
هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
وفي مقدمة هذه الجهود، تبرز مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي يسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا لهذه الحرب الممتدة، وسط تباين لافت بين الميدان المتفجر والمقاربات السياسية المطروحة.
ترامب يضغط.. وإسرائيل تتريث
بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست، فإن إدارة ترامب تضغط باتجاه اتفاق تبادل أسرى شامل قد يمهد الطريق نحو وقف العمليات القتالية.
وتشير الصحيفة إلى أن نحو 75% من عناصر الاتفاق قد تم التفاهم عليها، بينما لا تزال نقاط حاسمة كالمساعدات الإنسانية ونزع سلاح حماس موضع خلاف.
هذا الحراك الأميركي يكشف سعيا واضحا من قبل واشنطن لتحقيق اختراق سياسي في ملف الحرب، إلا أن المعادلة على الأرض تبدو أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتماسك الموقف العسكري الإسرائيلي على حساب أي حلول سياسية محتملة.
في المقابل، تنفي حركة حماس أن تكون قد وضعت شروطا جديدة لوقف إطلاق النار، كما نقلت بعض وسائل الإعلام، مؤكدة أن مواقفها معلنة ومعروفة. وتشدد الحركة على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن عدم المساس بقياداتها أو مصادرة أموالها، مع تقديم ضمانات جدية بوقف العدوان ورفع الحصار.
ويؤكد إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن حماس لم تغير من موقفها الأساسي تجاه وقف الحرب، مشيرًا إلى أن الحركة ما تزال منفتحة على أي مبادرة تضمن إطلاق سراح الأسرى ووقف العمليات العسكرية.
"هناك جدية لدى حماس لإنهاء الحرب، ولكن المشكلة تكمن في نتنياهو وليس في الحركة"، يقول المدهون، مضيفًا أن الأزمات الداخلية في إسرائيل، من ملفات الفساد إلى إخفاقات 7 أكتوبر، تُكبّل يد نتنياهو وتدفعه للمماطلة، رغم الإدراك المتزايد داخل إسرائيل بفشل العملية العسكرية.
وفي تحذير لافت، يشير المدهون إلى ضرورة عدم الاعتماد على التسريبات الإعلامية الإسرائيلية بشأن مجريات المفاوضات، واصفا هذا الإعلام بأنه "أمني ومضلل"، وأنه يستخدم لتشتيت الانتباه في لحظات التصعيد الأشد.
ويضيف المدهون أن الواقع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا، بينما تستمر عمليات القتل والإبادة تحت غطاء الصمت الدولي.
وفي الاثناء ينقل المدهون صورة قاتمة عن الوضع الإنساني في غزة، معتبرًا أن ما يجري لا يمكن وصفه بعملية عسكرية تقليدية، بل هو "قتل جماعي ممنهج"، إذ تشير التقديرات إلى أن نسبة الضحايا من الأطفال والنساء تفوق 70%، ما يعكس الطابع الوحشي للهجمات.
ويذهب إلى حد القول بأن إسرائيل فقدت "قيمها الأخلاقية" أمام العالم، و"سقطت في اختبار القوة" في غزة ، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أكثر خطورة.
حماس وواشنطن.. حوار غير مباشر وانفتاح مشروط
رغم ما يبدو من فجوة سياسية بين حماس وواشنطن، إلا أن المدهون يؤكد أن الحركة ليست في عداء مباشر مع الولايات المتحدة ، بل سبق وأن فتحت قنوات تواصل غير رسمية معها. "حين طرق مبعوثو ترامب باب حماس، استجابت الحركة، بل وأطلقت سراح أسير إسرائيلي – أميركي بناءً على طلب خاص من واشنطن"، يكشف المدهون، مؤكدًا أن حماس منفتحة على أي دور أميركي من شأنه أن يفضي إلى إنهاء الحرب.
لكنه في المقابل يوضح أن الحركة لا تبادر بالتواصل، بل تتعامل مع المبادرات المطروحة بواقعية، ووفق مصالح شعبها، مشيرًا إلى أن أي مبادرة تتضمن وقف الحرب وانسحاب الاحتلال وتعويض المدنيين ستكون محط ترحيب من قبل الحركة.
في ظل الانفتاح السياسي من جانب حماس، تبقى العقبة الأبرز بحسب المدهون في الداخل الإسرائيلي، حيث يبدو نتنياهو غير قادر على اتخاذ قرار حاسم نتيجة الضغوط السياسية والاتهامات التي تلاحقه. ويوضح أن كل ذلك يجعل من إمكانية قبول صفقة متوازنة أمرًا بالغ الصعوبة حاليًا.
ويعتقد أن ترامب يحاول "تحييد" هذه العقبات عبر قنوات بديلة ووسطاء إقليميين، إلا أن فعالية هذه المساعي ستظل رهينة بمدى قدرة واشنطن على ممارسة ضغط فعلي على تل أبيب.
الطريق نحو وقف الحرب لا يزال وعرا
في ظل استمرار العدوان، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وتعقيدات المشهد السياسي، تبدو فرص إنهاء الحرب في غزة مرهونة بمدى تجاوب إسرائيل مع الضغط الأميركي، وبقدرة واشنطن على كبح جماح التصعيد المتواصل.
أما حماس، وفق قراءة المدهون، فتبدو مستعدة لأي مبادرة واقعية توقف آلة القتل، لكنها في المقابل لن تساوم على ثوابتها، ولن تقبل بأي اتفاق لا يضمن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن "الخيار لم يعد سياسيًا فقط، بل إنسانيًا وأخلاقيًا بالدرجة الأولى".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 38 دقائق
- سكاي نيوز عربية
بعد اجتماع نتنياهو ووزرائه.. حديث عن "صفقة جزئية" في غزة
وأفادت المصادر أن "انطباعنا هو أن (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو يسعى أولا إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي يقود إلى صفقة تبادل أسرى". وقالت "إسرائيل هيوم"، إن مجلس الوزراء سيجتمع الخميس، لاتخاذ قرارات نهائية بشأن استمرار العمليات في غزة. وأضافت: "من بين الخطط التي سيطلبها الساسة من العسكريين، إنشاء مراكز إضافية لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الشركة الأميركية، وفتح قنوات تقود إلى مساحة إنسانية معزولة عن عناصر حماس، وفي هذه المرحلة فرض حصار على مسلحي الحركة حتى يستسلموا". وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن "هناك احتمالا للتوصل إلى اتفاق جزئي لوقف إطلاق نار، وهذا أيضا ما لا يزال رئيس الوزراء يسعى لتحقيقه من دون المساس بهدف هزيمة حماس". وكانت الحركة رفضت أكثر من مقترح سابق بوقف مؤقت للقتال، مطالبة بإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وأضافت المصادر: "إذا سعت إسرائيل إلى اتفاق فسيُبعد ذلك هدف سحق حماس ، وسنتمكن من إعادة نصف المختطفين". وعلى عكس رئيس الأركان إيال زامير الذي أعطى إيحاء وكأن القتال في غزة انتهى، قال الوزراء إن الجيش الإسرائيلي"لم يحقق الأهداف المحددة له في الحرب، وبالتالي هناك خطوات إضافية يجب اتخاذها". وكان نتنياهو اجتمع مع كبار مساعديه ووزراء الحكومة مساء الإثنين في اجتماع آخر خلال ليلتين، لمناقشة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن مكتب أحد الوزراء المعنيين، إن المجتمعين لم يتمكنوا بعد من التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الحرب في غزة، بعد خلافات حادة في الليلة السابقة. ويزور نتنياهو البيت الأبيض الإثنين المقبل للقاء ترامب ، ومناقشة حرب غزة بشكل أساسي إضافة إلى ملفات أخرى. وأكد مسؤول أميركي رغبة ترامب في إنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وعددهم نحو 50 بين أحياء وأموات وفق تقديرات إسرائيلية.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
ترامب يوقع أمراً تنفيذياً يقضي بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم أمراً تنفيذياً يقضي بإنهاء برنامج العقوبات المفروض على سوريا. وذكر البيت الأبيض في بيان له أن الأمر التنفيذي يقضي بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا ويوجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لتقييم تعليق العقوبات كلياً أو جزئياً إذا تم استيفاء معايير محددة، بموجب قانون قيصر، ويسمح بتخفيف ضوابط التصدير على سلع محددة، وإلغاء القيود المفروضة على بعض المساعدات الخارجية لسوريا. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) - التي أوردت الخبر - أن الأمر يوجه روبيو أيضا لمراجعة تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، إضافة إلى استكشاف سبل تخفيف العقوبات في الأمم المتحدة لدعم الاستقرار فيها. وأوضح البيان أن الرئيس ترامب يلتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة وفي سلام مع نفسها ومع جيرانها.


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
«السبع» تدعو لمحادثات نووية.. وإيران تلوّح بشروطها للعودة إلى الطاولة
بعد أسابيع من المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، دعت دول مجموعة السبع، إلى استئناف المحادثات النووية مع طهران. وقال وزراء خارجية المجموعة في بيان مشترك، إن تلك الخطوة تهدف لاحتواء تداعيات المواجهة ومنع تكرار التصعيد. ملفات على طاولة السبع بيان وزراء خارجية مجموعة السبع لم يكتف بالدعوة لوقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بل حدّد بوضوح أربعة محاور أساسية: استئناف المفاوضات النووية ضمان سلمية برنامج إيران النووي التحذير من زعزعة الاستقرار الإقليمي إدانة التهديدات ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقال البيان: «ندعو إلى استئناف المفاوضات بما يؤدي إلى اتفاق شامل وقابل للتحقق ودائم يعالج برنامج إيران النووي»، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى واشنطن وطهران، بعد التصعيد الأخطر منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015. واشنطن: المفاوضات «واعدة» وفي موازاة دعوة مجموعة السبع، أكد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن المحادثات بين واشنطن وطهران تُبدي «مؤشرات واعدة»، مشيرًا إلى رغبة إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يحول دون تصنيع طهران لسلاح نووي. لكن الرد الإيراني جاء سريعًا وحاسمًا. إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لشبكة «سي بي إس» الأمريكية: «لا أعتقد أنّ المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة»، مضيفًا أن «استئناف الحوار مشروط بضمانات أمريكية بألا تُشنّ ضربات عسكرية جديدة خلال التفاوض». طهران تضع الخطوط الحمراء أكّد عراقجي أن طهران «تحتاج إلى وقت»، لكنها لم تُغلق باب الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن «تكنولوجيا التخصيب لا تُدمّر بالقصف»، وأن بلاده قادرة على إصلاح ما أفسدته الضربات بسرعة، في حال توفر الإرادة السياسية. وفي السياق ذاته، شدد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع «بي بي سي»، على أن بلاده «لن تعود إلى المفاوضات» قبل التأكد من أن واشنطن «لن تستهدف إيران مجددًا»، منتقدًا خطاب الولايات المتحدة الذي يشترط «صفر تخصيب» مقابل السلام، واصفًا هذا المنطق بأنه «شريعة الغاب». ضربات... وردود وكانت إسرائيل قد بدأت في 13 يونيو/حزيران عملية عسكرية مفاجئة استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، في محاولة لمنع طهران من بلوغ العتبة النووية، فيما ردت إيران باستهداف قاعدة أمريكية في قطر. وشنت واشنطن لاحقًا ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية، ضمن رد محسوب. وفي 24 يونيو، أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لكنه توعد باستئناف الضربات «في حال استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية». في موازاة ذلك، تصاعد التوتر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما نشرت صحيفة إيرانية متشددة مقالًا يدعو إلى «محاكمة وإعدام» المدير العام رافائيل غروسي، بسبب تصريحاته الأخيرة بشأن القدرات التقنية الإيرانية في التخصيب. وسارع وزراء خارجية مجموعة السبع إلى إدانة التهديدات ضد غروسي، في موقف يوحي بأن الملف النووي بات مرتبطًا أيضًا بمستقبل التعاون الإيراني مع المؤسسات الدولية. وتبقى معضلة البرنامج النووي الإيراني حجر الزاوية، إذ تُخصب إيران اليورانيوم حالياً بنسبة 60%، وهي أعلى نسبة تصل إليها دولة غير نووية، وفق معايير الوكالة الدولية، ويتطلب صناعة رأس نووي تخصيباً بنسبة 90%. aXA6IDQ1LjM4LjgwLjEyOSA= جزيرة ام اند امز US