logo
دم على المائدة

دم على المائدة

الدستورمنذ 13 ساعات
ترامب هو أول رئيس أمريكي يستطيع، خلال ستة أشهر، أن يقرّب «إسرائيل» أو يبعدها بما يخدم مصالحه، دون أن يخشى أي تبعات سياسية- آرون ميلر، مفاوض أمريكي سابق للسلام.
للمرة الثالثة خلال خمسة أشهر، التقى الرئيس ترامب بمجرم الحرب نتن ياهو، في سابقة لم يحظَ بها أي زعيم في العالم، بما فيهم زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، الذي لم يُستقبل إلا مرة واحدة رغم خوضه حربًا بالوكالة عن حلف الناتو، وُصفت بأنها مصيرية لمستقبل أوروبا. وفي هذا اللقاء الثالث، نال نتن ياهو حظوة تفوق حتى بعض مساعدي الرئيس الذين ينتظرون قرارات مصيرية تتعلق بملفات ملحّة.
روّج ترامب، قبل الاجتماع، لفكرة إعلان وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وشاركه نتن ياهو في تسويقها قبيل مغادرته إلى واشنطن. غير أنه ما إن صعد الطائرة حتى أعلن رفضه للهدنة المقترحة لستين يومًا، والتي كانت ستشكل مدخلًا لهدنة دائمة، تشمل انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الأممية. بهذا التصريح، تلاشت الآمال في أن يحمل اللقاء أي انفراج، وهو ما أكده مراسل صحيفة «هآرتس» عامير تيبون، حين كتب أن نتن ياهو يتعمّد استغلال مطالب حماس لعرقلة المفاوضات وربما إفشالها بالكامل.
خلال الاجتماع، لم تكن الأنباء الواردة من الدوحة مبشّرة؛ فالمفاوضات تعثرت، ولا تزال هناك نقاط خلاف جوهرية، أبرزها ملف المساعدات، الذي وصفته حماس بصيغته الحالية بأنه «غير مقبول»، ما استدعى انضمام ويتكوف إلى المحادثات لاحقًا. في الوقت ذاته، أصدر الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أوامر بإخلاء تسع مناطق في خان يونس، ودفع المدنيين نحو الغرب.
وفي مشهد احتفالي تفوح منه رائحة الدم، اجتمع الرجلان على مائدة عنوانها «الانتصار على الأعداء». نال نتن ياهو من خلالها دفعة انتخابية كبرى، وهو يتحضّر للمعركة المقبلة على صناديق الاقتراع. وكانت أولى الهدايا من واشنطن: طلبٌ رئاسي للقضاء الإسرائيلي بتبرئته من تهم الفساد، في تلميح واضح لربطها بالمساعدات الأمريكية. وفي مشهد عبثي يلامس الكوميديا السوداء، سلّم نتن ياهو، سفّاح الأطفال والنساء، ومهندس أكبر إبادة جماعية في العصر الحديث، رسالة إلى رئيس أمريكي يقود خطة تطهير عرقي معلنة في غزة، يرشّحه فيها لجائزة نوبل للسلام!
ولا تتفاجأ، عزيزي القارئ، إن نالها؛ فقد علّمتنا السنوات الأخيرة أن المستحيل لم يعد كذلك.
وبرأيي، فإن العشاء لم يكن يومًا لبحث وقف إطلاق النار. فالولايات المتحدة، منذ اندلاع الحرب، تحرص على إظهار نفسها كراعٍ للسلام، لامتصاص الغضب العالمي وتحسين صورتها الإنسانية، بينما تواصل تزويد الكيان بالدعم العسكري والسياسي لتغذية آلة القتل.
قلناها منذ الأشهر الأولى: حرب غزة هي حرب أمريكية خالصة، ينفّذها الكيان الصهيوني بزعامة مجرم الحرب نتن ياهو، لتحقيق مصالح واشنطن، من بيع السلاح، والسيطرة على منابع الطاقة، وكبح جماح إيران المتمرّدة، والسعي نحو آسيا الوسطى لمحاصرة الصين، إلى فرض الهيمنة الأمريكية على المنطقة ومنع تمدد روسيا وبكين.
ولو أراد الرئيس الأمريكي إيقاف المجزرة لفعلها بكبسة زر. غير أن نتن ياهو، حتى اللحظة، فشل في تنفيذ الأهداف التي رسمها له ترامب في فبراير الماضي، وعلى رأسها تهجير سكان غزة.
هذا اللقاء لم يغيّر شيئًا. بل أكد المؤكد: الكيان ليس أكثر من مخلب أمريكي في الشرق الأوسط. واشنطن تفاوض إيران، تصافح الحوثيين، وتتحاور مع حماس دون أن تُشعر «حليفها»، ثم تقصف إيران متى ما شعر الكيان بالخطر.
لكن هذا الدعم ليس بلا مقابل؛ فقد بات واضحًا أن الكيان أضعف من أن يعيش دون المظلّة الأمريكية. لقد تحوّلت عقيدة جيشه من «الردع الكامل» إلى «إضعاف الخصم»، وأصبح ارتهانه لواشنطن تهديدًا وجوديًا له، خصوصًا مع تصاعد تيار انعزالي داخل الولايات المتحدة يدعو لتقليص الدعم.
ولعل أبرز الضربات التي تلقاها الكيان جاءت من مؤسسة «هيريتج» المحافظة، إحدى أبرز داعميه التقليديين، والتي دعت إلى خفض المساعدات تدريجيًا، وصولًا إلى وقفها التام بحلول عام 2047.
حصل نتن ياهو على صورة الزعيم القوي المدعوم من البيت الأبيض، أما ترامب فحوّله إلى خاتم في إصبعه، يحرّكه كما يشاء لخدمة الإمبراطورية، مستغلًا شهوته للسلطة وخضوعه لأفراد حكومته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام عبري: القسام تجمع معلومات استخباراتية دقيقة...
إعلام عبري: القسام تجمع معلومات استخباراتية دقيقة...

الوكيل

timeمنذ 17 دقائق

  • الوكيل

إعلام عبري: القسام تجمع معلومات استخباراتية دقيقة...

10:52 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- كشفت مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الخميس، أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نجحت في جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات وانتشار الجيش الإسرائيلي في مختلف محاور قطاع غزة، وتستخدم هذه المعلومات في تنفيذ هجمات منظمة. اضافة اعلان ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري عن المصادر قولها، إن كتائب القسام تستند إلى هذه المعلومات في تنفيذ عمليات قنص دقيقة، وضربات موجهة باستخدام صواريخ مضادة للدبابات، ما أسفر عن خسائر مباشرة في صفوف القوات. ووصفت المصادر هذه التطورات بأنها "تشير إلى قدرة متقدمة على تحليل سلوك الجيش الإسرائيلي ميدانيًا"، مرجحة أن القسام تمكنت من إنشاء بنية استخباراتية محلية فعالة، رغم الضربات الجوية والتوغلات البرية المتكررة. وأشارت التقديرات إلى أن القسام تراقب تحركات الآليات ونقاط التمركز والأنماط العملياتية للوحدات الخاصة، وتقوم بمطابقتها مع خطط هجومية تعتمد على الدقة والمباغتة.

رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: حرب غزة من أكثر حروب "إسرائيل" تعقيدا وصعوبة
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: حرب غزة من أكثر حروب "إسرائيل" تعقيدا وصعوبة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 42 دقائق

  • سرايا الإخبارية

رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: حرب غزة من أكثر حروب "إسرائيل" تعقيدا وصعوبة

سرايا - أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، أن الحرب على قطاع غزة"من أكثر حروب إسرائيل تعقيدا وصعوبة"، واعتبر أن الظروف مهيئة لإعادة الأسرى الإسرائيليين. جاء ذلك في كلمة لزامير خلال حفل تخريج دورة من كلية الأمن القومي، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. زامير ادعى أنه "خلال عملية "عربات جدعون" (مستمرة منذ مايو/ أيار الماضي)، ألحقنا أضرارا جسيمة بقدرات حماس السلطوية والعسكرية". وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين. ورغم هذه الإبادة، لا تزال كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تتبنى حتى اليوم عمليات استهداف لعسكريين وآليات إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة. كما ادعى زامير أنه "بفضل القوة العملياتية التي أظهرناها، تهيأت الظروف لدفع الصفقة قدما". ومنذ أيام، تجري حماس وإسرائيل في قطر مفاوضات غير مباشرة، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت حماس في بيان موافقتها على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، ضمن "مرونة" تبديها للتوصل إلى اتفاق، بينما تتعنت إسرائيل في نقاط "جوهرية". وهذه النقاط "قيد التفاوض، وفي مقدمتها: تدفق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار"، وفق البيان. وشدد زامير على أن الحرب على غزة"من أكثر حروب إسرائيل تعقيدا وصعوبة". وشهد الصراع العربي الإسرائيلي خمس حروب كبرى في أعوام 1948، و1956، و1967، و1973، و1982، كما شنت تل أبيب حربا على إيران لمدة 12 يوما في يونيو/ حزيران الماضي. وفي قطاع غزة، لا يكاد يمر يوم دون أن يعلن الجيش الإسرائيلي مقتل وإصابة عسكريين في هجمات للفصائل الفلسطينية. ومنذ بدء حرب الإبادة قتل 888 عسكريا إسرائيليا وأصيب 6076، وفق معطيات الجيش المعلنة على موقعه الإلكتروني، وسط فرض تل أبيب رقابة مشددة على خسائرها.

مسؤول "إسرائيلي": يورانيوم إيران المخصب "لم يُنقل من مواقعه"
مسؤول "إسرائيلي": يورانيوم إيران المخصب "لم يُنقل من مواقعه"

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

مسؤول "إسرائيلي": يورانيوم إيران المخصب "لم يُنقل من مواقعه"

سرايا - تحدث مسؤول إسرائيلي بارز عن مصير اليورانيوم المخصب في إيران، بعد الضربات العنيفة التي تلقتها من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال شهر يونيو الماضي. وقال المسؤول، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، إن معلومات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن يورانيوم إيران المخصب لا يزال موجودا في منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وهي المواقع التي ضربتها الولايات المتحدة الشهر الماضي. وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن اليورانيوم "لم يتم نقله"، وهو ما أشارت له تقارير صحفية سابقة. وقال إن "الإيرانيين قد يكونون قادرين على الوصول إلى أصفهان"، إلا أنه أوضح أنه "سيكون من الصعب نقل أي مواد من هناك". وجاءت زيارة نتنياهو بعد أكثر من أسبوعين من إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا بقصف مواقع نووية إيرانية، دعما للغارات الجوية التي كانت تشنها إسرائيل. ولاحقا ساعد ترامب في ترتيب وقف لإطلاق النار أنهى الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يوما. ويسعى الرئيس الأميركي ومساعدوه للاستفادة من حالة ضعف إيران التي تدعم حركة حماس، لدفع الجانبين إلى تحقيق تقدم لإنهاء حرب غزة. واستغل نتنياهو زيارته للولايات المتحدة ليشكر ترامب علانية على انضمامه إلى إسرائيل في ضرب إيران. وقال ترامب مرارا إن القصف الأميركي لثلاثة مواقع نووية إيرانية قد "محاها"، رغم أن بعض التقارير شككت في حجم الأضرار وأشارت إلى إمكانية أن تكون طهران قد أخفت جزءا من مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل الضربات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store