
حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. صراع نفوذ ومعركة بقاء في غزة
لا تزال حماس تملك القدرة على تنفيذ هجمات موجعة، كان آخرها مقتل سبعة جنود إسرائيليين في عملية جنوب القطاع يوم الثلاثاء، غير أنها تواجه تحديات متزايدة تقوّض نفوذها، في وقت تواصل فيه إسرائيل دعم العشائر المعارِضة لها بشكل علني، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"رويترز".
العشائر.. الحليف الجديد لإسرائيل؟
برزت العشائر الفلسطينية كجزء من استراتيجية إسرائيلية علنية لخلق بدائل لحكم حماس. وقد أعلن نتنياهو صراحة أن بلاده تسلح بعض هذه العشائر، دون أن يحدد أيّها تحديدًا.
وتظهر منشورات على صفحة "فيسبوك" التابعة لمجموعة ياسر أبو شباب صورًا لمسلحين يسيطرون على دخول شاحنات المساعدات من معبر كرم أبو سالم، في مؤشر على حجم نفوذهم في شرق رفح.
ثلاثة مصادر قريبة من حماس أكدت لـ"رويترز" أن تل أبيب تدعم علنًا بعض العشائر الفلسطينية التي تعارض حكم الحركة، في وقت تكافح فيه الأخيرة للحفاظ على قبضتها الأمنية والاجتماعية.
وقال أحد المصادر إن حماس "في أمسّ الحاجة إلى هدنة"، لأنها ستمنحها هامشًا لاستعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية، بما في ذلك قمع العناصر الخارجة عن طاعتها، مثل بعض العشائر والجهات المتهمة بسرقة المساعدات الإنسانية.
ومن بين أبرز التحديات التي تواجه حماس، يبرز اسم ياسر أبو شباب، وهو قائد عشائري بدوي يتمركز في منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتتهمه الحركة بالتعاون مع إسرائيل والتخطيط لهجمات ضدها.
وبحسب مصدرين من داخل حماس ومصدرين مطّلعين على الوضع، أرسلت الحركة بعضًا من أبرز مقاتليها لاغتياله، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه حتى الآن.
الدعم الإيراني.. قلق متصاعد
إلى جانب التحدي الداخلي، تواجه حماس قلقًا خارجيًا بشأن مصير دعم حليفها الإيراني، خاصة في أعقاب حملة القصف الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران. فطهران كانت شريكًا أساسيًا في تطوير الذراع العسكرية للحركة، وساهمت في تجهيزها بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.
مصدر فلسطيني مطلع على موقف الحركة قال لـ"رويترز" إن حماس تدرس بعناية مخاطر تراجع الدعم الإيراني، متوقعًا أن يظهر التأثير بشكل رئيسي على مستوى التمويل والخبرات العسكرية.
وقد استهدفت إسرائيل مؤخرًا مسؤولين إيرانيين على صلة مباشرة بحماس، كان أبرزهم سعيد أزادي، الضابط في الحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل في غارة يوم السبت. وبحسب إسرائيل، فإن أزادي كان العقل المدبّر للتنسيق بين إيران وحماس.
وقدّمت الحركة تعازيها لطهران يوم الخميس، واصفة أزادي بـ"الصديق" والمسؤول عن العلاقات مع "قيادة المقاومة الفلسطينية". ووفق مصدر من إحدى الجماعات المدعومة إيرانيًا في المنطقة، ساهم أزادي في تطوير قدرات حماس، من بينها تنفيذ عمليات تسلل، وهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة "وشيكا" ويتوقع التوصل إليه "الأسبوع المقبل"
في إفادة صحفية الجمعة، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قائلا: "أعتقد أنه وشيك" وأضاف "نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار". وسبق للولايات المتحدة أن أدت وساطة أتاحت إرساء وقف لإطلاق النار في أواخر ولاية الرئيس السابق جو بايدن، بدعم من فريق دونالد ترامب الذي كان حينها رئيسا منتخبا. ومن جهتها، كانت قد أعلنت إسرائيل انتهاء مفاعيل وقف إطلاق النار في آذار/مارس الماضي واستأنفت ضرباتها لحماس ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب الدولة العبرية وأشعل فتيل الحرب الدائرة في قطاع غزة. وإلى ذلك، فرضت إسرائيل في مطلع آذار/مارس حصارا مطبقا على قطاع غزة منعت بوجبه دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع الأساسية. هذا، وخفّفت الدولة العبرية بشكل طفيف حصارها في أواخر أيار/مايو حين بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا عمليات توزيع المساعدات. "نحن نقدم الكثير من المال" والخميس أعلنت الولايات المتحدة أنها رصدت 30 مليون دولار لتمويل مؤسسة غزة الإنسانية. وقال ترامب الجمعة "نحن نقدم، كما تعلمون، الكثير من المال والطعام لتلك المنطقة". وتابع "نحن منخرطون في ذلك لأن الناس يموتون. نحن نشاهد تلك الحشود من الناس الذين ليس لديهم أي طعام، وأي شيء". ومن جانبها، نقلت صحيفة هآرتس اليسارية الإسرائيلية عن جنود قولهم إن قادة في الجيش أمروا القوات بإطلاق النار على مدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات حتى لو كانوا لا يشكلون خطرا. وندّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالمقال، وقال في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن "دولة إسرائيل ترفض تماما الافتراءات الدامية المشينة التي نشرت في صحيفة هآرتس". وقتل العشرات خلال تجمّعات حاشدة لأشخاص يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات في غزة، وفق شهود وسلطات في القطاع الفلسطيني.


يورو نيوز
منذ 15 ساعات
- يورو نيوز
حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. صراع نفوذ ومعركة بقاء في غزة
لا تزال حماس تملك القدرة على تنفيذ هجمات موجعة، كان آخرها مقتل سبعة جنود إسرائيليين في عملية جنوب القطاع يوم الثلاثاء، غير أنها تواجه تحديات متزايدة تقوّض نفوذها، في وقت تواصل فيه إسرائيل دعم العشائر المعارِضة لها بشكل علني، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"رويترز". العشائر.. الحليف الجديد لإسرائيل؟ برزت العشائر الفلسطينية كجزء من استراتيجية إسرائيلية علنية لخلق بدائل لحكم حماس. وقد أعلن نتنياهو صراحة أن بلاده تسلح بعض هذه العشائر، دون أن يحدد أيّها تحديدًا. وتظهر منشورات على صفحة "فيسبوك" التابعة لمجموعة ياسر أبو شباب صورًا لمسلحين يسيطرون على دخول شاحنات المساعدات من معبر كرم أبو سالم، في مؤشر على حجم نفوذهم في شرق رفح. ثلاثة مصادر قريبة من حماس أكدت لـ"رويترز" أن تل أبيب تدعم علنًا بعض العشائر الفلسطينية التي تعارض حكم الحركة، في وقت تكافح فيه الأخيرة للحفاظ على قبضتها الأمنية والاجتماعية. وقال أحد المصادر إن حماس "في أمسّ الحاجة إلى هدنة"، لأنها ستمنحها هامشًا لاستعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية، بما في ذلك قمع العناصر الخارجة عن طاعتها، مثل بعض العشائر والجهات المتهمة بسرقة المساعدات الإنسانية. ومن بين أبرز التحديات التي تواجه حماس، يبرز اسم ياسر أبو شباب، وهو قائد عشائري بدوي يتمركز في منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتتهمه الحركة بالتعاون مع إسرائيل والتخطيط لهجمات ضدها. وبحسب مصدرين من داخل حماس ومصدرين مطّلعين على الوضع، أرسلت الحركة بعضًا من أبرز مقاتليها لاغتياله، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه حتى الآن. الدعم الإيراني.. قلق متصاعد إلى جانب التحدي الداخلي، تواجه حماس قلقًا خارجيًا بشأن مصير دعم حليفها الإيراني، خاصة في أعقاب حملة القصف الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران. فطهران كانت شريكًا أساسيًا في تطوير الذراع العسكرية للحركة، وساهمت في تجهيزها بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة. مصدر فلسطيني مطلع على موقف الحركة قال لـ"رويترز" إن حماس تدرس بعناية مخاطر تراجع الدعم الإيراني، متوقعًا أن يظهر التأثير بشكل رئيسي على مستوى التمويل والخبرات العسكرية. وقد استهدفت إسرائيل مؤخرًا مسؤولين إيرانيين على صلة مباشرة بحماس، كان أبرزهم سعيد أزادي، الضابط في الحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل في غارة يوم السبت. وبحسب إسرائيل، فإن أزادي كان العقل المدبّر للتنسيق بين إيران وحماس. وقدّمت الحركة تعازيها لطهران يوم الخميس، واصفة أزادي بـ"الصديق" والمسؤول عن العلاقات مع "قيادة المقاومة الفلسطينية". ووفق مصدر من إحدى الجماعات المدعومة إيرانيًا في المنطقة، ساهم أزادي في تطوير قدرات حماس، من بينها تنفيذ عمليات تسلل، وهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.


يورو نيوز
منذ 17 ساعات
- يورو نيوز
تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة خلال المواجهة مع إسرائيل
رغم التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، فإن الهجمات السيبرانية المرتقبة من الطرف الإيراني ظلت محدودة، بل غائبة في معظم الجوانب الملموسة، وفقًا لتقارير من شركات الأمن السيبراني ومحللين مستقلين. وجاء هذا التوقف النسبي في النشاط الرقمي بعد أن نفذت القوات الأمريكية والإسرائيلية ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية، وهو ما دفع مسؤولين في البلدين إلى إطلاق تحذيرات من احتمال تنفيذ عمليات اختراق أو هجمات تدميرية عبر الإنترنت من قبل القراصنة المرتبطين بالجمهورية الإسلامية. لكن الواقع على الأرض، كما يصفه خبراء الدفاع السيبراني في الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يعكس التهديدات الكبيرة التي أُثير الحديث عنها في الماضي، مثل الهجوم الذي يُعتقد أن إيران نفّذته عام 2012 ضد شركة النفط السعودية أرامكو، والذي أسقط عشرات الآلاف من الحواسيب. وقالت نيكول فيشبين ، الباحثة الأمنية البارزة في الشركة الإسرائيلية Intezer : "يبدو أن عدد الهجمات منخفض نسبيًا. والتقنيات المستخدمة ليست معقدة بشكل خاص." جماعة "حنظلة": صخب أكثر من فعل في الأيام التي تلت الضربات العسكرية، ظهرت ادعاءات من جماعات قراصنة متطرفة تُربط بإيران، منها مجموعة تطلق على نفسها اسم حنظلة (Handala) ، والتي زعمت أنها نفذت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية لشركات إسرائيلية وغربية. لكن وكالة رويترز لم تستطع التحقق من هذه الادعاءات. وأشار باحثون إلى أن الجماعة برزت لأول مرة بعد الهجوم الذي شنه تنظيم حماس الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، ويُعتقد أنها تعمل تحت إدارة وزارة الاستخبارات الإيرانية . من جانبه، قال رافي بيلينغ ، كبير باحثي التهديدات لدى شركة الأمن السيبراني البريطانية Sophos : "من حيث ما يبدو لنا، فإن الأمر لا يتجاوز مزيجًا اعتياديًا من الفوضى العبثية من جماعات النشطاء الحقيقيين، وهجمات مستهدفة من شخصيات مرتبطة بإيران، والتي ربما حققت بعض النجاح لكنها تبالغ في تقدير تأثيرها." حملة اختراق جديدة تستهدف إسرائيل قالت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Check Point Software إنها رصدت حملة اختراق مرتبطة بـ الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ، وتستهدف صحفيين إسرائيليين ومسؤولين أكاديميين وشخصيات أخرى. وأوضح سيرجي شايكفيتش ، مدير مجموعة الاستخبارات التهديدية في الشركة، أن أحد القراصنة حاول استدراج أحد الأهداف لحضور لقاءٍ شخصي في تل أبيب ، دون أن يتضح الدافع وراء ذلك. وأشار شايكفيتش إلى أن هناك تسجيلًا لمحاولات تدمير بيانات تستهدف كيانات إسرائيلية لم يكشف عنها، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في محاولات استغلال ثغرة أمنية في كاميرات مراقبة صينية الصنع – وهو ما قد يشير إلى استخدام تلك الكاميرات في تقييم الأضرار الناتجة عن الغارات الإسرائيلية. ردود سيبرانية مشوبة من الجانب الإسرائيلي في المقابل، ادعى قراصنة يُعتقد أنهم يعملون باسم إسرائيل، أنهم تمكنوا من اختراق أحد البنوك الحكومية الكبرى في إيران، وتدمير بياناته، كما أعلنوا عن حذف نحو 90 مليون دولار من العملات المشفرة التي زعموا أنها مرتبطة بأجهزة الاستخبارات الإيرانية. ولم تعلق الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل على هذه التقارير. تحذير أمريكي حذّرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في منشور لها بتاريخ 22 يونيو من أن الصراع الجاري في الشرق الأوسط يساهم في خلق بيئة تهديدية أعلى داخل الولايات المتحدة، وأن الجهات المرتبطة بالحكومة الإيرانية قد تكون ضالعة في تنفيذ هجمات محتملة على الشبكات الأمريكية. ولم يصدر تعليق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حول وجود أي نشاط سيبراني إيراني ملموس داخل البلاد. تحليل الخبراء: كالصواريخ.. القرصنة الإيرانية تخلق ضجيجًا أكثر من فعالية وصف ييليزاي بوجوسلافسكي ، الشريك المؤسس لشركة الاستخبارات Red Sense ، العمليات السيبرانية الإيرانية بأنها تشبه برنامجها الصاروخي. وقال: "هناك الكثير من الضجيج، وهناك الكثير من الاستهداف العشوائي للمدنيين، وفي الواقع، لا توجد نتائج حقيقية تُذكر." وأشار إلى أن معظم الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت خلال النزاع الأخير تم اعتراضها، ولم تلحق أضرارًا جسيمة بالبنية العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يُشبه – برأيه – الطريقة ذاتها التي تعمل بها الهجمات القرصنية الإيرانية.