
ناشطون على متن "حنظلة": هدفنا كسر حصار غزة ووقف الإبادة
وتقلّ السفينة -التي انضمت مؤخرا إلى تحالف " أسطول الحرية"- على متنها 21 ناشطا بينهم نائبة فرنسية وطبيب كندي وناشطة نرويجية.
ويسعى هؤلاء من خلال محاولة إيصال المساعدات إلى غزة لكسر حاجز الصمت الدولي إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية وتجويع.
وكانت السفينة حنظلة قد أبحرت في 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر ذاته، للتغلب على بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا يوم الأحد باتجاه غزة.
ويتألف "أسطول الحرية" من مجموعة من السفن التي تحاول إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي 2 مايو/أيار الماضي، تعرضت سفينة "الضمير"، ضمن سفن التحالف، لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، نجم عنه ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
واستولى الجيش الإسرائيلي ، في 9 يونيو/حزيران الماضي، على السفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية"، بينما كانت تبحر في المياه الدولية متجهة إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية.
واعتقلت إسرائيل 12 ناشطا دوليا كانوا على متن السفينة "مادلين"، ولاحقا رحّلت السلطات الإسرائيلية الناشطين بشرط التعهد بعدم العودة إليها.
وقالت البرلمانية الفرنسية غابرييل كاتالا، التي شاركت في الإبحار من ميناء غاليبولي الإيطالي، إن الهدف من إبحار سفينة "حنظلة" هو تأكيد إمكانية كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
إعلان
وأضافت "أتوقع أن نصل إلى غزة، فقبل 15 عاما تمكنت سفينة من الوصول إلى ميناء غزة وقوبلت حينها باستقبال شعبي كبير".
وقالت كاتالا: "نريد أن نثبت من خلال هذه السفينة أن الحصار المفروض على القطاع يمكن كسره".
كما تهدف "حنظلة"، وفق كاتالا، إلى جانب كسر الحصار، إلى "وقف الإبادة وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة".
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
واستكملت كاتالا فأوضحت أن "الإبادة مستمرة منذ (أكثر من) 21 شهرا، على مرأى ومسمع من العالم. نراها يوميا على شاشات هواتفنا وتلفزيوناتنا، ولا يمكن أن نظل صامتين إزاء هذه الجريمة".
وانتقدت البرلمانية الفرنسية صمت العالم تجاه ما وصفته "بالإفلات من العقاب" الذي يحظى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت: "نحن الناشطين، والطاقم المتطوع على هذه السفينة، نقوم بعمل سلمي وسياسي لإيصال الحقيقة إلى العالم".
مطالب بتدخل دولي
وأشارت البرلمانية الفرنسية خلال حديثها إلى أن هجوم إسرائيل لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى سوريا ودول مجاورة أخرى، لافتة إلى أن ذلك يكشف حجم "الحصانة التي يتمتع بها نتنياهو".
واعتبرت دعم الغرب لإسرائيل بدعوى "حق الدفاع عن النفس" مجرد "هراء، وذلك لأن إسرائيل هي المعتدية".
وعن الهجمات الإسرائيلية على سوريا، قالت كاتالا: "رغم أنني لا أؤيد الحكومة السورية الحالية، فإن للشعب السوري حق السيادة، ولا يجوز قصفه من جيرانه. الأمر ذاته ينطبق على إيران واليمن ولبنان".
ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة "بحماية الأقلية الدرزية"، وسعت إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة عبر شنّ هجمات متكررة تحت هذه الذريعة، رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد.
وطالبت كاتالا بتدخل أوروبي وأميركي لوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- عبر فرض عقوبات مالية ودبلوماسية، مؤكدة أن " القانون الدولي يجري انتهاكه بوحشية، والعالم يلتزم الصمت".
وشددت النائبة الفرنسية على أن فشل الناشطين في هذه المهمة لا يعني النهاية، قائلة: "إذا لم ننجح، فسنواصل إرسال السفن حتى كسر هذا الحصار".
أسطول مكرس للأطفال
بدوره، قال الطبيب الكندي يي بينغ جي، وهو طبيب عام وباحث في الصحة العامة، إنه يشارك في رحلة سفينة "حنظلة" لإيصال أطراف اصطناعية للأطفال في قطاع غزة.
وأضاف أن "أسطول الحرية مكرّس لأطفال غزة؛ فالقطاع يسجل أعلى نسبة في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف مقارنة بعدد السكان، ونحو 4 آلاف طفل بحاجة إلى أطراف اصطناعية".
وأوضح أن هذه الأرقام تستند إلى بيانات الأمم المتحدة ، لكنها على الأرجح "تقديرات أقل من الواقع"، مشيرا إلى أن الحاجة كبيرة في غزة للأدوية والغذاء والمياه.
ووفق آخر إحصائيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي، فإن مجموع حالات البتر في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت 4 آلاف و700 حالة بينهم 18% من الأطفال.
إعلان
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ "إن أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيّرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطرة في الأطراف تراوح بين 13 ألفا و17 ألفا".
وتابع الطبيب الكندي قائلا إن مهمة أسطول الحرية "لا تقتصر على إيصال الغذاء أو الأطراف الاصطناعية، بل هي أيضا تعبير سياسي عن التضامن، نحن هنا دعما لحق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير والحياة".
"أسوأ من الهولوكوست"
من جهتها، وصفت الناشطة النرويجية فيدغيس بيورفاند (70 عاما) ما يحدث في قطاع غزة بأنه "أسوأ من الهولوكوست".
وتابعت "لا أجد كلمات للتعبير عن حجم المأساة، لكننا هنا لتأكيد وقوفنا إلى جانب شعب غزة".
وعن مشاركتها في "أسطول الحرية"، قالت: "أشارك الآن على متن سفينة حنظلة من أجل كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة وإيصال المساعدات وكشف جرائم الاحتلال".
وأشارت إلى أنها دعمت مهمات سابقة لأسطول الحرية، وأردفت "نحن ذاهبون إلى غزة وسننجح في الوصول إليها".
ولدى سؤالها عن رسالتها للأوروبيين، قالت: "انهضوا، ارفعوا أصواتكم، وافعلوا ما يمكنكم من أجل شعب غزة. ما يجري مأساة كبرى وإبادة جماعية، الأطفال يموتون جوعا. ما يحدث يفوق الوصف".
ومنذ 2 مارس/آذار 2025 تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، وذلك تسبب في تفشي المجاعة في القطاع.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 29 دقائق
- الجزيرة
بريطانيا تهدد إسرائيل.. تحول حقيقي أم مجرد رسائل إعلامية؟
رغم أن الحرب على قطاع غزة مستمرة بنفس الوتيرة تقريبا منذ أكثر من 21 شهرا، غير أن بريطانيا شددت هذه المرة من لهجتها إزاء إسرائيل ، وهددت على لسان وزير خارجيتها ديفيد لامي بفرض عقوبات إضافية عليها إذا تقاعست عن التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة. فهل يمثل هذا التصعيد تحوّلا حقيقيا في السياسة البريطانية تجاه إسرائيل أم مجرد رسائل إعلامية لاحتواء الضغوط الحالية؟ وقال لامي إن بلاده ستفرض عقوبات إضافية على إسرائيل إذا لم تنته المعاناة التي يـشاهدونها بأعينهم على حد تعبيره، مضيفا أنه يشعر بـ"الفزع" و"الاشمئزاز" من أفعال إسرائيل في قطاع غزة. وتأتي تصريحات الوزير في وقت تشتد فيه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، بعد أن أطبقت الحصار المفروض عليهم وبدأ الجوع يفتك بحياة الكثير منهم، مهددا حياة أكثر من مليوني شخص، فيما تواصل طائراتها وجنودها قصف الغزيين جوا وبرا. ويطرح تصريح الوزير البريطاني -الذي لم يحدد طبيعة العقوبات التي يمكن أن تفرضها لندن على إسرائيل- تساؤلات حول مدى استعداد بلاده لترجمة موقفها إلى خطوات عملية، وما إذا كانت واشنطن ستسمح بتمرير أي إجراء ضد إسرائيل. ويرى الفلسطينيون أن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل تحدث بتواطؤ مع الولايات المتحدة الأميركية ومع الدول التي لا تزال تزود الاحتلال بالأسلحة وبالدعم السياسي والدبلوماسي، ولم تردعه ليوقف مجازره. ورغم المظاهرات الشعبية المتواصلة في لندن ضد الحرب في قطاع غزة، والخطابات القوية التي يصدرها بعض السياسيين بشأن رفضهم لهذه الحرب، فإن الموقف الرسمي لا يزال ضعيفا ولم يرقَ لمستوى منع إسرائيل من الاستمرار في الحرب، كما يرى مدير "مجلس التفاهم العربي البريطاني"، كريس دويل في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر". ولا تستخدم الحكومة البريطانية أوراق الضغط التي يمكنها أن تردع بها إسرائيل، ربما -كما يرجح دويل- لحسابات سياسية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وأخذا في الاعتبار العلاقات البريطانية الأميركية. ويمكن للحكومة البريطانية لو رغبت في اتخاذ إجراءات عملية ضد إسرائيل أن تعلق اتفاقية التجارة الحرة، وتفرض عليها عقوبات تجارية واقتصادية، وتقول: كفى للإبادة في غزة، وفق مدير "مجلس التفاهم العربي البريطاني". وكانت الحكومة البريطانية فرضت عقوبات على وزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين، إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريتش ، كما أوقفت مؤقتا محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل. أوراق ضغط ويرى محللون ومراقبون أن أي إجراء تتخذه بريطانيا ضد إسرائيل لن يؤثر على السلوك الإسرائيلي، ما لم يقرَن بخطوات عملية ويمسّ قضية السلاح، وهو ما يشير إليه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور حسني عبيدي، الذي يقول إن هناك تغيرا في اللهجة الأوروبية عموما إزاء إسرائيل، لكن المواقف لا تزال غير مؤثرة، لأن الدول الأوروبية وخاصة الفاعلة منها لا تستعمل الأدوات الرادعة مثل العقوبات التجارية والاقتصادية. وفي وقت سابق دعت بريطانيا و25 دولة أخرى في بيان مشترك إلى إنهاء الحرب في غزة فورًا، واستنكر البيان التوزيع البطيء للمساعدات والقتل غير الإنساني للمدنيين بمن فيهم الأطفال الذين يسعون لتلبية أبسط احتياجاتهم من الماء والغذاء. وتنظر إسرائيل بقلق لمواقف بعض الدول الأوروبية الرافضة لحرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، لكنها تعلم -كما يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين- أنه ما دامت واشنطن إلى جانبها ولم تصدر إجراءات عقابية ضدها في موضوع السلاح، فلا يوجد شيء يرغمها على إيقاف حربها على الغزيين. كما لا تأبه إسرائيل للانتقادات الموجهة ضدها، طالما الجارة الأهم والأكبر، وهي مصر "لا وزن ولا صوت لها" فيما يحدث بغزة، وفق جبارين. وفي ظل استمرار الحرب على غزة، تتزايد الدعوات في بريطانيا وأوروبا إلى تبني مقاربات أكثر صرامة تجاه التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، خصوصا من المؤسسات التي ترفع شعارات أخلاقية أو تعاونية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
يتدافعون على طبق "شوربة".. المجاعة تطبق على أهل غزة
أصبحت المجاعة واقعا حقيقيا يعيشه سكان قطاع غزة، وبينما تواصل إسرائيل رفض إدخال أي مساعدات لأكثر من مليوني إنسان تؤكد التقارير الدولية أنهم يواجهون خطر الموت جوعا. ومع مواصلة منع المساعدات، أصبح آلاف الفلسطينيين يتزاحمون بالساعات من أجل الحصول على طبق من الشوربة (الحساء) لسد جوعهم، فيما يخاطر آخرون بحياتهم لإحضار بعض الطعام من المنطقة التي حددتها إسرائيل حيث تطلق قوات الاحتلال الرصاص عشوائيا على الناس. ونقل مراسل الجزيرة أنس الشريف صورا تظهر عشرات الغزيين غالبيتهم من الأطفال يتجمعون من أجل الحصول على كميات قليلة جدا من الحساء، بعدما أصبح سوء التغذية سببا للموت في القطاع. ومع ندرة الطعام وتفاقم الجوع، أصبح الناس يتدافعون للحصول على كميات شحيحة من الطعام الذي قال أحدهم إنه ليس إلا مياها ساخنة. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 15 وفاة، بينهم 4 أطفال، بسبب المجاعة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد من قضوا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 101 بينهم 80 طفلا. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -خلال جلسة لمجلس الأمن – إن ما يحدث في غزة من موت ودمار لا مثيل لهما يدعو للفزع، وإن المجاعة تطرق كل الأبواب بالقطاع. كما قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس -في مقابلة مع الجزيرة- إن على العالم وضع حد لما تقوم به إسرائيل ، مؤكدا مسؤوليتها عن منع المساعدات وسعيها لتهجير السكان.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مسؤول أمني إسرائيلي سابق: جيشنا عاجز عن النصر في غزة
دعا المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، إيهود ياتوم، إلى وقف الحرب في قطاع غزة فورا، متهما حكومة بنيامين نتنياهو بأنها تقود إسرائيل إلى منحدر خطير، وتعاني من العجز السياسي والتخلي الأخلاقي عن الجنود والمخطوفين، في ظل إدارة وصفها بـ"الفاشلة والمنهارة أخلاقيا". عاجزون عن النصر وقال ياتوم، وهو نائب سابق في الكنيست وقيادي أمني خدم في وحدة "قيساريا" بجهاز الموساد ، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إن "اليأس لم يعد حكرا على عائلات الأسرى أو الجنود القتلى والجرحى، بل أصبح شعور غالبية الإسرائيليين الذين يراقبون حكومة التخلف عن السداد ولا يفهمون ما الذي يجري". ووصف ياتوم الحرب في غزة بأنها "غير ضرورية"، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يخوض مواجهة ضد "عدو يشن حرب عصابات"، معتبرا أن "الوسائل العسكرية عاجزة عن تحقيق النصر ضد حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي". وقال في هذا الصدد "حتى الجيش الإسرائيلي، وهو من أفضل الجيوش في العالم، لا يستطيع هزيمة عدو لدود وقاسٍ يشن حرب عصابات ضده" متسائلا "أليس من الواضح أن هذه الحرب لا طائل منها؟". وتابع "بعد 20 شهرا من القتال، ما زلنا نخوض في وحل غزة، ونرسل جنودنا إلى حرب نتائجها السلبية معروفة مسبقا، وكأننا لا نعرف أن جنودا يسقطون ويصابون يوميا، وبعضهم ينتحر بسبب معاناتهم النفسية". وانتقد المسؤول الأمني السابق بشدة انشغال الحكومة الإسرائيلية بما سماه "الانقلاب على النظام"، ومن ذلك سعيها لتمرير قانون يعفي الحريديم (اليهود الأرثوذكس المتشددين) من الخدمة العسكرية، في وقت تعاني فيه إسرائيل من نقص حاد في القوى البشرية بالجيش. وتساءل قائلا: "يصعب علي أن أفهم كيف لا يدرك قادة الأحزاب الدينية والسياسية الأرثوذكسية المتشددة خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، من حيث النقص في الجنود والمخاطر الأمنية التي تهدد استقلالنا من كل الاتجاهات". وأضاف "لا أستطيع أن أفهم زعيم الحكومة الذي يروّج لهذا القانون غير الأخلاقي والمعادي للروح القومية، ولا أعضاء الكنيست الذين يمدون أيديهم لسن هذا القانون الفاسد". وقف الحرب واتهم ياتوم حكومة نتنياهو بأنها منشغلة بتصفية الحسابات الداخلية، وتفكيك مؤسسات الدولة، بدل التركيز على المصالح الأمنية والإستراتيجية. وأشار إلى استقالة رئيس الشاباك رونين بار ، ومحاولة إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، والضغط على رئيس هيئة الأركان السابق هرتسي هاليفي والحالي إيال زمير، قائلا: "كيف يمكن لجنودنا في الخدمة النظامية والاحتياطية أن يشعروا بالأمان أو بالدعم، وهم يرون الفوضى السياسية التي تتخبط فيها القيادة؟". وأضاف: "الجنود فقدوا أعمالهم، وتعطلت دراستهم، وتفككت أسرهم. كيف نشرح لهم كل هذا الجنون السياسي؟ للأسف، ليست لدي أي إجابات". وبنبرة محبطة، تساءل المسؤول المني السابق عن غياب أي تحرك جاد للمحاسبة السياسية، قائلا "لماذا لم تُشكّل حتى الآن لجنة تحقيق وطنية؟ لماذا وحدهم رؤساء الأجهزة الأمنية قبلوا المسؤولية واستقالوا، بينما لم يتحرك أحد من السياسيين؟". وأكد أن "الجيش والشاباك لديهما قادة يتحملون المسؤولية ويتصرفون بأمانة وشجاعة، لكن على العكس تماما، فإن المستوى السياسي يرفض استخلاص النتائج أو تحمّل تبعات الإخفاقات". واختتم ياتوم مقاله بدعوة مباشرة إلى وقف الحرب وسحب القوات من غزة، مع إبرام صفقة فورية عبر الوسطاء لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. وقال "الآن يجب على رئيس الوزراء اتخاذ القرار، وعليه أن يوقف الحرب فورا، ويسحب القوات، ويعيد جميع الأسرى الخمسين إلى ديارهم دفعة واحدة، مقابل كل ما يُطلب في المفاوضات، حتى لو كان الثمن كبيرا". وشدد على أن "لا ثمن يعلو على عودة الأسرى، الذين تخلّت عنهم الدولة"، داعيا إلى الاعتراف بالفشل وإنهاء الحرب قبل فوات الأوان.