logo
الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي ما الذي يحدث

الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي ما الذي يحدث

المغرب اليوممنذ 8 ساعات

يُقود التقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تحولات في الصناعات والاقتصادات والمجتمعات حول العالم. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكثير من الابتكارات التحويلية عبر التاريخ، فإن فوائد وفرص الذكاء الاصطناعي ليست موزعة بالتساوي. بل تظهر فجوة كبيرة ومتنامية بين الدول التي تمتلك الموارد والبنية التحتية اللازمة لريادة تطوير الذكاء الاصطناعي، وتلك المهدَّدة بالتخلف عن الرَّكب، كما كتب آدم ساتاريانو وبول موزور. وهذه الفجوة ليست تكنولوجية فحسب، بل لها آثار عميقة على الجغرافيا السياسية، والتبعية الاقتصادية، والتقدم العلمي، والمساواة العالمية.
إحصائيات جامعة أكسفورد
* مراكز البيانات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي في العالم. وفق إحصائيات جامعة أكسفورد، توجد في العالم لدى 32 دولة فقط، معظمها في نصف الكرة الشمالي، مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، موزعة كما يلي:
- الاتحاد الأوروبي: 28.
- دول أخرى في أوروبا: 8.
- الصين: 22.
- الولايات المتحدة: 26.
- دول أخرى في آسيا: 25.
علماً بأن عدد مراكز البيانات في الصين لا يشمل المراكز الموجودة في هونغ كونغ وتايوان.
ما الجهات المشغِّلة للحوسبة السحابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ تعتمد الشركات والدول حول العالم بشكل رئيسي على كبار مشغلي الحوسبة السحابية الأميركية والصينية لتوفير مرافق الذكاء الاصطناعي. وتوجد الشركات التي تُشغّل مرافق الذكاء الاصطناعي في الصين وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وجنوب أفريقيا وسويسرا وأميركا الجنوبية وفرنسا وأستراليا، حسب جامعة أكسفورد.
* شركات معدودة تسيطر على الذكاء الاصطناعي. مع تسابق الدول على تعزيز تطوير نظم الذكاء الاصطناعي، تتسع فجوة هائلة حول العالم. إذ إن شركات قليلة تتحكم في حوسبة الذكاء الاصطناعي، وفيما يلي مناطق التوفر الإجمالية للذكاء الاصطناعي التي تقدمها كل شركة، وهو مقياس يستخدمه الباحثون مؤشراً على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حسب جامعة أكسفورد:
- «مايكروسوفت»: 93.
- «إيه دبليو إس»: 84.
- «غوغل»: 66.
- «علي بابا»: 61.
- «هواوي»: 44.
- «تينسنت»: 38.
- «أو في إتش»: 5.
- «إكسوسكيل»: 1.
مشاهد متناقضة: تكساس والأرجنتين
تتجلى الفجوة بوضوح في المشاهد المتناقضة بين الولايات المتحدة والأرجنتين، ففي تكساس، عاين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» إحدى أبرز شركات الذكاء الاصطناعي في العالم، موقع بناء مركز بياناتٍ جديدٍ ضخم يتجاوز مساحة سنترال بارك في نيويورك. هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 60 مليار دولار ليس مثيراً للإعجاب من حيث حجمه المادي فحسب؛ بل إنه على وشك أن يصبح أحد أقوى مراكز الحوسبة على هذا الكوكب بمجرد اكتماله، ربما في وقتٍ مبكرٍ من العام المقبل. وتُعد محطة الغاز الطبيعي المستقلة التابعة لمركز البيانات دليلاً على الموارد الهائلة التي تُضخّ في هذه البنية التحتية الجديدة.
في هذه الأثناء، في منتصف الطريق عبر العالم في الأرجنتين، لا يمكن أن يكون المشهد أكثر اختلافاً. إذ يدير نيكولاس وولوفيك، أستاذ علوم الحاسوب في الجامعة الوطنية في قرطبة، ما يُعد من بين أكثر مراكز حوسبة الذكاء الاصطناعي تقدماً في البلاد. ومع ذلك، فبدلاً من المرافق الجديدة البراقة، يعمل وولوفيك في غرفةٍ مليئةٍ برقائق الذكاء الاصطناعي القديمة وأجهزة كمبيوتر الخادم، وأسلاك متعرجةً عبر المساحة في ترقيعٍ مرتجل. وبالنسبة إلى وولوفيك، تُعدّ هذه التجربة نموذجاً مصغراً لحقيقة أكبر: «كل شيء يزداد انقساماً»، كما يُلاحظ، مُعبّراً عن شعور بالاستسلام والفقدان يتردد صداه في معظم أنحاء العالم النامي.
تحديد فجوة الذكاء الاصطناعي
تُعزى الفجوة الرقمية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي إلى التفاوتات في «قوة الحوسبة» -وهي البنية التحتية المتخصصة لمراكز البيانات عالية الأداء المُزوّدة برقائق دقيقة وأجهزة كمبيوتر متطورة مُصممة لتدريب وتشغيل أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تعقيداً. لم تعد هذه الفجوة تقتصر على الوصول إلى الإنترنت أو الأدوات الرقمية الأساسية؛ بل أصبحت تتعلق بالوصول إلى المحركات التكنولوجية الأساسية التي ستُشكّل العصر القادم من التطوير والابتكار والاكتشاف العلمي.
التوزيع العالمي لقوة الحوسبة
وفقاً للبيانات التي جمعها باحثون في جامعة أكسفورد، فإن الهوَّة واسعة ومتنامية. وقد برزت الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي كأكبر المستفيدين من ثورة الذكاء الاصطناعي. تستضيف هذه المناطق مجتمعةً أكثر من نصف أقوى مراكز البيانات في العالم -ما يُعادل مصانع العصر الصناعي- حيث تُطوَّر نماذج الذكاء الاصطناعي وتُدرَّب وتُحسَّن. هذه المرافق ليست مجرد مستودعات لأجهزة الكمبيوتر؛ بل تُمثِّل تجمُّعاتٍ لرأس المال والخبرة والقدرة التنافسية.
لا يمتلك سوى عددٍ ضئيلٍ من الدول -32 دولةً إجمالاً، أو نحو 16 في المائة من جميع دول العالم- مثل هذه البنية التحتية لمراكز البيانات واسعة النطاق. بالنسبة إلى هذه الدول، فإنَّ العائدَ كبيرٌ: فالوصول إلى قوة الحوسبة يُترجَم إلى الريادة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، والتحكم في تدفقات البيانات الحيوية، والقدرة على جذب المواهب التقنية، والقدرة على تطوير ونشر منتجات ذكاء اصطناعي متطورة.
هيمنة الولايات المتحدة والصين
تبرز هيمنة الولايات المتحدة والصين بشكل خاص. تُشغّل الشركات الأميركية والصينية وحدها أكثر من 90 في المائة من مراكز البيانات العالمية التي تعتمد عليها الشركات والمؤسسات الأخرى في أعمالها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. لا يمنح هذا التركيز قوة اقتصادية فحسب، بل يمنح أيضاً نفوذاً جيوسياسياً، حيث يُصبح الوصول إلى موارد تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدمة رافعةً في العلاقات العالمية والمفاوضات التجارية والتحالفات التكنولوجية.
قارن هذا بالوضع في أفريقيا وأميركا الجنوبية، حيث تكاد مراكز حوسبة الذكاء الاصطناعي المتقدمة تكون غائبة تماماً. ووفقاً لبيانات أكسفورد، فإن أكثر من 150 دولة تفتقر إلى مثل هذه المرافق على الإطلاق، مما يعني أن مواطنيها وباحثيها وشركاتها يعتمدون بشكل كبير على مُزوّدي خدمات خارجيين -غالباً بشروط قد لا تكون مواتية أو مستدامة.
في الوقت نفسه، تتميز الهند واليابان بتقدمهما النسبي في هذا المجال. تمتلك الهند ما لا يقل عن خمسة مراكز بيانات متقدمة قادرة على دعم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. البحث والنشر، بينما تمتلك اليابان أربعة على الأقل. ومع ذلك، حتى هذه الأرقام ضئيلة مقارنةً بحجم الاستثمار والبنية التحتية في الولايات المتحدة والصين.
تداعيات الانقسام العالمي
تمتد عواقب هذا الانقسام إلى ما هو أبعد من مجرد التباهي التكنولوجي. فالوصول إلى قوة الحوسبة المتقدمة للذكاء الاصطناعي أصبح بسرعة شرطاً أساسياً للنمو الاقتصادي والابتكار العلمي والأمن الداخلي. والدول التي تمتلك هذه القدرات مهيأة لجذب الاستثمار، وصياغة المعايير العالمية، وجني الثمار الاقتصادية المرتبطة بالتحول القائم على الذكاء الاصطناعي.
في الوقت نفسه، تُخاطر الدول التي تخلفت عن الركب في سباق «قوة الحوسبة» بأن تصبح مجرد مستهلكة للتقنيات المطورة أجنبياً. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى تآكل الصناعات المحلية، والحد من القدرة على وضع السياسات الرقمية، وخلق أشكال جديدة من الضعف الاقتصادي والسياسي. بالنسبة إلى الباحثين والشركات في المناطق النامية، يمكن أن يؤدي نقص الوصول إلى البنية التحتية المتطورة إلى خنق الابتكار المحلي وتفاقم أوجه عدم المساواة القائمة.
تشكيل المستقبل: الاندفاع والمخاطر والمسؤوليات
تتميز اللحظة الراهنة بتسابق عالمي - اندفاع يائس من الدول والشركات والمؤسسات، سعياً لعدم إقصائها من سباق تكنولوجي يَعِد بإعادة تنظيم الاقتصادات والمجتمعات.
مخاطر كبيرة للتخلف
المخاطر كبيرة: من المتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً في كل شيء، من الرعاية الصحية والتعليم إلى الدفاع الوطني والبحث العلمي الأساسي. قد يجد أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى قوة الحوسبة أنفسهم محرومين بشكل دائم من هذه المزايا.
في الوقت نفسه، يثير تركيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي تساؤلات مهمة حول الحوكمة العالمية، والسيادة الرقمية، ومسؤوليات كبار مزودي التكنولوجيا. هل ينبغي اعتبار الوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي منفعة عامة عالمية؟ كيف يمكن تعزيز التعاون الدولي لسد الفجوة دون تكرار أنماط الاستغلال أو التبعية؟ هذه أسئلة مُلحة بدأ صانعو السياسات والباحثون ومنظمات المجتمع المدني للتوِّ في التعامل معها.
غموض وتفاؤل
تُمثل «الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي» تحدياً عميقاً ومتعدد الأوجه، متشابكاً مع قضايا المساواة والسلطة والفرص. مع استمرار تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وانتشارها، ستُشكل الدول التي تمتلك البنية التحتية الأكثر تطوراً مسار الابتكار وتوزيع المنافع. بالنسبة إلى الغالبية العظمى من دول العالم، يبقى الطريق إلى الأمام غامضاً، إذ يشوبه التفاؤل بالتحول التكنولوجي وخطر التخلف عن الركب. ولا يتطلب معالجة هذه الفجوة الاستثمار والابتكار فحسب، بل يتطلب أيضاً الالتزام بالتنمية الشاملة والتعاون الدولي، وهو إدراكٌ بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي ملكٌ للجميع، وليس لقلةٍ من المحظوظين فحسب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يُمكن لبرنامج «تشات جي بي تي» تربية طفل حقاً
هل يُمكن لبرنامج «تشات جي بي تي» تربية طفل حقاً

المغرب اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • المغرب اليوم

هل يُمكن لبرنامج «تشات جي بي تي» تربية طفل حقاً

سام ألتمان «مُغرمٌ جداً بالأطفال»؛ إذ أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» عن ولادة ابنه في فبراير (شباط) الماضي، كما كتب هنري شاندونيت (*). ومنذ ذلك الحين، استخدم ألتمان منتجه الخاص، « تشات جي بي تي »، للإجابة عن أسئلة الأبوة والأمومة. وقال في بودكاست تابع للشركة: «كانت تلك الأسابيع القليلة الأولى مليئة بالإجابة عن كل سؤال، باستمرار. الآن، أطرح المزيد من الأسئلة حول مراحل النمو». الذكاء الاصطناعي... لتربية الأطفال وألتمان ليس الوحيد في هذا المجال. وفي الواقع، تعكس تجربته اتجاهاً متزايداً؛ إذ يلجأ الآباء الجدد بشكل متزايد إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الإجابة عن أسئلة رعاية الأطفال. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2024، استخدم 52.7 في المائة من الآباء «تشات جي بي تي» لفهم ووضع استراتيجيات الأبوة والأمومة. وكان ألتمان من بين هؤلاء الآباء، وهو يُقرّ باعتماده الشخصي على هذا البرنامج. وأضاف في البودكاست: «من الواضح أن الناس تمكنوا ولفترة طويلة من رعاية الأطفال دون الحاجة إلى (تشات جي بي تي) لكني لا أعرف كيف كنت سأفعل ذلك». ذكاء اصطناعي لمختلف مراحل الأبوة والأمومة للحصول على نصائح أكثر دقة، يلجأ البعض إلى روبوتات الدردشة المتخصصة. ابتكرت بيكي كينيدي، الاختصاصية في علم النفس السريري، المؤثرة، وخبيرة الأبوة والأمومة المعروفة باسم «الدكتورة بيكي»، تطبيق Good Inside الشهير. ومن خلاله، يمكن للآباء طرح أسئلة على روبوت دردشة مدرب على كتابات كينيدي ومقاطع الفيديو الخاصة بها. كما استفادت شركة Oath Care من طفرة الذكاء الاصطناعي الأولية بإطلاق منتجها المتخصص ParentGPT، لكن الشركة أغلقت أبوابها العام الماضي. تطبيقات الحمل والأطفال تحظى تطبيقات الحمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي بشعبية كبيرة أيضاً، منها تطبيقSoula ، وهو «مساعدة صحية» تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتعتمد على البيانات لتقديم المشورة للمستخدمين بشأن مشاكل الحمل وما بعد الولادة. وقد جمع التطبيق 750 ألف دولار أميركي، وهو مدعوم من نائب الرئيس السابق لقسم الخصوبة وتتبع الدورة الشهرية في شركة Flo Health. بينما قامت شركة Glow، التي تدير مجموعة من التطبيقات تتضمن تطبيقاً شائعاً لتتبع الإباضة، بإدخال معالجة بيانات الذكاء الاصطناعي إلى تطبيقاتها الخاصة بما قبل الولادة وما بعدها. تطبيقات الأطفال . هناك أيضاً عالم من أدوات رعاية الأطفال الشاملة والباهظة الثمن. يمكن للآباء المهتمين بالتكنولوجيا الحصول على جهاز مراقبة الأطفال Nanit بسعر 400 دولار، الذي يتتبع ويسجل ويحدد حركات الطفل باستخدام الذكاء الاصطناعي. من جهة أخرى مقابل 1500 دولار، يمكن للآباء الجدد شراء سرير أطفال يعمل بالذكاء الاصطناعي. حتى إن هناك عربة أطفال ذاتية القيادة والهزازة بسعر 2500 دولار. «إرهاق معلوماتي» للأم والأب ما مقدار النصائح التربوية التي تُعدّ كثيرة؟ يوفر الذكاء الاصطناعي مساحات واسعة من المعلومات التي يسهل الوصول إليها. لكن إرهاق الآباء بالمعلومات قد يكون خطيراً. في حين أن هناك دراسات قليلة حول عصر الأبوة والأمومة الجديد الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فقد درس الباحثون باستمرار آثار سهولة الوصول إلى الإنترنت على رعاية الأطفال. انحسار فاعلية الوالدين ووفقاً لدراسة أجريت عام 2023، يميل الآباء الذين يشعرون بثقة أقل وضغط زائد إلى زيادة بحثهم عبر الإنترنت عن نصائح الأبوة والأمومة، ما قد يؤدي إلى انحسار شعورهم بالفاعلية بمرور الوقت. ووجدت الدراسة أيضاً أن فرط المعلومات يرتبط بزيادة الاستفسارات، ما يعني أن الآباء الذين يتصفحون الإنترنت سيستمرون في التصفح. دكتور «تشات جي بي تي» بدلاً من «دكتور غوغل» وقد لاحظت روبين كوسلويتز، اختصاصية علم نفس الأطفال ومؤلفة كتاب «التربية بعد الصدمة: كسر الحلقة المفرغة... وكن الوالد الذي لطالما رغبت فيه»، تحولاً تكنولوجياً. اعتاد المرضى زيارتها بنصائح تشخيصية ذاتية من «دكتور غوغل». الآن، كما تقول، يشيرون إلى «دكتور تشات جي بي تي». تتوافق البيانات مع تجربة كوسلويتز، فقد وجدت دراسة أجراها معهد كانساس لايف سبان عام 2024 أن العديد من الآباء يثقون بـ«تشات جي بي تي» أكثر من مقدمي الرعاية الصحية. وصرحت كوسلويتز لمجلة «فاست كومباني»: «يعاني الآباء من قدر هائل من الشك الذاتي هذه الأيام». وتضيف: «أحياناً يتدخل (تشات جي بي تي)، أو أي روبوت دردشة آخر، ليمنعهم من اتخاذ القرارات. لكن الطريقة الوحيدة التي نتعلم بها التمييز، ونتعلم من خلالها فهم الأمور، هي الاعتماد على أحكامنا الذاتية». روابط إنسانية أهم من الذكاء الاصطناعي وكانت أماندا هيس، الصحافية في «نيويورك تايمز»، شهدت عن كثب مخاطر الإفراط في استخدام التكنولوجيا في رعاية الأطفال. ويتتبع كتابها الجديد، «الحياة الثانية: إنجاب طفل في العصر الرقمي»، استخدامها لتقنيات الحمل، مثل تطبيقات الخصوبة ومجموعات الدعم عبر الإنترنت. كما أنها قلقة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي.وكتبت هيس في رسالة بريد إلكتروني إلى «فاست كومباني»: «نفقد شيئاً ما عندما نلجأ بسرعة إلى تقنيات مثل روبوتات الدردشة لحل مشاكل أطفالنا...هناك روابط يمكن بناؤها من خلال طلب المساعدة من الأصدقاء والجيران والأقارب، وروابط إنسانية ستواصل دعم أطفالنا في مسيرتهم الحياتية»؛ أي، وبعبارة أخرى، يتطلب الأمر تعاوناً جماعياً، وليس مجرد روبوت دردشة.

الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي ما الذي يحدث
الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي ما الذي يحدث

المغرب اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • المغرب اليوم

الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي ما الذي يحدث

يُقود التقدم السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تحولات في الصناعات والاقتصادات والمجتمعات حول العالم. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكثير من الابتكارات التحويلية عبر التاريخ، فإن فوائد وفرص الذكاء الاصطناعي ليست موزعة بالتساوي. بل تظهر فجوة كبيرة ومتنامية بين الدول التي تمتلك الموارد والبنية التحتية اللازمة لريادة تطوير الذكاء الاصطناعي، وتلك المهدَّدة بالتخلف عن الرَّكب، كما كتب آدم ساتاريانو وبول موزور. وهذه الفجوة ليست تكنولوجية فحسب، بل لها آثار عميقة على الجغرافيا السياسية، والتبعية الاقتصادية، والتقدم العلمي، والمساواة العالمية. إحصائيات جامعة أكسفورد * مراكز البيانات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي في العالم. وفق إحصائيات جامعة أكسفورد، توجد في العالم لدى 32 دولة فقط، معظمها في نصف الكرة الشمالي، مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، موزعة كما يلي: - الاتحاد الأوروبي: 28. - دول أخرى في أوروبا: 8. - الصين: 22. - الولايات المتحدة: 26. - دول أخرى في آسيا: 25. علماً بأن عدد مراكز البيانات في الصين لا يشمل المراكز الموجودة في هونغ كونغ وتايوان. ما الجهات المشغِّلة للحوسبة السحابية لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ تعتمد الشركات والدول حول العالم بشكل رئيسي على كبار مشغلي الحوسبة السحابية الأميركية والصينية لتوفير مرافق الذكاء الاصطناعي. وتوجد الشركات التي تُشغّل مرافق الذكاء الاصطناعي في الصين وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وجنوب أفريقيا وسويسرا وأميركا الجنوبية وفرنسا وأستراليا، حسب جامعة أكسفورد. * شركات معدودة تسيطر على الذكاء الاصطناعي. مع تسابق الدول على تعزيز تطوير نظم الذكاء الاصطناعي، تتسع فجوة هائلة حول العالم. إذ إن شركات قليلة تتحكم في حوسبة الذكاء الاصطناعي، وفيما يلي مناطق التوفر الإجمالية للذكاء الاصطناعي التي تقدمها كل شركة، وهو مقياس يستخدمه الباحثون مؤشراً على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حسب جامعة أكسفورد: - «مايكروسوفت»: 93. - «إيه دبليو إس»: 84. - «غوغل»: 66. - «علي بابا»: 61. - «هواوي»: 44. - «تينسنت»: 38. - «أو في إتش»: 5. - «إكسوسكيل»: 1. مشاهد متناقضة: تكساس والأرجنتين تتجلى الفجوة بوضوح في المشاهد المتناقضة بين الولايات المتحدة والأرجنتين، ففي تكساس، عاين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» إحدى أبرز شركات الذكاء الاصطناعي في العالم، موقع بناء مركز بياناتٍ جديدٍ ضخم يتجاوز مساحة سنترال بارك في نيويورك. هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 60 مليار دولار ليس مثيراً للإعجاب من حيث حجمه المادي فحسب؛ بل إنه على وشك أن يصبح أحد أقوى مراكز الحوسبة على هذا الكوكب بمجرد اكتماله، ربما في وقتٍ مبكرٍ من العام المقبل. وتُعد محطة الغاز الطبيعي المستقلة التابعة لمركز البيانات دليلاً على الموارد الهائلة التي تُضخّ في هذه البنية التحتية الجديدة. في هذه الأثناء، في منتصف الطريق عبر العالم في الأرجنتين، لا يمكن أن يكون المشهد أكثر اختلافاً. إذ يدير نيكولاس وولوفيك، أستاذ علوم الحاسوب في الجامعة الوطنية في قرطبة، ما يُعد من بين أكثر مراكز حوسبة الذكاء الاصطناعي تقدماً في البلاد. ومع ذلك، فبدلاً من المرافق الجديدة البراقة، يعمل وولوفيك في غرفةٍ مليئةٍ برقائق الذكاء الاصطناعي القديمة وأجهزة كمبيوتر الخادم، وأسلاك متعرجةً عبر المساحة في ترقيعٍ مرتجل. وبالنسبة إلى وولوفيك، تُعدّ هذه التجربة نموذجاً مصغراً لحقيقة أكبر: «كل شيء يزداد انقساماً»، كما يُلاحظ، مُعبّراً عن شعور بالاستسلام والفقدان يتردد صداه في معظم أنحاء العالم النامي. تحديد فجوة الذكاء الاصطناعي تُعزى الفجوة الرقمية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي إلى التفاوتات في «قوة الحوسبة» -وهي البنية التحتية المتخصصة لمراكز البيانات عالية الأداء المُزوّدة برقائق دقيقة وأجهزة كمبيوتر متطورة مُصممة لتدريب وتشغيل أكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي تعقيداً. لم تعد هذه الفجوة تقتصر على الوصول إلى الإنترنت أو الأدوات الرقمية الأساسية؛ بل أصبحت تتعلق بالوصول إلى المحركات التكنولوجية الأساسية التي ستُشكّل العصر القادم من التطوير والابتكار والاكتشاف العلمي. التوزيع العالمي لقوة الحوسبة وفقاً للبيانات التي جمعها باحثون في جامعة أكسفورد، فإن الهوَّة واسعة ومتنامية. وقد برزت الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي كأكبر المستفيدين من ثورة الذكاء الاصطناعي. تستضيف هذه المناطق مجتمعةً أكثر من نصف أقوى مراكز البيانات في العالم -ما يُعادل مصانع العصر الصناعي- حيث تُطوَّر نماذج الذكاء الاصطناعي وتُدرَّب وتُحسَّن. هذه المرافق ليست مجرد مستودعات لأجهزة الكمبيوتر؛ بل تُمثِّل تجمُّعاتٍ لرأس المال والخبرة والقدرة التنافسية. لا يمتلك سوى عددٍ ضئيلٍ من الدول -32 دولةً إجمالاً، أو نحو 16 في المائة من جميع دول العالم- مثل هذه البنية التحتية لمراكز البيانات واسعة النطاق. بالنسبة إلى هذه الدول، فإنَّ العائدَ كبيرٌ: فالوصول إلى قوة الحوسبة يُترجَم إلى الريادة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، والتحكم في تدفقات البيانات الحيوية، والقدرة على جذب المواهب التقنية، والقدرة على تطوير ونشر منتجات ذكاء اصطناعي متطورة. هيمنة الولايات المتحدة والصين تبرز هيمنة الولايات المتحدة والصين بشكل خاص. تُشغّل الشركات الأميركية والصينية وحدها أكثر من 90 في المائة من مراكز البيانات العالمية التي تعتمد عليها الشركات والمؤسسات الأخرى في أعمالها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. لا يمنح هذا التركيز قوة اقتصادية فحسب، بل يمنح أيضاً نفوذاً جيوسياسياً، حيث يُصبح الوصول إلى موارد تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدمة رافعةً في العلاقات العالمية والمفاوضات التجارية والتحالفات التكنولوجية. قارن هذا بالوضع في أفريقيا وأميركا الجنوبية، حيث تكاد مراكز حوسبة الذكاء الاصطناعي المتقدمة تكون غائبة تماماً. ووفقاً لبيانات أكسفورد، فإن أكثر من 150 دولة تفتقر إلى مثل هذه المرافق على الإطلاق، مما يعني أن مواطنيها وباحثيها وشركاتها يعتمدون بشكل كبير على مُزوّدي خدمات خارجيين -غالباً بشروط قد لا تكون مواتية أو مستدامة. في الوقت نفسه، تتميز الهند واليابان بتقدمهما النسبي في هذا المجال. تمتلك الهند ما لا يقل عن خمسة مراكز بيانات متقدمة قادرة على دعم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. البحث والنشر، بينما تمتلك اليابان أربعة على الأقل. ومع ذلك، حتى هذه الأرقام ضئيلة مقارنةً بحجم الاستثمار والبنية التحتية في الولايات المتحدة والصين. تداعيات الانقسام العالمي تمتد عواقب هذا الانقسام إلى ما هو أبعد من مجرد التباهي التكنولوجي. فالوصول إلى قوة الحوسبة المتقدمة للذكاء الاصطناعي أصبح بسرعة شرطاً أساسياً للنمو الاقتصادي والابتكار العلمي والأمن الداخلي. والدول التي تمتلك هذه القدرات مهيأة لجذب الاستثمار، وصياغة المعايير العالمية، وجني الثمار الاقتصادية المرتبطة بالتحول القائم على الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تُخاطر الدول التي تخلفت عن الركب في سباق «قوة الحوسبة» بأن تصبح مجرد مستهلكة للتقنيات المطورة أجنبياً. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى تآكل الصناعات المحلية، والحد من القدرة على وضع السياسات الرقمية، وخلق أشكال جديدة من الضعف الاقتصادي والسياسي. بالنسبة إلى الباحثين والشركات في المناطق النامية، يمكن أن يؤدي نقص الوصول إلى البنية التحتية المتطورة إلى خنق الابتكار المحلي وتفاقم أوجه عدم المساواة القائمة. تشكيل المستقبل: الاندفاع والمخاطر والمسؤوليات تتميز اللحظة الراهنة بتسابق عالمي - اندفاع يائس من الدول والشركات والمؤسسات، سعياً لعدم إقصائها من سباق تكنولوجي يَعِد بإعادة تنظيم الاقتصادات والمجتمعات. مخاطر كبيرة للتخلف المخاطر كبيرة: من المتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً في كل شيء، من الرعاية الصحية والتعليم إلى الدفاع الوطني والبحث العلمي الأساسي. قد يجد أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى قوة الحوسبة أنفسهم محرومين بشكل دائم من هذه المزايا. في الوقت نفسه، يثير تركيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي تساؤلات مهمة حول الحوكمة العالمية، والسيادة الرقمية، ومسؤوليات كبار مزودي التكنولوجيا. هل ينبغي اعتبار الوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي منفعة عامة عالمية؟ كيف يمكن تعزيز التعاون الدولي لسد الفجوة دون تكرار أنماط الاستغلال أو التبعية؟ هذه أسئلة مُلحة بدأ صانعو السياسات والباحثون ومنظمات المجتمع المدني للتوِّ في التعامل معها. غموض وتفاؤل تُمثل «الفجوة العالمية في الذكاء الاصطناعي» تحدياً عميقاً ومتعدد الأوجه، متشابكاً مع قضايا المساواة والسلطة والفرص. مع استمرار تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وانتشارها، ستُشكل الدول التي تمتلك البنية التحتية الأكثر تطوراً مسار الابتكار وتوزيع المنافع. بالنسبة إلى الغالبية العظمى من دول العالم، يبقى الطريق إلى الأمام غامضاً، إذ يشوبه التفاؤل بالتحول التكنولوجي وخطر التخلف عن الركب. ولا يتطلب معالجة هذه الفجوة الاستثمار والابتكار فحسب، بل يتطلب أيضاً الالتزام بالتنمية الشاملة والتعاون الدولي، وهو إدراكٌ بأن مستقبل الذكاء الاصطناعي ملكٌ للجميع، وليس لقلةٍ من المحظوظين فحسب.

المغرب في مرمى العواصف: تقرير دولي يقرع جرس الإنذار حول هشاشة تمويله المناخي
المغرب في مرمى العواصف: تقرير دولي يقرع جرس الإنذار حول هشاشة تمويله المناخي

بلبريس

timeمنذ 10 ساعات

  • بلبريس

المغرب في مرمى العواصف: تقرير دولي يقرع جرس الإنذار حول هشاشة تمويله المناخي

بلبريس - ياسمين التازي كشف مؤشر هشاشة التمويل المناخي (The Climate Finance Vulnerability Index)، الصادر حديثًا عن كلية كولومبيا للمناخ التابعة لجامعة كولومبيا بنيويورك بشراكة مع مؤسسة روكفلر، عن معطى مثير للقلق: المغرب يحتل المرتبة 124 من أصل 188 دولة، في تصنيف يقيس مدى قدرة الدول على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية والبشرية، والوصول إلى التمويل اللازم لمواجهتها والتعافي من آثارها. ويضع هذا الترتيب المغرب ضمن الشريحة "المعرضة بشدة"، في ظل تزايد الصدمات المناخية عالمياً وارتفاع تكلفة مواجهتها، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول جاهزية البلاد أمام التغيرات المناخية المتسارعة، وقدرتها على تعبئة الموارد المالية اللازمة. وحذّر التقرير من أن أكثر من ملياري شخص حول العالم يعيشون في دول تقع ضمن ما يُعرف بـ"المنطقة الحمراء"، وهي فئة الدول ذات الهشاشة العالية في مواجهة الكوارث. وتشمل هذه المنطقة 65 دولة، غالبيتها من الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، حسب تصنيف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD). وتستأثر إفريقيا جنوب الصحراء بالنصيب الأكبر من هذه الدول بـ43 دولة تحتضن أكثر من 1.2 مليار نسمة، فيما تضم القائمة أيضًا دولًا من آسيا كباكستان وبنغلادش، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، بالإضافة إلى قبرص وأوكرانيا في أوروبا. وأورد التقرير أرقامًا صادمة حول الكلفة البشرية والمادية المتوقعة: أكثر من 14 مليون وفاة محتملة بسبب موجات الحر والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية، وخسائر اقتصادية قد تبلغ 12.5 تريليون دولار بحلول 2050. كما حذر البنك الدولي من أن غياب الاستثمارات المناخية قد يدفع 132 مليون شخص إضافي نحو الفقر بحلول 2030. وقال جيف شليغلميلش، مدير المركز الوطني للاستعداد للكوارث بـ"كلية كولومبيا للمناخ"، وأحد واضعي المؤشر، إن 'الكوارث المناخية تتزايد من حيث الشدة والتكرار، لكن الدول الأكثر تضرراً غالبًا ما تكون مثقلة بالديون، وتُحرم من التمويلات اللازمة لتأمين الوقاية والاستجابة". واعتبر أن نماذج التمويل التقليدية "لم تعد تواكب حجم المخاطر المناخية المتزايدة". من جانبه، شدد إريك بيلوفسكي، عن مؤسسة روكفلر، على أن المؤشر الجديد "يفتح نقاشًا عالميًا جادًا حول عدالة توزيع التمويلات التنموية، ويوفر أداة للممولين لتحديد أولوياتهم بناءً على درجة الهشاشة الحقيقية، وليس فقط على أساس الدخل". وفي السياق ذاته، أشار الباحث جوتام جاين، من مركز كولومبيا لسياسات الطاقة، إلى أن المؤشر "يمكن أن يُحدث تحولًا نوعيًا في كيفية توجيه تمويل التكيف المناخي، من خلال تمكين المانحين من اختيار الدول التي يمكن أن تحقق فيها مساهماتهم الأثر الأكبر". المؤشر الجديد لا يكتفي بتقييم الأخطار، بل يضع إصبعه على مكمن الخلل: غياب العدالة المناخية في التمويل، ويطالب بتحرك دولي أكثر إنصافًا، فيما يبقى على الدول مثل المغرب الإسراع بتعزيز قدرتها على التفاوض والتمويل، قبل أن تتحول التحديات المناخية إلى أزمات لا تُحتمل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store