logo
هاجس الخسارة يمنع «الثنائي» و«التيار» من دعم اقتراع المغتربين في دوائرهم

هاجس الخسارة يمنع «الثنائي» و«التيار» من دعم اقتراع المغتربين في دوائرهم

الشرق الأوسطمنذ 19 ساعات
يعكس كلام عضو كتلة «حزب الله» في البرلمان اللبناني النائب علي فياض أنه «لا يوجد تكافؤ فرص في انتخابات المغتربين، وواجبنا أن نتفهم هواجس بعضنا» صورة واضحة عن سبب رفض «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) تعديل قانون انتخابات المغتربين، وتمسكه بالقانون الحالي الذي ينص على أن ينتخب المغتربون ستة نواب موزعين على القارات وليس وفق دوائرهم على غرار المقيمين.
وهذا الواقع يبدو واضحاً من سلوك مؤيدي التعديل من جهة ومعارضيه من جهة أخرى، بحيث ينطلق الطرفان من نتائج الانتخابات الأخيرة عام 2022 في الاغتراب التي كانت لصالح معارضي الحزب، ولا سيما نواب التغيير والمستقلين، وهو ما ينظر إليها «الثنائي» و«التيار الوطني الحر» اليوم على أنه تهديد لهم، ويقفون بوجه أي خطوة للتعديل.
وتنقسم القوى اللبنانية، بين رافضي تعديل المادة 122 التي تنص على تخصيص 6 مقاعد للمنتشرين، وهي «حركة أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة، مقابل كتل حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» وعدد من النواب المستقلين ونواب التغيير من جهة أخرى، الذين سبق أن تقدم بعضهم باقتراحات لتعديل المادة التي سبق أن عدّلت لمرة واحدة لوقف العمل بها في انتخابات عام 2022 على أن يجري العمل بها في انتخابات عام 2026.
وكانت قد شهدت جلسة الاثنين البرلمانية اشتباكاً سياسياً على خلفية هذا الموضوع مع رفض رئيس البرلمان نبيه بري إدراج اقتراح تعديل المادة 122 على جدول أعمال الجلسة. ويؤكد الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» أن معارضة «الثنائي» و«التيار الوطني الحر» تعديل القانون سببها خوفهم من أن النتائج لن تكون لصالحهم.
ويصف شمس الدين انتخابات عام 2026 بـ«المفصلية والمصيرية»، مشيراً إلى أن هناك نحو مليون لبناني في الخارج يحق له الاقتراع، أي ما يمثل ثلث اللبنانيين. ويذكّر بأنه كان قد تسجّل في انتخابات عام 2025، 225 ألف ناخب واقترع منهم 141 ألفاً، كان لهم الدور الأساس في تغيير النتائج في 8 دوائر انتخابية من أصل 15 وفي 12 مقعداً، معظمهم من التغييريين والمستقلين. ويتوقّع شمس الدين أن يصل عدد المقترعين في انتخابات عام 2026 إلى 250 ألفاً، وهو ما سيكون له أنعكاس كبير أيضاً على نتائج الانتخابات بشكل عام، عادَّاً أن «هذا الأمر ليس تفصيلاً وليس عادياً، وهو السبب الأساسي خلف الاشتباك السياسي – الطائفي الحاصل اليوم في لبنان». مع العلم، وفق شمس الدين، كان قد اقترع 20 ألف مغترب لصالح «الثنائي» و9 آلاف لصالح «التيار الوطني الحر» مقابل 27 ألفاً لصالح «القوات اللبنانية»، وهي النتائج التي من المتوقع أن تتبدّل مع ما يرافقها من زيادة في عدد المقترعين، وألا تكون لصالح «الثنائي» و«التيار».
ويرى مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر أن معارضي تعديل المادة 122، ولا سيما «حزب الله» يبذل جهوداً اليوم للحد من خسائره وعدم تحويل الخسارة العسكرية خسارةً سياسية.
ويقول نادر لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تبدل موازين القوى بات الهاجس الأساسي بالنسبة إليهم هو المحافظة على ما لديهم من مكاسب وأوراق بين يديها والحد من الخسائر على المستوى السياسي بعدما مُنوا بهزيمة عسكرية، أي عدم تحويل الهزيمة العسكرية إلى سياسية». ويذكر نادر بدوره «أن صوت المغتربين في الانتخابات الأخيرة لم يكن من صالحهم، بل من صالح القوى السيادية، وبالتالي كل القوى المتضررة تـتحالف اليوم لعدم منح حق المغتربين التصويت لـ128 نائباً»، مضيفاً: «يحافظون قدر الإمكار المحافظة على ما لديهم لعلمهم أنه من الصعب زيادة حصتهم في البرلمان بعد كل المتغيرات التي طرأت والضغوط الشعبية التي يتعرض لها (حزب الله) في بيئته؛ ما قد يؤدي إلى خسارته مقاعد نيابية». ويلفت نادر أيضاً على صعوبة تواصل مرشحي «حزب الله» مع قاعدتهم الشعبية في الانتشار أو التأثير على ناخبيهم كما يحصل في لبنان، ولا سيما على سبيل المثال الولايات المتحدة، حيث للحزب عدد لا بأس به من المؤيدين؛ وهو ما سينعكس سلباً أيضاً على نتائج الاغتراب بالنسبة إليهم.
من هنا، يرى نادر أن المعركة اليوم ليست سهلة وتتجه نحو «كباش سياسي حقيقي وسيستمرون بالتمسك بالنصوص، لكن في النهاية أعتقد أن الكلمة الفصل ستكون لموازين القوى، وعما إذا كان سيتدخل رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أو أنه سيحصل مقايضة على أمر معين».
وفي حين تخوض مجموعات من المغتربين بدورها المعركة مع الأحزاب الداعمة للتعديل في بيروت، وطالبت عبر بيانات ولقاءات عن هذا الموضوع، نقل مطارنة الأبرشيات المارونية في بلدان الانتشار، المطلب نفسه لوزير الخارجية يوسف رجّي الذي التقاهم في بيروت، متمسكين «بحقّهم في الإدلاء بأصواتهم في دوائرهم الانتخابيّة»، وأعرب المطران شربل طربيه (أستراليا)، متحدثاً باسم الوفد، عن توجسهم من وجود مؤامرة لحرمان اللبنانيين المنتشرين من حقهم في الانتخاب على مساحة الوطن».
ويخوض داعمو التعديل ما يعدُّونها «معركة سياسية»، وهو ما سبق أن أعلنه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل ولفت إليه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قائلاً: «نحن في حزب القوات اللبنانية، وفي تكتل الجمهورية القوية، ومع حلفائنا في حزب الكتائب اللبنانيّة، والتغييريين، وحتى في الحزب التقدمي الاشتراكي، وتكتل الاعتدال الوطني، ومجموعة كبيرة من النواب المستقلّين، قرّرنا أن نعمل بكل ما أوتينا من قوّة ووسائل ديمقراطيّة وقانونيّة؛ كي نعيد الحقّ إلى المغتربين اللبنانيين ليصوّت كلّ واحد منهم في بلدته، في منطقته، في وطنه، ليبقى على صلة بلبنان، وألّا يُفصل عنه».
جعجع:: إما أن نربط الانتشار بلبنان كي يعود أو نُقصيه تماماً ونقول له «ابقَ في الغربة«#سمير_جعجع #لبنان #القوات_اللبنانية #الانتشار@DrSamirGeagea@LFPartyOfficialhttps://t.co/qAOayBCjMO
— Lebanese Forces News (@LebForcesNews) July 2, 2025
كما أكد المكتب السياسي في حزب «الكتائب» على «الاستمرار في النضال لتعديل القانون بما يضمن المساواة التمثيلية».
الكتائب: لا إصلاح انتخابياً من دون مساواة المغتربين بسائر الناخبين ولجلسة نيابية شفافة في موضوع تسليم السلاحhttps://t.co/PRlTYiQ7XT pic.twitter.com/9p66i4ppas
— Lebanese Kataeb Party (@LebaneseKataeb) July 1, 2025
في المقابل، يتمسك «التيار الوطني الحر» برفضه للتعديل، وقال في هذا الإطار النائب أسعد درغام إن «ربط مسألة المنتشرين بالمقاعد الـ128 دون ضمان حقهم في انتخاب ممثليهم في الاغتراب، هو استغلال انتخابي لا يخدم المصلحة العامة».
كما أكد المكتب السياسي في حزب «الكتائب» على «الاستمرار في النضال لتعديل القانون بما يضمن المساواة التمثيلية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر والسعودية تبحثان تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة
مصر والسعودية تبحثان تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة

مباشر

timeمنذ 38 دقائق

  • مباشر

مصر والسعودية تبحثان تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة

القاهرة – مباشر: بحث بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة والأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، في اتصال هاتفي، الخطوات المقبلة لتنفيذ الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك في ظل اعتزام مصر استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. من جهة أخرى، تبادل الوزيران الرؤى إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة، حيث تطرق الوزير عبد العاطي إلى الجهود الجارية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك في ظل ما يشهده قطاع غزة من أوضاع إنسانية متدهورة، مشددًا على ضرورة توقف العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الفلسطينيين، بحسب بيان. كما تبادل الوزيران الرؤى إزاء أهمية ضمان التزام إسرائيل وإيران بوقف إطلاق النار، حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين، واستئناف المسار الدبلوماسي للتوصل إلى تسوية مستدامة حول البرنامج النووي الإيراني، بما يسهم في تحقيق التهدئة وخفض التوترات وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشاد الوزيران بالعلاقات الثنائية الوطيدة والروابط الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وثمّنا التطور السريع الذي تشهده العلاقات الثنائية. وأعربا عن التطلع لدفع وتيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتعميق العلاقات بين البلدين والاستمرار في تطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا جهاز حكومي مصري يستثمر 4 ملايين دولار في صندوق ديسربتيك

73 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة.. ومنظمات أممية تحذر من كارثة
73 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة.. ومنظمات أممية تحذر من كارثة

عكاظ

timeمنذ 42 دقائق

  • عكاظ

73 قتيلاً في قصف إسرائيلي على غزة.. ومنظمات أممية تحذر من كارثة

فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن نافذة الفرصة لدرء المجاعة في غزة تغلق بسرعة، قتل 73 فلسطينيا اليوم (الخميس) في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع، بينهم 33 من منتظري المساعدات. وذكرت مصادر فلسطينية أن الاحتلال ارتكب 26 مجزرة خلال يومين راح ضحيتها أكثر من 300 قتيلاً ومئات الجرحى، مبينة أن القصف الإسرائيلي طال أنحاء مختلفة من القطاع ومنتظري المساعدات وخيام النازحين ومنازل لمواطنين وتجمعات لمدنيين. وأشارت المصادر إلى أن غارات إسرائيلية استهدفت منازل في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، فيما قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للنازحين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ودمرت غارتان إسرائيليتان مدرسة فهد الصباح التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، بعد إنذار بإخلائها. وذكرت المصادر أن جيش الاحتلال قصف تجمعا للمواطنين على الدوار الغربي في بيت لاهيا شمالي القطاع، وأدى لمقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، كما استهدفت غارات خياما تؤوي نازحين في منطقة المواصي، واندلعت النيران في عدد من الخيام والتهمتها بشكل كامل قبل السيطرة عليها. في الوقت ذاته، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن نافذة الفرصة لدرء المجاعة في غزة تُغلق بسرعة، مشدداً على الحاجة الحاجة الماسة إلى الغذاء الطارئ للمدنيين. وأوضح البرنامج العالمي أن عدم وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع سيُجبر آلاف العائلات الأخرى إلى حافة الهاوية. بدورها، قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين: إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أكثر عمليات الإبادة وحشية في التاريخ الحديث، مؤكدة أن مؤسسة غزة الإنسانية عبارة عن فخ موت مصمم لقتل أو تهجير السكان. وأشارت إلى أن الوضع في قطاع غزة تجاوز حد الكارثة، مطالبة بفرض حظر كامل على الأسلحة لإسرائيل وتعليق كل الاتفاقيات التجارية معها. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد قالت خلال لقائها مجموعة من الأسرى المفرج عنهم من غزة، إن ترمب يعمل جاهدا على إنهاء الحرب الوحشية في غزة وإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، فيما ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس أن ترمب كان واضحاً حينما شدد على ضرورة قبول المقترح المطروح بشأن وقف إطلاق النار في غزة وحذر من أن الوضع قد يزداد سوءا إن لم يتم قبوله. بدورها، قالت حركة حماس إنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات جديدة تلقتها من الوسطاء، من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان، وتحقيق الانسحاب، وتقديم الإغاثة بشكل عاجل في قطاع غزة. أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: محادثات غير معلنة بين إسرائيل وروسيا بشأن إيران وسوريا
إعلام إسرائيلي: محادثات غير معلنة بين إسرائيل وروسيا بشأن إيران وسوريا

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

إعلام إسرائيلي: محادثات غير معلنة بين إسرائيل وروسيا بشأن إيران وسوريا

أفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأربعاء بأن إسرائيل تجري محادثات دبلوماسية غير معلنة مع روسيا تتعلق بكل من إيران وسوريا. وبحسب التقرير الذي لم تنسبه هيئة البث الإسرائيلية إلى مصدر، بدأت هذه المحادثات بعد نحو أسبوع من انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث ترى جهات إسرائيلية أن موسكو قد تشكل قناة محتملة للتهدئة في سوريا، وكذلك فيما يخص إيران. كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل تعمل على صياغة إطار تنفيذي بشأن الملف النووي الإيراني، على غرار التفاهمات التي تم التوصل إليها مع واشنطن بشأن وقف إطلاق النار مع لبنان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وتأمل إسرائيل، بحسب تقرير هيئة البث الإسرائيلية، في وضع خطوط حمراء أساسية مع واشنطن وآلية للتنسيق في حال تصعيد إيران أنشطتها النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store