logo
لمعة التوزير بعد التشكيل!

لمعة التوزير بعد التشكيل!

رؤيا نيوزمنذ 7 ساعات

كل مرة أتابع فيها صور وملامح بعض الوزراء قبل وبعد التوزير، أو خلال مدة عملهم، أتذكّر شكل تطوّر كل من شارك في برنامج مسابقات الغناء الشهير 'أراب آيدول'، حيث تختلف ملامحهم ومستوى الصوت وشكل حياتهم وطريقة وقوفهم أمام الكاميرات يوماً بعد يوم بسرعة فائقة، لدرجة أنهم أنفسهم – وأقصد الطرفين، قبلنا – يستغربون من سرعة التغيير.
لدرجة تصل لترى أغلبهم يحاولون قدر الإمكان ألّا تُنشر صورهم وحياتهم السابقة، بما فيها من ملامح التعب ووعثاء الحياة وعلامات المرض عند كثير منهم. لكن لم يمتلك أي منهم 'لمعة التوزير' إلا قلة نادرة، نراها كما عرفناها: استمرت كما بدأت، أو حتى بدا يظهر عليها جهد العطاء.
هم المواطنون وحدهم، وبعض رؤساء الوزراء، من ترى سرعة زيادة بياض شعرهم، وفقدان وزنهم، وزيادة متسارعة في ملامح العمر في وجوههم،
وكأن الوزراء يمتصون بريق الحياة من الشعب والرئيس. فترى وقتها كل رئيس حكومة يغرق في ضمان أعلى درجات تحقيق متطلبات نجاح مرحلة تكليفه، وكأنه مكلف وحده بإدارة كافة الوزارات. ويعمل المواطنون لرعاية رغبات الوزراء والاهتمام بهم في الدعوات الرسمية والخاصة، بأقصى ما يملكون من عزيمة مجاملة لصاحب المنصب، وكأنه جزء من نظام حياتهم.
ويسعى الرئيس في كل جولة معلنة أو مفاجئة لرضى الجمهور بتلبية متطلبات المواطنين، وكأنها مهمته منفردا. وحتى في القبول، ترى مراكز الدراسات في تقييمها وتحليلها للإنجاز والرضى تركز على تقييم الرئيس منفرداً، بينما يغرق عدد لا يُستهان به من الوزراء في البحث عن علاج يُعيد الشباب، والسعي لاختيار أفخر البدلات وربطات العنق، وأفضل أماكن السفر، أو متابعة مدى حداثة وجودة وتنوع المركبات المتاحة لهم، ونسبة مشاركتهم في المناسبات، إلا قلة نؤمن جميعاً بدورهم وقربهم من العامة، وجوهر العمل وخدمة المواطنين، ويسهل تعدادهم بعد كل تشكيل. أما الفئة الأولى، فيمكن لأي مواطن أن يلمح شكلهم دون معرفة أسمائهم، من درجة لمعان ربطة العنق وتكرار تغييرها، بدلاً من لمعان الإنجاز.
المشكلة أن رؤساء الحكومات هم غالباً من ترى زياراتهم أكثر أثرا على قرارات احتياجات الحياة، والاستجابة لمتطلبات الناس في الأرياف والقرى والبوادي والمدن، من وزراء الاختصاص. لدرجة أن تعلن أن دولة الرئيس في كل حكومة هو 'بتاع كله' في الاختصاص والمتابعة والإنجاز والمساءلة.
وحتى عندما نغضب من انقطاع مؤقت للكهرباء، أو زحمة سير في طريق، أو تأخر إنجاز معاملة لنقص أوراق في مؤسسة، ترى المواطنون أول ما يهاجمونه ويتهمونه هو الرئيس، لا جهة الاختصاص. ودور أغلب الوزراء – إلا قليل منهم – لا يتجاوز عملهم سوى الركض، دون توافق مع سرعة الحكومات غالباً، في وقت نعلم جميعاً أن لكل وزارة مخصصات وموظفين، وقرار الوزير أقرب وأسرع في سير أعمالهم، وليس رؤساء الوزارات. ولكن يبقى الانشغال في التركيز على مدة في نادي الوزراء، بدلاً من التركيز على نجاح مهام ووصف عمل واتصال وخدمات وزارته، فأغلبهم مقتنع أن رضا الرؤساء أولى من رضا المواطنين.
'لمعة التوزير' يعشقها ويصبو لها كثيرون هذه الأيام – عادي، وأنا منهم – فالانضمام للوزراء وفق عددهم الكبير أردنيا يعطي أملا وفرصة للجميع ليكون وزيرا. ونرى أحياناً عدداً ممن يتطلعون لها قد بدأ بزيادة عدد زياراته ومشاركاته في المناسبات العامة، ومنهم من زاد عدد جولاته ولقاءاته الرسمية، وغيرهم أصبح كاتباً أو يستعين بمن يكتب باسمه في الشأن السياسي والتنموي، وآخرون يلتقطون صوراً في الإعلام أكثر من 'عريس على اللوج'. ولكن أكثر ما يزعجني: من كانوا وزراء يوما ما – أو حاليين – لم نرَ إنجازاً لهم، يبذلون الغالي والنفيس لعودتهم لـ'لمعة التوزير'، وينشرون الهدايا والدروع التذكارية هنا وهناك.
وما أقوله للجميع: إن من تطوّر وتغيّر حاله في 'أراب آيدول' أو 'الوزارة' لم يستمروا جميعاً يلمعون على مسرح الحياة؛ فمنهم من غاب واختفى لضعف أدائه، وهم كثر، ومنهم من استمر واشتهر لحسن حضوره، وهم قلّة، ومنهم من اعتمد على عمليات التجميل ليطل ومنهم من بقيت ملامحه أصيلة لم تغيّرها الأضواء، فبقيت أعماله هي من تلمع، وهم القلّة التي لن ننساهم.
هنا اسمح لي، دولة الرئيس، أن أقول:
نأمل أن نرى في ملامح بعض من تتوجّهون لتوزيرهم في قادم الأيام عبء ما نلمحه في وجهك وقلة من وزرائك من عزيمة العمل، وعطش ما يروي حاجة هواء من يعشق تراب الوطن في حمايته، وشغف من يتطلّع لأركان النجاح للمستقبل، وصدق من يرى العطاء أجمل من الأخذ في دنياه. وأن نستبدل الربطات بلبس 'فزت' ما لم يكن لقاءً رسمياً، ولتكن إطلالتهم تعكس مواقعهم، لعلنا – على الأقل، إن لم نحفظ أسمائهم – أن نتمكن من معرفة ما يمثلونه من قطاعات.
وحاول، دولتك – وأقولها نصحاً – كما أنت مختلف في زياراتك وإطلالتك وطريقة تفكيرك، أن تكون مختلفاً في الاختيار، وأن تتجنب من استُهلك وهو يسعى طلباً للوزارة لا للصدق في العطاء، وخصوصاً السابقين منهم. وإن قال أحدهم إن ما ذهبتُ إليه ليس ذا أثر، فأقول له: إن لم تملأ وجوههم ملامح ما يمثلونه، سنبقى نترقب فيهم ألوان البدلات وربطات العنق، لا ألوان وطَعم الحياة والإنجاز فيهم، وسيبقون ليس أكثر من… 'لمعة توزير'.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإخفاق: المسار الحقيقي للتقدم (3)
الإخفاق: المسار الحقيقي للتقدم (3)

الغد

timeمنذ 38 دقائق

  • الغد

الإخفاق: المسار الحقيقي للتقدم (3)

ماسة الدلقموني* اضافة اعلان إذا كانت الدهشة تفتح بوابة الدماغ للتعلّم، وكان الفضول هو الشرارة الأولى التي تُشعل الرحلة بأكملها. فإن الإخفاق هو المسار الحقيقي للنضج والتقدم.ماذا لو خصصت مادة أو وقتًا أسبوعيًا للتأمل في الإخفاق؟تخيّلوا لو دخل طفل إلى صفّه في أول يوم دراسي، ووجد مكتوبًا على السبورة:«مرحبًا بكم في مادة التجربة والخطأ.»لا رياضيات، لا علوم، لا مطالعة. مادة لها حصة أسبوعية، وتمارين تقييمية أيضًا، لكن من نوعٍ آخر.هل سيبتسم الطفل؟ أم سيرتبك؟ هل سيتساءل إن كان الخطأ الذي اعتاد أن يُخفيه، قد أصبح اليوم ما يُحتفى به؟في عالمٍ يتسابق فيه الجميع نحو الكمال، ويُعلّق التفوّق على جدران الصفوف كأنها نياشين انتصار، تأتي هذه الحصة لتقول شيئًا مختلفًا: مرحى لمن تعثّر… فقد حاول. مرحبًا بمن لم يعرف… فقد سأل.في هذا الصف المختلف، لا نُصحّح الإجابات، بل نقرأ المحاولات. لا نُعاقب التسرّع، بل نتأمله. لا نُخفي الإخفاق، بل نضعه تحت المجهر لنتعلّم منه. نراقب هشاشتنا، ونصنع منها فهمًا أعمق لأنفسنا وللعالم.في تلك الحصة، يُطلب من الطالب أن يُدوّن «سقطة الأسبوع»، ويُجيب: ماذا تعلّمت منها؟ من ساعدك على رؤيتها؟ كيف تغيّرت بسببها؟ ثم يناقش الصف تلك اللحظات، لا ليُصحّحها، بل ليتأمل ما كشفته من فرص للنمو. العثرة هنا تتقدّم الصفوف، لا كخصم، بل كرفيق طريق.لا بد أن نعيد النظر — بجرأة وفضول — في منطقنا القديم تجاه الإخفاق. ففي هذا المفهوم البسيط، تسكن مهارات عظيمة: المحاولة، التراجع، التأمل، العودة، النقاش، الاعتراف، التطوّر، وإيجاد الحلول.في مدرسة المستقبل، لا يُعامل الإخفاق كخروج عن المسار، بل هو المسار ذاته. ولا يُحرج أحد من تعثّره، فهو لا يُكتب بالأحمر، بل يُعلّق على الجدران كأثرٍ تعلّمي لا للسخرية، بل للإلهام، ويُمنح التقدير، لا لمن لم يزلّ، بل لمن عرف كيف يصادق عثرته، ويحولها إلى درسٍ نابض وفرصة لفهم أعمق.فمن منظور علم الأعصاب، يُفرز الدماغ عندما يدرك الخطأ مادة «النورإبينفرين» التي تزيد من يقظته واستعداده للتعلّم، بينما تنشط «القشرة الجبهية الأمامية» المسؤولة عن التحليل واتخاذ القرار. أي أن لحظة الخطأ تُعد لحظة إشعال عصبي تعليمي بامتياز.أما من الناحية النفسية، فالإخفاق يُدرّب الطفل على المرونة الذهنية، والوعي الذاتي، وتنظيم المشاعر. وهو لحظة تأمل لا جلد، وفهم لا لوم. وعندما يُصمَّم المنهج التعليمي ليشمل تجارب فشل مقصودة ومدروسة، يصبح الخطأ أداة تعلّم، لا عقبة فيه.في هذا السياق، يُعاد تعريف الإخفاق كتجربة إنسانية طبيعية، تستحق مساحة في الجداول، ومكانًا في لغة الصف. ويُصبح الطفل الذي يُدرَّب على التعامل الواعي مع عثراته، أكثر قدرة على إعادة المحاولة، وأكثر وعيًا بذاته، وأقل خوفًا من التعثّر أمام الآخرين لأن أكثر ما يُربك الطفل، ليس الإخفاق، بل نظرات الآخرين حين يقع. فهل نجرؤ على منح هذه السقطة كرامتها المفقودة؟ أن نمنحها وقتًا، ومنهجًا، ومكانًا في جداولنا؟وفي النهاية، تُصبح هذه العثرات جزءًا من لغة تعليمية جديدة، يكتسب الطالب من خلالها مهارات فكرية وعاطفية، تُمكّنه من النمو الشخصي والأكاديمي فالسقطة بابًا علينا أن نتركه مواربًا، فربما ما ينتظرنا خلفه، هو أجمل ما يمكن أن نتعلّمه.حين نربط بين الدهشة التي تضيء الدماغ وتفتح الباب، والفضول الذي يُشعل الطريق ويدفع الخطوات الأولى، والإخفاق- الذي يصقل النفس ويعطي المساحة للاستمرار، نكون قد بدأنا بتشكيل ملامح مدرسة لا تنتمي فقط إلى زمن مختلف، بل إلى فلسفة إنسانية أعمق لتُعيدنا إلى أصل التعلّم، لا كما نُدرّسه، بل كما يحدث في داخل الدماغ. مدرسة تُعيد للطفل صوته، ولسؤاله قيمته، ولفطرته حقّها في أن تقود الطريق.هكذا فقط، نعيد التعلّم إلى فطرته: نُصغي إلى الدهشة، ونرافق الفضول، ونحتضن الإخفاق وتوظفهم بفهم علمي تربوي لنشكل المنهج الأكثر اتساقًا مع طبيعة هذا الجيل، ومع المؤثرات المعقّدة التي تحيط به.لكن… في عصرٍ يتزاحم فيه التيك توك وانستجرام وغيرها على نوافذ العقول، وتتنافس الشاشات على خطف أعين الصغار والكبار قبل قلوبهم، يصبح الانتباه عملًا شجاعًا، ويغدو التركيز مهارة وجودية، لا يُمكن للتعلّم أن يُزهر بدونها.فلن يدهش العقل ولا يتقد الفضول ولا يثمر الإخفاق إن لم يكن الطفل حاضرًا،فكيف نُعيد صياغة التعلّم لا كمنهج، بل كحالة وعي؟لنمنح التركيز مكانته، لا كشعار، بل كضرورة.ونغرس في الجداول لحظات صمت، لا فراغا… بل استعداد. لأن العقل الذي لا ينتبه، لا يتعلّم.وما نحتاجه اليوم، ليس مزيدًا من المعلومات… بل مزيدًا من الانتباه.حتى نلتقي مجدداً* مستشارة أولى في الطفولة المبكرة وقيادة المؤسسات التعليمية

شهداء بنيران مسيّرة إسرائيلية في خان يونس
شهداء بنيران مسيّرة إسرائيلية في خان يونس

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

شهداء بنيران مسيّرة إسرائيلية في خان يونس

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة على نسف مبان سكنية في خان يونس بقطاع غزة الفلسطيني بالتزامن مع غارات جوية على المدينة، في حين استشهد 4 فلسطينيين بنيران مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيمة نازحين غربي خان يونس. اضافة اعلان وذكرت مصادر في مجمع ناصر الطبي أن من بين الشهداء الأربعة طفلا وامرأتين، في حين تحدثت مصادر فلسطينية عن شهيد خامس. وبالتوازي مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف جنوب مدينة خان يونس استهدفت غارة إسرائيلية أيضا الليلة منزلا في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة. وشهد أمس السبت استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قالت مصادر في مستشفيات القطاع إن 60 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف.

لقاء لمّ شمل خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت 2025: تكريم الإرث والاحتفال بالمجتمع
لقاء لمّ شمل خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت 2025: تكريم الإرث والاحتفال بالمجتمع

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

لقاء لمّ شمل خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت 2025: تكريم الإرث والاحتفال بالمجتمع

اجتمع خريجو الجامعة الأميركية في بيروت مع عائلاتهم وأصدقائهم للاحتفال بلمّ شمل الخريجين لعام 2025 من خلال سلسلة من الفعاليات الهادفة التي أقيمت بين 19 و21 حزيران. وبينما يُعدّ لمّ الشمل السنوي تقليدًا عزيزًا على قلوب خريجي الجامعة إلا أنه يحمل أهمية خاصة للخريجين الذين يحتفلون بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين، والخمسين، والخامسة والخمسين وما بعد. تُكرّم هذه الدفعات المميّزة رسميًا خلال حفل يُقام في قاعة "أسمبلي هول" في الجامعة الأميركية في بيروت حيث تنطلق فعاليات لقاء لمّ الشمل على مدى ثلاثة أيام. خلال حفل التكريم رحّبت نائب الرئيس المشارك للإنماء، شؤون الخريجين، والمناسبات الجامعية سلمى ضناوي عويضة بالضيوف بعبارات مؤثرة، وقالت، "إن ما يربطكم بالجامعة الأميركية في بيروت لا يقتصر على عام تخرّجكم، بل هو أعمق من ذلك. إنه الفخر الهادىء الذي تشعرون به حين تسمعون عن طالبٍ كسر الحدود. إنها الراحة التي تشعرون بها حين ترون زملاءكم القدامى وتعرفون أن هذا المكان ما زال بيتكم الآمن. وبينما نجول بأنظارنا في هذه الغرفة سنرى أكثر من مجرّد خرّيجين. سنرى حاملي الشعلة وبناة الجسور وحماة الإرث." وفي خطابه الرئيسي، نوّه رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري بمهمة الجامعة الدائمة وتوجهها المستقبلي، قائلاً، "نحن فخورون بالتعليم الهادف الذي نقدّمه في الجامعة الأميركية في بيروت – وبخرّيجينا الاستثنائيين – لكن هذا لا يكفي. فعلى جامعتنا القيام بالمزيد من أجل المجتمعات التي تعيش خلف جدرانها. وهذا ما نقوم به بالفعل. نحن في طور التحوّل وبصدد تقديم برامج جديدة – وكليات جديدة حتى – إلا أننا نتمسّك بقوّة بالقيم التي جعلت هذه المؤسسة مؤسسة عظيمة." كما شارك خوري بعض الأخبار الجديدة عن الجامعة مؤكدًا على أهمية الدور الذي يلعبه الخريجون، "لقد طرأت بعض التغييرات على جامعتكم الأم، لكن بعض الأمور لم تتغيّر، وعلى رأسها أهمية خرّيجينا –أي أنتم جميعًا: أنتم تقودون وتلهمون وتبتكرون وتردّون الجميل – لتكون لغيركم الحياة وتكون حياة أفضل. لقد بادرتم مرارًا وتكرارًا لدعم رسالتنا الثابتة: أن نخدم الشعوب في لبنان والشرق الأوسط وخارجهما إلى أقصى قدراتنا. شكرًا لكم." وألقى المتحدّث الرئيسي حسين عمّار كلمة مؤثرة بالمناسبة ممثلاً دفعة الخرّيجين الذين يحتفلون بالذكرى السنوية الخمسين. عمّار الذي تخرّج عام 1975 بدرجة بكالوريوس في الهندسة المدنية بنى مسيرة مهنية ناجحة في إدارة شركات البناء في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. حافظ عمّار، وهو عضو مؤسس لفرع خريجي الجامعة الأميركية في بيروت بجدّة، على ارتباطه الوثيق بالجامعة بصفته مرشدًا للخرّيجين ومتبرعًا وفيًا كريمًا. وقال، "نحتفل اليوم بذكرى مرور خمسين عامًا على تخرجنا؛ وسأكون مقصّرًا إن لم أُدرك عمق تأثير تلك السنوات على لبنان الحبيب". وأضاف، "لقد عانينا من حرب أهلية، وحروب الآخرين على أرضنا، والسيطرة الخارجية على بلادنا التي أدّت إلى تراجع البلاد إلى مستويات لا يتصوّرها عقل. لم يتوقّع أي منّا، نحن من تخرّجنا في عام 1975، حدوث ما حدث. لقد كنّا روادًا لكننا تخلّفنا كثيرًا." كما ألقى عمّار في خطابه الضوء على دور الجامعة الثابت عبر عقود من الاضطرابات، وقال، "وبينما حدث كل ذلك، ثابرت الجامعة الأميركية في بيروت مؤكدةً على رسالتها النبيلة. ظلت الجامعة نبراسًا للعلم والفكر الحرّ في لبنان والعالم العربي وخارجهما، وكانت بمثابة بوصلة أخلاقية وملاذ آمن في مواجهة المحن الشديدة. كما واصلت جمع الطلاب اللبنانيين والعرب من شتّى مناحي الحياة ومختلف الأديان والانتماءات السياسية في مساحة واحدة مشتركة — هي مساحة للنقاش والاستماع والتعلّم والنمو. الجامعة الأميركية في بيروت هي صورة مصغّرة لما يمكن أن يكون عليه لبنان." ومثّلت المتحدثة الرئيسية دانا حسين عمّار (بكالوريوس إدارة الأعمال، خريجة عام 2000) دفعة خرّيجي عام 2000 الذين احتفلوا بالذكرى الخامسة والعشرين لتخرّجهم. تعمل دانا مستشارة استراتيجية للأعمال والعلامات التجارية، وتدير منصة إرشاد عن الأمومة وتتمتع بخبرة تزيد عن عشرين عامًا في الشركات العالمية ومشاريع التأثير الاجتماعي والشركات الناشئة في مجال بيع المواد الغذائية بالتجزئة. تتحدّر دانا من عائلة بارزة تخرّج أجيالها من الجامعة الأميركية في بيروت، وهي ابنة المتحدث باسم دفعة عام 1975 حسين عمّار. وقالت، "لقد جلست أنا وأبي وأمي تحت الأشجار نفسها وخطونا الخطوات نفسها في هذا الحرم الجامعي وهذا ما يضفي معنى أكبر ويجسّد الإرث الطويل والقدسية التي تتمتع بها جامعتنا الأم". وبالتطلّع نحو المستقبل، أشارت إلى قوة الخريجين التغييرية، "بعد أن تشاركنا السنين والذكريات العزيزة في هذا الحرم الجامعي، يمكننا الآن من مكانتنا المتميّزة أن نؤثر ونردّ الجميل. البعض منا سيساعد الطلاب ماليًا، والبعض الآخر سيقدّم الإرشاد والمنح ويساهم في بناء الفرص وما شابه ذلك - أمّا الشجعان منّا فقد يدخلون في مجال السياسة. وكل هذه الجهود تحظى بتقدير كبير من المجتمعات التي ندعمها." وشمل حفل التكريم توزيع الميداليات على خريجي الدفعات المحتفى بها. واختُتم بصورة جماعية على سلالم البوابة الرئيسية الشهيرة "ماين غيت" وبحفل استقبال حماسي في ساحة "آسمبلي هول". واستمرت الاحتفالات في الحرم الجامعي مع حفل الخريجين السنوي الذي أحياه أليكو وفرقتُه، حيث استمتع مئات الخريجين، برفقة عائلاتهم وأصدقائهم، بأمسية مليئة بالحيوية وبأجواء نابضة بالحياة. وفي مساء اليوم التالي، اجتمع أكثر من 2000 شخص في الملعب البيضاوي في حرم الجامعة لقضاء أمسية لا تُنسى تحت النجوم. كانت الأجواء مشحونة بالحماس، إذ أضاءت النجمة اللبنانيّة نانسي عجرم المسرح بأغانيها الشهيرة، وشاركها الحضور الغناء بمنتهى الفرح. وقد شكّل الحفل مزيجًا رائعًا من الحنين والطاقة والفخر، إذ جمع الخريجين والطلّاب والعائلات والأصدقاء في ليلة ساحرة جسّدت روح لقاء خريجي الجامعة الأميركية في بيروت بأكمل صورة. وستُخصَّص كامل عائدات الحفل لدعم صندوق المنح الدراسية للطلاب، تعزيزًا لرسالة هذا الحدث في العطاء وتمكين الأجيال القادمة. انتهت احتفالات لمّ الشمل بأجواء من البهجة والدفء مع رحلة عائلية دامت يومًا كاملاً، استكشف من خلالها الخرّيجون الجمال الطبيعي للبنان وصنعوا ذكريات جديدة مع أحبائهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store