
فكيك..دعم وتمويل ما مجموعه 53 مشروعا لفائدة تعاونيات بكلفة 14.71 مليون درهم
وتندرج هذه المشاريع، التي تم تسليط الضوء على عدد منها بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتعاونيات (5 يوليوز)، ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والذي يهدف بالأساس إلى تعزيز فرص الشغل لفائدة الشباب، واعتماد جيل جديد من المشاريع التي تساهم في تثمين الإمكانات والمؤهلات المحلية وذلك عبر تبني مقاربة سلاسل الإنتاج.
ومن بين نماذج هذه المشاريع الناجحة التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشروعين لتربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته (سنة 2023)، من خلال اقتناء خلايا وتجهيزات تربية النحل لفائدة تعاونيتي عثمان الفلاحية، وآيت مقران الفلاحية بجماعة بومريم، ومشروع إحداث وحدة لتربية الدواجن (الدجاج البلدي) لإنتاج البيض والكتاكيت (سنة 2023) لفائدة تعاونية المروة والعطاء بجماعة بني تدجيت، بالإضافة إلى مشروع اقتناء مطحنة عصرية لفائدة تعاونية السباعي النسائية للمنتوجات النباتية بجماعة بوعرفة سنة 2021.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع الأربعة حوالي مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنحو 390 ألف درهم.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال زيارة لهذه المشاريع، أبرز ممثلو هذه التعاونيات الدور الذي لعبته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومنحتهم فرصة حقيقية شكلت دفعة قوية لتطوير مشاريعهم وتعزيز دخلهم، مشيرين إلى استفادة تعاونياتهم من دعم ومواكبة المبادرة التي وفرت لهم التجهيزات والأدوات اللازمة للتطوير.
من جهته، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم فجيج، ادريس موسي، أهمية الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات، مشيرا إلى أنه يشكل مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم التعاونيات وتعزيز القيم والمبادئ التعاونية وإنعاش الفكر المقاولاتي التعاوني.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه تم خلال المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019-2023، توجيه المحور الثالث 'تحسين الدخل'، نحو دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي خصص لفائدة التعاونيات وحاملي المشاريع المنبثقة من نتائج تحليل سلاسل القيم والمندمجة، في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وذلك عبر المواكبة والمساعدة التقنية (دعم لإنشاء التعاونيات، وشهادات الجودة،…).
وأضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تساهم من خلال برنامجها الثالث، في دعم وتقوية قدرات التعاونيات من خلال تنظيم دورات تكوينية في مختلف المجالات التي لها بصلة بعمل التعاونيات، بالإضافة إلى مواكبة التعاونيات سواء خلال مرحلة التأسيس أو عند الحصول على الرخص بمختلف أنواعها.
وأشار بهذا الحصوص، إلى أن التعاونيات الأربعة التي تم زيارتها بالمناسبة قد استفادت من تمويل المبادرة الوطنية لمشاريعها في إطار البرنامج الثالث وأيضا من المواكبة والتكوين لتحسين وتقوية قدراتهم سواء التدبيرية أو التسويق وكذلك التعامل مع مشاريعها، مذكرا بمجموعة من اللقاءات التواصلية التي عامل الإقليم، رئيس اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية، مع هذه التعاونيات للوقوف عند تقدم مشاريعها وكذا التعرف على الصعوبات التي تعاني منها هذه التعاونيات، وبالتالي مساعدتها ومواكبتها لتجاوزها.
ويشكل تخليد اليوم العالمي للتعاونيات، الذي يحتفي به العالم هذه السنة تحت شعار 'التعاونيات: قيادة حلول شاملة ومستدامة لعالم أفضل'، مناسبة لإبراز الدور الحاسم للتعاونيات في بناء مستقبل مستدام يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ناظور سيتي
منذ 2 ساعات
- ناظور سيتي
هجرة الأدمغة تكلّف المغرب 300 مليون درهم سنوياً ومسؤول سامي يقرّ: التكنولوجيا ليست المشكلة بل الكفاءات
ناظورسيتي: متابعة كشف والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، عن معطى صادم بخصوص الخسائر البشرية والمالية التي تتكبدها المملكة بسبب استمرار نزيف الكفاءات، خاصة في المجال الرقمي والهندسي، مبرزًا أن المغرب يفقد سنويًا حوالي 20 مهندسًا من أطر بنك المغرب وحده، في ظل موجة هجرة متصاعدة نحو الخارج. وأوضح الجواهري، خلال مداخلته في المنتدى 23 للاستقرار المالي الإسلامي، أن المشكل الحقيقي الذي يواجه تطور البنية الرقمية ليس في التكنولوجيا، بل في ندرة الموارد البشرية المؤهلة، مؤكدًا أن الكفاءات التي يتم تكوينها داخل المغرب تُستقطب بسهولة من طرف مؤسسات أجنبية، مستفيدة من ضعف الجاذبية المهنية الوطنية. وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير الاقتصادي إدريس الفينة أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها باتت أكثر خطورة بالنظر إلى حجم الأرقام، مشيرًا إلى أن المغرب يُكوّن سنويًا ما بين 11 ألف و24 ألف مهندس وتقني، نحو 42% منهم من النساء، لكن نسبة كبيرة منهم تتجه إلى الخارج بسبب ضعف فرص الشغل ومحدودية الابتكار داخل السوق الوطنية. وتؤكد الأرقام الرسمية أن المغرب يفقد سنويًا ما بين 2700 و3700 من المهندسين وأصحاب المهارات التقنية العليا، يتوجه معظمهم نحو دول مثل كندا، ألمانيا، فرنسا والولايات المتحدة، في وقت تشير تقديرات أخرى إلى أن قطاع التكنولوجيا وحده يسجل هجرة 8000 كفاءة سنويًا. وبحسب تقديرات خبراء، فإن تكلفة تكوين مهندس واحد تتراوح ما بين 50 ألف و100 ألف درهم، ما يعني أن هجرة 3000 مهندس في السنة تمثل خسارة تعليمية تقدر بنحو 150 إلى 300 مليون درهم، دون احتساب ما تضيع معه من فرص للإنتاج والابتكار والنمو الاقتصادي. وحذّر الفينة من غياب سياسة وطنية حقيقية لمواجهة الظاهرة، مشيرًا إلى أن سوق الشغل الوطني ما يزال عاجزًا عن احتضان هذه الكفاءات، وأن المقاولات تعاني من ضعف في الاستقطاب والاستثمار في البحث والتطوير، مقابل إغراءات قوية تقدمها دول الاستقبال من حيث الأجور وظروف العمل. واعتبر الخبير أن الحل لا يكمن في وقف الهجرة، بل في خلق بيئة وطنية محفزة ومشاريع صناعية وتكنولوجية كبرى، وتشجيع المقاولات على توظيف المهندسين المحليين، وربط الدعم العمومي بمؤشرات التشغيل، مع إطلاق برامج للتعاون مع كفاءات الجالية بالخارج.


بالواضح
منذ 5 ساعات
- بالواضح
تعاونيات مولاي يعقوب تستفيد من يوم تكويني لتعزيز تقنيات التسويق
في إطار دعم النسيج التعاوني والنهوض بالمنتوجات المجالية بإقليم مولاي يعقوب، نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية يومًا تكوينيًا لفائدة التعاونيات المحلية حول 'تقنيات التسويق'، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتعاونيات، وبمشاركة حوالي 60 شخصًا من أعضاء التعاونيات النشيطة بالإقليم. وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، حيث تم خلال الفترة 2019-2024 إنجاز 165 مشروعًا بكلفة إجمالية ناهزت 22.7 مليون درهم، ساهم فيها صندوق دعم المبادرة بـحوالي 17.8 مليون درهم، من ضمنها 14 مشروعًا في محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني استفاد منها 89 شخصًا. كما شهد هذا الحدث التنموي زيارة ميدانية إلى مشروع إحداث مزرعة لتربية الأسماك بجماعة مكس، المنجز بشراكة مع تعاونية سد الشاهد، والذي استفاد بدوره من دعم صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.


برلمان
منذ 6 ساعات
- برلمان
بالأرقام.. أشنكلي يُغرق الجهة في الديون ويُعيد تدوير الاتفاقيات وسط تعثُّر المشاريع وتأخُّر تحقيق التنمية المنشودة
الخط : A- A+ إستمع للمقال تعيش جهة سوس ماسة واحدة من أسوأ مراحلها التنموية، في ظل أزمة مالية خانقة نتيجة تراكم الالتزامات التعاقدية، وتجاوز سقف المديونية، وضعف المداخيل الذاتية، وتعثر المشاريع الهيكلية، إلى جانب ركود مؤسساتي واضح وتراجع مقلق في مصداقية المجلس الجهوي في نظر العديد من منتخبي مجالس الجماعات بالجهة وأيضا لدى الساكنة. فالمؤسسة التي يُفترض أن تشكّل رافعة للتنمية وتجسّد توجيهات النموذج التنموي الجديد، تحوّلت إلى آلية لإعادة تدوير نفس الاتفاقيات وتوقيع قروض إضافية، دون أن يواكب ذلك أي أثر ملموس على أرض الواقع. وضعٌ مثير للقلق يطرح تساؤلات حقيقية حول قدرة الجهة على الوفاء بالتزاماتها وتحقيق أهدافها التنموية. تراكم الالتزامات التعاقدية والقروض وتجاوز سقف المديونية: عبء متزايد على ميزانية الجهة ومؤشر خطير على الاستدامة المالية أظهرت المعطيات التي قدمها النقيب عبد اللطيف أعمو، عضو مجلس جهة سوس ماسة، في مداخلته خلال أشغال الدورة العادية لشهر يوليوز التي انعقدت اليوم الإثنين 7 يوليوز الجاري، أن جهة سوس ماسة قد بلغت التزاماتها تجاه المشاريع نحو 7.6 مليار درهم إلى غاية دجنبر 2024، وهو رقم ضخم يشمل 3 مليارات درهم كقروض مستحقة لصندوق التجهيز الجماعي وحده، وفي أكتوبر 2024، صادق المجلس على قرض إضافي بمقدار 1.176 مليار درهم، ليأتي هذا القرض كثاني قرض بعد قرض سابق بقيمة 2.09 مليار درهم في سنة 2023. كما تم التصديق خلال دورة اليوم الإثنين على قرض بقيمة 363 مليون درهم لتمويل مساهمة الجهة في عقد البرنامج الجديد المتعلق بالنقل العمومي الحضري بواسطة الحافلات، وهي أرقام تعكس تزايد اعتماد المجلس الحالي منذ توليه المسؤولية على الاقتراض لتمويل المشاريع، مما يضع ضغطاً هائلاً على الميزانية الجهوية ويثير مخاوف بشأن القدرة على السداد على المدى الطويل. وكشف ذات المتحدث عن معطيات خطيرة تكشف الخطر الذي تواجهه مالية مؤسسة جهة سوس ماسة، مؤكدا أنه وعلى الرغم من أن الحد القانوني للمديونية محدد في 28% من قدرة الاقتراض، إلا أن جهة سوس ماسة قد تجاوزت بالفعل سقف 16%، مما يترك لها هامشاً ضيقاً لتنفيذ المشاريع المستقبلية، مشيرا إلى أنه ورغم أن الجهة لا تزال قادرة على الاستدانة، فإن هذا التجاوز للحدود القانونية يعرضها لمخاطر كبيرة، خاصة في ظل غياب إدارة فعالة للمخاطر، باعتبار هذا الوضع يحد من قدرة الجهة على تمويل مشاريع جديدة ويجعلها أكثر عرضة للصدمات الاقتصادية والمالية. ضعف المداخيل الذاتية واختلال التدبير المالي العشوائي وغياب الحكامة الرشيدة وأظهرت المعطيات التي وردت في مداخلة النقيب أعمو، أن الدولة تُغطي حوالي 91% إلى 92% من المداخيل الجهوية (814 مليون درهم)، بينما لا تتجاوز المداخيل الذاتية 68 مليون درهم سنة 2025، ما يعكس افتقار الجهة إلى موارد ذاتية كافية ويزيد في المقابل من تبعيتها للتمويل الخارجي، ويستنزف قدراتها على الاقتراض، مشيرا كذلك إلى أن الاعتماد المفرط على تحويلات الدولة والقروض الخارجية يجعل الجهة في وضع هش، حيث تصبح عرضة لأي تقلبات في السياسات المالية الوطنية أو الظروف الاقتصادية العالمية، مما يعيق استقلاليتها المالية وقدرتها على التخطيط طويل الأمد. وكشف ذات المتحدث في مداخلته عن اختلالات في التدبير المالي للجهة، حيث تجاوزت المساهمات المتوفرة لبرنامج التنمية الجهوية 11 مليار درهم، بينما لم يتم الالتزام ببرمجة سوى 9.8 مليار درهم، هذا التباين وفق ذات المتحدث يعكس برمجة ضعيفة وعشوائية، مع زيادة الفوائد المدفوعة عن الديون، مشيرا إلى أنه في سنة 2024، بلغت الفوائد 63 مليون درهم مقارنة بـ 50 مليون درهم في سنة 2023، مشدّدا على أن هذا الارتفاع في تكلفة الديون يؤكد على الحاجة الملحة لمراجعة شاملة للبرامج والمشاريع الممولة عبر القروض، والانتقال إلى برمجة عقلانية مبنية على مؤشرات الأداء الرئيسية (KPI) لضمان الشفافية والحكامة، مشدّدا على أن غياب التخطيط السليم والتدبير العشوائي يؤدي إلى هدر الموارد المالية ويعيق تحقيق الأهداف التنموية. تعثر المشاريع الهيكلية وتدوير الاتفاقيات: إعاقة لمسار التنمية وأشار النقيب أعمو إلى أنه بالرغم من ضخامة القروض، لم ينجز إلى حدود الآن سوى 28 مشروعاً من أصل 94 مشروعاً ببرمجة بلغت 6.3 مليار درهم حتى منتصف ولاية البرنامج، أي ما نسبته 35% فقط، مؤكدا على أن هذا التعثر في إنجاز المشاريع الهيكلية، مثل توسعة ميناء أكادير وبرامج تأهيل الطرق والمطارات، يعكس ضعف الأداء وهشاشة منظومة الحكامة المعتمدة، وأن المشاريع المتعثرة لا تساهم في تحقيق التنمية المرجوة، بل تزيد من الأعباء المالية على الجهة دون تحقيق عائد اقتصادي أو اجتماعي ملموس، وهو ما يخلف وضعا يفاقم من الأزمة المالية ويضعف ثقة المواطنين في قدرة المجلس على تحقيق التنمية المستدامة. وفي نفس الإطار، أثار محمد أوريش في مداخلته باسم مجموعة العدالة والتنمية بمجلس جهة سوس ماسة انتباه المجلس إلى الاختلالات المزمنة التي تعرقل تنزيل الاتفاقيات والمشاريع المصادق عليها، مشيرًا إلى أن دورة يوليوز تكشف، مرة أخرى، تكرار نفس السيناريو المألوف، والمُتجلّي في إعادة التداول بشأن اتفاقيات سبق التصويت عليها، دون أن يظهر لها أثر في الواقع، مما يُضعف الثقة في أداء المجلس ويفرغ الجهوية المتقدمة من مضمونها التنموي. وأكد ذات المتحدث في كلمته أن مشكل الإنجاز البطيء وعدم تفعيل الاتفاقيات يُعدّ نقطة ضعف بنيوية تهدد مصداقية مؤسسة الجهة، مبرزًا أن عدداً من الاتفاقيات التي رُوّج لها كمنجزات لا تزال حبيسة الرفوف، وأن المجلس يُعيد تدويرها دون أي إجراءات ملموسة على الأرض، في غياب واضح للتنسيق مع القطاعات الوزارية وآليات التتبع والتقييم والمساءلة. وأشار أوريش في مداخلته إلى غياب تقارير لتقييم الاتفاقيات ومردوديتها الاجتماعية، قائلا: 'إننا نوقع اتفاقيات لبناء مطارات، وتجهيز ملاعب، وتوسيع شبكات التوزيع الكهربائي والماء الصالح للشرب، لكن أين هي الآليات التي تُمكننا كمنتخبين من تتبع التنفيذ، وتقييم الأثر؟ هل نملك معطيات دقيقة عن أثر هذه المشاريع على الساكنة، على التشغيل، على تقليص الفوارق بين المناطق؟'. كما حذّر ذات المتحدث من تغليب منطق التموقعات السياسية الضيقة في تدبير ملفات الجهة، داعيًا إلى القطع مع منطق الاستعراض الإعلامي و'تسويق الإنجازات الوهمية'، واحتكار القرار، لأن الجهة اليوم بحاجة إلى شراكات حقيقية وإجماع حول الأولويات التنموية، بدل ترك المواطنين رهائن لوعود مؤجلة ومشاريع معلّقة لا تترجم انتظاراتهم ولا تحسّن واقعهم المعيشي. ومع استمرار هذا الأداء الباهت لمجلس الجهة، لا يمكن التغاضي عن دور الوالي سعيد أمزازي، الذي حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الدورة العادية لشهر يوليوز، بعدما تدخّل عبر تفعيل مقتضيات المادة 42 من القانون التنظيمي للجهات، مقترحًا إدراج مشاريع أساسية مثل المنطقة الصناعية بتارودانت، والمعهد الوطني للعمل الاجتماعي، وتأهيل قطاع الصناعة التقليدية، وغيرها من المشاريع، وهي النقاط التي قدّم بشأنها شروحات مفصلة لأعضاء المجلس، الذين اقتنعوا بها وصوّتوا عليها بالإجماع. لكن السؤال الذي يفرض نفسه، إلى متى ستظل المبادرات التنموية تأتي من خارج المجلس؟ وهل تحوّلت المؤسسة الجهوية إلى عبء على التنمية بدل أن تكون محركًا لها؟ في المحصلة، بات من المؤكد أن جهة سوس ماسة تؤدي ثمن ضعف التدبير، وسط غياب أي تصور استراتيجي متماسك، فالمواطنون لا يلمسون أثر المشاريع، ولا يلمسون تغيّراً في حياتهم اليومية، والهوة تتسع بين وعود الحملة الانتخابية وواقع التسيير، وإذا استمر هذا التوجه، فإن ما تبقى من الولاية سيكون مجرد زمن سياسي ميت، لا يُنتج تنمية، ولا يبني ثقة، بل يُراكم الفشل، ويفتح الباب لأسئلة محرجة عن مصير الجهوية المتقدمة التي أرادها الملك محمد السادس دعامة للتنمية الشاملة.