logo
نتنياهو في واشنطن بالتزامن مع استئناف مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة ووسط ضغوط دولية لإنهاء الحرب على غزة

نتنياهو في واشنطن بالتزامن مع استئناف مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة ووسط ضغوط دولية لإنهاء الحرب على غزة

المغرب اليوممنذ 14 ساعات
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن، يوم الاثنين، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، في محاولة لدفع جهود التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة، ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعات مع كل من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لمناقشة تفاصيل مقترحات اتفاق وقف إطلاق النار المطروحة. وصرّح نتنياهو قبيل مغادرته مطار بن غوريون بأن هذه الزيارة قد تُسهم في التوصل إلى اتفاق شامل "وفق الشروط التي تقبلها إسرائيل".
في غضون ذلك، أكّد مسؤول فلسطيني أن وفدي حماس وإسرائيل استأنفا، قبل ظهر اليوم، مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية. وأفاد المصدر بأن الجلسة الجديدة بدأت عند الساعة 18:30 بتوقيت غرينيتش، وشهدت تبادل مواقف عبر وسطاء، دون صدور تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي.
وبحسب مصدرين فلسطينيين، فإن الجولة الأولى من المحادثات التي جرت فجر الاثنين انتهت دون إحراز تقدّم ملموس، بسبب ما وصفوه بـ"غياب تفويض كافٍ" لدى الوفد الإسرائيلي. ورغم ذلك، أشار نتنياهو إلى أن فريقه المفاوض لديه تعليمات واضحة للتوصل إلى اتفاق.
وتدور المفاوضات حول اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، تتخلله عملية تبادل تشمل إطلاق حماس لعدد من الرهائن الأحياء (نحو 10 أشخاص)، بالإضافة إلى تسليم جثامين قتلى، مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن عدد الرهائن الأحياء الذين ما زالوا في قبضة حماس يبلغ 20، في حين أُعلن عن مقتل 28 منهم، مع وجود مخاوف كبيرة بشأن مصير اثنين آخرين.
بدوره، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، بأن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مؤكداً أن واشنطن "تعمل على قضايا عدّة مع إسرائيل، من بينها صفقة محتملة مع إيران"، لكنه شدد على أن أولوية البيت الأبيض حاليًا هي التوصّل إلى اتفاق يُنهي الحرب في غزة ويُعيد الرهائن.
رغم الحراك السياسي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارات على عشرات الأهداف في قطاع غزة يوم الاثنين، ما أدى إلى مقتل 19 فلسطينيًا على الأقل، بحسب مصادر طبية في غزة. وذكر بيان الجيش أن العمليات استهدفت مستودعات أسلحة ونقاط مراقبة ومبانٍ تستخدمها "الجماعات الإرهابية".
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة من أن نظام الغذاء في غزة يواجه "انهيارًا شاملًا"، مشيرة إلى تضاعف حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، واقتراب نفاد حليب الرضع، ما يهدد بمزيد من الوفيات في حال استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية.
في سياق متصل، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصاعد الخلافات داخل المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية (الكابينت) حول خطة "اليوم التالي" في غزة، والتي تشمل إقامة "مدينة إنسانية" في جنوب القطاع بين محوري فيلادلفي وموراغ.
وتهدف الخطة الإسرائيلية إلى تجميع أكبر عدد من سكان القطاع داخل هذه المدينة الجديدة تحت إشراف أمني إسرائيلي، وتقديم المساعدات الإنسانية هناك، بما يمهّد لـ"خلق واقع مدني جديد" يُضعف نفوذ حماس، ويُهيئ لهجرة طوعية إلى دول ثالثة، بحسب وصف مصادر في الحكومة الإسرائيلية.
لكن المشروع يثير اعتراضات داخلية وخارجية واسعة، ويُوصف بأنه "كاسر للتوازن"، وسط تحذيرات من تبعاته السياسية والإنسانية على الساحة الدولية، لا سيما في ظل استمرار الحرب وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد القتلى الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوز 57,400 شخص، معظمهم من المدنيين. في المقابل، قُتل 1219 شخصًا في الهجوم الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين أيضًا.
الجهود السياسية الحالية تأتي في وقت حساس، وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس للتوصل إلى تسوية تُنهي النزاع المستمر منذ قرابة تسعة أشهر، والذي تسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستيفن ويتكوف يعلن اجتماعًا وشيكًا مع إيران وفرصة حقيقية لسلام غزة
ستيفن ويتكوف يعلن اجتماعًا وشيكًا مع إيران وفرصة حقيقية لسلام غزة

المغرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • المغرب اليوم

ستيفن ويتكوف يعلن اجتماعًا وشيكًا مع إيران وفرصة حقيقية لسلام غزة

أعلن المبعوث الخاص للولايات المتحدة ستيفن ويتكوف خلال لقاء عقده مع بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أن اجتماعًا مهمًا مع مسؤولين إيرانيين سينعقد "الأسبوع المقبل أو نحو ذلك"، في إشارة واضحة إلى استئناف المباحثات النووية بعد تصاعد التوترات التي أعقبت الضربات الجوية الأمريكية–الإسرائيلية على منشآت إيرانية. وأضاف ويتكوف أن "لدينا فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة، ما يعزز احتمال توسيع الدور الأميركي المتوسط بين الأطراف الإقليمية في الوقت نفسه. هذه التطورات تأتي على خلفية لقاء جمع ترامب ونتنياهو حيث تم تسليط الضوء على ثلاثة محاور استراتيجية: تسريع وقف النار في غزة، الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي، والتنسيق العسكري ضد التهديدات الإيرانية. وسعى ترامب إلى تعزيز رواية تحقيق وقف مؤقت قد يكون "الفرصة الأخيرة"، بينما وجد نتنياهو في واشنطن مساندة لإعادة تشكيل مستقبل غزة تحت رعاية دولية. ومن هذا المنطلق، تتكوّن صورة التحوّل الدبلوماسي الأمريكي من سياسة العقوبات إلى فتح قنوات رغم التوتر، خصوصًا مع إيران. وأشار ترامب إلى أن "إيران لن تصبح دولة نووية"، وأنه حدد موعدًا للجولة القادمة من المفاوضات، مؤكدًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت تدمير المواقع المستهدفة فعليًا . ويتكوف بدوره سيتوجه إلى الدوحة هذا الأسبوع لاستكمال التفاوض حول وقف النار وتبادل الأسرى، مع مسؤولية مباشرة في إحراز تقدم يتجاوز إطار المصالح الأمريكية–الإسرائيلية إلى شراكة تشمل الدول الفاعلة بالمنطقة، وفقا لواشنطن بوست. على مستوى غزة، يبدو أن خطر تفكك الوقف المؤقت لا يزال قائمًا، بسبب تعنت الفصائل وإصرار إسرائيل على الشروط التقليدية، بينما يأمل الوسطاء في عقد هدنة لمدة 60 يومًا تترافق مع تبادل أسرى ومساعدات إنسانية بإشراف دولي، وهو ما سبق وأن فشلت عدة جولات في تفعيله رغم الضغط الأميركي . في المحصلة، يدخل البيت الأبيض هذه المرحلة محتكمًا بين رؤية ترامب لدور أميركي محوري في السلام، واستراتيجية إسرائيل للحفاظ على أمنها وتوسيع نفوذها بعد ضرب إيران، في حين تحاول الولايات المتحدة قراءة الفرصة أمام نفسها لتشكيل سياسات إقليمية تستوعب التراجع العسكري والتهديد النووي وطموحات مستمرة لردع أطراف متعددة، في ظل اتفاقات قد يكتب لها أن تشكل منعطفًا حقيقيًا – إذا ما تم التوفيق بين قدرات الدبلوماسية وإرادة المعنيين.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلن عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام
رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلن عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

المغرب اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • المغرب اليوم

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلن عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام

واشنطن - المغرب اليوم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام. وقال نتنياهو خلال لقائه مع ترامب في البيت الأبيض، يوم الاثنين: "أود أن أسلم لكم الرسالة التي وجهتها إلى لجنة نوبل. وهي ترشحكم لجائزة السلام. وأنتم تستحقونها ويجب أن تحصلوا عليها". وأضاف نتنياهو أنه يقدر عاليا جهود ترامب "الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في العالم، وخصوصا في الشرق الأوسط". يذكر أن ترامب كان قد أعرب في وقت سابق عن شكوكه في إمكانية حصوله على جائزة نوبل للسلام، لكنه اعتبر أنه يستحق هذه الجائزة. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لأربعة رؤساء أمريكيين أن حصلوا على جائزة نوبل للسلام، وهم ثيودور روزفلت في عام 1906 ووودرو ويلسون في عام 1919 وجيمي كارتر في عام 2002 وباراك أوباما في عام 2009. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !
افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !

بديل

timeمنذ 2 ساعات

  • بديل

افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !

هل وضعت الحرب أوزارها؟ وهل جنحت الأطراف إلى السلم بعد مغامرة نتنياهو وترامب في جبال إيران؟ (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) أبدًا… لا يزال هذا الأمل بعيدًا، وما زالت في عقول ونفوس المتحاربين ذخائر مشتعلة، وقدرة رهيبة على إشعال كل أنواع الحروب: الكلاسيكية، الحديثة، والهجينة. في غزة، ما زالت الحرب في أوجها رغم مرور 21 شهرًا. الفلسطينيون لا يزالون يعددون قتلاهم، ويحصون جثث أطفالهم. ونتنياهو يتلذذ بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، دون أن يردعه أحد. بل إن هروبه من أزماته الداخلية جعله يفكر في توسيع رقعة معاركه، وكأنه 'نابليون العصر'. امتدّت طائراته إلى إيران لضرب مشروعها النووي، ولأنه عاجز عن إتمام المهمة بمفرده، أخذ بيده رئيس أقوى دولة في العالم، ترامب الأرعن، الذي أغراه 'بيبي' بنصر خاطف من الجو ضد المفاعلات النووية الإيرانية… وهكذا فعل. زين السامري الجديد لترامب عبادة القوة والعجل معًا، فهاجم إيران ثم دعاها للسلام! سلام القتلة الذين يخوضون حروبهم بلا أي غطاء قانوني أو شرعي… وها هو الآن يعرض عليها صفقة قيمتها 30 مليار دولار مقابل التخلي عن النووي، كما أوردت قناة CNN. في هذه الساعة، التي أكتب فيها هذه الكلمات، كم حربًا مشتعلة حرفيًا حول العالم؟ * حرب أوكرانيا، التي دخلت سنتها الثالثة، ولا حلّ يلوح في الأفق. * حرب غزة، التي دخلت شهرها الـ21، ولا يزال عدّاد الشهداء يدقّ كل لحظة. * حرب إيران، التي اشتعلت لاثني عشر يومًا، والآن تُخاض حرب باردة في الكواليس لكسر الإرادة. * حرب لبنان، حيث صار البلد مستباحًا، وإسرائيل تضرب وتقتل متى شاءت. * حرب اليمن، التي لا تزال قنبلة موقوتة مرشحة للاشتعال في أي لحظة، تجاه أمريكا أو تجاه إسرائيل. * حرب سوريا، حيث تواصل إسرائيل قصفها، وتحتل قرى بكاملها بذريعة تصفية ما تبقى من ترسانة الأسد. * حرب السودان، حيث 'الإخوة الأعداء' ما زالوا يخربون بلادهم بأيديهم، تحت رعاية إماراتية معلَنة. ثم هناك باكستان والهند، حيث الحرب دائمًا على الأبواب، تشعلها ثارات الماضي وحسابات المستقبل، ومعها أخطر ترسانة نووية في آسيا. أما الصين، فتراقب جزيرة تايوان مثل قرش يطوف حول فريسته، وتايوان تحتمي بالأسطول الأمريكي، والحرب حاضرة دائمًا في جدول أعمال بكين. كوريا الشمالية تواصل تجاربها الصاروخية، وبين تجربة وأخرى، تطلق تهديدات لجارتها الجنوبية وحلفاء أمريكا. هل انتهينا؟ لا، فهناك حروب أخرى بلا نيران، لكنها أشد شراسة: * حرب المصالح والاقتصادات. * حرب أمن المعلومات والبنية الرقمية. * حرب التجارة العالمية، حيث تُستخدم الرسوم الجمركية كقنابل وصواريخ. * حرب التجسس، التي تمهد لحروب قادمة. وهناك أيضًا سباق تسلّح عالمي، تعكسه ميزانيات الدفاع المتصاعدة في العالم؛ آخرها كان في اجتماع الناتو، حيث جاء ترامب ليقرع حلفاءه مطالبًا برفع الإنفاق العسكري من 2% إلى 5% من الناتج القومي، مرحّبًا بسباق التسلح الجديد. وهناك سباق محموم نحو التسلح النووي باعتباره 'بوليصة التأمين' الوحيدة للدول الصغرى ضد القوى الكبرى؛ إيران ماضية في الطريق، وربما تلحق بها السعودية ودول أخرى. النووي صار اليوم حامي الأنظمة وضامن بقائها. وهناك أيضًا حرب على القانون الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، وكل المعاهدات التي وُلدت بعد الحرب العالمية الثانية؛ ترامب يدفن القانون الدولي يومًا بعد يوم، ويفتح الباب للفوضى العارمة. النظام الدولي يتهاوى أمام أعيننا، وأمريكا بقيادة ترامب تساهم في هدمه يوميًا، فلم تعد هناك مرجعية تحسم السلم أو الحرب، وصارت واشنطن نفسها طرفًا في الحروب بدل أن تكون صانعة سلام. وهكذا يبدو المشهد: كل ما نحتاجه هو عنوان لهذه المرحلة… والعنوان هو: نحن في قلب الحرب العالمية الثالثة… هذا ليس حماسًا زائدًا، ولا نبوءة متشائمة، ولا قراءة في فنجان أسود… بل هي فرضية علمية واستراتيجية صلبة. قبل أن نحكم إن كنا نعيش في قلب حرب عالمية ثالثة أو لا، دعونا نبدأ من الأصل: تعريف الحرب. ومن أفضل لتعريف الحرب من جنرال ومفكر عسكري ألماني قاتل في حروب نابليون، وخدم في الجيش البروسي، قبل أن يتفرغ لدراسة الحرب والتنظير لها، ألف كتابًا صار من مراجع الفكر العسكري إلى اليوم: 'عن الحرب – On War'… إنه كارل فون كلاوزفيتز (1780-1831). تعريفه الشهير للحرب يقول: 'الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى.' لكن ماذا لو قلبنا هذا التعريف؟ ماذا لو صارت السياسة اليوم هي استمرار للحرب بوسائل أخرى؟ يقول كلاوزفيتز أيضًا: 'الحرب ليست فعلاً منعزلًا، بل أداة سياسية هدفها فرض إرادة دولة على أخرى لتحقيق أهداف معقدة: مصالح اقتصادية، نفوذ ترابي، هيمنة إقليمية، والتحكم في سيادة الآخر.' كل عناصر هذا التعريف حاضرة اليوم، بقوة، على طاولة العالم. نحن نعيش في قلب حرب هجينة: * فيها الجيوش والأسلحة والطائرات والصواريخ تتصادم في السماء والأرض، * وفيها أيضًا حروب على الحدود الجمركية، وفي الفضاء السيبراني، وفي أعماق الفضاء الخارجي وأقماره الصناعية، * وفيها معارك داخل الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته الغامضة. من يختزل الحرب فقط في تحرك الجيوش، وطوابير الدبابات، ومنصات الصواريخ، لم يفهم بعد طبيعة العالم الجديد. الحرب حرباء… هكذا قال كلاوزفيتز: 'لا تستقر الحرب على حال، ولا تأخذ لونًا ثابتًا، بل تغيّر شكلها في كل مرة.' وإذا كان هذا صحيحًا في القرن التاسع عشر، فكيف لا يكون صحيحًا اليوم، بعدما تطورت أدوات الحرب وتعقّدت مصالحها وتشابكت مصالح الدول إلى حد الجنون؟ نحن أمام حرب هجينة، معارك بلا قوانين، ولا قواعد، ولا مواثيق: * فيها مزيج من الحرب التقليدية والحرب الجديدة. * فيها القتال داخل المعابر الجمركية، وفي وسائل الإعلام والتواصل، للتأثير على الرأي العام وتوجيهه في الأنظمة الديمقراطية ونصف الديمقراطية . * فيها قتال داخل مصانع الرقائق الإلكترونية في تايوان وحول العالم . * فيها صراع على المعادن النفيسة والمواد النادرة لصناعة البطاريات والتكنولوجيا الحديثة، من أوكرانيا إلى الكونغو، حيث تتصارع أمريكا والصين وأوروبا في الظلّ. حرب من نوع آخر: حين يصرّح ترامب بأنه طامع في ضمّ غرينلاند وكندا، فهذه ليست أحلام يقظة، بل تعبير صريح عن واقع جديد؛ حيث السيادة الوطنية لم تعد مقدسة في صراع الكبار. مثلما ضمّ بوتين القرم وربع أوكرانيا، يحلم ترامب بضمّ أراضٍ غنية بالمعادن والنفط لتحقيق انتصارات في مواجهة الصين. اليوم، عندما تتفوق شركة صينية مثل BYD على Tesla، وتصبح الأولى عالميًا في سوق السيارات الكهربائية خلال 4 سنوات فقط، فهذه ليست مجرد منافسة تجارية… إنها معركة حقيقية: * معركة تكنولوجية، لا تقل شراسة عن أي حرب عسكرية. * حرب شرسة، تُدار بعقلية الجيوش لا بعقلية الأسواق. والأخطر؟ أن هذه الحروب الاقتصادية والسيبرانية قد تجرّ إلى حروب عسكرية، والعكس أيضًا صحيح. نعم، نحن داخل حرب عالمية ثالثة، ولكن بأدوات وأشكال وآليات وأسلحة جديدة: * معارك بلا خطوط واضحة. * لاعبين غامضين. * جيوش نظامية تتداخل مع ميليشيات، وشركات أمن خاص، وذئاب منفردة، وعناصر غير دولتية (non étatique). فرانك هوفمان، المحلل الاستراتيجي الأمريكي، ومُنظّر مفهوم 'الحرب الهجينة'، وصف هذا النوع من الحروب بأنه: 'الجيل الجديد من الحروب، الذي يُربك الجيوش الكلاسيكية التي لا تزال تتهيأ لحروب قديمة.''الجيل الجديد من الحروب، الذي يُربك الجيوش الكلاسيكية التي لا تزال تتهيأ لحروب قديمة.' افتحوا أعينكم… نحن داخل حرب عالمية جديدة بأشكال جديدة وأسلحة جديدة وخطوط تماس جديدة سكريبت الحلقة الماضية من بودكاست كلام في السياسة الرابط في اول تعليق افتحوا أعينكم… نحن داخل المعركة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store