logo
فرنسا تغادر «روفيسك».. السنغال تكتب نهاية «النفوذ» في الساحل

فرنسا تغادر «روفيسك».. السنغال تكتب نهاية «النفوذ» في الساحل

العين الإخباريةمنذ يوم واحد
مرحلة تاريخية جديدة في علاقة فرنسا بمنطقة الساحل، دشنتها الانسحابات الفرنسية المتتالية من القواعد العسكرية في المنطقة.
ورأى خبراء أفارقة وفرنسيون، أن انسحاب فرنسا المتسارع من قواعدها العسكرية في منطقة الساحل، وآخرها قاعدة روفيسك في السنغال، يؤشر إلى مرحلة "تاريخية" من تآكل النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، وسط صعود قوى بديلة وتحوّلات جيوسياسية متسارعة تعيد رسم ملامح الوجود الخارجي في القارة.
ويقول الدكتور سليمان تراوري، الباحث في الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات الأمنية في باماكو، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المغزى الحقيقي لتسليم القواعد العسكرية لا يكمن فقط في عدد الجنود أو المواقع، بل في رمزية التراجع الفرنسي أمام موجة أفريقية تطالب باستقلال أمني وسياسي كامل".
مضيفاً أن "فرنسا فقدت شرعيتها الشعبية والأمنية في الساحل، ولم تعد شريكاً موثوقاً لدى العديد من الحكومات أو الشعوب".
أما الباحث الفرنسي جان-لوك مورييه، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) في باريس، فيرى في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "انسحاب فرنسا من قاعدة روفيسك في السنغال، هو نهاية تدريجية ولكن حتمية لدور فرنسا كضامن أمني تقليدي في الساحل".
وتابع أن "فشل العمليات العسكرية الطويلة مثل برخان، وتصاعد الخطاب المعادي لفرنسا، مكّنا قوى جديدة مثل روسيا وتركيا وحتى الصين من التقدم بثبات في فراغ النفوذ الذي تتركه باريس".
ويشير مورييه إلى أن انسحاب فرنسا من السنغال، الدولة التي كانت تُعد إحدى آخر حلفائها المستقرين، يمثل "نقطة تحول دالة" في مسار العلاقة الفرنسية-الأفريقية.
ويرى أن المرحلة المقبلة ستتطلب من باريس مراجعة كاملة لاستراتيجيتها الخارجية في القارة إذا ما أرادت الحفاظ على أي دور سياسي أو اقتصادي فعّال.
واستعادت السلطات السنغالية، القاعدة العسكرية الفرنسية في روفيسك، لتكون بذلك رابع منشأة عسكرية تُسلّم من طرف الجيش الفرنسي منذ بداية العام، ضمن عملية انسحاب تدريجية للقوات الفرنسية.
وسبق أن سلمت قاعدتين في مارس/آذار 2025، ومن المرتقب استكمال عملية التسليم بانسحاب نهائي في 18 يوليو/تموز.
تسليم روفيسك
وكما حدث في حالات التسليم السابقة، جرت عملية تسليم قاعدة روفيسك عبر توقيع محضر رسمي فقط، دون تنظيم أي مراسم احتفالية تشير إلى انتقالها الرسمي إلى السيادة السنغالية.
وتقع القاعدة على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت منذ عام 1960 بمثابة محطة إرسال راديو مشتركة بين فروع القوات الفرنسية، تُستخدم للتواصل مع السفن والغواصات الفرنسية على طول الساحل الأطلسي.
وغادر نحو عشرين جنديًا فرنسيًا كانوا متمركزين فيها قبل أيام.
إغلاق قاعدة روفيسك يمثل محطة إضافية في مسار إنهاء الوجود العسكري الفرنسي الدائم في السنغال. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، كان لا يزال نحو 250 جنديًا فرنسيًا متمركزين بصفة دائمة على الأراضي السنغالية.
وتُختتم هذه العملية بتسليم قاعدتين أخيرتين في العاصمة دكار: إحداهما تقع في المطار، والأخرى الأوسع نطاقًا، وهي معسكر جايّ (Camp Geille)، الممتد على مساحة تقارب 5 هكتارات في حي أوكام وسط دكار، في وقت لاحق هذا الشهر.
وعلى عكس قاعدة روفيسك، من المرتقب تنظيم مراسم عسكرية رسمية خلال هذا الحدث الختامي، إيذانًا بانتهاء مرحلة طويلة من الوجود الفرنسي العسكري في البلاد.
aXA6IDgyLjI1LjIxNy44MiA=
جزيرة ام اند امز
FI
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تمدد عسكري أمريكي على حدود المكسيك يثير «الرعب والرفض»
تمدد عسكري أمريكي على حدود المكسيك يثير «الرعب والرفض»

العين الإخبارية

timeمنذ 17 ساعات

  • العين الإخبارية

تمدد عسكري أمريكي على حدود المكسيك يثير «الرعب والرفض»

وسّعت الولايات المتحدة من انتشار الجيش على طول حدودها الجنوبية مع المكسيك، حيث أُنشئت مناطق عسكرية جديدة تمتد على طول نحو ثلث الحدود، ما أثار جدلاً واسعاً على المستويين القانوني والاجتماعي. وفي صحراء نيو مكسيكو، تنتشر لافتات برتقالية مكتوب عليها "ممنوع الدخول" باللغتين الإنجليزية والإسبانية، معلنة عن مناطق محظورة بأمر من الجيش الأمريكي. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، تمتد هذه المناطق عبر أراضٍ زراعية وجافة، حيث بات الجيش يراقب الحدود بشكل مباشر، ويمنح لنفسه صلاحيات احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، متجاوزاً بذلك قانون "بوسيه كوميتاتوس" الذي يمنع تدخل الجيش في تطبيق القوانين المدنية داخل البلاد. ويأتي هذا التوسع في إطار حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب منذ اليوم الأول لتوليه منصبه. وأعلنت السلطات الأمريكية أن هذه الإجراءات ضرورية لسد الثغرات الأمنية ومكافحة شبكات تهريب البشر وعصابات المخدرات العنيفة. لكن الخطوة تواجه انتقادات شديدة من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية، فضلاً عن عشاق الطبيعة الذين يعترضون على منعهم من دخول أراضٍ عامة كانت متاحة لهم سابقاً، حيث يتمتع الجنود بحرية الحركة داخل هذه المناطق. تغطي المناطق العسكرية الجديدة نحو 370 كيلومتراً من الحدود، من فورت هانكوك في تكساس مروراً بإل باسو وحتى نيو مكسيكو، مع إضافة منطقة جديدة تمتد 400 كيلومتر في وادي ريو غراندي في تكساس، وخطط لمنطقة أخرى قرب مدينة يوما في أريزونا. ويشرف على هذه المناطق حوالي 7,600 جندي أمريكي. وأشار التقرير إلى تباين ردود الفعل في المناطق الحدودية، ففي مقاطعة لونا الريفية بنيو مكسيكو، حيث تلتقي ثقافة الحرية الفردية بالرغبة في الحد من التهريب، أعرب بعض السكان عن دعمهم للوجود العسكري، بينما يخشى آخرون من تأثير ذلك على حياتهم اليومية، خصوصاً الصيادين ومحبي التنزه. وعلى الصعيد القانوني، تم توجيه تهم التعدي على الأراضي العسكرية لأكثر من 1400 مهاجر، مع عقوبات قد تصل إلى 18 شهراً في السجن بالإضافة إلى تهم الدخول غير القانوني. وفي محاكم نيو مكسيكو، مثل عدد من المهاجرين أمام القضاة حيث حُكم على بعضهم بالسجن لفترات قصيرة قبل الترحيل. في الوقت نفسه، تشير الإحصائيات إلى انخفاض كبير في عدد الموقوفين على الحدود، حيث تراجعت أعداد المهاجرين في يونيو/ حزيران 2025 إلى أدنى مستوياتها منذ ستة عقود، بانخفاض بلغ 30 بالمائة مقارنة بالشهر السابق. ويواجه التوسع العسكري تحديات قانونية، حيث رفع محامون طعوناً أمام المحاكم الفيدرالية، معتبرين أن إنشاء مناطق عسكرية دون تفويض من الكونغرس يمثل سابقة خطيرة. ورغم ذلك، أيدت بعض المحاكم قرارات الحكومة، مؤكدة أن المتهمين تم تحذيرهم من التعدي على هذه المناطق. aXA6IDgyLjI0LjIwOC40NCA= جزيرة ام اند امز FI

فرنسا تغادر «روفيسك».. السنغال تكتب نهاية «النفوذ» في الساحل
فرنسا تغادر «روفيسك».. السنغال تكتب نهاية «النفوذ» في الساحل

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

فرنسا تغادر «روفيسك».. السنغال تكتب نهاية «النفوذ» في الساحل

مرحلة تاريخية جديدة في علاقة فرنسا بمنطقة الساحل، دشنتها الانسحابات الفرنسية المتتالية من القواعد العسكرية في المنطقة. ورأى خبراء أفارقة وفرنسيون، أن انسحاب فرنسا المتسارع من قواعدها العسكرية في منطقة الساحل، وآخرها قاعدة روفيسك في السنغال، يؤشر إلى مرحلة "تاريخية" من تآكل النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، وسط صعود قوى بديلة وتحوّلات جيوسياسية متسارعة تعيد رسم ملامح الوجود الخارجي في القارة. ويقول الدكتور سليمان تراوري، الباحث في الشؤون الأفريقية بمركز الدراسات الأمنية في باماكو، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "المغزى الحقيقي لتسليم القواعد العسكرية لا يكمن فقط في عدد الجنود أو المواقع، بل في رمزية التراجع الفرنسي أمام موجة أفريقية تطالب باستقلال أمني وسياسي كامل". مضيفاً أن "فرنسا فقدت شرعيتها الشعبية والأمنية في الساحل، ولم تعد شريكاً موثوقاً لدى العديد من الحكومات أو الشعوب". أما الباحث الفرنسي جان-لوك مورييه، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) في باريس، فيرى في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "انسحاب فرنسا من قاعدة روفيسك في السنغال، هو نهاية تدريجية ولكن حتمية لدور فرنسا كضامن أمني تقليدي في الساحل". وتابع أن "فشل العمليات العسكرية الطويلة مثل برخان، وتصاعد الخطاب المعادي لفرنسا، مكّنا قوى جديدة مثل روسيا وتركيا وحتى الصين من التقدم بثبات في فراغ النفوذ الذي تتركه باريس". ويشير مورييه إلى أن انسحاب فرنسا من السنغال، الدولة التي كانت تُعد إحدى آخر حلفائها المستقرين، يمثل "نقطة تحول دالة" في مسار العلاقة الفرنسية-الأفريقية. ويرى أن المرحلة المقبلة ستتطلب من باريس مراجعة كاملة لاستراتيجيتها الخارجية في القارة إذا ما أرادت الحفاظ على أي دور سياسي أو اقتصادي فعّال. واستعادت السلطات السنغالية، القاعدة العسكرية الفرنسية في روفيسك، لتكون بذلك رابع منشأة عسكرية تُسلّم من طرف الجيش الفرنسي منذ بداية العام، ضمن عملية انسحاب تدريجية للقوات الفرنسية. وسبق أن سلمت قاعدتين في مارس/آذار 2025، ومن المرتقب استكمال عملية التسليم بانسحاب نهائي في 18 يوليو/تموز. تسليم روفيسك وكما حدث في حالات التسليم السابقة، جرت عملية تسليم قاعدة روفيسك عبر توقيع محضر رسمي فقط، دون تنظيم أي مراسم احتفالية تشير إلى انتقالها الرسمي إلى السيادة السنغالية. وتقع القاعدة على بعد نحو 30 كيلومترًا جنوب العاصمة دكار، وكانت منذ عام 1960 بمثابة محطة إرسال راديو مشتركة بين فروع القوات الفرنسية، تُستخدم للتواصل مع السفن والغواصات الفرنسية على طول الساحل الأطلسي. وغادر نحو عشرين جنديًا فرنسيًا كانوا متمركزين فيها قبل أيام. إغلاق قاعدة روفيسك يمثل محطة إضافية في مسار إنهاء الوجود العسكري الفرنسي الدائم في السنغال. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، كان لا يزال نحو 250 جنديًا فرنسيًا متمركزين بصفة دائمة على الأراضي السنغالية. وتُختتم هذه العملية بتسليم قاعدتين أخيرتين في العاصمة دكار: إحداهما تقع في المطار، والأخرى الأوسع نطاقًا، وهي معسكر جايّ (Camp Geille)، الممتد على مساحة تقارب 5 هكتارات في حي أوكام وسط دكار، في وقت لاحق هذا الشهر. وعلى عكس قاعدة روفيسك، من المرتقب تنظيم مراسم عسكرية رسمية خلال هذا الحدث الختامي، إيذانًا بانتهاء مرحلة طويلة من الوجود الفرنسي العسكري في البلاد. aXA6IDgyLjI1LjIxNy44MiA= جزيرة ام اند امز FI

«الإرهاب» يُدمي نيجيريا.. مقتل عشرة جنود في هجومين
«الإرهاب» يُدمي نيجيريا.. مقتل عشرة جنود في هجومين

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

«الإرهاب» يُدمي نيجيريا.. مقتل عشرة جنود في هجومين

قُتل عشرة جنود في هجومين يُشتبه بأن «إرهابيين» نفّذوهما الجمعة في غرب النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو. وقال وزير الدفاع الجنرال سالفو مودي في بيان إن الهجمات المتزامنة التي شنّها "مئات المرتزقة" وقعت في بولوندجونغا وساميرا في مقاطعة غوتاي. البيان الذي تلي على التلفزيون الرسمي، بمقتل عشرة جنود وجرح 15 آخرين، لافتا في المقابل إلى "تحييد 41 من المرتزقة". وتقع مقاطعة غوتاي قرب الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، وتشهد منذ زمن هجمات إرهابية. وتضم بلدة ساميرا شركة تنشط في تعدين الذهب على نطاق صناعي هي الوحيدة من نوعها في النيجر. وقتل ثمانية من عمال الشركة في مايو/أيار الماضي عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق لدى مرور سيارتهم. البلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يحكمه مجلس عسكري، يشهد منذ عشر سنوات أعمال عنف تمارسها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش. هجمات إرهابية وتشهد نيجيريا تمردا إرهابيا مستمرا منذ أكثر من 15 عاما في شمال شرق البلاد، وازديادا لعمليات الخطف مقابل الفدية في شمال غرب البلاد، ونزاعا بين المزارعين والرعاة في وسط وشمال البلاد، وأعمال عنف تمارسها جماعات انفصالية في جنوب شرق البلاد. ووفق بيانات مركز «كونفليكت آرمامنت ريسترتش» للأبحاث، فإن 20% على الأقل من الأسلحة التي تستخدمها تنظيمات إرهابية مصدرها هجماتها على القواعد العسكرية. وكان علي أباني، وهو شخص مطلع على العمليات العسكرية في بلدة ديكوا الاستراتيجية في ولاية بورنو، قال إن القواعد العسكرية تعاني من نقص الموظفين وتقع في مناطق نائية، مما يجعلها عرضة للهجمات، مضيفًا: «عندما يأتي هؤلاء المسلحون فإنهم يتغلبون على الجنود». وأضاف أن التعزيزات، في شكل دعم جوي أو قوات برية قريبة، غالبا ما تكون بطيئة للغاية في الوصول، مما يمنح المسلحين الوقت لتجريد المواقع الأمامية من الأسلحة اللازمة لتعزيز ترسانتهم، متذكرا هجوما وقع في 12 مايو/أيار الجاري، فر خلاله الجنود لأن عددهم كان أقل، مما ترك «الإرهابيين» يسرقون الأسلحة. وكانت هناك أيضًا تقارير عن مسلحين سابقين واصلوا العمل كمخبرين ومسؤولين عن الخدمات اللوجستية بعد زعمهم توبتهم. aXA6IDE5OC4zNy45Ni4xNzkg جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store