
لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟
مع دخول الأطفال الصغار مرحلة الطفولة المتأخرة وسنوات ما قبل المدرسة المبكرة، يجد العديد من الآباء أطفالهم الصغار يتحولون إلى أطفال جريئين ومتمردين، بداية من سن الثالثة.
ما سبب هذا التحول في السلوك الذي يتجاوز الحدود تحديدا في هذا السن؟ وكيف يمكن للآباء تجاوزه بسلامة عقلهم؟ في هذا التقرير نستعرض السمات الأساسية لمرحلة ما يُعرف باسم "مراهقة سن الثالثة"، وذلك كما يحب خبراء التربية والأمومة تسميتها، لتشابهها إلى حد كبير مع تحديات مرحلة المراهقة.
ما مرحلة "مراهقة سن الثالثة"؟
إذا لاحظتِ أن طفلك النشِط بدأ فجأة في التصرف بعناد يشبه سلوك المراهقين، فاعلمي أنه دخل مرحلة تُعرف بـ"مراهقة سن الثالثة"، وهي مرحلة طبيعية، لكنها حساسة في نمو الطفل. يُطلق هذا الوصف على السلوك المعارض والمبالغ في التحدي الذي يُبديه بعض الأطفال في عمر الثلاث سنوات، كوسيلة لتأكيد استقلاليتهم وتكوين شخصيتهم.
ورغم أن الطفل لا يزال صغيرا، إلا أن ملامح هذه المرحلة تشبه كثيرا ما يمر به المراهقون، من حيث رفض الأوامر، والرغبة في الاستقلال، والانفعالات السريعة، ومن هنا جاء استخدام هذا المصطلح.
ويرجع سبب تذبذب طفلك بين السعادة الغامرة والتقلب المزاجي الشديد إلى طبيعة منحنى التعلم في مرحلة الطفولة. فبين عمر 18 و24 شهرا ، يبدأ الأطفال الصغار في إظهار مزيدٍ من الاستقلالية.
وبحلول سن الثالثة، يصبح الأطفال أكثر قدرة على فهم أفكارهم وشخصياتهم ومشاعرهم والتعبير عنها، لكن سيطرتهم عليها تبقى محدودة، بسبب عدم نضجهم العاطفي الكافي.
كل هذه التطورات والتغيرات وما يصحبها من تقلبات مزاجية ترتبط بتطور القشرة الجبهية، وهي الجزء من الدماغ الواقع خلف الجبهة ويساعد على التفكير المنطقي وحل المشكلات وتأجيل الإشباع وتنظيم المشاعر. وهي جميع المهارات المعرفية التي نحتاجها لإدارة مشاعرنا وسلوكنا. ومع ذلك، لا تتطور القشرة الجبهية تطورا كاملا إلا بعد بلوغ الشخص العشرينات من عمره.
وبصورة أساسية، ترجع هذه المرحلة إلى عوامل 4، وهي: اختبار الطفل مشاعر قوية وجياشة، ورغبته في اختبار الحدود ومعرفة قدراته، وتطوره اللغوي الجديد واكتساب قدرات التعبير عن نفسه، والرغبة في فرضه مزيدا من السيطرة.
التحديات الأساسية للمرحلة والتعامل معها:
1- صعوبة التعامل مع مشاعره الجياشة، حتى مع تزايد مفرداته: يتعلم طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات كلمات وعبارات يوميا، لكن ذلك لم يُترجم بعد إلى قدرة كاملة على التعبير عن احتياجاته بوضوح، خاصة في اللحظات المشحونة عاطفيا.
هنا، قد يفيد التحدث إلى طفلك الصغير عن مشاعره العاطفية أكثر من أي وقت مضى، لكن الدموع والصراخ اليومي أو حتى كل ساعة قد يظل تحديا دائما. وعن ذلك تشرح الدكتورة إيلين كوهين، المعالجة النفسية وخبيرة التربية والطفولة أن "الطفل لا يزال غير مستعد من الناحية التنموية للتحكم في مشاعره. إذا رأى شيئا مضحكا، سيضحك ضحكا لا حد له. ثم إذا حدث شيء وشعر بالحزن، فسيبكي بكاءً لا يُطاق". لافتة إلى أن هذا كله جزء من عملية النمو، إذ لا يملك أي طفل، أو حتى البالغين، سيطرة كاملة على مشاعرهم طوال الوقت، والأطفال في سن الثالثة بدأوا للتو في فهم ذلك.
2- ترديد عبارة "سأفعل ذلك بمفردي!": يتطور الأطفال في سن الثالثة بسرعة في قدرتهم على أداء المهام المعقدة جسديا، لكنهم ما زالوا غير قادرين على فعل كل ما يريدونه. وعليه فعندما تُصرّ على فعل معظم الأشياء لطفلك، فقد يُقاوم، مُحاولًا القيام بالأشياء التي يتعلمها. ومن المهم هنا تقبّل أنه، في بعض الأحيان، ستُضطر هذه الشخصية الصغيرة والمُتسلطة إلى تجربة أشياء جديدة، لكي تتعلم حدودها وقدراتها.
3- عليك أن تكرر نفسك مرارا وتكرارا: يتشابه سن الثالثة مع فترة المراهقة في ما يُعرف بـ "الاستماع الانتقائي"، وعليه قد لا يحفظون ببساطة الأشياء التي تُقال لهم؛ وللحصول على أفضل النتائج، يجب أن تفترض أن طفلك لا يجيد الإنصات، وذلك لأنه يستوعب كثيرا ويتعلم طوال الوقت، لذا قد تكون المرة الخامسة التي تطلب منه فيها العثور على حذائه هي المرة الأولى التي يستوعب فيها الأمر.
4- تعلُّم كيفية حل النزاعات: قد يلجأ الأطفال في سن الثالثة إلى الضرب أو العض أو الدفع كطريقة للتعامل مع النزاعات. ولأنهم يتصرفون باندفاعية في تلك اللحظة، فهم لا يفهمون الفرق بين مهارات حل النزاعات المناسبة وغير المناسبة.
كوالد أو أم لطفل في هذا السن، من المهم أن تُظهرا له بهدوء الطرق المناسبة وغير المناسبة للتعبير عن المشاعر وحل المشكلات مع الآخرين أولاً من خلال العمل كقدوة له في إظهار كيفية استجابتك للنزاعات، ومن خلال التحدث معهم حول حلولهم الخاصة.
إعلان
5- تعلُّم مفهوم التعاطف مع الآخرين: يبدأ التعاطف بالتطور لدى الأطفال في سن الثالثة تقريبا، إذ يمكنهم التفاعل مع الآخرين عندما يتألمون، ويمكنكِ تثقيفهم عن مشاعرهم بسؤالهم عن مشاعرهم واختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن حالتهم، الأمر الذي من شأنه تقليل نوبات الغضب والانفعال.
وختاما، من المهم لكل أب وأم في هذه المرحلة العمرية الدقيقة أن يتذكرا أن الثبات والصبر هما الأساس والأصوب في التعامل مع تحدياتهم اليومية. كذلك لا يجب أخذ كلام الطفل في هذا السن على محمل شخصي، وعليهما شرح الأمور دون المبالغة في الانفعال أو الغضب.
وفي نهاية المطاف، سيقلل أطفالنا في سن الثالثة من نوبات غضبهم وسيتعلمون كيفية الانتقال أفضل في الحياة إذا تصرفنا كبالغين معهم في المقام الأول.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
بلدية غزة للجزيرة: المدينة تعيش حالة تعطيش تتطلب تدخلا دوليا عاجلا
يمثل الحصار المائي واحدا من أوجه القتل التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة ، والذين يقول المتحدث باسم بلدية المدينة عاصم النبيه إنهم يعيشون حالة تعطيش لا يمكن التعامل معها دون تدخل خارجي. وتعاني مدينة غزة أزمة قديمة في موارد المياه، لكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة وصلت بها إلى مستويات غير مسبوقة، ودفعت السكان المحاصرين إلى حالة عطش مميتة، وفق تقارير الأمم المتحدة. ففي مارس/آذار الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن النقص الحاد في المياه بالقطاع وصل إلى مستويات حرجة، وقالت إن شخصا واحدا فقط من كل 10 أشخاص (أي 90% من السكان) يمكنه الوصول إلى مياه شرب آمنة. وفي وقت سابق اليوم السبت، استهدف الاحتلال محطة تحلية المياه في حي الرمال فقتل 3 مدنيين وأصاب 15 آخرين على الأقل. استهدافات ممنهجة ويمثل هذا الاستهداف واحدا من استهدافات كثيرة وممنهجة نفذها الجيش الإسرائيلي على محطات التحلية والآبار منذ بداية الحرب، وفق ما أكده النبيه في مداخلة مع الجزيرة. وعلى مدار 20 شهرا من الحرب المدمرة قضت الغارات الإسرائيلية على 75% -على الأقل- من آبار المياه التي كان السكان يعتمدون عليها في الحصول على المياه النظيفة، كما تم قصف المحطة المركزية التي كانت توفر المياه اليومية لـ10% من سكان مدينة غزة، وفق نبيه. وتسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2006 في شح بمياه الشرب، وهو ما أدى إلى استنزاف المياه الجوفية بشكل كبير، لكن الحرب الأخيرة جعلت الوضع أكثر مأساوية. ووفقا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد تراجعت إمدادات المياه إلى من 7% مما كانت عليه قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أصبحت 97% من المياه الجوفية في غزة غير قابلة للشرب، مما أجبر السكان على اللجوء إلى مياه محلاة بكميات ضئيلة، أو الاعتماد على مياه غير آمنة قد تنقل أمراضا قاتلة. وإلى جانب ضرب محطات التحلية والآبار دمرت إسرائيل أكثر من 100 ألف متر طولي لنقل المياه في مدينة غزة وحدها، وأكثر من 2260 في عموم القطاع. واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضا العديد من محطات التحلية التي كان السكان يعتمدون عليها كمصدر وحيد للمياه، مما جعلهم يتلقون كميات قليلة جدا في الوقت الراهن. حالة تعطيش متفاقمة وكانت مصادر المياه التي قصفت تكفي فقط 50% من حاجة السكان، ناهيك عن عشرات آلاف النازحين الذين قدموا إلى غزة من مدن أخرى كما يقول المتحدث باسم بلدية المدينة، والذي أكد أن غزة "تعيش حالة عطش واسعة" لا يمكن للجهات المحلية التعامل معها بسبب انعدام الإمكانيات والوقود اللازم لإعادة تشغيل المحطات والآبار. وتتطلب إعادة تشغيل هذه المحطات والآبار الكثير من مواد الصيانة وقطع الغيار غير الموجودة، فضلا عن أن الوقود المتوفر لا يكفي لتشغيل ما تبقى من وسائل الحصول على المياه النظيفة. وخلال الشهور الماضية حاولت بلدية المدينة إصلاح ما دمره الاحتلال من محطات تحلية وآبار مياه، لكنها كانت تعتمد على جهود شخصية وطرق بدائية جدا لا يمكن معها العودة إلى وضع ما قبل الحرب. ولا يمكن تخفيف هذه المعاناة دون تدخل من الجهات الدولية التي قال النبيه إن عليها التحرك فورا لتوفير ما يلزم لإعادة تشغيل محطات وآبار المياه، لأنه من غير المعقول أن يصبح الإنسان عاجزا عن الحصول على مياه الشرب بشكل يومي. وفاقم الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي الوضع الإنساني في القطاع الذي بات شبه مدمر، مما أدى إلى وفاة أكثر من 20 ألف طفل، بينهم 66 قضوا بسبب سوء التغذية، وفق ما أكده مكتب الإعلام الحكومي في غزة. وتُجمع تقارير اليونيسيف والصليب الأحمر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) على أن ما يشهده قطاع غزة هو حالة "طوارئ مائية" متكاملة الأركان، في حين يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن القطاع أصبح الأدنى عالميا في الوصول إلى المياه الآمنة، بأقل من 10% من المستوى المطلوب. وسبق أن أكدت مسؤولة اليونيسيف في القطاع روزاليا بولين أن 600 ألف شخص استعادوا الحصول على مياه الشرب في أكتوبر/تشرين الأول 2024، لكنها انقطعت عنهم مرة أخرى. كما قدّرت وكالات الأمم المتحدة أن 1.8 مليون شخص (أكثر من نصفهم أطفال) يحتاجون بشكل عاجل إلى المياه والصرف الصحي والمساعدة الصحية. وأكدت أن الوضع تدهور بشكل أكبر بعد قرار قطع الكهرباء عن القطاع، والذي أدى إلى تعطيل عمليات تحلية المياه الحيوية. كما حذر مسؤولو الصحة من انتشار الأوبئة، خاصة مع انعدام المياه النظيفة وتكدس النفايات وانهيار نظام الصرف الصحي، مما يزيد خطر تفشي الكوليرا والأمراض المعوية بين الأطفال.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغزة
في صمت الخيام وبين أسرّة مستشفيات جنوب قطاع غزة ، تتردد أصوات بكاء خافتة لأطفال يصارعون عدوًّا لا يرى بالعين المجردة، ينهش أجسادهم الصغيرة ببطء وقسوة، ويحولهم إلى أشباح هزيلة تتأرجح بين الحياة والموت. ولا تفتك الغارات الإسرائيلية وحدها بأطفال غزة، فثمة سبب آخر يتسلل إليهم اسمه الجوع ونقص الغذاء، فبينما يحكم الحصار الإسرائيلي قبضته، ويغلق أبواب الحياة بابا تلو الآخر، يبرز استخدام الجوع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية والإنسانية. وفي تقرير مؤثر، رصد المراسل هاني الشاعر واقع الأطفال المأساوي داخل خيام النزوح ومستشفيات جنوبي القطاع، حيث تشتد معاناة الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد نتيجة استمرار الحرب ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الطعام والدواء، بينما تشير إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى استشهاد أكثر من 20 ألف طفل، منهم 66 بسبب سوء التغذية. وفي خيمة مهترئة، حيث لا يوجد دواء ولا طعام، ترقد شام قديح، الطفلة التي لم تتجاوز أعوامها الأولى، وجسدها الهزيل يكاد يتلاشى من شدة الإنهاك، تصارع عدوًّا من نوع آخر، هو سوء التغذية الحاد، ببكاء صامت وعينين غارقتين في الألم، تنطقان بما يعجز عنه اللسان: لقمة غذاء، وجرعة علاج. تحكي أم شام بصوت مختنق بالألم "شام عمرها الآن سنة و10 شهور، تعاني من سوء تغذية حاد وتضخم على الكبد.. تقريبا الآن وزنها حوالي 4 كيلوغرامات ونصف، يعني المفروض وزنها الطبيعي يكون 8 أو 9 كيلوغرامات". تضيف الأم بصوت باك "أنا كتير خايفة على بنتي، خايفة إني، لا سمح الله، أفقدها، لأنه فيش ولا إشي متوفر من المتطلبات اللي بدها إياها". الطفل عمرو.. مأساة مضاعفة وعلى بعد أمتار قليلة في مجمع ناصر الطبي، يرقد الطفل عمرو الهمص، الناجي الوحيد من مجزرة فتكت بعائلته بالكامل، ولم يكن القصف نهاية مأساته، بل بدايتها فقط. فمع إصابته البليغة، يصارع الطفل أيضا آثار سوء التغذية، فجسده المنهك لا يقوى على التعافي، ووحدته بعد فقدان الأم والأشقاء، تلتهم ما تبقى من روحه المعذبة. تروي عمة عمرو بصوت مكسور: "عمرو تصاوب، استشهدت أمه وهي حامل واستشهدت أخواته. ولقوا في رأس عمرو شظايا أثرت على دماغه"، وهو ما يظهر مأساة مضاعفة يعيشها الطفل عمرو. وتحكي الأرقام قصة أخرى مؤلمة إذ تضيف عمة الطفل "عمرو كان وزنه 24 كغ، والآن نزل إلى 10 كغ، بس مكمل غذائي بياكل، بسبب إنه فيش أكل. حليبه مش موجود". وحيال هذا الواقع الأليم، تؤكد وزارة الصحة في غزة أن سوء التغذية أضحى سلاحا صامتا يحصد أرواح الأطفال ببطء في جريمة مستمرة تهدد جيلا كاملا بالموت أو الإعاقة في ظل حرمان شامل من الدواء والغذاء والعلاج. تفاقم الأوضاع مستمر ويحذر الطبيب أحمد الفرا من تفاقم الوضع، مشيرا إلى أن "التقارير والإحصائيات تظهر زيادة بنسبة 150% لمن يعانون سوء التغذية عن الشهر السابق، والتوقع بأن الشهر القادم سيشهد أيضا زيادة 150% عن الشهر الذي سبق". ويضيف الطبيب "الأمور غاية في الصعوبة، هناك شح في المصادر الغذائية بشكل كبير، وهذا أثّر على الواقع الصحي داخل المستشفيات. من تلك الآثار معاناة أغلب الأطفال من سوء تغذية، الآن بتنا نشاهد نقصا في جهاز المناعة لدى هؤلاء الأطفال". وتكشف الإحصائيات عن حجم المأساة الحقيقية، فهناك "13 ألف حالة قيد التحويل للعلاج خارج قطاع غزة. وهم يعانون من مماطلة شديدة جدا من قبل الاحتلال، وبسبب تلك المماطلة توفيت 600 حالة منهم" كما يؤكد الطبيب الفرا. قصتا شام وعمرو ليستا سوى نموذجين من آلاف القصص المؤلمة التي تتكرر يوميا في قطاع غزة، حيث يواجه الأطفال حرب تجويع حقيقية تستهدف إنسانيتهم وحقهم في الحياة، في مشهد يستدعي تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه المأساة المستمرة بحق الطفولة الفلسطينية، حسب مراقبين.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
وزارة الصحة بغزة تطلق مناشدة عاجلة لإدخال الوقود
حذرت وزارة الصحة في غزة -اليوم السبت- من استمرار أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، وأطلقت مناشدة عاجلة للجهات المعنية بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال لإدخال إمدادات الوقود إلى القطاع. وذكرت الوزارة أن الأزمة تواصل تفاقمها بشكل غير مسبوق، مما يزيد استنزاف المنظومة الصحية ويهدد بوقف عمل المستشفيات العاملة. ووفقا لبيان الوزارة، فإن تزايد الإصابات الحرجة يزيد الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات لتشغيل الأقسام الحيوية. وأوضح البيان أن الاحتلال يتعمد سياسة التقتير في السماح بإدخال كميات الوقود، الأمر الذي لا يتيح للمستشفيات وقتا إضافيا للعمل. وشددت الوزارة على أن الحلول المؤقتة والطوارئ التي يتم اللجوء إليها أصبحت غير مجدية، محذرة من توقف عمل الأقسام المنقذة للحياة، كما أكدت أن الفرق الهندسية العاملة في المستشفيات مستنزفة في متابعة عمل المولدات وإجراءات الترشيد. نداء الأونروا من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن الوقود هو شريان الحياة في غزة، وهو ما يشغّل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف والمخابز ومضخات المياه. وأوضحت الوكالة أن عدم توفير شحنات عاجلة من الوقود لغزة سيؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية بالكامل، وطالبت بالسماح بإدخال الوقود إلى نطاق واسع إلى القطاع تحت إشراف أممي، بما في ذلك الأونروا. والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة توقف خدمة غسيل الكلى في مستشفى الشفاء نتيجة أزمة الوقود. وفي يونيو/حزيران الماضي حذرت الوزارة مرارا من تعطل تقديم خدماتها الحيوية جراء أزمة الوقود الناجمة عن إغلاق إسرائيل المعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية والبضائع. ومطلع مارس/آذار الماضي صعّدت إسرائيل جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل وجميع الإمدادات.