logo
«حزب الله» لن يتبنى الاقتراح الأميركي لنزع سلاحه

«حزب الله» لن يتبنى الاقتراح الأميركي لنزع سلاحه

الرأيمنذ 19 ساعات
أكدت مصادر على بينة من خيارات «حزب الله»، أن الحزب لن يتبنى الاقتراح الأميركي الأخير الذي قدمه المبعوث توماس برّاك، والذي «يطالب بنزع سلاح حركة المقاومة مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي ومساعدة مالية مشروطة للبنان».
وبينما تُصوّر واشنطن «خريطة الطريق»، المكونة من ست صفحات فولسكاب، على أنها حل دبلوماسي، إلا أنها مليئة بالتناقضات والضمانات المبهمة والسوابق التي تجعلها غير مقبولة في نظر «حزب الله» والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى.
يجادل الحزب بأن لبنان قد امتثل بالفعل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ويصر على أن على إسرائيل الآن الوفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق. ويرى أن أي تحرك نحو اتفاق جديد غير جدير بالثقة، خصوصاً أن الاتفاق الأصلي لم يُنفذ بعد.
ويؤكد أيضاً أن الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تكفلتا بالإشراف على تنفيذ القرار 1701، أخفقتا في الوفاء بمسؤولياتهما. فقد انتُهك وقف النار أكثر من 3700 مرة، من دون أي مساءلة تُفرض على إسرائيل.
ووفقاً للحزب، فإن الاقتراح الأميركي الحالي لا يعكس سوى المطالب الإسرائيلية الراسخة التي فشلت تل أبيب في تحقيقها بالقوة. وتساءل مصدر مقرب من الحزب «كيف يُمكن تلبية هذه المطالب من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة المنحازة تماماً للعدو»؟
ويؤكد الحزب أنه بمجرد امتثال إسرائيل الكامل للاتفاق الأصلي، ستكون الفصائل اللبنانية - بما في ذلك «حزب الله» - مستعدة للانخراط في حوار يخدم المصلحة الوطنية للبلاد.
ويعكس هذا النمط من الأخذ والرد ما حدث في غزة، حيث ساعد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في التوسط لوقف إطلاق نار لمدة 42 يوماً، ثم تراجع عن ذلك، وطالب بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقد مكّن هذا التراجع إسرائيل من إطلاق عملية «عربات جدعون»، التي أدت إلى احتلال جزء كبير من غزة.
ويرى «حزب الله» أن النهج الأميركي الحالي - بقيادة براك - تكرارٌ لهذا التكتيك، المُطبّقٌ في مسرح مختلف، ولكن من الأطراف نفسها.
المقترح الأميركي... ثغراتٌ وعيوبٌ
تُلزم الخطة «حزب الله» والجماعات المسلحة الأخرى بنزع سلاحها بالكامل بحلول نوفمبر المقبل. في المقابل، يُتوقع من إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان ووقف العدوان العسكري.
مع ذلك، فإن تسلسل الإجراءات غير متكافئ في شكلٍ واضح: إذ يجب على الحزب نزع سلاحه أولاً، مع ربط الإجراءات الإسرائيلية بمعايير «امتثال» غير قابلةٍ للتحقق. فقد تُؤجّل إسرائيل ذلك إلى أجلٍ غير مسمى بزعم عدم كفاية الأدلة على نزع سلاح الحزب.
علاوةً على ذلك، تُرك مصطلح «نزع السلاح» من دون تعريف غموضاً لا يمكن تجاوزه، فهل يشمل الأسلحة الثقيلة فقط، أم يمتد إلى وحدات الاستخبارات، ومراكز القيادة، والبنى التحتية السيبرانية، أو حتى الشبكات اللوجستية والمدنية في وقت لاحق؟ إن عدم الوضوح يفتح الباب أمام إعادة تفسير إسرائيل كلما كان ذلك مناسباً.
المجال الجوي... الضربات الاستباقية
في حين ينص الاقتراح على أن إسرائيل ستتوقف عن انتهاك المجال الجوي اللبناني، إلا أنه لا يؤمن آلية للمراقبة أو المساءلة. وكثيراً ما تتذرع إسرائيل بـ«الدفاع الاستباقي» - مدّعيةً أن هدفاً لـ«حزب الله» كان يُحضّر لهجوم وشيك - كمبرر لاستمرار عملياتها. ويمكن التلاعب بهذا الأساس المبهم لتبرير الغارات الجوية المستقبلية، لا سيما في غياب الرقابة المحايدة والدعم الاميركي المطلق ولتل أبيب.
الانتهاكات البرية والبحرية
لا تذكر «خريطة الطريق»، أي عمليات استيلاء إسرائيلية طويلة الأمد على الأراضي والانتهاكات البحرية. إذ يتم تجاهل قضايا مثل احتلال مزارع شبعا، التوغلات اليومية للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، والدوريات البحرية التي تُقيّد المناطق الاقتصادية اللبنانية تجاهلاً تاماً. هذه ليست مخاوف هامشية، بل هي جوهرية للسيادة اللبنانية... استبعادها يكشف عن افتقار الخطة للتوازن.
ماذا لو انسحبت إسرائيل فقط من النقاط الحدودية المحددة - عند ما يُسمى «النقاط الخمس» - لكنها رفضت الانسحاب إلى أقصى عند الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة؟ فخريطة الطريق تُغفل هذه القضية المحورية.
والأخطر من ذلك، أنها لا تُقدّم أي التزام في شأن منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهي مناطق يُطالب بها كل من لبنان وسوريا، في حين يسمح الاقتراح لإسرائيل بمواصلة احتلالها لها بحجة عدم التوصل إلى حل في شأن السيادة عليها.
المساعدات الاقتصادية والإصلاحات... كسلاح
إن ربط الانتعاش الاقتصادي بنزع سلاح «حزب الله»، يُسخّر الأزمة المالية في لبنان كسلاح. فالاقتراح ينص في جوهره على «لا استسلام، يعني لا مساعدة».
علاوة على ذلك، فإن المطالبة بـ«إصلاح» مالي، فهي تستهدف المؤسسات، مثل «القرض الحسن»، الذي اتهمه الغرب منذ مدة طويلة بالتحالف مع الحزب.
لطالما لعب «القرض الحسن» دوراً حيوياً في توفير قروض صغيرة منخفوضة الفائدة وصناديق طوارئ للفقراء والطبقة العاملة من لبنان. وقفله لن يؤدي فقط إلى تهميش هذه الفئة، بل سيقضي أيضاً على أحد البدائل القليلة المتاحة للقطاع المصرفي المتعثر. وسيكون تالياً التأثير مدمراً: سيتم قطع آلاف المقترضين الصغار - الذين يستخدم الكثير منهم هذه القروض للتعليم أو الرعاية الصحية أو إعادة بناء المنازل - عن الدعم الحيوي. وهذا من شأنه أن يسرع من دورة الفقر ويعمق انعدام الثقة في رغبة الدولة أو قدرتها على توفير وصول مالي عادل.
هل إيران هي الهدف؟
لقد أعاد الفشل في إزالة النظام الحاكم في إيران، تشكيل الإستراتيجية الغربية. فالحملة الجوية التي يُزعم أنها شُنت لشل البرامج النووية والصاروخية، يعاد توجيهها في شكل متزايد نحو تفكيك تحالفات إيران الإقليمية، بدءاً من «حزب الله».
لن يؤدي نزع سلاح الحزب إلى تحييد أقوى حليف إقليمي لطهران فحسب، بل سيفضي أيضاً إلى عزل إيران دبلوماسياً وإستراتيجياً. ولم تكن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وجهاز «الموساد» ينويان حقاً تدمير البرنامج النووي السري - لأنهما يعلمان أنهما لا يستطيعان ذلك. بل كان الهدف الحقيقي هو تغيير النظام في إيران... وقد فشل هذا الهدف.
الردع غير قابل للتفاوض
يؤكد «حزب الله» أن سلاحه ليس ورقة مساومة، بل هو ركيزة من ركائز الدفاع الوطني. فمن دون ضمانات حازمة ومتناسقة وقابلة للتحقق، يُنظر إلى أي نزع للسلاح على أنه استسلام.
علاوة على ذلك، يُصر الحزب على أن شؤون الدفاع اللبناني يجب أن تُحسم داخلياً، لا أن تُمليها قوى خارجية، خصوصاً تلك التي لديها سجل حافل بالإنحياز.
من هنا، فإن غياب الرقابة متعددة الطرف والفشل في معالجة المخاوف السيادية الجوهرية يؤكدان موقف الحزب القائم على أن الاقتراح الأميركي معيب إستراتيجياً ومتلاعب سياسياً.
مجتمع «حزب الله»؟
بعيداً عن المنطق العسكري، فإن نزع السلاح سيكون له عواقب على السكان في جنوب لبنان والضاحية والبقاع. لعقود، تم تهميش هؤلاء سياسياً واقتصادياً من قبل الحكومة المركزية. من هنا، فإن نزع سلاح الحزب سيحرمه من معادلة القوة، خصوصاً أن بعض حلفائه السياسيين قد غيّروا مواقفهم أخيراً وبدأوا يدعون إلى نزع سلاحه.
وفي مثل هذا المناخ، تُواجه مبادرات التنمية في الجنوب خطر التعثر، وقد يُترك المجتمع مرة أخرى عرضة للإهمال والحرمان السياسي، وحتى في العنف المُوجَّه.
الخلاصة
في ظل غياب أحكام إنفاذ صارمة، وانعدام التماثل في الالتزامات، وتاريخ من الانتهاكات، ينهار اقتراح برّاك أمام الفحص الدقيق. وتؤكد مصادر مقريبة من صُنَّاع القرار في «حزب الله»، أنه سيرفض الخطة رفضاً قاطعاً ولن يساوم حتى على «نعم ولكن». فما تصوره واشنطن وتل أبيب على أنه خريطة طريق للسلام يُنظر إليه على أنه فخ مصمم لنزع السلاح وتقسيم الناس والسيطرة من دون تقديم الأمن الحقيقي أو الكرامة أو الحماية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يزبك من مسيرة بعلبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام
يزبك من مسيرة بعلبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام

المدى

timeمنذ 3 ساعات

  • المدى

يزبك من مسيرة بعلبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام

دعا رئيس الهيئة الشرعية في 'حزب الله' الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، الدولة إلى أن 'تتحمل المسؤولية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتحمل الحماية والدفاع عن الوطن، والعمل بكل وسيلة لانسحاب العدو الإسرائيلي، وضمنت أميركا تنفيذ الاتفاق، وشكلت خماسية، إلا أن العدو لم يلتزم ونقض الاتفاق، والضامن غاب عن السمع، بل أيد الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية'. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في ختام مسيرة العاشر من محرم الحاشدة التي نظمها 'حزب الله' في بعلبك، انطلاقا من مقام السيدة خولة ابنة الإمام الحسين، بعد تلاوة الشيخ طلال المسمار السيرة الحسينية، وجابت شوارع وساحات وأسواق المدينة وصولا إلى ساحة مسجد المصطفى على طريق رأس العين، يتقدمها مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، النائب ينال صلح، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، أفواج كشافة الإمام المهدي، لبسة الأكفان، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية وكشفية ونقابية واجتماعية. وتحدث مسؤول قسم الإعلام في 'حزب الله' في منطقة البقاع مالك محمد ياغي، فقال: 'من مشارف ساحة قسم الإمام السيد موسى الصدر، من وصية الموسوي العباس، من حمى المقاومة وعرين سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصرالله، من بعلبك، من عبق الشهداء، نرفع الصوت عاليا مدويا في يوم العاشر من محرم بالبيعة والولاء لحسيننا الإمام القائد الخامنئي، ونجدد العهد بالبيعة والولاء لدماء الشهداء ولقيادة حزب الله وعلى راسها الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم. ونجدد من بعلبك الإباء، من عرين المقاومة ومنبع الشرفاء، القسم والعهد والوفاء بأننا لن نحيد عن نهج الإمام الحسين، نهج الشهادة الفداء'. واعتبر الشيخ يزبك أن من النعم التي أنعمها الله علينا وعلى الأمة الإسلامية، وخصنا ببركاتها، الإمام الخميني الذي فجر ثورة المستضعفين في وجه المستكبرين، كان يرى أن الكيان الإسرائيلي هو قاعدة للإستكبار الغربي وأمريكا وإسرائيل هي غدة سرطانية تفتك في جسم الأمة والمنطقة، فقال: ثورتنا اليوم في طهران وغداً في فلسطين من أجل اقتلاع الخطر المهدد للإنسانية، وأمر بعدة أمور أحدها : تبديل السفارة الإسرائيلية بسفارة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني لأول مرة في طهران، وإن شاء الله سيرفع في فلسطين محررا بدماء شهدائنا الذين قضوا على طريق القدس'. وتابع: 'أمر الإمام الخميني بإعداد جيش العشرين مليونا لتحرير فلسطين والقدس، وهذا الجيش كان وما زال مساندا وداعما للقضية الفلسطينية. كما أطلق الإمام الخميني اليوم العالمي للقدس في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كل عام، وارسل طلائع من التعبئة والحرس لمساندة المقاومة الإسلامية لتحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، وببركة هذه المساندة والدعم المتواصل من الإمام الخامنئي تحقق التحرير عام 2000، فالإمام الخامنئي تبنى القضية الفلسطينية بالدعم والحضور الدائم ، كما أكمل بناء مشروع دولة الإسلام بكل عزم وقوة ، وأظهرت آثار القائد المفدى ومواقفه في الدفاع ولجم العدو الإسرائيلي والشيطان الأكبر وعالم الغرب والكفر والنفاق'. وأضاف: 'النعمة الثانية الإمام السيد موسى الصدر نصير المحرومين، الذي قال: 'لا يبتسم لبنان وجنوبه يتألم ، ولا يبرأ من آلامه إلا بالتحرير من دنس العدو الإسرائيلي'… الجنوب هو الجزء الأهم من الوطن وبدونه لا سيادة ولا استقلال. كما قال: السلاح زينة الرجال ، والرجال بسلاحهم عزة هذا الشعب، وحماة الاستقلال والوطن. وقال: 'إسرائيل شر مطلق قاتلوها بأسنانكم وأظافركم'، وانطلقت المقاومة'. وأردف: 'من النعم شيخ الشهداء برؤيته البعيدة، عندما قال: 'الموقف سلاح والمصافحة اعتراف' ولن يكون موقفنا إلا السلاح، فكانت دماؤه رياً لمقاومة ازدادت قوة وعطاءً. أما سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي عاشق المقاومين في محاورهم، ونداؤه ما زال يتردد في الأسماع 'إقتلونا إقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر'، وزلزلت دماؤه الكيان الإسرائيلي الغاصب. ثم استلم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله زمام قيادة المقاومة، فهو القائد الشجاع الحكيم الملهم المتفاني في عشق المحبوب، لا يبتغي إلا رضاه، والعزة لأمته ووطنه وتحريره من براثن الصهاينة، معه قادة أبطال ومقاومون شجعان أنجزوا التحرير، وكان الخطاب التاريخي في بنت جبيل، وهدية النصر والتحرير للبنانيين جميعا، رغم انزعاج البعض من هذا التحرير، وفي حرب تموز 2006 أسقطت أهداف العدو ومشروع رايس التي بشرت بولادة شرق أوسط جديد'. ورأى أن 'قائد النصرين عماد المقاومة ومشكّل قوة الرضوان، انتصر بوسام الشهادة التي عشقها. كانت القضية الفلسطينية وما زالت وستبقى هي قضيتنا وقضية الأمة ولذلك لما كان التكليف والواجب مساندة المقاومة وإخواننا في غزة العزة والكرامة، لبينا الواجب وحرص سيد المقاومة أن يجنب لبنان حربا شاملة. إننا لا نريد الحرب لكن إذا فرضت علينا نخوضها ولا نلتفت إلى الوراء، إستشهد في قلب الضاحية الأبية في غرفة العمليات بعد استشهاد القادة، ومن بعده صفيه الهاشمي'. وقال يزبك: 'واجه أبطال المقاومة الحسينييون في معركة أولي البأس، وقد أبلوا بلاء حسناً، فأسقطوا أهداف العدو حتى طلب وقف إطلاق النار من مبعوثهم هو كشتين ، بوثيقة وافقت عليها الدولة، ووافقنا لأننا لا نريد الحرب، وإنما كنا في حالة دفاع، على أن تتحمل الدولة المسؤولية في تنفيذ الإتفاق وتحمل الحماية والدفاع عن الوطن والعمل بكل وسيلة لإنسحاب العدو الإسرائيلي ضمنت أمريكا تنفيذ الإتفاق وشكلت خماسية إلا أن العدو لم يلتزم ونقض الإتفاق، والضامن قد غاب عن السمع، بل أيد الإعتداءات والخروقات الإسرائيلية. واليوم تطالعنا من الضامن دعوة لإتفاق جديد، ويحق لنا أن نسأل ماذا صنعت أيها الضامن بالإتفاق الأول حتى تطالبنا باتفاق آخر؟! وأين ضمانتكم من كل الذي يجري على الساحة من تفجير واغتيالات واعتداءات؟!'. واردف: 'لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة، ولا يُمنّي أحد نفسه بذلك، فإن إخوة الإستشهاديين الذين سطروا الأسطورة في الدفاع عن الحدود والقرى الأمامية هم اليوم أشد بأساً وعزيمة، والبيئة الحاضنة هي أشد تعاطفا، ناهيك عن عوائل الشهداء والأسرى والجرحى، يصرّون وبكل إلحاح يطالبون بموقف العزة والكرامة ويستحيل الإستسلام'. وختم يزبك: 'إننا خريجو مدرسة أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي قال: ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك…' إننا أبناء هذا الإمام لا تخضع رقابنا إلا لله الواحد الأحد، وأقسمنا أن لا نموت إلا ونحن ممتشقو السلاح ورؤوسنا مرفوعة… نحن أبناء القائل ما تركناك يا حسين. والله لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الذليل ولا نقر لكم إقرار العبيد، فإن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة. ونحن من وراء هذا القائد ما أشوقنا للقاء الأحبة بالإنتصار أو الشهادة، وإننا على العهد يا نصر الله، وهذا زرعك قد نما وتكاثر وإن روحه هي روحك، وعزيمته هي عزيمتك، ما تركناك نحن عشاق مواقفك وإننا على يقين بالنصر وهو آت لا محالة بإذن الله'.

تأثير الحرب ( الاسرائيلية – الايرانية ) على الملف اليمني وقضية الجنوب
تأثير الحرب ( الاسرائيلية – الايرانية ) على الملف اليمني وقضية الجنوب

اليوم الثامن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليوم الثامن

تأثير الحرب ( الاسرائيلية – الايرانية ) على الملف اليمني وقضية الجنوب

في الاسبوع الثاني من الحرب الاسرائيلية – الايرانية تولد لدى الجميع تقريبا انطباعا عاما بأن النظام في ايران كان على وشك السقوط , وان مسألة حدوث ذلك هي مسألة وقت فقط , وتعزز هذا الانطباع عندما نشر الرئيس الامريكي على منصة اكس جملة قصيرة قال فيها : " الاستسلام الكامل " .. ! لكن شيئا من ذلك لم يحدث !! فلم يسقط نظام الجمهورية الاسلامية .. ولم يستسلم .. ولم يوقع على اي اتفاقية خلاف اتفاق وقف اطلاق النار الذي رعاه الرئيس ترامب شخصيا قبل ان يجف حبر منشوره الذي دعى فيه ايران الى الاستسلام الكامل !! ربما ان سيناريو الحرب بما انتهى اليه , لم يكن ضمن حسابات اي جهة كانت, سواء كانت هذه الجهة دولة اقليمية أو دولية او مركز دراسات بحثي أو حتى دولتي الحرب في ايران أواسرائيل, فقد انتهت الحرب على عكس جميع التوقعات.. نعم , لقد احدثت الحرب دمارا هائلا في الجانب الايراني اكثر من الاسرائيلي , لكنها في النهاية لم تنتج تلك الفروقات الإستراتيجية الضخمة التي يمكن ان تبنى عليها سياسات جديدة تجاه مختلف الملفات العالقة في المنطقة , ومن ضمنها بطبيعة الحال الملف اليمني ، والغريب في الأمر ان احداثا أخرى كانت اقل حجما في كثافة النيران المشتعلة, لكنها أفرزت تنتائجا وتأثيرات أكبر بكثير من حرب تل ابيت و طهران ، ومنها على سبيل المثال انهيار نظام الأسد في سوريا ، وكذلك اضمحلال قوة حزب الله إلى تلك الدرجة غير المتوقعة حتى من قبل أكبر المناوئين للحزب بشكل عام نتيجة للضربات الإسرائيلية المتتالية. على أية حال .. ليس من شأن هذا المقال تحليل حسابات الربح والخسارة لطرفي الحرب , فقد قيل فيهما الكثير .. لكن ما يهمني هو ماذا انتجت هذه الحرب من نتائج مؤثرة على مسار الملف اليمني وبالتالي على مستقبل قضية الجنوب ؟! في هذا السياق يمكن القول ان المحصلة النهائية للحرب الاسرائيلية – الايرانية على الملف اليمني لم يكن لها أي تأثير أو أهمية تذكر , فهي محصلة تقترب الى حد كبير من الصفر مع الأسف الشديد , وكأن الحرب لم تكن ..! ومن أجل ايضاح وجهة نظري هذه , دعونا نعود الى تلك الأيام في الحرب التي كانت فيها التحليلات تشير الى أن نظام طهران كان على وشك الانهيار أو في أحسن الأحوال كان قريبا من القبول بتوقيع اتفاقية مذلة تتعلق بثلاثة ملفات هامة وهي الملف النووي , بما في ذلك الموافقة على درجة صفر تخصيب لليورانيوم او القبول بنسبة نخصيب تتراوح مابين 5 % الى 3.76 % كما نص عليه الاتفاق مع ادارة اوباما 2015 , شريطة أن يتم ذلك خارج البلاد بتوافق دولي - اقليمي على منطقة محددة لذلك, والملف الثاني يتعلق بالصواريخ الباليستية والمسيرات من حيث تحديد مداها وقدراتها التدميرية ! واما الملف الثالث فهوان تمتنع ايران نهائيا عن تمويل ايا من " أذرعها في المنطقة " وعلى رأسها بطبيعة الحال الحوثيين الى جانب الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان . لو حدث شيئا مماذكر اعلاه , وأدى الى اجبار ايران الى توقيع اتفاقية تتضمن التخلي التام عن أذرعها في المنطقة والامتناع الكلي عن التدخل في شئون بعض الدول العربية لقلنا أن نتيجة الحرب كانت ذات بعدا استراتيجيا كبيرا يمكن البناء عليه لخدمة استقرار المنطقة بشكل عام والانتقال الى مرحلة من التوافق والسلام بما في ذلك الملف اليمني وقضية الجنوب بطبيعة الحال.. لكن شيئا من هذا لم يحدث ! وانتهت الحرب دون التوصل حتى الى اتفاق يتعلق بموعد محدد لمفاوضات أخرى ذات أجندة جديدة , مايعني أن عناصر المعادلة السياسية اليمنية لم يتغير فيه شيء على الاطلاق ! ويعني ايضا أن ايران سوف تستمر في توطيد علاقاتها التخادمية مع " أذرعها " في العراق واليمن ولبنان , ويعني أن هذه الأذرع يمكنها ان تتعافى مع الوقت بنفس الدرجة التي سوف يتعافى فيها النظام في طهران , الذي سيقوم بترميم ما تهدم في بنيته جراء الحرب , والعودة الى بناء قدراته النووية وصواريخه البالستيه والعمل على تطويرها , مستفيدا من جملة الأخطاء التي ارتكبها النظام نفسه او تلك التي ارتكبت من قبل حلفائها او أذرعه في المنطقة. وزاء ذلك , فان وضع الملف اليمني سيبقى كما هو , فلا هو الذي يملك مقومات وعناصر الحل السلمي الذي يمكن ان ترضي مختلف اطراف الصراع , ولا هو الذي طرأ عليه تغيرا جوهريا جراء الحرب , واذا أخذنا بعين الاعتبار ان أطراف الصراع في اليمن تملك تقريبا قدرات عسكرية متعادلة الى حد ما , وان اختلفت من حيث نوعيتها, فان كل ذلك ينبئ ان الحالة البائسة غير المسبوقة التي يعيشها المواطن في الجنوب والشمال على حد سواء مرشحة لأن تبقى على حالها فترة طويلة أخرى ! ما يعرض البلاد الى التشظي والانقسامات والكوارث الانسانية. رغم كل هذا السؤ الذي من المرجح ان تفرضه حسابات الأمر الواقع الجديدة على المشهد في اليمن والجنوب بشكل خاص , الا ان هناك " نوافذ أمل " قد تفتح فتحدث تغيرات كبيرة مؤثرة , ومن ذلك على سبيل المثال أن يقوم النظام في طهران بعملية " مراجعة شاملة " لجميع حساباته السياسية في المنطقة وخاصة تدخلاته في شئون جيرانه العرب وما انتجته من دمار وخاسائر فادحة للنظام بدرجة رئيسية , وما ترتبت عليها من تدهور في العلاقات العربية – الايرانية بشكل عام ومع دول الخليج العربي بشكل خاص . قد تحدث عملية التقييم والمراجعة, اذا تعامل النظام في طهران مع جردة الحسابات الكبيرة الخاسرة التي تكبدها على مختلف الاصعدة بواقعية كبيرة منطلقا من مصلحة الدولة الايرانية وشعبها في المقام الأول , ومواجها السؤال الكبير الذي يمكن ان يطرحه أي ايراني على نفسه والذي يقول : ماذا استفادت ايران من كل تدخلاتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربية ؟ وماهي المكاسب التي جنتها جراء ذلك , وماهو حجم الخسائر الهائلة التي تكبدتها نتيجة لعلاقاتها المتأزمة مع دول الخليج العربي ؟ ان فعلت ايران ذلك, ورفعت يدها عن أذرعها في المنطقة مدركة أن ذلك شأنا عربيا خالصا لا يجوز لها ان تتدخل فيه, حينها يمكن ان نشهد انفراجه كبيرة في مختلف الملفات العالقة. اما اذا كابرت ايران – وهو السيناريو الأرجح – فلا يمكن للملف اليمني ان يحدث فيه اي تغيير كبير , خاصة اذا ما عاد الغرب الى انتهاج نفس سياساته السابقة في اللعب على تناقضات المنطقة مسخرا اياها لخدمة مصالحه كما يعتقد ويظن , فهنا ستدخل المنطقة برمتها فصلا جديدا لمشاهد مكررة ترتخي فيها العلاقات مع طهران حينا وتتوتر حينا آخر.. وكأنك يابو زيد ما غزيت !! يبدو لي من كل ما سبق , أن الجنوب وقضيته وشعبه الذي ظل لأكثر من عقد من الزمان حبيس حسابات سياسية اقليمية – دولية فشلت مع نهاية الحرب الايرانية – الاسرائيلية , انه اذا لم يتحول الى " فاعل سياسي " مؤثر , فانه سيبقى حبيس أو رهن حسابات سياسية أخرى من الممكن جدا ان يكون هو ضحيتها الاولى , و أرى شخصيا ان الجنوب يملك الكثير من نقاط القوة التي يمكنه أن يستخدمها لرفض سياسة الأمر الواقع التي تفرض عليه والتي تهلك شعبه , وتنستنزف قضيته وتبهتها , الى حد أنه قد يأتي عليها زمن لا يستطيع حتى ابناؤها أن يتعرفوا عليها كقضية وطنية !

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store