
مع نهاية مهلة رسوم ترمب .. هل تستفيق الأسواق من الدوامة؟
في ذلك اليوم، تنتهي مهلة التسعين يوماً التي علق خلالها ترمب ما وصفها بالرسوم "المتبادلة"، ما يمهد الطريق أمام فرض سياسات حمائية يَعتقد أنها ستُقلص العجز التجاري الأمريكي وتُحيي قطاع التصنيع.
فرض رسوم جمركية أحادية الجانب سيمثل انقلاباً على نظام تجاري شجّع لعقود من الزمن على خفض الحواجز التجارية وفق قواعد تشرف منظمة التجارة العالمية على إنفاذها.
إنعاش الخزينة العامة
الرئيس الأمريكي لا يكسر القواعد القديمة للتحالفات التجارية فحسب، فالرسوم الجمركية التي يفرضها ستُسهم أيضاً في إنعاش خزائن وزارة الخزانة، في وقتٍ يشعر المستثمرون فيه بالقلق إزاء استدامة الدين العام، لاسيما بعد إقرار الكونغرس لجزء كبير من أجندة ترمب الاقتصادية ضمن حزمة إنفاق وتخفيضات ضريبية بقيمة 3.4 تريليون دولار.
"ستبدأ الأموال في التدفق إلى الولايات المتحدة في الأول من أغسطس"، على حد قول ترمب مشيراً إلى التاريخ الذي أعلنه لبدء فرض بعض التعريفات الجمركية الجديدة.
ومع دخول الأيام الأخيرة قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو، يسابق المفاوضون الزمن للتوصل إلى اتفاقات تجارية.
التجارة ركيزة أساسية
وصف وزير الخزانة سكوت بيسينت التجارة بأنها واحدة من ثلاث ركائز رئيسية لأجندة ترمب، إلى جانب خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية، وهي ركائز تهدف إلى إطلاق عنان الاستثمارات وتحفيز نمو الوظائف والابتكار.
حتى الآن، لا يزال الاقتصاد الأمريكي صامداً، فوتيرة التوظيف قوية والتضخم تحت السيطرة. إلا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لا يزال حذراً حيال آثار الرسوم الجمركية، رغم الضغوط التي يمارسها ترمب لخفض أسعار الفائدة، ويرغب الانتظار لتقييم تأثيرها على الناتج المحلي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
مساعي ترمب خلال ولايته الثانية لإعادة تشكيل السياسة التجارية للولايات المتحدة تغذي أيضاً حالة عدم اليقين التي تواجهها الأسواق ومديرو سلاسل التوريد في الشركات، الذين يحاولون التنبؤ بتأثير ذلك على الإنتاج والمخزونات والتوظيف والتضخم والطلب الاستهلاكي. هذا النوع من التخطيط الروتيني صعب بحد ذاته، ويزداد تعقيداً في ظل عوامل مثل التعريفات الجمركية التي تمضي قدماً اليوم وربما تختفي غداً.
عُرف عن ترمب قوله إن "الرسوم الجمركية" هي كلمته المفضلة. إلا أن التداعيات الاقتصادية قد تفاجئ الرئيس الذي يصر – مخطئاً – على أن الشركاء التجاريين هم من يدفعون الرسوم التي يفرضها. في حقيقة الأمر، يقع العبء غالباً على كاهل المستوردين الأمريكيين، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة تقلص هوامش الأرباح، مع تقييمهم لخيار إما زيادة الأسعار على المستهلكين، أو طلب خصومات من الموردين الأجانب، أو المزج بين الاثنين.
وبحسب تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس"، إذا تمت زيادة الرسوم المتبادلة إلى المستويات التي يجرى التهديد بها في التاسع من يوليو، فقد يقفز متوسط الجمارك على جميع الواردات الأمريكية إلى نحو 20%، مقارنةً مع نحو 3% قبل تنصيب ترمب في يناير، ما يضيف المزيد من المخاطر على آفاق الاقتصاد الأمريكي.
ومن أبرز الأحداث المرتقبة أيضاً في الأسبوع المقبل، نشر أحدث محضر اجتماع للاحتياطي الفيدرالي، واحتمال خفض أسعار الفائدة في أستراليا، وإعلان أرقام النمو الاقتصادي في دول من الصين إلى المملكة المتحدة. كما تنعقد قمة "بريكس" بدءاً من اليوم الأحد.
الولايات المتحدة
تخففت الأجندة الاقتصادية الأمريكية بشكل ملحوظ بعد صدور تقرير الوظائف لشهر يونيو، الذي يخفف الضغوط فيما يبدو عن كاهل الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في وقت لاحق من الشهر. وتجاوز نمو الوظائف التوقعات بفعل قفزة غير معتادة للتوظيف في قطاع التعليم الحكومي، بينما انخفض معدل البطالة.
سيحلل الاقتصاديون يوم الأربعاء محضر اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في يونيو، بحثاً عن مؤشرات على ما إذا كان المسؤولون باتوا أقرب إلى خفض أسعار الفائدة. وسيكون رئيسا الاحتياطي الفيدرالي الإقليميان ألبرتو موساليم وماري دالي من بين المتحدثين المرشحين للحديث عن الاقتصاد في اليوم التالي.
يُتوقع أن تُظهر بيانات البطالة الأسبوعية، المقرر صدورها يوم الخميس، استمرار تحفظ أرباب العمل بشأن تقليص مستويات التوظيف. وفي الوقت ذاته، من شأن إعلان عدد مرتفع لطلبات إعانة البطالة المستمرة أن يشير إلى أن الباحثين عن العمل يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على وظائف جديدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 31 دقائق
- الشرق السعودية
ماسك يوجه البوصلة نحو الكونجرس.. وترمب يهاجمه: ضل الطريق
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن الملياردير إيلون ماسك "خرج تماماً عن المسار الصحيح"، في ظل تصاعد الخلافات بينهما، بينما أعلن ماسك عزمه المضي قدماً في مشروعه السياسي بإنشاء "حزب أميركا"، لمواجهة هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ولم يستبعد ماسك، في سلسلة منشورات على "إكس"، دعم مرشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2028، ولكنه أوضح أن تركيزه في الأشهر الاثني عشر المقبلة سيكون على مجلس الشيوخ والنواب. وجدد ماسك انتقاده لقانون الإنفاق والضرائب، الذي أقره الكونجرس الأميركي الأسبوع الماضي، قائلاً: "ما الهدف من وزارة الكفاءة الحكومية إذا كان هذا القانون سيزيد الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار؟". وتابع ماسك دفاعه عن فكرة تأسيس حزب ثالث باسم "حزب أمريكا"، معتبراً أنه "ضروري لمحاربة الحزب الواحد: الجمهوري والديمقراطي". كما كتب ماسك في منشور آخر، أن استطلاعات الرأي كانت لصالحه قبل عام، متهماً ترمب باستغلاله بسبب ذلك. "الحزب الثالث سيجلب الفوضى الكاملة" في المقابل، هاجم الرئيس السابق دونالد ترمب الملياردير الأميركي، قائلاً إنه "خرج تماماً عن المسار الصحيح، ليصبح في الأسابيع الخمسة الماضية أشبه بحطام قطار". وانتقد ترمب طموح ماسك لتأسيس حزب سياسي ثالث، معتبراً أن مثل هذه الأحزاب "لم تنجح قط في الولايات المتحدة"، مضيفاً: "الشيء الوحيد الذي تجيده الأحزاب الثالثة هو خلق الاضطراب والفوضى الكاملة، ولدينا ما يكفي من ذلك مع الديمقراطيين اليساريين المتطرفين". وأشار ترمب إلى إقرار الجمهوريين مشروع قانون الإنفاق والضرائب، ووصفه بالأكبر من نوعه في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أنه ألغى تفويض السيارة الكهربائية الذي كان سيجبر الجميع على شرائها خلال فترة قصيرة. وقال: "لقد عارضت ذلك بشدة منذ البداية، يُسمح الآن للناس بشراء ما يريدون: سيارات البنزين، أو السيارات الهجينة، أو أي تقنيات جديدة فور ظهورها". وكشف ترمب أنه حين حصل على دعم ماسك الكامل سابقاً، سأله إن كان يعلم أنه سيُنهي تفويض السيارات الكهربائية، فأجابه ماسك بأنه لا يمانع، وهو ما وصفه ترمب بـ"المفاجئ جداً". كما اتهم ترمب ماسك بالسعي إلى تعيين أحد أصدقائه المقربين (جاريد إيزاكمان) مديراً لوكالة "ناسا"، قائلاً إن ذلك الشخص "ديمقراطي ولم يساهم يوماً في الجمهوريين"، معتبراً أنه "ربما كان إيلون كذلك أيضاً". وأضاف أنه "من غير المناسب أن يدير صديق مقرب لإيلون الوكالة، نظراً لارتباط أعمال ماسك الفضائية بها، مختتماً قوله بأن مهمته الأولى هي "حماية الشعب الأميركي".


أرقام
منذ 38 دقائق
- أرقام
وزير التجارة: رسوم ترمب ستدخل حيز التنفيذ في بداية أغسطس
قال وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك، إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أساس كل دولة على حدة ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس. وأشار أيضاً إلى وجود بعض الوقت أمام الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قبل حلول الموعد النهائي الذي كان الرئيس قد حدده سابقاً في التاسع من يوليو. قال ترمب للصحفيين يوم الأحد، قبل أن يصعد إلى متن طائرة "إير فورس وان" عائداً إلى واشنطن بعد عطلة نهاية أسبوع في نيوجيرسي: "أعتقد أننا سنكون قد انتهينا من معظم الدول بحلول التاسع من يوليو، سواء عبر إرسال رسالة أو التوصل إلى اتفاق". وأشار إلى أن الرسائل التي تتضمن زيادات الرسوم الجمركية الوشيكة ستبدأ في الصدور يوم الإثنين، و"بعضها سيصدر يوم الثلاثاء". قال ترمب: "لقد أبرمنا اتفاقات أيضاً، لذا سيكون لدينا مزيج من الرسائل وبعض الاتفاقات التي أُبرمت". ولم يحدد أي دول أو تكتلات مثل الاتحاد الأوروبي ضمن أي من الفئتين. قال لوتنيك، الذي كان يقف إلى جانب ترمب: "الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، لكن الرئيس يحدد الآن معدلات الرسوم والاتفاقات".


العربية
منذ 43 دقائق
- العربية
تغريدات سابقة لمرشح لمنصب عمدة نيويورك عن الإرهاب والـFBI تثير الجدل
أثارت تغريدات قديمة للمرشح الاشتراكي لمنصب عمدة نيويورك، زهران ممداني، يعود تاريخها إلى عام 2015، عاصفة من الجدل والانتقادات اللاذعة، حيث بدا فيها وكأنه يدافع عن أنور العولقي، رجل الدين المرتبط بتنظيم القاعدة، ويلقي باللوم على الولايات المتحدة في "تحويله إلى إرهابي"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية. وكان أنور العولقي، المولود في نيو مكسيكو لأبوين يمنيين، إماماً مؤثراً في مساجد سان دييغو وفيرجينيا. ووفقاً لمسؤولين أميركيين، تواصل العولقي مع ثلاثة من منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وبعد هذه الهجمات، وُضع العولقي تحت مراقبة مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI). وانتقل العولقي إلى اليمن في عام 2004، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة وخطط لعدد كبير من الهجمات الدولية. واعتبرته الحكومة الأميركية خطيراً للغاية لدرجة أن الرئيس الأسبق باراك أوباما وافق على غارة بطائرة بدون طيار أودت بحياة العولقي في عام 2011، في عملية غير مسبوقة لاغتيال مواطن أميركي لم توجه إليه أي تهمة رسمية، بحسب التقرير. في ذلك الوقت، صرح أوباما بأن العولقي "أدار المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة.. عام 2009، ونفذ المحاولة الفاشلة لتفجير طائرات شحن أميركية عام 2010"، وأنه "دعا مراراً أفراداً في الولايات المتحدة وحول العالم لقتل رجال ونساء وأطفال أبرياء لتحقيق أجندة إجرامية". وتشير مصادر استخباراتية إلى أن أتباع العولقي كانوا على صلة بحوالي ربع المدانين بجرائم إرهابية في الولايات المتحدة بين عامي 2007 و2011. تغريدات ممداني في عام 2015، وفي سلسلة تغريدات، انتقد ممداني - الذي كان يبلغ من العمر 23 عاماً آنذاك - مراقبة مكتب التحقيقات الاتحادي للعولقي، مدعياً أن رجال الاستخبارات "دفعوه إلى الإرهاب". وكتب ممداني حينها: "لماذا لم يُجرَ تحقيق وافٍ حول ما يعنيه قيام مكتب التحقيقات الاتحادي بإجراء عمليات مراقبة واسعة النطاق على حياة العولقي الخاصة؟". وأضاف: "كيف وثق العولقي بمكتب التحقيقات الاتحادي في عدم نشر بيانات المراقبة، خاصةً إذا استمر في انتقاد الدولة؟ لماذا لم يُناقش مكتب التحقيقات كيف تحول العولقي في النهاية إلى القاعدة؟ أو ما الذي يكشفه ذلك عن فعالية عمليات المراقبة؟". وبعد تسليط الضوء عليها مؤخراً، أثارت تعليقات ممداني القديمة غضباً واسعاً بين عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر (أيلول) ومسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين. وقال النائب المتقاعد عن ولاية لونغ آيلاند، بيتر كينغ، الذي ترأس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب: "يختلق ممداني الأعذار ويبرر انضمام العولقي إلى القاعدة. يحاول إلقاء اللوم على الولايات المتحدة لتحوله إلى إرهابي. إنها وصمة عار مطلقة. يجب أن يُستبعد ممداني من السباق لمنصب عمدة مدينة نيويورك". بدوره، عبّر جيم مكافري، الملازم المتقاعد من إدارة الإطفاء في مدينة نيويورك والذي فقد صهره في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عن استيائه قائلاً إن تعليقات ممداني "مهينة للغاية لضحايا 11 سبتمبر (أيلول) وعائلاتهم". ووصف مكافري ترشح ممداني لمنصب العمدة بأنه "مثير للدهشة" و"مخيف". كما علّق توم فون إيسن، مفوض خدمة الإطفاء في نيويورك خلال أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، قائلاً: "هذا ما تحتاجه مدينة نيويورك تماماً - عمدة آخر يلقي باللوم على الحكومة في خلق المجرمين. لقد جربنا هذا مع بيل دي بلاسيو. لا يمكن أن ينتهي الأمر على خير"، في إشارة إلى العمدة السابق الذي واجه انتقادات بسبب سياساته في التعامل مع الجريمة.