logo
القواعد الأمريكية في الخليج: ماذا نعرف عنها؟

القواعد الأمريكية في الخليج: ماذا نعرف عنها؟

BBC عربية٢٣-٠٦-٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الأحد، استهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية بضربات جوية نفذتها قاذفات أمريكية.
وأنهى ذلك الإعلان أياماً من التكهّنات بشأن مشاركة محتملة لواشنطن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، التي بدأت حين شنت إسرائيل ضربات في 13 يونيو/حزيران استهدفت منشآت نووية إيرانية، وعلماء، وقيادات عسكرية.
وعقب الغارات الأمريكية، أطلق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تهديدات مفادها أن إيران ستعتبر القواعد التي استخدمتها الولايات المتحدة لضرب المنشآت النووية "أهدافاً مشروعة"، مشيراً إلى أنه "لا مكان بعد اليوم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، على حدّ تعبيره.
وحتى قبل بدء المواجهة، كانت هناك تصريحات إيرانية تصبّ باتجاه التهديد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً على إثر تعثّر محتمل للمحادثات النووية بين الطرفين، إذ قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، إن لدى طهران القدرة على "الوصول إلى كل القواعد الأمريكية في البلدان المضيّفة لها"، وإنه في حال استهداف هذه القواعد، "ستضطر الولايات المتحدة إلى مغادرة المنطقة".
وقبيل التدخّل الأمريكي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على الولايات المتحدة إذا دخلت الحرب، قائلاً: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سترافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها".
وفي ضوء هذه التصريحات، وترقّب العالم لردّ إيراني محتمل على استهداف الولايات المتحدة منشآتها النووية، وتصاعد التكهنات بشأن كيفية ذلك الردّ، تبرز القواعد الأمريكية في الخليج خياراً محتملاً ضمن سيناريوهات عدة يطرحها المحللون لشكل الرد الإيراني.
فما الذي نعرفه عن القواعد الأمريكية في الخليج، وعن تاريخها، وموقف إيران منها؟
منطقة الخليج.. "كَمَن يمسك الذئب من أذنيه"
تخيل للحظة أنك دولة عربية في الخليج، تشكل مياه الخليج حولك شرياناً حيوياً لاقتصادك، تمر ناقلات النفط والغاز من وإلى موانئك، تتدفق البضائع إلى محاورك التجارية عبره، لديك شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، واتفاقيات دفاعية واقتصادية وتجارية معها، وهناك وجود عسكري أمريكي على أراضيك وفي بحارك، وفي الجهة الأخرى من الخليج هناك إيران، وعلاقتك المعقّدة معها التي تتراوح بين الانفراج تارة والضيق تارة أخرى.
تخيل الآن أنك إيران، هناك عقوبات تحاصرك من كل مكان، وعلاقتك مع واشنطن وصلت إلى حد مأزوم بعد انهيار الاتفاق النووي سنة 2018 خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب. دخلتَ في متاهة الفعل ورد الفعل فتبادلتَ النيران مع إسرائيل، انتهى بتوجيه الأخيرة ضربة على أراضيك استهدفت منشآتك النووية وكبار قادتك العسكريين، ولديك توجس من نوايا واشنطن وخطواتها المقبلة بعد سلسلة من التوترات، وبعد عودة ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض، والضغوطات عليك للتفاوض بشأن برنامجك النووي، في الوقت نفسه، هناك قواعد وتجهيزات عسكرية أمريكية على بعد عشرات الأميال من سواحلك، واعتمادك على الخليج كبير لتصدير نفطك الذي يروي ظمأ اقتصادك بعض الشيء.
تخيل أنك الولايات المتحدة والقوى الاقتصادية الكبرى في العالم، ترى أمامك مضيق هرمز في الطرف الجنوبي للخليج الذي يمر عبره 30 في المئة من حجم تجارة النفط البحرية في العالم، وأي اختلال في حركة التجارة هذه قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية كبيرة، لديك في المقابل نزاع قديم حديث مع إيران، ولديك مخاوفك من توسع نفوذها في المنطقة، ومن برنامجها النووي الذي تشكك بأهدافه، وإيران لديها من القدرات الصاروخية وغيرها ما يكفي لتهديد مصالحك ووجودك في المنطقة.
يبدو كل طرف هنا غير معني بالتصعيد المباشر في الخليج، فالخليج يعني الحياة للجميع. والخسارة فيه غير قابلة للقسمة، فإما أن يفوز الكل أو يخسرون معاً. في الوقت نفسه، لا يمكن لأي طرف الاستكانة والإشاحة بوجهه، وكل تصعيد في المنطقة يمثل تذكيراً بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، ولا أحد يملك رفاهية التوقف عن اليقظة والترقب.
هناك قول مأثور على لسان أحد الشخصيات في المسرحية اللاتينية "فورميو":
"أمسكت الذئب من أذنيه، لا أعرف كيف أفلته، ولا أعرف كيف أبقيه".
ربما ليس دقيقاً تشبيه مياه الخليج بالذئب هنا، فهي أكثر شبهاً بهدية جميلة، جميلة لكنها كبيرة تثقل كاهل كلّ من تلقّاها، فلا يسعه إفلات الهدية، ولا يسعه التمكن منها تماماً.
الوجود الأمريكي: كيف بدأ وترسّخ؟
يعود الوجود الأمريكي في بعض دول الخليج إلى عقود بعيدة، لكن هذا الوجود صار أكثر وضوحاً مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية بين الأعوام 1980 و 1988 التي شهدت ما عُرف "بحرب الناقلات"، حين استهدف العراق وإيران ناقلات النفط والسفن التجارية في الخليج في سبيل استنزاف الطرف الآخر اقتصادياً.
خلال الحرب العراقية الإيرانية، موّلت السعودية والكويت ودول مجاورة أخرى العراق في مجهوده الحربي ضد إيران، ودعمته الولايات المتحدة كذلك تكتيكياً، وفق الموسوعة البريطانية.
في عام 1987 تدخلت الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط التي كانت تتعرض لهجمات إيرانية في مياه الخليج.
وأصبح الوجود الأمريكي أكثر تأسيساً وضمن شراكات استراتيجية في أعقاب حرب الخليج المعروفة بـ "عاصفة الصحراء" سنة 1991، حين قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً لإخراج القوات العراقية التي غزت الكويت، فوقّعت عدة دول خليجية اتفاقيات دفاعية مع واشنطن في الأشهر التي أعقبت الحرب.
الوجود الأمريكي: كيف تراه إيران؟
المعارضة الإيرانية الحازمة للوجود الأمريكي في الخليج، حاضرة في تصريحات لا حصر لها عن المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين، ومع كل حادثة أو تصعيد أو أزمة تمر بالمنطقة، تخرج تصريحات إيرانية تشير صراحةً أو تلميحاً إلى الوجود الأمريكي باعتباره "عامل زعزعة لاستقرار الخليج ودوله" وأن "دول الخليج قادرة على حفظ أمنه بنفسها" وأن إيران سترد على أي "تهديد يمثله هذا الوجود".
وفي أعقاب الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2024، ومع ترقب العالم لرد إسرائيلي عليها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني قوله إن طهران أبلغت دول الخليج العربية أنه سيكون من غير المقبول سماحها باستخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية ضد إيران، وأن أي خطوة من هذا القبيل ستُتبع برد إيراني.
ونقلت الوكالة كذلك في وقت لاحق أن دول الخليج ضغطت على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة منشآت نفطية إيرانية في ردها على الهجوم الإيراني، خشية أن يؤدي ذلك إلى مهاجمة منشآت دول الخليج النفطية من قبل "وكلاء إيران" إذا ما تصاعد الصراع، كما نقلت دول الخليج إلى واشنطن رفضها استخدام إسرائيل مجالها الجوي في أي هجوم ضد إيران.
وفي منتصف عام 2021، نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية عن قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني تصريحات علّق فيها على ما وصفه بـ "تزايد عدم الاستقرار في خليج عدن وباب المندب" قائلاً "إنه ولهذا السبب لا نتفهم الغاية من وجود قوات التحالف في الخليج"، و"إننا نعتقد أن سبب وجودها الأساسي هو تقويض الحوار والتواصل بين قوات البحرية التابعة لبلدان المنطقة".
وفي عام 2020، نشر حساب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في منصة إكس تغريدة تقول إن منطقة الخليج يمكن إدارتها عبر "سياسة تعاونية عقلانية وحكيمة تعود بالنفع على كل دول المنطقة، وإن ما يهدد مثل هذه الخطوة وجود القوات الأجنبية في المنطقة".
في العام ذاته نقلت وكالة فارس عن قيادي في الحرس الثوري الإيراني قوله إن "الوجود الأجنبي في المنطقة لا معنى له، وإن عليهم مغادرتها".
كما نقل تلفزيون "برس تي في" تصريحات لمسؤول في الحرس الثوري، قال فيها إنه إذا غادر الأمريكيون فإن "دول المنطقة ستكون قادرة على إقامة أمن مستدام".
تصريحات المسؤولين والمواقف الإيرانية بشأن الوجود الأمريكي في الخليج لم تقتصر على حقبة زمنية أو تصعيد محدد، ويمكن تتبعها إلى سنوات سابقة.
ففي عام 2003 على سبيل المثال، صرّحت وزارة الخارجية الإيرانية في أعقاب إعلان واشنطن وصول أكثر من 3 آلاف بحار وعنصر إضافي من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط، صرحّت بأن "الوجود الأمريكي في المنطقة يزعزع أمنها واستقرارها".
ورفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السرية عن وثيقة تعود للعام 1987، تحتوي على ملخص للأوضاع في ضوء الحرب العراقية الإيرانية، والحماية الأمريكية لناقلات النفط الكويتية. يقول التقرير إن إيران تعتقد أن "إقناع الدول العربية في الخليج بالنأي بنفسها عن مسألة الحماية الأمريكية لسفن الشحن الكويتية هو عنصر أساسي في جهودها لإجبار الولايات المتحدة والكويت على التراجع عن هذه الخطوة".
أين يتركز الوجود الأمريكي في الخليج، وما هو حجمه؟
ليس من السهل تتبع الوجود الأمريكي في الخليج بدقة، فهذا الوجود لا يقتصر فقط على القواعد العسكرية الثابتة، لكنه يشمل أيضاً السفن الحربية وحاملات الطائرات وغيرها، كما أن أعداد القوات ومهامها تتغير بشكل مستمر.
اعتمدنا في هذا التقرير على مصادر عدة، مثل بيانات الخارجية الأمريكية والبنتاغون، وخدمة أبحاث الكونغرس، ومؤسسات بحثية ومواقع إخبارية أمريكية، وبعض هذه البيانات محدّث حتى بداية العام 2025، وبعضها يعود لسنوات سابقة، كما تواصلنا في نهاية 2024 مع القيادة الوسطى الأمريكية التي تقع دول الخليج ضمن نطاق مسؤوليتها للحصول على معلومات أكثر.
وأكدت القيادة الوسطى الأمريكية خلال ردّها على استفسارات لبي بي سي، على أن أعداد الجنود الأمريكيين في المنطقة تتغيرصعوداً ونزولاً "وفقاً لمتطلبات المهمة ووفقاً للاحتياجات في المنطقة".
السعودية
بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والسعودية يعود إلى عام 1945 ببناء مطار الظهران. وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم تتمركز بشكل رسمي أو دائم في السعودية، إلا أنها "حافظت على وجود لها في المملكة لعقود من الزمن". خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، استقر جنود أمريكيون في السعودية لدعم مبيعات الأسلحة ومهام التدريب. وخلال حرب الخليج عام 1991، تم نشر ما يصل إلى 550 ألف جندي في المملكة للمساعدة في إخراج القوات العراقية من الكويت. وفي الفترة ما بين عامي 1991 و2003، "تم نشر ما يقرب من 5000 جندي أمريكي - معظمهم من سلاح الجو - في المملكة لفرض منطقة حظر الطيران الجنوبية فوق العراق" بحسب المعهد.
وسحبت واشنطن قواتها من قاعدة الأمير سلطان الجوية الواقعة إلى الجنوب من العاصمة الرياض في عام 2003، بناء على طلب من السعودية، ونقل الجيش الأمريكي معظم مقدراته إلى قاعدة العُديد الجوية في قطر، وهو ما يعني سحب كامل القوات الأمريكية من السعودية آنذاك، باستثناء تلك المختصة بالمبيعات العسكرية الخارجية والتدريب.
وأعلنت السعودية في منتصف عام 2019، موافقتها على "تضييّف قوات أمريكية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، تبعه إعادة نشر قوات أمريكية، خاصة في قاعدة الأمير سلطان الجوية.
ووفقاً لخارطة محدثة حتى نهاية 2021 نشرتها منظمة "مشروع الأمن الأمريكي"، فقد تم نشر 1800 فرد من جناح الاستطلاع الجوي رقم 378 في القاعدة نهاية 2019، كما تحتوي القاعدة على بطاريات باتريوت وعلى نظام "ثاد" المضاد للصواريخ البالستية.
وبلغ عدد الجنود الأمريكيين المتمركزين في السعودية وفق بيانات محدثة حتى 2023 نشرها موقع أكسيوس نحو 2700 جندي. وتقوم القوات الأمريكية في السعودية "بتوفير قدرات الدفاع الجوي والصاروخي، وإسناد تشغيل الطائرات العسكرية الأمريكية، وتعمل بالتنسيق مع الحكومة السعودية" وفقاً للبيت الأبيض.
ليس من الواضح حجم وأماكن الوجود الأمريكي في الوقت الحالي في السعودية، ومعظم البيانات حول ذلك محدثة حتى نهاية 2022 فقط.
توجهنا بالسؤال إلى القيادة الوسطى الأمريكية بشأن عديد القوات الأمريكية في السعودية، فامتنعت عن الإجابة لأسباب تتعلق "بحماية الأمن العملياتي"، لكن القيادة الوسطى قالت لبي بي سي، إن المهمة التدريبية الأمريكية في السعودية تقوم بتدريب القوات المسلحة السعودية وتقديم المشورة لها ومساندتها في "الدفاع عن مصالح البلدين المشتركة وضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط".
قطر
يرتبط الوجود الأمريكي في قطر في تقارير وسائل الإعلام بقاعدة العُديد الجوية، وعادة ما توصف عبر هذه الوسائل بأنها القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط.
تقع قاعدة العُديد الجوية إلى الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة، وتُسمى أيضاً مطار أبو نخلة، أنشئت عام 1996 وتُعد وفقاً للخارجية الأمريكية أضخم منشأة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة.
وفي منتصف أكتوبر / تشرين الأول 2024، قال رئيس الوزراء القطري إن "قطر لا تقبل أن تُشن من قاعدة العديد هجمات أو حروب على دول في المنطقة أو خارجها"، وأضاف أن العلاقة مع الولايات المتحدة هي "شراكة استراتيجية، مع التأكيد على أن كل طرف يتمتع بالسيادة الكاملة، ولا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر". التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي القطري جاءت خلال ترقب العالم لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني بداية أكتوبر 2024.
وفي بداية العام 2024، نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسمه، بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قطر لتمديد وجود القوات الأمريكية في قاعدة العُديد الجوية لعشر سنوات إضافية. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية التي اطلعت عليها بي بي سي، فإن عدد المباني والمنشآت التي تملكها القوات الأمريكية في القاعدة تراوح صعوداً ونزولاً بين 500 و600 منشأة ومبنى بين الأعوام 2022، و2024.
وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن القوات الأمريكية الموجودة في قطر شاركت في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ووفقاً لبيانات محدثة حتى العام 2022 نشرها موقع أكسيوس، فإن عديد القوات الأمريكية في قاعدة العُديد يصل إلى 8 آلاف.
وتضم القاعدة كذلك مقرات أمامية للقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الوسطى في سلاح الجو الأمريكي.
البحرين والكويت والإمارات
قالت القيادة الوسطى الأمريكية لبي بي سي نهاية 2024، إن لديها نحو 15 ألف جندي في كل من البحرين والكويت والإمارات. مع إعادة التأكيد على أن هذه الأرقام تتغير.
في البحرين، وعلى مقربة من ميناء سلمان في منطقة الجفير، شرق العاصمة المنامة، تقع قاعدة بحرية أمريكية تضم قيادة الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة البحرية الوسطى. يُعد ميناء خليفة بن سلمان، شرق العاصمة المنامة "أحد المنشآت البحرية القليلة في الخليج التي تتسع لحاملات الطائرات والسفن البرمائية الأمريكية" بحسب موقع أكسيوس.
ووفقاً لورقة بحثية نشرتها خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، فإن الوجود العسكري للبحرية الأمريكية في البحرين يعود إلى العام 1948.
وقّعت البحرين والولايات المتحدة اتفاقية تعاون دفاعي في عام 1991 تم تجديدها لـ 15 عاماً في 2017، وتوفّر البحرين بموجب هذه الاتفاقية إمكانية الوصول والتمركز والتحليق، لتسهيل العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
أما الكويت، ووفقاً لنشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدثة حتى بداية 2025، تُضيّف أكثر من 13 ألف جندي أمريكي، معظمهم في معسكر عريفجان إلى الجنوب من العاصمة الكويت وفي قاعدة علي السالم الجوية إلى الشرق منها، وتضع هذه الأرقام الكويت في المرتبة الرابعة من حيث عدد الجنود الأمريكيين الذين تُضيّفهم دولة أجنبية، بعد كلّ من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.
وتتمركز قوات أمريكية كذلك في قاعدة أحمد الجابر الجوية وقاعدة المبارك الجوية المحاذية لمطار الكويت الدولي وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية.
لدى الجيش الأمريكي أيضاً نحو 700 منشأة ومبنى في "معسكر بيوري" الواقع في منطقة نائية نسبياً إلى الشمال الغربي من مدينة الكويت، ويضم المعسكر مدرج طيران.
وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن الوجود العسكري الأمريكي للكويت يتيح للولايات المتحدة القدرة على نشر قواتها البرية بشكل سريع في المنطقة.
في الإمارات، تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية قرب أبو ظبي، إضافة إلى منشأة بحرية في الفجيرة شرقي البلاد، كما أن ميناء جبل علي غرب دبي قادر على التعامل مع حاملات الطائرات الأمريكية، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس.
بحسب نشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدّثة حتى بداية 2025، فإن قاعدة الظفرة الجوية تُضيّف 3500 عسكري أمريكي، كما توفر الموانئ الإماراتية دعماً لوجستياً "ضرورياً" للبحرية الأمريكية و"تُضيّف مجتمعةً سفناً بحرية أمريكية أكثر من أي ميناء خارج الولايات المتحدة".
بحسب منظمة "المشروع الأمني الأمريكي" فإن القاعدة البحرية في الفجيرة تقع على ساحل خارج مياه الخليج، أي قبل عبور مضيق هرمز، وتوفر ممراً برياً لوجستياً لميناء جبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع
ترامب: هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

ترامب: هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 ، أمس الأحد، إن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين في غزة "خلال هذا الأسبوع"، وذلك قبل اجتماعه المرتقب في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وصرّح ترامب للصحافيين "أعتقد بأن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس خلال هذا الأسبوع، الأسبوع المقبل، يتعلق بعدد لا بأس به من الرهائن"، مع تزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لإنهاء الحرب في غزة. ومن المقرر أن يجتمع ترامب مع نتنياهو اليوم الاثنين في البيت الأبيض، وهو اللقاء الثالث بينهما منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة في يناير/كانون الثاني. وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبيل سفره إلى واشنطن أمس الأحد، إن اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قد يساهم" في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وأضاف نتنياهو، في إحاطة للصحافيين من أمام الطائرة التي أقلته إلى واشنطن في مطار بن غوريون: "نحن نعمل على إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها"، وأوضح قائلاً: "أرسلت فريقاً للتفاوض مع تعليمات واضحة، وأعتقد أن المحادثة مع الرئيس ترامب يمكن أن تُساهم بالتأكيد في دفع هذا الهدف الذي نتمناه جميعاً". وبدأت مساء أمس الأحد في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس لبحث وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة. وقال ترامب "نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع". وأضاف أن الولايات المتحدة "تعمل على قضايا عدة مع إسرائيل"، ومن بينها "ربما اتفاق دائم مع إيران". أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | جولة أولى من مفاوضات وقف النار وسط آمال بهدنة ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين فلسطينيين قولهما، ليل الأحد - الاثنين، إن الجلسة الأولى من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطر انتهت دون نتيجة حاسمة، مشيرين إلى أن "الوفد الإسرائيلي غير مفوض بشكل كاف للتوصل إلى اتفاق ولا يملك صلاحيات حقيقية". وقبل بدء المفاوضات، أفادت مصادر مطلعة "العربي الجديد" بأن الاجتماعات ستبدأ وسط أجواء توصف بـ"الجدية"، ودفع دولي حثيث نحو التوصل إلى اتفاق قبل اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، المقرر عقده في السادسة والنصف من مساء اليوم الاثنين بتوقيت واشنطن. (فرانس برس، العربي الجديد)

ترامب: الانحياز لسياسات بريكس المناهضة لأمريكا يستدعي فرض رسوم إضافية بنسبة 10%
ترامب: الانحياز لسياسات بريكس المناهضة لأمريكا يستدعي فرض رسوم إضافية بنسبة 10%

القدس العربي

timeمنذ 5 ساعات

  • القدس العربي

ترامب: الانحياز لسياسات بريكس المناهضة لأمريكا يستدعي فرض رسوم إضافية بنسبة 10%

واشنطن: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد إن الدول التي تنحاز إلى 'السياسات المعادية للولايات المتحدة' لدول مجموعة البريكس ستفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة. وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال 'أي دولة تنحاز إلى السياسات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية لمجموعة بريكس ستفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة. لن يكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة. شكرا لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!'. ولم يوضح ترامب أو يتوسع في الإشارة إلى 'السياسات المعادية للولايات المتحدة' في منشوره. كانت مجموعة بريكس تضم في بدايتها البرازيل وروسيا والهند والصين في أول قمة لها في عام 2009. ثم أضاف التكتل جنوب أفريقيا في وقت لاحق. وفي العام الماضي ضمت المجموعة لعضويتها كل من مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والسعودية والإمارات وإندونيسيا. (رويترز)

خسراننا في هزيمة إيران
خسراننا في هزيمة إيران

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

خسراننا في هزيمة إيران

ليس الوقت للكتابة في السياسة، فالظاهر أنه سيحين بعد ما لا نعرفُ من أيامٍ وأسابيع، فقنابل حارقة وأكثر من 125 طائرة حربية، ضرب بها الرئيس ترامب، فجر أمس، ثلاثة مفاعلاتٍ نوويةٍ في الأراضي الإيرانية أعادتنا، جميعاً، إلى عطالةٍ للسياسة مُضافة، سيما أن لقاء جنيف الأوروبي الإيراني يوم الجمعة الماضي لم يكن فيه من السياسة شيء، فقد دلّ على ما لم يكُن في حاجةٍ إلى دليل، اصطفافِهم في باريس ولندن وبرلين (وغيرها) وراء نتنياهو. وسيّما أيضاً أن المنطق الأميركي، وقبل الإسرائيلي ومعه وبعده، اختصر القضيّة كلها، أن المطلوب أمرٌ وحيد، توقيع إيران على اتفاقٍ مكتوبٍ سلفاً، تستسلم فيه لمطلب واشنطن وتل أبيب، "صفر تخصيب يورانيوم". ما يعني، أنه لن يُكتفى بهزيمة الجمهورية الإسلامية، وإنما أيضاً استسلامها تماماً. وكان الاجتهاد في التحليل السياسي أنها أمام هذيْن الخيارين، ولكن المؤشّرات في الأيام العشرة الماضية أفادت بأنها ليست في هذا الوارد، أو ربما تُؤثِر الهزيمة على الاستسلام. ومع تحسّن أدائها عسكريّاً، ونجاحات مسيّراتها في إيذاء إسرائيل جيّداً، وإحداثها مزاجاً في دولة الاحتلال لا يتحمّس للمضي أكثر في الحرب، فإن هزيمة إيران المُرتجاة في واشنطن وتل أبيب قد لا تكون مختتم الحرب غير المعلوم متى ستنتهي، فثمّة وجاهةٌ في القول إنها بدأت فجر أمس، 22 يونيو/ حزيران الجاري، مع القنابل الحرارية الأميركية على مواقع نووية في نطنز وأصفهان وفوردو، وليس فجر يوم الجمعة قبل الماضي، لمّا صحوْنا على الأنباء إياها، والتي جعلتنا نتطيّر من هزيمة إيرانية تقترب. الوقتُ لخبراء في الأسلحة والمقذوفات والصواريخ، لنسمعهم بشأن ما نرى، ولخبراء البيئة والإشعاعات وشؤون اليورانيوم، مخصّباً وغير مخصّب، ليفيدونا بما يُطمئن أو لا يطمئن، وبسبل الوقاية والحيْطة. وقت العارفين، عن حقّ، في السياسة مُرجأ. وليس من اللائق أن تُعطى المساحاتُ في فضاء النقاش والتداول العام لمن يتحدّثون في السياسة كالمنجّمين، أو مثل عادل إمام في إجابته عمّا إذا كان قد شاهد سابقاً المتّهم في القفص أمامه في المحكمة إنه ربما شاهدَه وربما لم يشاهده. ... ولمّا كان هذا هو الحال، أو هو التشخيصُ الممكن، يصبح الأجدى أن ننشغل بالأخلاقيّ الجوهري، أو بالوطنيِّ في مسمّىً أنسب ربما، في ممارستنا نحن العرب السياسة، بمعنى تفتيشنا عن مصالحنا، عن النافع لنا، عن خساراتنا إذا ذهبت خواتيم الحرب إلى هذه النتيجة أو تلك. هنا بالضبط، وبلا لفٍّ ولا دوران، إذا خسرت إيران الحرب، بالمعنى الذي يريده صقور البيت الأبيض ودولة الاحتلال، فذلك يعني أن الجموح الإسرائيلي الذي تُعايَن وحشيته البالغة السفور لن يتوقّف عند أي سقوف، فالعالم العربي مجرّد ملعب مستباح لصاحب القرار الأمني والعسكري والسياسي في تل أبيب. لقد انكشفنا، نحن العرب، في أثناء نكبة الإبادة اليومية الحادثة في ناس غزّة، إلى مدىً أظنّه فاجأ نتنياهو نفسه، ما جعل هذا المجرم يمضي في مُراده بلا حدود، فقد قرّر الإجهاز التام على كل أسباب العيش في غزّة، واختطف أزيد من مليوني فلسطيني هناك رهائن للتمويت والتجويع والتهجير، بلا أي اكتراثٍ بمحكمتي جناياتٍ وعدلٍ دوليتين، وبازدراءٍ لبيانات الغضب في الأمم المتحدة وفي اجتماعاتٍ كلامية بلا عدد، ضَجر من نشطوا فيها في الشهور الأولى، ثم انصرفوا، غير مُحرجين على الأرجح، إلى شؤونهم. ولمّا أفلح في إنهاء قدرات حزب الله، واغتيال زعميه وقياداته وكفاءاته، ولمّا سوند من إدارتي بايدن وترامب بأكثر مما تصوّر، ولمّا انقطع المفاوضون في حركة حماس لانتظار "ضماناتٍ" من اثنيهما، بأن لا تعود الحرب في غزّة إذا توقفت في هدنة، ... لمّا تتالت هذه الوقائع وأخرى غير قليلة، أوضحَت لكل صاحب بصرٍ فداحة البؤس الذي نقيم فيه، نحن العرب، فلن يكون من شأن انتصارٍ تُحرزه الفاشية الإسرائيلية على إيران التي طالما اشتهيْنا أن تكون صديقةً للعرب، عن حقٍّ وحقيق، سوى أن تزيد قيعان هذا البؤس هبوطاً أكثر فأكثر. باختصار، لا نملك في غضون الحرب الإسرائيلية الأميركية، الشرسة والمركبة، على إيران، غير فُرجتنا عليها، ولكننا نملك أيضاً أن نكون مع أنفسنا، أنفسنا وحسب، بأن لا نرجو الهزيمة لإيران، ففي حدوثها، بالكيفيّة التي يشتهونها في واشنطن وتل أبيب، خسرانٌ كثيرٌ لنا، استضعافٌ آخر لنا، من ذئاب جارحةٍ نراها تصنع في غزّة ما نراه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store