logo
تغيّر المناح يفاقم أزمة الجراد في العالم وباحثون يطرحون حلولا

تغيّر المناح يفاقم أزمة الجراد في العالم وباحثون يطرحون حلولا

الجزيرة١٦-٠٦-٢٠٢٥

يُسبب تفشي الجراد خسائر فادحة بالمحاصيل الزراعية، ويؤثر على ربع سكان العالم اليوم، ويتوقع العلماء أن الوضع سيتفاقم مع تغير المناخ، ويقترحون سبلا لمكافحة الظاهرة تدمج معارف المجتمعات المحلية والتكنولوجيا، كما في ورقة بحثية جديدة.
ويُعَد الجراد نوعا من أنواع حشرات الجنادب التي تتبع فصيلة مستقيمات الأجنحة، التي قد تتحول في ظل ظروف بيئية معينة من جراد منفرد إلى أسراب ضخمة متحركة، تستطيع قطع مسافات شاسعة، مُدمرةً المحاصيل على طول الطريق، ويوجد ما يزيد على 20 ألف نوع من الجراد في العالم.
ويصف مؤلفو البحث -الذي نُشر في مجلة "نيتشر"- الجراد الصحراوي بكونه من بين "أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم".
ويستطيع سرب واحد يتكون من عشرات الملايين أن يجوب مساحة 1200 كيلومتر مربع، ويمكن أن يحتوي الكيلومتر المربع الواحد من أسراب الجراد الصحراوي ما يصل إلى 80 مليونا من الجراد.
ويستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35 ألف شخص، وهدد تفشي الجراد الصحراوي عام 2020 في شرق أفريقيا أكثر من 20 مليون شخص بخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ومن المتوقع أن يُفاقم تغير المناخ تفشي الجراد، كما كتب المؤلفون، مستشهدين بدراسات تُظهر كيف أن الأعاصير المدارية والأمطار الغزيرة وما ينتج عنها من تربة دافئة ورطبة قد تسببت في تفشي الجراد الصحراوي عدة مرات مؤخرا.
إعلان
ويضيف المؤلفون أن ظاهرة انتشار الجراد خطيرة، "ومع ذلك، لا يزال هذا الأمر غير مُدرج ضمن الأولويات في مجال المناخ". كما أن مكافحته بالمبيدات الكيميائية تطرح إشكالات بيئية وصحية كثيرة.
وحسب الدراسة، يُعدّ الكشف المبكر أمرا بالغ الأهمية في الاستجابة لتفشي الجراد والحد من الخسائر، ومع ذلك، يضيف المؤلفون أن مناطق مثل شرق أفريقيا تواجه تحديات في الكشف المبكر بسبب بُعدها وصعوبة الوصول إليها والصراعات الناشبة فيها.
أهمية الإنذار المبكر
تمتلك منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) نظام مراقبة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لرصد غزوات الجراد ومواقع تكاثره، باستخدام صور الأقمار الصناعية، وبيانات الجراد، والطقس، والبيانات البيئية من المناطق المتضررة.
وأشار البحث إلى أن التحقق من البيانات من خلال القياسات والملاحظات الأرضية لا يزال يمثل تحديا كبيرا، نظرا لتكاثر الجراد في المناطق النائية، "التي أصبح الكثير منها غير آمن لإجراء المسوحات الأرضية بشكل متزايد".
ولاستكمال إجراءات الكشف المبكر الحالية، يُدرك الباحثون الدور المهم للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، الذين طوروا ممارسات مبنية على معارف محلية راسخة منذ أجيال بشأن الصحة البيئية لأراضيهم، وأنماط الطقس، والجراد الصحراوي، بما في ذلك توقيت حدوث "عمليات الغزو"، وسلوك الأسراب.
وتشير الدراسة إلى أنه خلال تفشي الجراد بشرق أفريقيا في الفترة 2020-2021، ساهمت ملاحظات المجتمعات المحلية في المناطق النائية بنظام الإنذار المبكر لتنبيه الدول.
ويؤكد المؤلفون أن هذه المجتمعات المحلية من بين الأكثر عرضة لأزمات الجراد، ولذلك ينبغي مساعدتها من خلال تدريبها على استخدام تقنيات وتطبيقات المراسلة الفورية ومنصات جمع البيانات مثل "إيرث رنجر" (EarthRanger) و"إيلوكوست" (eLocust)، وهما أداتان رقميتان تستعملهما منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لرصد تفشي الجراد.
وتتيح "إيلوكوست" نقل الملاحظات الميدانية في الوقت الفعلي من المناطق النائية التي تفتقر إلى تغطية الشبكة، ويضيفون أنه يمكن أيضا تعزيز هذه الخدمة والأنظمة الأخرى بالذكاء الاصطناعي، الذي يدمج المعلومات المجمعة محليا مع بيانات الأقمار الصناعية والطقس للتنبؤ بتكاثر الجراد وحركة أسرابه.
ولمكافحة أسراب الجراد، يُحذّر الباحثون من الاعتماد على الرش الجوي أو الاستخدام الشامل للمبيدات الحشرية الكيميائية. وعوضا عن ذلك، يُشددون على تكثيف استخدام المبيدات الحيوية الصديقة للبيئة والممارسات الآمنة بيئيا للحد من الأضرار أو الآثار الجانبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أول مسح مستقل للوفيات بغزة يفيد باستشهاد نحو 84 ألف شخص
أول مسح مستقل للوفيات بغزة يفيد باستشهاد نحو 84 ألف شخص

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

أول مسح مستقل للوفيات بغزة يفيد باستشهاد نحو 84 ألف شخص

قدر أول مسح مستقل لعدد الشهداء في قطاع غزة أن حوالي 84 ألف شخص استشهدوا ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأوائل يناير/كانون الثاني 2025 نتيجة لحرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. وأفادت الدراسة، التي نُشرت على خادم ما قبل الطباعة medRxiv الأسبوع الماضي، أن أكثر من نصف الشهداء كانوا من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 عاما، أو الأطفال أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما. ومنذ بداية الحرب، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة هي المؤسسة الرئيسية التي تحصي الوفيات في المنطقة، حيث كانت تنشر بانتظام قوائم مفصلة للأشخاص الذين استشهدوا. وأفادت أحدث الإحصاءات، في 25 يونيو/حزيران، عن وقوع 56 ألفا و200 شهيد. ومع ذلك، شكك البعض في موثوقية أرقام الوزارة والدراسات التي تستند إليها، خاصة مع تطور الحرب وتضرر المراكز الطبية التي تعتمد عليها الوزارة في الحصول على بيانات الوفيات. ولا تستند أحدث الأرقام إلى بيانات الوزارة، ولكنها قد تكون غير دقيقة نظرا لصعوبة إحصاء عدد الوفيات في منطقة حرب. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام مشابهة لتلك التي أعلنها فريق بحثي آخر في وقت سابق من هذا العام، الذي استخدم طريقة إحصاء مختلفة، وفقاً لباتريك بول، الإحصائي ومدير الأبحاث في منظمة "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان" غير الربحية في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا. مسح مستقل ولإجراء مسح مستقل للوفيات، عمل الباحثون مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية غير الربحي في رام الله، لمسح عشوائي للأسر المختارة التي تمثل السكان في جميع أنحاء قطاع غزة. وشمل ذلك الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة وخيام. ولم يتمكن فريق المسح من دخول شمال غزة أو مدينة غزة أو رفح بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وأوامر الإخلاء، لكن العديد من الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق نزحوا إلى المناطق التي شملها المسح. وعلى مدار أسبوع، بدءا من 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، زار فريق المسح ألفي أسرة وأجرى مقابلات مع البالغين. وطُلب من المشاركين في الاستطلاع، الذين تم منحهم حق إخفاء هوياتهم، أن يذكروا عدد الأفراد في أسرهم في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأي أطفال ولدوا منذ ذلك الحين، ثم الإبلاغ عن مصير جميع أفراد الأسرة الآن وما إذا كانوا على قيد الحياة أو أمواتا أو مفقودين. وبالنسبة لأولئك الذين استشهدوا، طُلب من المشاركين في الاستطلاع تحديد ما إذا كانوا قد استشهدوا لأسباب عنيفة أو غير عنيفة. ويقول بول، الذي وجد أنه من غير العادي أن يتمكن الفريق من إجراء مثل هذا المسح المفصل وسط حرب إبادة: "إن قوة هذا العمل تأتي من العمل الميداني". الوفيات العنيفة وغير العنيفة يقدر الباحثون أنه في الأشهر الـ15 التي سبقت الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي، كان هناك ما يقرب من 75 ألفا و200 حالة وفاة عنيفة في غزة. كما توفي 8540 شخصا لأسباب غير عنيفة نتيجة للحرب. لكن قد يكون هناك المزيد من الوفيات غير العنيفة منذ إجراء المسح، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة مايكل سباغات، الباحث الاقتصادي في كلية رويال هولواي بجامعة لندن، في إيغهام. وكانت الحالة الصحية للفلسطينيين ووصولهم إلى الرعاية الصحية جيدا قبل الحرب، لكن هذا من المحتمل أن يكون قد تغير مع استمرار الحرب كما تقول المؤلفة المشاركة ديباراتي غوها-سابير، عالمة الأوبئة المتخصصة في النزاعات المدنية في جامعة لوفان البلجيكية. ويقول ليث جمال أبو رشاد، عالم الأوبئة المتخصص في الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب في قطر بالدوحة، إنه رغم مرور 6 أشهر على إجراء المسح، فإن "ذلك لا يقلل من أهميته، بل على العكس من ذلك، لا يزال في وقته المناسب، حيث تستمر الأزمة وقد اشتدت حدتها على الأرجح على مدى الأشهر الثلاثة الماضية". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل -بدعم أميركي- شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 186 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض. وانتهى وقف إطلاق النار الذي دام شهرين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في 18 مارس/آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين، تضررت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات، بشدة في قطاع غزة، وتم تهجير مئات الآلاف من منازلهم، وتم تقييد المساعدات الإنسانية. ويتوافق الإحصاء الأخير مع التقدير الذي أورده فريق بحثي آخر في وقت سابق من هذا العام، الذي أشار إلى تقدير 64 ألفا و260 حالة وفاة عنيفة بحلول نهاية يونيو/حزيران 2024.

65 بلدا في "المنطقة الحمراء" للمناخ بينها دولتان أوروبيتان
65 بلدا في "المنطقة الحمراء" للمناخ بينها دولتان أوروبيتان

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

65 بلدا في "المنطقة الحمراء" للمناخ بينها دولتان أوروبيتان

كشف مؤشر جديد عن قائمة الدول الأكثر عرضة ل صدمات المناخ ، مؤكدا أن أكثر من ملياري شخص يعيشون في بلدان "المنطقة الحمراء"، حيث يرتفع خطر الكوارث المناخية، في حين تقل فرص الوصول إلى التمويل اللازم للتكيف مع هذه الأزمات، وفق موقع " يورو نيوز". ووفقا للمؤشر، الذي طورته كلية كولومبيا للمناخ في الولايات المتحدة بدعم من مؤسسة روكفلر، تضم القائمة 65 دولة، ثلثاها في أفريقيا، وبينها دولتان أوروبيتان هما أوكرانيا وقبرص. ويحمل المؤشر اسم "هشاشة التمويل المناخي" [سي آي آي إف] (ClIF)، ويهدف إلى تقديم تقييمات أكثر دقة وشمولا للمخاطر المناخية، بما يساعد في توجيه المساعدات إلى الدول بأمسّ الحاجة إليها. الديون والهشاشة المناخية يقول مدير المركز الوطني للاستعداد للكوارث في كلية كولومبيا للمناخ جيف شليغلملش إن "صدمات المناخ أصبحت أكثر تكرارا وصعوبة، لكن العديد من الدول التي تواجه أكبر المخاطر تعاني في الوقت نفسه من أعباء ديون ضخمة، مما يقيّد قدرتها على الوصول إلى الأسواق المالية". وتشهد موجات الحر والفيضانات والأعاصير والجفاف وغيرها من الكوارث المناخية تصاعدا مستمرا بفعل الاحترار العالمي. ووفق تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي، قد تؤدي هذه الكوارث إلى أكثر من 14.5 مليون وفاة، وخسائر اقتصادية عالمية بقيمة 12.5 تريليون دولار بحلول عام 2050. وفي المقابل، يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الفجوة السنوية في تمويل التكيف مع المناخ قد تصل إلى 387 مليار دولار، وهو المبلغ اللازم لتأمين استجابة فعالة لتغير المناخ على مستوى العالم. ويرى الباحثون أن ارتفاع تكاليف الاقتراض وصعوبة الحصول على التمويل يُبقيان العديد من الدول في دوامة الاستجابة للكوارث والتعافي منها من دون القدرة على المضي قدما في مسار التخفيف والتكيف الطويل الأجل. ويؤكد شليغلملش أن "نماذج المساعدات التقليدية التي تعتمد على نصيب الفرد من الناتج المحلي أو مستوى الدخل، لم تعد كافية لقياس المخاطر المناخية المعقدة والمتزايدة". لماذا قبرص وأوكرانيا؟ تُهيمن الدول الأفريقية جنوب الصحراء على "المنطقة الحمراء"، مع 43 بلدا من أصل 65 تعاني من تقاطع بين هشاشة مناخية واقتصادية، بينها أنغولا وبوروندي وغامبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان وزامبيا وغيرها. ويُجري المؤشر أربعة توقعات لكل دولة استنادا إلى سيناريوهات مناخية متفائلة ومتشائمة، وأفق زمني يمتد حتى عامي 2050 و2080. وتأتي عشر دول أفريقية في أسفل القائمة في جميع السيناريوهات. أما إدراج أوكرانيا وقبرص في القائمة الحمراء فيعود إلى عوامل غير مناخية أيضا، بحسب القائمين على المؤشر، مثل الزلازل في قبرص، والنزاع المسلح في أوكرانيا، مما يؤثر على البنية التحتية لإدارة الكوارث ونظم التكيف مع المناخ والقدرة على تمويل الاستجابة للأزمات. من الأفضل استعدادا؟ في المقابل، تضم قائمة الدول الأفضل تجهيزا للتعامل مع صدمات المناخ عددا كبيرا من البلدان الأوروبية والأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بينها الدانمارك والسويد والنرويج وسويسرا وإستونيا، إضافة إلى كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. ويقول إريك بيلوفيسكي نائب رئيس مؤسسة روكفلر لشؤون التعافي الاقتصادي العالمي، إن هذا المؤشر يُعد "أداة مهمة لفتح نقاش أوسع"، خصوصا قبيل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المزمع عقده في إشبيلية الأسبوع المقبل. ويضيف أنه "من خلال استخدام هذا المؤشر، يستطيع المانحون توجيه دعمهم نحو الدول التي تقف على حافة كارثة مناخية وتحتاج إلى تدخل عاجل".

اكتشاف أفاعي سامة تساعد الإنسان في الحفاظ على البيئة
اكتشاف أفاعي سامة تساعد الإنسان في الحفاظ على البيئة

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

اكتشاف أفاعي سامة تساعد الإنسان في الحفاظ على البيئة

قد تكون الأفاعي عدوا مخيفا جدا للإنسان، إلا أن دراسة حديثة نشرت في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" كشفت عن دور إيجابي تقوم به الأفاعي المنتفخة وهي من أكثر الثعابين انتشارا في أفريقيا، حيث تلتهم هذه الأفاعي القوارض الزائدة التي تهدد الإنتاج الزراعي في القارة الأفريقية مما يؤدي إلى الحفاظ على البيئة، ويجعل هذه الأفاعي صديقا مثاليا للمزارعين الذين يواجهون خطر تدمير محاصيلهم. وتتفشى القوارض بكثرة خلال سنوات هطول الأمطار الغزيرة وتسبب أضرارًا بالملايين للمحاصيل سنويًا، ولكن الحفاظ على أعداد صحية من الأفاعي المنتفخة يمكن أن يُقلل بشكل كبير من هذه الخسائر دون الحاجة إلى تدخلات كيميائية مكلفة وغير صديقة للبيئة. ثعبان كبير نسبيا الأفعى المنتفخة هي ثعبان كبير الحجم نسبيا وممتلئ الجسم، و يمكن أن يصل طول الثعبان المنتفخ إلى 1.5 متر، إلا أن معظم الثعابين المنتفخة لا يزيد طولها عن متر واحد وتزن ما بين 4.5 و6.8 كيلوغرامات. وسُميت هذه الأفعى بهذا الاسم لميلها إلى نفخ جسمها بالهواء والهسهسة بصوت عالٍ عند الشعور بالتهديد، وذلك لثني الحيوانات المفترسة عن مهاجمتها. وتوجد هذه الأفعى في مناطق مختلفة من أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول البروفيسور غراهام ألكسندر أستاذ علم الزواحف في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا والباحث الرئيسي في الدراسة إن "الأفعى المنتفخة البالغة تستطيع التهام عشرة قوارض بحجم الفأر بسهولة في جلسة واحدة، بينما لا تستطيع سوى التهام اثنين فقط من القوارض الكبيرة في جلسة واحدة". ويقول ألكسندر إنه عند زيادة أعداد الفرائس تحدث استجابة من المفترسات، حيث ترتفع قدرتها الوظيفية على الاستهلاك، ويمكن لذلك أن يمتلك تأثيرا إيجابيا على استقرار النظم البيئية لأنه يعمل على تقليل الفرائس. ونظرًا لكون الثعابين من ذوات الدم البارد، فقد كان يُعتقد أنها تمتلك معدل أيض بطيئًا وهضمًا بطيئًا. وبالتالي استجابة وظيفية محدودة. ولكن تبين أنها قادرة على زيادة الاستهلاك لفترات طويلة أكثر بكثير من الحيوانات المفترسة الثديية. وغالبًا ما تكون وفرة الثعابين أعلى بكثير من الحيوانات المفترسة الثديية، لذا فإن لديها القدرة على إحداث تأثير استقراري في أعداد القوارض. شريك للمزارع ويوضح ألكسندر أيضا أن الأفاعي المنتفخة شديدة السمية، ومسؤولة عن نسبة كبيرة من لدغات الثعابين للبشر في جنوب أفريقيا وربما في أفريقيا ككل. وبحسب الدراسة، فإن قدرة الأفاعي المنتفخة على زيادة الاستهلاك فوق مستويات الأيض تتفوق بشكل كبير على الحيوانات المفترسة الثديية مثل ابن عرس والوشق. حيث تستطيع الأفاعي المنتفخة زيادة استهلاكها من الفرائس عند تفشيها بمقدار 12 ضعف احتياجاتها الغذائية المعتادة. ويمكن لهذه الأفاعي البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى عامين بدون طعام بعد فترات من التغذية الوفيرة. وتغير هذه الدراسة النظرة التقليدية للثعابين كآفة زراعية، وتعتبرها شريكا مفيدا للمزارع وعنصرًا أساسيًا في إستراتيجيات مكافحة الآفات يضمن صحة النظام البيئي والإنتاجية الزراعية في جميع أنحاء أفريقيا. وتوصي الدراسة بضرورة تضمين استخدام هذه الأفاعي في إستراتيجيات مكافحة الآفات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store