
واشنطن والبرازيل تتفاوضان وبريكس تدرس نظام مدفوعات بديلاً
الدولار
الأميركي، في خطوة يرى فيها مراقبون تحدياً مباشراً للهيمنة المالية الغربية، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ" عن منصة "يو أو آي" الإعلامية.
وعقد ممثلون عن البلدين، يوم الجمعة، مؤتمراً عبر الفيديو لمناقشة الاتفاق قبل موعد التاسع من يوليو/تموز، وهو التاريخ الذي من المتوقع أن تُعاد فيه الرسوم الجمركية إلى مستوياتها المرتفعة السابقة. وكان الجانب البرازيلي قد قدم عرضاً يتضمن خفض بعض الرسوم، بشرط أن تقابل واشنطن الخطوة بالمثل، إلا أن البيت الأبيض لم يرد، في وقت تصف فيه الإدارة الأميركية الرسوم البرازيلية بأنها "مرتفعة جداً"، خصوصاً على الإيثانول وبعض المنتجات الصناعية.
تزامن ذلك مع انعقاد قمة "بريكس" في البرازيل، حيث أعرب قادة الكتلة التي تضم عشر دول عن قلقهم إزاء التصعيد في الإجراءات الجمركية الأحادية، دون أن يذكروا واشنطن بالاسم. وأعاد القادة طرح مبادرة طال انتظارها لتأسيس نظام مدفوعات عابر للحدود يعزز التعامل بالعملات المحلية ويخفف الاعتماد على الدولار، إلا أن التقدم ما زال بطيئاً نتيجة تحديات فنية، واختلافات بين الدول الأعضاء، وبعض العقوبات المفروضة على بلدان داخل الكتلة.
ولم تتمكن دول مجموعة "بريكس" مرة أخرى من تحقيق تقدم كبير في نظام المدفوعات عبر الحدود للتجارة والاستثمار، الذي تناقشه منذ عقد من الزمن. وفي بيان صدر مع انطلاق اجتماع المجموعة في البرازيل، أمس الأحد، تعهّد القادة بإجراء محادثات إضافية بشأن إمكانية تعزيز التكامل التجاري للكتلة التي تضم عشر دول.
وجاء في البيان: "نُكلّف وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، حسب الاقتضاء، بمواصلة النقاش بشأن مبادرة المدفوعات العابرة للحدود لمجموعة بريكس". ومن المقرر عرض استطلاع أعده البنك المركزي البرازيلي خلال قمة ريو دي جانيرو التي تستمر يومين. ورغم طموحات المجموعة، إلا أن التقدم كان بطيئاً، في وقت تتغير فيه تيارات التجارة العالمية بسرعة، لدرجة قد تجعل اللحاق بها أمراً مستحيلاً. قد يكون عدم التوصل لاتفاق بمثابة "فرصة ضائعة"، إذ يتعرض الدولار الأميركي لضغوط متواصلة بسبب سياسات الرئيس دونالد ترمب المتقلبة، نقلاً عن "بلومبيرغ".
أسواق
التحديثات الحية
الأسواق تترقب تنفيذ اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين
ولم يتأخر رد ترمب، إذ حذّر من فرض رسوم تصل إلى 100% على الدول التي تتخلى عن الدولار في تجارتها الثنائية. تهديد دفع ببعض الدول، ولا سيما الصين، إلى تسريع خطواتها نحو تعزيز استخدام اليوان، وتوسيع أنظمة الدفع البديلة، مثل نظام "CIPS"، في وقت تتطلع فيه الأسواق الناشئة إلى تقليص تبعيّتها للأسواق الأميركية المتقلبة.
وجدّد قادة "بريكس" تأكيد التزامهم بتوسيع نطاق التمويل بالعملات المحلية، وتنويع مصادر التمويل، وتعزيز التعاون التجاري من أجل دعم النمو الشامل والتنمية المستدامة. وتُظهر وثيقة حصلت عليها "بلومبيرغ" وتستعرض آخر مستجدات تفكير المجموعة، أن النقاشات حول منصة استثمارية جديدة تُعرف باسم "NIP" لا تزال متعثرة.
وتُعد هذه المنصة بمثابة محاولة لسد فجوة في تمويل التنمية، من خلال توفير مرونة أكبر، وتقليص الاعتماد على التمويل بالعملات الصعبة. لكن الوثيقة أشارت إلى أن "تنوع المقاربات والمقترحات المطروحة، والطبيعة المعقدة للقضايا ذات الصلة، تتطلب إجراء حوار تقني إضافي من أجل تعزيز الفهم المشترك للقيمة المضافة المحتملة للمنصة وإطارها التشغيلي".
في هذا السياق، قالت تاتيانا روسيتو، المسؤولة في وزارة المالية البرازيلية، إن من بين أدوات التقارب بين الدول خفض تكاليف التمويل عبر استخدام العملات المحلية. ورغم أن فكرة إنشاء عملة موحدة بين دول "بريكس" غير مطروحة حالياً، فإن طموحات المجموعة تتجه إلى خلق أسواق أكثر سيولة لتبادل العملات الوطنية مباشرة، مثل الريال مع اليوان أو الروبية، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
من جهة أخرى، تواجه دول "بريكس" تحديات إضافية ترتبط بتقلبات السياسات النقدية في الاقتصادات المتقدمة وارتفاع أسعار الفائدة، ما يزيد أعباء الديون. وللتعامل مع هذه التحديات، تبحث المجموعة في إنشاء آلية ضمان ائتماني جديدة تُعرف باسم "BMG"، داخل بنك التنمية الجديد، بدون مساهمات رأسمالية إضافية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يهدد بفرض رسوم إضافية على الدول التي تتبنى سياسات بريكس
في المحصلة، وبينما تسعى واشنطن إلى فرض قواعد لعب جديدة عبر التهديدات الجمركية، تحاول دول "بريكس" رسم مسار موازٍ يعيد تشكيل منظومة المدفوعات الدولية ويمنحها قدراً أكبر من الاستقلالية. أما السؤال المطروح اليوم فهو: هل تستطيع هذه الجهود المتعثرة مجتمعة كسر قبضة الدولار على التجارة العالمية؟ أم أن الضغوط الأميركية ستفرض إيقاعها مجدداً؟
شهد الدولار أسوأ بداية عام له منذ 1973، نتيجة الحرب التجارية التي أطلقها ترامب وهجماته على تردد مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، ما هزّ الأسواق وأثار الشكوك حول تفوّق الأصول الأميركية، ودفع المستثمرين للبحث عن بدائل. وقد شكّل ذلك فرصة للأسواق الناشئة، يُتوقع أن تستمر في الاستفادة منها.
ورغم دعم جميع الأعضاء لفكرة المدفوعات العابرة للحدود، التي ورد ذكرها لأول مرة في بيان قمة عام 2015، إلا أن الجوانب الفنية للاندماج تبقى معقدة. وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات إن أنظمة البنوك المركزية في بعض الدول لم تُصبح جاهزة بعد، وأوضحوا أن تكييف هذه الأنظمة سيستغرق وقتاً، وأنه من غير المرجح حدوث ذلك قريباً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
واشنطن بوست: شخص انتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي وحاول الاتصال بمسؤولين أمريكيين وأجانب
لندن: 'القدس العربي': كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' في تقرير حصري، أن منتحلا لشخصية وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، استخدم الذكاء الاصطناعي واتصل مع خمسة مسؤولين حكوميين، بمن فيهم ثلاثة وزراء أجانب وحاكم أمريكي لولاية، وعضو في الكونغرس. وفي التقرير الذي أعده جون هدسون وحنا ناتنانصن، قالا فيه إن الشخص أرسل رسائل صوتية ونصية قلد فيها أسلوب كلام روبيو وكتابته مستخدما برمجية تعمل بالذكاء الاصطناعي. وكشف مسؤول أمريكي وبرقية دبلوماسية لوزارة الخارجية، لصحيفة 'واشنطن بوست' عن تفاصيل الاختراق وانتحال الشخصية. ولا تعرف السلطات الأمريكية من يقف وراء محاولات انتحال للشخصية، ولكنهم يعتقدون أن المدبر كان يحاول على الأرجح التلاعب بمسؤولي الحكومة المؤثرين، 'بهدف الحصول على معلومات وحسابات' حسب البرقية التي أرسلها مكتب روبيو في وزارة الخارجية إلى موظفي الوزارة. وذكرت البرقية المؤرخة في 3 تموز/ يوليو أن المنتحل استخدم رسائل نصية وتطبيق سيغنال المشفر المستخدم على نطاق واسع في إدارة دونالد ترامب، واتصل مع خمسة أعضاء من غير وزارة الخارجية، بمن فيهم ثلاثة وزراء أجانب، وحاكم ولاية ونائب في الكونغرس. وتذكر البرقية أن حملة الانتحال بدأت في منتصف حزيران/ يونيو عندما أنشأ المنتحل حسابا على سيغنال باسم شبيه بعنوان روبيو: وعلى ما يبدو، لم ينتبه المسؤولون الذين حاول المنتحل التواصل معهم أن العنوان غير صحيح. وتقول البرقية إن المنتحل 'ترك رسائل صوتية على سيغنال لشخصين مستهدفين على الأقل. وفي إحدى الحالات، أرسل رسالة نصية تدعو الشخص للتواصل عبر سيغنال'. كما تشير إلى أنه تم انتحال شخصية موظفين آخرين في وزارة الخارجية باستخدام البريد الإلكتروني. وعند سؤالها عن البرقية، ردت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها 'ستجري تحقيقا شاملا وستواصل تطبيق الضمانات اللازمة لمنع تكرار ذلك مستقبلا'. ورفض المسؤولون مناقشة محتوى الرسائل أو أسماء الدبلوماسيين والمسؤولين المستهدفين. وتأتي حادثة روبيو بعد عدة محاولات انتحال شخصية استهدفت مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في الفترة الأخيرة. ففي أيار/ مايو، اخترق شخص ما هاتف رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، وبدأ بإجراء مكالمات ورسائل إلى أعضاء مجلس الشيوخ والحكام ومديري الشركات متظاهرا بأنه وايلز، وفقا لما ذكرته صحيفة 'وول ستريت جورنال'. وقد دفعت هذه الحادثة إلى إجراء تحقيق في البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب قلل من أهميتها، قائلا إن وايلز 'امرأة رائعة' و'بإمكانها التعامل مع الأمر'. ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على منتحل روبيو. ويعد انتحال شخصية ضابط أو موظف فيدرالي للخداع أو الحصول على شيء ما، جريمة. وعلق هاني فريد، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا بيركلي، والمتخصص في الأدلة الجنائية الرقمية، إن عملية من هذا النوع لا تتطلب ممثلا متمرسا، لكنها غالبًا ما تنجح لأن المسؤولين الحكوميين قد يكونون غير مبالين بأمن البيانات. وقال: 'هذا هو بالضبط ما يمنع استخدام سيغنال أو أي قنوات غير آمنة أخرى للأعمال الحكومية الرسمية'. وأشارت الصحيفة إلى فضيحة سيغنال في آذار/ مارس، والتي أضاف فيها مستشار الأمن القومي في حينه مايكل والتز، اسم صحافي إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال وإن بدون قصد، وهو ما أدى للكشف عن خطط الإدارة الأمريكية للحرب ضد الحوثيين في اليمن. وانتهت باستقالة والتز بعد تحمله المسؤولية. وقلصت تلك الحادثة من الاستخدام الواسع النطاق للتطبيق في اجتماعات مجموعة الأمن القومي. ومنذ ذلك الحين، عين روبيو مستشارا للأمن القومي لترامب. ولكن على المستوى الفردي، يواصل المسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى استخدام التطبيق في الاتصالات الشخصية والمهنية، نظرا لتشفيره الشامل والموثوق. ويقول فريد إنه بمجرد حصول الأشخاص الراغبين بالتخريب على أرقام هواتف مرتبطة بحساب مسؤول على سيغنال، يصبح انتحال الشخصية سهلا، و'كل ما تحتاجه هو 15 إلى 20 ثانية من تسجيل صوتي للشخص، وهو أمر سهل في حالة ماركو روبيو. يمكنك تحميله على أي عدد من الخدمات، والنقر على زر يقول: لدي إذن باستخدام صوت هذا الشخص، ثم كتابة ما تريد منه قوله'، وأضاف فريد أن 'ترك رسائل صوتية فعال جدا لأنه ليس تفاعليا'. ولا يعرف إن كان أحد من الذين حاول المنتحل الاتصال بهم قد رد عليه. وقد حثت وزارة الخارجية الدبلوماسيين الأمريكيين على الإبلاغ عن 'محاولات انتحال' لمكتب الأمن الدبلوماسي والذي يقوم بالتحقيق في الأمر. كما طلبت من الموظفين غير العاملين في الوزارة الاتصال مع مركز الشكاوى عن جرائم الإنترنت في 'أف بي آي'.


العربي الجديد
منذ 10 ساعات
- العربي الجديد
25 منظمة تتظاهر أمام البيت الأبيض رفضاً لزيارة نتنياهو
شاركت أكثر من 25 منظمة في التظاهر مساء الاثنين بتوقيت واشنطن، صباح الثلاثاء بتوقيت الدوحة، أمام البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية رفضا لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. واشنطن. وردد المتظاهرون "فلسطين حرة، وأوقفوا الإبادة الجماعية، وغزة حرة، وأوقفوا قتل المدنيين"، ورفعوا لافتات "نتنياهو مجرم حرب، وأوقفوا دعم الإبادة الجماعية، ولا حرب جديدة في الشرق الأوسط". ونظم المتظاهرون وقفتهم الاحتجاجية أمام البيت الأبيض تزامناً مع لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نتنياهو، وأكد مشاركون في التظاهرة أن رؤية نتنياهو هي إبادة الشعب الفلسطيني والاستيلاء على الأرض، كما وجهوا انتقادات حادة إلى "سياسة تجويع الفلسطينيين وقتلهم خلال حصولهم على المساعدات الإنسانية"، والمساعي التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإشعال حرب إقليمية جديدة في الشرق الأوسط. بينما انتقد الأميركي من أصول فلسطينية محمد أبو غزالة، من حركة الشباب الفلسطيني في واشنطن، استضافة نتنياهو في البيت الأبيض، وقال في تصريحات لـ"العربي الجديد": "نحن هنا ضد الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف في غزة، وضد زيارته لواشنطن"، مضيفا أنه عند كل زيارة له إلى واشنطن يكون هناك تصعيد في الفظائع التي ترتكب في الشرق الأوسط، في غزة ولبنان وسورية والمنطقة بأكملها، وأكد رفض الأميركيين للإبادة الجماعية. تقارير عربية التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | مجزرة بالنصيرات ومقتل وإصابة جنود في بيت حانون ومن جانبها، قالت إليانا فيشمان، في كلمة خلال التظاهرة: "أنا فخورة أنني يهودية ضد الصهيونية"، وأشارت إلى أنها "تعلمت في المدارس اليهودية الأرثوذكسية مفاهيم مغلوطة، وأنه طبقا للصهيونية اليهود يجب أن يخافوا من جيرانهم غير اليهود"، مضيفة أنه يجب وقف الإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة، "وسلامة اليهود لا تتم إلا بسلامة الجميع وسلامة الفلسطينيين". وأكد المشاركون في كلماتهم أن الاستسلام للمصالح الأميركية والتطبيع مع إسرائيل لن يجلب السلام أو الازدهار إلى المنطقة، مطالبين بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وحظر تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل ورفض التطبيع مع إسرائيل ووقف التطهير العرقي والمساعي لتهجير الفلسطينيين من غزة. ومن بين المنظمات المشاركة حركة الشباب الفلسطيني وكود بينك والصوت اليهودي من أجل السلام وأطباء ضد الإبادة الجماعية.


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
"أوراكل" تمنح الحكومة الأميركية خصومات غير مسبوقة
خفضت شركة أوراكل الأميركية أسعار برمجيات قواعد البيانات وخدمات الحوسبة السحابية بنسبة تصل إلى 75 في المائة لصالح مؤسسات الحكومة الفيدرالية، في خطوة تعكس توجهاً من شركات وادي السيليكون لتعزيز علاقتها بإدارة دونالد ترامب. وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل انتقال المؤسسات إلى البنية التحتية السحابية وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات، خصوصاً مع استمرار اعتماد وكالات فيدرالية عدة على أنظمة قديمة. الاتفاق، الذي أعلنته إدارة الخدمات العامة الأميركية (GSA)، هو الأول من نوعه الذي يشمل خصومات شاملة على البنية التحتية السحابية لكافة المؤسسات الحكومية. كما أنه يأتي في سياق سياسة أوسع تنتهجها إدارة ترامب لتعزيز كفاءة الإنفاق العام، إذ سبق أن حصلت وكالات حكومية على خصومات مماثلة من شركات مثل "سيلزفورس" و"غوغل" و"أدوبي". البنية التحتية السحابية تشمل التقنيات الأساسية لتخزين البيانات والمعالجة والشبكات، وتُعدّ العمود الفقري لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الحديثة. في مايو/أيار الماضي، خفّضت شركة سيلزفورس كلفة استخدام تطبيق المراسلة سلاك للحكومة الأميركية بنسبة 90 في المائة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. فيما ركّزت صفقة سابقة مع " غوغل " على البرمجيات لا البنية التحتية السحابية. وتعمل إدارة الخدمات العامة الأميركية على التفاوض مباشرة مع الشركات لتوفير خصومات أكبر، في إطار جهود إدارة ترامب لخفض التكاليف الفيدرالية وتوحيد عمليات الشراء. ورغم انسحاب إيلون ماسك من "إدارة الكفاءة الحكومية"، يؤكد مسؤولون في إدارة ترامب استمرار الجهود لخفض الهدر. وكما الإدارات السابقة، تركز إدارة ترامب على تحديث البنية التحتية للحكومة عبر التكنولوجيا، رغم صعوبة ذلك بسبب استمرار استخدام أنظمة قديمة. وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن اتفاق "أوراكل" مع الحكومة يشمل توفير خدمات الذكاء الاصطناعي والمساعدة في نقل أنظمة تكنولوجيا المعلومات إلى السحابة. وتندرج هذه الخطوة ضمن توجه شركات وادي السيليكون، مثل "أوراكل"، لتعزيز التعاون الدفاعي مع إدارة ترامب. وتشتهر "أوراكل" ببرمجيات قواعد البيانات، ووسّعت أخيراً نطاق تعاونها مع الحكومة الأميركية، بما في ذلك إطلاق برنامج جديد الشهر الماضي يهدف إلى مساعدة الموردين الصغار على بيع التكنولوجيا لوزارة الدفاع. ويوفّر البرنامج لهذه الشركات دعماً لوجستياً مثل استخدام مكاتب "أوراكل"، واستشارات للتعامل مع أنظمة الشراء في البنتاغون، إلى جانب حسومات على برامج Palantir وNetSuite. ويأتي البرنامج استجابةً لصعوبة دخول هذه السوق التي تهيمن عليها الشركات الكبرى. أسواق التحديثات الحية أوراكل تعتزم توظيف 1000 مغربي بمركزها الجديد في الدار البيضاء وعام 2022، فازت "أوراكل"، إلى جانب "أمازون" و"غوغل" و"مايكروسوفت"، بعقد كبير لتوفير خدمات سحابية للوزارة بأسعار تجارية أو أفضل. وأكّدت إدارة الخدمات العامة أن البنتاغون سيتمكن أيضاً من شراء هذه الخدمات المخفّضة بموجب الاتفاق الجديد مع "أوراكل". وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شارك المؤسس الشريك لشركة أوراكل، لاري إليسون، في مراسم داخل البيت الأبيض إلى جانب دونالد ترامب للإعلان عن مشروع "ستارغيت"، وهو مبادرة لإنشاء مراكز بيانات مخصصة للذكاء الاصطناعي، بالشراكة مع شركة أوبن إيه آي ومستثمر التكنولوجيا العالمي "سوفت بنك". "أوراكل" حصلت، قبل خمس سنوات، على عقد تشغيل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.