات في إزاره (الوزار) لباس الرجال الداخلي؟" أو "ما هو مصير مصانع البلاستيك؟" و"التحسر على خسائرها" وغيرها. تناسَى الجميع فجأة أن قرار المنع ليس جديدًا أو وليد اللحظة، بل إنه قد مرت به أربع مراحل منذ العام 2020، وبدأ التطبيق فعليًا بدءًا من الصيدليات والعيادات والمستشفيات، وتدرج بمواد أخرى كالخبز والمواد الغذائية المختلفة، وصولًا إلى الحظر الكامل المتوقع استكمال تنفيذه في العام 2027. يفترض أن تكون هذه المصانع قد كيّفت نفسها بالتحول من البلاستيك إلى أكياس من مواد صديقة للبيئة، وكان لديها الوقت الكافي لذلك التحول، فلا ضرر ولا ضرار . لا يختلف اثنان على الأضرار الكثيرة والكبيرة لأكياس البلاستيك على البيئة، لانتشارها وحمل الهواء لها بسهولة، ولعدم قابليتها للتحلل في التربة، وأكل الحيوانات لها، حيث تتهيأ لها من ألوانها بأنها حشائش. ويا ما وجدناها في أمعائها متكدسة بعد الذبح! أتذكر عندما كنا صغارًا في نفس المرحلة، كنا نقوم بجلب أغراض البيت (حبوب، أرز، قمح، سكر، دقيق وخلافه) من سوق ظفار الكائن داخل أسوار قصر الحصن بصلالة، ونستعمل في حمل أمتعتنا من السوق أكياسًا شبه موحدة مصنوعة من قماش قطني أبيض سميك، تخيطه النساء في البيوت، يتم إعادة استعمالها لسنوات. وإذا اشترينا نوعين أو أكثر من هذه الحبوب كالأرز والسكر مثلًا، نربط الكيس بين كل نوع وآخر بخيوط (السوتلي) لكيلا يختلط النوعان ببعضهما، ونضع هذا الكيس من منتصفه عند الربط على أكتافنا للتوازن، ونتحرك بحمله بكل ليونة ورشاقة، سواء إلى موقع ربط الحمار خارج السوق في أحد جذوع نخل النارجيل، أو نستمر في المشي إذا وجدنا أن عسكر السركال (حرس القصر) قد أطلقوا رباط هذه الحمير ونهروها إلى خارج الأسوار. كانت معظم الحمير تبقى للرعي تحت نخل بستان التميمي خارج السور، أما حماري (البطران) سامحه الله، فكان يتجه مباشرة إلى بيتنا في كدح الحافة. وبلغ به الدهاء أنه إذا وجد السدّة الخشبية الخارجية للبيت مغلقة، يضرب برأسه عليها حتى يفتح له أحد الباب، فيندفع سريعًا إلى حوش البيت الخلفي حيث الظل والطعام والماء، وأذهب أنا حاملًا أثقالي مشيًا إلى البيت. هل كنا -برغم تواضع تعليمنا- أصدقاء للبيئة أكثر من أبنائنا وأحفادنا اليوم؟ ! على الله عودة الماضي، مهما كانت العودة، دام ماضينا كان أكثر صداقةً للبيئة، ومتعايشًا معها أكثر من حاضرنا للأسف. كان سكان جبال ظفار لا يقطعون ولا يحتطبون شجرة إلا بعد التأكد من أنها "لن تشرط" -أي تنمو من جديد باللهجة الظفارية- وكان هذا عرفًا بينهم كالقانون، قبل أن نعرف نحن وزارات وهيئات البيئة حاليًا وقوانينها في حماية الأشجار.