
كيف يتجاوز الوسطاء «جمود» مفاوضات الهدنة في غزة؟
وفي ظل ذلك الجمود، اشترطت «حماس» الانخراط في المفاوضات حال انتهت الأزمة الإنسانية، فيما يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن التعثر الحالي لن ينهي إلا بمقترح وسط جديد، في ظل تمسك كل طرف بشروطه، مع مرونة من إسرائيل في عدم التمسك بالبقاء في مناطق واسعة بغزة، وإلا ستهدد أي محادثات جديدة، ولن تصل إلى نتائج، في ظل عدم اهتمام أميركي حالياً بعودة المفاوضات بشكل يقود لاتفاق قريب.
وزار ويتكوف، وسفير واشنطن لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة في قطاع غزة، الجمعة، بحسب ما كتب هاكابي على منصة «إكس»، وذلك غداة لقاء المبعوث الأميركي مع نتنياهو عقب يوم من إرسال إسرائيل ردّاً على أحدث التعديلات التي أدخلتها «حماس» على مقترحٍ ينصّ على تطبيق هدنة 60 يوماً وإطلاق سراح رهائن مقابل سُجناء فلسطينيين.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، بعد الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو، إن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح «حماس» وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح، وفق ما نقلته «رويترز».
ولم يذكر المسؤول تفصيلاً طبيعة هذه الخطة، لكن ينظر إليها على أنها تحول من السعي إلى هدنة محدودة إلى اتفاق أشمل، لكنه أشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على زيادة المساعدات الإنسانية مع استمرار القتال في غزة.
وأعلن البيت الأبيض أن ويتكوف زار غزة، الجمعة، لتفقد عملية تسليم المساعدات الغذائية، بينما يعمل على وضع خطة نهائية لتسريع عمليات تسليم الإمدادات إلى القطاع.
ومنذ إعلان واشنطن ومكتب نتنياهو الانسحاب من مفاوضات الدوحة بهدف «التشاور»، في 24 يوليو (تموز) الماضي، توالت الأحاديث الأميركية والإسرائيلية، على مدار 6 أيام، عن خطط «بديلة» يتعلق أحدثها باحتلال أراضٍ جديدة في غزة حالَ فشلت المفاوضات، بخلاف التلويح باغتيالات لقادة «حماس» أو مُلاحقاتهم بالعقوبات المالية.
امرأة فلسطينية تحمل كيس مساعدات على رأسها جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن زيارة ويتكوف تشي بأن موضوع المساعدات سيكون أولوية لدى واشنطن الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هذا التوجه الأميركي بزيادة المساعدات يتماشى مع توجه إسرائيلي بعدم الانسحاب من المناطق الواسعة التي يوجد بها في غزة، وهذا يزيد من جمود المفاوضات.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن «زيارة ويتكوف تحمل مؤشرات خطيرة؛ إذ يُنظر إليها كتحول في دور الولايات المتحدة من إدارة غير مباشرة للحرب، عبر هندسة الجوع، إلى إدارة مباشرة لها، وجاءت هذه الزيارة بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من الحرب، ما دفع واشنطن إلى التدخل بشكل مباشر».
وبرأي المدهون، فإن «ما يجري هو لعبة ألفاظ، لا أكثر، ولا يبدو أن هناك اتفاقاً حقيقياً في الأفق، لكن هناك تغيراً في أسلوب التفكير، وربما استعداد لمناورات عسكرية وسط مخاوف حقيقية من أن يُقدِم الاحتلال على عملية عسكرية مفاجئة بهدف تحرير بعض الأسرى بالقوة».
غير أن المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، يرى أن التصريحات التي تتوالى مع زيارة ويتكوف تقول إنه يمكن الذهاب لكسر الجمود بهدنة مدتها أكبر أو بدء حديث عن اتفاق شامل مقابل إطلاق سراح كل الرهائن، وليس البعض، مستدركاً: «لكن طرح نزع سلاح (حماس) على طاولة تلك المحادثات سيعرقلها مجدداً».
بالمقابل، اشترطت «حماس» إنهاء الأزمة الإنسانية للانخراط مجدداً في المحادثات. وقالت، في بيان، الخميس: «تؤكد الحركة جاهزيتها للانخراط الفوري في المفاوضات مجدّداً حال وصول المساعدات إلى مستحقّيها وإنهاء الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة». وأكدت الحركة أن «استمرار المفاوضات في ظلّ التجويع يفقدها مضمونها وجدواها، خصوصاً بعدما انسحب الاحتلال الصهيوني المجرم من المفاوضات الأسبوع الماضي دون مبرّر، في الوقت الذي كنّا فيه على وشك التوصّل إلى اتفاق».
فتاة فلسطينية تحتضن جثمان والدتها المغطاة بالدماء بمخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
ووصف القيادي بحركة «حماس»، عزّت الرشق، في تصريحات صحافية، زيارة ويتكوف إلى غزة بأنها «عرض دعائي لاحتواء الغضب المتزايد من الشراكة الأميركية - الإسرائيلية في تجويع شعبنا في القطاع»، وذلك عقب حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أن أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة هو استسلام حركة «حماس» وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وكان الوفد المفاوض لـ«حماس» قد غادر الدوحة، الثلاثاء، متوجهاً إلى تركيا بهدف بحث «آخِر التطورات»، وفق ما أفاد مسؤول في الحركة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» آنذاك.
ولا يتوقع العرابي أن تجد المفاوضات انفراجة قريبة، في ظل تمسك كل طرف بشروط يضعها على طاولة المفاوضات، مؤكداً أن المرونة هي الطريق الأقصر للوصول لاتفاق.
ويتوقع الرقب أن يتجه الوسطاء لمناقشة وجود قوات دولية بغزة كحلّ وسط من أجل التغلب على صعوبات التوصل لاتفاق، وبما يؤمن اتفاقاً شاملاً قريباً حال اتجه الوسطاء لذلك الخيار المحتمل.
ويرى المدهون أن «الطريقة المثلى لكسر جمود المفاوضات من قِبل الوسطاء هي صياغة مقترح وسط، يجمع بين الرؤية الإسرائيلية والأميركية من جهة، والمطالب الفلسطينية من جهة أخرى، ثم طرحه بشكل علني ورسمي، مع إلزام الأطراف به، وخاصة الاحتلال الإسرائيلي و(حماس)». ويعتقد أن «الفجوة بين الطرفين ليست كبيرة، ويمكن الوصول إلى حالة وسط، إذا توفرت إرادة حقيقية. وحركة (حماس) تأخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار، وتضع السيناريو الأسوأ دائماً في حساباتها، وهي معنيّة بوقف الحرب، ومستعدة لإبرام صفقة شاملة، تشمل تحرير جميع الأسرى، مقابل وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية»، مستدركاً: «لكن في الوقت الراهن، من الصعب التكهّن بما إذا كنا نتجه نحو اتفاق، أم أننا أمام مرحلة من الضغط المتبادل».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 30 دقائق
- الشرق الأوسط
الجيش الإسرائيلي: الحرب في غزة لن تتوقف قبل إطلاق سراح الرهائن
حذَّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير من أن «المعركة ستستمر بلا هوادة» ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وكان يتحدث في أثناء تفقد قواته في القطاع. وقال في بيان عسكري تلقته «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت): «بتقديري، إننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة». وأضاف: «الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا»، معتبراً أن «الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات». وجاء في البيان أن زامير «قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع» الجمعة، في قطاع غزة، برفقة عدد من كبار ضباط الجيش. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (د.ب.أ) واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60332 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريباً أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها «حماس». كما قُتل 898 جندياً إسرائيلياً وفق الحصيلة الرسمية للجيش. وبعد نحو 22 شهراً من الحرب، يواجه القطاع خطر «مجاعة شاملة» حسب الأمم المتحدة؛ خصوصاً أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة ويعتمدون في شكل أساسي على المساعدات، يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مُحكم. وقال رئيس الأركان إن «الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة بشأن مجاعة مفتعلة، هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة، لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب». وأكد أن «حركة (حماس) هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم».

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
ويتكوف: لا نريد توسيع الحرب في غزة بل إنهاءها
كشف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ، عن أن غالبية سكان غزة يريدون إعادة الأسرى الإسرائيليين، وذلك بعدما زار أمس القطاع المحاصر برفقة السفير الأميركي في تل أبيب. "لا نصر إلا بعودة الرهائن" وأضاف ويتكوف بلقاء مع ممثلي عائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب السبت، ألا نصر بدون استعادة جميع الرهائن. كما زعم عدم وجود مجاعة بالقطاع المحاصر رغم كل تأكيدات المنظمات الدولية والإنسانية. وشدد على ألا أحد يريد توسيع الحرب في غزة، وأن الجميع يريد النهاية. جاء هذا بعدما وصل المبعوث الأميركي إلى ميدان "الرهائن" وسط تل أبيب، ظهر اليوم، وهتفت العائلات في استقباله بهتاف يدعو إلى إعادة الأسرى فوراً، وفق ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية. وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين حكومة بنيامين نتنياهو بضرورة إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع المحتجزين الـ 50 مقابل إنهاء الحرب. كما دعت خلال وقفة في تل أبيب رئيس الوزراء نتنياهو للارتقاء فوق الاعتبارات السياسية وإبرام صفقة لإعادة الرهائن. وكانت حركة حماس نشرت، الجمعة، شريط فيديو يحمل عنوان «يأكلون مما نأكل»، يظهر خلاله المحتجز أفيتار دافيد وهو نحيل ومتعب داخل نفق. ويبلغ إجمالي عدد الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس حوالي 50 شخصاً، بين أحياء وأموات. إلى ذلك، أفاد مصدر إسرائيلي بوجود 20 شخصاً على قيد الحياة بين الرهائن الإسرائيلين لدى حركة حماس في قطاع غزة، لعدم توفر معلومات مؤكدة عن مقتلهم. وقال المصدر لوكالة "تاس": "لا يتجاوز عددهم 20 شخصا، ولا توجد بيانات بشأن وفاتهم". طريق مسدود يذكر أن المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة، وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الخطوط التي ستنسحب إليها القوات الإسرائيلية. وفي 24 يوليو، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بسحب الوفد الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تُجرى منذ 6 يوليو مفاوضات تهدف إلى التسوية في قطاع غزة، وذلك على خلفية رد حركة "حماس" على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع. كما كان من المفترض في إطار المبادرة الأخيرة التي قُدمت خلال المفاوضات، أنه خلال فترة وقف إطلاق النار المتفق عليها والتي تستمر 60 يوما، تقوم حماس بتسليم الجانب الإسرائيلي 10 رهائن أحياء وجثث 18 رهينة قتلوا في غزة. في المقابل، كان من المتوقع أن تتعهد إسرائيل خلال هذه الفترة بإطلاق سراح 150 فلسطينيا يقضون أحكاما طويلة في السجون، بالإضافة إلى 1100 فلسطيني تم اعتقالهم في القطاع منذ بدء العملية الإسرائيلية في أكتوبر 2023. بينما زار ويتكوف إسرائيل قبل يومين للضغط من أجل إجراء مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب تدمير القطاع وتزايد المجاعة بين سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
غالبية الإسرائيليين يخشون عدم قدرتهم على السفر للخارج مع تزايد الغضب العالمي إزاء بلدهم
يخشى معظم الإسرائيليين من عدم قدرتهم على السفر إلى الخارج بسبب تزايد الانتقادات العالمية للدولة العبرية، وفقاً لاستطلاع رأي نُشر يوم الجمعة، ونقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وبثت القناة 12 استطلاع الرأي، حيث أجاب 56 في المائة من الإسرائيليين بأنهم يخشون عدم قدرتهم على السفر خارج البلاد، بسبب تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة. وفي المقابل، قال 40 في المائة من المشاركين إنهم لا يخشون حوادث السفر المحتملة، بينما قال 4 في المائة إنهم لا يعرفون كيف يجيبون. وفي الأسابيع الأخيرة، شهد السياح الإسرائيليون كثيراً من المواقف البارزة المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك هجمات واحتجاجات. وأشار استطلاع «القناة 12» أيضاً إلى أن 67 في المائة من المشاركين يشعرون بأن سياسات الحكومة لا تُمثل إرادتهم، بينما قال 29 في المائة فقط إن الحكومة تُمثلهم. وحتى بين ناخبي ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال 44 في المائة من المشاركين إن سياسات الحكومة لا تُمثل إرادتهم، مقارنةً بـ51 في المائة قالوا إنها تُمثلهم. وفيما يتعلق بالرهائن والحرب الإسرائيلية على غزة، قال 62 في المائة من المشاركين إن على الحكومة الدفع بصفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى في القطاع، بينما أيد 28 في المائة تكثيف العملية العسكرية واحتلال قطاع غزة بأكمله. وفي الوقت نفسه، أيد 4 في المائة فقط الدفع بصفقة جزئية للإفراج عن نحو نصف الأسرى الأحياء والقتلى، وهو الإطار الذي نوقش في المفاوضات خلال الأشهر القليلة الماضية. إضافةً إلى ذلك، عارض 49 في المائة من المشاركين إقامة مستوطنات في غزة، بينما أيد 36 في المائة الاستيطان، وأجاب 15 في المائة بأنهم لا يعرفون. وعند سؤالهم عن تقييم أداء نتنياهو بوصفه رئيساً للوزراء، قال 55 في المائة من المشاركين إنهم سيصنفون أداءه رئيساً للوزراء بأنه «ضعيف»، بينما قال 39 في المائة فقط إن أداءه «جيد». وعند سؤالهم عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، صنف 53 في المائة أداءه بأنه «ضعيف»، مقارنة بـ34 في المائة قالوا إن أداءه في المنصب «جيد». كذلك، قال 57 في المائة من المشاركين إنهم يعتقدون أن أداء وزير الخارجية جدعون ساعر كان «سيئاً»، مقارنة بـ25 في المائة رأوا أن أداءه كان «جيداً».