logo
أميركا.. الدعم التقليدي لإسرائيل يتصدع: الديمقراطيون يوبخون حكومة نتنياهو علناً

أميركا.. الدعم التقليدي لإسرائيل يتصدع: الديمقراطيون يوبخون حكومة نتنياهو علناً

بدأت أصوات بارزة في الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة، في التعبير علناً عن غضبها إزاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارته للحرب على غزة، في تطور يهدد بإعادة تشكيل علاقة الدعم التقليدية التي جمعت الطرفين لعقود، وذلك بعدما صوت أكثر من 27 عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء، لصالح حظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن الديمقراطيين يحذرون منذ أشهر من أن نتنياهو، بسياساته اليمينية المتشددة، "يقوّض الدعم التاريخي الذي قدّمه حزبهم لإسرائيل منذ تأسيسها".
وأضافت الصحيفة أنه في الأيام الأخيرة، ومع تزايد مشاهد المجاعة والدمار في غزة، بات من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الإجماع الحزبي الراسخ في الولايات المتحدة على دعم إسرائيل قد "تلاشى، ولو بشكل مؤقت".
وأشارت الصحيفة إلى أن دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تراجع إلى أدنى مستوياته بين صفوف الديمقراطيين، في وقت يدفع فيه مسؤولون ديمقراطيون في مختلف أنحاء البلاد باتجاه فرض حظر على الدعم العسكري والمالي لإسرائيل.
وأضافت أن مشاعر الغضب التي كانت "تغلي" منذ شهور داخل قواعد الحزب بشأن الحرب في غزة، بدأت تأخذ أشكالاً واضحة ولافتة داخل أروقة الكونجرس.
ومساء الأربعاء، صوّتت أغلبية الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بما في ذلك عدد من الأعضاء المعتدلين، لصالح قرار يدعو إلى حظر تصدير البنادق الآلية إلى الشرطة الإسرائيلية، وهي الجهة التي تخضع لإشراف وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي يُعد من أكثر أعضاء الحكومة الإسرائيلية تطرفاً.
كما صوّتت مجموعة أصغر من الأعضاء لصالح قرار آخر يدعو إلى حظر بيع بعض أنواع القنابل. ورغم أن هذه الإجراءات لم تُقر، فإنها مثّلت، بحسب الصحيفة، "توبيخاً استثنائياً" لحكومة نتنياهو، ولطريقة تعاملها مع الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة.
"العلاقة مع نتنياهو تضررت"
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي ريتشي توريس، وهو أحد أبرز المؤيدين لإسرائيل داخل الحزب، قوله: "هل أعتقد أن العلاقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي تضررت بشكل لا رجعة فيه؟ الجواب: لا. لكن، هل أعتقد أن العلاقة بين نتنياهو والحزب الديمقراطي تضررت بشكل لا رجعة فيه؟ الجواب: نعم".
واعتبرت "نيويورك تايمز" أن هذا التحول في الرأي العام داخل الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل وحكومتها أصبح "لا يمكن إنكاره"، غير أن السؤال المطروح، بحسب الصحيفة، هو ما إذا كان هذا التحول يعبر عن تغير دائم في موقف الحزب من إسرائيل، أم أنه مجرد "رد فعل عابر"، على المجازر الجارية في غزة، وهو موضوع يشهد نقاشاً محتدماً بين مؤيدي إسرائيل التقليديين داخل الحزب.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض مؤيدي إسرائيل داخل الحزب يرون في هذا التحوّل، إلى جانب تصاعد الأصوات المعادية للصهيونية في أوساط اليسار، دليلاً على أن حزبهم لم يعد يُمثل مكاناً مرحّباً بهم، وهو شعور بدأ ينعكس فعلياً على ملامح المشهد السياسي المرتبط بانتخابات التجديد النصفي المقبلة.
قلق متزايد
وفي المقابل، يرى آخرون أنه من الممكن، بل ومن الضروري، "التمييز بين دعم إسرائيل، وبين معارضة حكومتها وسياساتها"، وحاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع السير على هذا الخط الدقيق.
وقالت السيناتور الديمقراطية أنجيلا ألسوبروكس: "بإمكاننا أن نعتبر إسرائيل حليفاً مهماً للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه نقرّ بأن لدينا مسؤولية إنسانية تفرض علينا التدخل عندما نرى هذا النوع من المجاعة"، مشيرة إلى أن أزمة غزة هي "القضية الأولى" التي تسمع عنها من ناخبيها.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات الأميركية-الإسرائيلية تُعد "من بين الأوثق على مستوى العالم، منذ تأسيس إسرائيل عام 1948 واعتراف الرئيس الديمقراطي هاري ترومان بها بعد دقائق فقط من إعلان قيامها".
ومنذ ذلك الحين، أصبحت تل أبيب أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأميركية، حيث خصص رؤساء من كلا الحزبين مئات المليارات من الدولارات كمساعدات اقتصادية وعسكرية.
لكن خلال العقد الأخير، بدأ بعض الديمقراطيين المناصرين لإسرائيل يشعرون بقلق متزايد من تحوّل دعمها إلى قضية خلافية حزبياً، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وتقاربه مع ترمب، بالتزامن مع صعود جيل جديد من النواب اليساريين الناقدين لإسرائيل داخل الكونجرس.
والآن، ومع خروج الرئيس السابق جو بايدن، الذي يصف نفسه بفخر بأنه "صهيوني"، من المشهد، وتزايد الصور المروعة لأطفال غزة الذين يعانون من الجوع، باتت النظرة المعارضة لإسرائيل هي السائدة في صفوف الديمقراطيين.
عبء سياسي
وفي نيويورك، دعم الديمقراطيون، بمن فيهم بعض اليهود، ترشيح زهران ممداني لمنصب عمدة المدينة، وهو ناشط معروف بمواقفه المناهضة لإسرائيل، والتي شكّلت ركيزة أساسية في مسيرته السياسية.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة Gallup هذا الأسبوع، فقد انخفضت نسبة تأييد الديمقراطيين للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى 8% فقط، في حين أعرب 71% من الجمهوريين عن دعمهم لهذه العمليات.
أما استطلاع Pew Research Center الصادر في أبريل الماضي، فقد أظهر أن نحو 70% من الديمقراطيين باتوا يحملون آراء سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ37% فقط من الجمهوريين، وكانت هذه النسب في عام 2022، 53% بين الديمقراطيين و27% بين الجمهوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل بدأوا يتساءلون بهدوء عمّا إذا كانوا سيحظون بأي تمثيل سياسي في مناظرات الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2028، أو ما إذا كان مجرد التعبير عن دعم لإسرائيل، حتى لو كان متوازناً، سيُعتبر عبئاً سياسياً.
ووفقاً للصحيفة، فإن تصويت الأربعاء، يعكس كيف بدأت مشاعر الغضب من سياسات إسرائيل تجد طريقها إلى أروقة الكونجرس.
وعلى مدار العام الماضي، حاول السيناتور المستقل بيرني ساندرز عرقلة صفقات الأسلحة إلى إسرائيل أكثر من مرة، لكن التصويتات التي جرت هذا الأسبوع تمثّل ذروة غير مسبوقة في جهود تقييد تسليح إسرائيل، وهو ما يعكس، بحسب "نيويورك تايمز"، كيف ساهمت الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة واستمرار الحرب المُنهكة في تعميق الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي.
وأشارت السيناتور الديمقراطية باتي موراي، والتي دعمت القرارات الأخيرة رغم تصويتها سابقاً ضد قرارات مماثلة، إلى ضرورة "إنهاء معاناة المدنيين وقتلهم في غزة".
وأضافت في بيان: "بصفتي صديقة وداعمة لإسرائيل منذ وقت طويل، أصوّت بنعم لإيصال رسالة مفادها أن حكومة نتنياهو لا يمكنها الاستمرار في هذا النهج".
"مصلحة إسرائيل"
وفي السياق نفسه، يرى بعض الليبراليين المناصرين لإسرائيل أن "أفضل طريقة لضمان بقاء إسرائيل تتمثل في الضغط على حكومتها من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن المحتجزين المتبقين".
ووصف جيريمي بن عامي، رئيس منظمة J Street، وهي جماعة ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، أعضاء الحزب الديمقراطي الذين دعموا قرارات تقييد تصدير الأسلحة بأنهم "أبطال".
وقال: "إنهم مؤيدون شجعان لإسرائيل لأنهم مستعدون لتحمّل الضغط السياسي من اليمين، في سبيل الوقوف إلى جانب ما هو صائب لمصلحة إسرائيل على المدى الطويل".
ورغم أن غالبية الجمهوريين ما زالوا يدعمون بقوة العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن الصحيفة أشارت إلى بوادر تصدّع داخل صفوف اليمين أيضاً، لا سيما بين الأجيال الشابة.
وألغى عشرة آلاف مشترك في قناة Nelk Boys على موقع يوتيوب، وهي مجموعة مؤثرة بين المحافظين الشباب وتُعرف بدعمها لترمب، اشتراكاتهم بعد أن أجرى نتنياهو مقابلة ودية معهم.
والأسبوع الجاري، وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، وهي من أبرز رموز حركة "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" (MAGA) داخل الكونجرس، ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية"، لتصبح أول جمهورية في الكونجرس تستخدم هذا الوصف علناً.
وأقر مات بروكس، رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري، بوجود قلق حقيقي إزاء هذه التحولات في المواقف بين الأجيال، قائلاً: "نحن ملتزمون بضمان عدم تكرار ما حدث داخل الحزب الديمقراطي في صفوف الجمهوريين". مضيفاً بحزم: "اليوم، لا يوجد سوى حزب واحد مؤيد لإسرائيل، وهو الحزب الجمهوري".
لكن النائب الديمقراطي ريتشي توريس أشار إلى أن حجم هذا التغير في المواقف لا يزال غير واضح، متسائلاً عما إذا كانت هذه الردود الحادة على سياسات إسرائيل "مجرّد استجابة لحرب دامية، أم أنها تُنذر بتحوّل أعمق في السياسة الأميركية؟".
وقال: "الأرقام تُظهر تراجعاً في الدعم لإسرائيل. فهل نحن أمام رد فعل مؤقت على الحرب في غزة؟ أم أن الأمر يمثل تحوّلاً دائماً يستمر طويلًا بعد انتهاء الحرب؟" وتابع: "لا أعلم الإجابة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مخاوف جمهورية وشكوك في كفاءة وزير الدفاع الأميركي مع تصاعد صراعات البنتاجون
مخاوف جمهورية وشكوك في كفاءة وزير الدفاع الأميركي مع تصاعد صراعات البنتاجون

الشرق السعودية

timeمنذ 12 دقائق

  • الشرق السعودية

مخاوف جمهورية وشكوك في كفاءة وزير الدفاع الأميركي مع تصاعد صراعات البنتاجون

أججت "سلسلة إخفاقات" لوزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، صراعاً داخلياً في البنتاجون، كما أثارت قلق بعض الجمهوريين في الكونجرس حيال قدرته على إدارة الوزارة، حسبما أفادت "وول ستريت جورنال"، السبت. ويرى مسؤولون حاليون وسابقون، أن جذور المشكلة تعود إلى افتقار هيجسيث للخبرة الإدارية اللازمة للإشراف على مؤسسة بحجم وزارة الدفاع، التي توظف نحو 3.4 مليون شخص وتعمل بميزانية تقترب حالياً من تريليون دولار. وأعرب مسؤولون في البيت الأبيض، عن استيائهم من رفض هيجسيث التخلي عن رئيس موظفيه بالإنابة، رغم شكوكهم في كفاءته، حسبما قال مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة لـ"وول ستريت جورنال". وألقى بعضهم باللوم على ضعف أداء موظفي البنتاجون في عدم إبلاغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتجميد بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وفقاً لما ذكره عدد من هؤلاء المسؤولين. وقد دخل هيجسيث في خلافات مع جنرالات كبار وأقال ثلاثة من كبار مساعديه الذين كانوا يحظون بتقدير كبير في البيت الأبيض. ويوم الخميس، حاول جمهوريون في مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور، ميتش ماكونيل، إنقاذ البنتاجون من ميزانية اعتبروها غير كافية، وألقوا باللوم جزئياً على هيجسيث. وأبدى بعض المشرعين الجمهوريين قلقهم من أن فقدان هيجسيث لكبار مساعديه جعله غير مؤهل بشكل خاص لإدارة وزارة الدفاع. وقال السيناتور توم تيليس (جمهوري من نورث كارولاينا)، الذي أدلى بصوته الحاسم للتصديق على تعيين هيجسيث في يناير الماضي، وأعلن لاحقاً عدم ترشحه لإعادة الانتخاب: "إذا نظرنا فقط إلى حجم التغييرات ونقص الاستقرار في الإدارة التنفيذية، فإن ذلك يُعد مؤشراً مقلقاً". ولا توجد مؤشرات على أن هيجسيث مهدد بخسارة منصبه، بحسب "وول ستريت جورنال". فترمب ونائبه، جي دي فانس، ما زالا يدعمانه بعد أن بذلا جهداً شخصياً وسياسياً كبيراً للتصديق على تعيينه. وقال مسؤولون إن الرئيس معجب بهيجسيث شخصياً، وكان مسروراً بشكل خاص من الضربات الأميركية ضد مواقع نووية إيرانية. وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي: "الرئيس ترمب يثق تماماً في الوزير هيجسيث، الذي يؤدي عملاً رائعاً في قيادة وزارة الدفاع". من جهته، قال المتحدث الرئيسي باسم البنتاجون، شون بارنيل: "هؤلاء المصادر المجهولة لا يعرفون عما يتحدثون، وهم ببساطة مخطئون". دائرة الوزير المقربة وتولى هيجسيث منصبه بعد عملية تصديق شاقة، وسرعان ما أحاط نفسه بمجموعة صغيرة من المستشارين الموثوقين. ومن بين هؤلاء ريكي بوريا، وهو عقيد متقاعد من مشاة البحرية رقاه هيجسيث إلى منصب رئيس الموظفين بالإنابة، وتيم بارلاتور، محامي هيجسيث الشخصي وجندي احتياط في البحرية، وجاستن فولشر، العضو في فريق وزارة الكفاءة الحكومية في البنتاجون، والذي رقاه هيجسيث إلى منصب مستشار أول. وغادر فولشر منصبه في يوليو الماضي، في أحدث سلسلة من الاستقالات من الدائرة المقربة لهيجسيث. ومنذ البداية، لم يكن هيجسيث يتبع جدول أعمال تقليدي لوزير دفاع تقليدي، إذ ألغى اللقاء اليومي المعتاد مع كبار مسؤولي البنتاجون، مفضلاً الاجتماع بشكل يومي مع دائرته المقربة وتفويض المهام لهم، وفق مسؤولين حاليين وسابقين. وأصبح هيجسيث وزوجته جينيفر، على علاقة وثيقة ببوريا، الذي سبق أن خدم كمساعد عسكري صغير لسلف هيجسيث، لويد أوستن. وبدأت مشكلات هيجسيث في مارس الماضي، عندما أضاف مستشار الأمن القومي آنذاك مايك والتز، بالخطأ، الصحافي جيفري جولدبرج إلى مجموعة محادثة على تطبيق "سيجنال" كانت تضم وزير الدفاع ونائب الرئيس فانس وعدداً من كبار مستشاري الأمن القومي لمناقشة الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. وقد استخدم بوريا، هاتف هيجسيث الشخصي لمشاركة معلومات حساسة عن العملية في تلك المحادثة، وأخرى جمعت جينيفر هيجسيث وبارلاتور، بحسب ما أوردت "وول ستريت جورنال" في وقت سابق. ويخضع هذا الحادث حالياً لتحقيق من قبل جهة رقابية في البنتاجون، ويُتوقع أن يُستكمل في الأسابيع المقبلة. وفي أبريل، أوقف هيجسيث فجأة ثلاثة من كبار مستشاريه للاشتباه في تسريبهم معلومات، وهم دان كولدويل، مستشار السياسات، ودارين سيلنيك، مسؤول شؤون قدامى المحاربين خلال إدارة ترمب الأولى ونائب رئيس موظفي هيجسيث، وكولين كارول، رئيس موظفي نائب وزير الدفاع ستيف فينبرج. وحتى الآن، لم تُكشف أي أدلة علنية تثبت هذه الاتهامات. وفي الفترة نفسها، حاول هيجسيث ترقية بوريا إلى منصب رئيس الموظفين بعد استقالة من كان يشغل المنصب قبله. لكن البيت الأبيض رفض تثبيت بوريا بشكل دائم في هذا الدور، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين. وتشكك بعض دوائر البيت الأبيض في بوريا بسبب علاقته بأوستن، ولأن تقارير إعلامية ذكرت أنه أدلى بتعليقات مسيئة بحق ترمب وفانس، وفقاً لما قاله هؤلاء المسؤولون. كما يرونه "فظاً" ويفتقر إلى الخبرة، إذ تقاعد برتبة عقيد فقط هذا الربيع. وحاول البيت الأبيض إزاحة بوريا، لكنه واجه صعوبة في العثور على بديل يرغب في تولي المنصب ويُعتبر مناسباً لهيجسيث، بحسب المسؤولين الحاليين والسابقين. وفي نهاية المطاف، تخلى منتقدو بوريا عن محاولة استبداله كرئيس لموظفي الوزير. ولم يخصص له البيت الأبيض مقعداً لمرافقة هيجسيث على متن الطائرة الرئاسية Air Force One في رحلتين منفصلتين مع ترمب، كانت الأولى لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فبراير الماضي، والثانية لجولة الرئيس في الشرق الأوسط في مايو، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين. ورغم ذلك، أشادت كيلي ببوريا، ووصفته بأنه "يلعب دوراً حيوياً" في فريق هيجسيث، فيما قال بعض المسؤولين إن التوترات بشأنه خفت في الآونة الأخيرة. توتر متزايد مع كبار القادة العسكريين أصبح هيجسيث أكثر تشككاً في كبار قادة الجيش مع مرور الربيع، ملقياً عليهم اللوم في تسريبات إعلامية، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين. وبعدما ظهرت تقارير تفيد بأن هيجسيث دعا إيلون ماسك لحضور اجتماع مع هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون، نقل هيجسيث الاجتماع إلى جلسة مصغرة في مكتبه، لكنه تعمد عدم إبلاغ كبار القادة العسكريين بهذا التغيير، بحسب ما قاله مسؤولان سابقان. وبينما كانت هيئة الأركان المشتركة، تتجه إلى قاعة اجتماعاتها المؤمنة، المعروفة بـ"الدبابة"، معتقدة أنها ستحضر إحاطة مع ماسك، كان ملياردير التكنولوجيا الأميركي، يستقل المصعد الخاص بهيجسيث متجهاً إلى مكتب الوزير. ولم يدرك القادة أن ماسك لن يحضر الاجتماع إلا في منتصف جلستهم داخل "الدبابة". ومؤخراً، عرقل هيجسيث ترقية الجنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة، إلى رتبة أربع نجوم، بحسب ما أفاد به مسؤولون حاليون وسابقون. وقالت "وول ستريت جورنال"، إن سيمز رفض التعليق على الأمر. وتقاعد سيمز يوم الجمعة برتبة فريق (ثلاث نجوم)، وفقاً لمسؤول أميركي. معارك داخلية وامتدت معارك هيجسيث مع الجنرالات لتشمل الجنرال المتقاعد كريستوفر كافولي، القائد السابق للقيادة الأميركية في أوروبا والقائد الأعلى لقوات الناتو. وتعود كراهية هيجسيث لكافولي إلى فبراير الماضي، حين حمله مسؤولية عدم منع احتجاجات نظمها أفراد من عائلات عسكريين في قاعدة بألمانيا كان الوزير يزورها، احتجاجاً على مبادراته المناهضة للتنوع، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين. ثم في أبريل، أثارت تصريحات كافولي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بشأن روسيا وأوكرانيا غضب هيجسيث، إذ اعتبر أنها تتعارض مع هدف إدارة ترمب في ذلك الوقت، والمتمثل في التوصل إلى صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما قاله هؤلاء الأشخاص. وقال أحد المصادر، إن هيجسيث أمر مساعديه، بعد وقت قصير من جلسة الاستماع، بإبلاغ كافولي بإقالته من منصبه. لكن في نهاية المطاف، تم إقناع هيجسيث بالسماح له بالبقاء في منصبه، نظراً لأنه كان من المقرر أن يتقاعد هذا الصيف. ولم يدلِ كافولي بأي تعليق. ميزانية البنتاجون كما تخضع إدارة هيجسيث للتدقيق، على خلفية الطلب المقدم إلى الكونجرس بشأن المصادقة على ميزانية البنتاجون، البالغة تريليون دولار. ففي مايو الماضي، أثار اقتراح إدارة ترمب لموازنة العام المالي 2026 استياء أعضاء وموظفين جمهوريين في الكونجرس، إذ أبقى على الإنفاق العسكري عند مستوياته الحالية البالغة 892.6 مليار دولار، وهو رقم اعتبره صقور الدفاع في الحزب الجمهوري غير كافٍ. وكان هؤلاء الأعضاء يظنون أن هيجسيث قد قدم لهم تأكيدات بأن إجمالي الميزانية سيكون أكبر من ذلك. واشتكى ماكونيل، السيناتور عن ولاية كنتاكي والزعيم الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ، إلى جانب جمهوريين بارزين آخرين، من أن طلب الميزانية يُعد بمثابة خفض فعلي في الإنفاق. واعتبر ماكونيل، الذي يرأس حالياً اللجنة الفرعية المكلفة بتمويل وزارة الدفاع، أن الطلب لم يأخذ في الحسبان معدلات التضخم، وضم نحو 120 مليار دولار أُقرت عبر آلية منفصلة تُعرف باسم "تسوية الميزانية"، ليزعم أن الإنفاق العسكري ارتفع بنسبة 13% ليصل إلى 1.01 تريليون دولار. وصوتت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، التي يقودها الجمهوريون، الخميس الماضي، على المضي قدماً في نسختها الخاصة من مشروع قانون الإنفاق العسكري، والتي تتضمن تخصيص 21.7 مليار دولار زيادة على طلب إدارة ترمب. انتقادات وإشادات وبحلول يونيو الماضي، لم يكن هيجسيث قد عين بعد بديلاً للمستشارين الكبيرين كولدويل أو سيلنيك، ما جعل عبء إدارة البنتاجون الهائل يقع على عاتق بوريا وعدد قليل من الموظفين. ويرى بعض مسؤولي الإدارة والمشرعين، أن ضعف أداء المكتب الرئيسي في البنتاجون، كان السبب في عدم إبلاغ الرئيس بالتجميد المؤقت لبعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وفق مسؤولين حاليين وسابقين. وقد تراجع ترمب لاحقاً عن قرار التجميد. وقال النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا): "اتخاذ مثل هذا القرار من دون إبلاغ الرئيس؟ لم يكن ذلك تصرفاً ذكياً". وأكد بيكون، العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب والعميد المتقاعد في سلاح الجو، تمسكه بتقييمه الأولي لأداء هيجسيث بعد واقعة محادثة "سينغال" بشأن ضربات اليمن، قائلاً: "لو كنت رئيسه، لكنت أقلته". في المقابل، دافع جمهوريون آخرون بقوة عن سجل هيجسيث حتى الآن. وقال السيناتور ماركواين مولين (جمهوري من أوكلاهوما)، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أن الوزير هيجسيث يقوم بعمل رائع. الاتجاه الذي نسير فيه واضح، وهو الاتجاه الصحيح. وإذا كان بحاجة إلى شغل وظيفة في المكتب الرئيسي، فسيفعل ذلك عندما يرى أنه الوقت المناسب".

وزير إسرائيلي متطرف يدعو لاحتلال قطاع غزة
وزير إسرائيلي متطرف يدعو لاحتلال قطاع غزة

عكاظ

timeمنذ 40 دقائق

  • عكاظ

وزير إسرائيلي متطرف يدعو لاحتلال قطاع غزة

جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعوته إلى احتلال كامل لقطاع غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية. وقال بن غفير من باحة المسجد الأقصى عقب اقتحامه، اليوم(الأحد) «يجب أن نحتل كامل قطاع غزة ونعلن السيادة على كل القطاع ونشجع على الهجرة الطوعية». وأضاف أن «مقاطع الرعب التي تنشرها حماس تهدف إلى الضغط على دولة إسرائيل»، وفق قوله. ومن هذا المكان الذي أثبتنا فيه أنه يمكن فرض السيادة، يجب أن نوجه رسالة واضحة: أن نحتل كامل قطاع غزة، ونعلن السيادة عليه، ونقضي على كل عنصر من حماس، ونعمل على تشجيع الهجرة الطوعية. وزعم الوزير المتطرف أن هذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة الأسرى والانتصار في الحرب. من جانبها، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 1251 مستعمرا، يتقدمهم بن غفير اقتحموا المسجد الأقصى. وقالت دائرة الأوقاف: قاد بن غفير، صباح اليوم، مسيرة استفزازية للمستعمرين، برفقة عضو الكنيست من حزب الليكود الإسرائيلي عميت هاليفي. وأكدت أن المستعمرين أدوا طقوسا تلمودية، ورقصات، وصراخا عمّت أرجاء المسجد، وقالت إن المتطرف بن غفير، قاد بعد منتصف الليلة الماضية، مسيرة استفزازية للمستعمرين للبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، لمناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل. في غضون ذلك، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، مجزرة جديدة بحق مجوّعين عند أحد مراكز التحكم بالمساعدات قرب رفح، واستهدفت مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأكدت مصادر في مستشفيات غزة مقتل 22 شخصا بنيران جيش الاحتلال بينهم 16 من طالبي المساعدات. ووقعت المجزرة بعد يومين من زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لأحد المراكز القرية التي تديرها ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية، وقتل 38 فلسطينيا من منتظري المساعدات أمس (السبت). ومنذ تولي «غزة الإنسانية» التحكم بتدفق المساعدات في مايو الماضي، قتل أكثر من 1500 فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بنيران جيش الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع المؤسسة، وفق الأمم المتحدة ووزارة الصحة بالقطاع المنكوب. أخبار ذات صلة

الجيش المصري ينفّذ عمليات إسقاط جوي لأطنان من المساعدات على غزة
الجيش المصري ينفّذ عمليات إسقاط جوي لأطنان من المساعدات على غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق الأوسط

الجيش المصري ينفّذ عمليات إسقاط جوي لأطنان من المساعدات على غزة

قال الجيش المصري، الأحد، إن تسع طائرات تابعة لسلاح الجو نفذت عمليات إسقاط جوي لعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية على قطاع غزة. حزم من المساعدات الإنسانية عليها شعارات «تحيا مصر» و«لأهالينا في قطاع غزة» في أحد المطارات المصرية (الجيش المصري) وأوضح غريب عبد الحافظ، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، في بيان، أن «9 طائرات نقل عسكرية أقلعت من جمهورية مصر العربية على مدار الثلاث أيام الماضية محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي على المناطق التي يصعب الوصول إليها براً بقطاع غزة». وأضاف المتحدث العسكري المصري أن ذلك «جاء تزامناً مع الجهود المصرية لاستمرار تدفق شاحنات المساعدات براً». حزم من المساعدات الإنسانية على متن طائرات عسكرية مصرية في طريقها لقطاع غزة (الجيش المصري) بعد 22 شهراً من حرب مدمرة اندلعت إثر هجوم شنته حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بات قطاع غزة مهدداً «بالمجاعة على نطاق واسع»، وفقاً للأمم المتحدة، ويعتمد كلياً على المساعدات الإنسانية التي تُنقل في شاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو. طائرات نقل عسكري مصرية تستعد لتحميل حزم مساعدات قبل إسقاطها من الجو (الجيش المصري) وبعد أن فرضت حصاراً شاملاً على القطاع مطلع مارس (آذار) متسببة بنقص حادّ في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، سمحت إسرائيل في نهاية مايو (أيار) بدخول بعض المساعدات لتقوم بتوزيعها «مؤسسة غزة الإنسانية»، التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة وترفض وكالات الإغاثة الدولية التعامل معها لأنها تعتبرها غير موثوقة. إسقاط مساعدات إنسانية مصرية من الجو فوق قطاع غزة (الجيش المصري) ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن «الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا تقل عن 600 شاحنة من المواد الإغاثية والوقود، لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية، والخدماتية، والغذائية، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store