logo
نحن والذوق العام

نحن والذوق العام

الإمارات اليوممنذ 14 ساعات

في زحمة الحياة اليومية قد نغفل عن تفاصيل صغيرة تصنع فرقاً كبيراً في جودة العيش المشترك. الذوق العام ليس مظهراً
فقط من مظاهر التهذيب، بل هو انعكاس حقيقي لرقي المجتمع ومدى احترام أفراده بعضهم بعضاً في أماكن مختلفة، فاللباقة في الحديث، واحترام النظام في الطوابير، والحرص على نظافة الأماكن العامة، كلها سلوكيات بسيطة لكنها تحمل دلالات كبيرة على وعي الإنسان وتربيته. يُعدّ الذوق العام أحد مظاهر الرقي الحضاري للمجتمعات، وهو مجموعة من القواعد غير المكتوبة التي تنظم سلوك الأفراد في الأماكن العامة وتعكس احترامهم للآخرين. ويتجلى الذوق العام في اللباس المحتشم، والحديث اللبق، وحسن التصرف في الأماكن العامة مثل الحدائق والمطاعم والمراكز التجارية. التمسك بالذوق العام لا يعني قمع الحرية الشخصية، بل هو توازن دقيق بين حرية الفرد وحقوق الآخرين في آن واحد، فعلى سبيل المثال من غير اللائق رفع الصوت في الأماكن الهادئة، أو إلقاء النفايات في الشوارع، أو الحديث الجانبي في دور السينما، أو ارتداء ملابس غير مناسبة في الأماكن العامة أو عدم التزام الرجال والنساء بالجلوس في الأماكن المخصصة لهم، وخاصة في المناسبات العامة أو في احتفالات تخريج الطلبة والأمثلة كثيرة ومتنوعة، فمثل هذه التصرفات تُعدّ مخالفة للذوق العام وقد تؤثر سلباً على صورة المجتمع وراحته. وفي السنوات الأخيرة، اهتمت بعض الدول بتشريع قوانين تحمي الذوق العام، حيث فُرضت غرامات على من يتجاوز هذه القواعد، وذلك من أجل تعزيز ثقافة احترام النظام والتقيد بسياسة المكان وقوانينه. إن غرس الذوق العام يبدأ من الأسرة، ويمرّ عبر المدرسة ويُعزّز في المجتمع وهو ليس مجرد التزام خارجي، بل سلوك ينبع من وعي داخلي بأهمية الاحترام والتعايش مع الآخرين بسلام واحترام الذوق العام، فالإنسان الراقي هو الذي يحترم المكان والزمان والناس من حوله، وليس الذوق العام رفاهية أخلاقية، بل ضرورة حضارية، ومجتمعاتنا اليوم بأمسّ الحاجة إلى تعزيز ثقافة الذوق العام لمواجهة مظاهر الفوضى والتلوث البصري والسمعي في الأماكن العامة، فالمجتمع الراقي لا يُقاس فقط بالبنية التحتية أو بتنوع الكماليات أو بالمظهر الخارجي، بل بسلوك الناس فيه واحترامهم للذوق العام وعدم إيذاء الآخرين، ولعل أجمل ما قيل: «الأخلاق زينة الإنسان، والذوق العام زينة المجتمع».
*أكاديمي وباحث
@ Dr. Khaledali123. X.com
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نحن والذوق العام
نحن والذوق العام

الإمارات اليوم

timeمنذ 14 ساعات

  • الإمارات اليوم

نحن والذوق العام

في زحمة الحياة اليومية قد نغفل عن تفاصيل صغيرة تصنع فرقاً كبيراً في جودة العيش المشترك. الذوق العام ليس مظهراً فقط من مظاهر التهذيب، بل هو انعكاس حقيقي لرقي المجتمع ومدى احترام أفراده بعضهم بعضاً في أماكن مختلفة، فاللباقة في الحديث، واحترام النظام في الطوابير، والحرص على نظافة الأماكن العامة، كلها سلوكيات بسيطة لكنها تحمل دلالات كبيرة على وعي الإنسان وتربيته. يُعدّ الذوق العام أحد مظاهر الرقي الحضاري للمجتمعات، وهو مجموعة من القواعد غير المكتوبة التي تنظم سلوك الأفراد في الأماكن العامة وتعكس احترامهم للآخرين. ويتجلى الذوق العام في اللباس المحتشم، والحديث اللبق، وحسن التصرف في الأماكن العامة مثل الحدائق والمطاعم والمراكز التجارية. التمسك بالذوق العام لا يعني قمع الحرية الشخصية، بل هو توازن دقيق بين حرية الفرد وحقوق الآخرين في آن واحد، فعلى سبيل المثال من غير اللائق رفع الصوت في الأماكن الهادئة، أو إلقاء النفايات في الشوارع، أو الحديث الجانبي في دور السينما، أو ارتداء ملابس غير مناسبة في الأماكن العامة أو عدم التزام الرجال والنساء بالجلوس في الأماكن المخصصة لهم، وخاصة في المناسبات العامة أو في احتفالات تخريج الطلبة والأمثلة كثيرة ومتنوعة، فمثل هذه التصرفات تُعدّ مخالفة للذوق العام وقد تؤثر سلباً على صورة المجتمع وراحته. وفي السنوات الأخيرة، اهتمت بعض الدول بتشريع قوانين تحمي الذوق العام، حيث فُرضت غرامات على من يتجاوز هذه القواعد، وذلك من أجل تعزيز ثقافة احترام النظام والتقيد بسياسة المكان وقوانينه. إن غرس الذوق العام يبدأ من الأسرة، ويمرّ عبر المدرسة ويُعزّز في المجتمع وهو ليس مجرد التزام خارجي، بل سلوك ينبع من وعي داخلي بأهمية الاحترام والتعايش مع الآخرين بسلام واحترام الذوق العام، فالإنسان الراقي هو الذي يحترم المكان والزمان والناس من حوله، وليس الذوق العام رفاهية أخلاقية، بل ضرورة حضارية، ومجتمعاتنا اليوم بأمسّ الحاجة إلى تعزيز ثقافة الذوق العام لمواجهة مظاهر الفوضى والتلوث البصري والسمعي في الأماكن العامة، فالمجتمع الراقي لا يُقاس فقط بالبنية التحتية أو بتنوع الكماليات أو بالمظهر الخارجي، بل بسلوك الناس فيه واحترامهم للذوق العام وعدم إيذاء الآخرين، ولعل أجمل ما قيل: «الأخلاق زينة الإنسان، والذوق العام زينة المجتمع». *أكاديمي وباحث @ Dr. Khaledali123. لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

«نسائية دبي» تُطلق «رخصة قيادة الحياة الزوجية»
«نسائية دبي» تُطلق «رخصة قيادة الحياة الزوجية»

الإمارات اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • الإمارات اليوم

«نسائية دبي» تُطلق «رخصة قيادة الحياة الزوجية»

أعلنت جمعية النهضة النسائية في دبي، ممثلة في إدارة التدريب والاستشارات، عزمها إطلاق برنامج «رخصة قيادة الحياة الزوجية»، في السابع من يوليو القادم، وهو موجه للفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات حديثاً، لتزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة، بغرض بناء حياة أسرية ناجحة ومستقرة، وتقليل نسبة الطلاق، ضمن جهودها الدائمة لتحقيق شعار «الأسرة أساس الوطن». وأوضحت مشرف عام مبادرة العرس الجماعي، عفراء مبارك الحاي، أن البرنامج يأتي في إطار «عام المجتمع» وتماشياً مع أجندة دبي الاجتماعية 33 التي تسعى إلى تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في دبي من خلال مبادرات مختلفة. وجاء ذلك خلال اللقاء التعريفي الذي نظّمته الجمعية في مجلس المزهر، صباح أمس، للتعريف بالبرنامج، حيث أفادت الحاي بأن البرنامج التدريبي سيزود الفتيات المقبلات على الزواج والمتزوجات، خلال مدة لا تتجاوز عامين، بالمهارات اللازمة، مشيرة إلى أن البرنامج يتضمن خمسة أهداف رئيسة، هي: تعزيز الوعي بأهمية التواصل الفعّال والمشاركة بين الزوجين، وتقديم استراتيجيات لحل النزاعات والتعامل مع التحديات اليومية، وتعليم مهارات التنظيم وإدارة الوقت والموارد المالية، وتعميق الفهم حول الأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة، وتعزيز الصحة النفسية والعاطفية للزوجين. وأضافت أن البرنامج، الذي سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، سيستهدف وضع استراتيجية أسرية لزواج سعيد وناجح وأساليب التربية المعاصرة الناجحة وسبل تحقيق التماسك الأسري، وطرق مواجهة تحديات الحياة، ودور النظرة الإيجابية للحياة الزوجية في تعزيز الاستقرار الأسري، وآلية توزيع الواجبات والمهام اليومية ضمن الأسرة الواحدة. وأكدت أن هذا البرنامج سيسهم في تقليل معدلات الطلاق، وتعزيز الاستقرار الأسري، وبناء بيئة صحية للأطفال، ما ينعكس إيجابياً على المجتمع ككل في تكوين أسرة إماراتية مستقرة. عفراء الحاي: • «البرنامج» سيسهم في تقليل معدلات الطلاق، وتعزيز الاستقرار الأسري، وبناء بيئة صحية للأطفال.

السودان.. توق النازحين للعودة يصطدم بمرارة الواقع
السودان.. توق النازحين للعودة يصطدم بمرارة الواقع

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • البيان

السودان.. توق النازحين للعودة يصطدم بمرارة الواقع

فالمياه متوقفة منذ بداية الحرب، بعدما استخدمت محطات المياه ثكنات للمتحاربين، بدأت بعض الأحياء في إجراء معالجات محلية لحل أزمة المياه، لا سيما في أحياء منطقة البراري، التي يعمل النشطاء والخيرون من أبناء المنطقة بجد لإيجاد حلول إسعافية تخفف من المعاناة المتواصلة منذ أيام الحرب الأولى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store