logo
وثائق تكشف.. كيف تسلل الموساد إلى «قلب إيران» النووي والصاروخي؟

وثائق تكشف.. كيف تسلل الموساد إلى «قلب إيران» النووي والصاروخي؟

صحيفة الخليجمنذ 8 ساعات

بعد أن وضعت الحرب بين إيران وإسرائيل أوزارها، تتجه الأنظار إلى حيثيات مواجهة الـ 12 يوماً وأسرار التمدد الاستخباراتي الإسرائيلي في العمق الإيراني إذ كشفت وثائق سرية جديدة مسربة أن جهاز الموساد الإسرائيلي اخترق لسنوات طويلة البرامج الصاروخية والنووية الإيرانية وجمع معلومات حساسة مكّنت إسرائيل من تنفيذ ضرباتها الاستباقية والنوعية للمواقع الإيرانية مع بداية الحرب.
وأكدت صحيفة «التايمز» البريطانية، نقلاً عن الوثائق الاستخباراتية المسربة أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح في اختراق قلب البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، بعد سنوات من جمع المعلومات السرية، ليكتشف أن البنية التحتية لبناء الأسلحة في طهران كانت أوسع بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
اختراق منقطع النظير
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي قوله، إن إسرائيل كانت تراقب عدة مواقع داخل إيران منذ سنوات عبر عملاء ميدانيين، مشيراً إلى أن الاستعدادات الإسرائيلية لضرب إيران بدأت منذ عام 2010، استناداً إلى معلومات حول تسارع برنامجها التسليحي.
وأكد أن عملاء إسرائيليين كانوا موجودين داخل عشرات المواقع المستهدفة، حيث قاموا برسم خرائط تفصيلية للمنشآت من الداخل، ما أتاح استهدافها بدقة متناهية.
ولم يتوقف التمدد الاستخباراتي الذي يراه محللون «منقطع النظير» في عمق مراكز اتخاذ الإيراني عند هذا الحد فحسب، إذ كشفت الوثائق أيضاً عن اختراق مقار الحرس الثوري الإيراني، أحد أهم أذرع إيران الأمنية ورمز النظام الحالي، ومواقع مثل «سنجاريان»، التي كانت تطور مكونات تدخل في إنتاج الأسلحة النووية.
وقد شمل الاختراق مواقع نووية معروفة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، إلى جانب منشآت سرية لم تكن معروفة من قبل، ما مكّن إسرائيل من توجيه ضربات استباقية دقيقة.
وبحسب الوثائق فإن العملاء الإسرائيليين نجحوا في مفاعل نطنز تحديداً من توثيق كافة البنى التحتية فوق وتحت الأرض، من أنظمة أنابيب وآليات تغذية اليورانيوم، إلى محطات التحويل والمولدات، وقنوات التهوية، وهو ما ساعد في ضرب سبعة مكونات حيوية في المنشأة.
وبحسب التقييم الاستخباراتي، فقد انتقلت إيران بنهاية عام 2024 من مرحلة البحث إلى مرحلة متقدمة من التصنيع والتجارب على متفجرات وأنظمة إشعاع، مع توقع وصولها إلى «قدرة نووية خلال أسابيع».
كما كشفت الوثائق أن إيران أنتجت أجهزة طرد مركزي في ثلاثة مواقع سرية في طهران وأصفهان، واستهدفت إسرائيل لاحقاً منشأة في أصفهان تنتج ألياف الكربون للبرنامج الصاروخي، ومجمعاً لتصنيع المتفجرات البلاستيكية المستخدمة في اختبارات الأسلحة النووية.
في جانب الصواريخ، أوضحت الوثائق أن إيران كانت تخطط لإنتاج عشرات صواريخ أرض-أرض طويلة المدى شهرياً، لبناء مخزون يصل إلى 8000 صاروخ، وقام العملاء الإسرائيليون بزيارة ورش ومصانع الإنتاج، ما سمح بتدمير «الصناعة الداعمة كاملة».
وتشير الوثائق التي تم تداولها بين الحلفاء الغربيين، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب «التايمز»، أن قدرات إيران ومعرفتها ومكوناتها المرتبطة بتطوير الأسلحة تتقدم بسرعة كبيرة، ولم تكن تقتصر على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان فقط.
كيف ساعد الموساد؟
وأشارت الصحيفة، أن العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران اعتمدت على الخرائط والمعلومات الميدانية التي جمعها الجواسيس في داخل إيران.
وركّزت إسرائيل في هجومها على تدمير منشآت لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران وأصفهان، إضافة إلى استهداف 7 مكونات حيوية داخل منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، شملت البنية التحتية الكهربائية ومرافق البحث والتطوير، وأنظمة التهوية والتبريد.
كما هاجمت إسرائيل منشآت في أصفهان، ومواقع بحثية مثل «نور» و«مقده»، وموقع «شريعتي» العسكري، ومصنع «شهيد ميسامي» الذي كان يُستخدم لصناعة المتفجرات البلاستيكية لاختبار الأسلحة النووية، وكلها مواقع تتبع منظمة «SPND»، التي كان يقودها العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل عام 2020.
واستهدفت أيضاً مواقع لصناعة الصواريخ بعيدة المدى، كان من المخطط أن تنتج إيران منها نحو ألف صاروخ سنوياً، وصولاً إلى مخزون مستهدف قدره 8 آلاف صاروخ.
من بين هذه المواقع، كان مصنع «مؤسسة معاد تركيبي نوياد» قرب بحر قزوين، الذي كانت إيران تعتمد عليه في إنتاج الألياف الكربونية اللازمة لتصنيع الصواريخ، وقد تم تدميره بالكامل.
هلع في إيران
ورأت الصحيفة أن هذا التمدد الاستخباراتي العميق خلق حالة من الهلع في إيران بعد الهجمات، مشيرة إلى أن طهران اعتقلت العشرات بتهم التجسس خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، كما لفتت إلى أن الشكوك المتبادلة طالت حتى أعضاء الحرس الثوري أنفسهم.
وفي إشارة لافتة، قالت الصحيفة: إن جهاز الموساد نشر تحذيراً نادراً عبر منصة «إكس»، دعا فيه الإيرانيين إلى الابتعاد عن مركبات ومسؤولي الحرس الثوري.
عودة إلى الوراء
وأشارت «التايمز» إلى أن اختراق إسرائيل العميق للنظام الإيراني، سواء عبر التجسس أو تنفيذ عمليات اغتيال، أعاد إلى الأذهان عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني من طهران عام 2018، والتي استُخدمت لاحقاً لإقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015.
في 31 يناير/ كانون الثاني 2018، كشف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي «الموساد»، يوسي كوهين، كيف تمكّنوا من الاستيلاء على الأرشيف النووي العسكري الإيراني في طهران باستخدام عشرين عميلاً إيرانياً.
قال حينها:«قبل أكثر من عامين من تنفيذ العملية، تلقّى الموساد معلومات استخبارية حول المكان الذي يُخفى فيه الأرشيف النووي، وبدأنا في البحث عنه. وحين عثرنا عليه، حصلنا على خرائط كشفت عن بنية المبنى الداخلية. وبناءً على ذلك، شُيّد في إحدى الدول الصديقة مبنى مطابق تماماً للبناء الذي تُخزن فيه الوثائق.
وأضاف «خلال تنفيذ العملية، كان العملاء يرسلون بثاً مباشراً لما يرونه، ويقدمون شروحاً باللغة الفارسية، ويرسلون صوراً. وعندما رأينا ما تحتويه تلك الخزائن الضخمة، أدركنا أننا عثرنا على ضالتنا. لقد أدركنا حينها أننا استولينا على البرنامج النووي العسكري الإيراني».
بعد العملية 2018 اعتُبرت إيران تصريحات يوسي كوهين ضرباً من المبالغة، واستخفّت بها قائلة: إن «الوثائق المسروقة مزيفة»، لكن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع ليلة 13 يونيو/ حزيران 2025 كشف أن تلك التصريحات لم تكن خالية من الحقيقة.
فلم يكن القصف الجوي وحده هو الضربة الأساسية في إيران، بل اغتيل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين، ليس فقط عبر طائرات «إف- 35» والطائرات المسيرة، والصواريخ التي انطلقت من إسرائيل الواقعة على بعد 1600 كيلومتر، بل أيضاً عبر شبكة عملاء الموساد التي نُسجت داخل إيران على مدى سنوات كشبكة العنكبوت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟
فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟

وقال الجيش، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الفرقة 96 اكتمل تشكيلها بعد 48 ساعة فقط من بدء عملية " الأسد الصاعد" ضد إيران ، بهدف "تعزيز ومضاعفة الدفاعات على طول الحدود الشرقية" مع الأردن. وكان من المقرر أن تشكل الفرقة في أغسطس المقبل، لكن ذلك تم في وقت أبكر مع اشتعال الصراع مع إيران، علما أن تكوينها كان مخططا منذ أشهر. والخميس أجرت الفرقة الجديدة أول مناورة واسعة النطاق، لمحاكاة "سيناريوهات طوارئ واستجابة سريعة للأحداث المتصاعدة لتعزيز الجاهزية القتالية"، وشارك في المناورة العديد من أجهزة الأمن الإسرائيلية. وقال قائد القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي آفي بلوث، بعد انتهاء التدريب: "أتاحت عملية الأسد الصاعد فرصة مثالية لتسريع تشكيل الفرقة". وحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، يعد "عزل الضفة الغربية" هدفا رئيسيا للقيادة المركزية للجيش، من أجل "منع تهريب الأسلحة والمسلحين من إيران إلى إسرائيل عبر الحدود الشرقية"، وفق "يديعوت أحرونوت". وقال مصدر عسكري للصحيفة: "إيران تنشئ وكيلا كاملا هنا"، في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة.

إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا
إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إيران: الظروف غير مناسبة لاستئناف المفاوضات مع أميركا

وأوضح إيرواني في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية: "إذا أراد الأميركيون أن يفرضوا شروطهم علينا، فالمفاوضات معهم مستحيلة". ومن جهة أخرى، نفى الدبلوماسي الإيراني توجيه "أي تهديد" لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومفتشيها، بعدما دعت صحيفة محلية إلى إعدام مدير الوكالة الأممية رافايل غروسي كونه "جاسوسا". وقال: "لا يوجد أي تهديد من جانب إيران ضد غروسي"، لكنه أكد أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا يمكنهم الآن دخول منشآتنا". وفي السياق ذاته، أكد إيرواني أن إيران"لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية". وتأتي تعليقات طهران بينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين، حول مدى تأثر إيران بالضربات قبل وقف إطلاق النار مع إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. وقال ترامب في مقابلة على قناة "فوكس نيوز": "تم محوه (البرنامج النووي) بشكل لم يسبق له مثيل". وأضاف الرئيس الأميركي: "هذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن".

الرهائن قبل حماس.. كيف تغيرت لهجة نتنياهو بعد رسائل ترامب؟
الرهائن قبل حماس.. كيف تغيرت لهجة نتنياهو بعد رسائل ترامب؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

الرهائن قبل حماس.. كيف تغيرت لهجة نتنياهو بعد رسائل ترامب؟

وقال نتنياهو خلال زيارة لمنشأة تابعة لجهاز الأمن العام (شاباك) جنوبي إسرائيل: "هناك الآن العديد من الفرص. أولا وقبل كل شيء إنقاذ الرهائن. بالطبع سيتعين علينا أيضا حل قضية غزة وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلا الهدفين". ورحب منتدى عائلات الرهائن بما اعتبره "تحول" نتنياهو، مشيدا بقراره الإعلان عن عودة الرهائن كهدف رئيسي للحكومة. وأشار نتنياهو إلى "إنقاذ" الرهائن بدلا من "إطلاق سراحهم"، متجنبا استخدام كلمة "صفقة". وفي حين لم تبد تصريحاته أي إشارة إلى عملية إنقاذ "عسكرية"، فإنها عكست زخما متزايدا حول اتفاق محتمل، حسب تحليل لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وخلال الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران، أثار نتنياهو أزمة الرهائن، ورأى، بحسب تقارير صحفية إسرائيلية، أن حماس ستشعر بعزلة متزايدة من دون دعم طهران أو حزب الله اللبناني، مما يتيح فرصة للمفاوضات. وعكست تصريحات نتنياهو التفاؤل الذي أعرب عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي يقول إنه يسعى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة. وصباح الأحد، دعا ترامب حماس إلى إعادة ما يقدر بخمسين رهينة إسرائيلي متبقين، بين أحياء وأموات. وكتب الرئيس الأميركي على منصة "تروث سوشيال" منشورا حازما، قال فيه: "أبرموا صفقة في غزة، وأعيدوا الرهائن!". وأتى منشور ترامب بعدما قال الأسبوع الماضي إنه يتوقع وقف إطلاق النار في غضون أيام، موضحا: "أعتقد أننا قريبون، وسنتوصل إلى وقف إطلاق نار الأسبوع المقبل". ورغم الإشارات العلنية إلى التقدم، حذر مسؤولون مشاركون في المحادثات من عدم تحقيق أي تقدم كبير، وفق "يديعوت أحرونوت"، بينما لم تعلق حماس رسميا بعد على موقف إسرائيل بشأن الإطار المقترح الذي قدمه مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف. وبناء على ذلك، اعتبر بعض المراقبين السياسيين تصريح نتنياهو بمثابة تماهي مع رؤية ترامب، وليس علامة على تقدم ملموس، بينما أشار آخرون إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما يهيئ الرأي العام الإسرائيلي لإنهاء الحرب، وسط ضغوط أميركية متواصلة للتوصل إلى حل تفاوضي. وصرح مسؤولون إسرائيليون بارزون لـ"يديعوت أحرونوت"، الأحد، أن المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق "مستمرة على الدوام"، وأضافوا: "نأمل في تطورات قريبة ونواصل العمل عليها". ومع ذلك، أكدوا أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد أي تقدم ملحوظ". وفي اجتماع مجلس الوزراء الأمني ​​الذي عقد الأحد في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، تم إبلاغ الوزراء أن حماس لا تزال مصرة على إنهاء الحرب كشرط لأي اتفاق، وانتهى الاجتماع من دون قرار واضح بينما من المقرر إجراء المزيد من المناقشات، الإثنين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store