
ترمب في اسكتلندا... يفرد العضلات ويلقي المواعظ على ستارمر
من اعتقد أن ترمبية ترمب حدودها البيت الأبيض أو مشادة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، سيفاجأ بعدم صحة ذلك الاعتقاد عندما يرى مشاهد لقاء ترمب برئيس وزراء المملكة المتحدة في اسكتلندا اليوم الإثنين، فعلى رغم أن المنصب يمنح كير ستارمر سلطة جزئية على أسكتلندا، إلا أنه بدا كما لو كان الضيف لا المضيف في حضرة الرئيس الأميركي، مما أثار الانتقادات لستارمر.
ولنفهم ظهور ترمب الواثق وزهوه الملاحظ أمام ستارمر فعلينا أن نستذكر أمرين، أولهما أن لقاء الزعيمين جاء بعد 24 ساعة من توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وصفته رئيسة مفوضية التكتل أورسولا فون دير لاين بأنه أكبر "صفقة تجارية على الإطلاق"، وهو أيضاً "أكبر انتصار" لإدارة ترمب الثانية حتى الآن، كما يقول إيان بريمر رئيس ومؤسس مجموعة آوراسيا.
أما الأمر الآخر فهو أن الاجتماع لم يعقد في مقر حكومي، إذ التقى ترمب السيد ستارمر في منتجع تيرنبري الواقع على الساحل الغربي لاسكتلندا، مما يجعل رئيس الوزراء البريطاني بالفعل ضيفاً على ترمب، فالمنتجع الفاخر، الذي يضم نادياً للغولف، يعد ملكية خاصة لمنظمة ترمب منذ 2014.
إلقاء المواعظ
عند بوابة المنتجع، استقبل الرئيس الأميركي السيد ستارمر وزوجته، ثم استأثر بالحديث أمام وسائل الإعلام، ليؤكد أنه ليس غريباً على اسكتلندا "الجميلة والمذهلة"، بل إنه يحبها، بخاصة أنها مسقط رأس والدته، لكن وقع تلك الكلمات اللطيفة سرعان ما تلاشى على صدى ما تلاها من مواعظ ونصح لبريطانيا وأوروبا في شأن الهجرة.
في حين يتحدث ترمب محذراً من تدفق المهاجرين غير الشرعيين من مجرمين وأسوأ الناس، بدت علامات عدم الارتياح على وجه ستارمر، المنتمي ليسار الوسط. قال الرئيس الأميركي طالدول الأخرى لا ترسل أفضل أناسها بل الأسوأ، أوروبا اليوم مختلفة كثيراً عما كانت عليه قبل 5 أو 10 أعوام. عليهم أن يصلحوا أوضاعهم، هذه منطقة رائعة من العالم لا يمكن السماح بتخريبها."
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يحاول ستارمر إقناع ترمب بأنه مكافح جاد وشرس للمهاجرين غير الشرعيين، فيقول للرئيس الأميركي "لقد فعلنا كل ما هو لازم لوقفهم، وقد وقعنا للتو اتفاقاً لإرجاعهم، وقد أعدنا 35 ألف شخصاً لا يحق لهم الوجود في هذا البلد".
أكثر اللحظات إحراجاً حدثت لاحقاً في المؤتمر الصحافي قبيل اجتماعهما الثنائي، فترمب الجالس على كرسيه هذه المرة لم يواصل إلقاء المواعظ فحسب، بل هاجم عمدة لندن صادق خان، وقال رداً على سؤال ما إذا كان سيزور لندن، "لست من المعجبين بعمدتكم، إنه شخص بغيض، وقام بعمل فظيع.
يرد ستارمر على استحياء "إنه صديقي"، ولا يكترث ترمب مواصلاً نقد عمدة لندن، ثم يضيف "لكنني بالتأكيد سأزور لندن، نعم".
الكاتب في صحيفة "تلغراف" البريطانية ويليام أتكينسون قال إن لقاء ستارمر مع ترمب افتقر إلى أي استعراض للثقة الوطنية من جانب رئيس الوزراء البريطاني، وكتب "اضطر (ستارمر) إلى الجلوس والاستماع بصمت، في مشهد يكرس أننا بلد صغير، بل وصغير الأهمية أكثر فأكثر"، على حد قوله.
وأقر أتكينسون أن ترمب ألقى على ستارمر نصائح غير مرغوب فيها حول كيفية هزيمة نايجل فاراج، قائلاً له "خفض الضرائب، شدد على مكافحة الجريمة، وقلص الهجرة". كلها نصائح منطقية، لكنها ليست بالضبط ما يود سماعه نواب حزب العمال.
وأضاف "لقد كان العرض عرض ترمب، فاسكتلندا، وإن كانت من الناحية الرسمية جزءاً من المملكة المتحدة التي يترأس حكومتها ستارمر، إلا أن ترمب هو من كان يمتلك زمام القوة، يتحدث بحماسة عن كل شيء، من فلاديمير بوتين والمساعدات لغزة، إلى بشاعة طاقة الرياح".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 14 دقائق
- الشرق للأعمال
أسعار الذهب تتراجع مع ارتفاع الدولار وسط ترقب لمصير الهدنة مع الصين
تراجع الذهب مع مواصلة الدولار ارتفاعه في يوليو، وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن اتفاق جمركي، مما بدد بعض المخاوف من حرب تجارية محتملة قد تكون مؤلمة بين الاقتصادين. ورغم استمرار التساؤلات حول نطاق الاتفاق التجاري، فقد عزز ذلك الآمال في تمديد الهدنة التجارية مع الصين، في وقت يجري فيه مسؤولون أميركيون وصينيون محادثات تستمر ليومين في ستوكهولم. وقد أضعف ذلك الطلب على الذهب كملاذ آمن. ترقب لقرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يراقب المستثمرون أيضاً أسبوعاً حاسماً من البيانات يُرجّح أن تؤثر على مسار الأسواق والاقتصاد لبقية العام. ورغم أنه من المتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة من دون تغيير، فإن المتداولين سيدققون في تعليقات المجلس بحثاً عن مؤشرات على توجهاته النقدية. وغالباً ما تستفيد أسعار الذهب من انخفاض تكاليف الاقتراض، نظراً لأنه لا يدرّ فائدة. وارتفع الذهب بأكثر من ربع قيمته هذا العام، مدفوعاً بعدم اليقين المحيط بمحاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب العدوانية لإعادة تشكيل التجارة العالمية، إلى جانب النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، ما عزز الطلب على الأصول الآمنة. وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% إلى 3,313.18 دولار للأونصة عند الساعة 2:22 مساءً في نيويورك. وارتفع مؤشر "بلومبرغ" لقوة الدولار بنسبة 0.8%. وتراجعت أسعار الفضة والبلاتين، بينما ارتفع البلاديوم.


أرقام
منذ 21 دقائق
- أرقام
وزير التجارة الأميركي يتوقع تمديد الهدنة مع الصين 90 يوماً
قال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن تمديد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوماً يُعد نتيجة مرجحة، في ظل المفاوضات الجارية بين البلدين في ستوكهولم. وأضاف لوتنيك في مقابلة يوم الإثنين على قناة "فوكس نيوز" رداً على سؤال بشأن التقارير التي تشير إلى أن البلدين يفكران في الإبقاء على اتفاق التعرفة الجمركية لمدة ثلاثة أشهر إضافية: "هل هذه نتيجة مرجحة؟ بالتأكيد، يبدو الأمر كذلك، لكن دعونا نترك القرار للرئيس ترمب". جاءت تعليقات الوزير بعد انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم في ستوكهولم، حيث ترأس نائب رئيس الوزراء الصيني خي ليفينغ ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الوفدين. وشهدت جولات سابقة اتفاق واشنطن وبكين على خفض الرسوم الانتقامية وتخفيف القيود على تصدير بعض التقنيات والمعادن النادرة، ما ساهم في تهدئة التوترات التي هزّت الأسواق المالية، في ظل مضي ترمب قدماً في تنفيذ أجندة جمركية شاملة. ترمب يترأس القرارات مع قرب انتهاء المهلة الحالية من المقرر أن تنتهي صلاحية ذلك الاتفاق في 12 أغسطس، ما دفع إلى إجراء محادثات جديدة تهدف إلى تمديد الهدنة ومنح الولايات المتحدة والصين مزيداً من الوقت لمعالجة قضايا مثل الرسوم المرتبطة بالاتجار بالفنتانيل التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، والمخاوف بشأن مشتريات الصين من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات. ومن المقرر أن يواصل الطرفان المحادثات اليوم الثلاثاء. وتتزامن محادثات التجارة مع الصين مع استعداد الولايات المتحدة لمهلة منفصلة تتعلق بشركاء تجاريين آخرين، حيث من المقرر أن تدخل "الرسوم المتبادلة" حيز التنفيذ في الأول من أغسطس على عشرات الاقتصادات. وكان ترمب قد كشف عن تلك المعدلات في أبريل، قبل أن يجمّدها بعد أن أثارت اضطراباً في الأسواق، وأعطى الدول فرصة للتفاوض على خفض الرسوم مع الولايات المتحدة. لكن تلك الفترة شهدت عدداً قليلاً من الاتفاقات رغم أن ترمب مدّد المهلة الأولى التي كانت محددة منتصف يوليو إلى أغسطس. وقد بدأ الرئيس بإصدار رسائل يحدد فيها من جانب واحد معدلات الرسوم للدول التي لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق. وقال ترمب إن المزيد من الرسائل ستُوجَّه لأكثر من 150 دولة. وفي وقت سابق يوم الإثنين، قال إنه يدرس فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و20% على تلك الدول المتبقية. لوتنيك أشار إلى إن ترمب لا يزال يدرس إمكانية التوصل إلى اتفاقات، رغم أن الموعد النهائي بعد أيام قليلة. وأضاف: "لقد أبرم صفقات ضخمة. كل الأوراق بين يديه فعلياً"، مضيفاً: "كما قال، هو من سيقرر ما هو معدل الرسوم الجمركية، وكم ستفتح هذه الدول أسواقها". وتابع: "هذا ما سنفعله هذا الأسبوع. سننظر في بعض الاتفاقات. ما سيقوم به ترمب أساساً هو تحديد معدل الرسوم الجمركية للجميع، والقيام بذلك بحلول نهاية الأسبوع". اليابان وكوريا تسعيان إلى صفقات أظهر ترمب استعداداً لخفض الرسوم للدول التي تتقدم بعروض جديدة حتى بعد إعلان الرسوم المفروضة عليها، بما في ذلك اليابان التي أُبلغت بأنها تواجه رسوماً بنسبة 25% في الأول من أغسطس، لكنها تمكنت من خفضها إلى 15%، بما في ذلك على صادراتها الحيوية من السيارات، في صفقة قال الرئيس الأميركي إنها ستتضمن إنشاء صندوق بقيمة 550 مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة. كما تسعى كوريا الجنوبية إلى التوصل إلى اتفاق، إذ يناقش المفاوضون إنشاء صندوق خاص بها للاستثمار في مشاريع داخل الولايات المتحدة مقابل خفض معدل الرسوم الجمركية، بما في ذلك على صادرات السيارات. وقال لوتنيك إن المفاوضين الكوريين الجنوبيين "سافروا إلى اسكتلندا"، حيث يقوم ترمب برحلة، للاجتماع مع وزير التجارة الأميركي وممثل التجارة الأميركي جيميسون غرير. وتابع: "أعني، فكّر فقط كم يرغبون فعلاً، فعلاً، في إبرام صفقة".


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
كوريا الشمالية: أي حوار مع أميركا لن يوقف برنامجنا النووي
ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كوريا الشمالية قالت اليوم الثلاثاء إن على الولايات المتحدة قبول حقيقة أن الواقع تغير منذ اجتماعات القمة بين البلدين فيما مضى، وأن أي حوار بينهما في المستقبل لن يوقف برنامجها النووي. وقالت كيم يو جونغ، الشقيقة ذات النفوذ للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والتي يعتقد أنها تتحدث بلسان شقيقها، إنها تقر بأن العلاقة الشخصية بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب "ليست سيئة". لكنها قالت في بيان نقلته الوكالة إنه إذا كانت واشنطن تنوي استخدام علاقة شخصية وسيلة لإنهاء برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، فإن هذا الجهد لن يكون إلا مجرد "استهزاء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت "إذا لم تتقبل الولايات المتحدة الواقع المتغير واستمرت في الماضي الفاشل، فسيظل اجتماع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة بمثابة (أمل) للجانب الأميركي". وقالت إن قدرات كوريا الشمالية كدولة نووية وبيئتها الجيوسياسية تغيرت جذرياً منذ أن أجرى كيم وترمب محادثات ثلاث مرات خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي. وأضافت "أي محاولة لإنكار وضع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كدولة نووية... ستكون مرفوضة رفضاً قاطعاً". كان ترمب قد قال إنه تربطه "علاقة رائعة" مع كيم. وقال مسؤول في البيت الأبيض أمس الاثنين إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يزال منفتحاً على التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سبيل وقف البرنامج النووي الكوري الشمالي بشكل كامل، وذلك بعد أن قالت بيونغ يانغ إنها ترفض أي محاولة لإنكار وضع الدولة النووية عليها.