
العدوان الإسرائيلي وبوصلة اليسار
وأمام هذا التوجه الذي يتناقض مع القانون الدولي ويضرب عرض الحائط بكل مبادئ الأمم المتحدة والسلم العالمي ، شهد العالم جرائم فظيعة ارتكبها الكيان الغاصب ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ترقى بشهادة المراقبين والمختصين إلى جرائم الحرب ، كل ذلك وثقته القنوات الفضائية وشواهد الأطباء و تقارير الصحفين ولم تترك إسرائيل وقادتها أي شكل من أشكال القتل العمد الخارج عن كل الضوابط و الأعراف ، إلا وطبقته أمام صمت المؤسسات الدولية والنظام الدولي ، بل بادر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بشل قرارات مجلس الأمن بالنقض و محاولة الضغط على كل جهة تحاول كشف هول الجريمة بما فيه التهديد بفرض عقوبات حتى على القضاة في المحاكم الدولية .
تأسيس نظام عالمي
إن ماجرى بعد السابع من أكتوبر هو محاولة صريحة لتأسيس نظام عالمي مبني على الغطرسة والقوة بدل القانون يكون فيه القرار لأمريكا ومن ورائها إسرائيل كأنها تجسد سياسة « الكوبوي « على فرسه وفي يده مسدس يطلق منه النار على من يشاء وقت مايشاء حسب أهوائه ورغباته.
إن تحيل الأحذات بشكل موضوعي يقتضي النظر إلى الأسباب في شموليتها وليس إلى النتائج فقط ، وعلى هذا الأساس فإن طوفان الأقصى هو قضية شعب احتل وطنه منذ تمانية عقود ، و بين محتل غاصب يرفض كل الحلول السلمية للإعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في دولة ذات سيادة ولو على جزئ يسير من أرضه ،
إنه محتل يرفض كل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة، إنه محتل لم يعد يكتفي بأرض فلسطين ، بل يتوق إلى التوسع نحو الأردن ولبنان وسوريا والعراق و مصر.
إنه محتل يستقوي بأمريكا و أصبح أداة لخلق الفوضى في المنطقة حسب غرائزه الإجرامية. إنه كيان مجهري تسول له نفسه أن بإمكانه أن يصنع عالما جديدا يتربع على عرشه بدون منازع . إنه غدة سرطانية تسللت خلسة إلى عدد من الدول بما فيها العربية وبدأت تفتتها من الداخل .
إن أي نقاش حول علاقة الكيان ببعض الأنظمة العربية هو في جوهره نقاش ملغوم لا يهدف إلا إلى تعويم هذا الكيان وجعله عملة قابلة للتداول بين النخب وسائر المثقفين ،فالأصل هو تجاهل الكيان و نبذه ومقاطعته.
أما أن نتسائل مع من يحق أن نصطف
هل مع الكيان أو مع المقاومة الفلسطينية ؟
ونطلق العنان للتحليل و التنظير ، فهذا أمر غريب ليس له من هدف في اعتقادي سوى التضليل والتشويه وتزيف الحقائق والتاريخ والجغرافيا والثقافة خدمة لهذا المشروع الخبيث
إن أساس كل توجه أو تكتل سياسي أو ثقافي و مدى قيمته الإجتماعية ومشروعيته يستمدها من المبادئ والقيم والأهداف التي يناضل من أجلها وليس من التسميات والتلاعب بالشعارات الفارغة.
فمن يناضل من أجل العدالة والمساوات والحقوق العامة والخاصة ، و يعمل من أجل مصلحة الإنسانية وحقها في العيش بحرية وكرامة دون تمييز في العرق أو الدين أو اللغة أو الثقافة … :فهو مناضل حقيقي سواء كان يساريا أو يمينيا ،ومن يناصر المحتل الظالم المجرم ويبررعدوانه ضد طرف آخر فقط لأنه يختلف معه ثقافيا أو دينيا أو سياسيا فهو بلا شك ليس يساريا ولا تقدميا .
إن اليساري والتقدمي الحقيقي كما عرفناه عبر التاريخ هو الذي له الجرأة على الوقوف مع الحق حتى ولو كان صاحبه خصما أو عدوا له ، لأن الحق هو حق لذاته .
التنكر للمبادئ
إن خلاف الإخوة على بعض الأمور لا يبرر الإرتماء في أحضان العدو بأي شكل من الأشكال ،ولا يجب أن يدفعنا للتنكر للمبادئ الأساسية التي تشكل هويتنا ورؤيتنا للأمور ، أن تصطف مع مجرم وأنت تعلم أنه اغتصب الأرض و انتهك العرض وقتل الأطفال والنساء وجوعهم وحاصرهم واضطهدهم وخرب بيوتهم وأحرق أجسامهم وممتلكاتهم ، وتبرر ذلك بأن هذا العدو قد قدم لك خدمة ما ،أو وعدك مستقبلا بمنفعةما ، فأنت فقط توهم نفسك بأنك تقدمي ويساري ومنظر وفيلسوف .. بينما في الحقيقة لا أنت من هذا ولا ذاك ، بل أنت مجرد شخص إنفعالي لا يملك رؤيا ، وغير مؤهل لأن يؤثر في الرأي العام ، ومن هو على هذه الشاكلة سرعان ما يجد نفسه على الهامش منفصلا عن الذات والمجتمع والعالم .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي العام
منذ 2 ساعات
- الرأي العام
قراءة أولية في نتائج الحرب على ايران ودعوة لاستخلاص دروسها
للكاتب معن بشور بعد الضربة الموجعة والقاسية جداً التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى الكيان الصهيوني خلال أيام حرب ال (12) يوماً التي شهدتها المنطقة، وفيما تتعالى أصوات المتخاذلين من اجل استغلال هذه المعركة التي أبلى فيها الإيرانيون البلاء الحسن رغم التشويش – الانكار الأميركي والصهيوني، لتعميم منطق الهزيمة.ومن الواجب الدعوة لاستكمال هزيمة تل أبيب وداعميها من اجل استكمال الانتصار على الاحتلال في فلسطين، لا سيّما بعد الضربات الموجعة التي الحقتها بها المقاومة الفلسطينية البطولية في غزة والضفة الغربية. وفي ظل هذه الهزيمة التي لحقت بحكومة نتنياهو وحلفائها، نستطيع ان ندعو الحكومات العربية والإسلامية الى مراجعة جريئة لسياساتها تجاه العدو الإسرائيلي ، فيخرج اكثرها من خوف غير مبرر والدخول في تضامن عربي واسلامي متكامل مع كل دول وقوى التحرر في العالم لإجبار تل أبيب، ومعها الدولة العميقة في واشنطن، على تلبية حد أدنى من الشروط التي فرضتها موازين القوى التي أسفرت عنها هذه المواجهة، والتي جعلت مسؤولين أمريكيين كبار يتحدثون عن اقتراب وقف اطلاق النار في غزة لإدراكهم إن استمرار الحرب الصهيونية – الفلسطينية لن تقود إلاّ الى المزيد من الخسائر بل الهزائم للكيان وحلفائه… وان أعداء فلسطين والأمة تلقوا ضربة قاسية هذه الأيام، وهم يسعون الى اخفائها بالأكاذيب الإعلامية، وقد باتوا ' خبراء ' في اطلاقها، وعلى المسؤولين العرب والمسلمين، أيّاً كانت مواقفهم في المراحل السابقة، والتي كانوا يبررونها بالخلل في موازين القوى لصالح العدو، ان يبادروا اليوم الى عقد قمة عربية – إسلامية – تحررية تدرس سبل الاستمرار في الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه من اجل تلبية المطالب المشروعة لشعب فلسطين وهو الذي أثبت منذ عشرات السنين، ولا سيّما في ملحمة 'طوفان الأقصى' قبل حوالي العامين، بطولات استثنائية في مواجهة الاحتلال . فالحكومات العربية والإسلامية، وقبلها القوى الشعبية العربية والإسلامية، مدعوة الى قراءة سليمة لنتائج حرب (12) يوماً بين ايران والكيان الصهيوني وداعميه، وإعادة النظر في كافة السياسات التي كانت متبّعة والتصرف على قاعدة الثقة بالنفس والقدرة على الانتصار. وكيف لا تستطيع الامة بعد بطولات استثنائية مستمرة في غزة وعموم فلسطين منذ السابع من اوكتوبر عام 2023…وصمود تاريخي للمقاومة اللبنانية…وحرب مظفرة لإيران ضد الكيان وحلفائه دامت (12) يوماً بالتمام والكمال، ومشاركة يمنية كبرى ومستمرة منذ ' طوفان الأقصى . فعلى الجميع العمل ومن مشاركة شعبية ضخمة من شرفاء الامة واحرار العالم، ان تفرض معادلة استراتيجية جديدة. وان تعمل على اعادة الكيان الغاصب الى حجمه تمهيدا لاقتلاعه من ارضنا…وان ما جرى، رغم كل ما حل ويحل بنا في فلسطين ولبنان واخرها العدوان على النبطية في جنوب لبنان كما على مناطق عدة في غزة والضفة الغربية وما اوقعه من خسائر بشرية ودمار في عدة مجالات، وقراءته في اطار التطور التاريخي للصراع مع الصهاينة يشير الى ان الهزيمة النهائية للعدو لم تعد بعيدة .


شفق نيوز
منذ 7 ساعات
- شفق نيوز
ترامب يرحب بـ"الرد الإيجابي" لحماس وإسرائيل تجتمع بشأنه
شفق نيوز – الشرق الأوسط علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على رد حركة حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً "حسناً، هذا جيد"، مشيراً إلى أنه لم يتلقَّ إفادة رسمية حوله حتى الآن، لكنه أبدى تفاؤله قائلاً "قد يكون هناك اتفاق خلال أيام". وفي تصريحات له، قال ترامب إن "من الجيد أن حماس قالت إنها ردت بروح إيجابية على المقترح"، معرباً عن أمله في التوصل لاتفاق هذا الأسبوع، رغم عدم اطلاعه على الوضع الحالي للمفاوضات، مضيفاً: "يتعين علينا فعل شيء ما بخصوص غزة، ونحن نرسل الكثير من المال والكثير من المساعدات". وأكد ترامب نيته مناقشة ملف إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند زيارته المرتقبة للبيت الأبيض يوم الاثنين المقبل. وفي سياق متصل، يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي مساء اليوم السبت لمناقشة المفاوضات المتعلقة بصفقة غزة، وذلك بعد رد حماس على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن "مصادر مطلعة". وأفادت الهيئة بأن حماس اقترحت "تعديلات" على الصفقة، وأوضحت أن "هذه التعديلات ستشكل تحدياً لصانعي القرار الإسرائيلي". وبينما لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن، كشفت مصادر إسرائيلية، مساء أمس الجمعة، أن تل أبيب تسلمت رد الحركة وتدرس تفاصيله، فيما ذكرت القناة 13 أن إسرائيل ستُجري تقييماً دقيقاً لمطالب حماس وتبلور موقفها، مع ترجيحات بإرسال وفد إلى الوسطاء بعد ذلك. وكانت حماس قد أعلنت، مساء أمس الجمعة، أنها أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل الفلسطينية بشأن مقترح الوسطاء الأخير لوقف إطلاق النار، وسلمت ردها "الإيجابي" للوسطاء، مؤكدة جاهزيتها للدخول الفوري في مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق. وقال مسؤول فلسطيني مطلع إن "رد حماس إيجابي وسيساعد في التوصل لاتفاق"، دون كشف تفاصيل إضافية. وفي وقت سابق، نشرت هيئة البث الإسرائيلية النص الكامل للمقترح المصري القطري الذي يتضمن هدنة مدتها 60 يوماً، بضمان من الرئيس ترمب لالتزام إسرائيل بها. ويتضمن المقترح الإفراج عن رهائن وفق جدول زمني يمتد من اليوم الأول وحتى اليوم الستين، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية مكثفة إلى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ووفق اتفاق 19 يناير 2025.


الزمان
منذ 20 ساعات
- الزمان
العدوان الإسرائيلي وبوصلة اليسار
هناك نقاش حاد هذه الأيام بين بعض الكتاب الذين يحسبون أنفسهم تقدميون ويساريون حول مدى صوابية الوقوف إلى جانب بعض الفصائل الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 التي شنتها هذه الفصائل على المحتل الصهيوني دفاعا عن النفس ،ومقاومة للإحتلال ،ممارسين حقهم الذي تكفله كل الشرائع السماوية والوضعية ، وذلك بعد أن ضاقوا درعا بممارساته الوحشية المتمثلة في سياسات التجويع و التقتيل والحصار، وماترثب عنه من توسيع لدائرة العدوان على دولة لبنان و سوريا واليمن و أخيرا الاعتداء الظالم على على دولة إيران باعتبارها رأس الأفعى كما يقولون ، تارة لكونها تسلح أطراف المقاومة وتارة أخرى بحجة القضاء على برنامجها النووي قبل أن يعلنوا بعد أن فتحت شهيتهم للحرب أنهم يريدون التأسيس لشرق أوسطي جديد ،بل لعالم جديد تكون السيادة فية للكيان الصهيوني الغاصب الذي لا يخفي مطامحه التوسعية على حساب دول وشعوب المنطقة بدعم أوربي وأمريكي ، شمل كل أنواع الدعم السخي و الغير مسبوق سياسيا وعسكريا ولوجستيكيا ودبلوماسيا وإعلاميا … وأمام هذا التوجه الذي يتناقض مع القانون الدولي ويضرب عرض الحائط بكل مبادئ الأمم المتحدة والسلم العالمي ، شهد العالم جرائم فظيعة ارتكبها الكيان الغاصب ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ترقى بشهادة المراقبين والمختصين إلى جرائم الحرب ، كل ذلك وثقته القنوات الفضائية وشواهد الأطباء و تقارير الصحفين ولم تترك إسرائيل وقادتها أي شكل من أشكال القتل العمد الخارج عن كل الضوابط و الأعراف ، إلا وطبقته أمام صمت المؤسسات الدولية والنظام الدولي ، بل بادر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بشل قرارات مجلس الأمن بالنقض و محاولة الضغط على كل جهة تحاول كشف هول الجريمة بما فيه التهديد بفرض عقوبات حتى على القضاة في المحاكم الدولية . تأسيس نظام عالمي إن ماجرى بعد السابع من أكتوبر هو محاولة صريحة لتأسيس نظام عالمي مبني على الغطرسة والقوة بدل القانون يكون فيه القرار لأمريكا ومن ورائها إسرائيل كأنها تجسد سياسة « الكوبوي « على فرسه وفي يده مسدس يطلق منه النار على من يشاء وقت مايشاء حسب أهوائه ورغباته. إن تحيل الأحذات بشكل موضوعي يقتضي النظر إلى الأسباب في شموليتها وليس إلى النتائج فقط ، وعلى هذا الأساس فإن طوفان الأقصى هو قضية شعب احتل وطنه منذ تمانية عقود ، و بين محتل غاصب يرفض كل الحلول السلمية للإعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في دولة ذات سيادة ولو على جزئ يسير من أرضه ، إنه محتل يرفض كل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة، إنه محتل لم يعد يكتفي بأرض فلسطين ، بل يتوق إلى التوسع نحو الأردن ولبنان وسوريا والعراق و مصر. إنه محتل يستقوي بأمريكا و أصبح أداة لخلق الفوضى في المنطقة حسب غرائزه الإجرامية. إنه كيان مجهري تسول له نفسه أن بإمكانه أن يصنع عالما جديدا يتربع على عرشه بدون منازع . إنه غدة سرطانية تسللت خلسة إلى عدد من الدول بما فيها العربية وبدأت تفتتها من الداخل . إن أي نقاش حول علاقة الكيان ببعض الأنظمة العربية هو في جوهره نقاش ملغوم لا يهدف إلا إلى تعويم هذا الكيان وجعله عملة قابلة للتداول بين النخب وسائر المثقفين ،فالأصل هو تجاهل الكيان و نبذه ومقاطعته. أما أن نتسائل مع من يحق أن نصطف هل مع الكيان أو مع المقاومة الفلسطينية ؟ ونطلق العنان للتحليل و التنظير ، فهذا أمر غريب ليس له من هدف في اعتقادي سوى التضليل والتشويه وتزيف الحقائق والتاريخ والجغرافيا والثقافة خدمة لهذا المشروع الخبيث إن أساس كل توجه أو تكتل سياسي أو ثقافي و مدى قيمته الإجتماعية ومشروعيته يستمدها من المبادئ والقيم والأهداف التي يناضل من أجلها وليس من التسميات والتلاعب بالشعارات الفارغة. فمن يناضل من أجل العدالة والمساوات والحقوق العامة والخاصة ، و يعمل من أجل مصلحة الإنسانية وحقها في العيش بحرية وكرامة دون تمييز في العرق أو الدين أو اللغة أو الثقافة … :فهو مناضل حقيقي سواء كان يساريا أو يمينيا ،ومن يناصر المحتل الظالم المجرم ويبررعدوانه ضد طرف آخر فقط لأنه يختلف معه ثقافيا أو دينيا أو سياسيا فهو بلا شك ليس يساريا ولا تقدميا . إن اليساري والتقدمي الحقيقي كما عرفناه عبر التاريخ هو الذي له الجرأة على الوقوف مع الحق حتى ولو كان صاحبه خصما أو عدوا له ، لأن الحق هو حق لذاته . التنكر للمبادئ إن خلاف الإخوة على بعض الأمور لا يبرر الإرتماء في أحضان العدو بأي شكل من الأشكال ،ولا يجب أن يدفعنا للتنكر للمبادئ الأساسية التي تشكل هويتنا ورؤيتنا للأمور ، أن تصطف مع مجرم وأنت تعلم أنه اغتصب الأرض و انتهك العرض وقتل الأطفال والنساء وجوعهم وحاصرهم واضطهدهم وخرب بيوتهم وأحرق أجسامهم وممتلكاتهم ، وتبرر ذلك بأن هذا العدو قد قدم لك خدمة ما ،أو وعدك مستقبلا بمنفعةما ، فأنت فقط توهم نفسك بأنك تقدمي ويساري ومنظر وفيلسوف .. بينما في الحقيقة لا أنت من هذا ولا ذاك ، بل أنت مجرد شخص إنفعالي لا يملك رؤيا ، وغير مؤهل لأن يؤثر في الرأي العام ، ومن هو على هذه الشاكلة سرعان ما يجد نفسه على الهامش منفصلا عن الذات والمجتمع والعالم .