
اللحظة الإيرانية الكاشفة: "عقيدة نتنياهو" بدل "مبدأ كارتر"
إسرائيل
قاعدةً متقدمةً لحماية مصالح واشنطن، عمليًا تبنت السياسية الأميركية ما دعم هذا الطرح، لكن من دون التخلي عن إسرائيل.
الآن وعلى وقع الضربات الإسرائيلية الأميركية ل
إيران
عاد السؤال هل "عاد" الدور الإسرائيلي في المنطقة، دور القاعدة المتقدمة؟ بحسب كلمات المستشار الألماني، فريدريش ميرز، في حديثه الصحافي يوم 18 يونيو/حزيران الفائت، التي قال فيها أنّ إسرائيل تقوم حاليًا بـ"العمل القذر" نيابةً عن الغرب بأكمله، وأشار إلى امتنانه للإجراءات الإسرائيلية ضدّ إيران.
في الواقع لا يرضي دور القاعدة المتقدمة غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي،
بنيامين نتنياهو
، وما يقوم به يصل إلى فرض أجندته الخاصّة، أيّ توريط الولايات المتّحدة والغرب لدعمه. وهو ما يحاول ترويجه منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا، في مطلع هذا العام، فقال مثلًا في منتصف فبراير/شباط، أثناء مؤتمرٍ صحافيٍ مع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو إنّه وترامب "بشكلٍ مشتركٍ" يقومان بـ "إعادة تشكيل الشرق الأوسط".
تاريخيًا تعهدت الولايات المتّحدة عبر مجموعة إعلاناتٍ رسميةٍ من رؤساء أميركيين، بحفظ أمن منطقة الخليج العربية، وعقب الثورة في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، أعلن الرئيس الأميركي جيمي كارتر، مبدأه الشهير، الذي يؤكّد فيه مبادئ أعلنها رؤساءٌ سبقوه، وبحسب "مبدأ كارتر" في 23 يناير/كانون الثاني 1980 فإنّ أي محاولةٍ من قبل قوّةٍ خارجيةٍ للسيطرة على منطقة الخليج "ستُعتبر هجومًا على مصالح الولايات المتّحدة الحيوية، وسيُردّ عليه بكلّ الوسائل الضرورية، بما في ذلك القوّة العسكرية".
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين
إبّان الحرب العراقية الإيرانية، (1980- 1988)، تبنت واشنطن سياسة يمكن تسميتها "الإضعاف المتبادل"، فقدمت السلاح إلى العراق (وهناك فيديو شهير للقاء وزير الدفاع الأميركي حينها دونالد رامسفيلد مع الرئيس العراقي صدام حسين)، كما قدمت في مناسبةٍ واحدةٍ على الأقلّ السلاح إلى إيران عبر إسرائيل، وهو ما عرف باسم "فضيحة "إيران- كونترا غيت"، كان الهدف منها تمكين كلٍّ من العراق وإيران من إضعاف بعضهما.
في حرب الكويت، دفعت
الولايات المتّحدة
مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني، عام 1991، طبق في تلك الحرب مبدأ كارتر بوضوحٍ.
في شهر مايو/أيّار 1993، وفي إحدى "قلاع" الصهيونية الأميركية، معهد واشنطن للشرق الأدنى، قدّم مارتن إنديك، مبدأ "الاحتواء المزدوج"، الذي تبنته السياسة الأميركية في التسعينيات من القرن المنصرم، وهو أنّ واشنطن يمكنها التخلي عن سياسة تقوية العراق وإيران من أجل أن يضعفا بعضهما، وستقوم الولايات المتّحدة بفضل قواتها في المنطقة، التي انتشرت بعد حرب الكويت، بإضعاف العراق وإيران معًا، عبر فرض حصارٍ وعقوباتٍ. حينها طبق هذا المبدأ مع محاولة دمج إسرائيل في المنطقة عبر عملية السلام.
دخلت هذه السياسة طورًا جديدًا، أو مرحلة "تغيير الأنظمة"، عندما قررت الولايات المتّحدة احتلال العراق، 2003/ 2004، وكان هناك خطةٌ لإحداث تغييرٍ سياسيٍ حتّى في الدول العربية الحليفة لواشنطن، وذلك ضمن رؤية مجموعة المحافظين الجدد الأميركية التي لعبت دورًا سياسيًا حينها، وكان من ضمن أهدافها دمج إسرائيل في المنطقة.
ملحق فلسطين
التحديثات الحية
مشاريع نتنياهو التوسعية في الشرق الأوسط
استبدلت هذه الخطة على وقع الفشل الأميركي في العراق، ومواجهتها قوىً متعددةً، منها إيران وحلفاؤها السابقون من جماعات المجاهدين في أفغانستان، وسرعان ما قررت إدارة
باراك أوباما
، بدءًا من عام 2008 تقريبًا، الانسحاب من المنطقة، ومحاولة ترتيب الأوراق مع إيران عبر اتّفاقٍ نوويٍ.
أغضبت سياسات أوباما الصهاينة الأميركيين والإسرائيليين، على حدٍّ سواء، وروّج بعض أهمّ رموزهم، مثل دينيس روس، فكرة أنّ أوباما تجاهل أنظمة الخليج العربية الحليفة، وتجاهل إسرائيل أيضًا، وهذا خطأٌ ويجب العودة للتنسيق مع هذه الدول، وفي السياق ذاته جرى طرح وترويج ورعاية أصواتٍ عربيةٍ تقول إنّ هناك مصلحةٌ مشتركةٌ مع الإسرائيليين، بردع إيران والتصدي لسياسات أوباما. على هذا الأساس حظي ترامب بدعمٍ صهيونيٍ كبيرٍ، وحصل على علاقةٍ وديةٍ مع الأنظمة العربية الغاضبة من أوباما، ومن موقفه من الربيع العربي، والإخوان المسلمين. وروج لخطابٍ جديدٍ؛ هو تأجيل القضية الفلسطينية أو تجاوزها، كما أنّ حلّ القضية الفلسطينية هو نتيجةٌ محتملةٌ للسلام العربي الإسرائيلي والتصدي لإيران وليس العكس.
لكن المتغير الأساسي في منطقة الخليج العربية، وفي ما يتعلق بإيران، كان تراجع الضمانات الأميركية في حفظ أمن المنطقة. فإذا كانت حرب الكويت وبعدها احتلال العراق، تأكيدٌ على التزامٍ أميركيٍ بأمن المنطقة، فإنّ الانسحاب من العراق لم يكن المظهر الوحيد لتراجع التعهد التاريخي الأميركي بأمن المنطقة. كان مظهر التراجع الأميركي الأكبر هو حالة اللامبالاة الصريحة، التي أبداها ترامب عام 2019، عندما استهدفت إيران و/ أو حلفاؤها ناقلات النفط في مضيق هرمز، وفي منشآت النفط لشركة أرامكو السعودية، في إبقيق وخريص. جزءٌ من تراجع الاهتمام سببه تراجع اعتماد الغرب، والولايات المتّحدة على البترول والغاز المستوردين من المنطقة.
في هذه التفاعلات كلّها بدت إسرائيل غير مُطالَبةٍ بلعب دورٍ مباشرٍ في المنطقة، وحكَمَ علاقتها مع الولايات المتّحدة عوامل داخلية عدّة، أهمّها قوّة اللوبي الإسرائيلي. استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية، كقوله في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة في سبتمبر/أيلول 2012، إنّ طهران ستمتلك السلاح النووي في ربيع 2013.
في حرب الكويت، دفعت الولايات المتّحدة مساعداتٍ ضخمةً ماليًا وعسكريًا لإسرائيل، لتقنعها بعدم دخول الحرب مباشرةً، وعدم الرد على صواريخ العراق، التي أطلقت حينها ضدّ الكيان الصهيوني
لم تلق المطالب الخليجية المتعلقة بإعادة تشكيل العلاقة مع واشنطن تجاوبًا حقيقيًا من الأخيرة، ومثلما قال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتية، في مناسبات عدّة المطلوب اتّفاقٌ جديدٌ، وليس اتّفاقاتٍ شفوية (Gentlemen's Agreement) على غرار إعلانات كارتر وآيزنهاور، وقال في تصريح نشرته صحيفة الشرق في 25 فبراير 2021، "مطلوب اتّفاقيةٌ استراتيجيةٌ شاملةٌ، مكتوبةٌ ومحكومةٌ بتوسيع التعاون إلى قضايا العصر، مثل الذكاء الاصطناعي، والصحة العامة، وتغير المناخ".
مع مجيء جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض، اكتشف أنّ سياسة الانسحاب من الخليج غير ممكنةٍ، فمن جهةٍ البترول والغاز الخليجيان لا غنى عنهما، خصوصًا إذ استغنيَ عن مصادر الطاقة الروسية بعد الحرب مع أوكرانيا، ومن جهة أخرى برزت بوادر تحالفٍ سعوديٍ روسيٍ بشأن النفط في نطاق تحالف (أوبك +)، كما برز تعاونٌ صينيٌ خليجيٌ، بما في ذلك رعاية بكين اتّفاقًا إيرانيًا سعوديًا لتهدئة الخلافات بينهما. من هنا طرح بايدن مشروعين لإعادة تشكيل المنطقة، فوافق على الدخول في معاهدة دفاع مشترك مع السعودية، والثانية طريقٌ تجاريٌ أوربيٌ هنديٌ خليجيٌ إسرائيليٌ ينافس طريق الحرير الصيني. ولتمرير اتّفاق دفاعٍ مع السعودية، لا بدّ للكونغرس من الموافقة، لذلك يجب إرضاء اللوبي الإسرائيلي عبر اتّفاقية تطبيع سعودية إسرائيلية، تضاف إلى الاتّفاقيات مع الإمارات والبحرين، وطرح بايدن في سبتمبر/أيلول في الهند خطة الممر الأخضر، المنافس لطريق الحرير.
خلطت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 الأوراق، كما أن إسرائيل بالأصل تريد التطبيع مجانًا من دون أيّ ثمنٍ، خصوصًا على المستوى الفلسطيني، لذا رأت إسرائيل في المشهد فرصةً لممارسة الإبادة والتطهير العرقيين بحق الفلسطينيين، وأرادت تأجيل أيّ طرحٍ للعلاقات الإقليمية إلى حين إتمام هذه المهمة، وعدا قطاع غزّة والضفّة الغربية، نجحت إسرائيل في توجيه ضربةٍ كبيرةٍ لحزب الله في لبنان، وسقط النظام السوري الحليف لطهران، في دمشق، ما شجع نتنياهو، بما لديه من طموحٍ وحساباتٍ شخصية حول دوره التاريخي، وقدرته على التلاعب بالمنطقة وبالولايات المتّحدة، إلى الاعتقاد بأنّه قادرٌ على تغيير الشرق الأوسط بنفسه، عبر القوّة الإسرائيلية الذاتية، من دون اعتبارٍ لدعوات
ترامب
للتفاوض حول قطاع غزّة ومع إيران.
لا يملك ترامب مشاريع إقليميةً كبيرةً في الخليج، على غرار معاهدات الدفاع المشترك، أو ممراتٍ تجاريةً عملاقةً (لا يعني هذا أنّه ضدّها)، وهو ينشد تحقيق إنجازاتٍ سريعةٍ على غرار صفقاتٍ تجاريةٍ، أو تفاهماتٍ، مثل اتّفاقٍ نوويٍ جديدٍ مع إيران.
تقارير دولية
التحديثات الحية
خامنئي: إسرائيل سُحقت تقريباً وأميركا لم تحقق أي إنجاز
تعامل نتنياهو مع طروحات ترامب لوقف هجومه على
قطاع غزّة
، وبشأن المفاوضات الإيرانية الأميركية بالمماطلة، وتحين الفرص لاستكمال مخططاته. مع انتهاء الأيام الستين التي حددها ترامب، في إبريل/نيسان 2025، للتفاوض مع طهران حول المشروع النووي، استغل نتنياهو اللحظة، وخاطب ترامب بمنطقين أساسيين، الأول اللعب على وتر غرور الأخير، بأنّه مفاوضٌ بارعٌ، كما أنّ (نتنياهو) سيخدم خططه، والثاني وفق منطق "توريط" واشنطن لتنفيذ مخططاتٍ لإعادة تشكيل المنطقة بالقوّة.
وكما يستدل من تصريحات ترامب، اعتبر أنّ الضربات الإسرائيلية وسيلة ضغطٍ على إيران للتجاوب مع المطالب الأميركية، وإضعافها تفاوضيًا، ومن ذلك قوله يوم 13 يونيو/حزيران الحالي أنّ إيران لم تستغل المفاوضات، لذا ستواجه الآن تداعياتٍ "أكثر قسوةٍ"، إذا لم يتفاوضوا. ثم جاءت الضربات الأميركية، ليعلن ترامب في 21 يونيو أنّ الضربات "نجاحّ عسكريّ مدهشّ"، وحذر إيران بضرورة "التوصل إلى سلامٍ".
قد تجد بعض الدول الغربية في هذا الوضع وكأنّ إسرائيل قد عادت لتكون قاعدةً متقدمةً لحماية مصالحها، أمّا نتنياهو، الذي يريد أن يجدد لحياته السياسية عمرًا جديدًا، فيريد أن يقول إنّه من يحدد الأجندة، والآخرين يتبعونه، لأنّهم لا يقدرون على إيقاف الإسرائيليين. ويقول نتنياهو ملخصًا عقيدته السياسية، "تحقيق السلام عبر القوّة"، في يوم 22 يونيو بعد الضربات الأميركية على إيران، "أنا والرئيس ترامب كثيرًا ما نقول: (السلام من خلال القوّة). أولًا تأتي القوّة، ثمّ يأتي السلام. واليوم، تصرف الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوّةٍ كبيرة".
استخدم الخطاب الإسرائيلي إيران فزاعةً لحرف الأنظار عن المسألة الفلسطينية، واحترف نتنياهو في تقديم مزاعمٍ عن قرب إنجاز القنبلة الإيرانية النووية
بدا تصريح نتنياهو الأخير خطاب انتصارٍ لسياساته، إذ يرفض المفاوضات والحلول السياسية، ويقطع الطريق على تفاهماتٍ وخططٍ خليجيةٍ لإعادة ترتيب المنطقة، ويبحث عن الإخضاع بالقوّة. عقيدة نتنياهو: بينما تحدد إسرائيل أجندة المنطقة بالقوّة، تقف القوّة الأميركية داعمةً ومتفرجةً، وتتدخل عند الحاجة لتنقذ إسرائيل.
هذا التصور الصهيوني فيه اختزالٌ، ولا يتماشى تمامًا مع المصالح الأميركية، ولا يخدم بالتأكيد المصالح الخليجية، من هنا يجد الكاتب أن هناك ثلاثة متغيرات ستحدد مسار الأحداث في المنطقة الآن، ومدى نجاح نتنياهو في فرض خططه، أولها: قدرة الدولة الأميركية (وأوروبا)، على عدم الانجرار خلفه، وتذكر أنّ مصالحها في العالم والشرق الأوسط لا تتطابق مع رؤى نتنياهو ووزراءه، وثانيها؛ مدى وقوف دول الخليج عند حاجتها لرؤى استراتيجية لمصالحها واتّفاقياتها وعلاقاتها مع الغرب، وحلّ مشكلات المنطقة بعيدًا عن أحلام وأيديولوجيات نتنياهو وتيار الصهيونية الدينية، وثالثها؛ طريقة وعملية إدارة إيران ودول المنطقة للمرحلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
الضباب يخيم على مفاوضات التهدئة.. حماس تهاجم بحبح: لا يصلح ولا يملك مقومات الوسيط
غزة – 'القدس العربي': لا يزال الضباب يخفي صورة التحركات الخاصة بملف التهدئة في قطاع غزة، فرغم الحديث الأخير من قبل الوسطاء عن وجود اتصالات، إلا أنها لم ترتق حتى اللحظة لتحديد موعد لعقد مفاوضات 'غير مباشرة' بين حماس وإسرائيل، فيما هاجمت الحركة بشكل علني ولأول مرة الوسيط الأمريكي 'غير الرسمي' بشارة بحبح، الذي التقى قادتها أكثر من مرة. ومع عودة الحديث الإسرائيلي مجددا عن التهدئة، بالتركيز على اللقاء المرتقب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وحديث الوسطاء عن وجود اتصالات في هذا الملف، فإن مصادر فلسطينية خاصة أكدت لـ'القدس العربي' أن الأمور لا تزال على حالها. وأشارت المصادر إلى أنه لم يجر حتى اللحظة تحديد موعد لعقد جلسة تفاوض 'غير مباشرة' برعاية الوسطاء، وأنه أيضا لم تقدم لحركة حماس أي مقترحات جديدة، بعد تلك التي قدمت سابقا من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي وضعت عليها إسرائيل شروطا قاسية. أشارت المصادر إلى أنه لم يجر حتى اللحظة تحديد موعد لعقد جلسة تفاوض 'غير مباشرة' برعاية الوسطاء، وأنه أيضا لم تقدم لحركة حماس أي مقترحات جديدة وكانت هناك توقعات داخل فصائل المقاومة، بأن يبادر الوسطاء لتقديم مقترحات جديدة تحمل تقاربات، من أجل تجاوز الخلافات الخاصة بانتهاء الحرب ووجوب أن يكون هناك ضمانات لذلك، وكذلك الأمور الفنية بعقد صفقة تهدئة محكومة بسقف زمني محدد تمتد لشهرين، يتخللها عقد صفقة تبادل جديدة. وقد اشتملت تحركات الوسطاء المصريين والقطريين خلال الأيام الماضية، على استكشاف المواقف من الطرفين، حيث أجريت عدة اتصالات بحركة حماس، ويتردد أن مثلها أجريت مع مسؤولين إسرائيليين. وهناك تخوفات بأن يصار إلى طرح ذات الخطة الأمريكية القديمة التي تلبيها الشروط والمطالب الإسرائيلية، ومحاولة فرضها على الأرض، من خلال عدة خطوات، أبرزها التصعيد الميداني على الأرض وهو أمر بدأ سكان غزة بتحسسه منذ أن عاد الحديث عن الصفقة كما المرات السابقة، وتمثل بمجازر دموية وتوسيع رقعة الهجوم البري، وتضييق الحصار بشكل أكبر، ما أدى إلى اتساع رقعة المجوعين، خاصة وأن الوسيط الأمريكي 'غير الرسمي' بشارة بحبح، عاد وحمل ذات الأفكار التي قدمت سابقا إلى حركة حماس، وطالبها بقبولها، في أمر استغربته الحركة. وبدا ذلك واضحا، من خلال التصريحات الأخيرة للقيادي في حماس طاهر النونو، التي هاجم فيها بحبح، وقال 'لم يعد هناك أي دور أو وساطة يقوم بها السيد بشارة بحبح، فهو تحرك خلال مرحلة معينة وانتهت'، وقال 'بحبح ﻻ يملك مقومات الوسيط ولا يصلح لهذا الدور'، وأضاف منتقدا 'للأسف إطلاع السيد بحبح وفهمه للموضوع بسيط ولذلك تقييمه لما يجرى مغلوط وناتج عن قصور في فهم الصورة، وتصريحاته دليل على عدم فهمه'، وكان يرد على انتقادات بحبح الأخيرة لحماس. النونو قال في مقابلة صحافية إن 'تعنت نتنياهو والاحتلال ورفض وقف الحرب' هي الأسباب في عدم التوصل إلى اتفاق، وقال إن حماس جادة وجاهزة للوصول إلى اتفاق يتضمن وقف الحرب والانسحاب من غزة والإغاثة والإعمار وتبادل الأسرى.


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
نتنياهو يقول إنه يتوقع الاجتماع مع ترامب الأسبوع المقبل
القدس: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل للقاء مسؤولين كبار على رأسهم الرئيس دونالد ترامب. ولم يحدد نتنياهو موعد سفره، لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت إنه سيغادر مساء السبت للقاء ترامب الاثنين المقبل في البيت الأبيض. وقال نتنياهو في مستهل جلسة للحكومة الإسرائيلية: 'سأغادر الأسبوع المقبل لعقد اجتماعات في الولايات المتحدة، بما في ذلك لقاء الرئيس دونالد ترامب، ونائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك'. وأشار نتنياهو في حديثه إلى أنه سيلتقي أيضا أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين. وأضاف: 'تأتي هذه الخطوة عقب النصر الكبير الذي حققناه في عملية الأسد الصامد (العدوان على إيران)، إن استثمار النجاح لا يقل أهمية عن تحقيقه'. وفي 13 يونيو/ حزيران المنصرم شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع نووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة. وفي 22 يونيو، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها 'أنهت' برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة 'العديد' الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران. وحتى الساعة 11:35 (ت.غ)، لم يصدر إعلان رسمي من البيت الأبيض عن زيارة نتنياهو المزمعة، ويأتي الإعلان عنها بوقت يرجح فيه مسؤولون إيرانيون احتمال شن هجوم إسرائيلي جديد على بلادهم. والثلاثاء، قال البرلماني الإيراني وحيد أحمدي، بتصريح لوكالة أنباء جمعية الصحافيين الشباب التابعة للتلفزيون الرسمي، إن إرسال دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل، يزيد من احتمال استعداد لهجوم جديد على بلاده. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب
هدد قراصنة إنترنت مرتبطون بإيران بالكشف عن المزيد من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من دائرة الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب، بعد توزيع دفعة سابقة على وسائل الإعلام قبل الانتخابات الأميركية العام الماضي. وفي دردشة عبر الإنترنت مع "رويترز"، يومي الأحد والاثنين، قال القراصنة، الذين استخدموا اسماً مستعاراً هو روبرت، إنّ لديهم ما يقرب من 100 جيغابايت من رسائل البريد الإلكتروني من حسابات كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ومحامية ترامب ليندسي هاليغان، ومستشار ترامب روجر ستون، ونجمة الأفلام الإباحية التي تحولت إلى خصم لترامب ستورمي دانيالز . وأثار القراصنة إمكانية بيع المواد، لكنهم أحجموا عن تقديم تفاصيل عن خططهم. ولم يصف القراصنة محتوى رسائل البريد الإلكتروني. ووصفت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي الاختراق بأنه "هجوم إلكتروني غير معقول". وردّ البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ببيان من مدير مكتب التحقيقات كاش باتيل قال فيه إنه "سيتم التحقيق بشكل كامل مع أي شخص مرتبط بأي نوع من أنواع خرق الأمن القومي ومحاكمته إلى أقصى حد يسمح به القانون". ولم ترد هاليغان وستون وممثل عن دانيالز ووكالة الدفاع الإلكتروني الأميركية بعد على طلبات للتعليق. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على رسالة تطلب التعليق، وقد نفت طهران في الماضي ضلوعها في التجسس الإلكتروني. وظهرت مجموعة القرصنة تلك في الأشهر الأخيرة من الحملة الرئاسية لترامب العام الماضي، عندما زعمت أن أفرادها اخترقوا حسابات البريد الإلكتروني للعديد من حلفاء ترامب، بما في ذلك وايلز. ووزع القراصنة رسائل البريد الإلكتروني على الصحافيين. وتحققت "رويترز" في وقت سابق من بعض المواد المسرّبة، بما في ذلك رسالة بريد إلكتروني بدا أنها توثق ترتيباً مالياً بين ترامب ومحامين يمثلون المرشح الرئاسي السابق روبرت كنيدي جونيور، الذي يشغل حالياً منصب وزير الصحة في حكومة ترامب. تكنولوجيا التحديثات الحية قراصنة إيرانيون يبيعون رسائل إلكترونية مسروقة من حملة ترامب وشملت المواد الأخرى اتصالات حملة ترامب الانتخابية حول مرشحين جمهوريين، ومناقشة مفاوضات التسوية مع دانيالز. وعلى الرغم من أن الوثائق المسربة حظيت ببعض التغطية الإعلامية العام الماضي، إلا أنها لم تغير بشكل جوهري في السباق الرئاسي الذي فاز به ترامب. وزعمت وزارة العدل الأميركية في لائحة اتهام صادرة في سبتمبر/ أيلول 2024، أن الحرس الثوري الإيراني أدار عملية القرصنة التي قامت بها مجموعة روبرت. وفي المحادثة مع "رويترز"، أحجم القراصنة عن الرد على هذا الادعاء. وبعد انتخاب ترامب، قالت مجموعة المتسللين للوكالة إنها لا تخطط لنشر المزيد من التسريبات. وفي مايو/ أيار الماضي، قالت المجموعة لـ"رويترز" إنها اعتزلت نشاطها، لكنها استأنفت اتصالاتها بعد الحرب الجوية التي دامت 12 يوماً الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها بقصف أميركي للمواقع النووية الإيرانية. وفي رسائل هذا الأسبوع، قالت المجموعة إنها تنظم عملية بيع رسائل البريد الإلكتروني المسروقة. وأشار الباحث في معهد "أميركان إنتربرايز" فريدريك كاجان، الذي كتب عن التجسس الإلكتروني الإيراني، إلى أنّ طهران عانت من أضرار جسيمة في الصراع، ومن المرجح أن جواسيسها يحاولون الانتقام بطرق لا تستدعي المزيد من الإجراءات الأميركية أو الإسرائيلية، وقال "التفسير المفترض هو أن الجميع قد أُمروا باستخدام كل ما يستطيعون من وسائل غير متماثلة لا تؤدي على الأرجح إلى استئناف النشاط العسكري الإسرائيلي-الأميركي الكبير... ومن غير المرجح أن يؤدي تسريب المزيد من رسائل البريد الإلكتروني إلى ذلك". وعلى الرغم من المخاوف من احتمال أن تطلق طهران العنان لخراب رقمي، إلا أن القراصنة الإيرانيين لم يكن لهم أي تأثير يذكر خلال الصراع. وحذر مسؤولون أميركيون في مجال أمن الإنترنت، أمس الاثنين، من أن الشركات الأميركية ومشغلي البنية التحتية الحيوية ربما لا تزال في مرمى نيران طهران. (رويترز)