
رايتس ووتش تحذر من تمرير قانون "يحرم ملايين الأميركيين من الحق في الصحة"
وسجلت المنظمة الحقوقية الدولية أن مشروع القانون المثير للجدل من شأنه أن يمدد "التخفيضات الضريبية التي تعود بفوائد غير متكافئة على أغنى العائلات في البلاد، بينما يُقلّص الإنفاق على الصحة وغيرها من البرامج العامة الأساسية لحقوق الإنسان".
وأفادت المنظمة بأنه إذا تمت المصادقة على المشروع ليصبح قانونا "سيحرم ملايين الأشخاص من تغطية التأمين الصحي، ويلحق الضرر بحقوق الإنسان بطرق عديدة في الولايات المتحدة".
واعتبرت أن التخفيضات والتعديلات المضمنة في مشروع القانون تهدد صحة ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة، بل وحياة الكثيرين، وأشارت إلى أن باحثين من جامعتي ييل وبنسلفانيا توقعوا في يونيو/حزيران الماضي أن هذه التعديلات "قد تتسبب في نحو 51 ألف حالة وفاة إضافية سنويا".
ويتضمن مشروع القانون بنودا أخرى، قالت هيومن رايتس ووتش إنها تلحق الضرر بحقوق الإنسان مثل تخصيص "عشرات المليارات من الدولارات من الأموال العامة لتوسيع احتجاز المهاجرين بما في ذلك العائلات".
"انتهاكات أخرى"
كما توقعت المنظمة في حال إقرار القانون أن تتفاقم الانتهاكات التي تم توثيقها خلال إنفاذ قوانين الهجرة، بما في ذلك "الاعتقال التعسفي وحرمان المحتجزين من الإجراءات القانونية وظروف الاحتجاز اللاإنسانية".
وقال مات ماكونيل الباحث في العدالة الاقتصادية وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش إن القانون بما يحوي من "تخفيضات قاسية ونقل ضخم للثروات من الصالح العام إلى الجيوب الخاصة، لا يُشكل حلا لعدم المساواة الاقتصادية أو لإدارة الهجرة وإجراءات اللجوء، بل هو مخطط للقسوة".
واعتبر ماكونيل أن من "المروع أن الرئيس ترامب خاض حملته الانتخابية على أساس إصلاح الاقتصاد، لكنه يُقدم ميزانية تجعل الناس العاديين يدفعون ثمن التخفيضات الضريبية للمليونيرات من صحتهم".
وأوضح أن الولايات المتحدة تستحق نظام رعاية صحية "يضمن حق الجميع في الصحة ويوفر ميزانية تُتيح ذلك".
وطالبت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة بالعمل على مواءمة سياساتها الضريبية والمالية مع حقوق الإنسان، وشددت على أهمية إعطاء الأولوية لحماية "جميع الحقوق وتحقيقها بما في ذلك الحق في الصحة وتصميم أنظمة ضريبية تتماشى مع هذه الالتزامات".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 13 دقائق
- الجزيرة
ماذا تفعل إذا كنت تعاني من سلس البول؟
تفسد بعض العوارض الصحية حياة الأفراد وتجعلهم يترددون عند الخروج من المنزل أو ممارسة الأنشطة المعتادة، وأسوأ هذه العوارض تلك التي تتعلق بتسرب البول من المثانة رغما عن إرادة الإنسان. يعاني ما يصل إلى 30% من كبار السن من سلس البول ، وهو خروج البول دون قصد، وتنتشر هذه المشكلة بشكل أكبر بين النساء، وقد ارتفعت نسبة الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة خلال العقد الماضي تقريبا. إليك ما يجب معرفته حول سلس البول ومتى يجب زيارة الطبيب. ما الذي يسبب سلس البول؟ يوجد عدة أنواع من سلس البول، تعتمد إستراتيجيات العلاج على نوعه وشدّته، ومدى انزعاج المريض واعتلال صحته. يحدث سلس البول الإلحاحي، وهو نوع شائع من سلس البول، عند الشعور بحاجة مفاجئة أو شديدة للذهاب إلى الحمام، ولكن البول يتسرب قبل أن يتمكن المريض من ذلك، عادة ما يكون سببه عامل مهيج يدفع المثانة إلى الانقباض في وقت لا ينبغي لها فيه ذلك، تشمل العوامل المهيجة القهوة والأطعمة الحارة والمحليات الصناعية. ويحدث سلس البول الإجهادي عند العطس أو السعال أو الضحك، مما يزيد الضغط على المثانة، كما أن زيادة الوزن والإمساك يمكن أن يزيدا الضغط الكلي على المثانة. تشبه المثانة الخزان الممتلئ بالبول طوال اليوم، غالبا ما يحدث التسرب عند انقباضها أو عند وجود ضغط شديد عليها. يقول ستيفن سامرز، المدير الطبي لعيادة المسالك البولية للبالغين في جامعة يوتا هيلث في الولايات المتحدة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية: "يتفاعل الجسم بتسريب القليل من البول لتقليل الضغط". تقول جينيفر مايلز توماس، الأستاذة المساعدة في جراحة المسالك البولية بكلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة: "ابدأ بإعطاء الأولوية لنمط حياة صحي بشكل عام". يعد تناول الفواكه والخضروات جزءا أساسيا من النظام الغذائي الصحي، وهي غنية بالألياف، مما يساعد على الوقاية من الإمساك، ومن المهم أيضا الحد من مهيجات المثانة، مثل القهوة (حتى منزوعة الكافيين). تساعد التمارين الرياضية في علاج سلس البول والحفاظ على صحة القلب، مما قد يقلل من الحاجة لمدرّات البول (التي قد تسبب التبول بكثرة). بالإضافة إلى ذلك يكون من الأسهل الذهاب إلى الحمام قبل حدوث التسريب عندما يكون وزن المريض صحيا. يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي المساعدة في تمارين كيجل والعلاج الطبيعي لقاع الحوض، مما يساعد في معالجة ضعف عضلات قاع الحوض (العضلات التي تدعم المثانة). متى تجب استشارة الطبيب؟ يجب استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا كان المريض يعاني من سلس البول بشكل منتظم لأن النتائج تكون أفضل لمن يراجع الطبيب مبكرا. قد يرغب الطبيب في استبعاد بعض الحالات مثل التهاب المسالك البولية أو حصوات الكلى ، كما يرتبط انقطاع النفس النومي و داء السكري ومشاكل البروستاتا بسلس البول. قد يصف أطباء المسالك البولية في بعض الحالات أدوية معينة لتقليل التسرب أو قد يقترحون إجراء جراحيا.


الجزيرة
منذ 17 دقائق
- الجزيرة
لماذا يرجح السوق تراجع الدولار إلى مستويات قياسية في 2025؟
شهد الدولار الأميركي أسوأ 6 أشهر أولى له منذ عام 1973، ودفعت السياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب المستثمرين العالميين إلى بيع ما بحوزتهم من عملات خضراء، مما هدد مكانة العملة الأميركية كملاذ آمن. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من 6 عملات أخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني واليورو والين، بنسبة 10.8% في النصف الأول من عام 2025. وأدت حرب التعريفات الجمركية المتقطعة التي شنها الرئيس ترامب، وهجماته التي أثارت مخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفدرالي، إلى تقويض جاذبية الدولار كملاذ آمن، كما يشعر الاقتصاديون بالقلق إزاء مشروع قانون الضرائب "الضخم والجميل" الذي طرحه ترامب، والذي يُناقش حاليا في الكونغرس الأميركي. من المتوقع أن يضيف هذا التشريع التاريخي تريليونات الدولارات إلى ديون الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، وقد أثار مخاوف بشأن استدامة اقتراض واشنطن، مما دفع إلى هجرة جماعية من سوق سندات الخزانة الأميركية، وفق تقرير نشره موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية. في غضون ذلك، سجل الذهب مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، مع استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية القلقة من انخفاض قيمة أصولها الدولارية. ماذا حدث للدولار؟ في الثاني أبريل/ نيسان، كشفت إدارة ترامب عن رسوم جمركية على الواردات من معظم دول العالم، مما أضعف الثقة في أكبر اقتصاد في العالم وتسبب في موجة بيع مكثفة للأصول المالية الأميركية. وفقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي للأسهم أكثر من 5 تريليونات دولار في الأيام الثلاثة التي تلت "يوم التحرير"، كما وصف ترامب يوم إعلانه عن الرسوم الجمركية، كما شهدت سندات الخزانة الأميركية عمليات تصفية، مما أدى إلى انخفاض أسعارها ورفع تكاليف ديون الحكومة الأميركية بشكل حاد. وفي مواجهة ثورة في الأسواق المالية، أعلن ترامب في التاسع من أبريل/نيسان تعليقا لمدة 90 يوما للرسوم الجمركية، باستثناء الصادرات من الصين، وبينما خفت حدة التوترات التجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، منذ ذلك الحين، لا يزال المستثمرون حذرين من حيازة الأصول المرتبطة بالدولار. وفي الشهر الماضي، أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خفضها توقعات النمو في الولايات المتحدة لهذا العام من 2.2% في مارس/آذار إلى 1.6% فقط، حتى مع تباطؤ التضخم. المستقبل القريب وبالنظر إلى توقعات الأداء المستقبلية، يسعى قادة الجمهوريين إلى تمرير قانون ترامب "مشروع قانون واحد كبير وجميل" عبر الكونغرس قبل الرابع من يوليو/تموز، ويمدد مشروع القانون التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب عام 2017، ويخفض الإنفاق على الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية، ويزيد الاقتراض. وفي حين يعتقد بعض المشرعين أن إقرار مشروع القانون قد يستغرق حتى أغسطس/آب، فإن الهدف هو رفع حد الاقتراض على ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار، وأعلن مكتب الميزانية في الكونغرس، وهو جهة غير حزبية، أن القانون من شأنه رفع سقف الدين الفدرالي بمقدار 3.3 تريليونات دولار بحلول عام 2034. يؤدي هذا إلى زيادة كبيرة في نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي من 124% حاليا، مما يثير مخاوف بشأن استدامة الدين على المدى الطويل، وفي غضون ذلك، سيرتفع العجز السنوي، عندما يتجاوز الإنفاق الحكومي عائدات الضرائب، إلى 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 6.4% في عام 2024. وحتى الآن، لم ترق محاولات ترامب لخفض الإنفاق من خلال وزارة كفاءة الحكومة التي يرأسها إيلون ماسك إلى مستوى التوقعات، ورغم أن الرسوم الجمركية على الواردات قد زادت إيرادات الحكومة، فإن المستهلكين الأميركيين دفعوا ثمنها، في صورة ارتفاع في الكلفة. والخلاصة هي أن سياسات ترامب غير المتوقعة، التي دفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني إلى حرمان الحكومة الأميركية من أعلى تصنيف ائتماني لها في مايو/ أيار، قد أبطأت آفاق النمو في الولايات المتحدة هذا العام وأضعفت الطلب على عملتها. وانخفض الدولار كذلك على خلفية التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة لدعم اقتصاد الولايات المتحدة، بتشجيع من ترامب، مع توقع إجراء تخفيضين أو 3 تخفيضات بنهاية هذا العام، وفقا للمستويات التي تُشير إليها العقود الآجلة. وجهة "أقل جاذبية" وبفضل هيمنته على التجارة والتمويل، أصبح الدولار العملة الرئيسية في العالم، ففي ثمانينيات القرن الماضي، على سبيل المثال، بدأ العديد من دول الخليج ربط عملاتها بالدولار. ولا يتوقف تأثيره عند هذا الحد، فرغم أن الولايات المتحدة تُمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن 54% من الصادرات العالمية كانت مُقوّمة بالدولار في عام 2023، وفقا للمجلس الأطلسي. وتزداد هيمنتها في القطاع المالي، فحوالي 60% من جميع الودائع المصرفية مُقوّمة بالدولار، بينما تُسجّل حوالي 70% من السندات الدولية بالعملة الأميركية. في الوقت نفسه، فإن 57% من الاحتياطيات الأجنبية للبنوك المركزية، محفوظة بالدولار، وفقا لصندوق النقد الدولي. لكن ترامب يُغيّر ذلك، ويقول كبير الاقتصاديين في بنك "جيه سافرا ساراسين" كارستن جونيوس: "بدأ المستثمرون يُدركون أنهم مُعرّضون بشكل مُفرط للأصول الأميركية". ويمتلك الأجانب 19 تريليون دولار من الأسهم الأميركية، و7 تريليونات دولار من سندات الخزانة الأميركية، و5 تريليونات دولار من سندات الشركات الأميركية، وفقا لشركة أبولو لإدارة الأصول. وإذا استمر المستثمرون في تقليص استثماراتهم، فقد يستمر تعرّض قيمة الدولار للضغوط. ونقل موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية (الجزيرة دوت كوم) عن جونيوس قوله: "أصبحت الولايات المتحدة مكانا أقل جاذبية للاستثمار هذه الأيام.. لم تعد الأصول الأميركية آمنة كما كانت في السابق". ما عواقب انخفاض قيمة الدولار؟ يُجادل كثيرون داخل إدارة ترامب بأن تكاليف وضع الدولار كاحتياطي تفوق فوائده، لأن هذا يرفع تكلفة الصادرات الأميركية. وقال رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترامب، ستيفن ميران إن ارتفاع قيمة الدولار يُلقي "بأعباء لا داعي لها على شركاتنا وعمالنا، مما يجعل منتجاتهم وعمالهم غير قادرين على المنافسة على الساحة العالمية". وأضاف: "كانت المبالغة في تقييم الدولار أحد العوامل التي أسهمت في فقدان الولايات المتحدة قدرتها التنافسية على مر السنين… و الرسوم الجمركية هي رد فعل على هذا الواقع المُزعج". وللوهلة الأولى، قد يُؤدي تراجع قيمة الدولار إلى انخفاض أسعار السلع الأميركية للمشترين الأجانب وزيادة كلفة الواردات، مما يُساعد على خفض العجز التجاري للبلاد. ومع ذلك، لا تزال الآثار التجارية في حالة تقلب بسبب التهديدات الجمركية المستمرة. وبالنسبة للدول النامية، سيُخفّض ضعف الدولار كلفة سداد الديون الدولارية بالعملة المحلية، مما يُخفف العبء عن الدول المثقلة بالديون مثل زامبيا وغانا وباكستان. وفي أماكن أخرى، من المتوقع أن يُعزز ضعف الدولار أسعار السلع الأساسية، مما يزيد من عائدات التصدير للدول المُصدرة للنفط أو المعادن أو السلع الزراعية مثل إندونيسيا ونيجيريا وتشيلي. هل كان أداء العملات الأخرى جيدا؟ منذ بداية ولاية ترامب الثانية، قلب انخفاض قيمة الدولار التوقعات السائدة بأن حربه التجارية ستُلحق ضررا أكبر بالاقتصادات خارج الولايات المتحدة، كما ستُحفز التضخم الأميركي، مما يُعزز العملة الأميركية أمام منافسيها. وبدلا من ذلك، ارتفع اليورو بنسبة 13% ليتجاوز 1.17 دولار، مع استمرار تركيز المستثمرين على مخاطر النمو داخل الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، ارتفع الطلب على أصول آمنة أخرى مثل السندات الحكومية الألمانية والفرنسية. وبالنسبة للمستثمرين الأميركيين، شجّع ضعف الدولار كذلك استثمارات الأسهم في الخارج، فقد ارتفع مؤشر "ستوكس 600″، وهو مقياس واسع النطاق للأسهم الأوروبية، بنحو 15% منذ بداية عام 2025، وعند تحويله إلى الدولار، يبلغ هذا الارتفاع 23%. في غضون ذلك، انخفض التضخم، مُخالفا التوقعات مرة أخرى، من 3% في يناير/ كانون الثاني إلى 2.3% في مايو/ أيار. وحسب جونيوس، لا يوجد تهديد كبير لمكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية فعلية في أي وقت قريب، لكن "هذا لا يعني أنه لا يمكن أن نشهد مزيدا من الضعف في قيمة الدولار.. في الواقع، ما زلنا نتوقع هذا من الآن وحتى نهاية العام".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
الخليل – مشاعر مختلطة بين القلق والصدمة انتابت عشرات العائلات الفلسطينية بمنطقة "اشكارة" جنوبي الضفة الغربية بعد أن استيقظت على إخطارات إسرائيلية معلقة على جدران المدرسة الأساسية الوحيدة في المنطقة النائية عن وسط مدينة يطا، تفيد بهدمها خلال سبعة أيام. عند إنشاء المدرسة قبل خمسة أعوام اتسعت مساحة العمران في محيطها، ووجد السكان فيها ملاذا لأطفالهم، وجميعهم دون 10 أعوام، لكن الخوف أخذ يتسلل إلى نفوسهم وعلى مصير أطفالهم بعد صدور الإخطارات بحجة إقامتها دون ترخيص إسرائيلي -وهو إجراء من شبه المستحيل الحصول عليه- في المنطقة "ج"، ويأملون تدخل أطراف دولية وحقوقية لمنع الهدم. ويلاحق الاحتلال الإسرائيلي الوجود الفلسطيني في المنطقة المصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو والمقدرة بنحو 60% من مساحة الضفة الغربية، والخاضعة تماما لسيطرته، إذ تشير معطيات هيئة مقاومة الجدار و الاستيطان الحكومية إلى ترحيل 30 تجمعا خلال 20 شهرا الماضية، أي منذ بدء حرب الإبادة على غزة. قبل دخول الإجازة الصيفية، اعتاد الفلسطيني صدام أبو قبيطة أن يصطحب ثلاثة من أطفاله إلى المدرسة صباح كل يوم، ثم يعيدهم إلى المنزل نهاية الدوام. اصطحاب الأطفال إلى المدارس ليس عاديا في بيئة الريف الفلسطيني، إذ إن المجتمعات المحلية تتمتع بأمان كبير، لكن ظروف سكان منطقة اشكارة، حيث توجد المدرسة المهددة، مختلفة، فالطريق إلى المدرسة محفوفة بالمخاطر. يشير المواطن الفلسطيني إلى أنه اعتاد على إيصال أطفاله إلى المدرسة بمركبة مخصصة للمناطق الوعرة لحمايتهم من اعتداءات المستوطنين التي تكررت على السكان وأطفالهم وممتلكاهم، موضحا أنه في اليوم الذي يتغيب فيه عن المنزل أو لا يوجد وقت الدوام المدرسي يتغيب أطفاله حفاظا على سلامتهم. يقول أبو قبيطة للجزيرة نت إن وجود المدرسة أمر أساسي لبقاء السكان ويصعب الاستغناء عنها، موضحا أنه يعيش منذ سماعه خبر القرار الإسرائيلي حالة ذهول ويفكر في مصير أطفاله وأطفال أقاربه وجيرانه. وأضاف "إذا هدمت المدرسة -لا سمح الله- فإن البديل مدرسة سوسيا على بعد مئات الأمتار عبر طريق محفوف بالمخاطر حيث ينتشر قطاع الطرق من المستوطنين من جهة، والكلاب الضالة من جهة أخرى". أما البديل الآخر فهو مدارس مدينة يطا التي تبعد عدة كيلومترات، لكنها تفتقد لخطوط المواصلات والسير على الأقدام محفوف أيضا بالمخاطر ذاتها. وتوجه المواطن الفلسطيني إلى ممثل الاتحاد الأوربي في فلسطين ألكسندر ستوتزمان بشكل خاص والمنظمات الحقوقية للتدخل لوقف هدم المدرسة وإنقاذ 130 طفلا من خطر التجهيل. ضغوط مستمرة من جهته يوضح خضر نواجعة، أحد معلمي المدرسة المكونة من 7 غرف، أنها بنيت عام 2020 بجهود حكومية وأهلية ودولية، وتضم 130 طالبا وطالبة من الروضة حتى الصف الرابع الأساسي. ولفت نواجعة إلى أن وجود المدرسة شجع العائلات الفلسطينية على البناء والسكن في محيطها، وباتت مرفقا تعليميا مهما بالنسبة لهم، وهدمها يعني خسارة كبيرة "ضمن مساعي الاحتلال والضغوط المستمرة على السكان لتهجيرهم". على الصعيد الرسمي، أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أنها تأخذ القرار الإسرائيلي على محمل الجد، وبدأت اتصالاتها مع أطراف عديدة في محاولة لمنع تنفيذ أمر الهدم. وفي حديثه للجزيرة نت، قال الناطق باسم الوزارة صادق خضور إن "مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة" تقع ضمن منطقة سوسيا التي تتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين، وإن الإخطار بإخلائها تمهيدا لهدمها خلال سبعة أيام "جاء تتويجا لسلسلة مضايقات واعتداءات تعرضت لها، كما تعرض لها سكان المنطقة". ولفت إلى أن المدرسة مشيدة من الزينكو والصفيح، وليست على طراز البناء الحديث من حجارة وإسمنت، ومع ذلك فإنها تخدم تجمعا فلسطينيا نائيا. وقال إن استهدافها يندرج في إطار مسلسل طويل من استهداف المدارس الواقعة في التجمعات الفلسطينية بمنطقتي مسافِر جنوب مدينة الخليل، والأغوار بشكل خاص، والتي هجر 30 منها في أقل من عامين. 35 مدرسة للتحدي وقال صادق خضور إن المدارس تشكل عامل استقرار لكثير من التجمعات، وهو ما يفسر استهدفها ضمن الضغوط الممارسة لمحاولة ترحيل أهالي تلك التجمعات، "فإزالة أي مدرسة يسهل عملية ترحيل سكانها". شدد الناطق الرسمي على أن وزارة التربية والتعليم العالي تعتقد بأن بقاء هذه المدرسة وممارسة دورها جزء لا يتجزأ من الحق في التعليم، مشددا على أن الحفاظ عليها للأطفال خصوصا في المناطق النائية حق كفلته كل الأعراف والمواثيق الدولية. بالأرقام، أشار صادق إلى أن عدد "مدارس التحدي والصمود"، في إشارة للمدارس الواقعة في المنطقة "ج" والتي يهددها خطر الهدم، يتجاوز 35 مدرسة يلتحق بها قرابة 1500 طالب وطالبة من الروضة إلى الصف الرابع. وقال إن أغلب تلك المدارس صدرت بحقها إخطارات هدم أو تم استهدافها بالاعتداء عليها، مشيرا إلى 11 عملية هدم استهدفتها، وبعضها طالتها آلة الهدم أكثر من مرة، ومدارس أخرى أجبر سكان التجمع الذي تخدمه على الرحيل، مما تسبب في تفريغها كما حصل لمدرستي راس التين وعين سامية في بادية محافظة رام الله والبيرة. وشدد المسؤول الفلسطيني على أن وجود المدارس في التجمعات المهددة "وسيلة تعزيز صمود السكان، حيث لا يزيد طلبة بعضها عن 15 فردا، في حين هناك مدارس تخدم أكثر من تجمع وأغلبها طلبتها بالعشرات". جهد استثنائي على صعيد العناصر التعليمية، يلفت الناطق الرسمي إلى "جهد استثنائي" يبذله المعلمون للوصول إلى تلك المدارس، حتى إن بعضهم يضطرون للتنقل في سيارات ذات دفع رباعي أو عبر حافلات توفرها الوزارة، مشيرا إلى تثبيت 46 منهم في الوظيفة الحكومية استثنائيا رغم توقف الحكومة عن التثبيت نتيجة الضائقة المالية التي تمر بها. ولفت إلى حرص الوزارة على توفير كل الإمكانيات مع التحرك لدى مختلف السفارات والدول والمؤسسات الحقوقية لحماية مدارس مسافر يطا والأغوار. ووفق أحدث معطيات نشرتها وزارة التربية والتعليم العالي، فقد استشهد 104 وأصيب 966 واعتقل 361 من طلبة مدارس الضفة الغربية، كما استشهد 4 معلمين وأصيب 21 واعتقل 182، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والأول من يوليو/تموز الجاري، في حين طالت الاعتداءات والتخريب 152 مدرسة في الضفة الغربية خلال الفترة ذاتها.