
ماذا عن اجتماع ترامب نتنياهو؟
ثمّة نقاش في دوائر أميركية وإسرائيلية مضمونه الاعتراف بأن هناك عدم استجابة الرأي العام العربي لدعوات مساندة الحرب على إيران، رغم كل التوقعات المعاكسة وفقاً لمسار التحضير السياسي والإعلامي تحت عنوان التحالف بين العرب خصوصاً في الخليج و'إسرائيل' بوجه الخطر الإيراني المشترك، وأن الشيء نفسه حدث في الشارع الغربيّ الذي خاضت حرب إعلاميّة ضخمة لضمان مساندته مثل هذه الحرب، وأن السبب في اتجاه الرأي العام الغربيّ والعربيّ نحو مساندة إيران عائد بنسبة كبيرة إلى الحرب على غزة وما يرافقها من توحّش وإجرام، وأن الشارع العربيّ والغربيّ الغاضب من 'إسرائيل' لا يستطيع أن يساندها في أيّ حرب تخوضها، بل يكفيه أن يرى لحظة ضعفها أمام الصواريخ الإيرانيّة كنوع من العقاب الذي لم يجرؤ أحد على إنزاله بالمجرم والقاتل الذي واصل لعشرين شهراً قتل الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات ودور العبادة على سمع ونظر العالم دون حسيب أو رقيب.
ثمّة اعتقاد في الدوائر اللصيقة بصنع القرار في البيت الأبيض أن وقف الحرب على غزة سوف يُحسّن من صورة الرئيس ترامب، وسوف يتيح نوعاً من الصفقة العربية الأميركية لتعويم بنيامين نتنياهو لقاء وقف الحرب على غزة، ولو بصيغة تشبه ما يجري مع وقف إطلاق النار في لبنان، التوقف عن تدمير المباني والبنى التحتيّة وملاحقة بنية المقاومة، ومنطلق واشنطن هو أن غياب نتنياهو سوف يعني فتح الطريق لضعف 'إسرائيل' أمام إيران وقوى المقاومة، وبمثل ما يسعى ترامب للحصول لنتنياهو على عفو يُنهي المحاكمة التي تهدّد مستقبله السياسيّ، فهو يسعى لجائزة عربية بحجم تطبيع دولة وازنة مثل سورية إن لم تكن السعودية جاهزة بعد لهذا التطبيع، لكن التطبيع السوري يحتاج تغطية عربيّة وتركيّة، يسعى ترامب لتوفيرها، ومثلما سوف يكون الاتفاق المقترح لغزة الذي سوف يتبنّاه الأميركي ملتبساً ومتدرّجاً على مراحل، كذلك سوف يكون الاتفاق على التطبيع مع سورية، بحيث يبدأ التنسيق الأمنيّ قبل السلام، ويبدأ التطبيع قبل السلام ويبدأ السلام دون حسم مصير الجولان، ويترك الأمر طويلاً كي لا يُحرج الحاكم السوري بالتوقيع على التنازل عن الجولان أو يُحرج الإسرائيلي بوضع التفاوض على الجولان فوق الطاولة.
نظريّة الاتفاق في غزة والتطبيع مع سورية لها تتمة في الضلع الثالث وهو لبنان، وفق معادلة استعادة التقسيم المذهبيّ للعرب، فالمعركة مع إيران ومع حزب الله هي معركة مع الشيعة يجب أن يساهم فيها السنة العرب بنظر واشنطن، والمساهمة المطلوبة ليست عسكرية بل أمنية وسياسية وإعلامية، ويجب عدم استبعاد تفكير نتنياهو بجولة حرب على الجبهة اللبنانية يجري الإعداد الأميركي والعربي لتحويلها الى ديناميكية لطرح مستقبل سلاح حزب الله على الطاولة كثمن لوقف الحرب، طبعاً إذا ضمن الأميركي والإسرائيلي أن حزب الله لن يقفز إلى الجبهة الأمامية ويفتك بالقوات الإسرائيلية المنهكة، وربما يستعيد أراضي يحتلها الإسرائيلي ويثبت فيها، واذا ضمن الأميركي والإسرائيلي أن حزب الله لن يستطيع تسديد صواريخه الاستراتيجية الدقيقة نحو العمق الإسرائيلي، ومن الممكن أن هذه احتمالات يتمّ فحصها خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، نحو حرب أيلول الثانية؟ _________
ناصر قنديل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 7 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
إعلام العدو الإسرائيلي يكشف سبب رغبة واشنطن إتمام وقف إطلاق النار في غزة
القدس المحتلة- سبأ: ذكرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى لإتمام صفقة غزة خلال الأيام القليلة المقبلة هذا الأسبوع، وليس الأسبوع القادم. وأوضحت قناة I24 العبرية أن "زيارة رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض ستبدأ يوم الإثنين، وهم يريدون الإعلان عن مثل هذه الصفقة بالفعل في مستهل الزيارة أو خلالها". وأشارت إلى أن سبب الإعلان السريع هذا يرجع في المقام الأول إلى "إنهاء هذا الشيء المسمى غزة، على الأقل في الوقت الحالي، فترامب يريد هذا منذ فترة طويلة، والآن بعد إيران أصبح هذا ممكنا". وأضافت القناة: "السبب الثاني هو توسيع اتفاقيات أبراهام، الرئيس ترامب يعمل على ذلك، يرسلون فرقا، يتحدثون مع دول، بعض هذه الدول مثل عمان، وإندونيسيا، وماليزيا أيضا اسم يُطرح، لكنه لا يزال بعيدا". ولفتت I24 إلى أن الإدارة الأمريكية تريد توسيع رقعة الاتفاقيات، ولهذا يريدون التحرك بأسرع ما يمكن، وهناك الآن نافذة فرصة بعد إيران، يريدون استغلالها وعدم تفويتها.


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته لمليشيا الحوثي وجعل زعيم الجماعة " عبدالملك الحوثي" يلتزم به مطيعا
نفّذت الولايات المتحدة ضربة عسكرية واسعة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، واعتُبرت هذه العملية نقطة فاصلة في مقاربتها للتنظيم اليمني وخطورته على اليمن والمنطقة والملاحة الدولية. من الواضح الآن أن الأميركيين وصلوا إلى بعض القناعات، وأهمّها أن 'القصف ضرب الكثير من القدرات خصوصاً القدرات الصاروخية لدى الحوثيين، لكن تغيير مسار التصرفات الحوثية أمر آخر'. الخشية من ترامب حقيقة الاستنتاجات الأميركية تبدأ من أن الإنجاز الأهم للأميركيين، وهو وقف القصف الحوثي، ويقول مسؤول أميركي لـ'العربية/الحدث'، 'أن المشكلة بدأت من أن الحوثيين يهدّدون حرية الملاحة الدولية ويقصفون السفن، الآن نرى نتيجة أساسية وهي أنّهم لا يقصفون السفن، وهذا نجاح'. ووصف النجاح على أنه نجاح نظرية 'السلام من خلال القوة' وهو شعار يرفعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويردده كثيراً وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث. ويعتبر متحدّثون أميركيون ومصادر 'العربية/الحدث' في الإدارة الأميركية أن أحد العوامل المساعدة الآن هو 'أن الحوثيين يخشون من دونالد ترامب، فمن الصعب أن يتوقّع أي طرف خطواته المقبلة وعادة ما يردّ بشكل قاس ويهدّد بعمل أقسى'. الحوثيون والثمن العالي فالحملة الأميركية ضد الحوثيين استمرت واحداً وخمسين يوماً، واستعملت خلالها القوات الأميركية الطائرات المقاتلة من حاملات الطائرات، كما استعمل الأميركيون طائرات بي 52 وصواريخ توماهوك لقصف الحوثيين. وقال مسؤول أميركي 'للعربية/الحدث' إن 'الرئيس بايدن أمر بحملات قصف متقطّعة في العام 2024، لكن الرئيس ترامب جعل الحوثيين يفهمون أن قصفهم بات مكلفاً جداً وليس من مصلحتهم متابعة التعرّض للملاحة في المياه الدولية'. لا حلول أميركية لكن الأميركيين يرون أيضاً أن 'هناك ضرورة لإعادة نظر شاملة في ما حدث وما فعلته القوات الأميركية'، فالقصف أعطى نتيجة مباشرة لكن هذا الإنجاز يخفي وراءه الكثير من الملفات المعلّقة. فالمسؤولون الأميركيون لا يعتبرون أن اليمن أولوية في لائحة سياساتهم، ويقول أحد المتحدثين الرسميين لـ 'العربية/الحدث' أن 'الولايات المتحدة لا تسعى إلى حلّ مشكلة اليمن'. وأشار إلى أن دول العالم والمنطقة لديها اهتمامات وانشغالات كثيرة، وليس هناك دولة في العالم تستطيع أن تتبنّى مشكلة اليمن لحلّها. كما يعتبر الأميركيون الآن أن الحوثيين متجذّرون في اليمن، ويمارسون كل أشكال القمع للتأكد من سيطرتهم على اليمنيين في مناطق انتشارهم، والقصف الأميركي لن يغيّر شيئاً في هذا الواقع، كما أن ثقة الأميركيين بالحكومة في عدن وباقي الفصائل عند مستوى منخفض. الابتعاد الأميركي ما يجب أن يقلق اليمنيين كثيراً هو أن الإدارة الأميركية قلّصت خلال الأسابيع الماضية فرق العمل العاملة في ملف اليمن إلى أقصى حدّ، فلا أحد متخصص في هذا الشأن في البيت الأبيض، وفريق الخارجية عند أدنى مستوى من حيث العدد، والسفير الأميركي إلى اليمن تمّ نقله إلى العراق، كما تمّ وقف الكثير من المساعدات، وكان جزء كبير منها يأتي عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية. سيطروا على رقعة كبيرة وقال مصدر خاص بالعربية والحدث وهو قريب من تفكير الإدارة الأميركية واتصل بمسؤولين رسميين خلال الأسابيع القليلة الماضية أشار إلى أن 'واشنطن ربما تكون نجحت في وقف القصف الحوثي، لكن الحوثيين يشعرون بالقدرة على الاستمرار'. وأضاف أن 'الحوثيين تابعوا بعد القصف الأميركي السيطرة على رقعة كبيرة من الأراضي على رغم الخسائر التي أصيبوا بها، وحلفاؤهم الإيرانيون حافظوا على نظامهم أيضاً، كما أن الأميركيين لا يريدون بعد هذه الضربة العسكرية القيام بشيء على الأرض في اليمن'. الآن يتخوّف المهتمون بمسألة اليمن، وفي غياب حلّ لمشكلة الحوثيين، أن تصبح المشكلة قصف حوثي على إسرائيل وقصف جوّي إسرائيلي على الحوثيين، أو أن تنهار الأوضاع مرة أخرى بين الحوثيين والحكومة الشرعية وباقي فصائل اليمن وتعود دائرة الحرب إلى اليمن


اليمن الآن
منذ 9 ساعات
- اليمن الآن
الاحتلال يقرر إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار
أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحكومة قررت إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة؛ لبحث تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، وذلك بعدما استلمت رد حركة المقاومة الإسلامية حماس بشأن المقترح. وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في تصريح للقناة الـ12، أن القرار اتُّخذ بشكل نهائي، فيما لفت تقرير هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الوفد سيتوجه إلى الدوحة مساء غدٍ على الأرجح. وأكد المصدر أن 'إسرائيل لم ترفض رد حماس بصورة كلية، وترى أن ثمة نقاطاً قابلة للنقاش'. وفي هذا الإطار، تعقد الحكومة جلسة للمجلس الوزاري المصغر للأمن (الكابينت) مساء اليوم؛ لدراسة الملاحظات الإسرائيلية على المقترح قبل توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن صباح الغد. ويأتي ذلك بالتزامن مع تزايد الضغوط الداخلية على تل أبيب لتسريع التوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. وأشار مصدر أمني لصحيفة 'هآرتس' إلى أن الكابينت سيجتمع عند الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش)، لمناقشة الآليات الزمنية لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشل المفاوضات أو انتهاء مهلة وقف إطلاق النار المحددة بـ60 يوماً. من جهة أخرى، تتضمن مسودة الاتفاق اقتراحاً بالإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء وجثامين 18 آخرين على خمس مراحل متزامنة مع بدء سريان وقف إطلاق النار، فضلاً عن سحب جزئي ومتدرج للقوات الإسرائيليةمن مناطق محددة داخل غزة. من جانبها، أكدت حماس تمسكها بثلاثة مطالب أساسية: العودة إلى آلية توزيع المساعدات الإنسانية السابقة، وضمان تمديد وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات جارية، وتحديد خريطة انسحاب واضحة للجيش الإسرائيلي من جميع المناطق التي يحتلها داخل القطاع. وفي تل أبيب، نظمت عائلات الأسرى وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة؛ للمطالبة بإبرام صفقة شاملة لإعادة جميع المخطوفين دفعة واحدة. وأفاد ممثلو العائلات بأن 'سياسة التعطيل الحالية تسببت بمقتل عدد من المحتجزين'، داعين إلى تصعيد الاحتجاجات حتى تحقيق صفقة تحرير كاملة. على الصعيد الدولي، يستعد نتنياهو للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل. وأعرب ترامب في تصريح صحفي عن أمله في إعلان اتفاق وقف النار خلال الاجتماع، مشدداً على أن 'الرد الإيجابي لحماس يفتح باب التفاهم أمام الطرفين'. إلى ذلك، تُواصل آلة الحرب الإسرائيلية قصفها للقطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ ما أسفر عن سقوط أكثر من 57 ألف شهد وإصابة نحو 135 ألفاً، وتشريد مئات الآلاف في ظل دمار هائل لم تشهد له المنطقة مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية. المصدر: الجزيرة + وكالات