
الدكتور أحمد الجيوشي لـ«الفجر»: التعليم التكنولوجي هو الرهان الحقيقي لمستقبل مصر.. و30 جامعة بحلول 2030
يُعد التعليم التكنولوجي اليوم أحد الركائز الأساسية في بناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة، إذ يوفر هذا النوع من التعليم نماذج تعليمية جديدة تُواكب المتغيرات العالمية، وتستهدف فئة طلاب التعليم الفني بشكل مباشر، عبر منظومة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتؤهله لوظائف المستقبل عبر مهارات وقدرات تطبيقية مبتكرة.
خلال هذا الحوار الخاص، كشف الدكتور الجيوشي عن ملامح الخطة الوطنية للتوسع في الجامعات التكنولوجية، والتي من المقرر أن تصل إلى 30 جامعة بحلول عام 2030، موزعة على مختلف محافظات الجمهورية.
كما تحدث عن التحديات التي تواجه هذا النمط الجديد من التعليم، وكيف تتعامل الدولة مع هذه التحديات بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية ووزارة التعليم العالي.
«الفجر» تنقل إليكم أبرز ما جاء في هذا الحوار المليء بالتفاصيل حول التعليم التكنولوجي في مصر، ومستقبل طلاب التعليم الفني، وطموحات وزارة التعليم العالي نحو منظومة تعليمية حديثة تُخاطب الغد وتستشرف ما بعده.
أهلًا بحضرتك يا دكتور أحمد.. في ظل اهتمام القيادة السياسية، كيف ترون مستقبل التعليم التكنولوجي في مصر؟
أهلًا وسهلًا بحضراتكم.. الحقيقة لا يمكننا أن نبدأ الحديث دون الإشادة بالدعم الهائل الذي يُقدمه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنظومة التعليم التكنولوجي.
كما لا يفوتني الإشادة بالدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، الذي يولي هذا النوع من التعليم الوليد كل الاهتمام، رغم أنه لم يمر عليه سوى ست سنوات فقط. نحن لازلنا في بداياتنا، ولكننا نسير بخطى واثقة.
كيف يختلف التعليم التكنولوجي عن النماذج التقليدية؟
التعليم التكنولوجي هو تعليم نوعي، مختلف في المناهج، في طريقة التدريس، وفي مخرجاته. نحن لا نعد طلابًا لشهادات فقط، بل نُعدهم ليكونوا قادرين على تعليم أنفسهم وتطوير مهاراتهم باستمرار، بما يتماشى مع سوق عمل متغير تهيمن عليه التكنولوجيا.
وماذا عن دوركم في مبادرة "تحالف وتنمية" التي أُطلقت اليوم؟
نحن فخورون للغاية بالمشاركة في هذه المبادرة. وإن كنا لا نملك تفاصيل دقيقة الآن، إلا أننا نأمل أن نحصل على مشروعات تدعم الجامعات التكنولوجية. هذه المبادرة ستعزز من ثقتنا بأنفسنا كمنظومة، كما ستعزز ثقة الطلاب في أنفسهم، خصوصًا طلاب التعليم الفني، الذين أعتبرهم أولادي.
كيف ترى طلاب التعليم الفني مقارنةً بزملائهم في الثانوية العامة؟
طلاب التعليم الفني يمتلكون ملكات فريدة لا نجدها بنفس الكثافة في طلاب الثانوية العامة. قد لا يكونون متفوقين في المواد النظرية، لكنهم يملكون قدرات إبداعية وابتكارية مذهلة، وهو ما تؤكده تجارب عديدة مثل ما حدث مع GIZ.
كيف تعملون على تطوير مسارات تعليمية تتناسب مع هؤلاء الطلاب؟
هذا هو جوهر ما نعمل عليه.. نحن نحاول تصميم نظام تعليمي يناسب كل طالب حسب قدراته وميوله. لم يعد هناك نظام تعليمي واحد يناسب الجميع. إذا استطعنا تمييز قدرات الطلاب وصممنا برامج تعليمية تلائمهم، سننجح هم وسننجح نحن أيضًا.
وماذا عن مستقبل التوظيف لخريجي هذه الجامعات؟
ضمان الوظائف هو الغاية الكبرى. نحن نخطط لأن نعرف مسبقًا ما يحتاجه سوق العمل بعد عشر سنوات، ونُعد خريجينا من الآن بهذه المهارات. هذه هي فلسفة التعليم الجديد.
كم عدد الجامعات التكنولوجية حاليًا؟ وما هي خطة التوسع المستقبلية؟
لدينا حاليًا 14 جامعة تكنولوجية، منها 12 حكومية و2 خاصتين. نعمل على إطلاق 5 جامعات جديدة قريبًا، ليصل العدد إلى 20، والهدف النهائي 30 جامعة بحلول 2030. كل جامعة سيكون بها خمس كليات على الأقل، وكل كلية بها خمس برامج، أي أننا نتحدث عن قرابة 150 برنامجًا، تستوعب ما بين 100 إلى 150 ألف طالب.
التعليم التكنولوجي لم يعد مجرد خيار بديل، بل بات ضرورة وطنية لمواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل. وفي ظل القيادة السياسية الواعية والدعم الوزاري المستمر، أصبحت الجامعات التكنولوجية ركيزة أساسية في منظومة تطوير التعليم في مصر، بل وقاطرة للتحول نحو اقتصاد إنتاجي معرفي.
وفي الختام ما بين طموح واضح للوصول إلى 30 جامعة بحلول عام 2030، وتوفير برامج نوعية تناسب قدرات وميول طلاب التعليم الفني، يظهر حرص الدولة على بناء جيل جديد من الخريجين يمتلك أدوات العصر، ويكون مؤهلًا لسوق العمل بكل متغيراته.
الدكتور أحمد الجيوشي، بخبرته الطويلة وحنكته الإدارية، يرسم ملامح هذا التحول، ويؤكد أن التعليم التكنولوجي هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان المصري. وبينما يتابع المجتمع هذا التطور، يظل الرهان الأكبر على قدرة هذه الجامعات في تقديم نموذج تعليمي جديد يُحقق التوازن بين الكفاءة والمعرفة والتوظيف.
وبهذا الشكل، نُدرك أن الحلم لم يعد بعيدًا، بل أصبح واقعًا يُبنى بخطى ثابتة، ليكون التعليم التكنولوجي هو جسر العبور نحو المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 9 ساعات
- الدستور
الهضيبي: لقاء الرئيس السيسي بـ "ليخاتشوف" يؤكد جدية مصر في تحقيق أمن الطاقة
أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية الروسية "روسأتوم"، أليكسي ليخاتشوف، في مدينة العلمين، يشكل علامة بارزة في مسيرة التعاون التاريخي بين مصر وروسيا، ويؤكد التزام القاهرة الجاد بتطوير مشروع محطة الضبعة النووية للاستخدامات المدنية ضمن توجه استراتيجي نحو أمن الطاقة الوطني، مشيرًا إلى أن توقيع الاتفاق التكميلي الحكومي بين مصر وروسيا، يمثل تطورا مهما في مراحل تنفيذ المشروع، كونه يتناول بندا متعلقة بتسريع الجداول الزمنية للتصميم والمشتريات والإنشاءات، ونظم الحماية المادية للمفاعل، وهو ما يعزز من فرص إنجاز المحطة وفقا للخطط المخططة لها . اتفاق تكميلي جديد لتسريع تنفيذ محطة الضبعة النووية وأشار "الهضيبي" إلى أن هذا الاتفاق التكميلي يأتي بعد سنوات من العمل الدؤوب ضمن بروتوكولات طويلة بدأت في العام 2015، وانطلقت بعدها إجراءات التمويل والبناء، وتشغيل أول وحدة في 2028، والوصول للإنتاج الكامل للطاقة بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تنظر للمشروع كرافعة مهمة لتحقيق الاستقلال في قطاع الكهرباء، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعميق الشراكة مع روسيا في مجال الطاقة النظيفة. 4 مفاعلات نووية ترفع إنتاج الكهرباء إلى 4800 ميجاوات ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن توقيع هذه الاتفاقية يعكس إرادة سياسية قوية تدعمها رؤية اقتصادية واضحة، حيث أن المحطة –تتضمن 4 وحدات طاقة VVER‑1200 ستمثّل إضافة نوعية ترفع من الطاقة الكهربائية بنحو 4800 ميجاوات، وتدعم خطة مصر للوصول إلى 65% من إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2040، منوها أن أمن الطاقة لم يعد يُقاس فقط بكمية الإنتاج، وإنما بكافة عناصر بنية الطاقة، بما في ذلك النفاذ لنظم الحماية النووية، وتخزين الوقود المستنفذ، والتدريب المستمر للكوادر الفنية على المعايير الدولية، وجميعها وردت بصورة واضحة في البنود التكميلية للاتفاقية الأخيرة، بما يعزز شفافية المشروع واستدامته الفنية والبيئية. مصر تخطو بثبات نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة وتابع النائب ياسر الهضيبي، أن اللقاء يعكس كذلك الحضور المصري القوي على المستوى الدولي، والتزام مصر بتحقيق رؤية التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وبلورة نموذج ناجح يتصدر أولويات الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركًا متسارعًا في موقع الضبعة، وإجراءات تنفيذية متزامنة ستبدأ بالأعمال المدنية والمسوح الأولية، إضافة إلى الشق التقني المتعلق بتوريد المكونات، وتوسيع نطاق الأنشطة التكميلية للمملكة الصناعية المحلية ضمن المشروع.


بوابة الفجر
منذ يوم واحد
- بوابة الفجر
الدكتور أحمد الجيوشي لـ«الفجر»: التعليم التكنولوجي هو الرهان الحقيقي لمستقبل مصر.. و30 جامعة بحلول 2030
في إطار الطفرة التي تشهدها الدولة المصرية في مجال التعليم العالي، وتحديدًا التعليم التكنولوجي، التقت «الفجر» بالدكتور أحمد الجيوشي، أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، على هامش مشاركته في فاعليات إطلاق مبادرة "تحالف وتنمية" التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، والتي تهدف إلى تعزيز مساهمة الجامعات في التنمية المستدامة وبناء الإنسان المصري، تماشيًا مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي. يُعد التعليم التكنولوجي اليوم أحد الركائز الأساسية في بناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة، إذ يوفر هذا النوع من التعليم نماذج تعليمية جديدة تُواكب المتغيرات العالمية، وتستهدف فئة طلاب التعليم الفني بشكل مباشر، عبر منظومة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتؤهله لوظائف المستقبل عبر مهارات وقدرات تطبيقية مبتكرة. خلال هذا الحوار الخاص، كشف الدكتور الجيوشي عن ملامح الخطة الوطنية للتوسع في الجامعات التكنولوجية، والتي من المقرر أن تصل إلى 30 جامعة بحلول عام 2030، موزعة على مختلف محافظات الجمهورية. كما تحدث عن التحديات التي تواجه هذا النمط الجديد من التعليم، وكيف تتعامل الدولة مع هذه التحديات بدعم غير مسبوق من القيادة السياسية ووزارة التعليم العالي. «الفجر» تنقل إليكم أبرز ما جاء في هذا الحوار المليء بالتفاصيل حول التعليم التكنولوجي في مصر، ومستقبل طلاب التعليم الفني، وطموحات وزارة التعليم العالي نحو منظومة تعليمية حديثة تُخاطب الغد وتستشرف ما بعده. أهلًا بحضرتك يا دكتور أحمد.. في ظل اهتمام القيادة السياسية، كيف ترون مستقبل التعليم التكنولوجي في مصر؟ أهلًا وسهلًا بحضراتكم.. الحقيقة لا يمكننا أن نبدأ الحديث دون الإشادة بالدعم الهائل الذي يُقدمه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنظومة التعليم التكنولوجي. كما لا يفوتني الإشادة بالدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، الذي يولي هذا النوع من التعليم الوليد كل الاهتمام، رغم أنه لم يمر عليه سوى ست سنوات فقط. نحن لازلنا في بداياتنا، ولكننا نسير بخطى واثقة. كيف يختلف التعليم التكنولوجي عن النماذج التقليدية؟ التعليم التكنولوجي هو تعليم نوعي، مختلف في المناهج، في طريقة التدريس، وفي مخرجاته. نحن لا نعد طلابًا لشهادات فقط، بل نُعدهم ليكونوا قادرين على تعليم أنفسهم وتطوير مهاراتهم باستمرار، بما يتماشى مع سوق عمل متغير تهيمن عليه التكنولوجيا. وماذا عن دوركم في مبادرة "تحالف وتنمية" التي أُطلقت اليوم؟ نحن فخورون للغاية بالمشاركة في هذه المبادرة. وإن كنا لا نملك تفاصيل دقيقة الآن، إلا أننا نأمل أن نحصل على مشروعات تدعم الجامعات التكنولوجية. هذه المبادرة ستعزز من ثقتنا بأنفسنا كمنظومة، كما ستعزز ثقة الطلاب في أنفسهم، خصوصًا طلاب التعليم الفني، الذين أعتبرهم أولادي. كيف ترى طلاب التعليم الفني مقارنةً بزملائهم في الثانوية العامة؟ طلاب التعليم الفني يمتلكون ملكات فريدة لا نجدها بنفس الكثافة في طلاب الثانوية العامة. قد لا يكونون متفوقين في المواد النظرية، لكنهم يملكون قدرات إبداعية وابتكارية مذهلة، وهو ما تؤكده تجارب عديدة مثل ما حدث مع GIZ. كيف تعملون على تطوير مسارات تعليمية تتناسب مع هؤلاء الطلاب؟ هذا هو جوهر ما نعمل عليه.. نحن نحاول تصميم نظام تعليمي يناسب كل طالب حسب قدراته وميوله. لم يعد هناك نظام تعليمي واحد يناسب الجميع. إذا استطعنا تمييز قدرات الطلاب وصممنا برامج تعليمية تلائمهم، سننجح هم وسننجح نحن أيضًا. وماذا عن مستقبل التوظيف لخريجي هذه الجامعات؟ ضمان الوظائف هو الغاية الكبرى. نحن نخطط لأن نعرف مسبقًا ما يحتاجه سوق العمل بعد عشر سنوات، ونُعد خريجينا من الآن بهذه المهارات. هذه هي فلسفة التعليم الجديد. كم عدد الجامعات التكنولوجية حاليًا؟ وما هي خطة التوسع المستقبلية؟ لدينا حاليًا 14 جامعة تكنولوجية، منها 12 حكومية و2 خاصتين. نعمل على إطلاق 5 جامعات جديدة قريبًا، ليصل العدد إلى 20، والهدف النهائي 30 جامعة بحلول 2030. كل جامعة سيكون بها خمس كليات على الأقل، وكل كلية بها خمس برامج، أي أننا نتحدث عن قرابة 150 برنامجًا، تستوعب ما بين 100 إلى 150 ألف طالب. التعليم التكنولوجي لم يعد مجرد خيار بديل، بل بات ضرورة وطنية لمواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل. وفي ظل القيادة السياسية الواعية والدعم الوزاري المستمر، أصبحت الجامعات التكنولوجية ركيزة أساسية في منظومة تطوير التعليم في مصر، بل وقاطرة للتحول نحو اقتصاد إنتاجي معرفي. وفي الختام ما بين طموح واضح للوصول إلى 30 جامعة بحلول عام 2030، وتوفير برامج نوعية تناسب قدرات وميول طلاب التعليم الفني، يظهر حرص الدولة على بناء جيل جديد من الخريجين يمتلك أدوات العصر، ويكون مؤهلًا لسوق العمل بكل متغيراته. الدكتور أحمد الجيوشي، بخبرته الطويلة وحنكته الإدارية، يرسم ملامح هذا التحول، ويؤكد أن التعليم التكنولوجي هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان المصري. وبينما يتابع المجتمع هذا التطور، يظل الرهان الأكبر على قدرة هذه الجامعات في تقديم نموذج تعليمي جديد يُحقق التوازن بين الكفاءة والمعرفة والتوظيف. وبهذا الشكل، نُدرك أن الحلم لم يعد بعيدًا، بل أصبح واقعًا يُبنى بخطى ثابتة، ليكون التعليم التكنولوجي هو جسر العبور نحو المستقبل.


وضوح
منذ يوم واحد
- وضوح
بالعاصمة الجديدة عقل الدولة الإلكتروني
بقلم/حسن السعدني فقد مضت الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو المستقبل بخطى ثابتة، حين قررت إنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ذلك الذي أُطلق عليه بحق: 'عقل الدولة الإلكتروني'. هذا المركز، الذي افتُتح بتكلفة قاربت 6 مليارات دولار، لم يكن مجرد مشروع هندسي، بل كان بمثابة قبة حديدية معلوماتية تحمي بنيان الدولة، وتضمن استمرارية مؤسساتها، مهما كانت التحديات. وفي اللحظة التي اندلع فيها حريق سنترال رمسيس، وتقطعت معها بعض شرايين الاتصال التقليدية، برزت عظمة التخطيط السليم، وتجلّى بعد النظر. لم تتعطل المصالح الحكومية، لم تسقط البنية المعلوماتية، لم تضطرب مفاصل الدولة، لأن النسخ الاحتياطية، والمخازن السيبرانية ' أماكن تخزين البيانات'، والأنظمة الذكية كانت جميعها في أمان… تحت الأرض نعم، مدينة تحت الأرض، لا ترى النور، لكنها تحفظ نور الدولة من أن ينطفئ. مدينة مشيدة بأعلى معايير الأمن العالمي، مُحصّنة ضد الهجمات العسكرية والاختراقات الرقمية، ومرتبطة بكافة مؤسسات الدولة من الوزارات إلى المحافظات، ومن النيابة إلى القضاء، ومن الشرطة إلى الأجهزة السيادية. هذا العقل الإلكتروني لا ينام، ولا يشيخ، ولا يخطئ… بل يسجّل، ويراقب، ويحلل، ويوجّه، ليصبح لمصر عقل رقمي مركزي، عصيّ على السقوط، شديد على من يحاول العبث، ومصدر فخر لكل مصري. لقد أثبتت مصر، مرة أخرى، أنها لا تُدار بردود الأفعال، بل برؤية دولة، ومنهج مؤسسات، وإرادة لا تلين. وهذا ما جعل من أزمة سنترال رمسيس مجرد اختبار صغير، خرجت منه مصر أكثر قوة، وأشد تماسكًا. تحيا جمهورية مصر العربية تحيا برئيسها ٠٠٠٠بعقلها… بقلبها… وبشعبها الذي لا يُهزم.