logo
باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعر

باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعر

الجزيرة٢٢-٠٥-٢٠٢٥

قال الباحث فرانك فريغوسي إنه يشعر بالقلق من المناخ الصعب المتزايد الذي يعيشه المسلمون في فرنسا، وذلك بعد استجوابه حول التقرير الذي قدم أمس إلى مجلس الدفاع عن الإخوان المسلمين والإسلام السياسي".
وأوضح فريغونسي، وهو مدير المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي -في مقابلة مع موقع ميديا بارت- أن الأمر يعود إلى طلب تقدم به وزير الداخلية جيرالد دارمانان قبل أكثر من عام؛ أنه يريد تقريرا عن جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى معرفته السابقة بما سيتضمنه هذا التقرير، وهو ما أزعج الباحثين الذين رفض بعضهم إجراء المقابلات.
وقال فريغوسي -حسب التقرير الذي أعدّته لوسي ديلابورت عن المقابلة- إنه قبل المقابلة لأنه يرى من المشروع أن تقوم السلطات العامة بتوثيق الديناميكيات التي تؤثر على مجال الإسلام في فرنسا، ومن الجيد أنها لجأت إلى العالم الأكاديمي، بالإضافة إلى مصادر الاستخبارات.
وذكر الباحث أن هناك اختلافات في التحليل بين الباحثين حول هذه المواضيع، مع تأكيد المقررين أنهم سوف يضعون هذا الاختلاف في الاعتبار، مشيرا إلى أنه لا يعلم إلى أي مدى تم تعديل التقرير المقدم، مع تفهمه لأن تتم إزالة المعلومات الحساسة.
حديث مزعج
وقال فريغوسي إن التقرير لا يقدم الكثير، فهو يتحدث عن تراجع جماعة الإخوان المسلمين في العالم وفي الشرق الأوسط، وذلك أمر صحيح تماما، إلا أنه يعود بشكل خاص إلى القمع السياسي للحركة.
ويذكر التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت في ترسيخ وجودها في أوروبا في الخمسينيات من القرن العشرين، وشاركت في عملية كاملة تهدف إلى إعادة ربط السكان المهاجرين بالمبادئ الأساسية للإسلام، وبرؤيتهم المحافظة.
ورأى الباحث أنه من المهم أن يوضح أن ما نطلق عليه "الإخوان المسلمين" في ذلك الوقت ليسوا هم الذين يشار إليهم اليوم باعتبارهم ينتمون إلى الحركة، خاصة أنه لا وجود لمنظمة في فرنسا تدّعي ذلك صراحة.
ومع أن هناك قدرا كبيرا من التعددية في هذه الحركة اليوم، وأن قدرتها على تعبئة الشباب تناقصت كثيرا، فإن وزير الداخلية برونو ريتايو يتحدث -استنادا إلى هذا التقرير- للرأي العام الذي يجهل غالبيته الحقيقة الدينية الإسلامية، عن حركة تريد فرض "الشريعة" في فرنسا و"إقامة الخلافة"، بصيغة صارخة للغاية ومزعجة تماما، مع أن التقرير لا يقول شيئا عن هذا ولا يتحدث عنه.
ففي فرنسا، لم يتحدث أتباع فكر الإخوان المسلمين عن إنشاء قانون للأحوال الشخصية، وتخلّوا عن الخلافة في أوروبا منذ زمن بعيد، واستحضار هذا الأمر -حسب الباحث- من شأنه أن يثير نوعا من الذعر الأخلاقي، وهو لدى بعض الشخصيات العامة يعزز فكرة أن وجود المسلمين في الفضاء الأوروبي غير شرعي.
وذكر الباحث أن تقديم هذا التقرير، مع التصريحات المدوية التي رافقته، جاء بعد أسابيع قليلة من اغتيال الشاب المالي أبو بكر سيسي في أحد المساجد، وتساءل: هل ذلك يؤكد الأطروحة المثيرة للجدل حول الربط المستمر بين الإسلام السياسي والجهادية؟
وخلص فريغوسي إلى أن الإخوان المسلمين، حتى عندما يعملون ضمن إطار قانوني ويرفضون العمل العنيف، يظلون خطيرين بالنسبة لبعض التحاليل التي تركز على النصوص التأسيسية التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من قرن من الزمان، وليس على السياق الحالي الذي تتطور فيه الأمور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" تثير عاصفة سياسية في مهرجان غلاستونبري
هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" تثير عاصفة سياسية في مهرجان غلاستونبري

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" تثير عاصفة سياسية في مهرجان غلاستونبري

أثار مهرجان غلاستونبري 2025 -أحد أبرز الفعاليات الموسيقية الصيفية في المملكة المتحدة- جدلا واسعا بعد أن تحوّلت بعض عروضه إلى منبر لهتافات سياسية أطلقها الجمهور، عبّرت عن تضامن مع القضية الفلسطينية ورفض للجيش الإسرائيلي. وبرز ذلك بشكل خاص خلال فقرات غنائية لفرقتي الراب "بوب فايلان" و"نيكاب". فخلال عرض فرقة "بوب فايلان" الإنجليزية، ردد الجمهور هتافات من أبرزها: "الموت للجيش الإسرائيلي" و"حرروا فلسطين"، في أداء بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مباشرة عبر منصتها الرقمية "آي بلاير"، مما أثار انتقادات شديدة من سياسيين وإعلاميين بريطانيين اتهموا الشبكة بالسماح ببث رسائل سياسية مثيرة للانقسام على الهواء. وفي استجابة رسمية، أجرت وزيرة الثقافة البريطانية، ليزا ناندي، اتصالا بالمدير العام لشبكة "بي بي سي"، تيم ديفي، مطالبةً بتوضيح عاجل بشأن التدقيق الذي سبق بث العرض. وقال متحدث باسم الوزيرة: "نُدين بشدة التصريحات التهديدية التي أطلقتها فرقة بوب فايلان في غلاستونبري"، وطلبت وزيرة الثقافة توضيحا بشأن إجراءات "بي بي سي" قبل بث العرض، ورحبت بقرار عدم إعادة العرض عبر منصة "آي بلاير". وجاء العرض قبل صعود فرقة الراب الأيرلندية "نيكاب" التي كانت محور جدل سياسي واسع قبيل المهرجان، خاصة بعد إعلان "بي بي سي" الامتناع عن بث عرضها المباشر تجنبا -وفق صحيفة غارديان- "للانحياز السياسي" أو المشاعر المؤيدة لفلسطين، التي اتسمت بها عروض الفرقة سابقا. وقد وجّهت فرقة "نيكاب" خلال عرضها هتافات معادية لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي كان قد صرّح في وقت سابق بأن مشاركتهم في المهرجان "غير مناسبة". وشكرت الفرقة منظمي المهرجان، مايكل وإيميلي إيفيس، على عدم الاستجابة للضغوط بإلغاء عرضهم، ووجهت تحية لحركة "العمل من أجل فلسطين" التي تواجه مساعي حكومية لإدراجها ضمن المنظمات المحظورة. ورغم نقلها معظم عروض المهرجان، فإن هيئة "بي بي سي" قررت عدم بث عرض "نيكاب" على الهواء مباشرة، وأعلنت أنها قد توفره لاحقا عبر منصة "آي بلاير"، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لتجنب مزيد من الجدل السياسي. خلفية سياسية وكانت الفرقة قد واجهت انتقادات بسبب فيديوهات تُظهر أعضاءها وهم يهتفون "تحيا حماس، يحيا حزب الله". وقد أوضح أعضاء الفرقة أن ذلك جزء من الأداء المسرحي، مشيرين إلى أن العلم الذي رُفع على المسرح أُلقي عليهم من دون علم مسبق. دعم فني واسع رغم الضغوط ورغم توقيع أكثر من 30 مسؤولا موسيقيا على خطاب يدعو إلى استبعاد "نيكاب" من المهرجان، فقد لقيت الفرقة دعما علنيا من أكثر من 100 فنان، من أبرزهم ماسيف أتاك، وبولب، وآني ماك، وبول ويلر. من كوتشيلا إلى غلاستونبري في أبريل/نيسان الماضي، شاركت فرقة " نيكاب" في مهرجان كوتشيلا بكاليفورنيا، حيث عرضت رسائل تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية بحق الفلسطينيين" بدعم من الحكومة الأميركية. وقد أثار هذا الموقف دعوات في الولايات المتحدة لإلغاء تأشيراتهم، مما أدى لاحقا إلى إلغاء عدد من عروضهم.

رئيس حكومة موناكو يستقيل قبل توليه منصبه بفضيحة فساد
رئيس حكومة موناكو يستقيل قبل توليه منصبه بفضيحة فساد

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

رئيس حكومة موناكو يستقيل قبل توليه منصبه بفضيحة فساد

أعلن فيليب ميتو، وزير الدولة (رئيس الحكومة) المعين حديثا في موناكو ، استقالته من المنصب قبل أسبوع من توليه مهامه، وذلك على خلفية فضيحة تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ. وأوضح المسؤول الفرنسي الرفيع -في بيان نشر الجمعة- أن قراره جاء بسبب محاولات منعه من أداء مهامه. وكان من المقرر أن يتولى ميتو منصب وزير دولة موناكو في 4 يوليو/تموز المقبل. وقال إن "قوى سلبية ومعارضة بدأت بالفعل بالعمل، وتواصل ممارسات الماضي البالية، وتمنعني من أداء المهمة التي أوكلها إليّ الأمير ألبير". وطلب أمير موناكو ألبير الثاني من رئيسة الحكومة المؤقتة إيزابيل بيرو-أمادي مواصلة أداء مهامها بشكل مؤقت. وأعربت حكومة موناكو عن أسفها إزاء "التصريحات المغرضة في الصحافة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي لا هدف لها سوى الإساءة إلى صورة وسمعة موناكو". تشهير علني ومنذ نشر ملف يتضمن ادعاءات مجهولة المصدر ضد مقربين سابقين للأمير عام 2021، تورطت موناكو في معارك قانونية وتشهير إعلامي، وسط موجة من التحقيقات. ويواجه المقربون السابقون من أمير موناكو اتهامات بالاختلاس. وقد ندد هؤلاء بالتأثير المزعوم لأحد أقطاب العقارات البارزين على عملية صنع القرار في موناكو، بينما اتُّهموا في الوقت نفسه بالتقرب الشديد من منافسي هذا القطب. والأربعاء الماضي، وُضع ديدييه لينوت، الرئيس السابق للمحكمة العليا في موناكو والمقرب السابق من الأمير، تحت المراقبة القضائية للاشتباه في تورطه في الفساد وغسل الأموال واستغلال النفوذ. وواجه المركز المالي لموناكو -الذي لطالما اعتُبر ملاذا للأثرياء وفاحشي الثراء- اتهامات بالتقصير في مكافحة غسل الأموال والجرائم المالية. وفي أوائل يونيو/حزيران، أدرجت المفوضية الأوروبية الإمارة على قائمة الدول التي تعاني من قصور رئيسي في هذا الصدد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store