
هجوم على أستاذة أزهرية اجازت تعاطي الحشيش
استنكر الكاتب والباحث الإسلامي سعد الفقي التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها #الدكتورة #سعاد_صالح، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، والتي #أجازت #تعاطي_الحشيش لأنه لا يذهب العقل كالخمر.
وردا على تصريحات الدكتورة سعاد صالح التي زعمت فيها أنه لا يوجد نص قرآني صريح بحرمة الحشيش، أكد 'الفقي' أن الإسلام حرم جميع أنواع المخدرات، بما فيها الحشيش، نظرا لضررها الجسيم على العقل والجسم، مستندًا إلى نصوص شرعية وقانونية.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في حديثه لـ RT Arabic' إن الشرع كرم الإنسان وحث على المحافظة على مقاصد الشريعة الخمس، وهي (النفس، العقل، الدين، العرض، والمال) مؤكدا أن الإسلام حرم تحريما قاطعا كل ما يضر النفس والعقل، ومن ذلك المخدرات بجميع أنواعها، سواء كانت طبيعية أو كيميائية، ومهما كانت طريقة تعاطيها سواء بالشرب أو الشم أو الحقن.
وأكد الفقي أن المخدرات تفسد العقل وتفتك بالبدن، وتتسبب في مفاسد كثيرة على الفرد والمجتمع، مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية على مدار تاريخها أكدت تحريم كل مسكر ومخدر ومفتر.
وأشار إلى إجماع علماء الأمة على تحريم كل مادة مخدرة، حتى لو لم تكن مسكرة، نظرا لأضرارها الواضحة، كما شدد على أن القانون المصري يجرم تعاطي المخدرات والاتجار بها، مع فرض عقوبات مشددة لردع هذه الجرائم التي تتسبب في الفساد المجتمعي.
وناشد الفقي وسائل الإعلام بضرورة توخي الحذر عند استضافة الضيوف وعدم استدراجهم إلى تصريحات قد تثير الجدل أو تخالف الأحكام الشرعية، كما تساءل عن سبب مخالفة قانون تنظيم الفتوى في مصر، الذي يحدد الجهات المخولة بإصدار الفتاوى، مثل دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات قد تسبب التباسا في فهم الأحكام الشرعية.
وأثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، التي أدلت بها خلال برومو دعائي لبودكاست 'السر'، جدلا واسعا في الأوساط الدينية والاجتماعية في مصر، وزعمت صالح أن 'الحشيش لا يذهب العقل مثل الخمر وأنه لا يوجد نص قرآني صريح يحرمه' مما دفع جامعة الأزهر إلى إيقافها عن العمل وإحالتها إلى التحقيق لمخالفتها قرار مجلس الجامعة بحظر الظهور الإعلامي دون تصريح.
وتفرض القوانين المصرية بما في ذلك قانون العقوبات وقانون مكافحة المخدرات، عقوبات صارمة تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام في حالات الاتجار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
عدوان 'خراب الهيكل' في ظل حرب الإبادة
#سواليف كل عدوان على المسجد_الأقصى هو عمل حربي على جبهة مركزية، وكل تقدم في تهويده وشطب وتغييب هويته الإسلامية هو اقتراب من تحقيق أهداف #حرب_الإبادة والتصفية. ليست هذه رؤية مجموعة معزولة من النشطاء، بل هي جزء مركزي من #الرؤية_الصهيونية الشاملة التي تخوض الحرب الحالية باعتبارها حرب حسم وتصفية. أصحاب هذه الرؤية يريدون فرض #الكيان_الصهيوني كحقيقة مطلقة غير قابلة للمعارضة، مع تصفية وإنهاء كل أفقٍ لمعارضته أو مقاومته، وهم يظهرون برموزهم وهويتهم ورؤيتهم الواضحة على كافة الجبهات من غزة إلى الضفة الغربية فلبنان ثم سوريا واليمن وصولاً إلى إيران. فنرى رايات الهيكل على الدبابات، وشاراته على أزياء الجنود والضباط، ونرى رسوما للهيكل نفسه على مباني غزة قبل هدمها، إلى جانب الصلوات الجماعية من أجل جيش الاحتلال في الأقصى. في واقع الأمر كان المسجد الأقصى عنوان مرحلة التصفية لسنوات سبقت الحرب، فمنه انطلقت هبات متتالية في مواجهة موجة متعاظمة لتصفية هويته، بمحاولة فرض البوابات عليه في 2017 ثم محاولة قضم جزء منه مباشرة متمثلة بباب الرحمة في 2019 ثم المحاولات المتتالية لفرض الاحتفال بالأعياد الدينية اليهودية والقومية الصهيونية على ثراه في أقدس الأيام في عيد الأضحى والعشر الأخيرة من رمضان، وهو ما أسهم في التمهيد لمعركة سيف القدس في 2021، وصولاً إلى معركة الاعتكاف، التي خاضها المرابطون لوقف محاولة التحكم التام بالشعائر الإسلامية في الأقصى قبل الطوفان بستة أشهر، حتى وصلنا إلى الطوفان نفسه. لم تكن صفقة القرن في 2020 أول إعلان للتصفية، بل كانت محاولة لتتويجها وفرضها بالمال والسياسة، ولما جاء الطوفان ليرفض التصفية ويحاول قلب مسارها أصبح فرضها هو الهدف المباشر للحرب، وبهذا بات الحسم في الأقصى صنوَ الإبادة في غزة، والخط المستمر الماضي بالتوازي معها. منذ 2003 فُتح باب الاقتحام الفردي في الأقصى، وعلى مدى 22 عاماً حتى الآن مضت مسيرة تهويد كان عنوانها الإحلال الديني: تأسيس الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى وعلى كامل مساحته، وجرى تطبيقها بمنهجية تدريجية عمادها كسر الحصرية الإسلامية عن الأقصى وتحويل هويته من هوية إسلامية خالصة إلى هوية مشتركة ما بين اليهود والمسلمين تمهيداً لنفي الهوية الإسلامية عنه. وقد تقلّب فرض هذا التغيير في هويته بين ثلاث مسارات: التقسيم الزماني ثم المكاني، ثم التأسيس المعنوي للهيكل بفرض كامل الطقوس التوراتية. على مدى 22 عاماً تطور التقسيم الزماني من مجرد السماح باقتحام المستوطنين فرادى إلى تخصيص 6 ساعات يومياً لهم، والسماح بدخول ما يصل إلى 1,200 مقتحم للأقصى في اللحظة الواحدة بحلول عام 2025، مع طبقات من العزل والتقييد لدخول الأقصى تمسي محكمة وشاملة في أيام الأعياد التوراتية والقومية الصهيونية. أما في التقسيم المكاني فقد وضعت ثلاث نقاط تحت مجهر القضم: الساحة الجنوبية الغربية قرب باب المغاربة، والساحة الشرقية حتى مصلى باب الرحمة، وباب الأسباط شمالاً، وكلها ما تزال تحت مجهر القضم والتهويد التدريجي مع اقتناص الفرص حيث تلوح. أما فرض الطقوس التوراتية فبدأ بالتمتمة بالصلوات في 2016 ووصل إلى السجود الملحمي الجماعي في 2022 ورعاية شرطة الاحتلال للطقوس التوراتية ومشاركة أعضائها فيها بقرار حكومي في 2024، مع تكثيف محاولات إدخال القربان في 2025 باعتباره ذروة تلك الطقوس. واليوم بعد أن بات المسجد الأقصى جبهة مركزية للحرب موازية للإبادة في غزة، وبعد تطور مسار تغيير هويته إلى حد فرض هوية يهودية موازية للهوية الإسلامية في الأقصى فقد أصبحت منظمات الهيكل ونشطاء الصهيونية الدينية يتطلعون إلى السقف التالي؛ إلى تجسيد هذه الهوية بوجودٍ دائم… لم يعد الأقصى يقف على أعتاب التهويد فحسب، بل بات ينتقل بين مراحله بكل أسف. وأمام المنهجية التي ترى في الأعياد التوراتية مناسبات لتصعيد هذا العدوان والانتقال بين سقوفه، وأمام المكانة المركزية للأعياد القادمة باعتبارها الأطول وباعتبارها الأخيرة قبل انقطاع طويل للأعياد، فالمتوقع اليوم أن ترفع منظمات الهيكل سقوف الاعتداءات وفرض الوقائع الجديدة بدءاً من 'ذكرى خراب الهيكل' التي توافق يوم الأحد القادم 3-8 وصولاً إلى موسم الأعياد الأطول والأعتى والأكثر قسوة على الأقصى ما بين 23-9 وحتى 14-10-2025، وهو موسم العدوان الذي انطلق الطوفان في ختامه وكان رداً مباشراً عليه في 2023. أما 'ذكرى خراب الهيكل' التي تقترب الآن فهي بمثابة يوم الأحزان الأسطوري في العقل التوراتي، ففيه هدم الهيكل الأول وفي اليوم ذاته جاء هدم الهيكل الثاني بعد نحو خمسة قرون وفق الأسطورة التوراتية، ويمضي التأريخ اليهودي المعاصر على النهج ذاته ليقول إن اليهود طردوا من إنجلترا في اليوم ذاته من عام 1290 ثم طردوا من الأندلس في اليوم ذاته من عام 1462، بل إن بن جوريون بعد قيام الكيان الصهيوني حاول نقل يوم إحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست) إلى هذا اليوم، لكنه جوبه بمعارضة لم تسمح له بذلك. في هذا اليوم ذاته تزعم التفاسير التلمودية إن 'المسيح المخلص' سيولد، مُـمهِّـدةً لتحوله من يوم خالص للأحزان إلى يوم للأمل؛ وهي الفكرة التي تتبناها وتبني عليها جماعات الهيكل في عصرنا الحالي إذ تعتبر هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد بتأسيس الهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى، وذلك عبر أكبر اقتحام عددي للأقصى في كل عام، حيث سجلت في عام 2022 رقماً قياسياً قوامه 2,200 مقتحم ثم كررته عام 2023 لتسجل في 2024 رقماً قارب 3,000 مقتحم، وهي اليوم تحشد لتتجاوز هذا السقف. المسألة طبعاً ليست مسألة أرقام فقط، فهذا الحشد العددي مهمته استعراض ما وصل إليه الصهاينة من هيمنة على الأقصى ومن تغيير لهويته برفع الأعلام والغناء والرقص الجماعي، وبممارسة الطقوس وأبرزها الانبطاح أو 'السجود الملحمي' الجماعي، علاوة على استعراض ملابس الكهنة والأدوات التوراتية في الأقصى، والتمهيد للسقوف التالية بتدشين الحديث عنها… ويبقى السؤال المفتوح…هل سنخوض بدورنا معركة الأقصى باعتبارها جبهة من جبهات حرب الإبادة… أم سيُترك المقتحمون فيها لفرض الحقائق والمضي نحو سقوفهم التالية ونحن نتفرج و'نوثّق' في أحسن الأحوال؟!


سواليف احمد الزعبي
منذ 10 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
مصدر إسرائيلي لـ 'i24 NEWS': حماس قطعت الاتصالات ولا مفر من توسيع العملية العسكرية في غزة
#سواليف زعم مصدر إسرائيلي لقناة 'i24 NEWS' العبرية ، أن #حماس قطعت #الاتصالات وأن #توسيع #العملية_العسكرية في #غزة أمر لا مفر منه. وقال المصدر 'قطعت حماس اتصالاتها ولا توجد أي #مفاوضات حقيقية معها'. وأضاف أن هناك شعورا بأن المحادثات على وشك الانفجار ويبدو أن توسيع العملية العسكرية في غزة أمر لا مفر منه. وصرح بأن رئيس الوزراء نتنياهو التقى المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، لما يقارب ثلاث ساعات يوم الخميس الماضي. وأضاف أن جزءا من الاجتماع كان خاصا وجزءا آخر كان اجتماعا موسعا بمشاركة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ومسؤولين كبار آخرين. وأفاد بأن إسرائيل والإدارة الأمريكية تنسقان بشأن الخطوات المقبلة بشأن التحرك ضد حماس واستمرار المفاوضات. وأشار المصدر في تصريحاته للقناة العبرية إلى أن التشاؤم يسود في إسرائيل. هذا، وسيصل المبعوث ويتكوف يوم الجمعة للاطلاع على سير عمل المراكز الإنسانية في قطاع غزة، حيث ذكر المصدر ذاته في هذا السياق أن 'ويتكوف سيضمن القضاء على الجوع والموت جوعا'.


العرب اليوم
منذ 15 ساعات
- العرب اليوم
غرب أفريقيا على طريق أفغانستان!
في صحراء الساحل الكبرى الممتدة من شمال مالي إلى حدود غانا وكوت ديفوار، يتشكّل ما يشبه دولة موازية خارجة عن القانون، تخضع لحكم جماعة متطرفة تُعرف باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين». هذه الجماعة المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة» أصبحت، وفق تقييم خبراء أمنيين، أقوى تنظيم إرهابي في القارة الأفريقية اليوم، وتسيطر على أراضٍ تتجاوز مساحتها خمس مرات ولاية تكساس، في وقت تبدو حكومات غرب أفريقيا عاجزة عن المواجهة، والمجتمع الدولي شبه غائب. انطلقت هذه الجماعة من مالي عام 2017 كمظلة جمعت فصائل «جهادية» متفرقة، واستفادت من هشاشة الدولة، ثم تمددت إلى بوركينا فاسو والنيجر، ولا تزال توسّع نفوذها شرقاً وجنوباً، مهددة دولاً مثل بنين وتوغو وكوت ديفوار والسنغال وغانا، وهي بلدان كانت تُعد بمنأى عن التهديدات الإرهابية. ووفق شهادات أمنيين، تمارس الجماعة نوعاً من الحكم الفعلي في الأراضي التي تسيطر عليها، حيث تجمع الأموال من السكان، وتدير شبكات تهريب وسرقة واختطاف، ما يوفّر لها تمويلاً مستداماً يجعلها قادرة على مواصلة القتال والتوسع. وبينما تنشغل الولايات المتحدة بإعادة النظر في وجودها العسكري العالمي، يبدو أن غرب أفريقيا يفقد ثقله في أجندة واشنطن، رغم تحذيرات قائد القيادة الأميركية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، أمام الكونغرس، حين أكد أن «الخطر الإرهابي في الساحل يتفاقم، وإذا لم يُكبح، فسيمثّل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة، وربما للمصالح الأميركية لاحقاً». تصريحاته تزامنت مع تقليص التمويل لبرامج التنمية الأميركية في أفريقيا. الخطورة لا تكمن فقط في الهجمات المتكررة التي تستهدف القوات الحكومية ومقارها، التي بلغت في بوركينا فاسو أكثر من 280 هجوماً خلال النصف الأول من عام 2025، بل في تحوّل الجماعة إلى ما يشبه «نموذج حكم» يكون بديلاً عن الدول العاجزة. ففي المناطق الخاضعة لها، تفرض قوانين مستوحاة من تفسير متشدد للشريعة، وتُظهر سيطرة أمنية واجتماعية واضحة، ما يخلق واقعاً جديداً يصعب تغييره عبر القوة فقط. ويرى خبراء أمنيون أن الجماعة تستخدم العنف وسيلة استراتيجية لفرض مشروعها، لكنها تتجنب عمداً استهداف المصالح الغربية بشكل مباشر، وهو ما يجعل الغرب يتعامل معها بوصفها تهديداً «محلياً» لا يتطلب تدخلاً فورياً. لكن هذا التقدير قد يكون مضللاً، إذ إن «تحوّل الجماعة إلى كيان ثابت وقادر على الحكم يعني ولادة ملاذ آمن لـ(الجهاديين) من مختلف أنحاء العالم، ومعه تتوسّع شبكات التهريب والهجرة غير النظامية وتجارة المخدرات والأسلحة والبشر». من جهة أخرى، تتفاقم خطورة الوضع مع تراجع فاعلية الجيوش المحلية، خصوصاً بعد سلسلة الانقلابات التي جاءت بأنظمة عسكرية إلى الحكم في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. هذه الأنظمة، بدلاً من معالجة الأسباب العميقة للتطرف، لجأت إلى القمع الشديد في القرى والمناطق الريفية، ما أدى، وفق تقديرات ميدانية، إلى نفور السكان والتفافهم حول الجماعة التي تقدّم نفسها بوصفها مدافعاً عنهم في وجه الاعتداءات الحكومية. الولايات المتحدة باتت تعتمد على مقاربة جديدة، تتمثل في تقديم المساعدة التقنية والاستخباراتية من دون انخراط مباشر. الجنرال لانغلي قال بوضوح إن على الدول الأفريقية أن «تحمل العبء الأمني بنفسها»، و«الولايات المتحدة لن تفرض نفسها على سيادة أحد»، مؤكداً أن واشنطن قد لا تستمر في القيام بكل ما كانت تفعله سابقاً. وخلال مؤتمر دفاعي في أيار (مايو) الماضي، أوضح لانغلي أن «الهدف اليوم هو مساعدة أفريقيا على أن تفعل الكثير بنفسها». لكن هذه المقاربة تُقلق مراقبين، خصوصاً في ظل سباق النفوذ الجاري على القارة. الصين، بحسب لانغلي، تنفق على شراكاتها العسكرية في أفريقيا بمعدل يفوق ما تنفقه واشنطن على القيادة العسكرية هناك بمائة مرة. أما روسيا، فتمضي في توسيع حضورها عبر «فاغنر» التي أعادت تشكيل نفسها تحت اسم «فيلق أفريقيا»، وتقوم بمهمات أمنية ومساعدات سياسية لأنظمة عدة، ما يمنح موسكو نفوذاً كبيراً على حساب الغرب. وهنا يكمن البُعد الاستراتيجي الخطير: فبينما تُعاد صياغة خريطة الولاءات والنفوذ في أفريقيا، تغيب الولايات المتحدة تدريجياً، في وقت تسعى فيه الصين وروسيا إلى ملء الفراغ. الجنرال لانغلي قالها صراحة: «أفريقيا أصبحت ساحة مواجهة محورية في صراع القوى الكبرى»، وهو ما ردده أيضاً مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، بقوله: «يجب أن نستثمر أكثر في أفريقيا لمواجهة النفوذ الزائد للصين وروسيا، لا أن نقلّص وجودنا». في هذا السياق، تبدو «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» أكثر من مجرد تنظيم مسلح. إنها أداة توازن جيوسياسي في منطقة هشة، وإذا استمرت في التمدد، فقد تغيّر المشهد الاستراتيجي بالكامل، ليس في غرب أفريقيا فقط، بل في مجمل القارة، وربما خارجها. ومن شأن سقوط عواصم أفريقية أو مدن ساحلية بيد الجماعة أن يؤدي إلى موجات هجرة زائدة نحو أوروبا وأميركا، وإلى تنامي تهريب السلاح والمخدرات، وتحوّل المنطقة إلى بؤرة لتدريب جماعات أخرى. وفي الوقت الذي يشيد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرص الاستثمار في بعض دول غرب أفريقيا، فإن خبراء أمنيين يحذرون من أن تجاهل الخطر الإرهابي قد يُفرغ هذه الفرص من معناها. فالاستثمار لا يستقر من دون أمن، والمساعدات لا تُجدي إذا لم تترافق مع فهم حقيقي لما يجري على الأرض. يبقى السؤال: هل ستتحرك الدول الغربية قبل أن يتحول الساحل إلى أفغانستان جديدة، أم أن الوقت قد فات على مواجهة جادة لهذا التمدد «الجهادي»؟ لا تبدو المؤشرات مشجعة، لكن الفرصة لا تزال قائمة، بشرط أن تُفهم المنطقة على حقيقتها، لا على أساس الحسابات المؤقتة.