logo
إسرائيل تتوقع جولة جديدة من الحرب مع إيران رغم وقف إطلاق النار

إسرائيل تتوقع جولة جديدة من الحرب مع إيران رغم وقف إطلاق النار

الجزيرةمنذ 11 ساعات

سلطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الضوء على تقييمات سياسية وأمنية تشير إلى أن وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران -برعاية أميركية- لم ينه المعركة بين الطرفين، بل ترى أنه بداية مرحلة جديدة أكثر خطورة.
ونقلت آنا براسكي المراسلة السياسية للصحيفة تقييمات سياسية إسرائيلية ترى أن السؤال لم يعد "هل سيستأنف القتال؟" بل "متى وعلى أي جبهة ستكون الجولة القادمة؟".
ورغم الهدوء النسبي، تواصل إسرائيل اعتبار وقف البرنامج النووي الإيراني "هدفا وطنيا أسمى" بينما ترفض إيران التخلي عن مشروعها النووي. وتؤكد المراسلة السياسية أن اللاعبين لم يتغيروا، وأن اللعبة مستمرة، في ظل غياب أي وهم بأن الصراع قد انتهى.
وتستند هذه الرؤية إلى تصريح لرئيس الموساد ديفيد برنيع، بعد يوم ونصف من سريان وقف إطلاق النار، قال فيه "سنواصل مراقبة جميع المشاريع في إيران، والتي نعرفها بعمق، وسنكون هناك كما كنا حتى الآن" الأمر الذي اعتبره مراقبون إسرائيليون أنه إشارة إلى أن الهدوء مؤقت.
ويعتبر التقرير أن وقف النار لم يكن نتيجة تسوية إستراتيجية، بل هو توازن مؤقت في المصالح، حيث سعت إسرائيل إلى تحقيق إنجاز تكتيكي عبر تدمير منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، بينما تجنبت إيران مواجهة مفتوحة مع سلاح الجو الأميركي الذي هاجم مفاعلات نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وتضيف المراسلة السياسية للصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية يفتقر لآليات رقابية أو قنوات اتصال دائمة، ولا يتضمن التزامات واضحة بوقف البرنامج النووي الإيراني أو برنامج الصواريخ بعيدة المدى.
وترى براسكي أن هذا الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، سواء بصاروخ من لبنان أو طائرة مسيرة من اليمن أو حتى تقرير إعلامي عن هجوم في سوريا.
وتحذر التقديرات الإسرائيلية من نمط جديد للصراع، يتمثل في جولات قصيرة ومركزة لكنها مدمّرة، تتكرر كل بضعة أشهر في ساحات متعددة مثل لبنان وسوريا والخليج، مما يهدد استقرار المنطقة ويستدعي تدخلا أميركيا متزايدا لمحاولة منع التصعيد من الوصول إلى مواجهة شاملة.
وتؤكد المراسلة أن "التوتر القائم وانعدام الثقة والصراع غير المحسوم، حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، لن تختفي تلقائيا حتى لو انخرطت أطراف دولية مثل روسيا أو الاتحاد الأوروبي أو دول الخليج في المساعي الدبلوماسية".
ترامب وتعقيدات الأزمة
على الجانب الأميركي، ترى إسرائيل أن واشنطن ستبقى حاضرة بدافع المصلحة، خاصة في ظل وجود الرئيس دونالد ترامب الذي أظهر مواقف متناقضة تجاه إيران. فقد أعلن انتهاء الهجمات، ثم عاد ليؤكد الاستعداد لضربات جديدة. إلا أن دعم الكونغرس لأي تحرك عسكري واسع غير مضمون، والمجتمع الأميركي متوتر تجاه أي تورط عسكري جديد بالمنطقة، وترى أن هذا التردد الأميركي يمثل "ضعفا إستراتيجيا قد يضع إسرائيل أمام معضلة صعبة، إذا قررت توجيه ضربة استباقية أخرى".
وتشير المراسلة السياسية للصحيفة الإسرائيلية إلى احتمال تعمق المواقف الرسمية الإيرانية الرافضة للاتفاق النووي، مما يعرقل أي تسوية دبلوماسية طويلة الأمد.
وتنتقد طريقة تعامل ترامب مع الأزمة، واصفة إياها بعقلية "صناعة الترفيه" حيث أدار التدخل الأميركي كأنه موسم درامي من مسلسل تلفزيوني من مفاجآت وتشويق وانفجارات ثم نهاية تبدو مرضية، فقد شن حملة قصف ثم إعلان مفاجئ بوقف النار، كأنه يختتم موسما تلفزيونيا يقول في ختامه شكرا على المشاهدة، حتى أنه أطلق على هذه الجولة اسم "حرب الـ12 يوما".
لكن الواقع أثبت أن القصف المتبادل استمر بعد إعلان الهدنة رغم الضغوط الأميركية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور يمثل نقطة تحول نحو مصالحة إقليمية أم مجرد توقف مؤقت قبل جولة جديدة من العنف.
كما تشير المراسلة إلى أن تفاصيل وقف النار لاتزال غامضة، خاصة حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، وسط تضارب في التقديرات بين البيت الأبيض الذي أعلن أنه تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، والتقارير الاستخباراتية -التي سربتها شبكة "سي إن إن" الأميركية- وقالت إن الأضرار لا تتجاوز تأخيرا لبضعة أشهر فقط.
وتتطرق المراسلة إلى الخطوة التي قام بها ترامب بعد إعلان وقف إطلاق النار، وهي مطالبته إسرائيل بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وربطه ذلك بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وترى أن ما وراء هذه التصريح رسالة أكثر وضوحا وهي "الدفاع الأمريكي عن إسرائيل يتطلب ثمنا. وهذا الثمن، على الأقل وفقا للمنطق الذي يقود ترامب، ويمكن أن يبدو على النحو التالي: التعاون العلني مع خط القيادة الأميركية والحفاظ على الولاء السياسي الكامل حتى في الساحات المتقلبة مثل القضية الفلسطينية أو الاتفاق النووي".
وأضافت "ربما سنكتشف قريبا أن الأميركيين لديهم مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنضم إليه".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هشا بالمنطقة
صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هشا بالمنطقة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هشا بالمنطقة

تناولت صحف عالمية عودة الانقسام الداخلي في إسرائيل بعد توقف الحرب مع إيران ، وقال بعضها إن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى طهران بعثت رسالة واضحة لكل من الصين و روسيا ، وإنها حققت نجاحا إستراتيجيا قصير الأمد، لكنها قد تتسبب في عدم استقرار طويل الأمد بالمنطقة. فقد تحدثت صحيفة "تايمز" البريطانية مع عدد من الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون العودة لما يعتبرونها حربا لا نهاية لها في قطاع غزة ، ومن بينهم جندي خدم 270 يوما لكنه رفض الاستجابة لطلب الاستدعاء الأخير، فتم سجنه 25 يوما. وفي حديثه للصحيفة، برر الجندي رفضه العودة للحرب بالقول إنه يشعر بالصدمة من حرب دون هدف واضح في ظل عدم عودة الرهائن وموت كثير من الأبرياء. أما صحيفة غارديان البريطانية فنشرت مقالا يتناول عودة الانقسامات داخل إسرائيل بسبب الحرب على غزة فور توقف الحرب مع إيران. وقالت الصحيفة في مقال "إن شيئا لم يتغير تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسياساته في القطاع". ولفت المقال إلى أن سؤالا يدور بشأن ما إذا كانت نتائج الحرب على إيران كفيلة بأن ينسى الناس أن أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل حدث في عهد نتنياهو، وربما بسبب سياسات انتهجها لسنوات. وفي السياق، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عائلات الأسرى الإسرائيليين تحاول الاستفادة من المرحلة الحالية، وإنها تبني كل آمالها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واعتبرت الصحيفة أن الزخم الحاصل بعد وقف الحرب مع إيران "يعزز الآمال بشأن قدرة ترامب على فرض رأيه على نتنياهو عندما يريد ذلك". ونقلت عن عضو في منتدى عائلات الأسرى قوله إنها "مسألة إرادة سياسية فحسب". بدورها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إيران بدأت بعد الحرب حملة واسعة لملاحقة من تعتبرهم جواسيس على أراضيها، وإنها جندت الجمهور للإبلاغ عن كل من يشتبه في قيامه بنشاط مشبوه، مشيرة إلى أن طهران "عدلت التشريعات لتطبيق أقصى عقوبة على من تثبت عليهم تهمة التجسس". وقالت الصحيفة إن حقوقيين يخشون أن تمتد الحملة لتطال معارضين سياسيين أو أشخاصا لا علاقة لهم بما حصل. وأخيرا، قالت صحيفة ناشونال إنترست إن التدخل الأميركي في الحرب الإسرائيلية الإيرانية "حمل رسالة واضحة إلى كل من روسيا والصين بأن الولايات المتحدة يمكنها التحرك بسرعة وحزم وبشكل أحادي لتحقيق أهداف محددة". واعتبرت الصحيفة أن الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية"حققت نجاحا إستراتيجيا على المدى القصير، لكنها خلفت وضعا هشا ينذر بعدم استقرار طويل الأمد في المنطقة مع مسار غير واضح للسياسة الأميركية".

جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى
جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال حكم العيسى الذي وصفه بأنه أحد مؤسسي حركة حماس وآخر القيادات العليا للحركة وجناحها العسكري داخل قطاع غزة. وقال الجيش إنه اغتال العيسى في قصف استهدف حي الصبرة بمدينة غزة الليلة الماضية. وأضاف أن العيسى يشغل منصب رئيس مركز الدعم والتدريب في كتائب القسام. وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فإنه لم يصدر حتى منتصف الليلة أي تعليق من حركة حماس أو كتائب القسام بشأن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.

جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تزال موجودة
جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تزال موجودة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تزال موجودة

تواصلت الأصوات التي تعبر عن النقمة على أداء جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وكان أحدثها ما نشرته صحيفة تايمز البريطانية التي أجرت مقابلات مع العديد من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي الذين لم يستجيبوا لاستدعاءات العودة إلى الخدمة مجددا بسبب ما يعتبرونها حربا لا نهاية لها. ومن المتحدثين للصحيفة جندي خدم 270 يوما، لكنه رفض آخر استدعاء للالتحاق بالجيش وحُكم عليه بالسجن 25 يوما، وبرر الجندي موقفه بالقول إنه يشعر بالصدمة من حرب تستمر دون هدف واضح في ظل إهمال لحياة الرهائن وموت كثير من الأبرياء. وأضاف الجندي الإسرائيلي "يريدون تدمير حماس، لكنها لا تزال موجودة، ويقولون إنهم يعملون لمنع كارثة إنسانية بغزة، لكن ليس هذا ما نراه". وفي الوقت نفسه، نقلت الصحيفة البريطانية عن اختصاصي اجتماعي في الاحتياط الإسرائيلي قوله إن كل ما رآه في رفح "كان إطلاق نار وقتلا وتهجيرا"، مضيفا أن "الجيش لم يعد ينظر إلى سكان غزة على أنهم بشر". وأضافت "تايمز" نقلا عن الاختصاصي الاجتماعي قوله إن "قوات الاحتياط تنهار، ونسبة المشاركة في الخدمة انخفضت إلى النصف".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store