
ارتفاع خسائر الاحتلال في غزة.. قراءة في الأسباب والتداعيات!
وقد حمل آخر تلك العمليات، لا سيّما تفجير العربات المدرّعة في خان يونس وحرقها بمن فيها من الجنود، أو تلك التي وقعت في "مربّع الهدى "في حي الشجاعية قبل أيّام عدة، والتي تميّزت بجرأتها واستمرارها لفترة زمنية طويلة، كثيراً من المستجدّات التي لم نعهدها من قبل، خصوصاً في الفترة التي تلت استئناف العدوان الصهيوني على القطاع في الثامن عشر من آذار /مارس الماضي.
في سلسلة العمليات الأخيرة، ظهر كثير من التطوّرات التي غابت عن أداء المقاومة الفلسطينية الميداني لبعض الوقت، وهذا الغياب كان مردّه كما يعتقد كثيرون القوة النارية الهائلة التي يعتمد عليها "جيش" الاحتلال أثناء تنفيذه هجماته العسكرية المستمرة والمتواصلة، إذ لجأ إلى استخدام كثافة نيرانية من الجو، ومن سلاح المدفعية لتهيئة مسارح العمليات المحتملة، واعتمد كذلك على الزجّ بعدد كبير من الدبابات والآليات والجنود في مناطق جغرافية صغيرة نسبياً، وهذا ما ساعده في بعض الأحيان على فرض أسلوبه القتالي بصورة واضحة لا تقبل التأويل.
في الأسابيع الثلاثة الأخيرة تحديداً، حدث انقلاب هام ولافت في المشهد القتالي، وأصبح واضحاً، على الرغم من محاولة التعتيم الإسرائيلية المعتادة، أن تحوّلات مهمة قد جرت، ليس فقط على المستوى العملياتي التكتيكي، بل وصلت الأمور إلى ما يشبه الانهيار في صفوف قوات الاحتلال، والتي كشفت المشاهد التي نُشرت لهم وهم يهربون من المواجهة رغم تفوّقهم الكبير على مستوى العديد والعتاد أن هناك تغيّرات قد تكون حاسمة في مسار العمليات العسكرية في مختلف مناطق القطاع، وأن ما كان يُراد له أن يكون فصل الختام في مسيرة هذه الحرب الطويلة والقاسية، قد تحوّل إلى فخٍ قاتل لجنود الاحتلال، دفع كثيراً منهم إلى إبداء غضبهم من استمرار هذه الحرب، ورفض آخرين، لا سيما من قوات الاحتياط، العودة إلى القتال في قطاع غزة.
في قراءة متأنّية وهادئة، يمكن لنا أن نلحظ جملة من التغيّرات التي جرت مؤخراً، وأدّت إلى هذا الانقلاب في المشهد العملياتي، وهو ما أدى إلى ازدياد نسبة الخسائر في صفوف "جيش" الاحتلال، الأمر الذي أثّر بشكل واضح على عملياته العسكرية، وإلى إقرار عديد من الخبراء والمحللين الصهاينة بعدم نجاعة ما يجري من عمليات، وإلى سقوط معظم الأهداف التي كان يتم التسويق لها من قِبل نتنياهو ووزير حربه على وجه الخصوص.
أحد أهم تلك التغيّرات هو استخدام فصائل المقاومة، لا سيّما كتائب القسام وسرايا القدس، أنواعاً جديدة من العبوات الناسفة، سواء تلك التي تتم زراعتها تحت الأرض مثل عبوات "شواظ وثاقب"، ويجري من خلالها استهداف الدبابات وناقلات الجند الثقيلة، أو العبوات المضادة للأفراد، والتي تنتج عنها على الدوام خسائر فادحة، إذ إن مستوى الحماية المقدّم للجنود خارج دباباتهم وآلياتهم يكون أقل بكثير من ذلك الموجود في داخلها.
في ما يخص هذا التغيّر، فهو يرجع إلى معطى مهم جداً، وهو حصول المقاومة على كميات كبيرة من المواد المتفجرّة شديدة الانفجار، ومن نوعيات لم تكن متوفرة لها من قبل، وقد تم الحصول على هذه الكميّات لا سيّما من مادة الـ "C4" من خلال السيطرة على شحنات كانت مخصّصة كما يبدو لتنفيذ عمليات تخريبية على يد مجموعة من العملاء والجواسيس، حيث تمكنت المقاومة من رصد وصول هذه الكميات عن طريق إنزالها من الجو بواسطة طائرات "الكواد كابتر"، أو وضعها في "نقاط ميّتة" خلال توغّل قوات الاحتلال في مناطق معينة، وقامت باستخدامها في تصنيع جيل جديد من العبوات الناسفة، يتميّز بقوة انفجارية كبيرة، بالإضافة إلى تخصيص جزء منها في صناعة القذائف المضادة للدروع، والتي باتت تملك قدرة أكبر على اختراق تحصينات المدرعات الصهيونية.
اليوم 21:39
اليوم 11:00
تغيّر آخر يتعلق بتطوير المقاومة لقدراتها التكتيكية، وتحديداً على صعيد اعتماد أسلوب الهجمات المركّبة، والتي يتم خلالها اللجوء إلى أشكال مختلفة من القتال، تبدأ في معظم الأحيان بتفجير عبوات ناسفة كبيرة الحجم، وتمتد بعد ذلك لتصل إلى مرحلة الاشتباك المباشر بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة كما حدث في كمين "الهدى" وسط حي الشجاعية قبل أيام.
من أهم مميزات الكمائن المركّبة أنها تمنع جنود الاحتلال من التقاط أنفاسهم، وتحرمهم من إبداء أي ردة فعل مناسبة، بل وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات عملياتية خاطئة تكلفهم في كثير من الأحيان خسائر إضافية.
تغيّر ثالث لا يقل أهمية عن سابقيه هو اعتماد "جيش" الاحتلال على خطط قتالية مكرّرة، وهو ما مكّن المقاومة من إعداد خطط مواجهة محكمة نتيجة علمها بخط سير قوات العدو، والقدرات التي ينوي استخدامها في هجماته المختلفة، بالإضافة إلى تمكّنها من السيطرة على كثير من مسارح العمليات، والتي أظهرت المشاهد العديدة المنشورة أنها كانت تحت سيطرة كاملة من المقاتلين لفترة طويلة، ولم تكن مجرد هجمات مباغتة يتم بعدها الانسحاب من المكان على وجه السرعة.
في "إسرائيل" تم توجيه انتقادات لاذعة للقادة العسكريين الذين يقودون العمليات في غزة، واتهامهم بافتقاد الدافعية للقتال حيناً، وبعدم امتلاكهم خططاً قتالية حديثة ومتجدّدة حيناً آخر، وهذا الموضوع في حقيقة الأمر لا يعود فقط إلى انخفاض في الروح القتالية للضباط والجنود، بل أيضاً إلى ما يمكن تسميته بـ "الإفلاس التكتيكي"، والذي ظهر نتيجة طول فترة الحرب، إلى جانب الشعور باليأس والإحباط الذي بات يسيطر على قسم كبير من القوات الصهيونية العاملة في غزة.
رابع التغيّرات حتى لا نُطيل يتعلّق بنوعية الآليات التي بات "جيش" الاحتلال يعتمد عليها في تنفيذ عملياته الهجومية، ومنها كما يشير كثير من المصادر آليات كانت قد خرجت من الخدمة منذ سنوات عديدة، وهو ما أدّى إلى ارتفاع نسبة الضرر التي أصابت تلك الآليات بفعل ضربات المقاومة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف "جيش" الاحتلال.
في الأشهر الأخيرة على وجه الخصوص، لجأت قوات الاحتلال إلى الاعتماد شبه الكامل على دبابات وناقلات جند مدرّعة قديمة ومُستهلكة، ما جعلها عرضة للتدمير الكامل والاحتراق في كثير من الأحيان، إذ يعود استخدام تلك الآليات إلى النقص الكبير الذي يعاني منه سلاح المدرعات في "الجيش" الإسرائيلي بفعل الخسائر التي مُني بها طوال فترة الحرب، وهو الأمر الذي أقرّ به رئيس الأركان الحالي "أيال زامير" عند توليه منصبه قبل أشهر عدة، وقد تصدّرت مدرعات البوما والشيزاريت والـ M113قائمة الآليات التي تم تدميرها خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب عدد كبير من دبابات "الميركافا" من الجيل الثالث، والتي كان جميعها قد خرج من الخدمة منذ سنوات عدة، حيث تم استبدالها بالدبابات الحديثة من الجيلين الرابع والخامس، إلى جانب ناقلات الجند من طراز النمر وإيتان وغيرهما.
ليس هذا فحسب، بل إن النقص الحاصل في الآليات الإسرائيلية قد وصل إلى الجرافات العسكرية الضخمة من طراز "D9 " إلى جانب الحفارات كبيرة الحجم، والتي تقوم بالدور الأهم في عملية تدمير وهدم منازل الفلسطينيين، إلى جانب دورها في تهيئة الطرق والممرات لمرور الدبابات والمدرعات، وإزالة ما يمكن أن يعترض طريقها من تهديدات بفعل العبوات الناسفة على وجه التحديد.
هذا النقص في الجرافات والحفارات دفع "جيش" الاحتلال إلى اللجوء إلى استخدام أنواع أقل تحصيناً في عملياته المختلفة، بل وصل به الأمر إلى الاعتماد على جرافات وحفّارات مدنية، يتم تشغيلها من خلال شركات تجارية إسرائيلية، وهو ما مكّن المقاومة من استهدافها بأقل جهدٍ ممكن، وبأقل قدر من الإمكانيات بفعل عدم امتلاكهالتحصينات مناسبة لهذا النوع من العمليات.
على كل حال، وبغض النظر عما إذا كان ارتفاع نسبة الخسائر في صفوف "جيش" الاحتلال سيؤدي إلى وقف هذا العدوان أم لا، وبعيداً مما يجري من مفاوضات يعتقد كثيرون بأنها ستكتب الفصل الأخير في مشوار هذه الحرب الصعبة والقاسية، فإن ارتفاع الأثمان التي يدفعها "الجيش" الصهيوني في قطاع غزة، والتي تترك أثراً معنوياً هائلاً على جبهته الداخلية، وعلى معنويات جنوده الذين يعملون في الميدان، ستسقط من دون أدنى شك كل الأهداف التي رفعها منذ بداية حربه الإجرامية ضد القطاع الصغير والمنكوب، وستؤدي في مرحلة لا نراها بعيدة إلى سقوط الائتلاف اليميني المتطرّف في "إسرائيل"، هذا الائتلاف الذي اعتقد واهماً أن بمقدوره تشكيل خريطة جديدة للشرق الأوسط بقوة الحديد والنار، خريطة تكون فيها "دولة" الاحتلال صاحبة اليد العليا في المنطقة، وهو الأمر الذي يبدو أنه بدأ ينهار بفعل ضربات المقاومين في غزة، وبفعل ما تعرّضت له "دولة" الاحتلال من هزيمة منكرة بعد المواجهة المباشرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
نتانياهو يقول إنّه رشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين أنّه رشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّما للملياردير الجمهوري خلال اجتماع في البيت الأبيض نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة. وقال نتانياهو خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي "يصنع السلام في هذه الأثناء، في بلد تلو الآخر، في منطقة تلو الأخرى". وخلال السنوات الماضية تلقّى ترامب من مؤيّدين ومشرّعين موالين له العديد من الترشيحات لنيل نوبل السلام، الجائزة المرموقة التي لم يُخفِ يوما انزعاجه من عدم فوزه بها. وكثيرا ما اشتكى الرئيس الجمهوري من تجاهل لجنة نوبل النروجية للجهود التي بذلها في حلّ النزاعات بين الهند وباكستان، وكذلك أيضا بين صربيا وكوسوفو.


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
ترامب: حماس "تريد وقفا لإطلاق النار" في غزة
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه في البيت الأبيض مساء الإثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن ثقته في أنّ حركة حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنّهم (حماس) يريدون اجتماعا ويريدون وقف إطلاق النار هذا". وأجاب ترامب على أسئلة الصحافيين في مستهلّ عشاء في البيت الأبيض مع نتانياهو والوفد المرافق له. وردّا على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال الرئيس الأميركي "لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام". وترامب الذي يؤكّد التزامه العمل لإنهاء الحرب في غزة استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي في الوقت الذي تستضيف فيه الدوحة محادثات غير مباشرة بين الدولة العبرية وحركة حماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين. من جهته، استبعد نتانياهو مجددا قيام دولة فلسطينية كاملة، مشدّدا على أنّ الدولة العبرية ستحتفظ "دوما" بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة. وقال نتانياهو "الآن، سيقول الناس إنها ليست دولة كاملة، إنها ليست دولة، هذا لا يهمّنا".


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
"فايننشال تايمز": من الذي شارك في وضع خطة "ريفييرا غزّة"؟
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر تقريراً تسرد فيه تفاصيل خطة "ريفييرا غزّة"، شارك في إعدادها رجال أعمال إسرائيليون، وشركات استشارية أميركية، ومعهد توني بلير، وتضمنت تصورات لتحويل غزة إلى مركز تجاري وسياحي، وتهجير الفلسطينيين. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف: شارك معهد توني بلير في مشروع لوضع خطة غزة لما بعد الحرب، والتي تصورت إنعاش اقتصاد القطاع من خلال "ريفييرا ترامب" و"منطقة التصنيع الذكي لإيلون ماسك". وُضعت الخطة في عرض تقديمي، اطّلعت عليه صحيفة "فايننشال تايمز"، بقيادة رجال أعمال إسرائيليين، واستخدمت نماذج مالية طُوّرت داخل مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) لإعادة تصور غزة كمركز تجاري مزدهر. وُضعت الخطة تحت عنوان "الائتمان الكبير" وتمت مشاركتها مع إدارة ترامب، واقترحت دفع نصف مليون فلسطيني لمغادرة المنطقة وجذب مستثمرين من القطاع الخاص لتطوير غزة. وفي حين أنّ معهد توني بلير (TBI) لم يُعِد أو يُصادق على العرض التقديمي النهائي، فقد شارك اثنان من موظفي معهد رئيس الوزراء البريطاني السابق في مجموعات رسائل ومكالمات أثناء تطوير المشروع، وفقاً لأشخاص مطلعين على العمل. وتمت مشاركة وثيقة مطوّلة عن غزة ما بعد الحرب، كتبها أحد موظفي "TBI"، داخل المجموعة للنظر فيها. شمل ذلك فكرة "ريفييرا غزة" بجزر اصطناعية قبالة ساحلها شبيهة بتلك الموجودة في دبي، ومبادرات تجارية قائمة على تقنية "بلوكتشين"، وميناءً عميق المياه يربط غزة بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، و"مناطق اقتصادية خاصة" منخفضة الضرائب. وذكرت وثيقة مكتب التجارة الدولية أنّ الحرب المدمّرة في غزة "خلقت فرصة نادرة لإعادة بناء غزة انطلاقاً من المبادئ الأولى... كمجتمع حديث آمن ومزدهر". على الرغم من وجود بعض التداخل، فإن عرض شرائح رجال الأعمال الإسرائيليين، الذي يمتد لأكثر من 30 صفحة، اختلف اختلافاً كبيراً عن الورقة التي كتبها موظفو "TBI". لم تُشر وثيقة المعهد إلى نقل الفلسطينيين، وهي فكرة تبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام لكنها أُدينت دولياً. وقد وضع عمل "BCG" المتعلق بغزة هذه المجموعة في قلب جدل دولي. ساعدت في إنشاء برنامج مساعدات جديد مدعوم من "إسرائيل" والولايات المتحدة للقطاع المدمر، وهو مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي شاب إطلاقها مقتل مئات الفلسطينيين. 4 تموز 09:50 11 حزيران 12:15 كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الأسبوع الماضي أنّ فريق "BCG" وضع أيضاً نموذجاً لإعادة إعمار غزة. كانت مجموعة رجال الأعمال الإسرائيليين الذين يقفون وراء المشروع، بمن فيهم المستثمر التكنولوجي ليران تانكمان ورجل الأعمال مايكل آيزنبرغ، قد رسموا في وقت سابق الخطوط العريضة لمؤسسة التمويل الدولية وساهموا في إنشائها، وفقاً لأشخاص مطلعين على دورهم. وكان فيل رايلي، حليف رجال الأعمال الذي يدير الآن العمليات الأمنية لمؤسسة التمويل الدولية، قد تودد إلى توني بلير في اجتماع عُقد في لندن في آذار/مارس. وقالت "TBI" إنّ رايلي، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية ومستشار في مجموعة بوسطن الاستشارية، هو من طلب الاجتماع. يُعد هذا المشروع واحداً من عدد متزايد من خطط غزة لما بعد الحرب من الحكومات والجماعات المستقلة. وقد أيّدت جامعة الدول العربية برنامج إعادة إعمار بقيمة 53 مليار دولار وضعته مصر في آذار/مارس، بينما وضعت مراكز الأبحاث الخاصة، بما في ذلك راند، مقترحاتها الخاصة. خلال فترة ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض عام 2020، وضع خطة سلام أخرى طويلة الأجل للمنطقة تضمنت التنمية الاقتصادية لغزة، والتي رفضها الفلسطينيون. في /شباط/فبراير، اقترح إخلاء غزة من الفلسطينيين بينما تسيطر عليها الولايات المتحدة لإعادة تطوير القطاع باعتباره "ريفييرا الشرق الأوسط". ومن بين 10 "مشاريع ضخمة"، تتضمن الوثيقة الطرق السريعة "MBS Ring" و"MBZ Central" - التي سمّيت على اسم زعيمَي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد آل نهيان، على التوالي - و"منطقة التصنيع الذكية لإيلون ماسك" على حدود غزة و"إسرائيل" حيث ستقوم شركات السيارات الكهربائية الأميركية بتصنيع سيارات للتصدير إلى أوروبا. وقد تم إعدادها في وقت كان ماسك أحد أقرب مستشاري ترامب، قبل تدهور العلاقات بينهما لاحقاً. تتضمن الخطة أيضاً ما أطلق عليه المؤلفون "ريفييرا وجزر غزة ترامب"، وهي "منتجعات عالمية المستوى على طول الساحل وعلى جزر اصطناعية صغيرة تشبه جزر النخيل في دبي". وقد ذُكرت هذه الجزر أيضاً في وثيقة "TBI". يصف عرض الشرائح كيف ستُحوّل الطرق السريعة والميناء والمطار الجديدة غزة إلى مركز تجاري، و"تضمن وصول الصناعة الأميركية إلى معادن أرضية نادرة بقيمة 1.3 تريليون دولار في الخليج" من غرب المملكة العربية السعودية. كما يزخر عرض الشرائح بشعارات الشركات التي طمح المؤلفون إلى جذبها إلى غزة، من "تيسلا" و"أمازون" و"يب سيرفيسز" إلى "إيكيا" ومجموعة فنادق "IHG". باستخدام نموذج مالي معقّد أعدّه فريق "BCG"، افترضت الخطة أنّ 25% من سكان غزة سيغادرون طواعية، وأنّ الأغلبية لن تعود أبداً. وقالت إنّ خطة إعادة التوطين ستكلف 5 مليارات دولار، لكنها ستولّد "وفراً قدره 23 ألف دولار على كل فلسطيني ينتقل" لأنّ الدعم أرخص من الإنفاق على دعم الإسكان وغيره من التكاليف في الأراضي الفلسطينية. نقلته إلى العربية: بتول دياب.