
متابعات – العدد الثّاني عشر بعد المائة!الطاهر المعز
الطاهر المعز
يتضمن العدد الثّاني عشر بعد المائة بتاريخ الثّاني والعشرين من شباط/فبراير 2025 فقرة عن بعض أهداف حرب الإبادة في غزة والضّفّة الغربية وفقرة عن بعض الوضع الإقتصادي في الحبشة، وفقرة عن الدّور التّخريبي لأنظمة الحُكم في رواندا وأوغندا اللّتَيْن احتل جيشهما منطقة 'كيفو' في الكونغو الدّيمقراطية لحساب الشركات العابرة للقارات والدّول الإمبريالية وفقرة عن الإنبطاح الأوروبي أمام الغطرسة والتهديدات الأمريكية وفقرة عن أهمية جزيرة 'غرينلاند' التي تهدّد الولايات المتحدة باحتلالها، وفقرتان عن إغلاق مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية (USAID ) وأخرى عن تقديس العَسْكَرَة في الولايات المتحدة
في جبهة الأعداء – من أهداف حرب الإبادة
تُوَضِّحُ كتابات مؤسس الصهيونية، ثيودور هرتزل، أن تأسيس الدّولة الصّهيونية يستوجب الاستيلاء على الأراضي اللبنانية والسورية، وأكّدت تصريحات الزّعماء الصهاينة على مدى عقود من الزمان هذا الطّموح، كما أكّدت الوثيقة المُسمّاة 'خِطّة ينون' التي نُشرت خلال شهر شباط/فبراير 1982 ( قبل أربعة أشْهُر من غَزْو لبنان) في مجلة كيفونيم تحت عنوان 'استراتيجية لإسرائيل في الثمانينيات'، هذا الهدف، وهي خطة صمّمها 'عوديد ينون'، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الصّهيونية، ومستشار أرييل شارون، رئيس حكومة العدو الأسبق…
قدّمت خطة ينون مخططا لجملة من الأحداث التي تهدف خلق الفوضى واختلاق مشاكل داخلية ( أثنية وطائفية ) وحروب أهلية، بهدف تقسيم المنطقة إلى ما دون اتفاقيات سايكس/بيكو التي تم الإتفاق عليها بين الإمبرياليتَيْن الفرنسية والبريطانية، سنة 1916، في ذروة الحرب العالمية الأولى، وتضمّنت الخطّة 'تفكيك العراق وسوريا إلى مناطق فريدة عرقيا أو دينيا وتدمير قوتهما العسكرية… وزيادة تقسيم لبنان على أسس دينية وطائفية وإثنية…'، وخلق مشاكل في مصر ( رغم اتفاقيات الإستسلام) لإعادة احتلال سيناء وقناة السويس والبحر الأحمر، ونقل سُكّان غزة إلى سيناء في وقت لاحق، بهدف تأبيد السلام والأمن للكيان الصهيوني، وعاد الحديث عن خطة ينون وعن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء منذ حرب الإبادة المُستمرة منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وفق بيانات الحكومَتَيْن الأمريكية والصّهيونية، لإنجاز خطط 'إسرائيل الكبرى'، من النيل إلى الفُرات، عبر الضَّمّ القَسْرِي والتّطْهِير العرقي، وتحويل الفلسطينيين إلى غُرباء في أرضهم، وفق صحيفة 'غارديان' ( 25 آب/أغسطس 2009)، وعلّقت صحيفة 'ذا نيشن' على إقرار قانون 'الدّولة القومية للشعب اليهودي' ( تموز/يوليو 2018) بأنه 'تكريس الطموحات الإستعمارية الإستيطانية الصهيونية وإقامة إسرائيل الكبرى'، بدعم كبير من الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، مما مكّن الجيش الصهيوني من الإستفادة من سقوط النّظام السوري لاحتلال القنيطرة ومرتفعات الجولان وجبل الشيخ وجنوب سوريا وريف دمشق وحوض اليرموك، ومصادر المياه، كخطوة نحو إعادة تشكيل خريطة ' الشرق الأوسط الجديد ' وفق المخططات الأمريكية والصّهيونية
أعلن رئيس حكومة العدو بنيامين نتن ياهو يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2024: 'إن هزيمة الأسد تبشر بإعادة تشكيل كبيرة للمنطقة، شبيهة بالتقسيم الذي أقَرّته اتفاقية سايكس بيكو'، التي قسّمت بموجبها بريطانيا وفرنسا الإمبراطورية العثمانية، سنة 1916، على أُسُس إثنية ودينية وقومية…
عادت عبارة 'إسرائيل الكبرى' إلى الظهور في وسائل الإعلام الصّهيونية، وتتضمن علَنًا ضم الأراضي المُجاورة لفلسطين بدعم أمريكي مالي وعسكري وسياسي وإعلامي مُطْلَق، حيث أعرب دونالد ترامب، منذ اليوم الأول من تنصيبه عن اهتمامه الشديد بـ 'تطهير غزة بالكامل'، ونقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وتمويل عمليات التّطهير والإستيطان من قِبَل صهاينة العرب في الخليج… وفق موقع – Mintpressnews – 28 كانون الثاني/يناير 2025
الحبشة
حصلت حكومة الحبشة على قُروض بقيمة 3,4 مليارات دولارا من صندوق النقد الدّولي و16,6 مليار دولارا من البنك العالمي، مما رفع حجم الدُّيُون الخارجية إلى 29 مليار دولارا خلال منتصف سنة 2024، في ظل انخفاض حجم العملات الأجنبية، منتصف سنة 2024، وعجزت الدّولة، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2023، عن سداد الدّيون ( سندات دَوْلِيّة) بقيمة مليار دولار، بينما انخفض حجم احتياطي العملات الأجنبية إلى ما يُعادل أُسْبُوعَيْن من التّوريد، واستغل الدّائنون الفُرصة– وعلى رأسهم صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي – لِفَرْضِ 'تعويم العُملة' ووَضْع حدّ لتدخّل الدّولة في سعر الصّرف، خفضت الدّولة قيمة العُمْلة بنسبة 30% مقابل العملات الأجنبية، يوم 30 تموز/يوليو 2024، بأمر من الدّائنين، بذريعة وضع حدّ لهيمنة السّوق الموازية على نحو 80% من سوق الصّرف، مما زاد من ارتفاع أسعار السلع ونسبة التّضخّم التي أضَرّت بعيش معظم سُكان الحبشة البالغ عددهم 120 مليون نسمة، مع صعوبة استيراد البضائع التي زادت أسعارها وفق المُؤشِّر الرسمي بنسبة 30% سنة 2022 وحوالي 30% سنة 2023، بفعل الجفاف والحرب في منطقة تيغراي فضلا عن الحرب في أوكرانيا، واستمرت قيمة العملة في الانخفاض في بلد يعيش نحو 34,6% من سكانه تحت خط الفقر، بأقل من 2,15 دولار في اليوم، وفق بيانات البنك العالمي ( أيلول/سبتمبر 2024)، كما يستمر العجز التجاري حيث بلغت قيمة واردات الدّولة 23 مليار دولار في عام 2023، ولم تتجاوز قيمة صادراتها 11 مليارا، بحسب بيانات البنك العالمي…
لا يزال نظام الحكم في الحبشة يُعاني من صعوبات في سداد الدُّيُون، وضَغَط صندوق النقد الدّولي – من خلال مُديرته التنفيذية التي زارت الحبشة يوم الأحد التّاسع من شباط/فبراير 2025 – لفرض إعادة هيكلة الدّيُون السّيادِيّة بشرُوط مجحفة أقرّتها مجموعة العشرين، بمبادرة من صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي والمصرف الإفريقي للتنمية، وكانت حكومة الحبشة قد توصّلت إلى اتفاق مع صندوق النقد الدّولي ( تموز/يوليو 2024) بشأن قرض جديد بقيمة 3,4 مليارات دولار لسداد قُرُوض قديمة ولتوفير العملات الأجنبية بالمصرف المركزي، بهدف تأمين الواردات واستقرار سعر صرف العملة المحلية…
الكونغو:
أطلق نظام رواندا بزعامة بُولْ كاغاميه ( Paul Kagamé ) عدوانًا – بدعم من نظام أوغندا بظعامة يُوري موسفيني، على بَلَد إفريقي شقيق، واستولى جيش رواندا على منطقة من جمهورية الكونغو الديمقراطية نيابة عن الدول الإمبريالية والشركات متعددة الجنسيات، في حين أنشأت مالي وبوركينا فاسو والنيجر رابطة دول الساحل لمحاربة العدوان الأجنبي، واحتج المتظاهرون الكونغوليون أمام سفارات رواندا وأوغندا وبلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة، التي تعتبر الراعية لهذه الإبادة الجماعية.
لقد أصبحت الدولة الرواندية الأداة التي تُيَسِّرُ وتخدم سيطرة الشركات العابرة للقارات، ذات المَنْشأ الأمريكي والأوروبي، على ثروات جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة في منطقة كيفو، الغنية بالمواد الخام والمعادن النادرة والثمينة، والأتربة النادرة، وأراضيها الزراعية الخصبة للغاية، ويحتوي باطن الأرض الكونغولية على الماس والذهب والفضة والنحاس والمنغنيز والبوكسيت والزنك والنفط والفحم والغاز واليورانيوم والثوريوم والزركونيوم والتنتالوم والنيوبيوم والكولتان، وهي معادن نادرة تستخدم في الصناعات المتطورة ذات القيمة المضافة العالية، مثل أشباه الموصلات (الاتصالات والطيران والفضاء، وغيرها)، فضلا عن الثروة المائية والنفط والغاز والفحم، وتحتوي مناجم الكونغو كذلك على الكولتان الذي يُعْتَبَرُ ضروريًا لإنتاج الهواتف المحمولة، ووجدت الشركات متعددة الجنسيات ضالّتها في أنظمة الحكم في رواندا وأوغندا، واستغلّتها لاحتلال مناطق التعدين وحقول النفط والغاز، وتقسيم البلاد ونَهْبِها.
غرينلاند
أعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، بشكل فظ ومتعجرف زيادة الرّسوم الجمركية على الواردات القادمة من جل بلدان العالم، وأعلن رغبة الولايات المتحدة في الإستحواذ على قناة بنما (إذا ما لم تقطع دولة بنما علاقاتها مع الصين التي تُشرف إحدى شركاتها على إدارة القناة) وعلى غزة وعلى غرينلاند ( جزيرة تتمتع بحكم ذاتي ضمن اتحاد مع الدّنمارك)، مُختزلا بذلك جوْهَر الإمبريالية التي لا تعرف سوى القوة لضمان مصالح احتكاراتها…
تقع جزيرة غرينلاند (2,2 كيلومتر مربع ولا يسكنها سوى 56 ألف نسمة) في منطقة استراتيجية بين أوراسيا وأمريكا، وتنتمي جغرافيا إلى قارة أمريكا الشمالية، لكنها ارتبطت سياسيا وثقافيا منذ أكثر من عشرة قُرُون بأوروبا ( النّرويج والدّنمارك)، وأصبحت مُستعمَرَة دنماركية منذ 1814، ولكنها تتمتع بحكم ذاتي كإقليم دنماركي منذ سنة 1982…
قدّمت الولايات المتحدة عَرْضًا، منذ سنة 1867، لشراء جزيرة غرينلاند مقابل مائة مليون دولارا، ورفضت الدّنمارك العرض، كما رفضت العَرْض الذي جدّده الرئيس ترومان سنة 1946، لكن الولايات المتحدة استغلت الحرب العالمية الثانية لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة لا تزال قائمة بالجزيرة منذ سنة 1941، وهي قاعدة استراتيجية بحكم قُرْبها من روسيا ومن القُطب الشمالي ( الغني بالمعادن والموارد الطّبيعية) وموقعها بين أوراسيا وأمريكا حيث يسْمَح الذوبان النسبي للجليد بتقصير مسافة حركة السّفن صيفًا.
تتميز جزيرة غرينلاند باتساع مساحتها ( 2,2 كيلومتر مربع) وقلّة عدد سكانها ( 56 ألف نسمة) وبموقع جغرافي استراتيجي بين القارات، وتحتوي على الموارد المعدنية الاستراتيجية كالنحاس والذهب والرصاص والأحجار الكريمة والمعادن النادرة واليورانيوم والزنك والموارد الضرورية لتكنولوجيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي، وكل ما هو ضروري لضمان القوة الإقتصادية والعسكرية.
أوروبا 'نِمْرٌ من وَرَق'؟
انعقدت الدّورة السّتُّون لمؤتمر ميونيخ للأمن ( من 14 إلى 16 شباط/فبراير 2025) بمشاركة ستّين رئيس حكومة ودولة، وقادة حلف شمال الأطلسي ومخابرات الدّول الإمبريالية ومؤسسات البحث العسكري وأهم الشركات المُصنّعة للأسلحة، قبل اجتماع بعض القادة الأوروبيين، لبحث بعض الخلافات الأوروبية – الأمريكية بشأن التجارة وحرب أوكرانيا والتّدخّل الأمريكي السّافر في الشؤون الدّاخلية للدّول الأوروبية، ومن بينها الدّعم الأمريكي العَلَنِي لأحزاب اليمين المتطرف في بلدان أوروبية 'حليفة'، ولم يُسْفِر لقاء ميونيخ ولا لقاء باريس عن موقف أوروبي مشترك بشأن التّحدِّي والإستفزاز الأمريكِيّيْن، بينما نظّمت المجموعات المناهضة للحروب ولصناعة الأسلحة احتجاجات خارج قاعة مؤتمر ميونيخ، وطالب المحتجون 'بوضع حدٍّ للحرب في أوكرانيا ولإغراقها بالسلاح، وإنفاق الأموال المُخصّصة للحروب في مجالات التّعليم والصّحّة والسّكن والنّقل العام…
تجري حرب أوكرانيا في أوروبا، لكن الولايات المتحدة تريد استبعاد أوروبا من المناقشات مع روسيا لإنهاء الحرب، بعدما استخدمت أمريكا شُركاءها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي لخوض الحرب، واتفق دنوالد ترامب وفلاديمير بوتين على ترتيب لقاء في السعودية ( بعيدًا عن أوروبا وبدون استشارة نظام أوكرانيا ) 'لإنهاء الحرب في أوكرانيا'، وكان الرّد الأوروبي ضعيفًا ( كالعادة) إثر لقاء باريس، يوم 16 شباط/فبراير 2025، بين بعض قادة الإتحاد الأوروبي (عشر حكومات)، ولم يجْرُؤ الزّعماء الأوروبيون الحاضرون ( أعضاء حلف شمال الأطلسي) على الإعتراض على مفهوم دونالد ترامب 'للسّلام' الذي يُقصِي أوروبا وأوكرانيا ويبتزّ نظام أوكرانيا لتتمكّن الشركات الأمريكية من السيطرة على ثروات البلاد، فقد عرض وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، على رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في كييف، وثيقة مكتوبة تشمل منح الولايات المتحدة حقوق نصف الإحتياطات المعدنية الأوكرانية، وخُصُوصًا المعادن الأساسية الضّرورية لتصور تكنولوجيا الإتصالات و 'الذّكاء الإصطناعي' كالليثيوم والتيتانيوم والغرافيت، ويُبَرِّرُ دونالد ترامب هذا الإبتزاز 'إن الولايات المتحدة ساعدت أوكرانيا خلال الحرب بقيمة نصف تريليون دولار ويمكن لها سداد هذا الدَّيْن من مواردها المعدنية والأراضي الزراعية الخصبة، ويتمثل الإعتراض الوحيد لنظام أوكرانيا في انعدام مقترح توفير ضمانات حماية طويلة المدى، وانعدام الضمانات المستقبلية للنظام…
الولايات المتحدة:
تُعتبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أداة 'ناعمة' للسياسات التّوسُّعِيّة والعُدْوانية الأمريكية، واها مكاتب في ما لا يقل عن مكائة دولة، وتبلغ ميزانيتها السنوية ما بين 50 و 60 مليار دولار، بهدف ' دعم الاقتصاد والصحة والتعليم، وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة' وفق ميثاقها، غير إنها تورّطت في عمليات إجرامية وتمويل تظاهرات ضدّ حكومات أجنبية والحث على انتهاك حقوق البشر وارتكاب الجرائم، وساهمت مباشرة أو بواسطة منظمات أمريكية أخرى مثل 'المجتمع المفتوح' ( جورج سوروس) و'نيد' في إطْلاق الفِتَن في العديد من دول العالم، منذ تأسيسها سنة 1961، وتدخّلت في مناطق النزاعات والحُروب في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تلقت أوكرانيا – وهي في حالة حرب مع روسيا – نحو 27,2% من إجمالي 'المُساعدات' التي أنفَقَتْها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وفق بيانات الحكومة الأمريكية الواردة في بوابة ( ForeignAssistance.gov )
إغلاق مقر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في واشنطن
تأسست الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سنة 1961، واستخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ أكثر من ستة عُقُود للتسلل إلى العديد من البلدان النامية وزعزعة استقرارها من خلال تمويل عدد من المنظمات غير الحكومية والحركات المحلية القائمة على الإعانات الضخمة، وقرّر دونالد ترامب إغلاقها ضمن عمليات التطهير التي ينفذها بواسطة وزارة فعالية الحكومة (DOGE) التي أنشأها على مَقاس إيلون ماسك، الذي أعلن يوم 02 شباط/فبراير 2025 إغلاق المقر الرئيسي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في واشنطن، واستولى فريق إيلون ماسك على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها، وتم فَصْلُ أكثر من 50 من كبار المسؤولين في الوكالة ومنعهم من الإدلاء بأي تصريح وحَظْر التواصل مع أي شخص خارج الوكالة دون إذن، وأقالت إدارة ترامب يوم الأحد 02 شباط/فبراير 2025 إثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لرفضهما تسليم وثائق سرية في مناطق محظورة إلى المفتشين الذين أرسلهم إيلون ماسك الذي قرّر – نيابةً عن دونالد ترامب – تعليق تسليم الأموال لعدة دول لمدة 90 يوما باستثناء الكيان الصهيوني ومصر، وقد يتم تجميد 'المساعدات' الخاصة بمصر إذا رفض رئيسها تهجير الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
ترتبط الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ارتباطاً وثيقاً بشبكات جورج سوروس العالمية – المُسمّاة 'مؤسسة المُجتمَع المفتوح' – التي تلقّت الجزء الأكْبَر من التمويلات منذ سنة 2009 على الأقل، فيما بدأ التّعاون بين المُؤسّسَتَيْن ( وكالة التنمية الدّولية والمجتمع المفتوح ) مباشرة بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، ووقّعتا – سنة 1993 – اتفاقية لتدريب ثلاثين شخصًا على تقنيات زعزعة الإستقرار، وكانت دول أوروبا الشرقية (بلغاريا وإستونيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا…) في طليعة الدّول المُسْتَهْدَفَة، ثم استمر التّعاون المالي والتقني والإيديولوجي والسياسي ليُثْمِرَ خلال العقد الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سلسلة من 'الثورات الملونة' في جورجيا وأوكرانيا وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق التي تحد روسيا الآن، ولعبت مؤسسة المجتمع المفتوح التي يُديرها جورج سوروس والمنظمات التي تدور في فلكها وفلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية، دَوْرًا محورِيًّا في تمويل وتصميم وإدارة هذه 'الثورات المُلَوّنة' وخصوصًا 'الثورة البرتقالية في أوكرانيا ( سنتَيْ 2003 و2004 )، وأظْهرت الوثائق التي نشرتها 'دائرة أبحاث الكونغرس' الأمريكي (Congressional Research Service ) إن الحكومة الإتحادية أنفقت – لدعم 'الثورة البرتقالية' – بواسطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية ومؤسسة المجتمع المفتوح والعديد من المنظمات 'غير الحكومية' ما لا يقل عن 54,7 مليون دولار سنة 2003 وما لا يقل عن 34,11 مليون دولار سنة 2004 تحت عنوان 'برامج الديمقراطية' في أوكرانيا… كما تُشير التقديرات إن مؤسسة المجتمع المفتوح التابعة لجورج سوروس أنفقت ما لا يقل عن مائة مليون دولار لإثارة الاضطرابات في أميركا الجنوبية بين سَنَتَيْ 2015 و2018، وتعاونت مؤسسة جورج سوروس مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإدامة حالة عدم الإستقرار في غواتيمالا وفنزويلا وبوليفيا وغيرها،وخصصت سنة 2016 ما لا يقل عن تسْع ملايين دولار لحملة أشرف عليها معهد سوروس لإدارة الشرق والغرب ('East-West Management Institute ) وخلال سنة 2024 أنفقت الوكالة الامريكية للتنمية الدّولية نحو أربعين مليار دولار في شكل منح ومساعدات وتمويل دورات تدريب وما إلى ذلك، وفقا لدائرة أبحاث الكونغرس (Congressional Research Service )…
الولايات المتحدة – ثقافة تقديس العَسْكَرَة
يُعادل الإنفاق العسكري الأمريكي الإنفاق العسكري الدّولي حيث تبلغ ميزانية وزارة الحرب قرابة تسعمائة مليار دولارا، ونحو أربعمائة مليار دولارا إضافية لأغراض عسكرية ( إدارة المحاربين القدامى ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الطاقة والاستخبارات…)، وتُستخدَمُ هذه المبالغ لاقتناء الأسلحة من الشركات الأمريكية مثل رايثيون تكنولوجيز ( RTX Corporation ) أو لوكهيد مارتن (Lockheed Martin ) وعلى مئات القواعد ( أكثر من 800 قاعدة) والمرافق العسكرية في أنحاء العالم، ويُمثل تعيين إيلون ماسك خَرْقًا لقاعدة تجنّب تضارب المصالح، لأنه يستفيد مباشرةً من زيادة الإنفاق الحربي من خلال التعاقد مع وزارة الحرب التي تستخدم برامجه في مجال الفضاء التي يَصِفُها ماسك بأنها 'تطبيق التكنولوجيا لحل المشاكل القديمة بطرق جديدة'، وله علاقات مع المُشرفين على جيش البحرية وجيش الجو، وهم يُعارضون مثلَه خفض التّكاليف في المجال العسكري، ويُدافعون مثله على 'زيادة فعالية أنظمة الأسلحة'، مما يتطلّب زيادة الإنفاق، تماشيًا مع ثقافة تقديس المؤسسة العسكرية الأمريكية وتعظيم دَوْرِها وثقافة العَسْكَرَة السائدة في الأوساط السياسية الأمريكية، وخصوصًا في الكونغرس الذي يُقِرُّ 'المُساعدات' العسكرية الأمريكية للدّول الأجنبية خدمة لاستراتيجيات السياسة الأمريكية ومصالح الشركات الأمريكية، وتخدم هذه 'المُساعدات' المُجمّع الأمريكي للصّناعات العسكرية بدرجة أولى، لأن هذه 'المُساعدات' ( من المال العام) مُخَصّصة لشراء السّلاح الأمريكي…
2025-02-22
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
الحرب لها ثوب جديد!سعادة أرشيد
الحرب لها ثوب جديد! سعادة أرشيد تذهب المؤشرات إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يمارس ضغطا غير مسبوق على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإجباره على القبول بوقف إطلاق نار في غزة وهو المطلب الذي أصبح مشتركا بين عموم الفلسطينيين و(الاسرائيليين) باستثناء رئيس الحكومة واركانه الذين يتمنعون، ولكن لا يستطيعون رفض المطلب الامريكي المباشر. لا يستطيع بنيامين نتنياهو الصمود كثيرا امام ترامب القوي والفظ في طريقة عرضه لما يريد، خاصة وان في اتفاق وقف إطلاق النار هذا مصلحة (إسرائيلية) مباشرة، وعلى ما يبدو أن ترامب استطاع تدوير معظم الزوايا ولم يبق الا مسالة حجم الانسحاب (الاسرائيلي) من غزة وحول مساحة المناطق العازلة التي يريدها نتنياهو بشكل مبالغ فيه وسيتم تجاوزها برغم ما يزعمه من وجود معارضة قوية داخل ائتلافه الحاكم.. في هذه الاثناء يصعد (الاسرائيلي) من جرائمه في غزة واجدا في الوقت المستقطع للتفاوض الأمريكي – الإسرائيلي فرصة لمضاعفة جرائمه بحق المواطنين الفلسطينيين في حين تنجح المقاومة في ارهاق جيشه المرهق اصلا والحائر والذي يشكو قادته من غياب الرؤية السياسية لهذه الحرب وبالتالي وكما يقول كبار ضباط الجيش انهم لا يعرفون ماذا تريد الحكومة من استمرار هذه الحرب هل تريد البقاء في غزة هل تريد احتلال كامل قطاع غزة هل تريد ابادة جميع سكان غزة. وهكذا يمكن القول أن الحرب على غزة قد شارفت على نهايتها وهي لم تحقق الاهداف (الإسرائيلية) بالسياسة وانما حققت لهم ممارسة رغبتهم ودمويتهم وجنونهم بالقتل والحرق والتدمير، في حين صمدت غزة وكانت عصية على التهجير اما المقاومة فهي باقية وان بشكل كامن، والانتصار في الحروب مرتبط بتحقيق اهدافها السياسية لا بحجم القتل والتدمير، ودولة الاحتلال لم تستطع تحقيق الاهداف التي رفعتها في بداية هذه الحرب في حين أن المقاومة تدرك أن هذه الحرب ليست حرب التحرير وكنس الاحتلال وانما خطوة في طريق طويل. لكن سوء الطالع لا زال يرافق الحالة القومية العامة للامة وبشكل متواصل منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، اذ أن نهاية كل مشكلة في بلادنا يكون مفتاح شيطاني لمشاكل جديدة تحول دون الوصول إلى حالة استقرار وهدوء حتى ولو كانت بشروط الاعداء، فدونالد ترامب يريد تحقيق رؤية اقليمية وعالمية منطلقها تعميم التطبيع العربي والاسلامي والدولي مع دولة الاحتلال إضافة إلى استهدافات أخرى لا يمكن الإحاطة بها في مقال واحد، ولكن يذهب التبسيط العقلي للاعتقاد أن الرئيس الأمريكي قد اصبح خصما لدوله الاحتلال او انه قد اصبح صديقا لنا، فمقابل كل تنازل يجبر الرئيس الامريكي نتنياهو عليه في غزه سيعطيه مقابله ما لا يقل عنه ثمنا بل ربما ما يفوقه اهمية، نتنياهو سيقبض اثمانا اولها في اطلاق يده ويد المتطرفين في حكومة بالضفة الغربية باتجاه ضم اجزاء واسعة منها وهو هدف معلن للحكومة وسبق لترامب أن تحدث بأسف عن صغر مساحة دولة (اسرائيل)، وهذه الحكومة ستمعن برضى وضوء اخضر امريكي في الاستيطان ومصادرة الأرض وتحويل جموع المستوطنين إلى ميليشيا عدوانية تعمل خارج القانون وتستبيح الضفة الغربية وتجعل من حياة مواطنيها جحيم لا يطاق وذلك لدفعهم للرحيل في هجرة جديدة، وحكومة الاحتلال ستمعن في اجتياحاتها للمسجد الاقصى وقبة الصخرة وتدنيسهما كمقدمة للاستيلاء عليهما. على الصعيد الاقليمي القومي فسيقبض نتنياهو ثمانا ا اخرى في الشام التي يفرض بها الاسرائيلي امرا واقعا باحتلاله قسما واسعا من جنوبها وربما ضم بعض أجزائه بالإضافة إلى ما يتم الحديث عنه من موافقة حكام الشام الجدد على سماحهم وتنازلهم عن هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967 و التي يرى بها حكام الشام الجدد انها ليست أكثر من عقار تجاري يمكن بيعه عند الحاجة او عند الحصول على سعر مناسب له، وهي ليست ارضا قومية لا يمكن التنازل عن ذرة من ترابها.. يريد نتنياهو اثمان اخرى في لبنان في البداية يريد مياه نهر الليطاني، ثم يريد جنوب لبنان الذي يحتله الآن ليحوله إلى مناطق عازله تفصل بينه وبين باقي لبنان وليس ذلك فحسب وانما يريد استباحه كل لبنان بطوله وعرضه باعتباره مجالا حيويا له. هكذا وان كنا نميل للاعتقاد أن جولة الحرب في غزة قد شارفت على نهاياتها، إلا أن حربنا مع العدو القومي متواصلة في جبهات اخرى، و هو ما علينا الاستعداد له. 2025-07-13


ساحة التحرير
منذ 3 أيام
- ساحة التحرير
الطريـق إلى بئـر سبع قصة الشهادة في فلسطين (1)!رفعت سيد أحمد
الطريـق إلى بئـر سبع قصة الشهادة في فلسطين (1/2) بقلم/ د. رفعت سيد أحمد* في أجواء تداعيات ما بعد الحرب الايرانية الاسرائيلية ووصول الصواريخ الايرانية الي بئر سبع والتي تبعد عن مفاعل ديمونة 30 كم فقط وفي أجواء حرب الابادة الاسرايلية علي قطاع غزة والممتدة من 2023 حتي اليوم (2025) منذ فترة وقعت في يدي نسخة نادرة من الرواية الرائعة (الطريق إلى بئر سبع) للروائية الإنجليزية إيثيل مانين ترجمة د. نظمي لوقا، طبعة عام 1967 صادرة عن سلسلة روايات عالمية، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة، وجدتها عند أحد باعة الكتب القديمة في سور الأزبكية (أو ما تبقى منه)، وهي رواية لا تحكي عن االصواريخ الايرانية التي وصلت الي بئر سبع لانها لم تكن موجودة حين كتابتها وكان شاه إيران وقتها صديقا مخلصا لامريكا وإسرائيل !! لكنها تحكي في قالب أدبي مؤثر مأساة نكبة 1948، من خلال قصة عائلة مسيحية فلسطينية يتم تهجيرها من اللد إلى رام الله إلى أريحا، مشياً على الأقدام مع وصف دقيق لمشاهد الموت البطيء وآثار الإجرام الصهيوني لانتزاع شعب من أرضه، وزرع قطعان من المستوطنين الغزاة محلهم،(تماما كما يحدث اليوم2025) وكيف تفرقت السبل بهذه العائلة إلى موت وهجرة واستشهاد في تتابع ملحمي لفصول وأحداث الرواية الرائعة بكافة المعايير الفنية، إنها رواية في ظني تحتاج اليوم ونحن في أجواء العهشرين شهرا من الحرب غير المتماثلة ..حرب الابادة علي غزة إلى إعادة نشرها وقراءتها على أوسع نطاق، وسأكتفي في هذا المقال بتلخيص لأبرز ما تضمنته كلمة المؤلفة الافتتاحية وهي كلمة سياسية بامتياز حكت فيها وبعد رحلات متعددة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، عن أصل الصراع وأبعاده في كلمات قليلة موجزة ذات دلالة، وكنت قد سبق لي التنويه عنها منذ فترة في إحدي المجلات الاسبوعية المصرية ولكن يبدو أن لا أحد يقرا ! تبدأ الروائية مقدمتها السياسية بكلمات تقول فيها أنه: حتى 29 نوفمبر سنة 1947 كان ثمة بلد يسمى فلسطين، هو الوطن العتيق للفلسطينيين القدامى، وهو بلد عربي الصبغة بصورة واضحة، وحين صدر إعلان 'بلفور' في نوفمبر سنة 1917 مؤذناً بأن الحكومة البريطانية تؤيد 'قيام وطن قومي لليهود في فلسطين' كانت غالبية السكان هناك من العرب، بنسبة تزيد على 90% وكان في فلسطين في ذلك الوقت نحو 50.000 يهودي، أما المسلمون والمسيحيون فكان عددهم وقتئذ نحو 670.000 ، ولكن في سنة 1915 كان السير 'هربرت صمويل' اليهودي والصهيوني البارز قد نادى في مذكرة بعنوان 'مستقبل فلسطين' بهجرة ثلاثة أو أربعة ملايين من اليهود إلى فلسطين تحت الحماية البريطانية، فوضحت من ذلك المطامع الصهيونية بصورة لا خفاء فيها، وثبت أن ما يرمون إليه ليس إنشاء وطن قومي وملاذ لضحايا الاضطهاد من اليهود في مختلف البلدان، بل الهدف الحقيقي هو إقامة دولة يهودية مكتملة الأركان!. ثم تقول المؤلفة: ولما صدر إعلان بلفور بعد ذلك بثلاث سنوات تقريباً، واجه واقعاً أقل من ذلك بكثير، فكان الحل البديهي في نظر اليهود هو ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحيث يصبح اليهود هناك أغلبية، وفي سنة 1919 أصدر الدكتور 'وايزمان' الزعيم الصهيوني وقتئذ تصريحه المشهور بأن فلسطين ينبغي أن تغدو 'يهودية مثلما تعتبر إنجلترا إنجليزية'. وفي سنة 1920 تجسم إعلان بلفور في صورة الانتداب الإنجليزي على فلسطين، وكان العرب حين قاتلوا في صف الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ضد الأتراك قد اعتقدوا أنهم إنما يحاربون في سبيل استقلالهم، فإذا بهم ينكبون بالانتداب الإنجليزي والفرنسي بدلاً من نيل استقلالهم، وبذلت محاولة للتحكم في الهجرة اليهودية، ولكن الهجرة غير المشروعة ظلت في ازدياد عن طريق مكتب للجوازات المزورة في برلين، فازدادت عداوة العرب، ووقع شغب وحدثت اضطرابات وفرضت أحكام عرفية واستمر الكفاح الوطني للحصول على الاستقلال.


ساحة التحرير
منذ 5 أيام
- ساحة التحرير
هل أنقذت الرسوم الجمركية اقتصاد الولايات المتحدة أم أضرّت به؟الطاهر المعز
بإيجاز….. هل أنقذت الرسوم الجمركية اقتصاد الولايات المتحدة أم أضرّت به؟ الطاهر المعز كان فرض الرسوم الجمركية من أول القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تنصيبه يوم العشرين من كانون الثاني/يناير 2025، رغم تحذيرات العديد من الاقتصاديين ومُدِيري الشركات من الأضرار التي قد تَلْحَق بالاقتصاد الأمريكي، وتجاهل دونالد ترامب هذه التّحذيرات، وفَرَضَ رُسُومًا على الجيران الذين تربطهم اتفاقيات تجارية ( كندا والمكسيك) كما على أهم الشركاء التجاريين الآخرين ( الصّين وأوروبا ) واستهدف الصلب والألمنيوم والسيارات ( التي كانت مُستهدفة سابقًا) قبل إعلان رسوم جديدة على السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من جميع دول العالم، خلال شهر نيسان/ابريل 2025، مدّعيا إن قراره يُضاهي تحرير أمريكا ( يوم التّحرير)، لكن أظهرت الوقائع إن قرارات دونالد ترامب أَثَّرَت على حركة التجارة وأحدثت اضطراباً في الأسواق المالية، مما اضطُرّ ترامب إلى تجميد أو تأجيل العديد من القرارات لفترة ثلاثة أشهر، والتّفاوض مع الشركاء التّجاريّين ، بين شَهْرَيْ نيسان/ابريل وبداية تموز/يوليو 2025… تراجعت سوق الأسهم الأمريكية خلال شهر شباط/فبراير وانهارت خلال شهر نيسان/ابريل 2025، كنتيجة مباشرة لتنفيذ خطة دونالد ترامب التي أطلق عليها 'يوم التّحرير'، وعلى سبيل المثال هبط مؤشر S&P 500، الذي يتتبع أداء 500 من كبرى الشركات الأمريكية، بنحو 12% خلال أسبوع واحد، ثم عادت أسعار الأسهم إلى الصعود مباشرة بعد تراجُعِ دونالد ترامب عن خططه التي تضمنت في بدايتها فَرْضَ رسوم بنسبة 20% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، وبنسبة 145% على منتجات من الصين، وبنسبة 46% على الواردات من فيتنام ( تم تخفيضها، بعد مفاوضات ثنائية، إلى نسبة 20% ) وتم استبدال الرسوم المرتفعة بمعدل 10% على العديد من السلع، مما أدّى إلى ارتفاع مؤشر أسواق الأسهم الأمريكية والأوروبية، لكن لا تزال أسهم شركات صناعة السيارات والبيع بالتجزئة متأثرة بزيادة الرّسوم، وارتفعت واردات السلع الأمريكية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، ارتفعت بنسبة 17% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي ( 2024) بفعل تخزين الشركات للسلع وتلبية ارتفاع طلب المستهلكين قبل تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، إذْ يُقدر حجم السلع المستوردة في الولايات المتحدة بنحو 11% من إجمالي إنفاق المستهلكين، وعمومًا أدّت قرارات دونالد ترامب إلى عدم استقرار السوق، وهي حالة يتجنبها رأس المال، لأن الإستثمارات الرأسمالية تبحث عن الإستقرار، وأدآ فرض الرسوم الجمركية الإضافية إلى ارتفاع إخطارات التّسريح من العمل، وقد تؤدي إعادة فرض الرسوم المرتفعة إلى الرّكود الإقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة بفعل ارتفاع الرسوم الجمركية التي أقرها دونالد ترامب إلى نحو ستة أضعاف ما كانت عليه ببداية العام 2025 مقارنة بنهاية سنة 2024 وبداية العام 2025 فيما ارتفعت نسبة التّضخّم ( + 0,1 % ) بين نيسان/ابريل وأيار/مايو 2025، دون احتساب أسعار العديد من المنتجات والخدمات الأساسية، وأعلنت بعض الشركات إنها سوف ترفع الأسعار تدريجياً بدلاً من إثارة استياء الزبائن بارتفاعات مفاجئة، وبالأخص الشركات التي تُحقّق هوامش ربح قوية، وعمومًا يُسدّد المُستهلكون ثمن أي زيادة في الرّسوم أو الأسعار الأساسية مما يُعجّل بتباطؤ الإستهلاك وتقليص الإنفاق الإستهلاكي للأسر على المدى الطويل، وبلغ خلال الربع الأول من سنة 2025، أبطأ معدل نمو له منذ سنة 2020، كما انخفض بشكل غير متوقع خلال شهر أيار/مايو 2025، ويتوقع البنك العالمي أسوأ عقد للنمو العالمي منذ حوالي ستة عقود، بفعل عدم اليقين بشأن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الإتحاد الأوروبي، فيما أعلنت الشركات تجميد التوظيف والإستثمارات وأعلنت المصارف التّشدّد في الموافقة على القُرُوض، ولا تزال قرارات ترامب وغطرسته وتهديداته تؤثر على مناخ التبادل التجاري الدّولي وعلى النّمو الإقتصادي… 2025-07-10