مؤتمر القدس وإلغاء الانتداب البريطاني
في مثل هذا الشهر من صيف عام 1921، اجتمع وجهاء القدس وقادة الجمعيات الوطنية في قلب المدينة القديمة، تتداخل في أصواتهم رهبة المرحلة وإحساس متصاعد بأن مستقبل فلسطين كله على المحك. كانت أجواء ذلك الزمن مشحونة بالقلق، فبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، أضحت فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني، وغدت السياسات الجديدة تهدد هوية الأرض وسكانها العرب عبر تنفيذ بنود وعد بلفور الذي وعد اليهود بوطن قومي على أرض فلسطين.
جاء مؤتمر القدس كصرخة واعية من قلب الأمة في مواجهة هذا المصير، فالمجتمع المقدسي أدرك أن ساعة الحسم تقترب، وأن السكوت لم يعد خيارًا ممكنًا أمام زحف الهجرة اليهودية المدعومة من السلطة البريطانية وتجاهل صوت أصحاب البلاد الأصليين.
انعقد المؤتمر في الخامس والعشرين من يونيو، في جو تملؤه الحماسة والتوتر. دخل المجتمعون القاعة وهم يحملون ثقل التاريخ فوق أكتافهم، تدور في مخيلاتهم صور الوطن المهدد وقيم العدالة التي أرادوا تثبيتها في وجه المتغيرات. لم يكن هدف المؤتمر مجرد الاعتراض الشكلي، فقد جاء المشاركون بمطالب واضحة ومباشرة: إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين ورفض وعد بلفور تمامًا، وإعلان استقلال فلسطين بوصفها جزءًا من الأمة العربية الكبيرة، مع إصرار على بناء نظام نيابي ديمقراطي يعبّر عن إرادة الناس لا إرادة القوى الأجنبية. وفي نقاشاتهم، كان الإحساس بالخطر حاضرًا بقوة، فقد رأوا في مشاريع الاستيطان والسياسات البريطانية تهديدًا وجوديًا للهوية والحقوق والذاكرة الجماعية.
تُروى شهادات المعاصرين أن المجتمعين في المؤتمر كانوا يدركون أن كلماتهم قد لا تغير المعادلات الدولية فورًا، لكنهم آمنوا أن تثبيت الموقف الوطني في وثيقة جامعة وإعلانها أمام الملأ سيؤسس لمرحلة جديدة من النضال، ويمثل رسالة قوية لكل من في الداخل والخارج بأن الفلسطينيين لن يقبلوا بأن يكونوا غرباء في أرضهم. في جو يسوده الحذر، قرروا إرسال وفد يمثل صوت فلسطين إلى العواصم الأوروبية لعرض المطالب العادلة، لكن الوفد اصطدم بجدار الرفض الأوروبي، فمصالح الدول الكبرى والتزاماتها تجاه المشروع الاسرائيلي بدت أقوى من مناشدات الحق أو العدالة. ومع ذلك، ظل هذا التحرك نقطة تحول في الوعي الوطني الفلسطيني، إذ وحّد أصوات النخب وأطلق ديناميكية جديدة في مقاومة مشاريع التهويد والاستعمار.
أما رد الفعل البريطاني، فجاء حذرًا ومرتبكًا في آن، إذ سارعت السلطة إلى محاولة امتصاص غضب الشارع عبر تعيين الحاج أمين الحسيني مفتيًا للقدس وتشكيل المجلس الإسلامي الأعلى، وأتبعت ذلك بإصدار تصريحات رسمية تؤكد أن إنشاء "وطن قومي يهودي" ليس ضمن مخططاتها، في محاولة لتهدئة المخاوف وتخفيف حدة المعارضة. لكن الفلسطينيين بقوا على يقين بأن انتزاع حقهم في تقرير المصير لا يأتي بالوعود الدبلوماسية وإنما بالإصرار والصمود وتنظيم الصفوف. فقد شكّل مؤتمر القدس لحظة وعي جماعي بأن القضية الفلسطينية مسألة وجودية ترتبط بمصير الأمة العربية كلها، وضرورة الدفاع عن الكرامة والهوية والمستقبل في وجه العواصف الدولية.
على امتداد عقود لاحقة، ظل صوت مؤتمر القدس يتردد في الضمير الوطني، إذ صار رمزًا لأول محاولة فلسطينية صريحة لتحدي قرارات القوى الكبرى، وتأكيد حق الشعب في الأرض والحرية والاستقلال، ومن رحم هذه اللحظة ولدت الحركة الوطنية الفلسطينية وتبلور الخطاب السياسي الذي سيقود نضالات الأجيال. كان مؤتمر القدس أكثر من حدث عابر في روزنامة التاريخ؛ لقد كان نقطة البدء في مقاومة النسيان ومواجهة التهميش، وإرثًا معنويًا ظل يمنح الفلسطينيين معنًى للثبات رغم تبدل الأزمنة وتوالي التحديات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
مؤتمر القدس وإلغاء الانتداب البريطاني
في مثل هذا الشهر من صيف عام 1921، اجتمع وجهاء القدس وقادة الجمعيات الوطنية في قلب المدينة القديمة، تتداخل في أصواتهم رهبة المرحلة وإحساس متصاعد بأن مستقبل فلسطين كله على المحك. كانت أجواء ذلك الزمن مشحونة بالقلق، فبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، أضحت فلسطين تحت سلطة الانتداب البريطاني، وغدت السياسات الجديدة تهدد هوية الأرض وسكانها العرب عبر تنفيذ بنود وعد بلفور الذي وعد اليهود بوطن قومي على أرض فلسطين. جاء مؤتمر القدس كصرخة واعية من قلب الأمة في مواجهة هذا المصير، فالمجتمع المقدسي أدرك أن ساعة الحسم تقترب، وأن السكوت لم يعد خيارًا ممكنًا أمام زحف الهجرة اليهودية المدعومة من السلطة البريطانية وتجاهل صوت أصحاب البلاد الأصليين. انعقد المؤتمر في الخامس والعشرين من يونيو، في جو تملؤه الحماسة والتوتر. دخل المجتمعون القاعة وهم يحملون ثقل التاريخ فوق أكتافهم، تدور في مخيلاتهم صور الوطن المهدد وقيم العدالة التي أرادوا تثبيتها في وجه المتغيرات. لم يكن هدف المؤتمر مجرد الاعتراض الشكلي، فقد جاء المشاركون بمطالب واضحة ومباشرة: إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين ورفض وعد بلفور تمامًا، وإعلان استقلال فلسطين بوصفها جزءًا من الأمة العربية الكبيرة، مع إصرار على بناء نظام نيابي ديمقراطي يعبّر عن إرادة الناس لا إرادة القوى الأجنبية. وفي نقاشاتهم، كان الإحساس بالخطر حاضرًا بقوة، فقد رأوا في مشاريع الاستيطان والسياسات البريطانية تهديدًا وجوديًا للهوية والحقوق والذاكرة الجماعية. تُروى شهادات المعاصرين أن المجتمعين في المؤتمر كانوا يدركون أن كلماتهم قد لا تغير المعادلات الدولية فورًا، لكنهم آمنوا أن تثبيت الموقف الوطني في وثيقة جامعة وإعلانها أمام الملأ سيؤسس لمرحلة جديدة من النضال، ويمثل رسالة قوية لكل من في الداخل والخارج بأن الفلسطينيين لن يقبلوا بأن يكونوا غرباء في أرضهم. في جو يسوده الحذر، قرروا إرسال وفد يمثل صوت فلسطين إلى العواصم الأوروبية لعرض المطالب العادلة، لكن الوفد اصطدم بجدار الرفض الأوروبي، فمصالح الدول الكبرى والتزاماتها تجاه المشروع الاسرائيلي بدت أقوى من مناشدات الحق أو العدالة. ومع ذلك، ظل هذا التحرك نقطة تحول في الوعي الوطني الفلسطيني، إذ وحّد أصوات النخب وأطلق ديناميكية جديدة في مقاومة مشاريع التهويد والاستعمار. أما رد الفعل البريطاني، فجاء حذرًا ومرتبكًا في آن، إذ سارعت السلطة إلى محاولة امتصاص غضب الشارع عبر تعيين الحاج أمين الحسيني مفتيًا للقدس وتشكيل المجلس الإسلامي الأعلى، وأتبعت ذلك بإصدار تصريحات رسمية تؤكد أن إنشاء "وطن قومي يهودي" ليس ضمن مخططاتها، في محاولة لتهدئة المخاوف وتخفيف حدة المعارضة. لكن الفلسطينيين بقوا على يقين بأن انتزاع حقهم في تقرير المصير لا يأتي بالوعود الدبلوماسية وإنما بالإصرار والصمود وتنظيم الصفوف. فقد شكّل مؤتمر القدس لحظة وعي جماعي بأن القضية الفلسطينية مسألة وجودية ترتبط بمصير الأمة العربية كلها، وضرورة الدفاع عن الكرامة والهوية والمستقبل في وجه العواصف الدولية. على امتداد عقود لاحقة، ظل صوت مؤتمر القدس يتردد في الضمير الوطني، إذ صار رمزًا لأول محاولة فلسطينية صريحة لتحدي قرارات القوى الكبرى، وتأكيد حق الشعب في الأرض والحرية والاستقلال، ومن رحم هذه اللحظة ولدت الحركة الوطنية الفلسطينية وتبلور الخطاب السياسي الذي سيقود نضالات الأجيال. كان مؤتمر القدس أكثر من حدث عابر في روزنامة التاريخ؛ لقد كان نقطة البدء في مقاومة النسيان ومواجهة التهميش، وإرثًا معنويًا ظل يمنح الفلسطينيين معنًى للثبات رغم تبدل الأزمنة وتوالي التحديات.


جفرا نيوز
منذ 5 أيام
- جفرا نيوز
الحرب انتهت، ماذا عن مستقبل المنطقة؟
جفرا نيوز - حسين الرواشدة هل تشكل الضربة التي قامت بها واشنطن ضد المفاعلات النووية في إيران أمس (22/6) نهاية للحرب التي اندلعت منذ نحو أسبوعين؟ الإجابة بتقديري نعم، لا توجد رغبة ولا قدرة ولا مصلحة لطهران لمواصلة الحرب، هذا ينطبق، أيضًا، على واشنطن وتل أبيب، لقد حققت الحرب أهدافها، أو الحد الأدنى منها، إيران لن ترد عسكريًا على أمريكا، وإذا حصل فسيكون بشكل رمزي، ستكتفي بردود سياسية، وربما تستأنف، مؤقتًا، ضرباتها على تل أبيب، النتيجة كما تجرع الخميني كأس السم عام 1988 وقرر وقف الحرب مع العراق، سيفعلها خامنئي أيضًا. هكذا، تمامًا، تفكر إيران، بمنطق الحرص على البقاء، وبعقلية التاجر الذي يدقق الفواتير والحسابات مرات ومرات، وبدافع الإحساس بالتفوق حتى في ظل الانكسار؛ إيران، وفق حساباتها، لم تُهزم بالنظر إلى معادلات الحرب وأطرافها، وإنما تراجعت خطوات إلى الوراء، فقدت أذرعها وامتداداتها ووزنها السياسي والنووي، أدركت أنها لا تستطيع هضم (اللقمة ) الكبيرة التي ابتلعتها خلال السنوات العشرين المنصرفة. أكيد ستنكفئ على نفسها، وتعيد ترميم قوتها، وربما تبحث عن مسارات سياسية جديدة لمد الجسور مع محيطها ومع العالم. إلى أين تسير المنطقة في المستقبل؟ ثمة تصوران (احتمالان) وجيهان، الأول يعتقد أصحابه أن المستقبل القادم للمنطقة لن يكون (قاتمًا)، لدى هؤلاء إحساس بالتفاؤل المشوب بالحذر؛ إسرائيل لن تستطيع - رغم ما أنجزته - أن تبتلع المنطقة أو تهيمن عليها، وإذا حصل فإنها لن تتمكن من هضمها تمامًا، كما حصل لإيران فيما مضى والآن، القوميات الأصيلة في المنطقة ستبدأ استدارات نحو الذات، وربما تتقارب، الدول العربية لن تستطيع أن تقاوم انفجارات الغضب تجاه إسرائيل، وتجاه غياب أي وزن لها فيما حدث، هذا يضمن تحجيم الاندفاع نحو إسرائيل وكبح نفوذها، المنطقة ستهدأ على وقع مراجعات عميقة، كما حصل، تمامًا، في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ثمة تصور آخر، مختلف تماما، يرى أصحابه أننا أمام «العصر الإسرائيلي الجديد»، أو ربما العصر (الترامبي)، بكل ما تحمله مواصفات «ترامب» من صفقات ومغامرات، المنطقة ستشهد انفجارات جديدة، التطرف سيطل برأسه بصورة أكثر شراسة، ربما نشهد نسخة جديدة من الربيع العربي لكنها أكثر قسوة، ربما نشهد دويلات جديدة على إيقاع تقسيم مناطق النفوذ وإعادة رسم الخرائط، هذا التصور قد يكون نسخة مما حدث بعد الحرب العالمية الأولى. إلى أي التصورين (الاحتمالين) أميل؟ إلى الاحتمال الأول مع بعض التعديلات؛ المنطقة تعبت من الحروب والصراعات، ثمة بوادر نضج سياسي (ولو أنه ما زال في بداياته) لدى بعض الدول الرئيسة في المنطقة، قد يؤسس لتفاهمات وربما صفقات أو مصالحات على صعيد الإقليم ومع العالم، لا أحد (باستثناء إسرائيل) يريد حروبًا جديدة، السياسة ستتحرك بشكل أكثر تسارعًا على إيقاع الاقتصاد وحساباته، مصلحة الجميع أن يعود الهدوء إلى المنطقة، أكيد ثمة ملفات لا تزال عالقة في سياق مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، لكن حلها ممكن إذا توفر (عقلاء) قادرون على إقناع العالم أن فاتورة أي حرب أو فوضى جديدة ستتوزع على العالم كله، لا على المنطقة فقط.


أخبارنا
منذ 5 أيام
- أخبارنا
حسين الرواشدة : الحرب انتهت، ماذا عن مستقبل المنطقة؟
أخبارنا : هل تشكل الضربة التي قامت بها واشنطن ضد المفاعلات النووية في إيران أمس (22/6) نهاية للحرب التي اندلعت منذ نحو أسبوعين؟ الإجابة بتقديري نعم، لا توجد رغبة ولا قدرة ولا مصلحة لطهران لمواصلة الحرب، هذا ينطبق، أيضًا، على واشنطن وتل أبيب، لقد حققت الحرب أهدافها، أو الحد الأدنى منها، إيران لن ترد عسكريًا على أمريكا، وإذا حصل فسيكون بشكل رمزي، ستكتفي بردود سياسية، وربما تستأنف، مؤقتًا، ضرباتها على تل أبيب، النتيجة كما تجرع الخميني كأس السم عام 1988 وقرر وقف الحرب مع العراق، سيفعلها خامنئي أيضًا. هكذا، تمامًا، تفكر إيران، بمنطق الحرص على البقاء، وبعقلية التاجر الذي يدقق الفواتير والحسابات مرات ومرات، وبدافع الإحساس بالتفوق حتى في ظل الانكسار؛ إيران، وفق حساباتها، لم تُهزم بالنظر إلى معادلات الحرب وأطرافها، وإنما تراجعت خطوات إلى الوراء، فقدت أذرعها وامتداداتها ووزنها السياسي والنووي، أدركت أنها لا تستطيع هضم (اللقمة ) الكبيرة التي ابتلعتها خلال السنوات العشرين المنصرفة. أكيد ستنكفئ على نفسها، وتعيد ترميم قوتها، وربما تبحث عن مسارات سياسية جديدة لمد الجسور مع محيطها ومع العالم. إلى أين تسير المنطقة في المستقبل؟ ثمة تصوران (احتمالان) وجيهان، الأول يعتقد أصحابه أن المستقبل القادم للمنطقة لن يكون (قاتمًا)، لدى هؤلاء إحساس بالتفاؤل المشوب بالحذر؛ إسرائيل لن تستطيع - رغم ما أنجزته - أن تبتلع المنطقة أو تهيمن عليها، وإذا حصل فإنها لن تتمكن من هضمها تمامًا، كما حصل لإيران فيما مضى والآن، القوميات الأصيلة في المنطقة ستبدأ استدارات نحو الذات، وربما تتقارب، الدول العربية لن تستطيع أن تقاوم انفجارات الغضب تجاه إسرائيل، وتجاه غياب أي وزن لها فيما حدث، هذا يضمن تحجيم الاندفاع نحو إسرائيل وكبح نفوذها، المنطقة ستهدأ على وقع مراجعات عميقة، كما حصل، تمامًا، في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ثمة تصور آخر، مختلف تماما، يرى أصحابه أننا أمام «العصر الإسرائيلي الجديد»، أو ربما العصر (الترامبي)، بكل ما تحمله مواصفات «ترامب» من صفقات ومغامرات، المنطقة ستشهد انفجارات جديدة، التطرف سيطل برأسه بصورة أكثر شراسة، ربما نشهد نسخة جديدة من الربيع العربي لكنها أكثر قسوة، ربما نشهد دويلات جديدة على إيقاع تقسيم مناطق النفوذ وإعادة رسم الخرائط، هذا التصور قد يكون نسخة مما حدث بعد الحرب العالمية الأولى. إلى أي التصورين (الاحتمالين) أميل؟ إلى الاحتمال الأول مع بعض التعديلات؛ المنطقة تعبت من الحروب والصراعات، ثمة بوادر نضج سياسي (ولو أنه ما زال في بداياته) لدى بعض الدول الرئيسة في المنطقة، قد يؤسس لتفاهمات وربما صفقات أو مصالحات على صعيد الإقليم ومع العالم، لا أحد (باستثناء إسرائيل) يريد حروبًا جديدة، السياسة ستتحرك بشكل أكثر تسارعًا على إيقاع الاقتصاد وحساباته، مصلحة الجميع أن يعود الهدوء إلى المنطقة، أكيد ثمة ملفات لا تزال عالقة في سياق مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، لكن حلها ممكن إذا توفر (عقلاء) قادرون على إقناع العالم أن فاتورة أي حرب أو فوضى جديدة ستتوزع على العالم كله، لا على المنطقة فقط. ــ الدستور