logo
دعوات الحية: نداءات موت جماعي أم استعراضات إعلامية؟

دعوات الحية: نداءات موت جماعي أم استعراضات إعلامية؟

عمونمنذ 5 ساعات
في زمن المجازر، لا يحتاج الناس إلى خطب حماسية تزاحم ركام الموت بعبارات منفلتة من حسابات الواقع والعقل، بل يحتاجون إلى قيادات تحمي ما تبقى من الأرواح لا أن تقايضها على موائد الخطابة. لكن يبدو أن خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، لم يصله صوت أنين الجوعى في غزة، ولا صدى انفجار العظام تحت ركام البيوت، حين خرج في كلمة مصوّرة ليخاطب الشعوب العربية والإسلامية بدعوة تتجاوز حدود العبث السياسي، إلى حدود الانتحار الجماعي.
في خضمّ المجازر والمأساة الإنسانية المتواصلة في غزة، يطل الحية بموقف لا يقل كارثية عن مشهد الموت هناك، داعيا شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى "الزحف نحو فلسطين"، و"محاصرة السفارات الإسرائيلية"، و"قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية" مع تل أبيب، وكأن هذه الشعوب تملك رفاهية الانخراط في مغامرات تفتقر إلى أبسط أشكال العقلانية والخطة.
دعونا نكن واضحين، غزة اليوم لا تحتاج إلى شعارات تطلق من أبراج مشيدة بالمايكروفونات، بل تحتاج إلى فتح المعابر، وتفعيل الجسور الإنسانية، وضمان الحماية الدولية للمدنيين، وتأمين الغذاء والدواء والكرامة لمن تبقى تحت الحصار والقصف. أما مطالبة "الجماهير بالزحف" برا وبحرا نحو غزة، فهي ليست سوى دعوة مفتوحة للفوضى والدم، وربما تصفية حسابات على ظهور الشعوب التي لم تتعافَ أصلا من كوارثها.
وإذا كانت هذه التصريحات تأتي من منطلق الضغط السياسي، فإنها في حقيقتها ضغط على الشعوب لا على المحتل، ودعوة لصب الزيت على نار المأساة دون أدوات إطفاء، ودون حتى تصور عملي أو سياسي لما بعد هذا "الزحف". فهل المطلوب أن يترك الناس أعمالهم وحدودهم وحياتهم ليخوضوا مغامرة بائسة؟ وهل المطلوب من دول محاصرة اقتصاديا أن تقفل أبواب التجارة والاقتصاد المتبقي من أجل خطاب قد لا يحمي طفلا واحدا من الجوع في مخيم الشاطئ؟.
الأخطر في خطاب الحية أنه يُحمّل "علماء الأمة" مسؤولية قيادة هذه التعبئة، وكأن الأمانة الدينية أصبحت تفويضا بجر الجماهير إلى حتفها تحت راية الشعارات الحماسية. في حين أن المسؤولية الحقيقية للعلماء، إن كنا نتحدث عن أخلاق الإسلام وضرورات الحياة، هي حماية الإنسان، وتوجيه الحكام والشعوب نحو ما يُبقي الحياة، لا ما يحيلها إلى رماد.
الخطاب الذي نحتاجه اليوم هو خطاب النجاة، لا خطاب الهلاك. نحتاج إلى رؤية تضمن بقاء غزة حيّة، لا أن نزيد خنقها بتصريحات تزيد من عزلة قضيتها. نحتاج إلى قيادات تفهم أن الغضب لا يعني تهورا، وأن الغضب الحقيقي يترجم في المحافل الدولية، في قاعات المحاكم الدولية، في مقاطعة استراتيجية مدروسة، في كسر الحصار لا بكلمات مكرورة بل بخطوات ملموسة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم على أستاذة أزهرية اجازت تعاطي الحشيش
هجوم على أستاذة أزهرية اجازت تعاطي الحشيش

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 38 دقائق

  • سواليف احمد الزعبي

هجوم على أستاذة أزهرية اجازت تعاطي الحشيش

#سواليف استنكر الكاتب والباحث الإسلامي سعد الفقي التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها #الدكتورة #سعاد_صالح، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، والتي #أجازت #تعاطي_الحشيش لأنه لا يذهب العقل كالخمر. وردا على تصريحات الدكتورة سعاد صالح التي زعمت فيها أنه لا يوجد نص قرآني صريح بحرمة الحشيش، أكد 'الفقي' أن الإسلام حرم جميع أنواع المخدرات، بما فيها الحشيش، نظرا لضررها الجسيم على العقل والجسم، مستندًا إلى نصوص شرعية وقانونية. وقال وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في حديثه لـ RT Arabic' إن الشرع كرم الإنسان وحث على المحافظة على مقاصد الشريعة الخمس، وهي (النفس، العقل، الدين، العرض، والمال) مؤكدا أن الإسلام حرم تحريما قاطعا كل ما يضر النفس والعقل، ومن ذلك المخدرات بجميع أنواعها، سواء كانت طبيعية أو كيميائية، ومهما كانت طريقة تعاطيها سواء بالشرب أو الشم أو الحقن. وأكد الفقي أن المخدرات تفسد العقل وتفتك بالبدن، وتتسبب في مفاسد كثيرة على الفرد والمجتمع، مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية على مدار تاريخها أكدت تحريم كل مسكر ومخدر ومفتر. وأشار إلى إجماع علماء الأمة على تحريم كل مادة مخدرة، حتى لو لم تكن مسكرة، نظرا لأضرارها الواضحة، كما شدد على أن القانون المصري يجرم تعاطي المخدرات والاتجار بها، مع فرض عقوبات مشددة لردع هذه الجرائم التي تتسبب في الفساد المجتمعي. وناشد الفقي وسائل الإعلام بضرورة توخي الحذر عند استضافة الضيوف وعدم استدراجهم إلى تصريحات قد تثير الجدل أو تخالف الأحكام الشرعية، كما تساءل عن سبب مخالفة قانون تنظيم الفتوى في مصر، الذي يحدد الجهات المخولة بإصدار الفتاوى، مثل دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات قد تسبب التباسا في فهم الأحكام الشرعية. وأثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، التي أدلت بها خلال برومو دعائي لبودكاست 'السر'، جدلا واسعا في الأوساط الدينية والاجتماعية في مصر، وزعمت صالح أن 'الحشيش لا يذهب العقل مثل الخمر وأنه لا يوجد نص قرآني صريح يحرمه' مما دفع جامعة الأزهر إلى إيقافها عن العمل وإحالتها إلى التحقيق لمخالفتها قرار مجلس الجامعة بحظر الظهور الإعلامي دون تصريح. وتفرض القوانين المصرية بما في ذلك قانون العقوبات وقانون مكافحة المخدرات، عقوبات صارمة تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام في حالات الاتجار.

إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات
إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

إيران: فشل المفاوضات وتفعيل ما تبقى من الجبهات

اضافة اعلان تشير تطورات المشهد الإقليمي إلى احتمالية دخول المنطقة في مرحلة تصعيدية جديدة، عنوانها الأبرز تعثّر عودة إيران إلى المفاوضات وفقاً للشروط الأميركية، والتهديد الأميركي المتزايد بتقديم الدعم النوعي لإسرائيل في إطار جولة المواجهة القادمة مع طهران.تعثّرت المفاوضات المتعلقة بالهدنة في غزة، وتبنّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لهجة تلويم حادّة تطال حماس بسبب إفشالها المستمر للصفقة، وهو ما يمكن تفسيره إسرائيلياً على الأرض بعمليات نوعية وتعزيز لفكرة تفريغ غزة ديموغرافيا، وهي الفكرة التي ستعمل عليها حكومة نتنياهو بشكل أكبر في المرحلة القادمة. ويتوافق هذا التصعيد أيضاً مع الخطوات التي تعمل إسرائيل عليها في الضفة الغربية في إطار سعيها لضم أراضٍ واسعة وخلق واقع جديد.من هنا، يمكن رصد أيضاً ردّة فعل وزير المالية سموتريتش على تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، حيث كان ردّه بالإعلان ضمنيا عن أراضٍ في الضفة الغربية، وهو ما قد يدفع هذه الحكومة الإسرائيلية إلى تسريع هذه الخطوة، مستفيدين أيضاً من موقف الرئيس ترامب، الذي أشار إلى كلام ماكرون بوصفه عديم القيمة والأثر، حيث صرح ترامب قائلاً عن ماكرون قائلاً: "ما يقوله لا يهم."على الصعيد اللبناني، لا توحي الرسائل القادمة من حزب الله بامتثال الحزب للشروط الأميركية، كما أن تسليم سلاح الحزب لا يبدو أمرًا ممكنًا بسهولة، وهو ما يفتح المشهد اللبناني على سيناريو التصعيد، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات متكرّرة تستهدف ترسانة حزب الله وعناصره. ويواكب هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي يجعل المشهد اللبناني مفتوحا على احتمالية التدهور الأمني، سعي أميركي دبلوماسي مباشر لتعديل مهام قوات اليونيفيل وتحويلها إلى قوات فرض سلام، مما يعني دورًا أكبر على الأرض واحتمالية مواجهة ميدانية مع حزب الله.أما الجبهة السورية، التي كان عنوانها الأبرز في الأسابيع الماضية "مواجهات السويداء"، فإن الدخول الإسرائيلي على خط المواجهة المباشرة ناتج أيضاً عن قلق حقيقي من تحويل المناطق المحاذية للجولان إلى مناطق فوضى يمكن استغلالها لخلق حالة من الانفلات الأمني تستثمر في استهداف الداخل الإسرائيلي. وتخشى إسرائيل من أن يشكّل هذا الوضع المناخ الأمثل لعودة إيران ووكلائها إلى النشاط الفعلي ضدها.أما جبهة اليمن، فهي الجبهة التي لم تهدأ، والتي أبقت على حالة استهداف إسرائيل بالصواريخ، حتى وإن لم تؤدِّ هذه الاستهدافات إلى أضرار كبيرة، فإنها ما تزال تشكّل تهديداً حقيقياً بالنسبة لإسرائيل، خصوصاً وأن هذه الجبهة هي الأكثر صعوبة حتى الآن، والأقل اختراقاً على المستوى الاستخباري، مما يعكس استعصاءً استخبارياً واضحاً – على الأقل في المرحلة الحالية، مما يجعلها الجبهة الأمثل بالنسبة لإيران للإبقاء على مناخ التهديد قائماً، ويمنح إيران القدرة على الحفاظ على جزء من توازن الردع، لا سيما بعد انتقال إسرائيل للعمل المباشر داخل إيران أثناء حرب الأيام الـ12 أو بعدها.وفي ظل تعثّر إنجاز أي من الملفات العالقة على كافة الجبهات، من غزة إلى لبنان، اليمن وإيران، فإن المنطق الإيراني لا بد أن يتجه نحو تخفيض الضغوط باستخدام آخر ما تبقّى من أوراق، في ظل تعثّر الحلول وتعطّل التسويات الدبلوماسية. فالجبهات التي كانت تسعى إيران من خلالها لتهديد إسرائيل تم احتواؤها إلى حدّ كبير، والسعي الإيراني لفرض المواجهة على إسرائيل من حدودها أو من داخلها، كما جرى في السابع من أكتوبر، لم يعد خياراً قائماً. بل إن إسرائيل قلبت المعادلة بفرض المواجهة على إيران داخل أراضيها، وبالتالي فإن تخفيف الضغوط على إيران اليوم قد يتم عبر سعيها للاستفادة ممّا تبقى من قدرات لوكلائها، وتفعيل عوامل الخطر المحيطة بإسرائيل من الجبهات القريبة، أو حتى عبر التطورات في القدرات الصاروخية القادمة من اليمن. إن تفعيل إيران لما تبقّى من جبهات يأتي في إطار الاستفادة من حالة الضغط الحالي في أي مفاوضات مقبلة.

الأمم المتحدة: إسرائيل تتحمل المسؤولية عن أزمة الجوع المتفاقمة في غزة
الأمم المتحدة: إسرائيل تتحمل المسؤولية عن أزمة الجوع المتفاقمة في غزة

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

الأمم المتحدة: إسرائيل تتحمل المسؤولية عن أزمة الجوع المتفاقمة في غزة

اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، القرارات حول إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، «مذعورا ومتسرعا»، بعد أكثر من أربعة أشهر من خرقها لوقف إطلاق النار مع حماس واستئناف الحرب، «اضطرت إسرائيل إلى الاعتراف بأنها وضعت نفسها في طريق مسدود»، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل. وأشار إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى «تعثرت بالكامل. وأدركت حماس أنها أصبحت متفوقة على إثر الغضب العالمي على إسرائيل»، بسبب تزايد عدد القتلى الفلسطينيين ومشاهد المجاعة في غزة، ما أدى إلى «إصرار حماس على مواقفها في المفاوضات». وأضاف هرئيل أنه بعد إعلان إسرائيل والولايات المتحدة عن وقف المفاوضات في الدوحة، وتعهدهما بدراسة طرق أخرى لدفع المفاوضات «لم تؤد إلى شيء ما عملي. والمجتمع الدولي منشغل الآن بالبحث عن وسائل سريعة من أجل تخفيف المعاناة في غزة والضغط على إسرائيل كي توقف الحرب. وربما أن حكومة نتنياهو باتت تدرك أن هذا ليس الوقت الملائم لهجوم عسكري». ولفت إلى أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وأبواق نتنياهو في وسائل الإعلام، «تجاهلوا التحذيرات من انعدام قدرة مؤسسة غزة الإنسانية على تنفيذ أهدافها الطموحة، فيما لديها مراكز توزيع (مساعدات) قليلة في جنوب القطاع. وقد علموا أن الطريق إلى هذه المراكز خطيرة وأن فوضى رهيبة ميدانية حاصلة، وقسم كبير منها ناجم عن عمليات الجيش الإسرائيلي، لكنهم ركزوا على حلم السيطرة الإسرائيلية الكاملة على القطاع والمساعدات، وأن يقود في نهاية الأمر إلى 'هجرة طوعية' للفلسطينيين من غزة عن طريق سيناء». وشدد هرئيل على أن نتنياهو هو «المسؤول المركزي. وهو يعلم أنه لا توجد طريق عسكرية لإنقاذ المخطوفين أحياء، وأن حماس ليست قلقة أو تشعر بمسؤولية حيال مصير السكان، وأن العمليات الإسرائيلية الحالية تطيل الحرب وحسْب بدون هدف وفائدة». وأضاف أن «نتنياهو تجاهل، منذ بداية العام الحالي، فرص إنهاء الحرب، لأن مصير ائتلافه كان أهم. والآن يصطنع رئيس الحكومة حلولا تحت ضغط عالمي متصاعد. ومن الجائز أن الوقت بات متأخرا. فحماس ستتحصن في مواقفها بشكل أعمق، إثر دعم دولي للفلسطينيين، والحكومة الإسرائيلية ستواجه معضلة بين تصعيد بلا جدوى للعمليات العسكرية وبين الاستسلام لإملاء وقف إطلاق نار يفرض عليها، من دون أن تنجح بإعادة 20 مخطوفا أحياء و30 قتيلا بأيدي حماس». ووفقًا لمصادر مقرّبة من المحادثات التي جرت في الدوحة، فإن رد حماس تضمن ذات المطالب الأربعة التي كانت تطالب بها منذ بداية الحرب بعد السابع من أكتوبر وهي وقف الحرب نهائياً وانسحاب جيش الاحتلال من كل القطاع وانهاء الحصار وفتح المعابر والتوصل الى صفقة تبادل والشروع فوراً في اعمار قطاع غزة. ووفق المصادر أن أبرز ما اضيف في الجولة الاخيرة زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، خاصة أولئك المحكومين بعقوبات طويلة أصحاب «المؤبدات». هذا الطلب من قبل الحركة دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتهامها بعدم الرغبة الحقيقية في التوصل لاتفاق، بل ووصفها بأنها «تريد الموت» علماً آنه طلب مشروع وسبق وتم البحث فيه. وقالت المصادر الإسرائيلية: هذا الخطاب يلمح إلى احتمال تبني واشنطن خيارًا عسكريًا كحل وحيد، خاصة بعد فشل الوساطات في كسر الجمود. ومع ذلك، فإن إعلان إعادة الوفدين الأمريكي والإسرائيلي إلى الدوحة يشير إلى أن الباب لم يُغلق تمامًا، لكنه مرهون بتعديل حماس لمطالبها. وتشير تقارير إلى أن الضغط الدبلوماسي من الدوحة والقاهرة قد يُجبر حماس على تخفيف شروطها، خاصة فيما يتعلق بعدد الأسرى المطلوبين مقابل المخطوفين الأحياء والجثث. إذا عدّلت حماس ردها، قد تشهد الأيام المقبلة عودة الوفود إلى الدوحة، مع هدنة مؤقتة تسمح بالإفراج عن دفعات صغيرة من الأسرى. أو التصعيد العسكري: في حال استمر الجمود، قد تعود إسرائيل إلى الخيار العسكري كما ألمح ترامب، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية لإنهاء الأزمة. أو صفقة جزئية: قد يتم الاتفاق على صفقة محدودة للإفراج عن بعض المخطوفين مقابل وقف إطلاق نار قصير، دون حل شامل. ويرى كبار المفاوضين أن الحرب على غزة تدخل مرحلة حرجة، حيث تتصاعد التصريحات العدائية من الجانب الأمريكي، بينما تحاول الوساطات الإقليمية منع الانهيار الكامل للمفاوضات. القرار النهائي قد يعتمد على مدى مرونة حماس وتنازلها عن أسماء كبيرة من الاسرى الفلسطينيين كروان البرغوثي وعباس السياد وأحمد سعادات وغيرهم من كبار قادة الفصائل الذين امضوا سنوات طويلة في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ولا امل ولا افق للافراج عهم ألا بصفقة، علماً أن معظمهم ليسوا من كوادر حماس. وأضاف احد أعضاء الوفد الإسرائيلي ان الامر حساس عقب الحديث عن مجاعة بلغت حد موت أطفال ونساء جوعاً ومدى وقدرة إسرائيل على الموازنة بين الضغوط الدولية والرغبة في تحقيق «نصر عسكري». في كل الأحوال، المنطقة تقترب من مفترق طرق قد يُحدد مصيرها لشهور أو حتى سنوات قادمة. وقالت الأمم المتحدة: في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأدلة على أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية المباشرة عن أزمة الجوع المتفاقمة في قطاع غزة، والتي أودت بحياة 127 شخصًا، بينهم 83 طفلاً، وفقًا لتقارير محلية ودولية. ومع ذلك، بدلاً من معالجة الأزمة، تُركّز إسرائيل جهودها على حملة اتهامات ضد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، في محاولة لتحميلها مسؤولية الكارثة التي صنعتها بسياساتها المقصودة. وأوضحت الأمم المتحدة أن الجوع يتجاوز نقطة اللاعودة وحذّر أطباء في غزة من أن الجوع قد أصبح قاتلًا حتى مع عودة الغذاء، عندما يصل الجسم إلى مرحلة الهزال الشديد، لا يكفي الطعام العادي لإنقاذ الضحايا، بل يحتاجون إلى علاج طبي مكثف وأغذية علاجية. وختم تقرير الأمم المتحدة أمس الاحد:«إسرائيل تُجري تجربة جماعية على شعب محاصر، بينما تحاول إخفاء الجريمة وراء اتهامات زائفة للأمم المتحدة. السؤال الآن: هل سيتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الكارثة الإنسانية، أم سيواصل المراقبة حتى يُكتب الفصل الأخير من مأساة غزة؟».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store