logo
استهداف طالبي المساعدات.. أحلام تموت وعائلات تهوي في الفقر

استهداف طالبي المساعدات.. أحلام تموت وعائلات تهوي في الفقر

الجزيرةمنذ 16 ساعات

غزة- صباح 17 يونيو/حزيران الماضي، استأذن الشاب محمد الزعانين (20 عاما) والدته للذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات ب قطاع غزة ، رغم علمه بخطورة الرحلة، والتي قد تنتهي بالموت.
وقد رفضت والدته إسلام الزعانين بشدة، وتوسلت إليه ألا يذهب، فهو بِكرها و"الذكر" الوحيد في ذُريتها، وتعتمد عليه وبناتها السبع بشكل كامل في توفير قوت يومها، وتدبير احتياجاتها، وتخشى عليه رصاص وقذائف جيش الاحتلال التي تحصد كل يوم العشرات من طالبي المساعدات.
لكنّ محمد أصر على الذهاب بعد أن أصاب الجوع الأسرة التي باتت بلا مصدر رزق، وغير قادرة على توفير الخبز لأبنائها.
وخارج الخيمة، بقيت الأم تنتظره، يد على قلبها وأخرى تزيح دموعها، إلى أن جاء الاتصال وأخبرها أحدهم "ابنكِ استُشهد، وهو الآن في مستشفى الشفاء".
وقد أُصيب محمد برصاصة قاتلة في صدره خرجت من ظهره، وسط جموع المدنيين المتجمهرين حول نقطة المساعدات شمال قطاع غزة.
وتقول والدته "استشهد ابني وهو يبحث عن لقمة العيش. لا أستطيع التصديق.. كنت أتنفس من نفسه، أكذب على نفسي وأقول إنه لا يزال على قيد الحياة، وسيدخل فجأة للخيمة، لا أصدق أنه لن يعود".
وتبكيه شقيقاته السبع كل يوم، فلم يكن مجرّد الأخ الأكبر، بل كان -رغم صغر سنّه- أبا ثانيا لهن، يرعاهن ويوفّر احتياجاتهن.
ويقول المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن إسرائيل قتلت خلال الشهر الأخير 516 فلسطينيا وأصابت 3799 آخرين، ولا يزال 39 مواطنا في عداد المفقودين، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء.
وبدأت إسرائيل، في 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات من خلال شركة تحمل اسم " مؤسسة غزة الإنسانية" مدعومة من الولايات المتحدة، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية الدولية.
وبحسب شهود عيان، تُطلق قوات الاحتلال الإسرائيلية القذائف والرصاص على منتظري المساعدات بشكل عشوائي، يوميا، وهو ما يتسبب في استشهاد وإصابة الكثير منهم.
وتغلق إسرائيل منذ بداية مارس/آذار الماضي معابر قطاع غزة أمام قوافل المساعدات والبضائع، وهو ما تسبب بتدهور الأوضاع المعيشية ومعاناة السكان من الجوع.
ذهب ولم يعد
رفيق تايه (47 عاما) أبٌ 7 أبناء، كان أحد الذين لم يعودوا من "نقطة المساعدات" في رفح، حيث أطلق عليه قناصٌ إسرائيلي رصاصة أردته شهيدا بينما كان يحمل الأمل في الحصول على كيس طحين يسد رمق عائلته.
وقبل الحرب، كان رفيق يعمل عاملا في مخبز صغير في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ويجتهد لتأمين حياة كريمة لأسرته.
لكن الحرب باغتته، فتهدم المخبز، وتوقّف العمل، ثم استُهدف منزله ودُمّر بالكامل، ليجد نفسه وعائلته في الشارع، يتنقلون بين أماكن النزوح في غزة بلا مأوى.
ومع تفاقم الأزمة، وعجزه عن توفير أدنى احتياجات العائلة من الخبز، اتخذ قراره بالتوجه إلى "نقطة المساعدات الأمريكية" في رفح ، علّه يحصل على القليل من الطحين.
لكنه لم يعلم أن هذه الخطوة ستكون الأخيرة في حياته، فرصاصة قناص اخترقت جمجمته، وأعادت جسده إلى عائلته محمولا على الأكتاف، تاركا وراءه وجعا لا يوصف.
واليوم، تعيش عائلة رفيق مأساة ثلاثية: فقدان الأب، انعدام المأوى، غياب مصدر الدخل. فبناته نور ونغم تدرسان التمريض ودينا تدرس الهندسة، وقد بتن بلا أقساط جامعية، وأطفاله بلا طعام، وزوجته تُصارع وحدها وجع الغياب وثقل المسؤولية.
نهاية حُلم
يوم 15 يونيو/حزيران، توجّه محمد قرموط (18 عاما) ذلك الفتى الطموح الذي كان يطمح لإنشاء مشروع تجاري خاص به، إلى منطقة العامودي شمال القطاع للحصول على كيس طحين.
وكان ذلك دون علم والديه اللذين يرفضان تعريض نفسه للخطر الشديد، لكن استشعاره للمسؤولية تجاه أسرته التي تعاني كبقية الأسر من نقص الطعام دفعه لخوض هذه المغامرة.
ولم يعد محمد، في اليوم الأول ولا الثاني ولا الثالث، وخشيت أسرته أن يبقى مفقودا إلى الأبد، إلى أن علمت أن طواقم الدفاع المدني نجحت في انتشال بعض الجثث، وكان منها جثة "محمد" والتي تعرفت عليها أسرته من "حذائه المميز" بعد أن تحللت وأكلت منها الحيوانات الضالة.
وكان الشاب يستعد لتقديم امتحانات الثانوية العامة، رغم توقف المدارس وغياب الكتب، وكان يأخذ دروسا خصوصية على نفقة أسرته، ويتلقى المساعدة من أخته في مراجعة دروسه.
لقد ظل يراوده حلم التخرج وافتتاح مشروع تجاري خاص به، فقد كان يحب التجارة ويُجيد التفاوض، وكان مسؤولا عن شراء حاجيات البيت منذ صغره.
وكان حلمه الأكبر إطلاق شركة مقاولات كهربائية، يسير فيها على خُطى والده وأعمامه، وكان يستعد لذلك حتى قبل التخرج، إذ بدأ بتجربة مشاريع بسيطة فقط ليختبر السوق ويتعلم. لكن حُلمه انتهى قبل أن يبدأ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور الغائب
انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور الغائب

الجزيرة

timeمنذ 15 دقائق

  • الجزيرة

انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور الغائب

القاهرة- في أجواء تنظيمية أقل ضجيجا مما كان عليه الحال في عقود سابقة، انعقدت أمس السبت انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر ، وهو الكيان الأعلى المنظم لشؤون التصوف في البلاد، وسط مشاركة نشطة من مشايخ الطرق الصوفية، وبإشراف حكومي وقضائي رسمي. وقد أجريت الانتخابات في مقر المشيخة العامة بحي الدراسة في القاهرة ، لتجديد عضوية 10 أعضاء من أصل 70 يشكلون المجلس الأعلى، حيث شهدت العملية مشاركة 63 شيخ طريقة، وفق ما أكده المتحدث باسم المشيخة العامة، الإعلامي أحمد قنديل، في تصريحات خاصة للجزيرة نت. وأوضح قنديل أن التصويت تم بشفافية داخل قاعة مخصصة، من خلال أوراق انتخابية حملت أسماء 14 مرشحا، اختار المشاركون منهم 10 فقط، في عملية اقتراع أجريت عبر صندوق زجاجي مكشوف، وتم فرز الأصوات مباشرة بعد الانتهاء من التصويت دون تأخير. أسماء الفائزين وقد أسفرت النتائج عن فوز الأعضاء التالية أسماؤهم بعضوية المجلس الأعلى: الشيخ سالم الجازولي (بحصوله على 58 صوتا). الشيخ علي جمعة (بحصوله على 56 صوتا). الشيخ علاء أبو العزائم (بحصوله على 56 صوتا). الشيخ أحمد الصاوي (بحصوله على 53 صوتا). الشيخ جمال الدسوقي (بحصوله على 49 صوتا). الشيخ سعيد الشناوي (بحصوله على 47 صوتا). الشيخ الحسين سلامة (بحصوله على 43 صوتا). الشيخ عبد الخالق الشبراوي (بحصوله على 41 صوتا). الشيخ عبد الله المحجوب (بحصوله على 39 صوتا). الشيخ محمود مالك علوان (بحصوله على 37 صوتا). نظام الانتخابات من جانبه، أشار الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة في محافظة الإسكندرية ، إلى أن هذه الانتخابات تعقد مرة كل 3 سنوات، بموجب اللوائح المعمول بها في المشيخة العامة للطرق الصوفية. وبيّن أن العشرة الأوائل من حيث عدد الأصوات هم من يحصدون مقاعد المجلس الأعلى، كما هو الحال مع الشيخ الجازولي، الذي تصدر قائمة الفائزين هذا العام. لكن قاسم لفت إلى أن هذه الانتخابات باتت في السنوات الأخيرة أقرب إلى الروتين منها إلى التنافس الحقيقي، قائلا إن "العملية الانتخابية صارت أداء للواجب أكثر من كونها فرصة للتجديد والتطوير"، مشيرا إلى غياب الدعم المالي وضعف التفاعل الشعبي، خاصة بالمقارنة مع العقود الماضية التي شهدت زخما أكبر. وتعد الطرق الصوفية أحد أقدم المكونات الدينية والاجتماعية في مصر ، إذ تعود جذورها إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، وقد تطورت عبر العصور لتشكل اليوم بنية تنظيمية واضحة تضم نحو 77 طريقة معترفا بها رسميا. وتنتشر الطرق الصوفية في مختلف مناطق مصر، لكنها تكتسب خصوصية قوية في الصعيد والريف، إذ تعرف بإحياء المناسبات الدينية والموالد الكبرى مثل مولد الإمام الحسين، والسيد البدوي، والسيدة زينب، من خلال مواكب ذكر وأناشيد روحية ورايات تقليدية تشارك فيها جموع المريدين. وتخضع الطرق الصوفية لإشراف المشيخة العامة للطرق الصوفية، التي تأسست في بدايات القرن الـ20، وتضم المجلس الأعلى المنتخب من شيوخ الطرق المعتمدة، وتربطها علاقات مؤسسية بكل من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. بيد أن هذا الإطار الرسمي لم يمنع من بروز عدد من التحديات أمام الطرق الصوفية، سواء على صعيد علاقاتها مع مؤسسات الدولة، أو على صعيد الدور الاجتماعي والخيري الذي كانت تلعبه تاريخيا. تضييق وقيود وفي هذا السياق، تحدث الشيخ جابر قاسم عما وصفه بـ"الضغوط" التي تواجهها بعض الطرق، مشيرا إلى التضييق على إقامة الاحتفالات الدينية، وحرمان بعض الطرق من استخدام أوقاف كانت مخصصة لمناسباتها. واستشهد قاسم بحالات بعينها، مثل سحب أرض "سيفا" التي كانت تستخدم في احتفالات ومناسبات صوفية، وتأجيل مولد أبي العباس في الإسكندرية، ورفض وزارة الأوقاف إقامة احتفالات داخل مسجد كرموز، الذي يعد من المقامات التاريخية في المدينة الساحلية. ورغم هذه التحديات، أعرب قاسم عن أمله في عودة التنسيق مع مؤسسات الدولة، مؤكدا أن ثمة فترات شهدت تعاونا ناجحا في تنظيم مسيرات واحتفالات شعبية صوفية، مشيرا في الوقت ذاته إلى الأثر الدولي للطرق الصوفية المصرية، إذ يتواصل مع طلاب ومريدين من دول آسيوية مثل إندونيسيا و ماليزيا ، تلقوا تعاليمهم الصوفية على يديه. تصوف بلا استقطاب ويجمع مشايخ الطرق الصوفية في مصر على أهمية الحفاظ على جوهر التصوف كمنهج روحي يُعلي من شأن المحبة والتسامح والسكينة، بعيدا عن التجاذبات السياسية أو الاستقطابات الفكرية، وهم يرون أن التصوف في جوهره يقدم نموذجا دينيا متزنا، يتوافق مع التقاليد الإسلامية الراسخة في مصر. يبلغ عدد الطرق الصوفية في مصر نحو 77 طريقة، تنتمي جميعها إلى 7 طرق رئيسية تشكل المرجعيات الروحية والتنظيمية لمعظم المريدين، وتتصدر المشهد المصري طرق ذات حضور تاريخي وثقافي بارز، مثل: إعلان الطريقة الشاذلية: تنسب إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وتعد من أكثر الطرق انتشارا وتأثيرا في الفكر الصوفي المصري والمغاربي. الطريقة الرفاعية: مشهورة بطقوسها الرمزية وحضورها القوي في صعيد مصر، وتعزى إلى الإمام أحمد الرفاعي. الطريقة البدوية: ذات جذور شعبية واسعة، تتخذ من مدينة طنطا مركزا روحيا حول مقام السيد أحمد البدوي. الطريقة الدسوقية: تنسب للعارف بالله إبراهيم الدسوقي، وتتمركز في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. الطريقة القادرية (الجيلانية): تُعزى إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني، وتنتشر في بعض المحافظات الحدودية. الطريقة العزمية: تعد من الطرق الحديثة نسبيا، وتتسم بخطاب ديني عقلاني وتنشط إعلاميا وسياسيا. الطريقة الخلوتية: تُعنى بالجوانب الروحية والتأملية في التصوف، وتمتد في مناطق الوجه القبلي. وتختلف الطرق في طقوسها وأذكارها وموالدها، لكنها تشترك في التوجه نحو الزهد، والتسامح، والتربية الروحية المرتكزة على السكينة الداخلية. مع تجدد عضوية المجلس الأعلى للطرق الصوفية، تتطلع الأوساط الصوفية إلى مرحلة أكثر فاعلية تعيد لهذا المكون الديني والاجتماعي دوره الحيوي في تعزيز الخطاب الروحي المعتدل، وفي سد الفجوة التي خلفها غياب بعض المؤسسات الدينية عن الساحة العامة. ويرى مراقبون أن الطموح يبقى مرهونا بتعزيز الدعم المؤسسي، واستعادة الزخم الشعبي الذي لطالما شكل ركيزة لحيوية الطرق الصوفية في مصر، خاصة في الريف والمجتمعات الطرفية التي لطالما وجدت في التصوف ملاذا روحيا واجتماعيا متجذرا.

"أقراص المخدرات في طحين الإغاثة".. مغردون يفضحون المساعدات الأميركية لغزة
"أقراص المخدرات في طحين الإغاثة".. مغردون يفضحون المساعدات الأميركية لغزة

الجزيرة

timeمنذ 32 دقائق

  • الجزيرة

"أقراص المخدرات في طحين الإغاثة".. مغردون يفضحون المساعدات الأميركية لغزة

أثار العثور على أقراص مخدّرة شديدة الخطورة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس الطحين التي وصلت إلى المواطنين من مراكز المساعدات التي تشرف عليها الولايات المتحدة و إسرائيل موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي. وفي خطوة رسمية تؤكد خطورة ما جرى تداوله، استنكر المكتب الإعلامي الحكومي ب غزة وجود أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين التي وصلت المواطنين من مراكز المساعدات التي تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد المكتب توثيق 4 إفادات لمواطنين عثروا على أقراص مخدرة من نوع "Oxycodone" داخل أكياس طحين قادمة من "مصايد الموت" المعروفة بمراكز "المساعدات الأميركية الإسرائيلية". وأوضح أن وجود أقراص مخدرة بأكياس الطحين جريمة بشعة تستهدف صحة المدنيين والنسيج المجتمعي. ودعا المواطنين إلى الحذر وتفتيش المواد الغذائية القادمة من هذه المراكز المشبوهة، والتبليغ الفوري عن أي مواد غريبة. في السياق ذاته، يروي مغردون تفاصيل الواقعة، مشيرين إلى أنه أثناء فتح أحد أكياس الطحين، جرى اكتشاف أقراص مخدرة من نوع Oxycodone 80mg تحمل الرمز G 80، مخفية داخل رقائق قصدير. ويُعد هذا العقار من أقوى أنواع المسكنات الأفيونية (Opioid Painkillers)، ويُستخدم لتخفيف الآلام الشديدة والمزمنة مثل آلام السرطان أو ما بعد العمليات الجراحية الكبرى؛ ومع ذلك، فإن تركيز 80 مليغرام يُعتبر شديد القوة ولا يُعطى إلا للمرضى الذين تعوّد جسمهم على الأفيونات بجرعات أقل، لتجنب خطر التسمم أو الوفاة، وفق ما وصفه ناشطون. وأشار مغردون آخرون إلى أن هذا النوع من الحبوب يُصنف مادة مخدرة شديدة الخطورة، ولا يجوز استخدامه إلا تحت إشراف طبي صارم؛ لذا فإن وجوده بهذه الصورة يثير علامات استفهام كبرى حول الجهة التي تُدخل أو توزع مثل هذه المواد داخل غذاء الناس. وصف مدوّنون الحادثة بأنها "جريمة حرب جديدة" بحقّ أهالي غزة الذين يعانون أصلا من حصار وتجويع ممنهجين، مؤكدين أن إسرائيل تحوّل المساعدات الإنسانية إلى أدوات إبادة ممنهجة، حيث تقدّم "الرصاص والمخدرات بدلًا من الخبز". وقالوا إن العثور على أقراص "أوكسيكودون" داخل أكياس الطحين القادمة مما أسموه "مصايد الموت"، يثبت استخدام الاحتلال أساليب سادية وإجرامية لا تتوقف عند قنص المدنيين وهم يحاولون الحصول على الطعام، بل تتجاوز ذلك إلى محاولة تسميم الطحين نفسه بإضافة أدوية مسكنة قوية تسبب الإدمان، مما يشكل خطرًا جسيمًا على الصحة العامة. وأشار عدد من المدونين إلى احتمال أن الحبوب قد تم طحنها وخلطها مع الدقيق، بما يؤدي إلى امتصاصها بطرق غير مباشرة، وهو ما قد يسبب تأثيرات خطيرة تصل إلى توقف الجهاز التنفسي وفقدان الوعي والوفاة. وفي السياق ذاته، أكد النشطاء أن الاحتلال لا يكتفي بجرائم القتل والتهجير المنهجي، بل يمارس نمطا من الإبادة الجماعية المعنوية يستهدف تفكيك الوعي الجمعي والبنية الاجتماعية للشعب الفلسطيني. واعتبروا أن محاولة نشر مواد مخدرة وسط بيئة ينهار فيها النظام الصحي ويفتقر فيها السكان إلى الرعاية والرقابة، تمثل أسلوبًا متعمدًا لكسر إرادة الصمود والسيطرة على الإدراك الجمعي. وكتب أحد النشطاء: "حتى في الخبز يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء.. أي شياطين أنتم؟ أي إرهابيون لم يعرف التاريخ مثيلاً لكم؟ إبادة مستمرة والجثث في الطرقات والخيام تشتعل بالأطفال. وعندما أرادوا أمام الكاميرات إظهار إنسانيتهم، سمموا الطحين وفتحوا النار وارتكبوا المجازر الوحشية". إعلان وأضاف آخر: "أقراص الأوكسيكودون في أكياس دقيق المساعدات الإنسانية تفتك بحياة الجياع في غزة". وتساءل ناشطون: "إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي أمام جرائم إبادة تُنفذ تحت لافتة الإغاثة؟ وهل سيستمر استخدام الغذاء كسلاح للإبادة في القرن الـ21 دون محاسبة؟". وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بدأت إسرائيل وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" بحيث تجبر الفلسطينيين المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي.

مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهران
مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهران

الجزيرة

timeمنذ 32 دقائق

  • الجزيرة

مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهران

قال متحدث قضائي إيراني إن الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في طهران أودى بحياة 71 شخصا، من بينهم موظفو السجن وسجناء وبعض أفراد عائلات السجناء التي أتت للزيارة. وقال المتحدث أصغر جهانجير في تصريحات نقلتها وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية إن "71 شخصا قتلوا في الهجوم على سجن إيفين بينهم موظفون وإداريون وشباب يؤدون خدمتهم العسكرية وسجناء وأفراد عائلات السجناء الذين كانوا يزورونهم وبعض السكان في محيط السجن". وبحسب جهانجير فإن أضرارا مادية وجسدية ثقيلة لحقت بجيران سجن إيفين القريبين من قاعة الاجتماعات والمبنى القضائي (المحكمة)، موضحا أنه "في يوم الهجوم كان بعض العائلات قد توجهت إلى إيفين لزيارة أو متابعة شؤون ذويهم من السجناء، لكن للأسف أصيبت القاعة المعنية بقذيفة وعدد من المواطنين الذين كانوا موجودين فيها إما أصيبوا أو استشهدوا". وكان الطيران الإسرائيل قصف في 23 يونيو/حزيران الجاري سجين إيفين الذي يضم سجناء سياسيين، مما أدى إلى اندلاع حرائق داخل السجن وسقوط ضحايا، في المقابل قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش قصف مداخل سجن إيفين الذي يُحتجز فيه معارضو النظام الإيراني. وشنت إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بدعم أميركي هجمات على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، في حين ردت إيران بصف إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 24 يونيو/حزيران عن اتفاق تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، وذلك بعد هجوم إيران على قاعدة العديد في قطر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store