logo
قادة سياسيون ورواد قطاع التكنولوجيا يجتمعون في باريس لافتتاح قمة الذكاء الاصطناعي

قادة سياسيون ورواد قطاع التكنولوجيا يجتمعون في باريس لافتتاح قمة الذكاء الاصطناعي

وهج الخليج١٠-٠٢-٢٠٢٥
وهج الخليج – وكالات
يجتمع قادة سياسيون من كل أنحاء العالم بينهم نائب الرئيس الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني والمستشار الألماني إضافة إلى قادة قطاع التكنولوجيا في باريس يومي الاثنين والثلاثاء في قمة دولية حول الذكاء الاصطناعي وهو تكنولوجيا أحدثت ثورة سريعة في كثير من مجالات المجتمع وتحاول كل دولة الإفادة منها.
ويُتوقع حضور نحو 1500 مشارك في القصر الكبير صباح الاثنين خلال إطلاق هذا الاجتماع الدولي الثالث حول هذا الموضوع، برئاسة مشتركة مع الهند وحضور رئيس وزرائها ناريندرا مودي. كما سيحضر قادة قطاع التكنولوجيا أمثال سام ألتمان من شركة OpenAI، مبتكر تشات جي بي تي، وسوندار بيتشاي المدير التنفيذي لشركة غوغل، وداريو أمودي، رئيس شركة أنثروبيك الأميركية الناشئة. وسيناقش المجتمعون فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها وذلك خلال مشاركتهم في طاولات مستديرة ستتطرق إلى 'الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات'، و'الذكاء الاصطناعي والعلوم' و'مستقبل العمل'. كما ستبحث الجهات الفاعلة الرئيسية في هذا القطاع مسألة الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف السيطرة على التجاوزات المحتملة له، بعد ظهوره على الساحة العامة منذ عامين مع تشات جي بي تي، من دون إعاقة تطوره.
ـ 'تقدم أسرع وأقوى'
وأعلنت تسع دول، بما فيها فرنسا، وجمعيات وشركات، الأحد عن إطلاق مبادرة تسمى 'الذكاء الاصطناعي الحالي' (Current AI) من أجل 'ذكاء اصطناعي للمصلحة العامة' باستثمار أولي قدره 400 مليون دولار وبرعاية 11 من رواد قطاع التكنولوجيا.
يهدف هذا المشروع إلى تطوير إمكانية الوصول إلى قواعد بيانات خاصة وعامة في مجالات مثل الصحة والتعليم، وتعزيز المزيد من الشفافية والأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطوير أنظمة لتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي لهذه التكنولوجيا. وفي مواجهة ظهور روبوت التخاطب الصيني 'ديب سيك' DeepSeek الذي أذهل وادي السيليكون في يناير بقدرته على مجاراة المنافسة الأميركية بكلفة أقل بكثير، والقوة الضاربة للولايات المتحدة بمشروع 'ستارغيت' الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار، فإن التحدي الذي يواجه القمة هو أيضا إظهار أن 'فرنسا وأوروبا تتمتعان بالمصداقية'، وفق ما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد.
وقال ماكرون 'نريد أن نتقدم بشكل أسرع وأقوى بكثير'، كاشفا عن استثمار 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا من جانب شركات خاصة خلال السنوات القليلة المقبلة. وفي حين أن تفاصيل هذا المبلغ سيتم تحديدها خلال القمة، إلا أنه يتضمن الكثير من التافصيل التي أعلِنَ عنها في الأيام الأخيرة، بما في ذلك مركز بيانات عملاق تموله الإمارات العربية المتحدة كجزء من حرم للذكاء الاصطناعي بقيمة '30 إلى 50 مليار يورو'، بالإضافة إلى 20 مليار يورو من صندوق Brookfield الكندي لمراكز بيانات جديدة في فرنسا. وتُظهر هذه المبالغ الكبيرة أهمية المباني العملاقة التي تخزن البيانات وتوفر القدرة الحاسوبية الهائلة التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي. وقال سيلفان دورانتون، مدير وحدة التكنولوجيا في مجموعة بي سي جي BCG 'نحن في حاجة حقا إلى استثمار الكثير'. وشدد على أن 'الأمر لا يتعلق بتدريب نماذج فحسب، بل بتدريب أشخاص وإنشاء مراكز أبحاث وبناء بنية تحتية'.
ومن بين الإعلانات الأخرى المتوقعة، من المقرر أن تعلن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي ستكون حاضرة في القصر الكبير، عن حوالى عشرة حواسيب عملاقة واسعة النطاق مخصصة للأبحاث العامة أو مفتوحة للشركات الأوروبية الناشئة. وهذه الحواسيب الفائقة القوة ضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها. والثلاثاء، تُعقد جلسة عامة يشارك فيها رؤساء دول من حوالى مئة دولة.
في نهاية هذا الاجتماع، تهدف فرنسا إلى أن يقدم عدد كبير من اللاعبين التزامات في مجال الذكاء الاصطناعي المستدام والصديق للبيئة، لكن من دون أي إطار عمل ملزم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5

عبيدلي العبيدلي خبير إعلامي يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الظواهر التقنية المعاصرة التي يعتقد الكثيرون أنها ستُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين. فمنذ بداية الألفية، تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد كونه فرعًا نظريًا في علوم الحوسبة، إلى محرك فعلي لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وربما العالمي، بما في ذلك تشكيل سلاسل الإنتاج، وأسواق العمل، وأنظمة اتخاذ القرار. ومع كل طفرة في هذا المجال، تتسارع التحولات الاقتصادية، وتتشكل استقطابات فكرية جديدة تتوزع بين مؤيدين يرون فيه أداة فعالة لتحفيز النمو، ومعارضين له لا يكفون عن التحذير من مغبة تداعيات انعكاساته الاقتصادية البنيوية . يمتاز الجدل حول الذكاء الاصطناعي بطابعه الديناميكي، إذ لا يتصل فقط بفعالية التقنية، بل يتقاطع مع قضايا توزيع الثروة، ومستقبل العمل، والمساواة الرقمية، والسيادة الاقتصادية. وقد بات من الملحّ، بشكل قاطع، التفكير فيه باعتباره قضية سياسية–اقتصادية–أخلاقية بامتياز، تتطلب تجاوز التقييمات التقنية البحتة نحو تحليلات عميقة للبنى الاقتصادية والاجتماعية . تهدف هذه المقالة إلى تفكيك هذا الجدل من خلال عرض شامل لحجج المؤيدين والمعارضين، وتحليل القضايا المحورية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، مع تقديم حالات واقعية تجسد الاتجاهين، وأخيرًا استشراف مآلات هذه التحولات على المدى القصير والمتوسط والبعيد . مواقف المؤيدين: الذكاء الاصطناعي رافعة للتحول الاقتصادي يرى المؤيدون أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة نوعية في تاريخ التطور الإنتاجي للبشرية، مكافئة لاختراع الكهرباء أو الإنترنت. وتتركز مبرراتهم في خمسة محاور أساسية هي : رفع الإنتاجية وتقليل التكاليف تُظهر التجارب أن الذكاء الاصطناعي قادر، وبكفاءة غير مسبوقة، على مضاعفة إنتاجية القوى العاملة البشرية من خلال الأتمتة الذكية وتحليل البيانات والتعلّم الآلي. فالشركات التي تبنت أدوات تحليل البيانات والتنبؤ باستخدام AI – كـ Amazon و Alibaba ، نجحت في خفض تكاليف التشغيل، وزيادة كفاءة سلسلة الإمداد، وتسريع دورة الإنتاج. وتُشير دراسة صدرت في العام 2022 عن مؤسسة PricewaterhouseCoopers ( PWC ) إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030 . خلق نماذج أعمال جديدة لا يقتصر أثر الذكاء الاصطناعي على تحسين العمليات التقليدية، بل يفتح الباب أمام نماذج أعمال جديدة بالكامل. فالخدمات المالية مثلًا شهدت ظهور شركات FinTech تستخدم الذكاء الاصطناعي في تقييم الجدارة الائتمانية والتسعير التفاعلي. وفي الطب، بات التشخيص القائم على AI يتفوق على بعض القدرات البشرية. هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي العمل البشري، بل يُعيد تعريفه . تمكين الدول النامية عبر القفزات التقنية من أبرز وعود الذكاء الاصطناعي قدرته على مساعدة الدول النامية في تجاوز مراحل التصنيع التقليدي. ففي الهند مثلًا، ساعدت أدوات الذكاء الاصطناعي المزارعين في التنبؤ بالمواسم الزراعية وتحسين الإنتاج. أما في كينيا، فتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة شبكات الكهرباء المحدودة لتعظيم كفاءتها. هذا الاستخدام "التنموي" يخلق أملًا بإعادة التوازن العالمي عبر التكنولوجيا . تعزيز الحوكمة واتخاذ القرار الاقتصادي تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي اليوم في تحليل اتجاهات الاقتصاد الكلي، وتقييم المخاطر الائتمانية، وضبط التهرب الضريبي. فالهند طوّرت نظامًا رقميًا يعتمد على AI لرصد التجارة غير الرسمية والتهرب من الضرائب، مما ساعد في رفع الإيرادات العامة بنسبة 14%. كما تلجأ بعض الحكومات إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة نتائج السياسات الاقتصادية قبل تطبيقها . تسريع البحث العلمي والابتكار بفضل قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات، ساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة البحث العلمي، خاصة في مجالات الأدوية، والطاقة، والمناخ. كما أدى إلى تخفيض تكاليف الابتكار، مما يُمكّن الشركات الناشئة من المنافسة في مجالات كانت سابقًا حكرًا على الشركات العملاقة . مواقف المعارضين: الذكاء الاصطناعي كتهديد اقتصادي بنيوي رغم الحماس الذي يُبديه أنصار الذكاء الاصطناعي، فإن معارضيه يُثيرون مخاوف جوهرية تتجاوز المسائل التقنية إلى بنية الاقتصاد العالمي نفسه. يرى هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي، في صيغته الحالية، وجوهر أدائه التقني، لا يخدم التنمية الشاملة، بل يُكرّس الاحتكار، ويقضي على الوظائف، ويُعمّق الفجوة الطبقية، ويُضعف قدرة المجتمعات على السيطرة على مستقبلها الاقتصادي ويمكن تلخيص دعوات المنتقدين في النقاط التالية . تهديد سوق العمل وتفكيك الطبقة الوسطى يشير المنتقدون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الملايين من الوظائف، خاصة في المجالات المتوسطة المهارة التي شكلت تاريخيًا عماد الطبقة الوسطى. فعلى سبيل المثال، تعمل تقنيات الترجمة الآلية على تقليص الحاجة للمترجمين، وتقوم خوارزميات المحاسبة بتقليل الطلب على المحاسبين التقليديين، بينما بدأت السيارات ذاتية القيادة تُهدد وظائف سائقي الأجرة والنقل . وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2023)، من المتوقع أن تستبدل الأتمتة نحو 85 مليون وظيفة بحلول العام 2025، رغم خلقها وظائف جديدة. إلا أن هذه الوظائف تتطلب مهارات عالية في البرمجة، وتحليل البيانات، والرياضيات، وهي مهارات لا تمتلكها الغالبية العظمى من العاملين حاليًا. هذا الخلل قد يؤدي إلى بطالة هيكلية مزمنة وتآكل الاستقرار الاجتماعي . تعميق الاحتكار وتركيز الثروة يرى كثيرون، ممن يقفون في وجه توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي، أنه بوعي أو بدون وعي، يُعزز من هيمنة الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تمتلك البيانات الضخمة والبنى التحتية السحابية. فشركات مثل Google و Meta و Amazon تملك من المعلومات والقدرات الحسابية ما يُمكّنها من احتكار الابتكار وتوجيه السوق وفق مصالحها. وهذا الوضع يخلق ما يسميه بعض الاقتصاديين "الرأسمالية الخوارزمية"، حيث يتحول السوق إلى مساحة مغلقة تديرها خوارزميات بلا شفافية . هذا التركّز لا يُضعف فقط المنافسة، بل يخلق فجوة عميقة بين الشركات العملاقة وبقية الفاعلين الاقتصاديين، ويمنع الشركات الناشئة في الدول النامية من الدخول الجدي إلى السوق . إخفاقات أخلاقية وتمييز منهجي العديد من حالات سوء استخدام الذكاء الاصطناعي كشفت عن ميل هذه التكنولوجيا إلى إنتاج نتائج متحيزة وغير عادلة. تعود هذه المشكلة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرَّب على بيانات تاريخية تعكس أوجه التمييز الطبقي أو العرقي أو الجندري في المجتمع. على سبيل المثال، في عام 2018 اضطرت شركة Amazon إلى سحب نظام توظيف آلي تبين أنه يقلل تلقائيًا من تقييم السير الذاتية للنساء . تنعكس هذه التحيزات في القرارات الاقتصادية: من يُمنح قرضًا؟ من يتم قبوله في الوظيفة؟ من يُصنف كزبون مميز؟ الذكاء الاصطناعي هنا لا يُعيد إنتاج التمييز فقط، بل يُخفيه تحت قناع "الحياد الرقمي " . تقويض السيادة الاقتصادية الوطنية يرى النقاد أن الذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال صنع القرار الاقتصادي، يُضعف قدرة الدول على التحكم في سياساتها. فمع ازدياد الاعتماد على خوارزميات خارجية في القطاعات الحيوية، تفقد الحكومات، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الصغيرة أو النامية، السيطرة على أدوات الرقابة والتنظيم. في حالات عديدة، باتت قرارات تتعلق بالإقراض أو التوظيف أو الاستثمار تُتخذ بناء على أنظمة خوارزمية مملوكة لشركات خاصة لا تخضع للرقابة العامة . الأمر لا يقتصر على الدول النامية، بل يمتد إلى الاقتصادات المتقدمة، حيث بدأت البنوك والشركات الكبرى تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي من تطوير شركات خارجية، ما يخلق تهديدًا حقيقيًا لـ "السيادة الاقتصادية الرقمية " . نشوء أزمات اقتصادية خوارزمية أحد المخاوف الكبرى يتعلق بالقدرة المحدودة للبشر على توقع وتفسير سلوك أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة. فقد نشهد في المستقبل أزمات مالية أو تجارية أو استهلاكية ناتجة عن قرارات آلية غير مفهومة أو تفاعل تلقائي بين أنظمة متنافسة. مثال على ذلك ما حدث في "الانهيار الخاطف " (Flash Crash) في بورصة نيويورك عام 2010، حيث أدت معاملات آلية إلى انهيار الأسواق خلال دقائق دون تدخل بشري . لذا يحذر المعارضون من أخطار تنامي استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي أنه إذا استمر الاعتماد المفرط على أنظمة لا يمكن تفسيرها أو مساءلتها، فقد نصل إلى نقطة تفقد فيها المؤسسات الاقتصادية سيطرتها على أدواتها نفسها .

علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 3/3
علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 3/3

جريدة الرؤية

time٢٠-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

علاقات التأثير المتبادل بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة 3/3

عبيدلي العبيدلي - خبير إعلامي أوردت الحلقتان 1و2 من هذا المقال شواهد وأدلة متنوعة على نشوء علاقة تأثير متبادل " بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة "، حتى باتت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، وأصبحت تسهم -بشكل ملموس ومباشر - في تطوير أساليب التدريس، وتخصيص المحتوى، وتحليل أداء الطلاب، وتسهيل الإدارة المدرسية. في المقابل، أمام دفع طرق التدريس الحديثة، بشكل ملح، نحو تبني حلول الذكاء الاصطناعي لتحقيق تعليم أكثر تفاعلية وشمولية وفعالية، تبرز علامة استفهام كبيرة تدعو الحكومات العربية في التمعن بجدية في كيفية بناء مشروع متكامل في هذا المجال، يكون قادرا على الوصول إلى الصيغة النموذجية الأفضل التي تمكنها من تشييد نظام تعليمي تربوي يسخر، بشكل إبداعي، مولدات الذكاء الاصطناعي في بناء النظم البيئي التعليمي الحديث القادر على الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي دون التفريط في أهداف ومخرجات ذلك النظام. والخطوة الأولى على هذه الطريق هي تشخيص النتائج، أو بالأحرى المؤشرات التي ولدتها أنظمة المزاوجة بين البرامج التعلمية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، كما يبينها الجدول التالي: المؤشر النتيجة زيادة التفاعل الطلابي عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي 67% تقليص التكاليف الإدارية للمؤسسات التعليمية عبر الأتمتة 32% تحسن نتائج الطلاب في برامج التعلم المخصص بالذكاء الاصطناعي 28% نمو الموارد التعليمية الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (2019-2023) 418% تحسن جودة التدريس بعد تدريب المعلمين باستخدام الذكاء الاصطناعي 41% نسبة الطلاب الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في دراستهم 86% حجم سوق الذكاء الاصطناعي في التعليم عالميًا (2024) 5.88 مليار دولار معدل النمو السنوي المتوقع لسوق الذكاء الاصطناعي في التعليم حتى 2030 31.2% نسبة المعلمين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي 60% المصادر تقرير "5 Key Statistics: AI's Impact on Global Education Policy Trends" يورد نتائج دراسات دولية متعددة حول أثر الذكاء الاصطناعي على التفاعل الطلابي، الكفاءة الإدارية، التحسن الأكاديمي، نمو الموارد الرقمية، وتدريب المعلمين. استطلاع منشور في أغسطس 2024 على موقع Campus Technology أفاد أن 86% من الطلاب يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام في دراستهم. توصيات للحكومات العربية تغذية الخوارزميات ببيانات تربوية جديدة طرق التدريس الحديثة، التي تعتمد على التعلم النشط والتقييم المستمر، تنتج كميات هائلة من البيانات التربوية التي تعد موردًا ثمينًا لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي. هذه البيانات تسمح بتحسين قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالسلوكيات التعليمية وتصميم استراتيجيات تعلم أكثر فاعلية. تعزيز خوارزميات التفكير النقدي والإبداعي مع التركيز المتزايد على مهارات القرن الحادي والعشرين مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، كان على مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي تعديل خوارزمياتهم لتصبح داعمة لهذه المهارات، بدلاً من الاقتصار على تقديم المعلومات أو التقييم الآلي. إعادة تعريف العلاقة بين المعلم والآلة أسهمت طرق التدريس الحديثة التي ترى المعلم كميسر وموجه للعملية التعليمية، في دفع المطورين إلى تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تكاملية تعزز دور المعلم بدلًا من أن تحل محله. هذه الأنظمة، مثل لوحات المعلومات التحليلية، أصبحت شريكًا للمعلم في اتخاذ القرارات التربوية المستنيرة. تطوير البنية التحتية الرقمية الاستثمار في تحديث البنية التحتية التقنية للمدارس، خاصة في المناطق الريفية والنائية، لضمان وصول الجميع إلى أدوات الذكاء الاصطناعي. دعم حلول التعليم منخفضة النطاق الترددي لضمان الشمول الرقمي. بناء أطر تشريعية وتنظيمية وضع سياسات واضحة لحماية خصوصية بيانات الطلاب والمعلمين، مستلهمة من معايير دولية مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR). تطوير أدلة أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، تضمن الشفافية والعدالة. تطوير المناهج والتدريب دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية في المناهج من المراحل المبكرة. توفير برامج تدريبية شاملة للمعلمين حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وأخلاقيات التعامل معها. تعزيز البحث والتطوير دعم البحوث التطبيقية حول أثر الذكاء الاصطناعي في التعليم العربي، وتشجيع التعاون بين الجامعات والشركات الناشئة. إنشاء مراكز ابتكار تعليمية تختبر حلول الذكاء الاصطناعي في بيئات واقعية. ضمان العدالة والشمول توفير أجهزة وإنترنت مجاني أو مدعوم للطلاب الأقل حظًا عبر شراكات مع القطاع الخاص. تطوير أدوات تعليمية تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتراعي الفروق الثقافية واللغوية. بناء شراكات إقليمية ودولية التعاون مع المنظمات الإقليمية (مثل جامعة الدول العربية) والدولية (مثل اليونسكو) لتطوير استراتيجيات موحدة وبناء القدرات. الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة وتكييفها مع السياق العربي. إن العلاقة التبادلية بين الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس الحديثة تفتح آفاقًا واسعة لتطوير التعليم في العالم العربي. غير أن الاستفادة المثلى من هذه العلاقة تتطلب رؤية استراتيجية شاملة، تشمل تحديث البنية التحتية، وتطوير السياسات، وبناء القدرات، وضمان العدالة ،والشمول. إن الاستثمار في هذا المجال ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على المنافسة في اقتصاد المعرفة العالمي. على الحكومات العربية اغتنام هذه الفرصة، ووضع سياسات جريئة تضمن تعليمًا عصريًا، فعالًا، وآمنًا للجميع. على مدار العقود الماضية، لم يشهد قطاع من قطاعات المجتمع البشري تحولًا جذريًا كالذي شهده التعليم. فمنذ الثورة الصناعية وحتى الثورة الرقمية، بقيت أساليب التعليم تقليدية إلى حد كبير، متكئة على المعلم كمصدر وحيد للمعرفة والطالب كمستقبل سلبي لها. إلا أن العقدين الأخيرين شهدا طفرة غير مسبوقة في دمج التكنولوجيا مع التربية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي تحول من أداة مساعدة على أطراف العملية التعليمية إلى قوة دافعة تعيد صياغة بنيتها بالكامل.

ترامب يعلن استثمارات كبيرة لمواكبة صعود الذكاء الاصطناعي
ترامب يعلن استثمارات كبيرة لمواكبة صعود الذكاء الاصطناعي

جريدة الرؤية

time١٦-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

ترامب يعلن استثمارات كبيرة لمواكبة صعود الذكاء الاصطناعي

واشنطن- الوكالات أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -خلال زيارة إلى بنسلفانيا- الثلاثاء، عن استثمارات ضخمة تعتزم شركات خاصة ضخّها في قطاعات الطاقة والبنى التحتية بهدف تلبية طلب الشركات التكنولوجية الكبرى المتزايد على الكهرباء لمواكبة صعود الذكاء الاصطناعي. وجاء إعلان ترامب عن هذه الاستثمارات خلال قمة الطاقة والابتكار الأولى في ولاية بنسلفانيا (شرق) في جامعة كارنيغي ميلون في مدينة بيتسبرغ. وفي المجمل، ستضخّ الشركات المعنيّة ما يقارب 92 مليار دولار في مشاريع مراكز البيانات (36 مليار دولار) ومواقع توليد الطاقة (56 مليار دولار). وبات الذكاء الاصطناعي التوليدي أساسيا للشركات التكنولوجية الكبرى، إلا أن المخاوف تتزايد من عدم قدرة البنى التحتية الحالية على تلبية ما يتطلّبه من طاقة كهربائية، خصوصا في الولايات المتحدة. ويتطلّب الذكاء الاصطناعي التوليدي طاقة حوسبية هائلة، بشكل رئيسي لوحدات المعالجة التي تستهلك الكثير من الطاقة والتابعة لشركة إنفيديا، الشركة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرا والتي أصبحت الأكبر عالميا من حيث القيمة السوقية. ويتوقّع مسؤولون أن تحتاج شركات التكنولوجيا في الولايات المتّحدة بحلول العام 2028 لما يصل إلى خمسة غيغاواط من الطاقة للذكاء الاصطناعي، أي ما يكفي لإمداد نحو خمسة ملايين مشترك بالكهرباء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store