logo
إسرائيل تحوّل بلدة فلسطينية إلى سجن كبير بعد إحاطتها بسياج عازل

إسرائيل تحوّل بلدة فلسطينية إلى سجن كبير بعد إحاطتها بسياج عازل

يحيط سياج معدني ارتفاعه خمسة أمتار بالطرف الشرقي لبلدة سنجل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وتغلق بوابات فولاذية ثقيلة، وحواجز، جميع الطرق المؤدية إلى البلدة، باستثناء طريق واحد يمر عبره الداخلون والخارجون، ويخضع لمراقبة جنود إسرائيليين في نقاط حراسة.
وقال موسى شبانة (52 عاماً)، وهو أب لسبعة، بينما كان يراقب باستسلام العمال وهم يقيمون السياج في منتصف مشتل على حافة البلدة، حيث يزرع أشجاراً كان العائد من بيعها هو مصدر دخله الوحيد: "سنجل أصبحت الآن سجناً كبيراً".
وأضاف: "طبعاً منعونا نيجي على المشتل. كل الشجر اللي عندي انحرق وراح... في النهاية، قطعوا رزقنا".
حواجز وجدران ونقاط تفتيش
الجدران ونقاط التفتيش التي تقيمها قوات الاحتلال الإسرائيلي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لسكان الضفة الغربية البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين منذ فترة طويلة. لكن كثيرين يقولون الآن إن الزيادة الكبيرة في مثل هذه الحواجز منذ بداية الحرب في غزة جعلت البلدات والقرى تحت حصار دائم.
ويشكل السياج المحيط بسنجل مثالاً صارخاً على الحواجز التي انتشرت في أنحاء المنطقة، وصارت سمة أساسية من سمات الحياة اليومية. ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه أقام السياج لـ"حماية طريق رام الله-نابلس القريب".
وزعم في بيان أنه "في ضوء الحوادث المتكررة في هذه المنطقة، تقرر إقامة سياج لمنع إلقاء الحجارة على الطريق الرئيسي والإخلال المتكرر بالنظام العام، ومن ثم حماية أمن المدنيين في المنطقة".
وقال الجيش إنه بما أنه لا يزال مسموحاً للسكان بالدخول والخروج من خلال المدخل الوحيد المتبقي، فإن هذه السياسة ضامنة "لحرية الوصول" للبلدة، على حد زعمه.
حصار يعزل السكان
ويضطر الآن السكان الذين يعيشون هناك إلى السير على الأقدام، أو القيادة عبر شوارع ضيقة، ومتعرجة، للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة المسموح بها. ويعبر البعض طرقاً مغلقة سيراً على الأقدام للوصول إلى السيارات على الجانب الآخر.
وقال بهاء فقهاء، نائب رئيس بلدية سنجل، إن من يكسبون رزقهم من الأراضي المحيطة أصبحوا معزولين فعلياً بعد أن حاصر الجدار ثمانية آلاف من السكان داخل عشرة أفدنة، وعزلهم عن الأراضي المحيطة التي يمتلكونها، وتبلغ مساحتها ألفي فدان.
وأضاف: "هذه هي السياسة التي يتبعها جيش الاحتلال لترهيب الناس وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".
وتزعم إسرائيل أن الأسوار والحواجز التي تقيمها في الضفة الغربية "ضرورية" لحماية المستوطنين اليهود الذين انتقلوا إلى هناك منذ استيلائها على هذه الأراضي في حرب 1967.
المستوطنات وضم الضفة الغربية
وزعم يسرائيل جانتس، رئيس مجلس بنيامين الإقليمي، الذي يحكم 47 مستوطنة إسرائيلية في المنطقة، حيث توجد سنجل في الضفة الغربية، أن إقامة سياج حول البلدة "ضروري"؛ بدعوى أن "سكانها يرشقون السيارات على الطريق السريع القريب بالحجارة والزجاجات الحارقة لمجرد أن شاغليها يهود".
وقال لـ"رويترز": رفع القيود المفروضة على الفلسطينيين العرب بشكل مطلق سيشجع على القتل الجماعي لليهود"، وفق زعمه.
ويقيم الآن نحو 700 ألف إسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ 1967. وتعد الأمم المتحدة مثل هذه المستوطنات انتهاكاً لاتفاقيات جنيف التي تحظر توطين المدنيين على الأراضي المحتلة، بينما تزعم إسرائيل أنها "قانونية".
وبعدما تظاهرت إسرائيل على مدى عقود بأنها ترحب باحتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة، تضم حكومتها اليمينية المتطرفة الآن نشطاء بارزين من المستوطنين يعلنون صراحة أن هدفهم هو ضم الضفة الغربية بالكامل.
وعززت إسرائيل انتشارها العسكري في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة.
وبين عشية وضحاها، وضع الجيش الإسرائيلي أكواماً من التراب والصخور الثقيلة على الطرق، مع تثبيت بوابات معدنية ثقيلة، عادة ما تكون مطلية باللون الأصفر أو البرتقالي، وأغلقها على مداخل التجمعات الفلسطينية التي غالباً ما تؤدي إلى طرق يستخدمها المستوطنون أيضاً.
"نصف حياتنا على الطرقات"
وأقام الجيش نقاط تفتيش دائمة جديدة. وازدادت وتيرة ما تسمى بالحواجز المتنقلة التي تقام فجأة ومن دون سابق إنذار.
وقالت سناء علوان (52 عاماً) التي تعيش في سنجل، وتعمل مدربة شخصية، إن ما كانت في السابق رحلة قصيرة بالسيارة للوصول إلى رام الله قد تستغرق الآن ما يصل إلى ثلاث ساعات في كل اتجاه، من دون أن تعرف مع بداية اليوم المدة التي ستقضيها وهي عالقة عند نقاط التفتيش.
وتباطأت وتيرة عملها لأنها لم تعد قادرة على تقديم وعد للزبائن بإمكانية الوصول إليهم. وقالت: "نصف حياتنا على الطرقات".
وكان محمد جاموس (34 عاماً)، الذي نشأ في أريحا، ويقيم في رام الله، يزور عائلته كل أسبوع تقريباً. ويقول إنه لا يستطيع الآن زيارة عائلته سوى مرة واحدة شهرياً؛ بسبب امتداد رحلة القيادة التي تستغرق ساعة واحدة عادة إلى عدة ساعات ذهاباً وإياباً.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن قواته تعمل في ظل "واقع أمني معقد"، وإنه "يجب نقل نقاط التفتيش بانتظام إلى مواقع جديدة لمراقبة الحركة والتصدي للتهديدات القادمة من التجمعات الفلسطينية"، وفق زعمه.
ويرى مسؤولون في السلطة الفلسطينية، أن هذا التأثير الخانق على الاقتصاد والحياة اليومية متعمد. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى للصحافيين الشهر الماضي: "يبذلون قصارى جهدهم لجعل الحياة شديدة الصعوبة على شعبنا".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجرمون في حرب غزة... غَزيون
مجرمون في حرب غزة... غَزيون

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

مجرمون في حرب غزة... غَزيون

معروفٌ أن فظاعات قتل المدنيين العُزل، في كل حرب، وهدم العُمران على رؤوس بشر أبرياء، تلد فظاعات يرتكبها بعضٌ ممن يُفتَرض أنهم جزء من ضحايا الحرب ذاتها. حدث هذا في أزمان عدة، وأماكن مختلفة، ولم يزل يحدث، سواء خلال حروب امتدت ويلاتُها لتشمل المشارق والمغارب، أو في حرب أُبقِيَت نيرانُها حصراً فوق أرض أهليها الذين أشعلَ نفرٌ من زعمائهم أوارها، فحق عليها توصيف «الحرب الأهلية»، وأُطلق عليهم وصف «زعماء ميليشيات» تخوض حروباً بالوكالة، لصالح قوى وأطراف في الخارج. ضمن هذا السياق، واضح أن مسرح مآسي قطاع غزة لم يشذ عن عرض نماذج للحالتين؛ حالة اقتتال «الإخوة الأعداء» بين فصائل الأجدرُ بها أن تتحد في خندق المقاومة، وحالة حروب تكررت في مواجهة المُحتل الإسرائيلي، وتكرر أيضاً الاختلاف حول تقييم نتائجها. بيد أن حرب زلزال «طوفان الأقصى» سوف تتخذ موقعها المتميز جداً عما سبقها من الحروب الفلسطينية - الإسرائيلية كافة. ضمن ذلك التميز الخاص بمآسي وفظاعات الحرب الحالية في غزة، من المؤلم ظهور حالات انحراف وإجرام يمارسها أشخاص من أهل القطاع، الذين يجوز القول إنهم منتمون إلى الدرك الأسفل من قاع مجتمعات الجريمة بأي من بقاع الدنيا. كِدتُ ألا أصدق ما كنتُ أسمع من بعض الباقين هناك، فأتهم مُحَدِثي بافتراء الكذب إذ يخبرني بألم عن وقوع حوادث تحرش جنسي بقاصرين وقاصرات، تشهدها مراكز إيواء مُهَجَرّين، كالمدارس مثلاً. إذا أثبت أي تقصٍّ مُستقل، لاحقاً، حدوث سلوك كهذا، فإن مرتكبيه هم مجرمون افتقدوا الحد الأدنى من إنسانية الإنسان. بالطبع، مفهوم أن يجري تجنب الحديث عن مثل هذه الجرائم تجنباً للاتهام ببث شائعات مغرضة. لكن أحداث اعتداء عصابات سرقة على قوافل المعونات، ذاع صيتها حتى بات مستحيلاً كتمانها. ومع ذلك، صدمني الأسبوع الماضي «إيميل» وصلني من الشاب الغزاوي محمد كريم، الذي يقيم الآن اضطراراً في المهجر، تضمن التالي: «هناك ظواهر تفشت في مجتمعنا الغَزي، منها سرقة مقتنيات الشهيد في اللحظات الأولى، والسارق فلسطيني. بين آخر الأمثلة سرقة مال من محفظة الشهيدة (س. ر) فور مقتلها عند استهداف طائرات الاحتلال استراحة (الباقة) على الشاطئ قبل بضعة أيام، فيما تولى سارق آخر نزع خاتم ذهب من إصبع شهيدة أخرى». يضيف كريم: «هناك أيضاً مقتل العشرات يومياً من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال، ونعلم يقيناً تعمد المُحتل وأعوانه إشاعة الفوضى، بل خلقها، لكن الحقيقة المؤلمة تقول إن جُلّ هؤلاء قتلوا بأيدي بعض الغَزيين، ليتمكنوا من سرقة ما حملوه. برزت كذلك ظاهرةُ تجار سيولة نقدية يقاسمون طالب السيولة نصف المبلغ المتوفر في حسابه المصرفي مقابل خدماتهم. هذا غيض من فيض مما يشهد قطاع غزة، وهو خنجرٌ مسموم يطعن خاصرتنا من دون أي حياء، أو خوف من يوم الحساب. ولعلي لا أبلغ مُرادي من رسالتي هذه إليك، ولكن إعمال الكلام أولى من إهماله». حقاً، لستُ أدري مُرادَك كريم من رسالتك، لكنها توجع، فتؤلم كل قلب لم يزل يبصر، فيسمع الحق ويرفض الباطل.

الشرق الأوسط والهُدن المؤقتة
الشرق الأوسط والهُدن المؤقتة

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

الشرق الأوسط والهُدن المؤقتة

يبدو الشرق الأوسط على مفترق طرق بين الاستقرار والمزيد من الدمار. يعيش الإقليم على صفيح ساخن من الحروب/ الأزمات المفتوحة في الزمان والمكان والمترابطة بدرجات مختلفة وبشكل مباشر أو غير مباشر بسبب الجغرافيا السياسية، وكذلك بشكل خاص بسبب الاجتماع، وتحديداً العقائد الهوياتية المختلفة والعابرة للدول الوطنية. فهذه الأخيرة عادة ما تسهم في التعبئة العقائدية والسياسية التضامنية بدرجات مختلفة، وتوظف في لعبة صراع القوى في المنطقة، الأمر الذي يزيد من تعقيدات الوضع الإقليمي. يشهد الشرق الأوسط ثلاثية هُدن مؤقتة باسم العمل على وقف إطلاق النار الكلي والشامل، أو باسم التهيئة للتوصل إلى ذلك. وقف إطلاق النار أمر ضروري بالطبع، ولكن في حالة بعض الصراعات وخصوصياتها يبقى المطلوب والضروري العمل على التوصل إلى تسوية سياسية لضمان عدم العودة مجدداً إلى الحرب المفتوحة أياً كانت درجة حدتها أو حجم مسرحها الجغرافي. أولى هذه الحروب، الحرب الإسرائيلية على غزة التي تحمل معها حرباً بشكل آخر، حتى الآن، على الضفة الغربية: عنوان هذه الحرب إلغاء الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، باعتبار أنه على أرض غيره، وتهجيره ولو بشكل تدريجي تحت عناوين مختلفة، وتكريس ضم الضفة الغربية، وقيام «إسرائيل الكبرى». التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة يندرج في هذه السياسة: سياسة شراء الوقت لخلق واقع جديد على الأرض الفلسطينية، الأمر الذي يعني عملياً تسخين الأوضاع على الأرض ليأتي الانفجار مجدداً في مرحلة لاحقة؛ إذ تكفي «شرارة» من هنا أو هناك لإعادة الانفجار من جديد... ثاني هذه الحروب، الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد 17 عاماً من الهدوء تحت عنوان مرجعية قرار مجلس الأمن 1701 (الذي جاء لتكريس وقف إطلاق النار بعد حرب تموز 2006). القرار الذي أحدث وكرس وأدار تفاهم أمر واقع على الأرض في الجنوب. صاعق التفجير لتلك الحرب كان قرار «حزب الله» بفتح جبهة الجنوب تحت عنوان «وحدة الساحات» تضامناً مع «حماس»، وأيضاً مع ما يحمله ذلك من مكسب على صعيد الصراع الاستراتيجي في المنطقة، الأمر الذي وفر فرصة ذهبية لإسرائيل للرد عبر تصعيد مفتوح في المكان والقوة النارية بغية تحقيق الهدف الإسرائيلي الأساسي بإنهاء «حزب الله» عسكرياً، الأمر الذي خلق تعقيدات مزدوجة على الصعيدين الداخلي والخارجي. يجري ذلك في وقت ولبنان في أمسِّ الحاجة إلى إعادة تفعيل دور الدولة، في المضمون وليس في الشكل بالطبع، على كافة الأصعدة السيادية والإصلاحية المختلفة، وذلك لولوج باب الإصلاح الشامل والضروري لإنقاذ «المركب اللبناني» من الغرق. ثالث هذه الحروب، الحرب الإسرائيلية على إيران والتي شاركت فيها واشنطن، ثم فرضت على إسرائيل وقفها. إنه أيضاً منطق الهدنة الذي لن يتحول إلى العمل على وقف دائم وفعلي للحرب التي من الممكن أن تقوم بها إسرائيل مرة أخرى ما دام «الملف النووي الإيراني» لم يأخذ طريقه إلى الحل. المفاوضات المباشرة حول الطاولة ما زالت معلقة بسبب التناقض بين الهدفين الأميركي والإسرائيلي، رغم بعض التمايز بينهما، من جهة والإيراني من جهة أخرى: صفر تخصيب في إيران بالنسبة لواشنطن مع القبول بتخصيب تحت السقف المقبول دولياً ولكن خارج إيران. وبالطبع موقف إسرائيل أكثر تشدداً في هذا المجال خوفاً من تحويل النووي المدني إلى عسكري من خلال زيادة مستوى التخصيب المطلوب لذلك سراً. بينما تؤكد إيران على حق التخصيب حسبما تسمح به الاتفاقيات الدولية المعنية بهذا الأمر وعلى أراضيها... الحلول القانونية والشرعية التي تستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأعمالها كلياً تسمح بتوفير الضمانات الدولية الضرورية لاحترامها والعمل بها. وللتذكير، فإن إعادة إحياء عملية السلام على أساس المرجعيات الدولية المعروفة والتي تخرقها إسرائيل بشكل كامل ودائم، والتوصل إلى حل الدولتين يسمحان بتوفير السلام المطلوب. بالنسبة إلى لبنان، فإن المطلوب العمل على العودة إلى أعمال اتفاقية الهدنة لعام 1949، وهي مسؤولية دولية، وبشكل خاص تستدعي دوراً فاعلاً من القوى الدولية المنخرطة بقوة في «الملف اللبناني»، إلى أن يتحقق السلام الشامل والدائم الذي هو مصلحة وطنية لبنانية أساسية. وبالنسبة للنووي الإيراني، فسياسات بناء الثقة وأحكام منطق الدولة في العلاقات بين الدول واحترام القرارات والقوانين الدولية فيما يتعلق بالتخصيب النووي تسهم في تسوية هذا الملف الساخن. فهل سيبقى منطق الهدن والحروب المتقطعة يحكم تطور الأوضاع في هذه الملفات الساخنة والضاغطة في الإقليم، أم ستلج المنطقة باب الحلول الشاملة ولو ضمن مقاربات تدريجية كالحلول المبنية على القواعد والقوانين والأعراف الدولية الناظمة للعلاقات بين الدول وعلى القرارات الأممية ذات الصلة لفتح الباب على مصراعيه أمام بناء شرق أوسط جديد. سؤال يبقى مطروحاً والتطورات القادمة ستدل على الطريق الذي سيأخذه الإقليم مستقبلاً.

غزة.. تصعيد دموي في ظل محادثات وقف إطلاق النارشهداء في قصف على خيام النازحين بخان يونس
غزة.. تصعيد دموي في ظل محادثات وقف إطلاق النارشهداء في قصف على خيام النازحين بخان يونس

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

غزة.. تصعيد دموي في ظل محادثات وقف إطلاق النارشهداء في قصف على خيام النازحين بخان يونس

18.243 طالباً استشهدوا منذ بدأ العدوان جيش الاحتلال يعترف بمقتل خمسة من عناصره يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مستهدفًا بشكل مباشر خيام النازحين والمناطق المدنية، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى في سلسلة من الغارات والقصف المدفعي خلال الساعات الأخيرة، تركزت غالبيتها في محافظتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، بالإضافة إلى مدينة غزة ووسط القطاع. وفي خان يونس، جنوبي قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال الحربية والمروحية غارات مكثفة على منطقة المواصي غرب المدينة، حيث استهدفت خيمة تؤوي نازحين قرب شاليه "ريفيرا"، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني على الأقل وإصابة آخرين، كما قصف الاحتلال خيمة أخرى بالقرب من استراحة "المساء الجميل" في شارع النص، وأعلن الدفاع المدني انتشال شهيدين وعدد من الجرحى من محيط مجمع ناصر الطبي بعد استهداف خيمة في المنطقة الغربية، وفي مجزرة جديدة، قصف جيش الاحتلال خيمة تعود لعائلة البيوك في محيط كلية الرباط بالمواصي، ما أدى إلى استشهاد أربعة من أفراد العائلة، كما استُهدفت خيمة أخرى بجوار مدرسة المواصي في شارع 5، وأسفر القصف عن سقوط شهداء وإصابات، دون تحديد العدد، الاحتلال استهدف أيضًا منطقتي بطن السمين وقيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس، بقصف مدفعي كثيف وإطلاق نار من الآليات العسكرية، في وقت استهدفت فيه طائرات مسيرة إسرائيلية مناطق متفرقة من غرب المدينة.وفي رفح، جنوب قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بقصف خيام نازحين قرب منطقة "ريفييرا" غرب المدينة، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل وعدد من الإصابات.كما طال القصف المدفعي منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة.و تعرضت مدينة دير البلح لغارة من طائرات الاحتلال استهدفت شقة سكنية قرب مخبز البنا، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين. كما شنت مسيرة إسرائيلية غارة على موقع بالمدينة، تزامنًا مع عمليات قصف مدفعي استهدفت مواقع متفرقة.في مخيم البريج وسط قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال مدرسة أبو حلو الشرقية التي تؤوي نازحين، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني، وشوهدت فرق الإنقاذ تنتشل الضحايا من تحت الأنقاض وسط استمرار القصف، وذكرت المصادر أن طائرات الاحتلال نفذت غارة مباشرة على المدرسة، ما ألحق بها دمارًا كبيرًا، وفي مدينة غزة، صعّد الاحتلال من عملياته، حيث قصفت مدفعيته مناطق شرق المدينة، مستهدفة أحياء الشجاعية والزيتون بشكل عنيف، وتزامن ذلك مع غارات جوية على المناطق الشرقية، بالتوازي مع عمليات نسف وتدمير للمنازل السكنية، تأتي هذه التطورات ضمن تصعيد مستمر لجيش الاحتلال على القطاع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة نتيجة استهداف أماكن إيواء النازحين، والمناطق المدنية، والمؤسسات الصحية، دون أي اعتبار للمعايير الدولية أو القانون الإنساني. سياسياَ، يسود جو من التفاؤل الحذر بقرب التوصل إلى صفقة تسوية لوقف إطلاق النار، في ظل ضغوط متزايدة من الإدارة الأميركية، وجهود الوساطة القطرية.وفي هذا السياق، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مأدبة عشاء خاصة في البيت الأبيض، حيث تناولت المحادثات الحرب على غزة، والملف الإيراني، والوضع في سورية، إلى جانب الحرب في أوكرانيا. اقتحامات واعتقالات أُصيب جندي من جيش الاحتلال، واعتُقل عدد من الفلسطينيين، خلال سلسلة اقتحامات واعتداءات نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون الليلة الماضية وفجر أمس في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات وعمليات قمع وتخريب، وأُصيب جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية عقب استهداف قوة عسكرية بعبوة ناسفة محلية الصنع، خلال اقتحام منطقة بلاطة البلد شرق مدينة نابلس، في إطار التصدي الفلسطيني المستمر للاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال ومستوطنيه، وفق ما أفادت به مصادر محلية. وبحسب شهود عيان، فقد ألقى مقاومون عبوة ناسفة باتجاه قوة للاحتلال خلال تأمينها اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين لما يُعرف بـ"قبر يوسف" في المنطقة الشرقية من نابلس، حيث تزامن ذلك مع اندلاع مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه الفلسطينيين في منطقة بلاطة، وفي بلدة قصرة جنوب شرق المدينة. كما منعت قوات الاحتلال الأهالي من العودة إلى منازلهم في المنطقة الشرقية تزامنًا مع اقتحام المستوطنين، وتزامنًا مع عملية الاقتحام، أغلقت جرافات الاحتلال شارع عمان والطريق المؤدي إلى منطقة عراق التايه بالسواتر الترابية، ومنعت دخول وخروج المركبات، كما اعترض الجنود مركبة فلسطينية في شارع القدس بمدينة نابلس، واعتدوا بالضرب على الشبان بداخلها، فيما حاول أحد الجنود دهس شاب كان في طريقه إلى منزله قرب مخيم بلاطة، وأكدت جمعية الإغاثة الطبية في نابلس أن طواقمها تعاملت مع إصابة مواطن بشظايا رصاص في الركبة نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة تخللتها عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين، تركزت في الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين، ففي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمود سلهب بعد اقتحام منزله في المنطقة الجنوبية من المدينة، كما اعتقلت الشقيقين فادي وفيصل جهاد الصبار خلال اقتحام مدينة دورا جنوب غرب الخليل، وفي بيت لحم، داهمت قوات الاحتلال بلدة الخضر واعتقلت الشابين ليث محمد صبيح ومعتز إسماعيل صلاح بعد تفتيش منزليهما بدقة، وخلال الاقتحام، وزّع جنود الاحتلال منشورات تهديدية على الأهالي، واستخدموا مكبرات الصوت لتحذيرهم من "تعكير حياة" المستوطنين، في حال استمرار عمليات رشق مركباتهم بالحجارة، كما تمركزت قوات الاحتلال في الجهة الشرقية من قرية جورة الشمعة جنوب بيت لحم، وشرعت بمداهمة منازل الفلسطينيين والتحقيق ميدانيًا مع ساكنيها، إلى جانب فحص كاميرات المراقبة المثبتة على واجهات المنازل والمحلات التجارية، ما أثار مخاوف من حملة تصعيد ميداني مرتقبة في المنطقة، وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عمر خالد أبو عطية بعد اقتحام منزله في مخيم الأمعري جنوبي المدينة، تزامنًا مع اقتحامات لبلدات سلواد شرق رام الله، وبدّرس وخربثا بني حارث غرب المدينة، وخلال اقتحام بلدة بدرس، داهم جنود الاحتلال منزل الأسير المحرر بهاء عوض، واعتدوا عليه بالضرب المبرح ما استدعى نقله إلى المستشفى، علمًا بأنه تعرض للاعتقال عدة مرات منذ بداية العدوان على غزة، أما في جنين، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الشاب إسلام أبو الهيجا من منزله في بلدة اليامون غرب المدينة بعد تخريب محتوياته، في وقت شهدت فيه بلدة بير الباشا حملة اعتقالات واسعة، شملت مداهمات لمنازل المواطنين وتحقيقات ميدانية وطرد المزارعين من أراضيهم، كما داهمت قوات الاحتلال الخاصة منزل الأسير المحرر سلطان خلوف في بلدة برقين غرب جنين، في استمرار لملاحقته بعد سلسلة اقتحامات متكررة لمنزله خلال الشهور الماضية. اعتداء استيطاني في الخليل وفي الخليل، وضمن تحركات استيطانية متسارعة، اقتحم عدد كبير من المستوطنين صباح أمس، خربة حمروش شرق بلدة سعير شمال المدينة، ونصبوا خيمة استيطانية على قمة جبل الحديب تمهيدًا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المكان، وسط حماية مشددة من جيش الاحتلال، ويُمنع الفلسطينيون في المنطقة من رعي الأغنام أو ممارسة أعمالهم الزراعية بفعل الاعتداءات المتواصلة، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من إقامة بؤرة استيطانية فوق جبل الجمجمة في مدينة حلحول شمال الخليل، حيث نُصبت غرف متنقلة ورُفع العلم الإسرائيلي فوقها، ضمن مخطط لإقامة مستوطنة "معاليت حلحول"، على موقع استراتيجي يُشرف على شارع رقم 60 الالتفافي، لربط مستوطنات جنوب وشمال الخليل وتفتيت المحافظة، ويُعد جبل الجمجمة، الذي أقيم عليه سابقًا موقع عسكري إسرائيلي، نقطة استراتيجية حيث يبلغ ارتفاعه 1000 متر عن سطح البحر ويُطل على معظم أحياء مدينة الخليل والبلدات المحيطة، وبحسب تقارير مراقبين، فإن المشروع الاستيطاني الجديد يتضمن بناء 22 برج اتصالات وأجهزة إرسال إسرائيلية، بتكلفة تُقدّر بنحو 50 مليون شيكل الدولار يساوي (3.40 شيكل)، في إطار خطة أوسع لتعزيز السيطرة الاستيطانية على المحافظة. "التربية": 18.243 طالباً استشهدوا قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إن 18.243 طالبا استُشهدوا و31.643 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة، في السابع من أكتوبر 2023.وأوضحت التربية في بيان،أمس، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 17.175، والذين أصيبوا إلى 26.264، فيما استُشهد في الضفة 140 طالبا، وأصيب 927 آخرون، إضافة إلى اعتقال 768، وأشارت إلى أن 928 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 4.452 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 199 في الضفة، ولفتت إلى أن 252 مدرسة حكومية في قطاع غزة تعرضت لأضرار بالغة نتيجة عدوان الاحتلال، ودُمرت أكثر من 118 مدرسة بشكل كامل، فيما تعرضت 91 مدرسة حكومية للقصف والتخريب، و91 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للقصف والتخريب، إضافة إلى تعرض 60 مبنى تابعا للجامعات للتدمير بشكل كامل، كما تعرضت 152 مدرسة و8 جامعات وكليات في الضفة للاقتحام والتخريب، إضافة إلى تدمير أسوار عدد من مدارس جنين وطولكرم وسلفيت وطوباس.وأشارت "التربية"، إلى أن الدوام في الجامعات كان إلكترونيا، بسبب الظرف الراهن، ونوهت إلى أن الاحتلال أجبر تجمع مدرسة بدو الكعابنة في أريحا على الهجرة القسرية، بعد الاعتداء عليها، والاستيلاء على محتوياتها، وأوضحت أن 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها أزيلت من السجل التعليمي. (الخارجية الفلسطينية تدين تحريض المسؤولين الإسرائيليين المتواصل ضد الفلسطينيين وتطالب بإجراءات دولية رادعة). أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حملة التحريض المتواصلة من وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، سواء تلك التي تتعلق بدعواتهم لتعميق جرائم الضم التدريجي للضفة الغربية، ومظاهر الإبادة في قطاع غزة، أو تلك التي توفر الحماية لاعتداءات المستعمرين، وعصاباتهم، وعناصرهم الإرهابية ضد الفلسطينيين، وبلداتهم، ومنازلهم وأرضهم، ومقدساتهم، وتضفي عليها شرعية رسمية، تمثل اعترافاً بتورطها بتلك الجرائم، وأكدت الوزارة، في بيان لها أمس،أن حكومة الاحتلال تكرس نظام فصل عنصري ينتهك حقوق المواطنين الفلسطينيين، ويفرض عليهم المزيد من العقوبات الجماعية وأشكال مختلفة من التنكيل والقمع، في حين لا تقوم بأي إجراء لوقف هجمات المستعمرين، وارهابهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وطالبت بإجراءات وردود فعل دولية ترتقي لمستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، بما يضمن اجبار حكومة الاحتلال على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية، واحترام التزاماتها كقوة احتلال وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، بما في ذلك فرض عقوبات رادعة على عصابات ومنظمات المستعمرين، وعناصرهم التي ترتكب الاعتداءات والجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين. جيش الاحتلال يعترف بمقتل 5 من عناصره اعترف جيش الاحتلال، صباح أمس، بمقتل خمسة من عناصره في حادث ميداني وُصف بـ"الخطير"، وقع في منطقة "بيت حانون" شمال قطاع غزة، وذلك خلال عملية تمشيط تنفذها قوات الاحتلال منذ مساء السبت. كما أُصيب 14 جنديًا بجروح متفاوتة، بينهم اثنان حالتهما خطيرة، لترتفع بذلك حصيلة قتلى جيش الاحتلال منذ بداية الحرب إلى 888 عسكرياً.وقد سُمح بنشر اسمي اثنين من القتلى، وهما: الرقيب أول مئير شمعون عمار، والجندي موشيه نسيم فرش، وكلاهما من مقاتلي كتيبة "نيتساح يهودا" (97) التابعة للواء "كفير".وبحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن قوة من "كتيبة 97" العاملة تحت قيادة اللواء الشمالي في فرقة غزة، كانت قد عبرت أحد المحاور المركزية في منطقة "بيت حانون" سيراً على الأقدام، قرابة الساعة العاشرة من مساء أمس الاول، حيث انفجرت بهم عبوات ناسفة، ما أدى إلى مقتل الجنود الخمسة وإصابة آخرين.وأشارت هيئة البث الإسرائيلية العامة إلى أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار كانت قد تعرضت لقصف جوي من جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية، في إطار التحضيرات لعملية توغل بري، إلا أن ملابسات الانفجار ما زالت قيد التحقيق، ولم يتضح بعد ما إذا كانت العبوات قد زُرعت حديثًا.وتُعد كتيبة "نيتساح يهودا" وحدة عسكرية إسرائيلية خاصة، وهي أول كتيبة قتالية تضم جنوداً من التيار الحريدي، وقد تأسست عام 1999 على يد "يهودا دوفدفاني"، بدعم من عدد من حاخامات "الحريديم"، بهدف دمج شباب هذا التيار في الجيش والمجتمع الإسرائيلي، دون المساس بمعتقداتهم وتقاليدهم الدينية، وتتألف الكتيبة من عناصر تنتمي لتيارات يهودية يمينية متطرفة، أبرزها "الحريديم" و"شبيبة التلال"، وقد تنقلت في تنفيذ مهامها العسكرية بين الضفة الغربية المحتلة والجبهة الشمالية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وتُعرف هذه الوحدة بكونها الأكثر عنفاً ضمن وحدات جيش الاحتلال في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين، وثَبُت تورطها في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.أما بشأن تفاصيل الهجوم، فقد أفادت مصادر بأن مقاتلي المقاومة فجّروا عبوة ناسفة في مدرعة كانت تقل جنودًا، ثم استهدفوا روبوتًا (آلة مبرمجة لأداء مهام معينة) محمّلًا بالذخيرة بقذيفة مضادة للدروع.كما استهدفت المقاومة أيضاً قوة الإنقاذ التي هرعت إلى مكان الانفجار، في الوقت نفسه، سُمع دوي "الانفجار الكبير" في مدينة عسقلان، بحسب ما نقلته المواقع العبرية، التي أشارت إلى أن أحد المصابين هو ضابط كبير.ويتبع الجنود المستهدفون وحدة "يهلوم" الهندسية، المعروفة بمهماتها في تفخيخ وتفجير منازل الفلسطينيين داخل القطاع. حقوق الإنسان قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" إن "إسرائيل"، بعد 21 شهرًا من العدوان المتواصل على قطاع غزة، لم تُبقِ للفلسطينيين في القطاع سوى أقل من 15% من المساحة الكلية، أي ما لا يتجاوز 55 كيلومتر مربّع، يُحتجز فيها نحو 2.3 مليون إنسان في ظروف خانقة، تُمنح فيها لكل فرد مساحة تقل عن 24 مترًا مربعًا—وهي مساحة أقل حتى مما يُخصص لسجناء معتقل غوانتنامو.وأوضح المرصد، في تقرير حقوقي أمس الثلاثاء، أن هذا الحصار البشري يجري وسط قصف متواصل، وانعدام شبه تام لمقومات الحياة الأساسية من مياه وغذاء ومأوى ورعاية صحية، مع منع فعلي للعودة إلى المناطق الأصلية المدمرة أو المحظورة، ضمن سياسة مدروسة تُجسّد عملية إبادة جماعية تنفّذها "إسرائيل" لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ومحو وجودهم المادي والسكاني.وأكد أن ما يتعرض له القطاع لم يعد مجرد قصف أو عمليات قتل، بل عملية محو شاملة، إذ بات السكان يُعاملون كمحتجزين في معسكر اعتقال جماعي محاط بالأسلاك والمراقبة العسكرية والاستهداف، ضمن خطة ممنهجة لتحويل نحو 85% من مساحة القطاع إلى مناطق مغلقة عبر أوامر الإخلاء والسيطرة العسكرية، في محاولة واضحة لطمس الوجود الفلسطيني ونسف البنية المجتمعية والجغرافية للقطاع.وبيّن المرصد أن الكثافة السكانية في المساحة المتبقية تبلغ نحو 40 ألف شخص في الكيلومتر المربّع، وتصل في منطقة المواصي وحدها إلى أكثر من 47 ألف شخص في الكيلومتر المربّع، وهي كثافة لم تسجل في أي منطقة مأهولة على كوكب الأرض، ما يشكل ظروفًا إنسانية كارثية غير مسبوقة.وأكد أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل دلائل دامغة على جريمة إسرائيلية متواصلة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، إذ يُجبر السكان على النزوح المتكرر ضمن سياسة مطاردة جماعية، تُستخدم فيها "المناطق الآمنة" كفخاخ موت، في وقت لا يوجد فيه أي مكان آمن فعليًا داخل القطاع.وأشار إلى أن جميع الأسر في غزة تعرضت للنزوح القسري، وأن العديد منها نزح أكثر من خمس مرات، دون توفر أي مأوى حقيقي أو خدمات أساسية، فيما تنتشر الأمراض ومياه الصرف الصحي والحشرات، ويُحرم السكان من الغذاء والماء والكهرباء والصحة، وسط معاناة جسدية ونفسية بالغة.وشدد المرصد على أن ما يجري في غزة هو تهجير قسري ممنهج، لا ضرورة عسكرية له، ويهدف إلى تغيير ديمغرافي شامل، وتحويل غزة إلى منطقة خالية من سكانها الأصليين وخاضعة لسيطرة عسكرية تامة، ما يجعل هذا التهجير خرقًا جسيمًا لاتفاقية جنيف الرابعة، وجريمة حرب بموجب القانون الدولي.وأضاف أن التهجير الجماعي في سياق هجوم منهجي ضد المدنيين، كما في غزة، يشكل أيضًا جريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما الأساسي، مؤكدًا أن اقتران هذا التهجير بالقتل الجماعي، والتجويع، ومنع الرعاية الصحية والمأوى، والتصريحات الداعية لاجتثاث غزة، يمثل أركانًا مكتملة لجريمة الإبادة الجماعية.ووثّق المرصد حتى يوليو 2025 تدمير "إسرائيل" لأكثر من 92 % من منازل القطاع، ودمارًا كليًا أو جزئيًا واسعًا في أكثر من 80 % من المدارس و90 % من المستشفيات، إضافة إلى تدمير شامل للجامعات، ومحو بلدات ومخيمات بالكامل، بل وإزالة ركامها ونقله إلى داخل إسرائيل لمنع العودة.وأشار إلى أن نمط التهجير الواسع، والقتل، والتدمير، والتجويع، يُشكّل خطة إسرائيلية مُعلنة لتنفيذ المرحلة النهائية من مشروعها الاستعماري الاستيطاني: طرد الفلسطينيين من قطاع غزة بشكل كامل، بعد أكثر من 20 شهرًا من جرائم إبادة جماعية أسفرت عن قتل وإصابة أكثر من 200 ألف مدني، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية، وتهجير داخلي جماعي ممنهج.ودعا المرصد الأورومتوسطي الدول كافة إلى الاعتراف بأن ما يحدث في غزة هو عملية محو ممنهجة لشعبٍ بأكمله، لا مجرد إخلاء أو حرب، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف الإبادة الجارية، وحماية السكان من الفناء، وضمان حقهم في البقاء على أرضهم.وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير فورية وفعالة تشمل: وقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وتحميل "إسرائيل" المسؤولية القانونية الكاملة عن الجرائم المرتكبة.وطالب الأورومتوسطي، بفرض عقوبات شاملة على إسرائيل تشمل حظر تصدير واستيراد الأسلحة والبرمجيات والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج، وتجميد أصول المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وحظر سفرهم، وتعليق الامتيازات التجارية والجمركية والاتفاقيات الثنائية الممنوحة لإسرائيل، ودعا إلى إعادة إعمار قطاع غزة فورًا، مع التركيز على إصلاح المساكن والبنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية، ورفع الحصار الإسرائيلي باعتباره شرطًا أساسيًا لوقف الكارثة الإنسانية، وإنشاء ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف الأمم المتحدة.كما حث الدول التي تطبّق مبدأ الولاية القضائية العالمية على إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جريمة الإبادة، ومحاسبة المتورطين من مواطنيها في انتهاكات ضد الفلسطينيين.وطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقاتها بشأن الجرائم المرتكبة في غزة، وتوسيعها لتشمل جريمة الإبادة الجماعية، وإصدار مذكرات توقيف إضافية بحق المسؤولين الإسرائيليين، مع التأكيد على وجوب تنفيذها دون تأخير من جميع الدول الأعضاء، دعمًا للعدالة الدولية وإنصافًا للضحايا. الاحتلال يهدم بناية قيد الإنشاء هدمت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، بناية قيد الإنشاء في ضاحية السلام في بلدة عناتا بالقدس المحتلة، وقال شهود عيان، إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال برفقة 7 آليات هدم اقتحمت ضاحية السلام في بلدة عناتا من الجدار الفاصل؛ لتنفيذ عملية الهدم، وأغلقت قوات الاحتلال جميع المداخل المؤدية إلى ضاحية السلام، ومنعت المركبات من المرور في المكان، وانتشرت بين المنازل ومنعت السكان من التحرك بحرية لساعات طويلة.وأوضح الشهود، أن طواقم بلدية الاحتلال هدمت مبنى قيد الإنشاء، بني قبل نحو عام تبلغ مساحته 1600 متر مربع، وأوقفت البناء فيه بعد تسلم إخطار يقضي بإيقاف البناء.والمبنى مكون من 3 طوابق، الطابق الأول والثالث يستخدمه سكان المنطقة كراجًا للسيارات في ظل الأزمة بالمنطقة وحاجة السكان لأماكن لمركباتهم، والطابق الثاني يضم 16 محلًا تجاريًا قيد الإنشاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store