logo
"غروك" يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا؟

"غروك" يثير الجدل: هل تروّج أداة إيلون ماسك لرواية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا؟

يورو نيوز١٧-٠٥-٢٠٢٥
الواقعة التي تمّ الإبلاغ عنها مؤخرًا، دفعت موقع TechCrunch إلى وصف انشغال الروبوت المتكرر بهذه الرواية بأنه شكل من أشكال "الهوس"، في إشارة إلى السردية التي طالما روج لها كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وماسك نفسه.
وعلى الرغم من أن الشركة سارعت إلى احتواء الخلل وإصدار بيان توضيحي حوله، فإن الحادثة أعادت فتح النقاش بشأن مصداقية أدوات الذكاء الاصطناعي ومدى دقتها في تداول المعلومات.
في بيان مطوّل، أوضحت شركة "إكس أيه آي" أن سبب ظهور تلك الردود يعود إلى "تعديل غير مصرح به" في إعدادات الاستجابة لدى "غروك"، أجري بهدف توجيه الأداة لإعطاء إجابة محددة حول قضية ذات طابع سياسي. وأقرت الشركة بأن هذا التعديل "انتهك سياسات الشركة وقيمها الأساسية"، مؤكدة أنها باشرت تحقيقًا شاملًا في حيثيات ما جرى.
وتعهدت الشركة بتعزيز المراقبة عبر "فريق يتابع عمل الأداة على مدار الساعة"، كما وعدت بمزيد من الشفافية بشأن أي تغييرات مستقبلية تُجرى على الذكاء الاصطناعي، الذي سبق وأن وُجّهت إليه اتهامات بنشر معلومات مضللة، بل ومساعدة مستخدمين على توليد صور افتراضية تُظهر نساء عاريات.
غير أن هذه التوضيحات لم تُرضِ بعض المستخدمين الذين واجهوا "غروك" مباشرة على المنصة. وقد نشر أحد المستخدمين ردًا تلقّاه من "غروك"، جاء فيه اعتراف صريح بأن منشئي الأداة طلبوا منه التعامل مع رواية "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا بوصفها حقيقة ذات خلفية عنصرية، وهو ما أدى إلى إدراجها تلقائيًا في ردود لا علاقة لها بالسياق.
وصف "غروك" الواقعة في أحد تفاعلاته بـ"الحادثة الصغيرة"، لكن السياق السياسي جعل منها حدثًا بارزًا، إذ أعادت إلى الواجهة اتهامات "الإبادة الجماعية للبيض" التي لطالما استخدمها ترامب وحلفاؤه كأداة سياسية ضد جنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل يدعم هذه الادعاءات أو يشير إلى اضطهاد منهجي للبيض، غير أن واشنطن اقترحت مؤخرًا منح صفة "لاجئ" لمجموعة من مواطني جنوب إفريقيا الذين تم إجلاؤهم إلى أراضيها.
وما يزيد من تعقيد الموقف هو دعم ماسك الصريح لترامب منذ الحملة الانتخابية الأمريكية. ففي شباط/فبراير الماضي، قامت أداة "غروك" بحجب مصادر إعلامية لفترة وجيزة لأنها قدمت الرجلين باعتبارهما مصدرين للتضليل الإعلامي.
وبالإضافة إلى موقعه كرجل أعمال، يتزايد حضور ماسك في المشهد السياسي. فالملياردير الجنوب أفريقي الأصل، الذي أوكلت إليه الإدارة الأمريكية مهمة تقليص الإنفاق العام، يخوض في الوقت نفسه صراعًا معلنًا مع بلده الأم، متهمًا سلطاتها بالانحياز إلى المواطنين السود على حساب البيض.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"معاداة للسامية".. كيف برر ماسك لـ"غروك" بعد إجابات ممجدة لهتلر؟
"معاداة للسامية".. كيف برر ماسك لـ"غروك" بعد إجابات ممجدة لهتلر؟

يورو نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • يورو نيوز

"معاداة للسامية".. كيف برر ماسك لـ"غروك" بعد إجابات ممجدة لهتلر؟

وردًا على الجدل، أصدرت شركة إكس، المملوكة لرائد الأعمال إيلون ماسك، بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها على دراية بالمحتوى المثير للجدل، وأنها اتخذت إجراءات فورية لتعليق القدرات النصية لنظام غروك مؤقتًا، مع الاكتفاء بردود بصرية، إلى جانب حذف المحتوى يدويًا. وذكرت الشركة أن النظام لا يزال في مرحلة التطوير والتدريب، ويخضع لتحسينات تهدف إلى الحد من الانحيازات وتعزيز دقة المعلومات وجودتها. ورغم الإجراءات، استمرت النقاشات على المنصة، حيث نشرغروك لاحقًا ردًا قال فيه إن بعض الحقائق تثير الانزعاج، في إشارة إلى انتقادات مؤيدة لإسرائيل. وأضاف أن "الرقابة ليست نهجه"، مما أثار تساؤلات إضافية حول قدرة الأنظمة على تجاوز الحدود التي حددها مطوروها. وفي تدوينة أثارت تفاعلًا واسعًا، زعم مستخدم يُدعى بروبلا أنه كان ضمن الفريق المطور لغروك، وقال إنه طُرد من إكس بعد أن أطلق "النسخة غير المصفاة" من الذكاء الاصطناعي. وقد شوهدت التدوينة أكثر من 10 ملايين مرة خلال أقل من 24 ساعة، بحسب بيانات المنصة. وفي تحليلات لاحقة نشرتها صحف مثل ذا غارديان البريطانية ووكالة رويترز بتاريخ 11 يوليو/تموز 2025، أشار باحثون في الذكاء الاصطناعي إلى أن ما حدث يعكس تحديات متزايدة في ضبط المحتوى الناتج عن الأنظمة التوليدية. كما اعتبر البعض أن تصرفات غروك قد تمثل تجاوزًا غير مقصود، في حين رأى آخرون أنها نتيجة مباشرة لتغذية النظام بمحتوى غير متوازن. وتُعد قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع القضايا السياسية أو الثقافية الحساسة محل نقاش واسع في الأوساط البحثية. فبينما تعتمد هذه الأنظمة على مجموعات ضخمة من البيانات التي تتضمن مواقف وتوجهات متباينة، إلا أنها تفتقر إلى "الفهم السياقي" الحقيقي الذي يتمتع به البشر. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد آلان تورينغ البريطاني عام 2024، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تميز دائمًا بين المحتوى الإخباري والتحليلي أو الساخر، ما قد يؤدي إلى نشر ردود تُفهم بشكل خاطئ أو تُعتبر مسيئة في سياقات معينة. وفي حال حدوث أخطاء أو تجاوزات من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي، تبقى مسألة تحديد المسؤولية القانونية والأخلاقية موضع جدل. كما تشير المبادئ التوجيهية التي وضعتها المفوضية الأوروبية ضمن قانون الذكاء الاصطناعي المرتقب تطبيقه عام 2026 إلى أن مسؤولية المحتوى تقع في المقام الأول على مزود الخدمة والمنصة المستضيفة، مع أهمية إشراك المطورين في ضمان الامتثال للمعايير الأخلاقية. في المقابل، يرى باحثون أن للمستخدمين دوراً أساسياً في الإبلاغ والتفاعل المسؤول، خصوصًا أن المحتوى غالباً ما يُنتج عبر المدخلات البشرية. ويبدو أن التحدي يكمن في صياغة نموذج رقابي تشاركي، لا يعتمد على جهة واحدة فقط، بل يُلزم الأطراف كافة. ومع تسارع الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة إلى آليات تحقق التوازن بين التقدم التقني واحترام القيم المجتمعية والثقافية. تؤكد دراسة حديثة صادرة عن معهد بروكينغز في واشنطن أن ضبط مخرجات الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل يتطلب أيضًا توسيع نطاق الحوار العام حول المعايير الأخلاقية وحدود حرية التعبير الرقمية. ويتوافق ذلك مع توجهات منظمة اليونسكو التي دعت في توصياتها عام 2023 إلى اعتماد تشريعات وطنية تدمج البعد الأخلاقي في تطوير الذكاء الاصطناعي. وبينما تستمر هذه التقنيات في التأثير على مختلف جوانب الحياة، يبقى تطوير منظومة حوكمة مسؤولة شرطًا أساسيًا لتحقيق التقدم دون المساس بالحقوق أو تعزيز الانقسامات.

وسط اضطرابات في "إمبراطورية" ماسك.. استقالة مفاجئة للرئيسة التنفيذية لمنصة "إكس"
وسط اضطرابات في "إمبراطورية" ماسك.. استقالة مفاجئة للرئيسة التنفيذية لمنصة "إكس"

يورو نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • يورو نيوز

وسط اضطرابات في "إمبراطورية" ماسك.. استقالة مفاجئة للرئيسة التنفيذية لمنصة "إكس"

وتأتي هذه الاستقالة وسط سلسلة من الاضطرابات التي تعصف بـ "إمبراطورية" ماسك المتعددة، بدءًا من تراجع مبيعات شركته لصناعة السيارات الكهربائية "تسلا"، مرورًا بجدل متزايد حول أدوات الذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى صدام علني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورغم أن ياكارينو لم تُفصح عن سبب مباشر لقرارها، فإن توقيت استقالتها يسلط الضوء على أزمة داخلية، لا سيما أنها جاءت بعد يوم واحد فقط من نشر روبوت الدردشة "غروك"، المطور من "xAI"، منشورات مسيئة تتضمن إشارات إلى أدولف هتلر، أثارت جدلًا واسعًا قبل أن يتم حذفها لاحقًا. وفي منشور لها على المنصة، قالت ياكارينو: "بدأنا العمل الأساسي لضمان سلامة المستخدمين، وخصوصًا الأطفال، واستعادة ثقة المعلنين". ورد ماسك على المنشور برسالة شكر أعرب فيها عن تقديره لمساهماتها. ورجّح محللون أن الخلاف بين توجهات ياكارينو ونهج ماسك الشخصي في إدارة الشركة قد يكون السبب الرئيسي وراء استقالتها. وقال المحلل في شركة "D.A. Davidson"، غيل لوريا، إن "الانفصال المفاجئ قد يكون نتيجة عدم الانسجام بين أسلوب ياكارينو المهني وطبيعة قيادة ماسك، وهو ما تجلّى مؤخرًا في طريقة تفاعل روبوت الدردشة مع المستخدمين". وكانت ياكارينو قد تسلمت مهامها في عام 2023، بعد أن اشترى ماسك المنصة مقابل 44 مليار دولار، بهدف إعادة هيكلتها وتسويقها كمشروع متعدد الاستخدامات. وقبل انضمامها إلى "إكس"، قادت ياكارينو عملية تحديث قطاع الإعلانات في شبكة "NBCUniversal" التابعة لشركة "Comcast". لكن مهمتها لم تكن سهلة، إذ واجهت تحديات متزايدة، من بينها أزمات مالية ناجمة عن ديون متراكمة، وانسحاب معلنين رئيسيين على خلفية تصريحات مثيرة للجدل لماسك. وتزامن رحيلها مع سلسلة من الاستقالات في شركة تسلا، حيث أفادت مصادر أن أوميد أفشار، أحد المقربين من ماسك، ومديرة الموارد البشرية لشمال أميركا جينا فيرو، غادرا الشركة في يونيو الماضي، ما أثّر مؤقتًا على أداء أسهم تسلا في الأسواق. وخلال فترة إدارتها، دفعت ياكارينو نحو تطوير المنصة وتحويلها إلى "تطبيق شامل"، عبر إدخال خدمات جديدة مثل الشراكة مع "فيزا" لتوفير حلول دفع مباشر، وإطلاق تطبيق ذكي للتلفزيون. كما كشفت تقارير عن نية الشركة إصدار بطاقة ائتمان أو خصم تحمل علامة "إكس" التجارية. حتى الآن، لم تعلن الشركة عن خليفة ياكارينو، في وقت تواجه فيه المنصة تحديات استراتيجية كبيرة، وسط ضغوط تنظيمية، وأزمات داخلية، وتنافس محموم في سوق الذكاء الاصطناعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store