
ترامب يخوض معركة لإنقاذ نتنياهو من القضاء الإسرائيلي
خلفية الاتهامات
يُحاكم نتنياهو منذ أربع سنوات في ثلاث قضايا أساسية تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. من بين أبرز الاتهامات:
تلقي هدايا فاخرة تزيد قيمتها عن 200 ألف دولار من رجال أعمال نافذين.
منح تسهيلات تنظيمية ضخمة بمئات الملايين من الدولارات لقطب اتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية في موقع إخباري يملكه الأخير.
ووفقًا لتقارير أمنية، فإن نتنياهو لجأ إلى سلسلة من المناورات القانونية والتشريعية لتأخير إجراءات محاكمته، بما في ذلك استخدام نفوذه كرئيس للوزراء، وهو ما أكده رئيس سابق لجهاز الشاباك، الذي اعتبر أن نتنياهو حاول توظيف سلطاته التنفيذية للتأثير على مسار العدالة.
التدخل الأمريكي وتداعياته
تصريحات ترامب أثارت جدلاً واسعًا حول استقلال القضاء في إسرائيل، خاصة أن التصريح جاء من رئيس أمريكي سابق لحليف استراتيجي يصنف ديمقراطياً. وهو ما يشير إلى اختلال واضح في الأعراف السياسية الدولية، حيث لم يُسجل من قبل تدخل مباشر من رئيس أمريكي في قضايا قضائية داخلية لدولة حليفة.
التوقيت أيضًا يثير الريبة، إذ جاء بعد أن عبّر ترامب عن غضبه من قرار نتنياهو بشن غارات على إيران عقب إعلان وقف إطلاق النار، وهو ما اعتبره ترامب تقويضًا لجهوده السياسية والدبلوماسية. ولعل هذا الشعور بالإهانة دفعه إلى توجيه ضربة أخرى، ولكن هذه المرة للنظام القضائي الإسرائيلي.
سياق الحرب في غزة:
من جهة أخرى، يبدو أن استمرار الحرب في غزة أصبح وسيلة تكتيكية لنتنياهو لتأجيل مصيره القضائي. فكلما طُرحت صفقات لوقف دائم لإطلاق النار مقابل إعادة الأسرى، رفضها نتنياهو. التحليل السياسي يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى في بقاء الأزمة العسكرية وسيلة لإبقاء الوضع السياسي متوتراً ومفتوحاً، بما يمنحه شرعية إضافية ويحول الانتباه عن محاكمته.
البُعد الشخصي والوطني:
الملفت أن نتنياهو يحمل الجنسية الأمريكية، ما قد يكون جزءًا من المبررات التي دفعت ترامب للمطالبة بالعفو عنه. لكن خلف هذا التدخل، يكمن دافع شخصي أعمق: طموح ترامب في نيل جائزة نوبل للسلام. وقف الحرب في غزة سيكون إنجازًا سياسيًا كبيرًا يرفعه على الساحة الدولية، ويدخله من جديد دائرة الترشيح والتأثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 40 دقائق
- البيان
تفاؤل حذر يخيّم على جهود الهدنة في غزة
يسود بعض التفاؤل الحذر بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، حيث عقد لقاءان بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تحدث عن قرب التوصل لاتفاق، بالتوازي مع مباحثات الدوحة، في حين وصلت ميناء حيفا، أمس، شحنة من المعدات العسكرية الأمريكية هي الأكبر في تاريخ العلاقات بين الجانبين. ووفقاً لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تشمل الشحنة العسكرية الأمريكية أسلحة وذخائر ومعدات لدعم العمليات البرية وعشرات الجرافات من طراز D9، كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن منعت توريدها لإسرائيل. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: «إن الشحنة تعد جزءاً من جهود تسليح تقدر بمليارات الشواقل، وإن قرار رفع التجميد اتخذ في أواخر يناير، بعد أيام من تولي دونالد ترامب منصبه، ما مهد الطريق لنقل المعدات المتوقفة». وأكد المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، اللواء (احتياط) أمير برعام، أن المعدات ستستخدم لتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي خلال ما وصفه بـ«الحملة الحالية» على غزة، واستعداداً لاحتياجات العقد المقبل، مضيفاً أن إسرائيل استقبلت في الأسابيع الأخيرة العديد من السفن وطائرات الشحن ضمن ما وصفه بـ«أكبر قطار جوي وبحري في تاريخ إسرائيل»، حيث نقل أكثر من 100 ألف طن من المعدات العسكرية عبر 870 رحلة جوية و144 بارجة. ووفقاً لـ«يديعوت أحرنوت»، ستستخدم الشحنة الأخيرة، التي أشرفت على تنسيقها بعثة المشتريات الإسرائيلية في الولايات المتحدة ووحدات التخطيط والنقل العسكري، في توسيع العمليات البرية الإسرائيلية في غزة، متحدثة عن مؤشرات على استعداد لمعركة واسعة طويلة الأمد. تفاؤل نتانياهو في الأثناء، أعرب نتانياهو عن تفاؤله، رغم الخلافات وعدم تحقيق اختراق في المحادثات حتى الآن. وقال في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية: «نتحدث عن وقف لإطلاق نار لمدة 60 يوماً، يعاد فيه نصف الرهائن الأحياء ونصف الرهائن القتلى إلى إسرائيل... نعم، أعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق». وأضاف نتانياهو على منصة إكس أنه وترامب ناقشا تبعات ما أسماه «النصر الكبير الذي حققناه على إيران» والإمكانات التي يتيحها، وذلك في أعقاب الحرب الجوية التي دارت الشهر الماضي وانضمت فيها الولايات المتحدة إلى إسرائيل في شن هجمات على مواقع نووية في إيران. ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله، إن وفداً من قطر، التي تستضيف محادثات غير مباشرة بين مفاوضين من إسرائيل وحماس، اجتمع مع مسؤولين كبار من البيت الأبيض قبل وصول نتانياهو أول من أمس. وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إن عدد القضايا التي تمنع إبرام اتفاق انخفض من أربع قضايا إلى واحدة، معبراً عن تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بحلول مطلع الأسبوع المقبل. وقال ويتكوف للصحافيين إن الاتفاق المتوقع سيشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع إطلاق سراح 10 أسرى أحياء وتسليم رفات تسعة من المتوفين. جولة جديدة وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الأحد في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تسفر عن اختراق حتى الآن. واتهم مصدران فلسطينيان مطلعان على المحادثات إسرائيل بعرقلة مفاوضات الدوحة. وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إن الوفد الإسرائيلي يرفض «قبول التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إلى غزة» وسحب جنوده من القطاع. وألقى المصدر الفلسطيني الثاني باللوم على «سياسة نتانياهو في العرقلة»، مضيفاً «كان هناك تبادل لوجهات النظر ولكن لم يحدث أي اختراق». ويستمر القصف الإسرائيلي في غزة. ولقي 22 فلسطينياً على الأقل حتفهم نهار أمس، جراء الغارات، بينهم عشرة في مخيم الشاطئ (شمال)، ستة منهم أطفال، بحسب المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل. وفي جنوب القطاع، تم نقل عدد من الأطفال المصابين إلى مستشفى ناصر، إثر قصف على خيام النازحين في المواصي. وقالت أم أحمد في المواصي: «نحن متعبون للغاية. يتحدثون يومياً عن وقف إطلاق النار، لكن المجازر مستمرة». وشككت أم محمد شعبان، وهي جدة فلسطينية فقدت ثلاثة من أحفادها في الهجوم، في وقف إطلاق النار المقترح، وقالت: «بعدما خلّصوا علينا، يقولون لنا هدنة؟».


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
خطابات الرسوم الأمريكية تصل إلى 6 دول جديدة بينها 3 عربية
وكشف ترامب عن الرسائل الجديدة عبر لقطات شاشة من موقع «تروث سوشيال». وشملت الدول الست: الفلبين وبروناي ومولدوفا، والجزائر والعراق وليبيا. 26 يوماً فاصلة في مسار حرب ترامب التجارية 100 مليار دولار إيرادات أمريكا من الرسوم الجمركية حتى الآن خلال 6 أشهر.. كيف أعاد ترامب صياغة المشهد الاقتصادي العالمي؟


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
21 شهراً على الحرب.. هل تخرج الهدنة من عنق الزجاجة؟
إذا قُدّر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو أمر يرجحه مراقبون، فإن الحرب على غزة التي دخلت شهرها الثاني والعشرين قبل يومين، ستخرج من عنق الزجاجة، ليصار بعدها - ربما - إلى ترتيب أوضاع المنطقة من غزة إلى إيران، مروراً باليمن ولبنان. في غزة، ينتظرون على أحر من الجمر، هدنة تغذي ما تبقى لهم من أمل طال انتظاره، وحياة لم تعرف الهدوء منذ بداية الحرب، حيث تقاس الليالي بالغارات وليس بالساعات، وبعدّاد الموت الذي يزهق أرواح الأبرياء. ثمة حالة من التفاؤل الحذر فرضت نفسها في غزة، إذ كل دقيقة تتوقف فيها الحرب، قد تنقذ حياة جريح ينتظر فتح المعبر، وإن أعلنت الهدنة بالفعل، سيشرب النازحون الماء حتى الارتواء، ولن يصدّقوا أن الحرب توقفت، حتى يروا سماء غزة بلا طائرات، كما يقولون. في الأوساط السياسية، يرى مراقبون أن الموقف الأمريكي شكّل تحولاً، أنتج ضغطاً سياسياً على إسرائيل، لوقف الحرب في غزة، وهذا التوجه لم يهبط على غزة عبثاً، فواشنطن تريد التفرغ لإعادة ترتيب الأوراق التي تبعثرت في الإقليم. وفي الدوحة، يبدو مسار المفاوضات استكشافياً، قبل الغوص في التفاصيل، ومما رشح لـ«البيان» أن المتفاوضين ينتظرون قراراً من واشنطن، والأمر منوط بشكل كبير ومطلق، بنتائج مباحثات ترامب مع نتانياهو. المؤشرات تقول إن الرئيس الأمريكي يريد بالفعل لهذا الاتفاق أن يتم، وفي تل أبيب هناك تيارات معارضة أخذت تغير من مواقفها، وحتى نتانياهو نفسه، أعاد التأكيد بأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أهمية قصوى بالنسبة له، فيما الجيش الإسرائيلي وضع حكومته أمام خيارات محدودة، إما فرض حكم عسكري على غزة وهذا ينطوي على مغامرة بأرواح المحتجزين، أو التوصل إلى اتفاق، وعليه، فكل المعطيات تؤشر على الذهاب نحو هدنة ثانية. المحلل السياسي محمد دراغمة، يرى أن مسار المفاوضات في الدوحة يبدو فنياً وتفصيلياً لبنود التهدئة، فعندما يتفق ترامب مع نتانياهو على بدء تنفيذ الاتفاق، يمكن جسر الخلافات حول قضايا من نوع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، وأين سينتشر الجيش الإسرائيلي، وأماكن توزيع المساعدات الإنسانية. ويواصل: «هذه تصبح تفاصيل صغيرة، أمام الصورة الكبرى وهي نية ترامب بإنهاء الحرب في غزة، من خلال التوصل إلى هدنة الـ60 يوماً، ومن ثم الذهاب للصفقة الأشمل، التي تتناول شروط إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى الترتيبات الإقليمية». ووسط أجواء من الترقب والقلق، يتابع أهالي غزة، الأنباء القادمة من الدوحة وواشنطن على حد سواء، وتتزايد آمالهم في وقف الحرب، التي أكملت شهرها الـ21، وأتت على كل شيء في قطاع غزة، وفي الشوارع والأحياء المدمرة، وحتى في خيام النزوح، يلتف الغزيون حول أجهزة الراديو، والهواتف النقالة المزودة بخدمة الانترنت، مترقبين كل جديد بشأن مفاوضات التهدئة.