
أمن البحر الأحمر يبدأ من استعادة الدولة اليمنية
يعيد هذا الهجوم، الحديث مجدداً عن خطورة استمرار الأزمة اليمنية دون حل وتسوية سياسية شاملة، وبقاء جماعة الحوثي مسيطرة على أجزاء من الشريط الساحلي، وما يشكله ذلك من تهديد متواصل لأمن الملاحة البحرية والتجارة العالمية. وكما هو معلوم فإنَّ البحر الأحمر يعد أهم الممرات الملاحية في العالم، وتمر عبره نحو 12 في المائة من التجارة الدولية، بما في ذلك إمدادات الطاقة والغذاء وسلاسل التوريد المرتبطة بالأسواق الأوروبية والآسيوية. كما يشكّل هذا الممر الرابطَ الحيوي بين قناة السويس والمحيط الهندي، ما يجعله محوراً رئيساً في أمن الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي. ومن هنا، فإنَّ استمرار الاضطرابات فيه لا ينعكس فقط على دول المنطقة، بل يمتد أثره إلى الاقتصاد الدولي برمته.
وفي رأيي، ولمواجهة هذا التهديد المتصاعد، يحتاج الأمر إلى مقاربة مزدوجة أو لنقل مسارين متوازيين، الأول مسار عاجل، وتعاون دولي مشترك لحماية الملاحة الدولية عبر تشكيل تحالف دولي أممي، يتولى حماية خطوط الشحن، وقطع مسارات تزويد جماعة الحوثي بالسلاح.
أمَّا المسار الثاني فيتعلّق بمعالجة جذور الأزمة اليمنية ذاتها. لأن ضمان أمن الملاحة البحرية، وحماية الاستقرار الإقليمي والدولي لا يمكن أن يتحقق بشكل دائم، دون استعادة الدولة اليمنية لكامل سيادتها على الشريط الساحلي وجميع أراضيها، وإنهاء الوضع غير الشرعي الذي فرضته جماعة الحوثي. وأعتقد أنَّ الحل السياسي المتوافق مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216) هو الحل المستدام للأزمة في اليمن، وسوف يسهم في إخراج اليمن من الأزمة التي يمر بها، وينقله إلى مرحلة من الاستقرار والتنمية. وهذا الأمر يتطلب دعماً حقيقياً للحكومة اليمنية لتمكينها من بسط سلطتها على الأراضي اليمنية كافة؛ وفق قرار مجلس الأمن «2216»، وتعزيز قدرتها وكفاءتها، بدءاً بانسحاب جماعة الحوثي من المناطق التي سيطرت عليها، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة لممارسة وظائفها السيادية. وذلك من أجل تهيئة الأجواء للحل السياسي في إطار المرجعيات الثلاث.
وفي الوقت ذاته، من الضروري بلورة خريطة طريق سياسية واضحة تستند إلى المرجعيات المشار إليها. لأن الخروج أو الالتفاف على هذه المرجعيات هو الانزلاق نحو المجهول والدخول في نفق مظلم، وفتح المجال أمام الطموحات الإقليمية والدولية.
ولم يحظَ حل سياسي بقبول دولي ووطني كما حظي الحل المستند إلى المرجعيات الثلاث. فمرجعيات الحل السياسي المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن «2216»، اكتسبت طابعاً وطنياً وإقليمياً ودولياً. ومن نافلة القول إن هذه المرجعيات أصبحت دولية الطابع من خلال تأكيد القرار الأممي «2216» عليها في بنوده.
ولكي يكون هذا المسار فاعلاً، لا بد من دور دولي أكثر تأثيراً في دعم الحكومة الشرعية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمرجعيات كافة، سواء عبر المنظمات الدولية والمنصات السياسية والإعلامية، أو من خلال دعم مباشر على الأرض، بممارسة ضغوط فاعلة لدفع العملية السياسية اليمنية، وإجبار جماعة الحوثي على الانصياع لإرادة الشعب اليمني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم «2216» الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وأخيراً فإنَّ استمرار الأزمة اليمنية دون حل شامل يمنح جماعة الحوثي القدرة على تهديد أمن المنطقة واستقرار الملاحة الدولية. لذلك، لا يمكن معالجة هذا التهديد بشكل فعّال إلا إذا أخذنا الأمور التي أشرنا إليها آنفاً بعين الاعتبار. وبتضافر جهود المجتمع الدولي، يمكن إنهاء الأزمة وتحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة، وفتح الطريق نحو يمن مستقر وآمن، يتجاوز منطق الحرب وتهديد أمن المنطقة واستقرار الملاحة الدولية إلى آفاق التنمية والاستقرار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 19 دقائق
- حضرموت نت
الولايات المتحدة تحذر من كارثة غير مسبوقة في البحر الأحمر
حذّرت الولايات المتحدة، يوم الأحد، من عواقب بيئية وخيمة في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن إغراق مليشيا الحوثي لسفينة الشحن 'ماجيك سيز' أدى إلى تسرب 17 ألف طن متري من نترات الأمونيوم. وأوضحت السفارة الأمريكية في اليمن، في بيان نشرته على منصة 'إكس'، أن هذه المادة الكيميائية تهدد بتعطيل تكاثر الأسماك وقد تتسبب في انقراض جماعي للحياة البحرية ضمن السلسلة الغذائية. وأكدت السفارة أن الحوثيين أغرقوا السفينة 'عمداً، متجاهلين تماماً تأثير ذلك على الأسر اليمنية والتجارة وصيد الأسماك'. ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب جماعة الحوثي بخصوص هذه الاتهامات. المملكة المتحدة تدين الهجمات الحوثية وتطالب بالإفراج عن المحتجزين في سياق متصل، أدانت السفارة البريطانية لدى اليمن، في بيان عبر منصة 'إكس'، الهجمات الحوثية 'غير المبررة' على سفينتي الشحن المدنيتين اليونانيتين 'ماجيك سيز' و'إيتيرنيتي سي' في البحر الأحمر. وأفادت السفارة بأن الهجمات أسفرت عن غرق السفينتين ومقتل ما لا يقل عن 4 من أفراد الطاقم، بينما لا يزال عدد آخر في عداد المفقودين. ودعا البيان الحوثيين إلى 'الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع أفراد طاقم إيتيرنيتي سي، والامتناع عن تهديد حياة المدنيين وتعريضهم لعمليات القتل الجماعي'. ولم يصدر أي تعليق فوري من قبل مليشيا الحوثي بشأن البيان البريطاني. تأتي هذه التحذيرات والإدانات بعد إعلان مليشيا الحوثي الأسبوع الماضي مسؤوليتها عن استهداف وإغراق السفينتين 'إيتيرنيتي سي' و'ماجيك سيز' في البحر الأحمر. وبررت المليشيات هجماتها بأن السفينتين كانتا متوجهتين إلى موانئ إسرائيلية. تحمل السفينتان علم ليبيريا وتديرهما شركتان يونانيتان، وقد أسفرت الهجمات عن سقوط قتلى وجرحى بين أفراد طاقميهما.


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
لمن يتباكى على عهد عفاش.. احترموا دماء الشهداء وذاكرة الجنوب
نتعجب بل إننا نصاب بالذهول، من بعض الأصوات الجنوبية التي تخرج علينا بين الحين والاخر تتباكى على زمن المثلج علي عبدالله صالح (عفاش) وكأنهم نسوا أو تناسوا تاريخاً أسوداً من القهر والدم والتهميش، وكأن المجازر والمآسي التي ارتكبتها قوات عفاش ضد الجنوب لم تكن يوماً واقعاً وألم عاشه كل بيت جنوبي! الرسالة لمن يتباكون ويذرفون دموع الحنين الكاذبة ويقارنون بجهل أو تجاهل، بين الوضع المعيشي اليوم وتلك السنوات السوداء من الجمر والدم في عهد المثلج ( عفاش) التي طحنت الجنوب وشعبه منذ دخول شعبنا في الوحدة المشؤومة عام 1990م .! أن المثلج (عفاش) هوه نفسه من سلم زمام كل الامور والجيوش بعده وعتاده لمليشيات الحوثي الإيرانية.؟. فعن أي مقارنة هذه التي يضعها البعض بين معاناة اليوم رغم قسوتها وبين عهد عفاش الذي لم يعرف للجنوب وشعبه سوى القهر والدمار؟! ألا تعلمون، أم تتجاهلون، أن علي عبدالله صالح هو من سلم الدولة ومقدراتها وعتادها للحوثيين على طبق من خيانة؟! أليس هو من أعطى الضوء الأخضر للحوثي وتمكينه من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، وتوجيه ما يسمى الحرس الجمهوري وعتاد الدولة العسكري بأكمله لاجتياح عاصمتنا عدن وأبين وكل مدن الجنوب ؟! هل نسيتم أنه سلّم كل المعسكرات والعتاد الثقيل والمتوسط والخفيف، وسلّم وقاد الألوية والذخائر والمخازن والدبابات وتحالفه مع مليشيا الحوثي ؟! نعم، فلولا خيانة المثلج عفاش وتحالفه مع الحوثيين، لما اجتاحوا وسيطروا على صنعاء والشمال المحتل إلى اليوم، ولما تمددوا حينها نحو الجنوب ودخلوا عدن. لكن الله كان معنا، وبفضل تضحيات رجال الجنوب الأبطال، تحررت العاصمة عدن، وأرض الجنوب وعادت الأرض لأهلها، وتم كسر هذا الغزو والمد الفارسي الحوثي، رغم تحالف قوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع عفاش معه. ودعمهم بكل أنواع الأسلحة.؟ للتذكير كذلك لا ننسى مجازر حرب صيف 1994م؟ مروراً إلى مذابح 2015م وتحالف عفاش مع الحوثي هل نسيتم كذلك كيف همّش وسرّح وأقصاء القيادات العسكرية والكوادر الجنوبية وكيف دمّر المؤسسة العسكرية والأمنية وكامل مقومات دولة الجنوب؟! ونهب الأرض والثروة، وقتل الحلم الجنوبي لعقود ؟! فمن يُمجد أو يتباكئ على عفاش اليوم ويصف عهده بـ "الزمن الجميل" نقول له أخجل من الحقيقة ، كفاكم باطلاً وتدليس تمجيداً لعهد اسود، على الأقل احترموا دماء الشهداء ، وآهات الجرحى ، وصرخات الأمهات ، واحترموا ذاكرة التاريخ وذاكرة شعب بأكملة، دماء الشهداء التي سفكت دفاعاً عن أرض الجنوب الطاهرة من جيوش جحافل الحوثي وعفاش ونظام صنعاء.! أن تحالف عفاش مع الحوثي كان الطعنة الأخيرة منه في خاصرة الجنوب، وأن نهايته على يد ذلك الحليف وبالغدر به كانت عدالة إلهية لكل ظالم ومن غدر وخان بالشعب وتحالف مع من باعوا الوطن والدين لإيران .


الموقع بوست
منذ 7 ساعات
- الموقع بوست
قيادي حوثي في حوار مع صحيفة إسرائيلية يهدد بمحو إسرائيل بمساعدة إيران ويتهم السعودية والخليج بالعمالة (ترجمة خاصة)
اتهم قيادي في جماعة الحوثي السعودية والأنظمة الخليجية بالعمالة، متوعدا باستعادة فلسطين التي اتهمهم ببيعها، وبناء جيش ذا دوافع أيديولوجية للدفاع عن اليمن والعالم الإسلامي. تصريحات القيادي الحوثي جاءت في حوار حصري مع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية – ترجمه الموقع بوست - ولم تذكر الصحيفة اسمه، واكتفت بتوصيفه بالقيادي الرفيع، قائلا إنهم لا يسعون للسلطة لذاتها، بل لتحقيق رؤية حسين الحوثي ببناء دولة إسلامية وهزيمة اليهود. وحول عملياتهم الهجومية الجارية قال إن مهمتهم واضحة وهي إرباك الكيان، وإضعافه حتى ينهار من الداخل، متوعدا بتوسيع عملياتهم في البحر الأحمر وبحر العرب، وسيضربون أي شيء مرتبط بإسرائيل، داخل اليمن وخارجه، معتبرا اليهود هدف مشروع لهم. وعن أهدافهم المستقبلية قال إن جماعته تريد سيادة ودولة قائمة على القرآن الكريم، ونسعى لبناء نظام عادل قائم على القرآن الكريم، ينهض باليمن سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا، قائلا إنهم يقاتلون "لتحرير اليمن من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني حتى ننال سيادتنا واستقلالنا ونرفض الوجود الأجنبي. وبما يتعلق بمعاناة اليمن الداخلية كالفقر المتفشي والمرض والانهيار الإنساني قال القيادي الحوثي للصحيفة إنهم يقاتلون "دفاعًا عن شعبنا وصونًا لكرامته وإذا استسلمنا للعدوان، فلن يكون لشعبنا قيمة ولا أرض، والحرب فُرضت علينا ونُوَجِّه جميع مواردنا لبناء القوة التي تحمي شعبنا لا لمكاسب شخصية كما يفعل المرتزقة". وعن الوضع الاقتصادي علق بالقول: "لا يهم إن خصصنا مواردنا للشعب أم لا، المهم أن ننفذ توجيهات قادتنا، والشعب اليمني سيدير شؤونه حسب الحاجة، ونحن أمة تحيا بالحرب نبني ونقاتل في آن واحد، وسنواصل حتى نهزم العدوان ونبني الإيمان". وحول العلاقة مع إيران أعرب عن عدم خجلهم من التحالف مع إيران، التي تقف على جانبهم، وتعتبر قدوتهم، وفقا لتعبيره. وقال إن علاقتهم بها قائمة على الأخوة الدينية والاستراتيجية، ونصرة المظلومين، مضيفا بالقول: "إنها علاقة إيمان وولاء لآيات الله الخميني وخامنئي، وإيران حليفنا الاستراتيجي في مواجهة الهيمنة الأمريكية الصهيونية وستساعدنا إيران على محو إسرائيل من على الخريطة". ووجه القيادي الحوثي رسائل للحكومة الإسرائيلية ووصفها بالكيان المجرم والمحتل، وأنهم سيهزمون كما يُهزم كل طاغية في التاريخ. وأضاف: "لن تنعموا بالأمن، لا في تل أبيب، ولا في إيلات، ولا في أعماق البحر الأحمر، ولا في الخارج، سنضربكم وندعم كل من يضربكم، ولن تستطيعوا إيقاف تقدم الأمة الإسلامية، ونهايتكم حتمية شئتم أم أبيتم". وعن المواطنين الإسرائيليين اعتبرهم وقود مشروع صهيوني شيطاني، وطالبهم بمغادرة أرض كنعان والعودة إلى دياركم. وقال إن الصهيونية ستقودهم إلى الهلاك، وطالبهم بمراجعة أنفسهم وترك أرض فلسطين "قبل أن تجرفكم عاصفة الغضب القادمة من اليمن ولبنان وغزة وجميع أحرار الأمة وإن اخترتم البقاء، فستكون نهايتكم كأي غزاة في التاريخ".