
الصين تتقدّم وأميركا تتراجع: منعطف حاسم في سباق السيّارات الكهربائية
تحوّل في السياسات الأميركية تجاه الحوافز البيئية
أقرّ الكونغرس الأميركي أخيراً قانوناً يحمل اسم "بيغ بيوتيفل بيل" يشكل تغييراً جذرياً في سياسات الدعم والتحفيز للسيارات الكهربائية.
هذا القانون ألغى الحوافز الفيدرالية التي كانت تُمنح لمشتري السيارات الكهربائية، والتي بلغت 7,500 دولار للسيارات الجديدة و4,000 دولار للمستعملة، بالإضافة إلى إلغاء الإعفاءات الضريبية لمشاريع الطاقة المتجددة والاستثمارات في تقنيات تقليل الانبعاثات.
يمثل هذا الإجراء انسحاباً رسمياً من سياسة "التحفيز الأخضر" التي أطلقتها إدارة جو بايدن من خلال قانون خفض التضخم، وهو ما يعكس توجّه الإدارة الحالية نحو تقليص الدعم لهذه الفئة من التكنولوجيا النظيفة.
تباطؤ النموّ في مبيعات السيارات الكهربائية
على الصعيد العالمي، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية نموّاً متسارعاً، إذ ارتفعت من مليوني سيارة في عام 2018 إلى أكثر من 17 مليون سيارة في 2024.
غير أن السوق الأميركية بدأت تشهد تباطؤاً ملحوظاً، حيث ارتفعت حصّة السيارات الكهربائية من إجمالي مبيعات السيارات من 9% إلى 10% فقط في عام 2024، وهي نسبة زيادة ضئيلة مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي ضوء هذه المعطيات، خفضت وكالة بلومبرغ توقعاتها لحصة السيارات الكهربائية في السوق الأميركية بحلول عام 2030 من 47.5% إلى 27%، ما يعكس التحولات السياسية وتأثيرها على هذا القطاع الحيوي.
تأثيرات على قطاع الطاقة والنفط العالمي
لا يقتصر أثر هذا التراجع على قطاع النقل، بل يمتد إلى قطاع الطاقة بأكمله.
مع انخفاض الحوافز، من المتوقع أن يتراجع الطلب على الكهرباء، ما يقلل من حوافز الاستثمار في شبكات الطاقة الحديثة والبنية التحتية الذكيّة.
وقد يؤدّي هذا التباطؤ إلى تأجيل ذروة الطلب على النفط عالمياً، ما يعني استمرار استهلاك النفط عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن أسطول السيارات الكهربائية أسهم في تقليل استهلاك النفط بمعدّل مليون برميل يومياً في عام 2024، غير أن هذا الأثر قد يتراجع في حال استمرار السياسات الحالية.
في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة تراجعاً في دعم السيارات الكهربائية، تواصل الصين تعزيز مكانتها الرائدة.
تتمتع الصين بسوق قويّة حيث تشكل السيارات الكهربائية أكثر من 50% من مبيعات السيارات الجديدة، وهي الدولة الوحيدة التي أصبحت فيها تكلفة السيارات الكهربائية أقل من نظيرتها التي تعمل بالوقود التقليدي.
وبالإضافة إلى ذلك، تحظى الصين ببنية تحتية متطوّرة لشحن السيارات الكهربائية، ما يعزز من مكانتها في السوق العالمية مقارنة بالولايات المتحدة التي تعاني من نقص في محطات الشحن.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن السياسات الأميركية الجديدة قد تعيد رسم ملامح سوق السيارات الكهربائية والطاقة على المستوى العالمي.
وفيما تتوسّع الصين بثبات لتقود مستقبل هذا القطاع، تواجه الولايات المتحدة تحدّيات كبيرة للحفاظ على مكانتها، ما قد يؤثر على موازين القوى الاقتصادية العالمية في العقود المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
تراجع لافت في التجارة الصينية الروسية رغم الشراكة الاستراتيجية
ذكرت بيانات رسمية صينية أن حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا شهد تراجعا ملحوظا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2025. ووفقا لبيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، فقد انخفضت التجارة البينية بين البلدين بنسبة 9.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ووصلت إلى 106.48 مليار دولار. وكشفت البيانات أن صادرات الصين إلى السوق الروسية سجلت انخفاضا بنسبة 8.4%، حيث بلغت قيمتها 47.16 مليار دولار. في المقابل، تراجعت واردات الصين من روسيا بنسبة أكبر بلغت 9.6%، مسجلة 59.32 مليار دولار. وعلى صعيد الأداء الشهري، حافظ حجم التبادل التجاري في حزيران على استقرار نسبي مقارنة بشهر ايار السابق له، حيث بلغ 17.6 مليار دولار. وقد ارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 2.2% على أساس شهري لتصل إلى 8.28 مليار دولار، بينما شهدت الواردات من روسيا انخفاضا طفيفا بنسبة 2.9%، مسجلة 9.32 مليار دولار.


بنوك عربية
منذ ساعة واحدة
- بنوك عربية
ارتفاع عدد صناديق الاستثمار في البحرين إلى 1733 بنهاية يونيو
بنوك عربية أفاد مصرف البحرين المركزي بأن إجمالي عدد صناديق الاستثمار بلغ 1,733 صندوقاً مع نهاية شهر يونيو الماضي، من بينها 60 صندوقاً مقرها داخل البحرين. ويشير هذا الرقم إلى ارتفاع طفيف مقارنةً بـ 1,707 صناديق خلال نفس الفترة من عام 2024، مما يعكس استمرار النمو في قطاع الصناديق الاستثمارية. وأكد المصرف أن الصناديق الإسلامية تشكل نصيباً مهماً من هذه الأعداد، حيث بلغ عددها 158 صندوقاً بنهاية يونيو. وفيما يتعلق بصافي قيمة الأصول الخاصة بهذه الصناديق، فقد سجلت نحو 11.269 مليار دولار مع نهاية مارس 2025، وهو ما يمثل انخفاضاً طفيفاً بنسبة 2.44% مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق التي بلغت فيها القيمة نحو 11.551 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الأصول في الصناديق المحلية منها نحو 4.411 مليار دولار. أما بالنسبة للصناديق الاستثمارية الإسلامية تحديداً، فقد بلغ صافي قيمة أصولها نحو 2.004 مليار دولار مع نهاية مارس الماضي، ما يدل على تنامي دور الشريحة الإسلامية في السوق الاستثماري بالبحرين.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
لاستخدام "غروك"... عقد بين "إكس أيه آي" التابعة لماسك والبنتاغون
أعلنت شركة "أكس أيه آي" التابعة لإيلون ماسك والمطوّرة لروبوت محادثة قدّم إجابات مؤيدة لهتلر وعبارات معادية للسامية على منصّة "إكس"، الإثنين أنّها وقّعت عقداً لتقديم خدماتها لوزارة الدفاع الأميركية. و"غروك"، روبوت المحادثة الذي أُطلق في نهاية عام 2023 وعرف بتقديم إجابات مثيرة للجدل، سيستعمل في تقديم خدمات باسم "غروك للحكومة". وبالإضافة إلى العقد مع البنتاغون، "أصبح بإمكان كل وزارة أو وكالة أو مكتب في الحكومة الفدرالية الآن شراء منتجات إكس أيه آي" بفضل إدراجها في قائمة المورّدين الرسمية، حسبما أوضحت الشركة. وبعد نشر نسخة محدّثة منه في السابع من تموز/يوليو، أشاد روبوت المحادثة بأدولف هتلر في بعض الردود، وندّد عبر "إكس" بـ"الكراهية ضد البيض"، ووصف حضور اليهود في هوليوود بأنّه "غير متناسب" مع أعدادهم. واعتذرت شركة "إكس أيه آي" السبت عن الإجابات المتطرّفة والمسيئة، وقالت إنّها صحّحت التعليمات التي أدّت إلى هذه النتائج. وتبيّن لصحافي في وكالة "فرانس برس" فحص النسخة الجديدة من روبوت المحادثة "غروك 4" التي تم الكشف عنها الأربعاء أنّ الأخير صار يراجع مواقف ماسك قبل الإجابة على بعض الأسئلة التي وجّهت إليه. ويأتي العقد بين شركة "إكس أيه آي" ووزارة الدفاع في ظل خصومة علنية بين ماسك والرئيس دونالد ترامب. وكان ماسك وترامب قريبين جدّاً، فقد ساهم أغنى رجل في العالم بأكثر من 270 مليون دولار في حملة الجمهوري الرئاسية، وقاد "لجنة الكفاءة الحكومية" لخفض الإنفاق الفدرالي، وكان ضيفاً دائماً على المكتب البيضوي. وغادر رجل الأعمال "لجنة الكفاءة الحكومية" في أيار/مايو للتركيز على إدارة شركاته، وخاصة "تسلا" المتخصّصة في السيارات الكهربائية والتي تضرّرت صورتها ومبيعاتها في أنحاء العالم نتيجة تعاونه مع ترامب. لكن بعد فترة وجيزة، وقع صدام علني بين الرجلين بشأن مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه الرئيس على الكونغرس وأقره الأخير، قبل أن يعتذر ماسك عن بعض منشوراته الأكثر عدوانية. وتعتبر الحكومة وقطاع الدفاع محرّك نمو محتملاً لشركات الذكاء الاصطناعي العملاقة. ودخلت شركة "ميتا" في شراكة مع شركة "أندوريل" الناشئة لتطوير سماعات واقع افتراضي للجنود ووكالات إنفاذ القانون، بينما حصلت شركة "أوبن أيه آي" في حزيران/يونيو على عقد لتوفير خدمات ذكاء اصطناعي للجيش الأميركي.