
شيوخُ الدّجل
***
يا أمَة النُّورِ قد أُرْكِسْتِ في العِلَلِ
أوْهَى عُراكِ شُيوخُ الزَّيْفِ والدَّجَلِ
كم في حِماكِ من الجهلِ الذي نتَجَتْ
عنهُ المهازِلُ من غيٍّ ومن خَلَلِ
فكيف يُفلحُ في دنيا مُلغَّمةٍ
قومٌ يُداوونَ ما يعوجُّ بالخَبَلِ
بعضُ الشُّيوخِ رَأوْا عِلمَ الهُدَى سُبُلاً
ليكسبُوا المالَ بالتَّزويرِ والحِيَلِ
فيخدِمونَ عروشاً شاعَ باطِلُها
في البرِّ والبحرِ والأجواءِ والدُّولِ
بعضُ الشُّيوخِ يروْن العلمَ مُقتصِراً
على رُؤاهم - وما في الأمرِ من جَدَلِ
بعضُ الشُّيوخِ أباحوا الإثمَ والْتَحقُوا
بالمفسدين بلا وعيٍ ولا وَجَلِ
فالرُّوحُ تُزهَقُ في دَعْوَى دَمَقْرَطَةٍ
والعِرضُ مُنتهكٌ باللّمسِ والقُبَلِ
فيا شيوخَ الهَوَى في أمَّةٍ دُفِنتْ
إنَّ التَّديُّنَ بالايمان والمُثُلِ
عُودوا إلى قِمَمِ الأخلاقِ وانتَظِمُوا
بالصِّدقِ والسَّعيِ في منظومةِ الأمَلِ
نهجُ الرّسولِ هو النّهج الذي فُتِحَتْ
به القلوبُ لدينِ الله ِفي النِّحَلِ
فلْتطلبُوا النَّهج في القرآنِ إنَّ لَهُ
نورًا يُشعُّ من الآياتِ والجُمَلِ
صدقُ القلوبِ جمالُ الرُّوحِ آيتُهُ
والغيُّ والبَغيُ رمزُ الزَّيفِ والخَطَلِ
من زاغَ عن دينهِ فالله أرْكَسَهُ
حتَّى يذوقَ شقاءَ الطَّيشِ في السُّبُلِ
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 3 ساعات
- اذاعة طهران العربية
جذور الأعمال العدائية مع جبهة الحق عند الإمام السجاد (ع)
إن "الصحيفة السجادية" ليست مجرد مجموعة من الأدعية والمناجاة، بل هي أيضًا كتاب تاريخي واجتماعي وتربوي يروي عمق معاناة المجتمع الشيعي وهمومه ومقاومته في واحدة من أصعب الفترات في تاريخ الإسلام. وقد نطق الإمام السجاد (عليه السلام) بهذه الأدعية في وقت كانت فيه أجواء المدينة المنورة وسائر البلاد الإسلامية مليئة بالحسد والعداء والافتراء والضغوط السياسية والاجتماعية الشديدة؛ بعد واقعة عاشوراء، وتحديدًا بعد سيطرة الأمويين، تعرّض أهل بيت النبي (ص) وأصحابهم المخلصين لأشدّ الهجمات والشبهات. ومع أن موضوعات هذه الأدعية تتجاوز حدود الزمان والمكان، إلا أنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأحداث الاجتماعية والسياسية في عصر الإمام السجاد (عليه السلام). فبسبب مكانتهم الروحية والصالحة، كان أهل البيت (عليهم السلام) هدفًا للحسد والعنف والإذلال، ولشتى أنواع المؤامرات والإشاعات. إن هذه الأدعية لغةٌ واضحةٌ ومعبرةٌ عن آلام ومعاناة إنسانٍ مؤمنٍ حرٍّ، يقاوم موجة الافتراء والقذف وكراهية من حوله، لكن قلبه معلقٌ بالصبر والتوكل على الله. نقرأ في جزءٍ من الدعاء الـ 49 للصحيفة السجادية، نقرأ: " وَكَمْ مِنْ حَاسِدٍ قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ، وَشَجِيَ مِنِّي بِغَيْظِهِ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ، وَوَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ، وَجَعَلَ عِرْضِي غَرَضاً لِمَرَامِيهِ، وَقَلَّدَنِي خِلَالًا لَمْ تَزَلْ فِيهِ، ووَحَرَنِي بِكَيْدِهِ، وَ قَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ". عصر ظلم الأمويين وعدائهم بعد واقعة كربلاء، تعرّض الإمام السجاد (عليه السلام)، لمضايقات أعدائه، وتحديدًا الحكام الأمويين. كان يرى الأمويون في الإمام السجاد (ع) تهديدًا لحكمهم، وسعوا جاهدين لتشويه سمعته بين الناس بنشر الشائعات والاتهام والتشهير به. حتى أن شخصيات مثل هشام بن عبد الملك كانت تُهين الإمام (ع) علنًا وتُنسب إليه صفات باطلة. كان الحسد على مكانة الإمام السجاد (ع) الروحية وشعبيته بين الناس أساسًا لكثير من هذه العداوات. كما يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن جذور الحسد على أوليائه: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه...﴾ (سورة النساء، الآية ٥٤). وحسب الأحاديث، فإن المقصود بـ "الناس" في هذه الآية هم أهل البيت (عليهم السلام) والأئمة المعصومين (ع)، الذين حسدوهم على ما نالوه من إمامة وعلم وفضل إلهي. يُظهر هذا التحليل جليًا أن جذور كثير من العداوات والبغضاء التي نشأت تجاه أهل البيت (عليهم السلام) من قِبل الأمويين واليهود، ومن بعدهم العباسيين في تاريخ الإسلام، كان الحسد على كرامتهم ومكانتهم وملكهم وخلافتهم الإلهية؛ لأن الله منحهم نعمة خاصة، كالإمامة والعلم وقيادة الأمة. وقد دفع هذا الوضع المتميز هذه الجماعات، بدلًا من قبول فضائل أهل البيت الإلهية، إلى الحسد في قلوبهم، وسعوا عمليًا إلى حرمانهم من هذه المناصب والامتيازات، والتمسك بمنصب الخلافة والحكم لأنفسهم. ولذلك شهد تاريخ الإسلام بعد النبي محمد (ص) محاولاتٍ متواصلة للاستيلاء على الخلافة والإمامة وتهميش أهل البيت (ع)؛ فلم يقتصر الأمر على تجاهل حقهم في القيادة الدينية والسياسية، بل سعوا أيضًا، من خلال تشويه سمعتهم وإذلالهم، إلى التقليل من مكانتهم الاجتماعية والروحية، وتحويل ملكيتهم الظاهرة إلى سلطةٍ مباشرة لأنفسهم. ومن ناحيةٍ أخرى، ظل هذا الحسد ومحاولة اغتصاب ممتلكات أهل البيت (ع) ومكانتهم مصدرا للعداء والرفض، بل والعداء العلني لهم ولأتباعهم. تحلى الإمام السجاد وسائر أهل البيت (عليهم السلام) بأقصى درجات الصبر و الأخلاق الإسلامية في مواجهة كل هذا الاضطهاد والعداء؛ فلم يردّ الإمام بقسوة ولا بانتقام، حتى أدعية كهذه التي رفعوها دلت على سموّ روحهم ونظرتهم التوحيدية. ويقبل الإمام السجاد (ع) في مواجهة الافتراءات والقذف ودسائس أعدائه، على الدعاء والتوكل والخير في وجه الشر، مما أدى في نهاية المطاف إلى ازدياد شعبيته بين الناس وتخليد شخصيته كقدوة إلهية.


اذاعة طهران العربية
منذ 11 ساعات
- اذاعة طهران العربية
حرز الإمام الحسين (ع) مكتوب
حرز مولانا أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه لدفع الشر والأذى. بِسْمِ اللَّهِ يَا دَائِمُ يَا دَيْمُومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ يَا كَاشِفَ الْغَمِّ يَا فَارِجَ الْهَمِّ يَا بَاعِثَ الرُّسُلِ يَا صَادِقَ الْوَعْدِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ رِضْوَانٌ وَوُدٌّ فَاغْفِرْ لِي وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنْ إِخْوَانِي وَشِيعَتِي وَطَيِّبْ مَا فِي صُلْبِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.


موقع كتابات
منذ 16 ساعات
- موقع كتابات
مقامة الشطح
يقول د. يوسف زيدان : (( أراد الصوفية التعبير عن أحوالهم , فشطحوا )) , فما هو الشطح ؟ انه حال صوفية ودعوى يُفصح بها العارف من غير إذن إلهي , تصدر من أهل المعرفة باضطرار واضطراب , وهو من زلات المحققين , ومن الشطحات المشهورة ما ورد على لسان البسطامي والحلاج والتستري , والمسلمون إزاءها فريقان : فريق يؤيدها ويحاول تفسيرها , وفريق يرفضها وينكرها , والشطح عند الصوفية , أو الشطح الصوفي من أكثر ما اختلف فيه النقاد قبولا وردا وتوقفا , وهو من أغرب الظواهر الصوفية , ومأتى الغرابة أن ظاهره مخالف للشريعة رغم صدوره عن مشهور بالصلاح , مقتدى به في السلوك , فالناظر إلى المخالفة لظاهر الشريعة قد يجرح الصالح ويتهم البريء , والناظر إلى صلاح الشاطح قد ينابذ ويرد صريح الشريعة لئلا يقع في التجريح , وقد اشتهر بين المُتصوِّفة الشَّطَحاتُ , وهي في اصطلاحهم عبارةٌ عن كلمات تَصْدُر منهم في حالة الغَيْبوبةِ وغَلَبَةِ شُهودِ الحَقِّ تعالى عليهم بحيث لا يَشْعُرون حينئذٍ بغيرِ الحَقِّ كقول بعضهم: أَنا الحَقُّ وليس في الجُبَّة إِلاّ الله ونحو ذلك . لقد نالت ظاهرة ما أُطلق عليه (الشطح الصوفي) إهتماماً بالغاً لدى أصحاب العقل من الوجوديين , فهي ظاهرة مُعدّة من صميم السلوك العرفاني , إذ ما من عارف إلا وله شطحاته الخاصة التي يجد فيها نفسه مندكاً في الوجود الحق الواحد , وهو أمر طالما أثار حفيظة أولئك الذين التزموا بالسلوك العقلي حتى من الإشراقيين , إذ رفضوا هذا المعطى من الإدراك وحسبوه حسباناً يمتّ إلى الوهم والتخيل , أو أنهم وجهوا شطحات زملائهم وجهة أخرى مؤوّلة , أما عند العرفاء أنفسهم فإنهم لم يشكّوا أبداً في صدق الإدراك الذي يتحدث عنه إخوانهم , وإن كان الكثير منهم يرى أن عيبه هو إظهاره على طرف اللسان, فالجرجاني في (التعريفات) يعتبر: (( الشطح عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ودعوى, تصدر من أهل المعرفة باضطرار واضطراب , وهو زلات المحققين , فإنه دعوى حق يفصح بها العارف لكن من غير إذن إلهي )) , وكذا هو رأي إبن عربي الذي اعتبره (( كلمة صادقة صادرة من رعونة نفس , يبعد صاحبها عن الله في تلك الحال )) , الأمر الذي جعل طريقته تتصف بالغموض , فهي ميّالة إلى التلويح والرمز طبقاً للمقولة الرائجة (( افشاء سر الربوبية كفر )) , وهي المقولة التي ينصّ عليها إبن عربي نفسه , وكما قال : (( فأنا الآن أبدي , وأعرض تارة , وإياك أعني فاسمعي يا جارة , وكيف أبوح بسر, وأبدي مكنون أمر, وأنا الموصى به غيري في غير موضع من نظمي ونثري ؟ نبّه على السر ولا تفشه , فاصبر له واكتمه حتى يصل الوقت , فمن كان ذا قلب وفطنة شغله طلب الحكمة عن البطنة , فقف على ما رمزناه وفك المعمى الذي ألغزناه , ولولا الأمر الإلهي لشافهنا به الوارد والصادر, وجعلناه قوت المقيم وزاد المسافر , ولكن جفّ القلم بما سبق في القِدم)) . ينسب العرفاء أبياتاً من الشعر للإمام زين العابدين علي بن الحسين تفيد كتمان سرالإعتقاد , كالتالي : (( إني لأكتم من علمي جواهره كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتننا , وقد تقدم في هذا أبو حسن إلى الحسين ووصى قبله الحسنا , يارب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا , ولإستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يؤتونه حسنا )) , لكن في المقابل هناك من ينظر إلى الشطح نظرة ايجابية خالصة تماماً , كما هو الحال مع العارف السرّاج الطوسي الذي رأى أنه مظهر كمالٍ لا بد أن يظهر على العارف دون إرادته , بل هو (( أقل ما يوجد لأهل الكمال )) , وعرّفه بأن (( معناه عبارة مستغربة في وصف وجْدٍ فاضَ بقوته وهاج بشدة غليانه وغلبته , إلا ترى أن الماء الكثير إذا جرى في نهر ضيق فيفيض من حافّتيه يقال شطح الماء في النهر, فكذلك المريد الواجد إذا قوي وجْده ولم يُطق حمل ما يردُ على قلبه من سطوة أنوار حقايقه شطح ذلك على لسانه فيترجم عنها بعبارة مستغربة مشكلة على فهم سامعيها إلا من كان من أهلها ويكون متبحراً في علمها )) . الشواهد على شطحات الصوفية كثيرة لا تحصى, منها تلك المنسوبة إلى أبي يزيد البسطامي (المتوفى سنة 271هـ) , كما في أقواله التالية : (( رفعني الله مرة فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد أن خلقي يحبّون أن يَرَوْك , فقلت : زيّني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك وارفعني إلى أحديتك حتى إذا رآني خلقُك قالوا رأيناك , فتكون أنت ذاك ولا أكون أنا هناك )) , و (( وجاء عن البعض أنه دقّ رجل على أبي يزيد باب داره فقال له: من تطلبه؟ فقال: أطلب أبا يزيد. فقال مُرَّ ويحك فليس في الدار غير الله )) , و(( طاعتك لي يا رب أعظم من طاعتي لك )) , و (( بطشي أشد من بطشه بي )) , و (( قيل أن أبا يزيد سمع رجلاً يقول : عجبت ممن عرف الله كيف يعصيه , فقال: عجبت ممن عرف الله كيف يعبده )) . هناك عرفاء آخرين اشتهرت عنهم شطحات أخرى , وعلى رأسهم الحسين بن منصور الحلاج (المتوفى سنة 309هـ) الذي من شطحاته قوله : (( فالحقيقة حقيقة , والخليقة خليقة , دع الخليقة لتكون أنت هو, وهو أنت من حيث الحقيقة )) , وقوله : (( أنا الحق )) , وله بيت شعر يفيد هذا المعنى , يقول فيه : (( كفرتُ بدين الله والكفر واجب لدي وعند المسلمين قبيح )) , ومن أبياته الشطحية قوله : (( سبحان من أظهر ناسوته سر سنى لاهوته الثاقب حتى بدا في خلقه ظاهراً في صورة الآكل والشارب )) , وقوله أيضاً (( مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال فاذا مسك شيء مسني فاذا أنت أنا في كل حال )) , وكذا قوله : أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا فاذا أبصرتني أبصرته واذا أبصرته أبصرتنا )) , ومن الشطحات الأخرى قول الشبلي (المتوفى سنة 334هـ) : (( ما في الجنة أحد سوى الله )) , وقوله : (( أنا أقول وأنا أسمع , فهل في الدارين غيري )) , وقوله أيضاً : (( لو خطر ببالي أن الجحيم بنيرانها وسعيرها تحرق مني شعرة لكنتُ مشركاً )) , وكذا ما قاله العارف أبو سعيد أبو الخير لصديقه إبن سينا : (( ما دامت المساجد والمدارس لم تُهدم هدماً تاماً , فسوف لا ينجز الدراويش عملهم , وما دام الكفر والإيمان لم يتشابها ولم يتماثلا تماماً , فما من رجل يكون صحيح الإسلام والأيمان )) , وأيضاً ما قاله فريد الدين العطار (المتوفى سنة 586هـ) : (( أقول لك السر, اعلم يا أخي أن النقش هو النقّاش , أنا الحق , أنا الله )) , كما نُسب إلى العارف عفيف الدين التلمساني (المتوفى سنة 690هـ) وهو من مريدي إبن عربي , قوله: (( القرآن كله شرك ليس فيه توحيد, وإنما التوحيد في كلامنا )) . اعتقد معاصرو (( رابعة العدوية )) فى صلاحها وعمق إيمانها وحسن مقصدها , لكن بعض كلامها كان يصدمهم , فيسكتون عنه , فمن ذلك ما تناقله الناس عنها من أنها حين ذهبت للحج , وبدت لها الكعبة التى يطوف حولها الحجاج المسلمون , قالت : (( ما هذا الوثن المعبود فى الأرض؟ )) , والغريب أن معاصرى رابعة لم يثوروا عليها بسبب صدورهذا القول (( الشاطح )) عنها , والأغرب أن فقيهاً شهيراً جاء بعدها بقرابة خمسة قرون , وعرف بتشدده , هو الإمام أحمد بن تيمية ( المتوفى 728 هجرية ) ينزه رابعة عن نسبة هذا القول إليها , ويبرره بأن المسلمين لا يعبدون الكعبة , وإنما يعبدون الله بالطواف حولها , ومن شطحات (( رابعة العدوية )) أنها قالت : (( ما عبدته خوفاً من ناره ولا طمعاً فى جنته , فأكون كأجير السوء إذا عمل سارع إلى طلب الأجر )) , وقالت: يارب , أما كان لك عقوبة ولا أدب , غير النار , وحين سمعت الآية القرآنية (( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون )) التى تعنى أن أهل الجنة يفتضون أبكار الحور العين , قالت : مساكين أهل الجنة , فى شغل هم وأزواجهم. يعي الغزالي أن قطع صلة الكشف بالعقل والتعليم يعني السقوط في دائرة نظام اللاسببية الناتج عن دعاوى شطحات الحلول والإتحاد ووحدة الوجود الشخصية , لذلك حرص على التمسك بالعقل , فهو الوسيلة الوحيدة التي تصحح حالات الكشف وشطحاته , الأمر الذي أعابه عليه إبن عربي واعتبره (( زلة قدم )) , لأنه يعي هو الآخر أن ما كان يرومه الغزالي هو إدخال الوجود تحت سلطة نظام السببية الدال على الثنائية لا الوحدة , لقد وضع الغزالي العقل موضع الميزان في معرفة ما هو ممكن وما هو مستحيل من دعاوى الكشف , لقد اعتبر الغزالي أن مقالات الإتحاد والحلول والوصول هي مقالات باطلة ناتجة عن التخيل لشدة استغراق العارف وقربه وهو في حالة السكر والوجد , سيما عندما لا تكون له قدم راسخة في المعقولات تمكّنه من التمييز بين ما هو ممكن وما هو مستحيل.