logo
تكتيك مفاجئ.. كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟

تكتيك مفاجئ.. كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟

العربية١٥-٠٦-٢٠٢٥
لا شك أن الطائرات المسيّرة أضحت خلال السنوات القليلة الماضية، سلاحاً فتاكاً في الحروب، لاسيما لصغر حجمها وصعوبة رصدها واكتشفافها، فضلا عن قدرتها على توجيه ضربات قوية.
إلا أن "إطلاقها من قبل أراضي العدو" يحمل تأثيراً مضاعفاً عسكريا ومعنوياً أيضا، تماما كما فعل الأوكرانيون قبل أسابيع حين استهدفوا 4 مطارات روسية بعدما أدخلوا شاحنات محملة بالمسيرات.
الأمر عينه، شهدته إيران، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لعناصر من الموساد يطلقون المسيرات من قلب إيران، يوم الجمعة الماضي.
ففي خطو مفاجئة، هاجمت المسيرلاات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية، ما عد تكتيكًا جديدًا في فن الحروب المتطور باستمرار، وفق ما أوضح مسؤولون وخبراء أسلحة
تكتيك جديد
فبعدما كانت أعمال التجسس والعمليات السرية جزءًا من الصراعات والحروب، شكل تصنيع أو نشر الطائرات المسيرة خلف خطوط العدو خطوة مفاجئة وتكتيكاً جديدا
فيوم الجمعة الماضي، تكرر السيناريو الأوكراني الروسي في إيران، إذ قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريب مسيرات إلى الداخل الإيراني، ما أعطى إسرائيل تفوقاً مهماً.
وفي السياق، رأى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون، والمحلل الاستراتيجي الدفاعي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن هذا الأمر أجبر الإيرانيين على مراقبة الجبهات الخارجية والداخلية على السواء. وقال "هذا يعني أن على طهران ألا تنظر فقط إلى الغرب لترى ما الذي سيأتي، بل إلى الداخل أيضا"، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"
ثمرة سنوات طويلة
فيما كشف ذمسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية جاءت ثمرة سنوات طويلة من العمل، شملت عمليات كوماندوز داخل طهران، التي تعرضت لضربات قوية يوم الجمعة، وانفجارات طالت مباني سكنية واغتيالات.
بينما رجّح عدد من الخبراء أن تكون بعض الطائرات المسيّرة التي استُخدمت من نوع الكوادكوبتر (أربع مروحيات)، بعضها صغير نسبيًا لكنه قادر على حمل قنابل أو أسلحة أخرى.
من جهته، رأى فرزان ثابت، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية وأنظمة الأسلحة في معهد الدراسات العليا في جنيف: "أن المسيّرات ما هي إلا أدوات في نهاية المطاف، وطريقة استخدامها تعتمد على مستوى الحنكة والإبداع. لذا فهذا تطوّر طبيعي ومجرد لمحة عما هو قادم"
كما اعتبر أن الطائرات المسيّرة قد تصبح سلاحًا مهما بشكل خاص في العمليات السرية، إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو على مراحل، كقطع مفككة، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة."
"تطوير وسائل التصدي لها"
لكنه أوضح أنه "مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء من خلال حلول بسيطة، مثل تغطية المعدات العسكرية والدفاعية بأغطية محصنة، أو عبر أنظمة متطورة تُسقِط الطائرات المسيّرة بالأسلحة أو التشويش عليها."
وأضاف ثابت أن إيران تعمل على تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات بقدرة "رؤية بزاوية 360 درجة للتهديدات القادمة"، والتي إذا كانت تعمل فعليًا، لكان يفترض أن تكتشف الهجمات القادمة من السماء مثل الصواريخ الباليستية، أو من طائرات مسيّرة تُطلَق من بضع كيلومترات فقط،"
يبقى الأكيد أن أوجه التشابه بين عمليات تهريب الطائرات المسيّرة التي نفذتها إسرائيل وأوكرانيا توحي بأن هذه التكتيكات ستُستخدم في نزاعات أخرى، على الأقل حتى تظهر استراتيجيات حربية أحدث وأكثر تخفيًا أو قوة، وفق ثابت
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في خطاب مساء الجمعة أن عنصر المفاجأة كان أساسياً في الهجوم الذي نفذ ضد إيران، معتبرا أنه جوهر النجاح
كما قارن نتنياهو هذا الهجوم السري بآخر نفذته إسرائيل في سبتمبر الماضي في لبنان، عندما استُخدمت أجهزة بيجر وأجهزة اتصال محمولة مليئة بالمتفجرات لاستهداف عناصر حزب الله، وقد استشهد خبراء استخبارات بذلك الهجوم أيضا في أوائل الشهر الحالي بعد ضربة أوكرانيا المفاجئة في روسيا، كمثال على مدى تغيّر أساليب الحرب بسبب التكنولوجيا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم لأنه «مسألة كرامة وطنية»
عراقجي: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم لأنه «مسألة كرامة وطنية»

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

عراقجي: لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم لأنه «مسألة كرامة وطنية»

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران لن تتخلى عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تضرر بشدة خلال الحرب بين إسرائيل وإيران الشهر الماضي. وقبل الحرب، أجرت طهران وواشنطن 5 جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية، لكنهما لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن الحد المسموح به لإيران في تخصيب اليورانيوم. وتقول إسرائيل والولايات المتحدة إن إيران كانت على وشك التخصيب إلى مستويات تسمح لها بإنتاج سلاح نووي على وجه السرعة، بينما تقول طهران إن برنامجها للتخصيب مخصص للأغراض المدنية فقط. وأكد عراقجي لشبكة «فوكس نيوز»، أن إيران تعتزم مواصلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وقال: «لا يمكننا التخلي عن التخصيب لأنه إنجاز لعلمائنا، والآن، أكثر من ذلك، أصبح مسألة كرامة وطنية»، مضيفاً: «التخصيب عزيز علينا للغاية». وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية كانت جسيمة، ويجري تقييمها بشكل موسع. وقال عراقجي أيضاً إن المرشد الإيراني علي خامنئي «بصحة جيدة»، لافتاً إلى أن طهران منفتحة على المحادثات مع واشنطن، لكنها لن تكون مباشرة «في الوقت الراهن». وهاجمت إسرائيل إيران في 13 يونيو (حزيران)، ثم خاض البلدان المتنافسان في الشرق الأوسط حرباً جوية استمرت 12 يوماً، قصفت خلالها واشنطن أيضاً منشآت نووية إيرانية، إلى أن جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أواخر يونيو. وإيران عضو بمعاهدة حظر الانتشار النووي بينما لم تنضم إليها إسرائيل. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إنها لا تملك «مؤشرات موثوقة» على وجود برنامج أسلحة نشط ومنسق في إيران. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

بلجيكا: استجوبنا جنديين إسرائيليين بشأن ارتكاب جرائم في غزة
بلجيكا: استجوبنا جنديين إسرائيليين بشأن ارتكاب جرائم في غزة

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

بلجيكا: استجوبنا جنديين إسرائيليين بشأن ارتكاب جرائم في غزة

قال مدّعون في بلجيكا، الاثنين، إن جنديين إسرائيليين خضعا للاستجواب بشأن دعوى تخص انتهاك القانون الدولي أثناء الحرب في غزة، وذلك عقب شكوى قدمتها مجموعة مؤيدة للفلسطينيين، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وكان الإسرائيليان الاثنان يحضران مهرجاناً موسيقياً خلال عطلة نهاية الأسبوع في بلجيكا عندما قدّمت مؤسسة هند رجب شكوى قانونية "عاجلة" استشهدت بمنشورات للرجُلين على وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على ارتكابهما جرائم حرب في غزة، وفقاً لرئيس المؤسسة دياب أبو جهجه. وقد قرر المُدّعون أن لديهم اختصاصاً محتملاً في هذه المزاعم، استناداً إلى تشريع يمنح المحاكم البلجيكية إشرافاً على الأفعال التي قد تنتهك المعاهدات الدولية، بحسب ما أفاد به مكتب الادعاء الفيدرالي في بيان. وأضاف البيان: "في ضوء هذا الاختصاص المحتمل، طلب مكتب الادعاء الفيدرالي من الشرطة تحديد موقع الشخصين المستهدفين بالشكوى وإجراء مقابلات معهما". ولم يتم احتجاز الإسرائيليين الاثنين من قبل الشرطة بعد الاستجواب. ولم توجه إليهما أية تهم من قبل المدّعين. الولاية القضائية العالمية وهذه هي المرة الأولى التي يُستجوب فيها أفراد من الجيش الإسرائيلي في أوروبا بشأن ارتكاب جرائم حرب في غزة، بعد شكاوى قانونية مماثلة في البرازيل وبيرو قدمتها أيضاً مؤسسة هند رجب، التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها، ضد أفراد من قوات الجيش الإسرائيلي. وتستند المجموعة إلى مفهوم قانوني يُعرف بالولاية القضائية العالمية، والذي يتيح للمحاكم ملاحقة اتهامات ارتكاب جرائم خطيرة بغض النظر عن مكان ارتكابها. وفيما يتعلق بالإسرائيليين الاثنين اللذين جرى استجوابهما في بلجيكا، قال مكتب الادعاء الفيدرالي إن المعاهدات التي يُزعم أنها انتُهِكَت تشمل اتفاقية جنيف لعام 1949 واتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1984. وقالت مؤسسة هند رجب إنها قدمت أدلة على أن أحد الرجلين استخدم مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية في غزة، بينما نفّذ الآخر عمليات هدم للبنية التحتية المدنية. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مواطناً وجندياً قد "استُجوبا" في بلجيكا، وأن "الجيش الإسرائيلي تعامل مع الأمر". ولم يتضح لماذا لم تصف الوزارة كلا الرجلين بأنهما من أفراد الجيش الإسرائيلي، لكن وسائل إعلام إسرائيلية وصفت أحدهما بأنه جندي في الخدمة الفعلية والآخر بأنه من قوات الاحتياط. مؤسسة هند رجب: استجواب الجنديين "اختراق" وقالت مؤسسة هند رجب، التي سميت باسم فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات قتلها الجيش الإسرائيلي في غزة العام الماضي إلى جانب أفراد من عائلتها، إن استجواب الرجلين في بلجيكا يُعدّ انتصاراً لجهودها في تطبيق مفهوم الولاية القضائية العالمية ضد الإسرائيليين. وأضاف أبو جهجه: "هذا اختراق". وتابع: "لقد سبق أن اعترفت بعض الدول بالولاية القضائية العالمية... لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في أوروبا". وقد جمعت المجموعة أدلة نشرها جنود إسرائيليون بأنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن التعرف على بعضهم بسهولة وهم يلتقطون صوراً مع أسرى فلسطينيين، وآخرون يُشاهدون يضحكون ويحتفلون بينما تُدمّر منازل مدنية بفعل الانفجارات. وذكرت مؤسسة هند رجب أنها تمتلك معلومات عن أكثر من ألف إسرائيلي قاتلوا في غزة، وقد قدمت شكاوى قانونية في ما لا يقل عن 10 دول زاروها. وقال أبو جهجه إن المؤسسة حاولت في وقت سابق توقيف أحد الإسرائيليين اللذين جرى استجوابهما في بلجيكا أثناء رحلة إلى إيطاليا، حيث كان يحضر مباراة كرة قدم، لكنه كان في البلاد لفترة قصيرة جداً حالت دون نجاح الشكوى. وأضاف: "لذلك انتظرنا حتى زار دولة أخرى". وتابع: "لدينا مئات القضايا الجاهزة". ورغم أن عدداً قليلاً فقط من الشكاوى القانونية التي قدمتها مؤسسة هند رجب قد لاقت تجاوباً، فإن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق من إمكانية استجواب أو حتى ملاحقة أفراد من الجيش الإسرائيلي أثناء قضاء إجازاتهم أو رحلات عملهم إلى الخارج، حتى بعد انتهاء خدمتهم العسكرية. وقد حذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية الجنود من النشر على الإنترنت أثناء وجودهم في غزة، قائلة إن "عناصر مناهضة لإسرائيل قد تستغل هذه المنشورات لبدء إجراءات قانونية عديمة الجدوى ضدهم". ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت احتمال التوقيف من قبل سلطات في أكثر من 120 دولة بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحقهما العام الماضي. وتشمل الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية معظم دول الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، ومعظم دول آسيا وأفريقيا، وقد أجبرت مذكرات التوقيف الرجلين السياسيين الإسرائيليين على تقليص سفرهما إلى الخارج.

المستوطنون يستغلون الحرب في غزة لتصعيد هجماتهم بالضفة
المستوطنون يستغلون الحرب في غزة لتصعيد هجماتهم بالضفة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

المستوطنون يستغلون الحرب في غزة لتصعيد هجماتهم بالضفة

كشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن إحصائيات جديدة تُبين كيف ينمو تحت كنفها جيل جديد من المستوطنين المتطرفين، يبدأون باعتداءات خفيفة على الفلسطينيين، تتطور شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى مستويات خطيرة، لا يترددون بعدها في الاعتداء على قوات الجيش الإسرائيلي التي تحميهم وتتستر عادة على تجاوزاتهم. وفي تقرير لصحيفة «هآرتس»، كشف الصحافي ينيف كوفوفيتش أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، عقد عدة جلسات أمنية بهذا الشأن في الأسابيع الأخيرة، وأن متابعي نشاط المستوطنين في الجيش وفي جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، عرضوا معطيات يتضح منها أن الاعتداءات والممارسات العنيفة تبادر بها مجموعات تعيش في بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، من بينها مزارع أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة أو عامة، بتشجيع ودعم الحكومة، لا سيما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان والمهمات الوطنية أوريت ستروك. فلسطيني وسط سيارات أحرقها مستوطنون بقرية برقة شرق رام الله - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب) وتبين أنه منذ بداية الحرب، أقام هؤلاء نحو 100 مزرعة جديدة، قسم كبير منها بعد ترحيل فلسطينيين عن مزارعهم، كما أنشأوا 120 بؤرة استيطان جديدة. والتقرير الذي نشرته «هآرتس» ينقل عن «مصدر في جهاز الأمن» انتقاداً مبطناً للجيش والحكومة اللذين لم يحركا ساكناً من أجل إخلاء هذه المزارع. وقال المصدر: «من يتجاهل إقامة 100 مزرعة يجب عليه ألا يستغرب أن هناك ارتفاعاً في عدد الاحتكاكات والجريمة القومية المتطرفة». وأكد التقرير أن المصدر قاد فرقة من الجنود في نشاطات عملية بالضفة الغربية بالأشهر الأخيرة، وأنه هو نفسه تعرض لعنف المستوطنين في بؤر استيطانية. وبحسب البيانات التي كشفها التقرير، قفز عدد الهجمات العنيفة وجرائم الكراهية التي ارتكبها مستوطنون تجاه الفلسطينيين في النصف الأول من العام الحالي، إلى أعلى مستوى منذ اندلاع الحرب في غزة. طبيب بيطري يعالج جراح أحد الخراف بعدما هاجم مستوطنون تجمعاً بدوياً في غور الأردن بالضفة - 18 يوليو 2025 (رويترز) وتم توثيق 404 حالات من هذا النوع في الضفة الغربية خلال هذه الفترة، مقارنة مع 286 حالة في النصف الأول من عام 2024، وبلغ العدد 332 حالة في النصف الثاني من العام الماضي. وفيما يتعلق بعنف المستوطنين تجاه قوات الأمن، تم تسجيل 33 حالة خلال الأشهر الستة الماضية. وإجمالاً، بلغ العدد 100 حالة منذ اندلاع الحرب حتى الآن. ويقول التقرير: «هذا الدمج بين تصعيد الاعتداءات في ظل الحرب على غزة، يعكس ظاهرة مقلقة في نظر كبار ضباط الأمن، ولذلك قرروا طرح هذه الأرقام أمام المستوى السياسي، خصوصاً بعد تنظيم هؤلاء المستوطنين مظاهرات عنيفة أمام قواعد الجيش الإسرائيلي وإحراق منشأة أمنية حساسة بالضفة الغربية في نهاية الشهر الماضي، والهجوم العنيف الذي شنه مستوطنون ضد جنود احتياط وقائد كتيبة قرب كفر مالك». فلسطينيون يحملون نعشي فلسطينيَّين قُتلا برصاص مستوطنين خلال تشييعهما بالضفة الغربية - 13 يوليو 2025 (أ.ف.ب) ازدياد هذه الحالات دفع ضباطاً كباراً إلى التحذير من أنهم يخشون فقدان السيطرة على المستوطنين الضالعين في أعمال العنف. وأشاروا بانتقاد واضح إلى أن البؤر أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة بتشجيع ودعم من الحكومة. وقد حرص التقرير على الإشارة إلى أن قادة أجهزة الأمن يعترفون بأن قوات الجيش استُدعيت في أحيان كثيرة إلى ساحات هاجم فيها مستوطنون فلسطينيين، وانتهت الهجمات بمقتل فلسطينيين، سواء على يد الجنود أو المستوطنين. وعرض التقرير إحصائيات أجهزة الأمن عن الممارسات التي تتضمن اعتداءات عنيفة، وقال إنها بلغت منذ بداية الحرب على غزة نحو 1350 هجوماً وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن في الضفة الغربية، بينها 160 اعتداءً مخططاً سلفاً. قوات أمن إسرائيلية تقف لحراسة مستوطنين يهود خلال تجوالهم بالمدينة القديمة وسوق الخليل - 12 يوليو 2025 (د.ب.أ) وفي هذه الفترة، أصيب نحو 320 فلسطينياً ممن هاجمهم المستوطنون واحتاجوا إلى العلاج، بينهم 120 في السنة الحالية. ولكن، بخصوص الفلسطينيين القتلى، كانت الصورة أكثر تعقيداً، إذ إن هناك نحو 970 قتيلاً، لكن لم يتم عرض ما يتعلق بهويتهم أو أسباب الوفاة. وبحسب الجيش: «كثير منهم مخربون أو مشتبه فيهم قتلهم الجيش الإسرائيلي». ويلاحظ أنه مع الاستمرار في الحرب تزداد الظاهرة اتساعاً. فبحسب بيانات شهر يونيو (حزيران) الماضي، نفذ المستوطنون أكثر من 100 هجوم وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن معاً، ارتفاعاً من 67 اعتداءً في الشهر نفسه من السنة الماضية. من جهة أخرى، أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس، يوم الاثنين، عن توقف تام لضخ المياه من آبار ومحطات «عين سامية» شرق رام الله، بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين على المنشآت والمرافق الحيوية في المنطقة. مستوطنون يسبحون في آبار «عين سامية» بالضفة - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب) والآبار التي تغذي محطة الضخ، هي مصدر المياه الرئيسي أو الاحتياطي لنحو 110 آلاف شخص، مما يجعلها من أهم الآبار في الضفة الغربية التي تعاني نقصاً مزمناً في إمدادات المياه. ويعد هذا الهجوم واحداً من عدة حوادث وقعت مؤخراً، واتُهم فيها المستوطنون بإتلاف مصادر المياه الفلسطينية أو السيطرة عليها. ووصفت مصلحة المياه الفلسطينية الهجوم بأنه «تطور غير مسبوق أدى إلى توقف الضخ بشكل كامل من آبار ومحطات المياه في منطقة عين سامية شرق كفر مالك». وقالت إن طواقمها «فقدت السيطرة والتحكم التقني والإداري على كامل المنظومة المائية في عين سامية بفعل سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت على نحو مباشر شبكات الكهرباء ومعدات الضخ وأنظمة الاتصالات وكاميرات المراقبة». وأضافت في بيانها، أن ذلك «أدى إلى توقف العمل كلياً وتعطيل الضخ إلى عشرات القرى والبلدات الفلسطينية في شمال وشرق محافظة رام الله والبيرة». فلسطيني يفحص مستوى ضغط الماء في محطة الضخ قرب آبار «عين سامية» بالضفة الغربية - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب) وعرضت المصلحة الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي، صوراً لمستوطنين وهم يهاجمون الآبار نفسها. ويعتمد الفلسطينيون في الحصول على المياه على الآبار الجوفية والينابيع، وكذلك شراء كميات من شركة المياه الإسرائيلية «ميكروت» التي لديها سيطرة على آبار جوفية في الأراضي الفلسطينية، بحسب وكالة «رويترز».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store