logo
غزة تحت الحصار الغذائي: كارثة صحية صامتة تهدد الحياة

غزة تحت الحصار الغذائي: كارثة صحية صامتة تهدد الحياة

الجزيرةمنذ يوم واحد

مقال جائعة…
في غزة، يعيش أكثر من مليوني إنسان منذ عامين متواصلين تحت وطأة حصار خانق وحرب متواصلة؛ لكن الكارثة الأكبر ليست فقط في القصف والدمار، بل في انهيار الأمن الغذائي والصحي، حيث حُرم السكان تمامًا من اللحوم، والأسماك، والخضروات، والفواكه، سواء الطازجة أو المجمدة أو المجففة، ما أطلق صفارات الإنذار بشأن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
أجساد بلا غذاء.. وأمراض تتكاثر
أدى هذا الحرمان إلى سوء تغذية حاد، خاصة بين الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن. وتفيد تقارير صحية بأن نسب الأنيميا (فقر الدم) ونقص الفيتامينات والمعادن قد بلغت مستويات خطيرة، كما ارتفعت مؤشرات التقزم بين الأطفال ونقص الوزن الحاد، في ظل غياب كامل للبروتين الحيواني والخضروات، التي تمثل المصدر الأساسي للعناصر المغذية.
من ساحة المعركة إلى مستشفيات بلا دواء ولا غذاء
الأطباء في مستشفيات غزة باتوا يواجهون مشهدًا قاتمًا: مرضى قلب وكلى وسكري لا يجدون الغذاء المناسب لحالاتهم، وأطفال يفقدون القدرة على النمو السليم، ونساء حوامل معرضات لفقر دم يهدد حياتهن وحياة مواليدهن.. ولا توجد مكملات غذائية تعوض هذا النقص، ولا يسمح الاحتلال بإدخال مواد أساسية لإنقاذ الموقف.
انهيار في المناعة وانتشار الأمراض
بسبب غياب الغذاء المتوازن، تدهورت مناعة السكان بشكل كبير، ما جعلهم عرضة للأمراض الجلدية والهضمية والتنفسية، وحتى الجروح البسيطة لم تعد تلتئم بسهولة. إن غزة اليوم تعيش تحت تهديد أمراض القرون الوسطى، في زمن يتباهى فيه العالم بتطور الطب والتكنولوجيا.
اليوم، لم تعد غزة تطالب برفاهية أو تحسين رفاه اقتصادي، إنها تطالب بحق أساسي من حقوق الإنسان (الغذاء)، وتدعو المنظمات الدولية، والصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي، للضغط العاجل من أجل فتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء
الأثر النفسي: جوع ينهش الكرامة
لم يتوقف الأمر عند الجسد، بل وصل إلى الكرامة الإنسانية.. مشاهد الآباء العاجزين عن توفير ثمرة فاكهة أو قطعة لحم لأطفالهم تكسر القلوب، وتنذر بانفجار نفسي واجتماعي قادم، والتقارير الحقوقية تشير إلى ارتفاع نسب الاكتئاب، والانهيارات العصبية، وأزمات نفسية حادة لدى مختلف الفئات.
صرخة غزة: الغذاء حق.. لا غنيمة حرب
اليوم، لم تعد غزة تطالب برفاهية أو تحسين رفاه اقتصادي، إنها تطالب بحق أساسي من حقوق الإنسان (الغذاء)، وتدعو المنظمات الدولية، والصليب الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي، للضغط العاجل من أجل فتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جيل بات يواجه الإبادة البطيئة تحت سمع وبصر العالم.
إعلان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات
شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة استشهاد 24 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء، بينهم 11 من منتظري المساعدات، بقصف وغارات إسرائيلية، في حين حذرت وزارة الصحة بأن نفاد الوقود بالقطاع يهدد حياة مئات المرضى والجرحى بالمستشفيات. وذكر مصدر طبي أن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب أكثر من 15 آخرين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري شاحنات المساعدات في منطقة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أنهم وصلوا مستشفى القدس جنوب مدينة غزة. من جانبه ذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في بيان، أن فلسطينيا استشهد وأصيب 50 آخرين بينهم 10 بحالات خطيرة من منتظري المساعدات باستهداف إسرائيلي في شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع. وفي منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة استشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة العيماوي. ونسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية ببلدة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حين أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية صوب مدينة حمد شمال المدينة. كما كثف جيش الاحتلال غاراته وقصفه المدفعي وإطلاق النار وعمليات نسف المنازل شرق مدينة غزة. نفاد الوقود ومن جانب آخر، أعلن مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة عن توقف خدمة غسل الكلى نتيجة نفاد الوقود، والاقتصار على تقديم خدمة العناية المركزة فقط لساعات قليلة. وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية للجزيرة إن 350 مريضا حياتهم مهددة بعد وقف خدمة غسل الكلى، وطالب بتزويد المستشفى بالوقود فورا خلال ساعة أو ساعتين كحد أقصى. وأضاف أن وحدتي الطوارئ والعناية المركزة تعملان بالحد الأدنى وإنهما مهددتان بالتوقف الكامل خلال ساعات، مما يعني استشهاد كل من يعيشون بالاعتماد على أجهزة التنفس الصناعي. وقالت وزارة الصحة في غزة إن القطاع الصحي يعاني أزمة خانقة ومستمرة في عدم توفر الوقود نتيجة سياسة الاحتلال التقطيرية في تزويد المستشفيات به، مشيرة إلى أن الاستمرار في عدم توفير الوقود يعني الموت المحتم لكافة المرضى والجرحى في المستشفيات. وأضافت أن هناك مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، وقلق من انتشار المرض، وسط الانهيار المستمر للقطاع الصحي. وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الدولية والجهات المعنية على ضرورة التدخل وحماية المنظومة الصحية من الانهيار وذلك من خلال العمل على توفير الإمدادات الطبية.

الصحة العالمية: الوضع بغزة أكثر من كارثي والموت جوعا يجب أن يتوقف
الصحة العالمية: الوضع بغزة أكثر من كارثي والموت جوعا يجب أن يتوقف

الجزيرة

timeمنذ 12 ساعات

  • الجزيرة

الصحة العالمية: الوضع بغزة أكثر من كارثي والموت جوعا يجب أن يتوقف

قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش إن الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة تجاوزت الكارثية، محذرا من استمرار منع إدخال الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في القطاع المحاصر. وأوضح في مقابلة مع الجزيرة من جنيف أن المنظمة تبذل كل ما بوسعها لدعم المستشفيات التي ما زالت تقدم الحد الأدنى من الخدمات، غير أن شح الإمدادات منذ مارس/آذار الماضي يحول دون تلبية الاحتياجات المتفاقمة. وأشار إلى أن المنظمة تمكنت سابقا من إيصال كميات محدودة من الوقود للمستشفيات بهدف استمرار تشغيل مولدات الكهرباء، إلا أن ذلك لا يكفي في ظل الحاجة الماسة إلى إمدادات غذائية وطبية عاجلة. ونبّه إلى أن الوضع يتجه نحو مزيد من التدهور، مع اقتراب نفاد الوقود وتوقف عمل المولدات، مما سيؤدي إلى خروج مرافق صحية إضافية عن الخدمة في أي لحظة، لا سيما في ظل عدم وجود مستشفيات تعمل شمال غزة. 9 شاحنات خلال أسبوع وذكر أن المنظمة أدخلت 9 شاحنات طبية فقط خلال الأسبوع الماضي، تضمنت وحدات دم وبلازما، لكنها لا تمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات المتزايدة، مشددا على ضرورة السماح بوصول الإمدادات دون تأخير أو عراقيل. وأكد ياساريفيتش أن فرق الصحة العالمية على تواصل يومي مع المستشفيات العاملة، وتتابع عن كثب احتياجاتها المتزايدة، إلا أن إمكانية التحرك تبقى مقيدة بإذن السلطات الإسرائيلية. وأوضح أن الأدوية الأساسية والوقود والأغذية التي تحتاجها المستشفيات تصنّف في بعض الحالات كمستلزمات ذات استخدام مزدوج، مما يتطلب مفاوضات متكررة لدخولها، الأمر الذي يعيق جهود الإغاثة. ولفت إلى أن المنظمة، شأنها شأن وكالات أممية أخرى، تحتفظ بشاحنات جاهزة محملة بالمستلزمات، لكنها لم تتمكن من إدخالها بسبب العراقيل، رغم تصاعد النداءات المتكررة لوقف معاناة السكان وتجنيبهم الموت جوعا أو نتيجة نقص الرعاية الصحية. إعلان وانتقد ياساريفيتش بشدة النموذج القائم حاليا لتوزيع المساعدات في غزة، ووصفه بأنه غير تابع للأمم المتحدة، ونتج عنه مقتل عدد كبير من المدنيين، مطالبا بحماية المدنيين وضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم. تعددت أسباب الموت وأكد أن سكان غزة يتضورون جوعا، وأن من يموتون لا يسقطون بسبب القصف وحده، بل أيضا لأن المستشفيات عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية الصحية، مشددا على ضرورة أن يتوقف ذلك. وتأتي تصريحات المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في وقت حذر فيه مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة من توقف ما تبقى من المستشفيات عن العمل، مشيرا إلى تقنين المستلزمات بسبب النقص الحاد، وامتلاء غرف العناية المركزة. ويواجه الفلسطينيون الذين يحاولون الحصول على مساعدات غذائية خطر الموت المباشر، إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد 580 شخصا وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين بنيران الاحتلال في مراكز توزيع المساعدات التي تديرها " مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بتعرض مدنيين للأذى خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، وقال إن تعليمات جديدة صدرت للقوات بناء على ما سماه "الدروس المستفادة"، بينما اعتبرت الأمم المتحدة النموذج الحالي لتوزيع المساعدات "غير آمن بطبيعته". ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه قطاع غزة حرب إبادة خلفت نحو 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين، في ظل حصار خانق ومجاعة باتت تهدد حياة مئات الآلاف من السكان. ورغم إدانات المجتمع الدولي، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته دون رادع، وسط دعم سياسي وعسكري غير مشروط من الولايات المتحدة.

مسؤول طبي بغزة يحذر من توقف المستشفيات وانتشار الحمى الشوكية
مسؤول طبي بغزة يحذر من توقف المستشفيات وانتشار الحمى الشوكية

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

مسؤول طبي بغزة يحذر من توقف المستشفيات وانتشار الحمى الشوكية

حذر مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور مروان الهمص من توقف ما تبقى من المستشفيات الرئيسية عن العمل، مشيرا إلى تقنين المستلزمات الطبية بسبب النقص الحاد. ووصف الهمص -في حديثه للجزيرة- حالات المصابين التي تصل المستشفيات من مراكز توزيع المساعدات بأنها حرجة، كاشفا أن غرف العناية المركزة ممتلئة. وقال إن الجرحى الواصلين من مراكز توزيع المساعدات إصاباتهم في النصف العلوي من الجسد، مشيرا إلى نقص شديد بالأدوية والمستلزمات الطبية. وأمس الأحد، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن عدد ضحايا طالبي المساعدات بنيران الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى 580 شهيدا وأكثر من 4 آلاف جريح و39 مفقودا. وفي ضوء هذا الوضع الكارثي، لجأت وزارة الصحة إلى تقنين استخدام المستلزمات الطبية، إذ يتم تقسيم ما يلزم مريضا واحدا على اثنين أو 3 مرضى، حسب الهمص. كما حذر المسؤول الطبي من انتشار الحمى الشوكية في المنطقة "إذا استمر الحال على ما هو عليه". وكان مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي القطاع قد أعلن عن تسجيل رقم قياسي لحالات الحمى الشوكية بين الأطفال، إذ وصل عدد المصابين إلى 35 حالة مؤكدة. وحذر الأطباء من خطورة المرض على الملكات العقلية والحواس لدى الأطفال، وأشاروا إلى أن الازدحام الشديد في خيام النزوح وضعف جهاز المناعة بسبب سوء التغذية يسرّع انتشار العدوى. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 190 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومجاعة قاتلة تهدد حياة آلاف المدنيين. ورغم الإدانات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب، يواصل جيش الاحتلال عملياته دون رادع، في ظل دعم أميركي سياسي وعسكري غير مشروط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store