
متحف المستقبل في دبي يحقق إنجازاً تاريخياً باستقبال 4 ملايين زائر منذ افتتاحه
جاء هذا الإنجاز الجديد بعد مرور أقل من أربع سنوات على افتتاح المتحف، الذي أصبح وجهة استثنائية تدمج بين الخيال العلمي والتجارب الغامرة والرؤى المستقبلية، ضمن منظومة معرفية وثقافية مُتكاملة تُجسّد رؤية دبي ورسالتها في ريادة استشراف وصناعة المستقبل.
ويُواصل متحف المستقبل أداء دوره كمركز عالمي للابتكار والتفكير المستقبلي، ومنصة جامعة لصنّاع التغيير وقادة الفكر والخبراء، ومُحرّك رئيسي في تحفيز الحراك العلمي والتكنولوجي العالمي في العالم.
رؤية قيادية تُترجم إلى منجزات عالمية
وأكد محمد عبدالله القرقاوي رئيس متحف المستقبل، أن تحقيق المتحف لهذا الرقم القياسي في عدد الزوار يُمثّل تجسيداً حيّاً للرؤية الاستثنائية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للمستقبل، ووجهة تحتضن المُبدعين والعلماء والمُبتكرين من مختلف أنحاء العالم.
وقال: «يُجسّد متحف المستقبل طموح دبي ودولة الإمارات بأن تكون نموذجاً عالمياً في تصميم وصناعة المستقبل، فالمتحف أصبح منارة أمل تجمع تحت سقفها المتفائلين والطامحين من كل الثقافات والجنسيّات. وبالإضافة لكونه صرحاً معمارياً فريداً من نوعه، يقدم متحف المستقبل منصة للتمكين وبناء القدرات، ويهدف إلى إشعال شرارة الإلهام في نفوس الطامحين لرسم ملامح الغد، عبر طرح الأسئلة الكبرى واستشراف الإجابات الممكنة».
وأضاف: «متحف المستقبل مركز حيوي للمعرفة والفكر يسعى لتعزيز التلاقي الثقافي والمعرفي، وإعادة إحياء الدور الحضاري للمنطقة العربية في صياغة مستقبل البشرية، وسيواصل المتحف تقديم مساهماته النوعيّة في دعم استراتيجيات دبي ودولة الإمارات المستقبلية في مختلف المجالات، سواء من خلال منصاته الحوارية، وبرامجه المعرفية، وشراكاته العالمية مع أعرق المؤسسات والمراكز البحثيّة».
وتابع محمد القرقاوي قائلاً: «ثقافة استشراف المستقبل حوّلت دولة الإمارات إلى إحدى أكثر دول العالم تقدماً في أقل من خمسين عاماً. وسيبقى المتحف رمزاً للتسامح والتعايش والانفتاح والإبداع والابتكار، مُستقطباً مختلف وجهات النظر الثقافية والفلسفية والاجتماعية، لترسيخ مستقبل متجذّر في قيم الإمارات والعالم العربي، ومُلهَم بمسيرة الإنسانية».
محطة عالمية للمبتكرين وصنّاع القرار
يُشكّل متحف المستقبل، الذي يقع في قلب مدينة دبي، وجهة بارزة لصنّاع القرار والخبراء والمفكرين ومئات آلاف الزوار سنوياً. ويُعد منبراً عالمياً لتلاقي الرؤى والأفكار، ومنصة دائمة للحوار حول التحديات والفرص التي تُواجه مستقبل البشرية.
وقد استضاف المتحف منذ افتتاحه وحتى اليوم نحو 423 فعالية ومؤتمراً وجلسة حوارية، تطرّقت إلى موضوعات متنوعة مثل «الذكاء الاصطناعي» و«استدامة المدن» ومستقبل التعليم والصحة والاقتصاد والعمل والتكنولوجيا والفنون وغيرها الكثير من المجالات التي تهم الإنسان في المقام الأول.
زيارات دولية متواصلة
رسّخ متحف المستقبل مكانته كواحد من أبرز المعالم الثقافية في دبي، ووجهة مفضلة لزوار الدولة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب كونه محطة بارزة للقادة والمسؤولين والشخصيات الرسمية خلال زياراتهم إلى دولة الإمارات. وخلال العام الماضي فقط، استقبل المتحف عدداً من كبار الشخصيات الدولية، من بينهم رئيس وزراء لبنان، ونائب رئيس تنزانيا، ونائب رئيس وزراء بلجيكا، ورئيس وزراء فيتنام، والرئيس السابق لجمهورية ليبيريا.
كما ضمت قائمة ضيوف المتحف أندريه راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر، وفيليكس أولوا نائب رئيس جمهورية السلفادور، وسونساي سيفاندون رئيس وزراء جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، إلى جانب جيلكا تسيفانوفيتش رئيسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك.
وشهد المتحف مشاركة 610 من الوفود الإعلامية الدولية لتغطية فعالياته المتنوعة، ما يعكس مكانته المتميّزة في تغطية القضايا المستقبلية، كما استقبل زواراً من أكثر من 180 جنسية حول العالم، ليُؤكد دوره كجسر ثقافي وتفاعلي بين الشعوب.
فعاليات رائدة ومبادرات نوعية
يُواصل متحف المستقبل على مدار العام ترسيخ مكانته كمنصة ديناميكية نابضة بالحياة عبر تنظيم سلسلة من الفعاليات النوعية التي تتناول قضايا المستقبل من مختلف الزوايا العلمية والإنسانية والتقنية. ويُعد «منتدى دبي للمستقبل» من أبرز هذه المبادرات، كونه أكبر تجمع عالمي لخبراء ومُصمّمي المستقبل، حيث استضاف خلال دوراته السابقة أكثر من 3650 خبيراً من أكثر من 100 دولة، ليكون منبراً لتبادل الرؤى حول المسارات المستقبلية لأهم القطاعات الحيوية.
مؤتمرات وأحداث عالمية
يستضيف متحف المستقبل عشرات المؤتمرات والفعاليات والأحداث العالمية سنوياً، من أبرزها فعاليات متنوعة ضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» الذي انعقد في إبريل الماضي برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، واستضاف أكثر من 30 ألف مشارك وخبير من حول العالم، وأكبر شركات التكنولوجيا العالمية وأبرز الشركات الناشئة الواعدة.
وتضمن «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025» الذي نظمه «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» أحد مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، 10 أحداث رئيسية في مختلف أنحاء دبي، وأكثر من 250 جلسة حوارية وورشة عمل، وشهد إطلاق أكثر من 30 مبادرة وشراكة واتفاقية بين القطاعين الحكومي والخاص والمستثمرين والشركات الناشئة.
دروس الماضي للمستقبل
أطلق متحف المستقبل سلسلة محاضرات فكرية في التاريخ والمستقبل بعنوان «دروس الماضي للمستقبل» تعقد على مدار عام 2025، ويقدمها المؤرّخ والباحث العالمي الدكتور روي كاساغراندا، الذي يمتلك خبرات واسعة في تاريخ الشعوب وقدرة على استعراض حكايات وتجارب الماضي بطريقة مُلهمة، وذلك في خطوة تندرج في إطار التزام المتحف بتعزيز دوره منصةً للابتكار الفكري والتعلّم المستدام واستشراف المستقبل، حيث يهدف عبر البرنامج الجديد الذي يضم 10 محاضرات تفاعلية حصرية إلى استكشاف محطات رئيسية في تاريخ الشعوب، بطريقة تفاعلية تُضيء على الجوانب التي يُمكن الاستفادة منها واستثمارها بشكل جيد.
كما تحتل سلسلة «حوارات المستقبل» مكانة محورية في البرنامج السنوي للمتحف، إذ تُعقد هذه الجلسات بشكل دوري لتناول موضوعات استراتيجية متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي والاستدامة والتعليم والفنون والاقتصاد، وتستضيف نخبة من المفكرين وصنّاع القرار والخبراء الدوليين.
ويحتضن المتحف أيضاً «المجلس الرمضاني» الذي يجمع نخبة من الخبراء والمفكرين في جلسات حوارية تُسلّط الضوء على فرص الاستدامة في العالم الإسلامي، مع التركيز على تطبيقات المبادئ الإسلامية في هذا المجال، بهدف استشراف مستقبل أخلاقي وإنساني للتقنيات الحديثة.
تنمية وعي الأجيال الناشئة
ويُولي المتحف اهتماماً خاصاً بتنمية وعي الأجيال الناشئة، حيث يُنظّم سنوياً «المخيم الصيفي لأبطال المستقبل» الذي يُتيح للأطفال واليافعين فرصة فريدة لاستكشاف عالم المستقبل عبر ورش عمل وتجارب غامرة تُعزّز من الإبداع وتفتح آفاق الخيال العلمي.
ورش وظائف المستقبل
كما يستضيف المتحف سلسلة من «ورش وظائف المستقبل» التي تُواكب أحدث الاتجاهات المهنية، حيث تُركّز على قطاعات نوعية مثل التكنولوجيا الزراعية والزراعة العمودية ومهن الاستدامة لتزويد المشاركين برؤية شاملة حول المهارات المطلوبة في عالم مُتغيّر.
مستقبل صناعة الألعاب الإلكترونية
شكّلت استضافة المتحف لفعالية «جيمنج ماترز» الدولية علامة فارقة في استكشاف مستقبل صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث جمعت نخبة من الشركات العالمية الرائدة مثل «إيبيك جيمس» و«والت ديزني»، إلى جانب خبراء ومُصمّمين من قطاع الرياضات الإلكترونية، لتبادل الرؤى حول الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال سريع النمو.
بوابة للمستقبل تنتمي للجميع
يعكس متحف المستقبل روح دبي الطموحة، حيث لا حدود للإبداع أو الابتكار. وهو يُمثّل التقاء الماضي بالحاضر والمستقبل في صرحٍ معماري استثنائي، صُمّم ليكون مرآة للتقدّم الإنساني، ومنصةً مفتوحة للتجربة والاكتشاف.
ومع وصول عدد زواره إلى 4 ملايين، يُثبت المتحف أنه ليس فقط معلماً معمارياً فريداً، بل مساحة حيّة للتفاعل مع المستقبل وصناعته، ضمن بيئة مُلهمة تحتفي بالعقل البشري وقدرته على التخيّل والتغيير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
«أبوظبي للغة العربية» يُصدر العدد الثامن من «المركز»
صدر عن مركز أبوظبي للغة العربية العدد الثامن من مجلة «المركز: مجلة الدراسات العربية»، التي تُعنى بالدراسات العربية لغةً وأدباً وثقافة، وتتناول موضوعات المجلة قضايا مختلفة تاريخية ونقدية ومراجعات للكتب. وتستكمل المجلة نصف السنوية، التي تصدر ورقياً وإلكترونياً بالتعاون مع مؤسسة «بريل»، في هذا الإصدار عامها الرابع. وضمّ العدد خمس مقالات متنوّعة في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية، من شعر، ونثر، وتاريخ، وفلسفة، قدّمها باحثون تتنوّع خلفياتهم العلمية وتتعدد جنسياتهم. وأُلحِقت بها ثلاث مراجعات لكتب صدرت مؤخراً. ويحمل المقال الأول للأستاذ المساعد في جامعة المنيا بمصر، الدكتور تامر محمد عبدالعزيز، عنوان «بين بنية الحُلم ونسقيّة القصيدة: مقاربة إدراكيّة في شعر محمود درويش»، والثاني للأستاذ الزائر في جامعة دبلن عضو هيئة التدريس في جامعة دمنهور، الدكتور أحمد شعير، عنوان «أنبياء بني إسرائيل بين الذاكرة الشعبية والتاريخ: قراءة في الشعر العربي في أوراق الجنيزة القاهرية بجامعة كامبريدج». أما عنوان المقال الثالث، وهو لأستاذ البلاغة وتحليل الخطاب في جامعة ابن زهر- المغرب، الدكتور محمد هُمام، فهو: «الآخر في فكر أبي حيّان التوحيدي: اليونان فلسفةً وفلاسفةً نموذجاً»، في حين يأتي المقال الرابع للباحث الزائر في جامعة السلطان قابوس، الدكتور رشاد حسنوف، دراسة مقارنة في الأدب الحديث، بعنوان «الرؤية الرومنطيقيّة بين جبران خليل جبران وحسين جاويد: دراسة مقارنة». ويحمل المقال الخامس، وهو للروائي والناقد والباحث في الاجتماع السياسي، الدكتور عمّار علي حسن، عنوان «الحياة قصص: السرد المبثوث في العيش الإنساني».


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
للماضي سحر في دبي
للماضي رائحة وسحر، خصوصاً حينما يكون في مدينة تراهن على المستقبل، لكنها لا تنسى تاريخها، وتضعه بين يدي زوارها من كل مكان، لتعلن لهم أنها من هنا بدأت، حيث بيوت الأجداد التي تعلوها البراجيل، بين سكيك حي الشندغة، وشوارع منطقة السيف التراثية التي تجتذب السياح، ولا تكتفي بعرض مشاهد من بعيد أمامهم، بل تتيح لهم اقتناء هدايا تذكارية، وتحف متنوعة تتنافس المحال على إبرازها بأجمل حلة.


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
رسائل دبي الملهمة.. بلغة الفن على جدرانها
يطل مشروع الفن في الأماكن العامة كجزء من منظومة الفنون التي تحتضنها دبي، إذ تواصل الإمارة عبر مبادراتها المتنوعة إبراز جاذبيتها، وحيوية مشهدها الفني الذي يتميز بتنوع تجاربه الاستثنائية، وما تمتلكه من أعمال وتركيبات وجداريات فنية مُلهمة، تسهم في تعزيز قوة استراتيجية الفن في الأماكن العامة، الهادفة إلى تحويل دبي إلى معرض فني مفتوح ومتاح للجميع، بما يتماشى مع خطة «دبي الحضرية 2040» الرامية إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة في دبي، يشكل الإنسان محورها الرئيس، وترسيخ مكانة الإمارة وجهة مفضلة للعيش والعمل والترفيه، ومركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب. وتسعى هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، عبر مجموعة الجداريات التي تنفذها في جميع أنحاء دبي، إلى دعم المبدعين وأصحاب المواهب، وتحفيز روح الابتكار لديهم، وتمكينهم من الإسهام في تحويل أحياء دبي وميادينها العامة ومناطقها المختلفة، إلى وجهات سياحية وثقافية ملهمة، بما تحتضنه من جداريات تعكس تفرد هوية الإمارة الإبداعية الثقافة، وتصنع فضاءً حضارياً وتفاعلياً بين الفنانين والجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات، ما يؤسس لبيئة مستدامة قادرة على تشجيع الفنانين على مواصلة شغفهم، والتعبير والمشاركة مع الجمهور، ورفع مستوى الذائقة العامة، وإضفاء لمسات جمالية خاصة تزين مناطق الإمارة المختلفة. تشكيلة جديدة خلال الفترة الماضية، نجحت «دبي للثقافة» في إنجاز تشكيلة من الجداريات الفنية، من أبرزها «الجدارية الجصية» التي تزين واجهة مكتبة الصفا للفنون والتصميم، التي استلهمتها الفنانة اللبنانية شفى غدّار من تراث دبي، وتتميز هذه الجداريات بقدرتها على إبراز تنوع الإمارة وحيويتها، إذ تُعيد الجدارية تخيل التصميم المعماري القديم لمبنى المكتبة، وتبرز جماليات ودقة الزخرفة الإسلامية التي كانت جزءاً من مكتبة الصفا قبل خضوعها لعملية ترميم شاملة. واعتمدت الفنانة في الجدارية على تقنية «أوزليجوس» الخزفية الكلاسيكية، إحدى عناصر التراث المعماري البرتغالي، المتأثرة بالفنون الإسلامية والصينية والإسبانية القديمة. «المد» و«الاندماج» بينما استلهم الفنان الأرجنتيني المقيم في الإمارات، غصن جبران، (سانكتوم)، تفاصيل جدارية «المد» التي نفذها في حديقة أم سقيم، من حركة الأمواج وطاقة المياه وتلامسها مع الرمال، ليعكس بذلك طبيعة العلاقة التي تجمع دبي بالبحر، وتتكون الجدارية من لوحة رباعية ضخمة، استخدم فيها المبدع ألوان الأخضر والأزرق والفيروزي، معبراً من خلالها عن الرابطة التي تجمع الماء والتربة. فيما تتألف جدارية «الاندماج» التي أبدعها الفنان الجزائري المقيم في الإمارات، أحمد أمين عيطوش (سنيك هوتيب)، في حديقة ند الشبا، من ثلاثة أسطح، ونفذها بطريقة احترافية لتبدو كقطعة واحدة، وفيها يحاول إبراز كيف نجحت دبي في تجسيد التعايش بين الثقافات، وإحداث التوازن بين التقاليد والحداثة، والحرية والانضباط، وكيف استفادت الإمارة من تنوعها الثقافي لتحقيق التنمية الحضرية والاجتماعية فيها. في حين تبدو جدارية «مثال» التي نفذها أيضاً «سنيك هوتيب» في حديقة أبوهيل، بمثابة خطاب صامت لكل من يحاول أن يكون نسخة أفضل من نفسه كل يوم. مظلة مشتركة ومن الجداريات البارزة التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرة تطور «القوز الإبداعية» من منطقة صناعية إلى وجهة ثقافية نابضة بالحياة، جدارية «مُتّحد» التي أنجزها قبل خمس سنوات كل من فنان الخط العربي، التونسي كريم جباري، والمصممة الأميركية، جيمي براون، في عمل تعاوني دائم يُعد من أوائل الأعمال الفنية العامة التي شهدتها المنطقة. واستُلهمت الجدارية من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتجسد كيف يمكن للفن أن يتجاوز حواجز اللغة والخلفيات الثقافية، ويجمع الناس تحت مظلة مشتركة من الجمال والتعبير. وأُنجز هذا العمل بأسلوب ارتجالي في الموقع، وعبر حوار مباشر مع المجتمع المحلي، ليُقدم توليفة فنية تمزج بين جمالية الخط العربي والطابع العصري في التصميم، بما يعكس روح «القوز الإبداعية» كمكان تتقاطع فيه ملامح التراث مع آفاق الابتكار في الفضاء العام. «سكة» خلال مهرجان سكة للفنون والتصميم، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، تحرص الهيئة سنوياً على تقديم تشكيلة مميزة من الجداريات الملهمة، التي تشكل منصة للفنانين للتعبير عن رؤاهم ووجهات نظرهم المختلفة. وكانت النسخة الـ13 من المهرجان، التي عقدت في فبراير الماضي، بحي الشندغة التاريخي، قد شهدت عرض 13 جدارية، تميزت بتنوع أساليبها الفنية، وأفكارها المبتكرة، ما جعل منها مساحات إبداعية نابضة بالحياة تعكس هوية دبي الثقافية وتطور الإمارة الاجتماعي والثقافي، كما سلّطت الضوء على المرأة الإماراتية التي تمثل روح التراث المحلي. مساحات ملهمة تُعد الجداريات من أبرز عناصر التعبير البصري في المشهد الثقافي المعاصر لدبي، إذ تجمع بين الأزمنة ووجهات النظر المختلفة، وتعزز الروابط بين أفراد المجتمع، ومع مواصلة «دبي للثقافة» جهودها في تفعيل الفنون في الأماكن العامة، بدعم من المبادرات الحكومية ذات الصلة، تُسهم الأحياء والمناطق الجديدة في الإمارة في توفير مساحات ملهمة تتيح للفنانين استكشاف رؤاهم، ولا تقتصر أهمية الجداريات على ما تضيفه من ألوان وحيوية للمشهد الحضري، بل تتجاوز ذلك لتصنع لحظات تواصل إنساني تبقى في الذاكرة. . 13 جدارية تميزت بتنوع أساليبها الفنية في «سكة» 2025. . الجداريات تصنع فضاءً حضارياً وتفاعلياً بين الفنانين والجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات.