
لغز في أعماق بحر البلطيق يُحيِّر العلماء منذ سنوات
يعتقد العلماء أنهم توصّلوا أخيراً إلى حقيقة أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم. ففي عام 2011، كان المستكشفان السويديان بيتر ليندبرغ ودينيس أسبرغ يبحثان عن الكنوز في بحر البلطيق، عندما اكتشفت رادارات السونار الخاصة بهما هيكلاً مذهلاً.
كان هذا الجسم يقع على عمق نحو 300 قدم (90 متراً) تحت سطح الماء، وكان دائرياً يبلغ قطره نحو 200 قدم (60 متراً)، وفقاً لتقرير قناة «ديسكفري».
وذكرت «الإندبندنت» أنّ الأكثر إثارة للدهشة هو أنّ شكله كان مزيّناً بخطوط زاويّة، ما دفع كثيرين إلى تشبيهه بمركبة الفضاء الشهيرة «ميلينيوم فالكون» من فيلم «حرب النجوم».
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو احتمال احتوائه على «تشكيلات تُشبه الدَّرَج» تؤدّي إلى حفرة مُظلمة، وجسم آخر مجهول على بُعد نحو 660 قدماً (200 متر).
وفي حديثه عن الاكتشاف في ذلك الوقت، قال أسبرغ لقناة «تي في 4» السويدية: «لقد فوجئنا، وحيَّرنا الأمر. كنا نفكر: ما الذي وجدناه هنا؟ هذا ليس حطاماً. في ذلك الوقت كنا متأكدين من أن هناك تفسيراً طبيعياً. أردنا التحقيق في الأمر أكثر، وقرّرنا التكتّم عليه تماماً. اتصلنا بعلماء جيولوجيا وعلماء أحياء بحريّة، وعندما قالوا إنهم لم يروا شيئا مثل هذا، أثار ذلك مزيداً من التساؤلات. قد يكون ما وجدناه شيئا رائعاً حقاً».
أثارت الطبيعة الغامضة للاكتشاف موجة من التكهّنات، فاقترح بعض مستخدمي الإنترنت أنه قد يكون بقايا حضارة قديمة، في حين اقتنع آخرون بأنه قشرة جسم غامض، وذهب بعضٌ ثالث إلى حد افتراض أنه قد يكون سلاحاً نازياً مخفياً، أو مدخلاً إلى مخبأ سرّي من الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، كان ليندبرغ حريصاً على تقديم أفكاره الخاصة حول ماهية هذا الجسم: «يحتوي على تشكيلات دَرَج غريبة، وإذا كان مصطنعاً، فلا بد من أنه بُني قبل عشرات الآلاف من السنوات قبل العصر الجليدي»، كما قال في مقابلة إذاعية عام 2012 -وفق شبكة «إن بي سي» الإخبارية- علماً بأنّ العصر الجليدي الأخير بلغ ذروته قبل نحو 20 ألف سنة.
وأضاف ليندبرغ، في إشارة إلى القارة الأسطورية: «إذا كانت هذه أتلانتس، فسيكون ذلك مذهلاً جداً».
ومع ذلك، أقرَّ -بشكل أكثر واقعية- أنه قد يكون أيضاً تشكيلاً طبيعياً، مثل نيزك اصطدم بالأرض، أو بركان تحت الماء.
يكفي القول إنّ بعض هذه النظريات حظيت بصدقية أكبر من غيرها. ومع ذلك، لسنوات، لم يتّفق الخبراء على ماهية هذا الهيكل الذي أصبح يُعرف باسم «شذوذ بحر البلطيق».
وإذ خلُص معظم الباحثين إلى أنّ الشذوذ كان مصنوعاً من الصخور، أصرَّ آخرون على أنه كان في الواقع مصنوعاً من المعدن.
ما أدَّى إلى تعزيز هذه الفرضية الأخيرة هو الادّعاء الذي قدَّمه الغواص ستيفان هوغربورن الذي كان جزءاً من بعثة «أوشن إكس» التي قادها ليندبرغ وأسبرغ، والتي اكتشفت هذا الشذوذ في الأصل.
وقال للصحافيين إنّ المعدات الكهربائية والأقمار الصناعية تتوقّف عن العمل كلما اقتربوا من هذا الجسم، وفق منشور على مدوّنة «تك ساي بلوغ».
ونقلت التقارير عن هوغربورن قوله: «توقّف أي جهاز كهربائي هناك، وكذلك هاتف الأقمار الاصطناعية، عن العمل، عندما كنا فوق الجسم الغريب». وتابع: «ثم عندما ابتعدنا نحو 200 متر، عاد الجهاز إلى العمل مرّة أخرى».
في الأثناء، أجرى الجيولوجي ستيف وينر، من جامعة تكساس، اختبارات على الشذوذ، مما دفعه إلى استنتاج أنه مصنوع من «معادن لا يمكن للطبيعة أن تنتجها».
على مرّ السنوات، واصل فريق «أوشن إكس» استكشاف هذا اللغز، وأخذ عيّنات من الموقع، وحتى أنه أنتج وثائقياً عن ذلك كلّه عام 2016.
بدوره، درس فولكر بروشيرت، الجيولوجي بجامعة استوكهولم، بعض هذه العيّنات، وقال: «ما تجاهله فريق (أوشن إكس) بشكل كبير هو أنّ معظم العيّنات التي أحضروها من قاع البحر هي من الغرانيت والغنييس والحجر الرملي».
دفعته تحليلاته الخاصة إلى الإصرار على أنه لا يوجد أي شيء غامض في هذا الجسم على الإطلاق. قال: «فوجئتُ عندما بحثتُ في المادة ووجدتُ حجراً أسود كبيراً يمكن أن يكون صخرة بركانية. فرضيتي هي أنّ هذا الجسم -هذه البنية- تشكَّلت خلال العصر الجليدي منذ آلاف السنوات».
واعترف غوران إكبرغ، عالم الآثار البحرية في متحف استوكهولم البحري، بأن مظهر هذا الشذوذ «غريب» لأنه «دائري تماماً». ولكنه أشار إلى أن «الطبيعة أنتجت أشياء أغرب من ذلك».
وأثبتت البحوث التي أجراها خبراء من بينهم جيولوجيون، وعلماء، وعلماء آثار بحرية، وحتى جيومورفولوجيون كوكبيون، أنّ ظاهرة بحر البلطيق الشاذة هي نتيجة لظاهرة طبيعية.
تختلف تفاصيل نظرياتهم، ولكنهم يتّفقون بشكل كبير على أنها بقايا عملية تحرّكات جليدية حدثت خلال العصر الجليدي.
وتشمل الفرضيات أنه قد يكون مصنوعاً من الحجر الرملي أو البازلت؛ وهو صخرة تشكَّلت من الحمم البركانية المتصلّبة نتيجة بركان تحت الماء، كما تشير قناة «ديسكفري».
وقد يكون أيضاً من المورين؛ وهو كتلة من الصخور والرواسب التي ترسبت بواسطة نهر جليدي، وتُشكل عادة تلالاً على حوافها.
ومع ذلك، ظلَّ ليندبرغ، المُشارك في اكتشاف الهيكل، متفائلاً بشأن هذا الاكتشاف. وقال: «كنتُ أكبر المتشكّكين، ومستعداً نوعاً ما للعثور على مجرّد حجر. بالنسبة إليّ، كانت تجربة مذهلة»، مضيفاً: «أعتقد أن شكله غريب جداً. من الصعب تقديم تفسير لما قد يكون بالضبط؛ لأن العلماء المختلفين لديهم عدد من النظريات المختلفة».
وختم: «مهما كان، فهو شيء لا نجده عادة في الطبيعة في أعماق بحر البلطيق المظلمة والباردة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 5 ساعات
- أرقام
الإمبراطوريات الرقمية: مَن سيرسم ملامح الإنترنت في المستقبل؟
- في خضم عالم رقمي متشابك تحكمه خوارزميات غامضة وتتدفق فيه البيانات عبر الحدود بلا هوادة، يبرز سؤال العصر المُلح: من يضع القواعد؟ ومن يملك سلطة تنظيم الفضاء الرقمي الذي بات يشكّل واقعنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي؟ - هذا التساؤل المحوري هو ما تتصدى له بجرأة وعمق الكاتبة المرموقة آنا برادفورد في مؤلفها الفذ "الإمبراطوريات الرقمية: الصراع العالمي لتنظيم التكنولوجيا". - تقدم برادفورد في هذا العمل، الذي يأتي في توقيت مفصلي من تاريخ البشرية، تشريحًا دقيقًا لمآلاته المقلقة، كاشفةً الستار عن معركة هيمنة ضروس بين ثلاث قوى عظمى، تسعى كل منها لفرض رؤيتها الخاصة على مستقبل العالم الرقمي. ثلاث قوى.. وثلاث رؤى متصادمة - ترسم برادفورد في فصول الكتاب الأولى لوحة بانورامية لثلاث "إمبراطوريات" رقمية، لكل منها فلسفتها وأدواتها في هذه الحرب الصامتة، مدعمةً حجتها النظرية بأمثلة حية من الواقع: 1- الإمبراطورية الأمريكية: تتجسد في نموذج تحركه عقيدة "التفاؤل التكنولوجي"، ويقوم على مبدأ إطلاق العنان للسوق وعمالقة وادي السيليكون للابتكار بلا قيود، مع تقديس قيم حرية التعبير إلى أقصى مدى. 2- الإمبراطورية الصينية: تعمل بمنطق "السيادة التكنولوجية"، حيث تفرض الدولة قبضتها الحديدية لحماية سوقها الداخلي الهائل، وعزل مستخدميها عن التأثيرات الخارجية، وتسخير التكنولوجيا كأداة لفرض الهيمنة الوطنية وترسيخ الاستقرار السياسي. 3- الإمبراطورية الأوروبية: تتخذ من "الحقوق" بوصلة لها، ويرتكز نموذجها على حماية الحقوق الأساسية للمواطنين، وفي طليعتها الخصوصية وحرية الفكر، عبر ترسانة تشريعية محكمة تضع كرامة الإنسان في صميم أولوياتها. - وتكمن قوة تحليل برادفورد في عدم تبسيطها للمشهد؛ فهي تكشف ببراعة عن مناطق رمادية وتداخلات معقدة؛ فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغم اختلافهما، يتشاركان اليوم قلقًا وجوديًا من الصعود الصيني. - وفي الوقت ذاته، ترتفع أصوات المستخدمين خارج أوروبا مطالبةً بحماية بيانتهم على غرار النموذج الأوروبي، بينما تسعى الشركات خارج أمريكا للترويج لنموذج عدم التدخل خدمةً لأهدافها التوسعية. حلبة صراع عالمية للشركات والمواطنين - يتعمق الكتاب في الفصول التالية، في استكشاف التقاطعات التي تربط كل نموذج، مقدمًا المزيد من الأمثلة على كيفية تصادم هذه الأجندات. - يخلق هذا التناحر حلبة صراع عالمية للشركات العابرة للقارات، لتجد نفسها أسيرة صراع مزدوج: صراع للامتثال لقوانين متضاربة في الأسواق الكبرى، وصراع آخر ضد منافسين أجانب يعملون وفق قواعد مختلفة تمامًا. - والنتيجة؛ مشاهد درامية أصبحت جزءًا من نشرات الأخبار الاقتصادية، منها على سبيل المثال: - تخلي شركات مثل "جوجل" و"ميتا" عن السوق الصينية بالكامل، وهروب عملاق النقل الصيني "ديدي" من بورصة نيويورك إلى هونغ كونغ، وثورة شركات التكنولوجيا الأمريكية غضبًا بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي "لائحة حماية البيانات العامة" التي كلفتها المليارات. - وتؤكد برادفورد أن المواطن العادي ليس بمنأى عن هذه الحرب، فنتائجها "لها تأثير مباشر على الازدهار الاقتصادي، والاستقرار السياسي، والحرية الفردية لكل شخص يستخدم الإنترنت". "تأثير بروكسل" في مواجهة "طريق الحرير الرقمي" - في فصول الكتاب الختامية، تستشرف برادفورد مآلات هذا الصراع، مشيرةً إلى تحولات كبرى في موازين القوى. - فالنموذج الأمريكي القائم على الحرية المطلقة بدأ وهجه يخفت تحت ضغط المطالبات الشعبية بالتنظيم والمنافسة الشرسة من النماذج الأخرى. - وفي المقابل، يزداد النموذج الصيني جاذبيةً للأنظمة السلطوية حول العالم، التي تجد فيه ضالتها لتعزيز الهيمنة وفرض السيطرة، ويتم تصديره عبر مشاريع عملاقة مثل "طريق الحرير الرقمي". - وفي المقابل، أثبت النموذج الأوروبي صلابته وفاعليته؛ فقد منحته قوة سوقه الموحد وثقله الاقتصادي ما بات يُعرف عالميًا بـ "تأثير بروكسل"، حيث أضحت تشريعاته معيارًا دوليًا تتبناه دول عديدة طواعيةً لرفع معايير حماية الخصوصية لديها. سباق تشريعي في عالم لا ينتظر أحدًا - في الختام، يُسدل كتاب "الإمبراطوريات الرقمية" الستار على مشهد عالمي يكافح لإيجاد أرضية مشتركة، بينما تزداد هوة الانقسام عمقًا، لا سيما بين الغرب والصين. لكن يظل التحدي الأكبر أن عالم التكنولوجيا والابتكار ينطلق بسرعة تفوق قدرة المشرّعين على مجاراته. - ورغم أن الكتاب صدر قبل الانفجار الأخير لثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن هذه الظاهرة تحديدًا تأتي لتكون البرهان القاطع على صحة أطروحته؛ فبينما لا يزال العالم مشدوهًا بقدرات هذه التقنية، بدأ صانعو السياسات سباقًا محمومًا لوضع ضوابط لها. - إن كتاب آنا برادفورد ليس مجرد تحليل أكاديمي عابر، بل هو وثيقة تأسيسية وخارطة طريق لا غنى عنها لفهم أحد أهم صراعات عصرنا. - ومع تنامي وعي الجمهور بحقوقهم الرقمية ومخاطر السوق غير المنظمة، من المرجح أن تزداد أهمية هذا الكتاب وقيمته يومًا بعد يوم. المصدر: كلية لندن للاقتصاد


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
لغز في أعماق بحر البلطيق يُحيِّر العلماء منذ سنوات
يعتقد العلماء أنهم توصّلوا أخيراً إلى حقيقة أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم. ففي عام 2011، كان المستكشفان السويديان بيتر ليندبرغ ودينيس أسبرغ يبحثان عن الكنوز في بحر البلطيق، عندما اكتشفت رادارات السونار الخاصة بهما هيكلاً مذهلاً. كان هذا الجسم يقع على عمق نحو 300 قدم (90 متراً) تحت سطح الماء، وكان دائرياً يبلغ قطره نحو 200 قدم (60 متراً)، وفقاً لتقرير قناة «ديسكفري». وذكرت «الإندبندنت» أنّ الأكثر إثارة للدهشة هو أنّ شكله كان مزيّناً بخطوط زاويّة، ما دفع كثيرين إلى تشبيهه بمركبة الفضاء الشهيرة «ميلينيوم فالكون» من فيلم «حرب النجوم». والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو احتمال احتوائه على «تشكيلات تُشبه الدَّرَج» تؤدّي إلى حفرة مُظلمة، وجسم آخر مجهول على بُعد نحو 660 قدماً (200 متر). وفي حديثه عن الاكتشاف في ذلك الوقت، قال أسبرغ لقناة «تي في 4» السويدية: «لقد فوجئنا، وحيَّرنا الأمر. كنا نفكر: ما الذي وجدناه هنا؟ هذا ليس حطاماً. في ذلك الوقت كنا متأكدين من أن هناك تفسيراً طبيعياً. أردنا التحقيق في الأمر أكثر، وقرّرنا التكتّم عليه تماماً. اتصلنا بعلماء جيولوجيا وعلماء أحياء بحريّة، وعندما قالوا إنهم لم يروا شيئا مثل هذا، أثار ذلك مزيداً من التساؤلات. قد يكون ما وجدناه شيئا رائعاً حقاً». أثارت الطبيعة الغامضة للاكتشاف موجة من التكهّنات، فاقترح بعض مستخدمي الإنترنت أنه قد يكون بقايا حضارة قديمة، في حين اقتنع آخرون بأنه قشرة جسم غامض، وذهب بعضٌ ثالث إلى حد افتراض أنه قد يكون سلاحاً نازياً مخفياً، أو مدخلاً إلى مخبأ سرّي من الحرب العالمية الثانية. من جانبه، كان ليندبرغ حريصاً على تقديم أفكاره الخاصة حول ماهية هذا الجسم: «يحتوي على تشكيلات دَرَج غريبة، وإذا كان مصطنعاً، فلا بد من أنه بُني قبل عشرات الآلاف من السنوات قبل العصر الجليدي»، كما قال في مقابلة إذاعية عام 2012 -وفق شبكة «إن بي سي» الإخبارية- علماً بأنّ العصر الجليدي الأخير بلغ ذروته قبل نحو 20 ألف سنة. وأضاف ليندبرغ، في إشارة إلى القارة الأسطورية: «إذا كانت هذه أتلانتس، فسيكون ذلك مذهلاً جداً». ومع ذلك، أقرَّ -بشكل أكثر واقعية- أنه قد يكون أيضاً تشكيلاً طبيعياً، مثل نيزك اصطدم بالأرض، أو بركان تحت الماء. يكفي القول إنّ بعض هذه النظريات حظيت بصدقية أكبر من غيرها. ومع ذلك، لسنوات، لم يتّفق الخبراء على ماهية هذا الهيكل الذي أصبح يُعرف باسم «شذوذ بحر البلطيق». وإذ خلُص معظم الباحثين إلى أنّ الشذوذ كان مصنوعاً من الصخور، أصرَّ آخرون على أنه كان في الواقع مصنوعاً من المعدن. ما أدَّى إلى تعزيز هذه الفرضية الأخيرة هو الادّعاء الذي قدَّمه الغواص ستيفان هوغربورن الذي كان جزءاً من بعثة «أوشن إكس» التي قادها ليندبرغ وأسبرغ، والتي اكتشفت هذا الشذوذ في الأصل. وقال للصحافيين إنّ المعدات الكهربائية والأقمار الصناعية تتوقّف عن العمل كلما اقتربوا من هذا الجسم، وفق منشور على مدوّنة «تك ساي بلوغ». ونقلت التقارير عن هوغربورن قوله: «توقّف أي جهاز كهربائي هناك، وكذلك هاتف الأقمار الاصطناعية، عن العمل، عندما كنا فوق الجسم الغريب». وتابع: «ثم عندما ابتعدنا نحو 200 متر، عاد الجهاز إلى العمل مرّة أخرى». في الأثناء، أجرى الجيولوجي ستيف وينر، من جامعة تكساس، اختبارات على الشذوذ، مما دفعه إلى استنتاج أنه مصنوع من «معادن لا يمكن للطبيعة أن تنتجها». على مرّ السنوات، واصل فريق «أوشن إكس» استكشاف هذا اللغز، وأخذ عيّنات من الموقع، وحتى أنه أنتج وثائقياً عن ذلك كلّه عام 2016. بدوره، درس فولكر بروشيرت، الجيولوجي بجامعة استوكهولم، بعض هذه العيّنات، وقال: «ما تجاهله فريق (أوشن إكس) بشكل كبير هو أنّ معظم العيّنات التي أحضروها من قاع البحر هي من الغرانيت والغنييس والحجر الرملي». دفعته تحليلاته الخاصة إلى الإصرار على أنه لا يوجد أي شيء غامض في هذا الجسم على الإطلاق. قال: «فوجئتُ عندما بحثتُ في المادة ووجدتُ حجراً أسود كبيراً يمكن أن يكون صخرة بركانية. فرضيتي هي أنّ هذا الجسم -هذه البنية- تشكَّلت خلال العصر الجليدي منذ آلاف السنوات». واعترف غوران إكبرغ، عالم الآثار البحرية في متحف استوكهولم البحري، بأن مظهر هذا الشذوذ «غريب» لأنه «دائري تماماً». ولكنه أشار إلى أن «الطبيعة أنتجت أشياء أغرب من ذلك». وأثبتت البحوث التي أجراها خبراء من بينهم جيولوجيون، وعلماء، وعلماء آثار بحرية، وحتى جيومورفولوجيون كوكبيون، أنّ ظاهرة بحر البلطيق الشاذة هي نتيجة لظاهرة طبيعية. تختلف تفاصيل نظرياتهم، ولكنهم يتّفقون بشكل كبير على أنها بقايا عملية تحرّكات جليدية حدثت خلال العصر الجليدي. وتشمل الفرضيات أنه قد يكون مصنوعاً من الحجر الرملي أو البازلت؛ وهو صخرة تشكَّلت من الحمم البركانية المتصلّبة نتيجة بركان تحت الماء، كما تشير قناة «ديسكفري». وقد يكون أيضاً من المورين؛ وهو كتلة من الصخور والرواسب التي ترسبت بواسطة نهر جليدي، وتُشكل عادة تلالاً على حوافها. ومع ذلك، ظلَّ ليندبرغ، المُشارك في اكتشاف الهيكل، متفائلاً بشأن هذا الاكتشاف. وقال: «كنتُ أكبر المتشكّكين، ومستعداً نوعاً ما للعثور على مجرّد حجر. بالنسبة إليّ، كانت تجربة مذهلة»، مضيفاً: «أعتقد أن شكله غريب جداً. من الصعب تقديم تفسير لما قد يكون بالضبط؛ لأن العلماء المختلفين لديهم عدد من النظريات المختلفة». وختم: «مهما كان، فهو شيء لا نجده عادة في الطبيعة في أعماق بحر البلطيق المظلمة والباردة».


عكاظ
منذ 4 أيام
- عكاظ
أزمة انقراض الطيور.. 482 نوعًا مهددًا خلال القرن القادم
حذّر باحثون من أن أكثر من 482 نوعًا من الطيور قد تختفي خلال القرن القادم إذا استمرت الاتجاهات الحالية، داعين إلى برامج إنقاذ عاجلة تشمل التكاثر في الأسر واستعادة الموائل لحماية الأنواع النادرة. تشمل الطيور المهددة؛ البفن، الحمامة السلحفائية الأوروبية، والنغام الكبير، مما يهدد بانهيار النظم البيئية عالميًا. وصف كيري ستيوارت، الباحث الرئيسي من جامعة ريدينغ، هذه النتائج بأنها إحصائية صادمة، مشيرًا إلى أن عدد الأنواع المهددة يفوق ثلاثة أضعاف الطيور التي انقرضت خلال الـ500 عام الماضية. نُشرت الدراسة في مجلة Nature Reviews Earth & Environment، حيث حلل الباحثون بيانات حوالى 10,000 نوع طيور، مستخدمين بيانات الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة لتوقع مخاطر الانقراض، وبرز فقدان الموائل، الناتج عن التوسع الزراعي وتكثيفه، كأكبر تهديد، إلى جانب الصيد والتغيرات المناخية. حتى لو توقفت هذه التهديدات اليوم، فإن حوالى 250 إلى 300 نوع قد تنقرض بسبب وضعها الحرج. وأكد الباحثون أن الجهود المحلية، مثل ترميم الموائل وبرامج التكاثر، ضرورية لإنقاذ الأنواع، وقال ستيوارت: «بعض الطيور تحتاج إلى تدخلات مكثفة، مثل التكاثر في الأسر وإطلاقها، لتتمكن من البقاء». وتُظهر قصص نجاح مثل كندور كاليفورنيا، الذي انقرض في البرية عام 1987، إمكانية الإنقاذ، وبفضل برامج التكاثر، عاد الكوندور إلى الطبيعة بأعداد تصل إلى 350 طائرًا. وفي المملكة المتحدة، عاد طائر البيترن، الذي انقرض كطائر متكاثر في 1870 بسبب تجفيف مستنقعاته، إلى أعلى مستوياته منذ قرنين بفضل استعادة الموائل، مع تسجيل أكثر من 228 ذكرًا نشطًا العام الماضي. وأكدت الدكتورة مانويلا غونزاليس سواريز، الباحثة الرئيسية، أن وقف التهديدات وحده لن يكفي، حيث تحتاج 250 إلى 350 نوعًا إلى تدخلات مثل التكاثر في الأسر وإعادة التوطين. وأشار تقرير حالة طيور العالم إلى أن نصف أنواع الطيور في العالم تشهد انخفاضًا، مع تهديدات رئيسية تشمل قطع الأشجار، الأنواع الغازية، واستغلال الموارد. وقال ستيوارت بوتشارت، العالم الرئيسي في BirdLife International، إن حل أزمة الانقراض يتطلب نهجًا شاملًا، يشمل المناطق المحمية، تقليل التهديدات الزراعية، وتدخلات مستهدفة. أخبار ذات صلة