logo
تغيير قيادات أحزاب وصعود نبرة المعارضة يستبقان الانتخابات الجزائرية

تغيير قيادات أحزاب وصعود نبرة المعارضة يستبقان الانتخابات الجزائرية

الشرق الأوسط٠٢-٠٦-٢٠٢٥

يشهد المشهد السياسي في الجزائر حراكاً غير مألوف، مرده بدء التحضيرات لانتخابات البرلمان والبلديات المقرّرة، العام المقبل. وبينما قررت قيادة حزب السلطة «التجمع الوطني الديمقراطي»، التنحي، تمهيداً لاختيار أمين عام جديد خلال المؤتمر المرتقب قبل نهاية العام، أعلنت «جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة عن إطلاق «استشارة سياسية» داخلية تتعلق بالاستحقاقات المقبلة.
أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي المستقيل (إعلام حزبي)
في خطوة مفاجئة اختصر مصطفى ياحي، أمين عام «التجمع الوطني» بالنيابة، عهدته بإعلانه، الخميس، في العاصمة، عن استقالته قبل انعقاد المؤتمر، وذلك خلال أشغال «المجلس الوطني» للحزب، الذي يعد من أبرز داعمي سياسات الرئيس تبون، إلى جانب «جبهة التحرير الوطني».
وتم اختيار برلماني «التجمع»، منذر بوذن، لقيادة الحزب حتى المؤتمر المقرر الخريف المقبل. وبحسب تقديرات صحافيين مختصين بالشأن الحزبي، لم يتنح ياحي طواعية، وإنما بتوجيه من رئاسة الجمهورية «التي تريد أميناً عاماً جديداً للمرحلة المقبلة»، وفق تعبير نفس الصحافيين.
السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (إعلام حزبي)
يشار إلى أن ياحي استخلف الطيب زيتوني في قيادة الحزب، إثر تعيينه وزيراً للتجارة في مارس (آذار) 2023.
وترجح مصادر من «التجمع» أن يتم انتخاب بوذن لولاية جديدة على رأس الحزب، الذي تراجع أداؤه السياسي منذ سجن أمينه العام، ورئيس الوزراء سابقاً أحمد أويحيى في 2019 بتهمة «الفساد». وكان منذر بوذن من رجاله الأوفياء، كما عرف بولائه الشديد للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
وكتبت صحيفة «الوطن» بهذا الخصوص: «المنطق كان يقتضي أن يواصل مصطفى ياحي مهامه إلى غاية انعقاد المؤتمر، على أن يُترك للمؤتمرين لاحقاً اتخاذ القرار بشأن بقائه على رأس الحزب»، مشيرة إلى تصريحاته بخصوص مبررات استقالته، حيث أكد أن الأسباب «شخصية»، وبأن «مسؤوليات تنتظره في المستقبل». وأوضحت «الوطن» أن «عدم توضيحه للأسباب يفتح الباب أمام جميع أنواع التكهنات»، مضيفة: «يبدو أن هذا الانسحاب قرار فرض عليه، أكثر من كونه خياراً طوعياً».
القائد الجديد المؤقت للتجمع الوطني الديمقراطي (إعلام حزبي)
ودعا ياحي في خطاب التنحي مناضلي الحزب إلى «تعزيز صفوفه من أجل جزائر قوية»، وإلى «التعبئة الكاملة من أجل إنجاح المؤتمر المقبل». كما أشاد بـ«التزام مناضلي وكوادر التجمع الوطني»، موضحاً أنهم «قادرون على تغليب المصلحة العليا للجزائر وللحزب على كل اعتبار شخصي. ونحن نسير في الاتجاه الصحيح. نريد جزائر قوية، وندعم برنامج رئيس الجمهورية عن قناعة».
من جهته، أكد القائد الجديد المؤقت للحزب بوذن، أن المؤتمر المرتقب «لن يُعقد في ظروف عادية، بل في سياق سياسي واقتصادي واجتماعي معقد، ما يفرض علينا أن نكون في مستوى التحديات»، مشدداً على أن الحزب «ارتكب أخطاء في الماضي»، في إشارة إلى انخراطه الكامل في سياسات الرئيس الراحل بوتفليقة، التي توصف بـ«الفساد السياسي والأخلاقي». وقال بهذا الخصوص: «الاعتراف بأخطائنا ليس دليل ضعف، بل فعل شجاع وضروري للتقدم إلى الأمام»، مشدداً على «أهمية استخلاص دروس الماضي».
الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (الشرق الأوسط)
وبينما بدّل «التجمع» قيادته في هدوء وسلاسة، يعيش غريمه السياسي ومنافسه على التقرب من السلطة حزب «جبهة التحرير الوطني» أزمة داخلية، بسبب حملة أطلقها القيادي في الحزب سابقاً، عبد القادر قاسي، ضد الأمين العام عبد الكريم بن مبارك بغرض إبعاده. ونشر قاسي فيديو على حسابه بالإعلام الاجتماعي، يتهم فيه بن مبارك بـ«انتهاك قوانين الحزب»، وبأنه ارتكب «انحرافات خطيرة»، جراء تغييرات أحدثها في هياكل الحزب بالبلديات والمحافظات. ويدعم خطوة قاسي 30 مناضلاً، تم إقصاؤهم من مواقع قيادية محلية خلال عملية الغربلة.
وفي جهة المعارضة، أعلن السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، في اجتماع لقيادة الحزب بالعاصمة، عن طموحه لـ«تحقيق التمكين الديمقراطي والوصول إلى السلطة»، مؤكداً أن أقدم حزب معارض في البلاد (تأسس عام 1963)، «يحمل مشروعاً سياسياً قوياً، سنظل مدافعين عنه، ولن نساوم حول الدولة الوطنية التي نريد بناءها، ولا حول السيادة الشعبية والعدالة الاجتماعية والكرامة».
رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى (الشرق الأوسط)
ودعا أوشيش «جميع القوى الحية في البلاد»، إلى توحيد الجهود من أجل «بروز بديل موثوق سلمي ومتجذر بعمق في تطلعات الشعب».
وفي ظل سياق إقليمي متوتر ووضع داخلي وصفه بـ«المقلق»، رسم أوشيش صورة مظلمة بسبب «التهديدات الجيوسياسية المحيطة بنا»، مندّداً بـ«ممارسات الهيمنة المفروضة على شعوب الجنوب». وأكد أن الجزائر، «باعتبارها دولة ذات موقع استراتيجي، ليست بمنأى عن أطماع أجنبية ومحاولات لزعزعة استقرارها الداخلي»، من دون توضيح من يقصد.
وقال أوشيش: «الأمر لا يتعلق فقط بأمننا أو سيادتنا، بل بمستقبل أوطاننا بأكملها»، في إشارة خاصة إلى الأوضاع المضطربة في منطقة الساحل وليبيا. ولمواجهة هذه التحديات، أكد أوشيش الذي حلّ ثالثاً في انتخابات الرئاسة 2024، أن «القوى الاشتراكية متمسكة بالدفاع عن سيادة الدولة ووحدتها»، وشدد على «ضرورة بناء جبهة وطنية متماسكة للتصدي للتهديدات الداخلية والخارجية». كما دعا السلطات إلى «تغيير نموذج الحكم القائم، من خلال إطلاق إصلاحات عميقة، وحوار سياسي حقيقي مع مختلف الفاعلين».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجل ترمب: الطريق نحو الرئاسة سهل حال ترشحي
نجل ترمب: الطريق نحو الرئاسة سهل حال ترشحي

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

نجل ترمب: الطريق نحو الرئاسة سهل حال ترشحي

لم يستبعد نجل الرئيس الأمريكي إريك ترمب، الترشح للرئاسة عقب انتهاء ولاية والده الثانية في البيت الأبيض، مؤكدا أن «الطريق سيكون سهلاً» إذا قرر السير على خطى الرئيس الحالي. وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز»، اعتبر نجل ترمب أن «السؤال هنا هو: هل أريد جر أفراد آخرين من العائلة إلى هذا الأمر؟ هل أتمنى أن يعيش أطفالي التجربة نفسها التي عشتها خلال العقد الماضي؟ إن كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن الطريق السياسي للرئاسة سيكون سهلا، بمعنى أنني أعتقد أنني قادر على تحقيق ذلك». وأفصح الرئيس التنفيذي المشارك لمؤسسة ترمب، أن أفراداً آخرين من عائلته يمكنهم أيضا الترشح للرئاسة الأمريكية، مضيفا أنه «غير مُعجب تماما بنصف السياسيين» الذين يراهم، وأنه قادر على أداء المهمة «بكفاءة عالية». وردا على سؤال عما إذا كانت انتخابات 2024 ستكون آخر انتخابات يُرشح فيها ترمب، قال إريك: «لا أعرف.. سيُظهر الوقت ذلك. لكن هناك أشخاص آخرون غيري». ومن المتوقع أن يكون نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وبشأن ما إذا كان البيت الأبيض قد بات وسيلة أخرى لكسب المال لدى عائلته، نفى ذلك تماماً، وقال: «إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلة ترمب». وكشف خلال المقابلة أن ثروة العائلة كانت ستكون أكبر بكثير لو لم يترشح دونالد ترمب للرئاسة، إذ أنفقوا نحو 500 مليون دولار للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات الزائفة بالتدخل الروسي المزعوم في انتخابات 2016. وأضاف: «في الواقع، كنت سأقول إننا كنا سنوفر الكثير من الأصفار لو لم يترشح والدي في المقام الأول. لقد كانت تكلفة الفرصة البديلة، والتكلفة القانونية، والثمن الذي تكبدته عائلتنا باهظا للغاية». وعلى عكس شقيقيه الآخرين، دونالد جونيور وإيفانكا ترمب، ابتعد إريك (41 عاما) عن السياسة في أغلب الأحيان، مركزا على إدارة أعمال العائلة منذ تولي والده الرئاسة عام 2017. وكانت مجلة «فوربس» ذكرت أن ترمب حقق أموالاً كرئيس أكثر من أي رئيس سابق، إذ جلبت أعماله المختلفة نحو 2.4 مليار دولار من الإيرادات، ونحو 550 مليون دولار من الدخل من 2017 إلى 2020. أخبار ذات صلة

شركة أسمنت برازيلية تبيع فرعها في المغرب لـ"هايدلبرج" الألمانية
شركة أسمنت برازيلية تبيع فرعها في المغرب لـ"هايدلبرج" الألمانية

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

شركة أسمنت برازيلية تبيع فرعها في المغرب لـ"هايدلبرج" الألمانية

أعلنت مجموعة "Votorantim Cimentos" البرازيلية لصناعة الأسمنت عن بيع فرعها في المغرب لمجموعة "هايدلبرج ماتيريالز" الألمانية، في إطار عملية إعادة هيكلة إقليمية تشمل منطقة شمال أفريقيا. ووفقًا لما كشفته الوثائق المالية الرسمية للمجموعة البرازيلية، فقد تم توقيع اتفاق البيع الخاص بالنشاط المغربي في سبتمبر 2024، على أن تظل الصفقة قيد المصادقة النهائية من قبل السلطات التنظيمية المغربية خلال عام 2025. وتبلغ قيمة المبيعات السنوية لفرع المغرب نحو 106.7 مليون يورو، بينما لم يكشف عن القيمة المالية للصفقة نفسها، وفق موقع "العمق" المغربي. ويأتي هذا الانسحاب من السوق المغربية متزامنًا مع بيع فرع تونس لشركة "Sinoma Cement" الصينية، حيث تم إغلاق هذه الصفقة رسميًا في مارس 2025، بعد موافقة سلطات كل من الصين وتونس والهيئة الأفريقية للمنافسة. تجدر الإشارة إلى أن عمليات مجموعة "Votorantim" في شمال أفريقيا وإسبانيا وتركيا كانت تدار من خلال الشركة القابضة Votorantim Cimentos EAA Inversiones SL، ومقرها بمدينة فيغو الإسبانية، والتي تأسست عام 2012 لتكون مركزًا لعمليات المجموعة في أوروبا وشمال أفريقيا.

الجزائر تنفذ 580 مشروعًا سياحيًا جديدًا
الجزائر تنفذ 580 مشروعًا سياحيًا جديدًا

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

الجزائر تنفذ 580 مشروعًا سياحيًا جديدًا

أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية في الجزائر عن تنفيذ 580 مشروعًا سياحيًا في مختلف ولايات الجزائر، وذلك لتوفير حوالي 70 ألف سرير إضافي. وقال مدير الاستثمار السياحي بالوزارة، غلام الله بوكبوس، خلال ندوة بعنوان "الاستثمار في السياحة بالجزائر: الإطار التحفيزي ومشاريع المستقبل"، إن دخول هذه المشاريع حيز الخدمة سيرفع عدد الأسرة من 140 ألف حاليًا إلى أكثر من 210 آلاف سرير. وأوضح أنه من المتوقع استلام 145 مشروعًا من المشروعات الجديدة التي يجري تنفيذها خلال العام الحالي، وفق موقع جريدة "الشروق" الجزائرية. وأضاف أن مخطط القطاع للتنمية السياحية يعتمد على تطوير السياحة الداخلية، وتشجيع الاستثمار في مجال "المنابع الحموية"، إضافة إلى مشروع إنجاز مركبين للمعالجة بمياه البحر في كل ولاية ساحلية مستقبلًا. وأشار إلى أن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار تتابع المشروعات الجديدة مع المستثمرين لسرعة إنجازها من خلال منحهم مجموعة من التسهيلات والحوافز الاستثمارية. وأحصت الوكالة الوطنية للعقار السياحي، المستحدثة من أجل تهيئة العقار السياحي، 269 منطقة سياحية مصنفة على مستوى الجزائر، 60% منها في المناطق الساحلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store