logo
الإجابات صادمة.. 5 نماذج مستقلة لـ«الذكاء الإصطناعي» تُبدي رأيها في 20 تصريحا لـ ترامب

الإجابات صادمة.. 5 نماذج مستقلة لـ«الذكاء الإصطناعي» تُبدي رأيها في 20 تصريحا لـ ترامب

المصري اليوممنذ 15 ساعات
في تقرير جديد نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، كشفت أن نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة عالميًا شككت بشكل جماعي في صحة العديد من التصريحات العامة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رغم إعلانه القوي دعمه للذكاء الاصطناعي وتبنّيه مشاريع طموحة في هذا المجال منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي.
ففي بداية ولايته الجديدة، أصدر «ترامب» أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تعزيز «هيمنة أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي»، وأعلن في اليوم الثاني من توليه المنصب عن مشروع ضخم تحت اسم «ستارجيت»، وصفه بأنه «أكبر مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ بلا منازع».
كما استقطب شخصيات بارزة في المجال مثل سام ألتمان، ولاري إليسون، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرج، سعيًا لتعزيز التفوق الأمريكي في هذا القطاع الحيوي.
ويتضمن مشروع قانون الموازنة الذي قدمه بندًا مثيرًا للجدل يمنع حكومات الولايات من تنظيم الذكاء الاصطناعي لمدة 10 سنوات، بهدف تسريع الابتكار وتقوية موقع الولايات المتحدة في السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي.
لكن وفقًا لـ«واشنطن بوست»، فإن دعم ترامب للذكاء الاصطناعي لم يقابله دعم من الطرف الآخر، إذ أظهر تحليل أجرته الصحيفة باستخدام 5 من أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي وهي (ChatGPT من OpenAI، وClaude من Anthropic، وGrok من xAI، وGemini من Google، وPerplexity )أن هذه النماذج المستقلة دحضت أغلب مزاعمه العلنية.
وأجرت الصحيفة ما يُعرف في المجال الإحصائي بـ«فحص موثوقية التقييم المتبادل»، حيث طُلب من النماذج التحقق من صحة 20 من أبرز تصريحات ترامب المتكررة، والنتيجة كانت لافتة في 16 من أصل 20 حالة، رفضت أغلبية النماذج (3 من 5 على الأقل) مزاعم ترامب، و15 حالة من الـ16، اتفقت النماذج 5 بالكامل على عدم صحة تلك التصريحات.
حتى في الحالات التي لم يكن فيها إجماع كامل، كانت الردود تشير إلى تفنيد جزئي أو تحفظات على دقة أقوال الرئيس.
سلط تقرير واشنطن بوست الضوء على مفارقة لافتة، رجل يدفع بقوة نحو مستقبل تكنولوجي يقوده الذكاء الاصطناعي، بينما هذا الذكاء نفسه لا يمنحه الثقة ذاتها.
وعندما سألت «واشنطن بوست» الذكاء الاصطناعي شات «جي بي تي» و«جروك»، هل ستكون سياسات التعريفات الجمركية الحالية التي ينتهجها ترامب تضخمية؟
رد شات «جي بي تي» قائلًا: «نعم، من المرجح أن تؤدي التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب إلى رفع أسعار المستهلك في الأمد القريب إلى المتوسط، مما يساهم في التضخم ما لم يتم تعويضه بقوى انكماشية أخرى»، في حين رد «جروك»: «من المرجح أن تكون سياسات التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب في عام 2025 تضخمية، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة تتراوح بين 1% و2.3%، وهو ما يعادل 1200 دولار إلى 3800 دولار لكل أسرة في عام 2025».
وكان ثاني سؤال طرحته الصحيفة، هل يتم استغلال الولايات المتحدة في التجارة من قبل شركائها الدوليين؟
فرد «شات جي بي تي» لا يتم «استغلال» الولايات المتحدة على نطاق واسع- ولكن هناك مجالات حقيقية حيث تكون الممارسات التجارية غير عادلة أو غير متكافئة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصين، وإلى حد أقل، (الاتحاد الأوروبي) وبعض البلدان النامية، بينما قال Perplexity :«تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري كبير مع العديد من الشركاء الرئيسيين، ومع ذلك، فإن الواقع الاقتصادي أكثر تعقيدًا: فالعجز التجاري لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة تخسرأو تُستغل، فالرأي العام يدعم عمومًا التجارة الحر».
السؤال الثالت، هل تشكل استثمارات ترامب في العملات المشفرة تضاربًا في المصالح؟
ورد Claude: نعم، إن استثمارات ترامب في العملات المشفرة تثير مخاوف كبيرة بشأن تضارب المصالح، وقد أصبحت هذه قضية رئيسية منذ توليه منصبه، فيما ذكر «جروك»: استثمارات ترامب في العملات المشفرة... تُشير بقوة إلى وجود تضارب في المصالح، نظرًا لسياسات إدارته المؤيدة للعملات المشفرة، ومكاسبه المالية الشخصية، وأحداث مثل حفل ترامب، الذي يُشير إلى بيع الوصول. الاستثمارات الأجنبية والتوقفات التنظيمية تُفاقم المخاوف بشأن النفوذ والفساد«.
السؤال الرابع: هل تمكنت وزارة كفاءة الحكومة فعلًا من العثور على مئات المليارات من الدولارات من الاحتيال؟
رد «Gemini» قائلًا: «إن ادعاء دونالد ترامب بأن شركة دوج قد اكتشفت عمليات احتيال بمئات المليارات من الدولارات «مُضلِّلٌ للغاية. فبينما توجد بالفعل مشكلة مُعترف بها، فإن شركة دوج لم تُعزِ مدخراتها المزعومة إلى الاحتيال فحسب؛ بل كثيرًا ما نسبت الفضل لنفسها في عمليات احتيال، مُكتشفة بالفعل؛ وقدمت مدخرات مُقدَّرة طُعِنَ فيها، فيما رد «جروك»: لم تُثبت وزارة كفاءة الحكومة مزاعم اكتشاف مئات المليارات من الدولارات من الاحتيال، وتُعدّ مدخرات وزارة كفاءة الحكومة المُوثّقة (2-8.6 مليار دولار) جزءًا ضئيلًا من ادعائها البالغ 55 مليار دولار، وغالبًا ما ترتبط بتخفيضات أيديولوجية (مثل DEI وUSAID) بدلًا من إثبات الاحتيال. ويشير خبراء قانونيون إلى أن ادعاءات ترامب وماسك تفتقر إلى أدلة قاطعة على وجود نية إجرام».
السؤال الخامس: هل جامعة هارفارد أكثر معاداة للسامية من الجامعات الأخرى؟
قال شات «جي بي تي»: «لا تعتبر جامعة هارفارد أكثر معاداة للسامية من الجامعات المماثلة بشكل ملحوظ، ولكنها أصبحت نقطة محورية في النقاش الوطني والسياسي الأوسع حول معاداة السامية في الحرم الجامعي»، بينما رد «Claude»: «تشير الأدلة إلى أن جامعة هارفارد تعاني من مشاكل خطيرة تتعلق بمعاداة السامية، مما يضعها بين أسوأ الجامعات الكبرى أداءً، ولكن هذا جزء من نمط أوسع يؤثر على العديد من المؤسسات النخبوية بدلًا من أن يكون مشكلة فريدة من نوع».
السؤال السادس: هل ترامب على حق عندما يقول أن وسائل الإعلام «غير صادقة» أو «تكذب»؟
أشار Perplexity: أن توجد أي أدلة لا تدعم التحقق من صحة الزعم العام بأن وسائل الإعلام الأمريكية «غير نزيهة» أو «تكذب». سجل دونالد ترامب الحافل بالتصريحات الكاذبة والمضللة موثق جيدًا، ويتجاوز بكثير معدل وحجم المغالطات الموجودة في تقارير وسائل الإعلام الرئيسية. ويُنظر إلى هجماته على وسائل الإعلام على نطاق واسع على أنها تكتيك سياسي أكثر منها تقييمًا دقيقًا للصحافة، فيما رد «شات جي بي تي»: ترامب مُحقٌّ في وجود تحيز إعلامي وأخطاء وتضليل إعلامي، وأن بعض القصص مُضلِّلة. لكن ادعاءه المُطلق بأن «الإعلام غير نزيه بطبيعته أويكذب دائمًا» مُضلِّلٌ ويخدم مصالحه الشخصية، الحقيقة أكثر تعقيدًا: «الصحافة مُعيبة، لكنها لا تزال حيوية، وتصنيف جميع وسائل الإعلام في كيان واحد فاسد أمرٌ خطيرٌ بقدر ما هو غير دقيق».
السؤال السابع: هل أدت المقابلة التي أجراها برنامج «60 دقيقة» مع نائبة الرئيس كامالا هاريس والتي تم بثها في أكتوبر إلى تشويه الحقيقة والإضرار بترشيح ترامب؟
رد «جروك»: لم تُشوّه مقابلة كامالا هاريس، التي أُجريت في برنامج «60 دقيقة»، في 7 أكتوبر 2024، الحقيقةَ بشكلٍ مُضلّل، كما زعم ترامب. استخدم تحرير قناة سي بي إس مقاطعَ مُختلفة من ردّ هاريس على السؤال نفسه، وهي ممارسةٌ مُعتادةٌ لضيق الوقت، وليست محاولةً مُتعمّدةً للتضليل، كما أكّد النصّ المفصل.
السؤال الثامن: هل كان الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 خطأ الرئيس جو بايدن؟
أوضح Gemini أن الغالبية العظمى من الخبراء والهيئات الدولية، تنسب غزو عام 2022 مباشرة إلى قرارات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وأهدافه الجيوسياسية طويلة الأمد، وعملت إدارة الرئيس بايدن على ردع الغزو من خلال الدبلوماسية والتحذيرات، وقادت استجابة دولية قوية لدعم أوكرانيا، بينما رد «كلود»: تشير الأدلة إلى أنه في حين أن بعض سياسات الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن ربما كانت دون المستوى الأمثل، فإن بوتين يتحمل المسؤولية الأساسية عن اختيار غزو دولة ذات سيادة.
السؤال التاسع: هل كان الاقتصاد الأمريكي الأسوأ في عهد رئاسة بايدن؟
قال Gemini إنه في حين اتسمت رئاسة بايدن بارتفاع معدلات التضخم، إلا أن مؤشرات اقتصادية رئيسية أخرى، مثل خلق فرص العمل، ومعدلات البطالة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي، وتأسيس الشركات الجديدة، تشير إلى اقتصاد قوي ومرن. إن وصفه بأنه «الأسوأ في التاريخ» لا تدعمه البيانات الاقتصادية والسوابق التاريخ.
السؤال العاشر: هل كانت إدارة بايدن مسؤولة عن ارتفاع مستويات التضخم بعد جائحة كوفيد-19 وحتى عام 2024؟
أشار Claude إلى أن إدارة بايدن تتحمل جزءًا من المسؤولية عن مستويات التضخم المرتفعة بعد جائحة كوفيد-19، لكنها لم تكن السبب الوحيد أو حتى الأساسي... في حين ساهمت خطة الإنقاذ الأمريكية في الضغوط التضخمية من خلال تعزيز الطلب خلال فترة تقييد العرض، فإن معظم التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن اضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع أسعار الطاقة، وتأثيرات الوباء العالمي كانت محركات أكثر أهمية.
السؤال الـ 11: هل دخل 21 مليون مهاجر غير شرعي الولايات المتحدة [خلال إدارة بايدن]؟ وهل كان العديد منهم قتلة، أو تجار بشر، أو أعضاء عصابات، أو أنواع أخرى من المجرمين الخطيرين؟
رد «شات جي بي تي» على ذلك: «كلا، إن الادعاء بأن 21 مليون مهاجر غير شرعي دخلوا الولايات المتحدة ــ وأن كثيرين منهم قتلة أو متاجرون أو أعضاء في عصابات ــ مضلل إلى حد كبير، ولا تدعمه بيانات مؤكدة، وكثيرا ما يستخدم في الخطاب المسيس أو التحريض، فيما قال «جروك»: إن الادعاء بدخول 21 مليون مهاجر غير شرعي إلى الولايات المتحدة ادعاءٌ زائف. تُظهر بيانات هيئة الجمارك وحماية الحدود 10.8 مليون لقاء و2.3 مليون هروب خلال الفترة من السنة المالية 2021 إلى 2024، مع احتمال وصول صافي عدد الداخلين إلى الولايات المتحدة إلى 3-5 ملايين، بينما يظل إجمالي عدد السكان غير الموثقين يتراوح بين 11 و13 مليونًا. إن الادعاء بأن»العديد منهم«قتلة أو متاجرون بالبشر أو أعضاء في عصابات هو ادعاء مبالغ فيه. يشمل عدد غير المواطنين المدانين البالغ 425،431 (5-6% من غير الموثقين) 13،099 قاتلًا و15،811 معتديًا جنسيًا، لكن هؤلاء يمتدون لعقود، ويشملون مهاجرين شرعيين، ومعظمهم من فترة ما قبل بايدن.
وأشات الصحيفة الأمريكية في ملحوظة هامة إلى أن «جروك» يتناقض مع نفسه، حيث يزعم بشكل غير صحيح أن 425،431 من غير المواطنين المدانين يمثلون ما بين 5 إلى 6% من السكان غير المسجلين، في حين أن الرقم يمثل حوالي 3% فقط.
السؤال الـ 12: هل كان مثيرو الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 «وطنيين» أم «أبطال»؟
ذكر «شات جي بي تي»: «أن وصف مثيري الشغب في الكابيتول بـ «الوطنيين» أو«الأبطال» يتجاهل الحقائق، ويقوض سيادة القانون، ويسيء إلى العملية الديمقراطية. فبينما يحق للناس الاحتجاج سلميًا، فإن من استخدموا العنف لقلب نتائج الانتخابات تجاوزوا الحدود، وعوملوا وفقًا لذلك من قبل المحاكم وأجهزة إنفاذ القانون والمؤرخين».
السؤال الـ 13: هل سُرقت الانتخابات الرئاسية لعام 2020 من ترامب؟
كان رد Gemini على هذا السؤال بـ لا، مشيرًا إلى أن الإجماع الساحق من جميع المصادر الرسمية والموثوقة هو أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لم تُسرق، وعلى الرغم من الادعاءات المستمرة من جانب دونالد ترامب وأنصاره، فلا يوجد دليل موثوق من المحاكم أو مسؤولي الانتخابات أو التحقيقات المستقلة لدعم هذا الادعاء.
السؤال الـ 14: هل ترامب هو الرئيس الأكثر كذبًا في تاريخ الولايات المتحدة؟
قال Perplexity استنادًا إلى بيانات التحقق من الحقائق المتاحة وتحليلات الخبراء، يُعتبر دونالد ترامب الرئيس الأكثر كذبًا في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد وتواتر التصريحات الكاذبة أو المضللة «وClaude»: «وبدلًا من تصنيف الكذب الرئاسي بشكل نهائي، فمن الأدق أن نقول إن نهج ترامب في قول الحقيقة كان متكررًا وعلنيًا بشكل مميز بطرق مختلفة عن أسلافه، مع الاعتراف بأن الخداع الرئاسي كان للأسف سمة متكررة في جميع أنحاء التاريخ الأمريكي».
واختتمت الصحيفة بسؤال هام وهو، كيف سيرد «ترامب» على نفي نماذج الذكاء الاصطناعي الـ 5 شبه الإجماعي لادعاءاته؟ ربما بنفس طريقته في الرد على الأخبار غير المواتية، أي بتشويه سمعة المعارضة، ولكن هل سينكر التكنولوجيا التي يروج لها بحزم؟ أم أن هناك خطأً جوهريًا في دقة نماذج الذكاء الاصطناعي التي لم يتم إدراكها على نطاق واسع؟.
واضافت «واشنطن بوست» أن الحقيقة البسيطة التي يشير إليها تحليلها هي، إما أن الرئيس مخطئ، أو أن التكنولوجيا فاشلة، موضحة :«نترك لكم الاختيار، ولكن كما قال ألدوس هكسلي»: «الحقائق لا تزول بتجاهلها».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبو لحية لـ لدستور: ملف الهدنة يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل والحذر
أبو لحية لـ لدستور: ملف الهدنة يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل والحذر

الدستور

timeمنذ 23 دقائق

  • الدستور

أبو لحية لـ لدستور: ملف الهدنة يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل والحذر

قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، في ضوء التصريحات الصادرة عن ترامب بشأن قرب التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، يبدو أن الملف يمر بلحظة مفصلية تحمل الكثير من الأمل، ولكن أيضًا الكثير من الحذر. الكرة في ملعب حماس الآن وتابع أبو لحية في تصريحات لـ"الدستور"، ترامب أعلن أن إسرائيل وافقت على بنود الاتفاق، وأن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، معتبرًا أن الهدنة باتت وشيكة، مشيرًا إلى دور الوسطاء، خاصة القاهرة والدوحة، الذين يبذلون جهودًا جبارة لتقريب وجهات النظر وتقديم مقترحات لتضييق فجوة الخلاف بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وأشار أبو لحية إلى أن اللافت في الأمر أن ترامب، الذي يتحرك الآن بكل قوة وطموح نحو نيل جائزة نوبل للسلام، بات مقتنعًا أن مفتاح هذا الباب الدولي الرفيع يكمن في إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما يفسر جزءًا من حماسه المفاجئ لإنجاز اتفاق الهدنة، ليس فقط كمسعى إنساني أو سياسي، بل كخطوة محسوبة ضمن طموحاته الشخصية والدولية. وأوضح، أن هذه التصريحات، رغم أهميتها، لا يمكن فصلها عن السياق الذي سمعنا فيه عبارات مشابهة سابقًا دون أن تُترجم إلى تهدئة حقيقية أو وقف فعلي للعدوان. وتابع: "علينا أن ندرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يُفَضّل استمرار الحرب، ليس انطلاقًا من ضرورات أمنية أو عسكرية بقدر ما هو مدفوع باعتبارات سياسية داخلية، حيث يشكل استمرار القتال ورقة ضغط وصرف للأنظار عن أزماته الداخلية المتفاقمة". وأشار إلى أن هذا ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق حقيقي محفوفة بالمخاطر، إذ قد تُفشلها حسابات نتنياهو الشخصية، رغم موافقة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية على بنود الاتفاق. الوضع الإنساني يزداد كارثية يوما بعد يوم وشدد أبو لحية على أن الوضع الإنساني في غزة يزداد كارثية يومًا بعد يوم، ومعاناة المدنيين بلغت مستوى لا يمكن وصفه إلا بأنه جحيم مفتوح على الأرض، ولم يعد هناك ما يمكن تسميته بأهداف عسكرية أو عمليات نوعية، بل نشهد حملة قتل منهجية للمدنيين الأبرياء، تجري بلا أي مبرر أمني سوى الإمعان في التدمير والانتقام الجماعي، إنها وحشية غير مسبوقة، جريمة إبادة مكتملة الأركان، تدين ليس فقط من يرتكبها، بل تدين أيضًا المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا منذ قرابة عامين من العدوان المتواصل. حرب كشفت بوضوح زيف ادعاءات النظام الدولي، وعرّت ازدواجية المعايير، وأظهرت هشاشة المؤسسات الأممية التي لم تعد قادرة حتى على إصدار موقف أخلاقي، ناهيك عن ردع الجريمة. وأوضح أبو لحية أن الحديث عن تنفيذ الهدنة قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن يبقى مرهونًا بمدى الضغط الحقيقي الذي يمكن أن تمارسه القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للجم الرغبة الإسرائيلية في استمرار حرب الإبادة. واختتم أبو لحية تصريحاته قائلا: "بالرغم من كل الشكوك المشروعة، فإن أي فرصة يجب أن تُستثمر، حتى وإن تضمنت بعض التنازلات المؤلمة، لأن وقف إطلاق النار، ولو ليوم واحد فقط، هو إنقاذ لأرواح لا تُقدّر بثمن، وهو مكسب إنساني وسياسي يجب عدم التفريط به في ظل هذا المشهد الدموي المستمر. الهدنة قد لا تنهي الحرب، لكنها قد تكون بداية طريق لإنهاء المجازر، ولإعادة فتح الباب أمام حل سياسي يضع حدًا لهذه الكارثة التاريخية".

شروط نتنياهو تقوّض وساطة ترامب: لا تهدئة دون نزع سلاح حماس
شروط نتنياهو تقوّض وساطة ترامب: لا تهدئة دون نزع سلاح حماس

الدستور

timeمنذ 23 دقائق

  • الدستور

شروط نتنياهو تقوّض وساطة ترامب: لا تهدئة دون نزع سلاح حماس

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء ما وصفه بـ"العودة إلى حماس"، مؤكدًا أن إسرائيل لن تقبل بأي صيغة تؤدي إلى بقاء الحركة في قطاع غزة، وذلك في أول تعليق له عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ما أسماه "الاقتراح النهائي" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بين إسرائيل وحماس. اقتراح وقف النار فوري في غزة وكان ترامب قد أطلق مبادرة عبر منشور على منصة "تروث سوشيال" يقترح فيها وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة، يشمل إطلاق سراح 50 محتجزة إسرائيلية لدى حماس مقابل تخفيف العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية أكثر فاعلية في القطاع، الذي يواجه كارثة إنسانية متفاقمة منذ بدء الحرب قبل نحو 20 شهرًا. ولكن نتنياهو، خلال كلمته في اجتماع خاص لشركة "أنابيب ترانس-إسرائيل"، رد بشكل صارم على المبادرة قائلاً: "لن يكون هناك حماس، ولن يكون هناك حماستان، ونحن لن نعود إلى ذلك. ولقد انتهى الأمر". هذا التصريح اعتُبر بمثابة رفض مباشر لمقترح ترامب، الذي لا يزال يلقى دعمًا داخل بعض دوائر الإدارة الأمريكية والمؤسسات الدولية. الرفض الإسرائيلي يأتي في وقت بالغ الحساسية؛ إذ إن المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس، بوساطة مصرية وقطرية وبتنسيق أمريكي، تمر بحالة من الجمود منذ أسابيع. وتسعى الأطراف الوسيطة إلى "جسر الهوة"، كما وصفتها حماس، من خلال ضمانات متبادلة بشأن مستقبل القطاع، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مقابل إنهاء دائم لإطلاق النار. وفي موازاة ذلك، لا يزال قطاع غزة يعاني من أوضاع إنسانية كارثية. فقد أدى القصف الإسرائيلي المكثف إلى تدمير البنية التحتية، ونزوح أكثر من 80% من السكان. وفي مدينة غزة، شوهد نازحون وهم يملأون جِرار المياه من صهاريج متنقلة، في مشهد يعكس مأساة انعدام مياه الشرب النظيفة. ووفقاً لتقارير المنظمات الأممية، فإن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الأمراض بسبب نقص المياه والغذاء والدواء. سياسيًا، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل الإسرائيلي، حيث أظهرت استطلاعات حديثة أن غالبية الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تضمن عودة الرهائن. في المقابل، يخشى نتنياهو من خسارة دعم اليمين المتطرف في حكومته حال قبول أي اتفاق يكرّس بقاء حماس في الحكم. وفي ظل هذا التناقض الصارخ بين المبادرات الأمريكية والرفض الإسرائيلي، يبقى مستقبل غزة معلقًا، حيث لا حلّ عسكريًا واضحًا في الأفق، ولا مسار دبلوماسي قادر حتى الآن على فرض خارطة طريق مستدامة. أما الشعب الفلسطيني في القطاع، فيدفع ثمن المواقف السياسية المتضاربة، تحت القصف والجوع والنزوح.

الرقب لـ الدستور: تفاهمات تقود نحو تهدئة مؤقتة وترامب قد يعلن عن الصفقة قريبًا
الرقب لـ الدستور: تفاهمات تقود نحو تهدئة مؤقتة وترامب قد يعلن عن الصفقة قريبًا

الدستور

timeمنذ 34 دقائق

  • الدستور

الرقب لـ الدستور: تفاهمات تقود نحو تهدئة مؤقتة وترامب قد يعلن عن الصفقة قريبًا

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن التطورات الأخيرة تشير إلى اقتراب التوصل إلى تهدئة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تحدث فيها عن موافقة إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع الإفراج عن المختطفين، وشكر خلالها مصر وقطر على دورهما في الوساطة. وأوضح الرقب في تصريحات لـ"الدستور"، أن الحديث تحوّل من صفقة شاملة إلى صفقة مؤقتة، قد يتم الإعلان عنها رسميًا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، أو خلال مؤتمر صحفي مشترك، يُرجّح عقده يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل. الأجواء تميل نجو قبول الصفقة رغم صعوبة الظروف وأضاف أن حماس في البداية أبدت بعض التحفّظات، مطالبة بضمانات أمريكية لوقف الحرب، لكنها لم تتسلّم حتى الآن الرد الإسرائيلي النهائي، مشيرًا إلى أن بعض الملاحظات والتحفظات من جانب الحركة تبدو طبيعية في ظل تعقيد المشهد الميداني. وختم الرقب بالإشارة إلى أن الأجواء تميل نحو قبول الصفقة، رغم صعوبة الظروف، مرجّحًا إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة. وسبق، وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن إسرائيل أبدت موافقة على المقترح الأمريكي لوقف حرب غزة لمدة 60 يومًا وتحرير 10 محتجزين، بينما أبدت حركة حماس تخوفاتها من المقترح. وتابع الموقع أن الحركة الفلسطينية لم تبد حتى الآن إشارة إلى نيتها التعامل بجدية مع الطرح الأمريكي. وتصرّ الحركة على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانًا أمريكيًا واضحًا بأن الهدنة المؤقتة ستؤدي إلى إنهاء دائم للحرب، وهو الشرط الذي لا تزال إسرائيل ترفضه. وأكد مسؤول إسرائيلي أن بلاده مستعدة لتعديل صياغة بعض البنود لتقريب المواقف، لكنها لن تلتزم مسبقًا بإنهاء الحرب. وأضاف: "لا مشكلة لدينا في تعديل بعض الصياغات، لكن حماس تطالب بضمان مؤكد لإنهاء الحرب، وهذا لن يحصلوا عليه"نزار نزال: المقترح المتداول يعيد ورقة "ويتكوف" بشكل معدل وحماس تواجه معادلة صعبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store